لماذا يصعب على الأمريكيين مواجهة ترامب؟- في الإيكونومست

لماذا يصعب على الأمريكيين مواجهة ترامب؟- في الإيكونومست

في عرض الصحف ليوم الجمعة الخامس من أيلول/أيلول، نتناول مقالاً في الإيكونومست يتحدث عن أسباب عدم القدرة على مواجهة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وفي وول ستريت جورنال يتحدث مقال عن قرارات الأخير فيما يتعلق بجامعة هارفارد. وفي نيويورك تايمز جورجيو أرماني، المصمم الذي أعاد صياغة قواعد الموضة مرتين في حياته وتوفي عن 91 عاماً.

ونبدأ من مقال الإيكونومست الذي يجادل بأن “ترامب غير محبوب، فلماذا إذاً تصعب مواجهته؟”

“حكم الفرد الواحد خطأ”

تنطلق صحيفة الإيكونومست من الفكرة السياسية التي تعتقد أنها ربطت الأمريكيين معاً خلال الربع الأول من ألفيتهم، وهي أن “حكم الفرد الواحد خطأ”. في ذات الوقت يتفق غالبية الأمريكيين أيضاً أن الحكومة الفيدرالية “بطيئة وغير كفؤة”.

وتقول الصحيفة إنه رغم اجتماع أمور تجعل من المستحيل على رجل واحد أن يحكم بإملاءات من البيت الأبيض، إلا أن الرئيس الأمريكي الحالي يقوم بذلك، ضاربة عدة أمثلة على أفعاله منها “إرسال القوات، وفرض الرسوم الجمركية، وفرض السيطرة على البنك المركزي، والاستحواذ على حصص في شركات، وتخويف المواطنين لإخضاعهم”.

يعيد المقال المعنون بـ “”دونالد ترامب غير محبوب. لماذا يصعب مواجهته؟”، الإشارة إلى ملاحظته مستدلاً بنسبة مئوية، لافتاً إلى أن نسبة تأييد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعادل (-14) نقطة مئوية، غير أن الحال لم يكن أفضل مع سلفه الديمقراطي جو بايدن.

ويتساءل المقال: “غالبية الأمريكيين لا يوافقون على ترامب، ومع ذلك يبدو أنه يحقق أهدافه في كل مكان. لماذا؟

إحدى الإجابات على هذا السؤال من وجهة نظر المقال، هي أن ترامب “يتحرك أسرع بكثير من القوى المثقلة التي تُقيده. إنه أشبه بخوارزمية تيك توك، يجذب الانتباه ثم ينتقل إلى الخطوة التالية قبل أن يكتشف خصومه ما حدث للتو”، مستغلاً الوقت الذي يأخذه القضاء لإصدار أحكامه.

أما الإجابة الثانية التي يفترضها المقال أن “الحزب الجمهوري يتركه دائماً يفعل ما يريد. وليس الأمر مجرد هيمنة وتأييد بنسبة تقارب 90 في المئة بين الجمهوريين، بل إن الفكرة الأساسية للحزب هي أن ترامب دائماً على حق، حتى عندما يُناقض نفسه”.

ورغم أن مؤسسات مستقلة، مثل بعض الشركات أو الجامعات أو المؤسسات إخبارية قد تعارض ترامب، لكنها تُعاني من مشكلة تنسيق. وما هو سيء لجامعة هارفارد على سبيل المثال، قد لا يكون سيئاً لمنافسيها، بحسب الصحيفة.

الحل يكمن لدى الديمقراطيين وفق المقال الذي يصفهم بـ “المرتبكين”.

ويشرح المقال “تضررت سمعة الديمقراطيين. يحظى الديمقراطيون بثقة أكبر من الناخبين في الرعاية الصحية والبيئة والديمقراطية. ولكن في العديد من القضايا التي تهم الناخبين، بما في ذلك الجريمة والهجرة، يفضلون الجمهوريين”. “لم تعد التركيبة السكانية حليفاً للديمقراطيين. وفي عهد ترامب، حقق الجمهوريون تقدماً مع الناخبين غير البيض والشباب. وخسر الديمقراطيون الطبقة العاملة البيضاء. وعلى الرغم من أن أكثر الناخبين تعليماً يُحبونهم، إلا أن 40 في المئة فقط من الأمريكيين الذين تبلغ أعمارهم 25 عاماً فأكثر يحملون شهادة جامعية”.

  • ماذا سيحدث بعد الحكم بعدم قانونية رسوم ترامب الجمركية؟
  • أزمة طلاب هارفارد الأجانب: الخوف والقلق ومعركة من أجل حرية التعليم الأكاديمي
اسم هارفارد باللون الأبيض وباللغة الإنجليزية على لافتة حمراء بجانب مبنى أبيض وسكري اللون. مقابله شارع معبد ومخطط وعدد من المباني على الجانب الآخر وقطار.
كلية هارفارد تي إتش تشان للصحة العامة في بوسطن، ماساتشوستس، الولايات المتحدة الأمريكية. الأحد 27 تموز/تموز 2025.

انتصار باهظ الثمن

وإلى وول ستريت جورنال، التي خصصت مقال هيئة التحرير للحديث عن “انتصار جامعة هارفارد قانونياً الأربعاء، عندما حكم قاضٍ فيدرالي بأن إدارة ترامب ألغت بشكل غير قانوني منحاً بقيمة 2.2 مليار دولار”.

وتصف الصحيفة الحكم القضائي لصالح هارفارد بـ “باهظ الثمن”، إذ يبدو أن “الرئيس ترامب مستعد لمواصلة استخدام السلطة الحكومية، بل وإساءة استخدامها أحياناً، لمعاقبة الجامعة إذا لم تستسلم دون قيد أو شرط”.

وتلفت الصحيفة إلى أن “البيت الأبيض يشن حرباً متعددة الجبهات ضد هارفارد، تشمل قطع التمويل الفيدرالي، وحظر تسجيل الطلبة الأجانب، وتهديد وضعها المعفي من الضرائب، بل وحتى براءات اختراعها”.

تشيد الصحيفة بأهداف ترامب من حربه المعلنة على هارفارد بما أسمته “تطهير الحرم الجامعي من الفساد المعادي للسامية”، على حد تعبير المقال.

لكن تعيد الصحيفة انتقاد ترامب لأن “أساليبه القاسية تُلحق الضرر بسيادة القانون والتعديل الأول [من الدستور الأمريكي ويشمل حماية الحريات]”.

في الثالث من نيسان/نيسان، أرسلت الحكومة إلى هارفارد قائمة “شروط مسبقة” لمواصلة تلقي الأموال الفيدرالية. كما سعت الحكومة إلى الحصول على حق امتياز أولي على جميع أصول هارفارد “كضمان” في حال عدم امتثال هارفارد لمطالبها. إلا أن القضاء قرر أن “قطع التمويل لم يتبع الإجراءات القانونية السليمة بموجب قانون الحقوق المدنية أو قانون الإجراءات الإدارية. والأهم من ذلك، أنه ينتهك التعديل الأول”.

تقول الصحيفة في نهاية مقالها “هددت الإدارة الأمريكية بأنها ستطلق كل ما في جعبتها من أسلحة ثقيلة ضد جامعة هارفارد، بغضّ النظر عن الأضرار الجانبية. في وقت كان فيه لترامب أن يتعامل مع خسارته القانونية كإشارة للتراجع، لكن بدلاً من ذلك قد يجعله الأمر يغضب بشدة ويمضي إلى ما هو أسوأ”.

لكن ما فعله ترامب قد يستخدمه الرئيس الديمقراطي القادم “لمهاجمة المحافظين في الجامعات أو من منكري التغير المناخي، وحينها سيجد اليمين نفسه يردد نفس الأغنية التي تدافع بها هارفارد الآن”، تختم الصحيفة.

مصمم الأزياء الإيطالي جورجيو أرماني على منصة عرض أزياء في فندق أرماني دبي، مرتدياً بدلة رسمية سوداء وقميصاً أبيض وربطة عنق سوداء وحذاء رسمياً أسود، ملوحاً بيديه. وخلفه عارضو وعارضات أزياء.
مصمم الأزياء الإيطالي جورجيو أرماني على منصة عرض أزياء جورجيو أرماني “ليلة واحدة فقط في دبي” في فندق أرماني دبي. 26 تشرين الأول/تشرين الأول 2021.
  • لماذا تهيمن الأزياء الفاخرة رغم بساطة مظهرها على العروض وشاشات التلفزة هذه الأيام؟

ظل يعمل “حتى أيامه الأخيرة”

في نيويورك تايمز كتب غي تريباي، عن أيقونة الأزياء والموضة جورجيو أرماني الذي توفي الخميس عن عمر يناهز 91 عاماً في منزله في ميلانو أنه “المصمم الذي أعاد صياغة قواعد الموضة مرتين في حياته”.

ونقل إعلان شركته، مجموعة أرماني، عن وفاته، وقولها إنه “ظل يعمل حتى أيامه الأخيرة”.

يذكر المقال أبرز لمسات أرماني في عالم الموضة، البدلة الرجالية، حيث ذاع صوته بعد ابتكاره في أوائل الثمانينيات بجعل البدلة الرجالية أكثر مرونة وخفة مستلهماً ذلك من خياطي نابولي التقليديين، لتلقى رواجاً أيضاً بين النساء.

ينقل المقال عن ديبورا نادولمان لانديس، مصممة الأزياء والمؤرخة، قولها “كانت جميع نساء جيلي، بمن فيهن هيلاري كلينتون، يرتدين الجينز في الستينيات. ولكن إلى أين نتجه بعد مهرجان وودستوك؟ كيف نجعل هذه الإطلالة احترافية عندما تبدأ هؤلاء النساء بدخول سوق العمل؟ نجعلها احترافية بارتداء بدلة أنثوية من أرماني”.

وسائل الإعلام الإيطالية، أطلقت عليه لقب “الملك جورجيو”. تحالفه مع نجوم السينما جعل اسمه يكاد يكون مرادفاً لأزياء السجادة الحمراء، يشير المقال.

ويختم تريباي مقاله بالحديث عن أمنية أرماني في أن يكون مخرجاً. إذ صرّح في فيلم “صنع في ميلانو” (1990)، وهو فيلم وثائقي مدته 20 دقيقة عنه ومن إخراج مارتن سكورسيزي، “تمنيت لو كنت مخرجاً. شغفي لا يزال يسري في دمي”.

قاضية تلغي قرار ترامب تجميد تمويلات لجامعة هارفارد

قاضية تلغي قرار ترامب تجميد تمويلات لجامعة هارفارد

أمرت قاضية أميركية، الأربعاء، بإلغاء قرار تجميد التمويلات الذي اتخذته إدارة الرئيس دونالد ترامب بحق جامعة هارفارد على خلفية اتهامات بتفشي معاداة السامية والتحيّز في المؤسّسة المرموقة. وقالت القاضية الفيدرالية في بوسطن أليسون بوروز في قرارها “ألغت المحكمة أوامر التجميد وخطابات الإنهاء باعتبارها تنتهك التعديل الأول” من الدستور. وأضافت “يتمّ إلغاء وإبطال جميع عمليات التجميد وإنهاء التمويل لجامعة هارفارد والتي تمت بموجب أوامر التجميد وخطابات الإنهاء في أو بعد 14 إبريل/نيسان 2025”.

ومنذ عودته إلى البيت الأبيض في كانون الثاني/كانون الثاني الماضي، اتّهم ترامب عمداء جامعات أميركية بالضلوع في نشر أيديولوجيا “اليقظة” (ووك)، وهو مصطلح كثيرا ما يستخدمه المحافظون للإساءة للأفكار التقدمية. واتهمت إدارة ترامب هذه الجامعات أيضا بعدم توفير الحماية الكافية للطلاب اليهود أو الإسرائيليين أثناء الاحتجاجات التي جرت في جامعاتهم للمطالبة بوقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وبناء على ذلك، جمّدت إدارة ترامب ما يزيد قليلا على 2,6 مليار دولار من المنح الفدرالية لهارفارد، تشمل الرعاية الصحية، وألغت شهادة “سيفيس” التي يتم من خلالها السماح للطلاب الأجانب بالدراسة في الولايات المتحدة.

وأشارت القاضية التي نظرت في استئناف قدمته الجامعة، في قرارها إلى أنّ “معاداة السامية، كغيرها من أشكال التمييز أو التحيز، أمر لا يطاق. ومن الواضح، باعتراف هارفارد نفسها، أن الجامعة ابتليت بمعاداة السامية في السنوات الأخيرة، وكان بإمكانها (وكان ينبغي عليها) التعامل مع هذه المشكلة بشكل أفضل”. لكن في الواقع “ليس هناك رابط قوي بين مجالات البحث المتضررة من تجميد التمويل ومعاداة السامية”، وفق القرار القضائي.

(فرانس برس)

واتهمت القاضية أليسون بوروز الإدارة بـ”استخدام معاداة السامية غطاء لتنفيذ هجوم مستهدف ومدفوع أيديولوجيا على أعرق الجامعات في البلاد”.