الاحتلال يمنع انتخابات نقابة الأطباء في القدس

الاحتلال يمنع انتخابات نقابة الأطباء في القدس

منعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي نقابة الأطباء – مركز القدس من إجراء انتخاباتها اليوم الجمعة، وأغلقت مقرّ النقابة المركزي في بلدة بيت حنينا الواقعة إلى الشمال من المدينة المحتلة حتى إشعارٍ آخر. جاء ذلك عقب اقتحام شرطة الاحتلال الإسرائيلي واستخباراته مجمّع النقابات المهنية لتعطيل الانتخابات، ثمّ اعتقال كلّ من الطبيب سمير مطور المرشّح عن قائمة حركة فتح ورئيس فرع القدس في النقابة سفيان البسيط، قبل أن تفرج عنهما بعد إخضاعهما لتحقيق وفرض عقوبات عليهما.

يقول المتحدّث باسم نقابة الأطباء – مركز القدس رمزي أبو يمن لـ”العربي الجديد” إنّ “مقرّ النقابة في بلدة بيت حنينا يقع من ضمن المركز الرئيسي لمجمّع النقابات المهنية، وقد اقتحمته قوات الاحتلال وأغلقت أبوابه بحجّة عدم توفّر إذن لإجراء الانتخابات، في محاولة لمنع أيّ وجود فلسطيني فيها، على الرغم من أنّ المبنى مرخّص وفقاً للوائح القانونية ويتبع لنقابة الأطباء في الأردن منذ عام 1945، أي قبل قيام دولة الاحتلال، وتُجرى فيه الانتخابات بصورة دائمة”.

ويوضح أبو يمن أنّ قوات الاحتلال منعت الطبيبَين سفيان البسيط وسمير مطور من مغادرة القدس من ضمن العقوبات التي فرضتها عليهما، بعد اعتقالهما خلال الاقتحام واحتجازهما مدّة ساعتَين قبل الإفراج عنهما. ويرى أنّ ما نفّذه الاحتلال اليوم “يأتي في سياق فرض السيادة الإسرائيلية على المؤسسات الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس”. ويشير إلى أنّ “النقابة كانت تُجري، في الظروف الطبيعية، انتخاباتها السنوية في مقرّ بيت حنينا، لكنّ هذه هي المرّة الأولى التي تُمنَع فيها من ذلك”، مضيفاً أنّ “ذلك الأمر اضطرّها إلى نقل العملية الانتخابية مؤقتاً إلى بلدة العيزرية شرق القدس، إلى حين استكمال الانتخابات في مختلف المحافظات”.

ويبيّن المتحدّث باسم نقابة الأطباء – فرع القدس أنّ “الأطباء الذين يحقّ لهم الانتخاب هم مقدسيون فلسطينيون يحملون الهوية الإسرائيلية ويعملون في مستشفيات القدس والضفة الغربية وعياداتهما”. ويتابع أبو يمن أنّ النقابة “سوف تتّخذ إجراءات لمتابعة ما جرى من تعطيل للانتخابات وإغلاق لمقرّها بعد انتهاء العملية الانتخابية مساء اليوم”، مشيراً إلى أنّه “كان من المقرّر أن يتوجّه نحو مئة طبيب من القدس للإدلاء بأصواتهم في بيت حنينا، لكنّهم اضطروا إلى التوجه إلى العيزرية أو أريحا”.

بدوره، يوضح المستشار الإعلامي لمحافظ القدس معروف الرفاعي لـ”العربي الجديد” أنّهم في المحافظة تواصلوا منذ ساعات صباح اليوم الجمعة مع نقابة الأطباء في الأردن، وأبلغوهم بما جرى، مبيّناً أنّ “المبنى أردني والنقابة أردنية، وفرعها في القدس شأنه شأن فرعها في عمّان. كذلك يتبع المبنى الذي أُغلق لدائرة الأوقاف الإسلامية في الأردن”.

ويقول الرفاعي إنّ “الأولوية حالياً هي استكمال النصاب القانوني لإتمام العملية الانتخابية لمحافظة القدس”، مشيراً إلى أنّ “عدد الأطباء المسجّلين يبلغ 400 طبيب، فيما يتطلّب اكتمال النصاب 202 من الأطباء لإنجاح الانتخابات في مرحلتها الحالية على الأقلّ”. ويتابع أنّ “ما جرى يأتي في إطار سياسة الاحتلال الهادفة إلى منع أيّ شكل من أشكال السيادة الفلسطينية في القدس، من خلال محاربة كلّ ما هو فلسطيني، مثل ما حدث عند منع إجراء الانتخابات التشريعية في عام 2021، ولاحقاً عبر فرض العقوبات على شخصيات ورموز مقدسية مثل المحافظ عدنان غيث، وإغلاق مؤسسات وطنية، والآن عبر منع إجراء الانتخابات النقابية”.

ويؤكد الرفاعي أنّ “الاحتلال يعدّ أيّ عملية انتخابية في القدس تجسيداً لسيادة فلسطينية، الأمر الذي يسعى إلى تقويضه”، شارحاً أنّ “قرار المنع يستند إلى تعليمات مباشرة من قبل وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرّف إيتمار بن غفير، الذي أعلن صراحة عدم السماح بتنفيذ أيّ نشاط يتبع للسلطة الفلسطينية أو ترعاه في القدس”. ويكمل الرفاعي أنّ بن غفير زعم، في قراره اليوم، أنّ “أيّ طلبات رسمية لم تقدّم من أجل هذه الانتخابات، لكن من غير الممكن أنّ تتوجّه السلطة الفلسطينية أو نقابة الأطباء – فرع القدس بمثل هذا الطلب لإجراء انتخابات في مقرّ تابع للنقابة”.

ويلفت الرفاعي إلى أنّ “سلطات الاحتلال كانت قد منعت كذلك، في الخامس من تموز/ تموز الماضي، انتخابات نقابة المحامين الفلسطينيين المقرّر إجراؤها في ذلك اليوم بالقدس. واقتحم عناصر الشرطة مقرّ مجمّع النقابات المهنية ومنعوا استكمال الانتخابات، واعتقلوا 15 محامياً مقدسياً قبل الإفراج عنهم”. ويتابع الرفاعي أنّ “الاحتلال استدعى بعدها، في نهاية الشهر نفسه، نقيب المحامين الفلسطينيين فادي عباس وأبلغه بحظر عمل النقابة في القدس، على الرغم من امتلاكها مقرّاً رسمياً في المدينة، وذلك في إطار الإجراءات المتصاعدة بحقّ المؤسسات الفلسطينية”.

نقابة الأطباء الأردنية تدين منع الاحتلال انتخابات “مركز القدس”

في سياق متصل، دانت نقابة الأطباء الأردنية منع سلطات الاحتلال الإسرائيلي إجراء انتخابات نقابة الأطباء الأردنية لمركز القدس، وإغلاق مجمّع النقابات المهنية واعتقال عدد من الأطباء والعاملين هناك. وأوضحت، في بيان أصدرته اليوم الجمعة، أنّ هذا السلوك يمثّل اعتداءً مباشراً على العمل النقابي والمهني، وانتهاكاً صارخاً لحرية التنظيم والعمل النقابي ويعكس سياسة ممنهجة لطمس الحريات النقابية والتضييق على الفلسطينيين في القدس.

وشدّدت نقابة الأطباء الأردنية على أنّ هذه المآذارات التعسفية لن تنجح في تغييب حضور القدس من وجدان الأطباء الأردنيين والعرب، وستظلّ النقابة متمسّكة بحقّها وواجبها في الدفاع عن المدينة وأهلها ومؤسساتها، وبما ينسجم مع قرارات الشرعية الدولية. وأشارت إلى أنّ مجلس النقابة سوف يتابع هذا الاعتداء الخطر بالتنسيق مع الجهات الحكومية الأردنية ذات العلاقة، لاتّخاذ ما يلزم من خطوات قانونية ودبلوماسية لحماية حقّ النقابة وأعضائها في مركز القدس، وضمان استمرار دورها المهني والنقابي في المدينة.

كذلك دعت نقابة الأطباء الأردنية الاتحادات والنقابات الطبية العربية والدولية إلى التضامن دفاعاً عن حرية العمل النقابي، وإبراز الانتهاكات المتكرّرة التي تستهدف المؤسسات المدنية والمهنية في القدس المحتلة. وجدّدت تمسكها بدورها الوطني والمهني، وحرصها على أن تبقى القدس حاضرة في وجدان الأطباء الأردنيين.