هل تخسر إسرائيل إذا جمدت اتفاق تصدير الغاز إلى مصر؟

هل تخسر إسرائيل إذا جمدت اتفاق تصدير الغاز إلى مصر؟

“إحنا جيبنا جون – أحرزنا هدف – في موضوع الغاز ده يا مصريين” ، كان هذا هو نص كلام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للحاضرين في إحدى الاحتفاليات في شباط/شباط عام 2018 معلقًا على الانتقادات التي وجهت وقتها لحكومته خلال مفاوضات إبرام اتفاق لاستيراد الغاز الإسرائيلي، والذ يتم الإعلان عمه في العام 2019 .

ربما تحول هذا الهدفُ إلى هدفٍ عكسي، إذا ما صدقت بعضُ التسريبات التي نشرتها وسائل إعلام عبرية، والتي تشير إلى قرار من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعدم المُضي قدماً في تمديد الاتفاق مع الحكومة المصرية، ومراجعة بنوده، بسبب وقوف مصر أمام خُطط إسرائيلية لتهجير سكان قطاع غزة، وما ذكره نتنياهو من إخلال مصر ببنود اتفاقية السلام، عبر تعزيزات عسكرية في سيناء قرب الحدود مع إسرائيل.

  • عربي بعد تسريبات إسرائيلية، هل يعرقل نتنياهو اتفاق الغاز مع مصر؟

كانت صحيفة “يسرائيل هيوم” قد نشرت 2 أيلول/أيلول الجاري أن نتنياهو أصدر توجيهات “بعدم المضي في اتفاق الغاز الضخم مع مصر من دون موافقته الشخصية، على أن يبحث مع وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين ما إذا كان ينبغي المضي في الاتفاق، وكيفية القيام بذلك” على ضوء ما نُقِلَ عن نتنياهو من عدم التزام مصر بتعهداتها بموجب اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية الموقعة في واشنطن في العام 1979.

إسرائيل الخاسر الوحيد

وفي أول رد فعل رسمي من جانب مصر إزاء تلك التسريبات، أجرى ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات التابعة مباشرة لرئاسة الجمهورية لقاءًا مع إحدى الفضائيات المصرية، وصف خلاله تصريحات نتنياهو بشأن اتفاق الغاز مع مصر بأنها “استفزازية” وتحمل أهدافًا سياسية.

وأكد رشوان أن القاهرة قادرة على التعامل مع أي تداعيات اقتصادية أو سياسية محتملة جراء تجميد أو إلغاء اتفاقية استيراد الغاز الإسرائيلي، مشيرا إلى أن مصر لا تعتمد على مصدر واحد للطاقة، ولديها خطط بديلة لمواجهة أي تحديات ناجمة عن إلغاء الاتفاقية، وأضاف أن الجانب الإسرائيلي سيكون “الخاسر الأكبر في حال تنفيذ التهديد”.

وربط رشوان تصريحات نتنياهو بمزاعم إسرائيلية بشأن تهريب أسلحة ورهائن عبر أنفاق قطاع غزة إلى مصر، معتبراً أن هذه المزاعم تخدم أجندة “اليمين الإسرائيلي المتطرف” ومحاولات فرض سيطرة أكبر على ممر فيلادلفيا في سيناء، على حد تعبيره.

وأكد رشوان أن مصر تمثل “حائط الصد الأول” أمام مخططات التهجير والضم التي يروج لها بعض التيارات داخل إسرائيل، مشددًا على أن موقف الرئيس عبد الفتاح السيسي الرافض للتهجير، والذي أعلن عنه في تشرين الأول/تشرين الأول 2023، شكّل صدمة للحكومة الإسرائيلية.

لا يتضمن شروطًا جزائية

ويقول أحمد قنديل رئيس وحدة دراسات الطاقة بمركز الأهرام للدراسات إن إسرائيل ستخسر كثيرا إذا ما صحت التسريبات الخاصة بتجميد اتفاق الغاز مع مصر، مشيرًا إلى أن ما كان مطروحًا وأُعلن عنه في شهر آب/آب الماضي هو تمديد لاتفاق سابق جرى توقيعه عام 2019 .

وأوضح قنديل في حديثه لبي بي سي نيوز عربي أن مصر تعتبر نافذة جيدة بالنسبة لإسرائيل تستطيع من خلالها تصدير الغاز الخاص بها إلى الخارج، وتحديدا إلى الاتحاد الأوروبي في ظل أزمات الطاقة المستمرة منذ الحرب الروسية الأوكرانية قبل نحو 3 سنوات.

ويقول رئيس وحدة دراسات الطاقة بمركز الأهرام للدراسات إن الاتفاق بين مصر وإسرائيل هو اتفاق ثلاثي يشارك فيه بعض الشركات الأوروبية، لكنه بين كيانات خاصة وليست هيئات حكومية ومن ثم فهو لم يُعْرَض على البرلمان لمناقشته أو إقراره.

وأضاف أحمد قنديل إن بنود الاتفاق غير معلنة بشكل رسمي، ولكن وفقا للتسريبات التي نشرت عبر وسائل إعلام عبرية وعربية حول مضمون الاتفاق الأخير فإنه لا يتضمن أي بنود تتعلق بشروط جزائية في حال الاخلال به، كما أنه لا يتضمن اللجوء إلى التحكيم الدولي، وجرى خلاله فك الارتباط بين سعر النفط من خام برنت والمكافئ له بالوحدات الحرارية من الغاز، وبالتالي فإن السعر غير مرتبط بأسعار البترول التي تواصل الانخفاض أو تتذبذب عالميًا.

كما أن هذا الاتفاق – وفقا لهذه التسريبات – يتضمن بندا مهما حول توريد مصر سعر الغاز الذي يتم استيراده مقدما وحتى في حالة عدم استلامه إذا ما حالت الظروف دون ذلك، لكن من حق الشركات المصرية وأيضا الإسرائيلية الاتجاه إلى المحاكم التجارية الدولية لإثبات الضرر الواقع عليها بسبب أي خلل في تطبيق بنود هذا الاتفاق، كما يقول أحمد قنديل رئيس وحدة دراسات الطاقة بمركز الأهرام للدراسات.

يستخدم للاستهلاك المحلي

وأعلنت شركة نيومد إنرجي، أحد الشركاء في حقل ليفياثان الإسرائيلي للغاز الطبيعي، في آب/آب الماضي، عن توقيع أكبر اتفاقية تصدير مع مصر بقيمة تصل إلى 35 مليار دولار.

وبموجب الاتفاق، ستزود إسرائيل مصر بـ130 مليار متر مكعب من الغاز حتى عام 2040، أو حتى يتم استيفاء جميع الكميات المتعاقد عليها.

وتعد هذه الصفقة تعديلاً لاتفاق أولي وقع في 2019، يقضي بتصدير 60 مليار متر مكعب بحلول عام 2030 .

وتستخدم القاهرة هذه الإمدادات لتغطية جزء من الطلب المحلي، كما تعيد تصدير كميات منها على شكل غاز مسال من خلال محطتي الإسالة في إدكو ودمياط إلى الأسواق الأوروبية والآسيوية.

توفير البديل

وكان رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي قد صرح في حزيران/حزيران الماضي أن بلاده استطاعت توفير البديل لتأمين احتياجات مصر من الغاز الطبيعي مع توقف إمدادات الغاز الإسرائيلية بسبب استمرار الحرب في غزة.

وأوضح مدبولي أنه تم توفير 3 سفن “تغييز” لاستقبال إمدادات الغاز عبر الناقلات العملاقة التي ترسو على الشواطئ المصرية وإعادة ضخه في الشبكة المحلية لأغراض توليد الطاقة في ظل ارتفاع معدلات الاستهلاك بسبب فصل الصيف.

آلاف الفلسطينيين نزحوا من مدينة غزة، واحتجاجات أمام مقر نتنياهو للمطالبة بوقف الحرب

آلاف الفلسطينيين نزحوا من مدينة غزة، واحتجاجات أمام مقر نتنياهو للمطالبة بوقف الحرب

أفاد مراسل بي بي سي عربي لشؤون غزة، عدنان البُرش، بمقتل من 15 فلسطينياً في قطاع غزة منذ فجر اليوم، وإصابة أخرين في غارات جوية على خيام النازحين في محيط مستشفى الرنتيسي، غربي مدينة غزة، فيما لا يزال القصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي مستمراً.

في هذه الأثناء، أعلنت فرق الإسعاف والطوارئ إصابة خمسة مواطنين في قصف مسيرة إسرائيلية غربي مخيم النصيرات وسط القطاع.

  • ماذا تعني “الإبادة الجماعية”؟ ومَن الذي استخدم المصطلح لحرب غزة؟
  • أكبر جمعية دولية معنية بأبحاث الإبادة: إسرائيل استوفت المعايير القانونية لارتكاب إبادة جماعية في غزة

وأكد شهود عيان أن الجيش الإسرائيلي فجّر روبوتات مفخخة لتدمير المنازل السكنية في حيي جباليا النزلة والشيخ رضوان شمالي مدينة غزة.

وتزامناً مع هذا، أعلن الدفاع المدني أن طواقمه غير قادرة على إخماد حريق اندلع الليلة الماضية في خيام النازحين والمركبات يمحيط عيادة الشيخ رضوان شمالي مدينة غزة، بسبب خطورة المكان واستمرار الطائرات المسيرة الاسرائيلية في إلقاء قنابل حارقة.

وفي هذه الأثناء، أفاد مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بأن أكثر من 76 ألف فلسطيني نزحوا خلال الأسبوعين الماضيين من أنحاء مدينة غزة، حيث أُعلنت المجاعة.

بينما بدأ عشرات الآلاف من جنود الاحتياط الإسرائيليين بالتوجه إلى الخدمة، حيث تخطط الحكومة لتوسيع نطاق الهجوم ليشمل السيطرة على مدينة غزة بأكملها.

صورة أرشيفية لمتظاهر يمني يلوح بصاروخ وهمي خلال مظاهرة داعمة لإيران وفلسطين في العاصمة اليمنية صنعاء.
متظاهر يمني يلوح بصاروخ وهمي خلال مظاهرة داعمة لإيران وفلسطين في العاصمة اليمنية صنعاء

اعتراض صاروخ من اليمن

في غضون ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراضه صاروخاً أُطلق من اليمن، مشيراً إلى أنه كان موجهاً نحو تل أبيب والقدس ومطار بن غوريون.

وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن خمسة صواريخ باليستية وطائرتين مسيّرتين، قد أطلقوا منذ عملية اغتيال رئيس الحكومة اليمنية في صنعاء، الموالية لحركة أنصار الله الحوثية، وعدد من الوزراء.

  • الحوثيون يتوعدون بـ “الثأر” لمقتل رئيس حكومتهم ووزراء في هجوم إسرائيلي، وإلغاء التأشيرات الأمريكية لـ80 مسؤولاً فلسطينياً
صورة أرشيفية لرئيس الوزراء الإسرائيلي ، بنيامين نتنياهو، أثناء مؤتمر صجفي في مكتبه بالقدس في 10 آب/آب 2025، ويظهر في الصورة مرتدياً سترة زرقاء داكنة وقميصاً أبيض وربطة عنق حمراء.
رئيس الوزراء الإسرائيلي ، بنيامين نتنياهو، أثناء مؤتمر صجفي في مكتبه بالقدس في 10 آب/آب 2025

احتجاجات أمام مقر نتنياهو

وفي سياق ذي صلة، بدأت صباح اليوم في مدينة القدس فعاليات “يوم التشويشات” التي تنظمها عائلات الرهائن ومجموعات داعمة لها، للمطالبة بوقف الحرب والتوصل إلى صفقة لإعادة الرهائن.

وقد تركزت الاحتجاجات أمام مقر إقامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في شارع غزة، حيث نصب المتظاهرون خياماً وأشعلوا النيران.

ومن المقرر أن تستمر الاحتجاجات في عدة مواقع بالمدينة، منها الكنيست وشارع غزة، على أن تُختتم بمسيرة مركزية مساء السبت.

وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، يعرض خريطةً لمنطقة قرب مستوطنة معاليه أدوميم، في 14 آب/آب 2025، وأعلن حينها عن مشروع لبناء بؤرة استيطانية في المنطقة المعروفة باسم "E1" (إي وان)، ويظهر في الصورة سموتريتش مرتدياً سترة زرقاء داكنة وقميصاً أبيض و قلنسوة وأمامه خريطة.
وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، يعرض خريطةً لمنطقة قرب مستوطنة معاليه أدوميم، في 14 آب/آب 2025، وأعلن حينها عن مشروع لبناء بؤرة استيطانية في المنطقة المعروفة باسم “E1” (إي وان)

“فرض السيادة والضم”

وعلى صعيد أخر، من المقرر أن يعقد وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، مؤتمراً صحفياً الأربعاء، للكشف عن خطة “فرض السيادة والضم” على الضفة الغربية، بمشاركة رئيس مجلس المستوطنات، وفق ما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية.

وأشارت أنباء إلى أن المؤتمر الصحفي سيُعقد في داخل الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل أو في محيطه.

  • الاستيطان الإسرائيلي: هل تسعى إسرائيل إلى منع إمكانية إقامة دولة فلسطينية
  • بي بي سي توثق هجوم مستوطنين إسرائيليين على مزرعة فلسطينية في الضفة الغربية

ويأتي هذا الإعلان في ظل مناقشات أجراها المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت) بشأن إمكانية فرض السيادة الإسرائيلية على غور الأردن، في خطوة اعتبرها البعض أنها قد تعرقل أي اعتراف محتمل بدولة فلسطينية، وفقاً لهيئة البث.

إسرائيل تبدأ بتعبئة جنود الاحتياط قبل هجوم متوقع على غزة، و”أسطول الصمود” يغادر برشلونة متجهاً إلى القطاع

إسرائيل تبدأ بتعبئة جنود الاحتياط قبل هجوم متوقع على غزة، و”أسطول الصمود” يغادر برشلونة متجهاً إلى القطاع

بدأ عشرات الآلاف من جنود الاحتياط الإسرائيليين الالتحاق بالخدمة، يوم الثلاثاء، قبل الهجوم الجديد على مدينة غزة الذي يريد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تسريع وتيرته رغم تحذير ضباط كبار.

وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن نحو 40 ألف جندي احتياط سيلتحقون بالخدمة يوم الثلاثاء من أجل الهجوم على مدينة غزة.

وقال الجيش إنه يستعد من الناحية اللوجستية لاستيعاب جنود الاحتياط قبل الهجوم.

ووافق مجلس الوزراء الأمني برئاسة نتنياهو شهر آب/ آب الماضي على خطة توسيع الحملة في قطاع غزة بهدف السيطرة على مدينة غزة، حيث خاضت القوات الإسرائيلية اشتباكات مع حركة حماس في المراحل الأولى من الحرب.

وتسيطر إسرائيل حالياً على نحو 75 بالمئة من قطاع غزة، وفق وكالة رويترز.

وشهد اجتماع لمجلس الوزراء الأمني في وقت متأخر من يوم الأحد مشادات بين نتنياهو والوزراء الذين يريدون المضي قدماً في الهجوم على مدينة غزة وبين رئيس أركان الجيش إيال زامير الذي يحث السياسيين على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ونقل أربعة وزراء ومسؤولان عسكريان حضروا الاجتماع عن رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير القول إن “الحملة ستُعرّض الرهائن للخطر وتضع المزيد من الضغط على الجيش المنهك بالفعل”.

ويأتي ذلك بعد خلاف مماثل بين زامير وحكومة نتنياهو شهر آب/ آب الماضي.

مدينة الخيام التي يعيش فيها الفلسطينيون وسط الهجمات الإسرائيلية، محاولين الحفاظ على حياتهم اليومية في مدينة خان يونس، غزة، في 2 أيلول/أيلول 2025. يُعاني الفلسطينيون في قطاع غزة، المحرومون من الضروريات الأساسية كالمأوى والغذاء والمياه النظيفة، من أجل البقاء في ظروف معيشية قاسية.
مدينة الخيام التي يعيش فيها الفلسطينيون وسط الهجمات الإسرائيلية.

وقال نتنياهو في 20 آب/ آب إنه أصدر تعليمات بتسريع الجدول الزمني للسيطرة على مدينة غزة، لكن مصدراً مقرباً من نتنياهو ومسؤولاً عسكرياً ذكرا أن الجيش حذّر في اليوم التالي 21 آب/ آب من تعريض الرهائن للخطر وقال إنه لا يمكنه بدء الحملة قبل شهرين على الأقل.

وكان السبب الرئيسي لدى الجيش هو الحاجة إلى مزيد من الوقت للجهود الإنسانية إلا أن استطلاعات رأي أظهرت أن نسبة كبيرة من جنود الاحتياط غير راضين عن خطط الحكومة، إذ اتخذ البعض خطوة غير اعتيادية باتهام الحكومة علناً بأنها تفتقر إلى استراتيجية متماسكة بشأن غزة أو خطة لما بعد الحرب في القطاع أو مقاييس واضحة للانتصار.

وقال أحد جنود الاحتياط الذين يخدمون في غزة منذ السابع من تشرين الأول/ تشرين الأول لرويترز، متحدثاً شريطة عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخوّل بالتحدث علناً “لا أشعر حقاً بأنني أقوم بشيء يضغط على حماس بدرجة تحملها على إطلاق سراح الرهائن”.

“أسطول الصمود العالمي” يغادر برشلونة نحو غزة

أبحر أسطول يحمل مساعدات إنسانية وعلى متنه مئات الناشطين مجدداً نحو غزة، الاثنين عند الساعة 17:30 بتوقيت غرينتش، انطلاقاً من مدينة برشلونة الإسبانية، بعد أن اضطر قبل ساعات إلى العودة إلى الميناء بسبب رياح عاتية، وفق ما أفاد به صحافيون من وكالة فرانس برس.

وكان نحو 20 مركباً قد غادر برشلونة الأحد ضمن ما يُعرف بـ”أسطول الصمود العالمي”، في مسعى لـ”فتح ممر إنساني ووضع حد للإبادة المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني في غزة”، بحسب الجهة المنظمة.

غادرت أول سفينة "سيريوس" ضمن أسطول مدني، يحمل ناشطين مؤيدين للفلسطينيين ومساعدات إنسانية، ويهدف إلى كسر "الحصار الإسرائيلي" على قطاع غزة، ميناء برشلونة في الأول من أيلول/أيلول 2025، بعد أن اضطرت للعودة بسبب سوء الأحوال الجوية.
يهدف الأسطول إلى كسر “الحصار الإسرائيلي” على قطاع غزة.

وأوضح المنظمون في بيان، صباح الاثنين، أن “الأحوال الجوية غير الآمنة دفعتنا إلى القيام بتجربة بحرية ثم العودة إلى الميناء في انتظار مرور العاصفة”، مشيرين إلى أن سرعة الرياح تجاوزت 55 كيلومتراً في الساعة.

وأضاف البيان: “يعني ذلك تأخير مغادرتنا لتجنّب أي تعقيدات مع القوارب الأصغر، واتّخذنا هذا القرار لإعطاء الأولوية لسلامة جميع المشاركين وضمان نجاح المهمة”.

  • إرهاق وجوع ورعب: هكذا يعيش ويعمل الصحفيون في غزة

ويشارك في الأسطول ناشطون من عشرات الدول، بينهم الناشطة البيئية السويدية غريتا تونبرغ، والممثل الإيرلندي ليام كنينغهام، والممثل الإسباني إدوارد فرنانديز، إلى جانب نواب أوروبيين وشخصيات عامة مثل رئيسة بلدية برشلونة السابقة آدا كولاو.

ومن المتوقع أن يصل الأسطول إلى غزة منتصف أيلول/أيلول، بعد أن كانت إسرائيل قد منعت في حزيران/حزيران وتموز/تموز محاولتين سابقتين للناشطين لإيصال المساعدات بحراً إلى القطاع.

يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه الأمم المتحدة حالة المجاعة في غزة، محذّرة من أن نحو 500 ألف شخص يعيشون أوضاعاً “كارثية”.

بلجيكا ستعترف بـ “دولة فلسطين” خلال اجتماعات عمومية الأمم المتحدة

وأعلن وزير الخارجية البلجيكي ماكسيم بريفو، الثلاثاء، أن بلاده ستعترف بـ “دولة فلسطين” خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المقررة في نيويورك خلال أيلول/ أيلول الجاري، مؤكّداً في الوقت نفسه عزم بروكسل فرض “عقوبات صارمة” على إسرائيل.

وكتب بريفو في منشور على منصة إكس: “بلجيكا ستعترف بدولة فلسطين خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة! وهناك عقوبات صارمة على الحكومة الإسرائيلية”.

يأتي القرار البلجيكي بعد إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في نهاية تموز/تموز، أن بلاده ستتخذ الخطوة نفسها خلال اجتماعات الجمعية العامة الممتدة من 9 إلى 23 أيلول/أيلول.

ومنذ ذلك الحين، أعلنت أكثر من 12 دولة غربية نيتها الاعتراف بدولة فلسطين.

وأوضح بريفو في منشوره أن “المأساة الإنسانية الجارية في فلسطين، وبخاصة في غزة، وأعمال العنف التي ترتكبها إسرائيل في انتهاك للقانون الدولي (…) دفعت بلجيكا إلى اتخاذ قرارات حازمة لزيادة الضغط على الحكومة الإسرائيلية وإرهابيي حماس”.

وأضاف أن بلجيكا “ستنضم إلى الدول الموقعة على إعلان نيويورك، تمهيداً لحل الدولتين والاعتراف بهما”.

وكانت كل من كندا وأستراليا قد أعلنتا عزمهما الاعتراف بدولة فلسطين، فيما قالت بريطانيا إنها ستُقدم على هذه الخطوة إذا لم توافق إسرائيل على وقف لإطلاق النار في غزة.

من جانبها، اعتبرت الولايات المتحدة وإسرائيل أن قرار هذه الدول الاعتراف بفلسطين يشكّل “مكافأة لحماس” التي شنّت هجوماً غير مسبوق على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/تشرين الأول 2023.

تجمع الناس أمام المسرح الملكي في لامونييه لتقديم عرضٍ بعنوان "صمت أطفال غزة" في بروكسل، بلجيكا، في الثاني من أيلول/أيلول 2025. نظّم فنانون بلجيكيون هذه المظاهرة لتسليط الضوء على معاناة أطفال غزة في ظلّ الهجمات الإسرائيلية المستمرة.
فنانون بلجيكيون ينظمون مظاهرة أمام المسرح الملكي في لامونييه لتسليط الضوء على معاناة أطفال غزة.

وفي ذات السياق، حضّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، الولايات المتحدة على “إعادة النظر” في قرارها رفض منح تأشيرات دخول لمسؤولين في السلطة الفلسطينية لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الشهر.

وكان مسؤول أميركي قد أفاد، السبت، بأن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس من بين نحو ثمانين مسؤولاً فلسطينياً سيُحرمون من الحصول على تأشيرات للمشاركة في أعمال الجمعية العامة، حيث تقود فرنسا جهوداً للاعتراف بدولة فلسطين.

ويرى مراقبون أن هذا القرار يعكس الدعم الكبير الذي تقدمه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للحكومة الإسرائيلية، في ظل الحرب التي تخوضها ضد حركة حماس في قطاع غزة.

  • الولايات المتحدة تعلّق معظم التأشيرات لحاملي جوازات السفر الفلسطينية
  • تركيا تقطع العلاقات التجارية مع إسرائيل وتغلق المجال الجوي أمام طائراتها

وتواصل إسرائيل رفضها أي دعوات لإقامة دولة فلسطينية، واضعة السلطة الفلسطينية في خانة واحدة مع حماس.

وقال أردوغان، في تصريحات للصحافيين على متن الطائرة خلال عودته من الصين بعد مشاركته في اجتماع منظمة شنغهاي للتعاون، إن القرار الأمريكي “لا يتوافق مع سبب وجود الأمم المتحدة”.

وأضاف: “نعتقد أنه يتعيّن إعادة النظر في القرار في أسرع وقت ممكن”.

ويُعرف عن الرئيس التركي انتقاده المتكرر لإسرائيل على خلفية حربها في غزة، إذ يتهم حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بارتكاب “إبادة في القطاع المحاصر والمدمّر”.

غارات إسرائيلية

أعلن الدفاع المدني في قطاع غزة مقتل 13 شخصاً في غارات إسرائيلية استهدفت مدينة غزة فجر الثلاثاء.

وأوضح المتحدث باسم الدفاع المدني، محمود بصل، لوكالة فرانس برس، أن عشرة أشخاص قضوا في غارة استهدفت مبنى سكنياً، فيما قُتل ثلاثة آخرون في غارة ثانية أصابت مبنى سكنياً مماثلاً، مشيراً إلى أن كلا المبنيين يقعان داخل مدينة غزة.

وكانت السلطات الصحية في غزة قالت في وقت سابق، إن ما لا يقل عن 86 شخصاً قُتلوا في غارات إسرائيلية على أنحاء القطاع وأُصيب العشرات خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.

وقُتل 26 شخصاً في ثلاث غارات جوية منفصلة استهدفت منازل بضواحي مدينة غزة، حيث كثفت القوات الإسرائيلية قصفها الجوي والبري استعداداً لتوسيع نطاق القتال.

  • حركة حماس تقر بمقتل محمد السنوار بعد ثلاثة أشهر من إعلان إسرائيل اغتياله، فمن هو؟
  • الحساسية تتفشى في غزة وسط تكدس المخيمات ونقص الدواء والماء

ومن بين القتلى الآخرين الذين أُبلغ عنهم يوم الثلاثاء خمسة أشخاص قُتلوا أثناء انتظارهم في طابور للحصول على طعام في الجنوب، وتسعة أشخاص لقوا حتفهم في قصف شقة سكنية، وسبعة أشخاص قُتلوا بقذائف دبابات إسرائيلية.

وذكرت وزارة الصحة في قطاع غزة يوم الثلاثاء أن 13 فلسطينياً آخرين، بينهم ثلاثة أطفال، ماتوا من الجوع وسوء التغذية خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، ما يرفع العدد الرسمي للوفيات نتيجة هذين السببين إلى 361 على الأقل، من بينهم 130 طفلاً، معظمهم في الأسابيع القليلة الماضية، وفق الوزارة.

يحمل فلسطينيون جثمان ضحية إلى مستشفى العودة في مخيم النصيرات للاجئين بعد أن أطلقت القوات الإسرائيلية النار على مدنيين ينتظرون المساعدة على طول ممر نتساريم في قطاع غزة في 2 أيلول/أيلول 2025.
أعلن الدفاع المدني في قطاع غزة مقتل 13 شخصاً في غارات إسرائيلية استهدفت مدينة غزة فجر الثلاثاء.

وشنّت إسرائيل حملة عسكرية على غزة رداً على هجوم حماس عليها في السابع من تشرين الأول/ تشرين الأول 2023 الذي تشير إحصاءات إسرائيلية إلى أنه تسبّب في مقتل 1200 شخص واقتياد 251 رهينة بينهم أطفال إلى غزة.

وقالت السلطات الصحية في غزة إن الحملة الإسرائيلية أدت إلى مقتل أكثر من 62 ألف فلسطيني، ولا تحدد السلطات عدد المسلحين الذين قُتلوا، لكنها تقول إن معظم القتلى من النساء والأطفال.

ووصلت محادثات وقف إطلاق النار إلى طريق مسدود في تموز/ تموز.

وتعتقد السلطات الإسرائيلية أن هناك 20 رهينة على قيد الحياة من أصل 48 لا يزالون محتجزين في غزة.