يحضر في مهرجان فينيسيا.. فيلم “صوت هند رجب” من قطاع غزة إلى العالم

يحضر في مهرجان فينيسيا.. فيلم “صوت هند رجب” من قطاع غزة إلى العالم

كانت الطفلة الفلسطينية هند رجب تتخيل أن اتصالًا هاتفيًا سينقذ حياتها ومن معها، لكن شيئًا لم يحدث لتستشهد برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي.

واستشهدت هند في السادسة من عمرها في 29 كانون الثاني/ كانون الثاني 2024 في قطاع غزة مع عدد من أفراد عائلتها أثناء محاولتهم الفرار من القصف الإسرائيلي.

وتعود قصة هند اليوم عبر المخرجة التونسية كوثر بن هنية التي صاغت منها فيلمًا يرصد خيوط تلك اللحظة المفعمة بالرعب والرجاء والخوف، وسمته “صوت هند رجب”، ليظل شاهدًا على البراءة المذبوحة والذاكرة التي لا تنطفئ.

ويتناول هذا الفيلم اللحظات الأخيرة من حياة الطفلة الفلسطينية هند وقد كسر صوتها رتابة هوليوود وحظي بدعم نجومها مثل براد بيت، وواكين فينيكس، وجوناثان غليزر، ويتنافس على جائزة الأسد الذهبي في مهرجان فينيسيا السنيمائي، وتم اختياره لينافس على جائزة أوسكار أفضل فيلم دولي.

وقد لقي الفيلم نقاشًا على مواقع التواصل الاجتماعي.

“دعوة للعدالة”

فقالت صانعة الأفلام والصحفية ديزي جديون: “براد بيت وخواكين فينيسك وغيرهم من المخرجين الحائزين على جائزة الأوسكار يدعمون فيلم صوت هند رجب الذي يحكي الساعات الأخيرة من عمر هند البالغة من العمر ست سنوات بنيران إسرائيلية في غزة.. إنها أكثر من سينما.. إنها دعوة للعدالة”.

وكتبت شانا: “من المهم جدًا أن يرى العالم إسرائيل على حقيقتها، يقتلون الأطفال ويآذارون الإرهاب”.

أمّا دياب أبو جهجه مؤسس مؤسسة هند رجب فقال: “لم أر الفيلم.. ولكن ما أعرفه أن الفيلم يمشي قدمًا نحو توثيق الحكاية ورفض ترك ذاكرة هند تتلاشى.. فهند ليست مجرد قصة. إنها رمز لكل أطفال غزة، الأحياء منهم والأموات.. هؤلاء الذين يتمزقون يوميًا قبل أن تتاح لهم فرصة للعيش. هند هي حسرة محفورة في داخلي إلى الأبد، حسرة تتكرر كل يوم”. 

“كي لا تتكرر مأساة هند رجب”

ولم تتوقف حكاية هند عند هذا الفيلم، بل صارت رمزًا إنسانيًا لحرب الإبادة على غزة، فعلى وقع جريمة قتلها وتكريمًا لها، تأسست المنظمة الحقوقية هند رجب التي تتخذ من العاصمة البلجيكية بروكسل مقرًا لها، وتركز على محاكمة وملاحقة الجند الإسرائيليين المتهمين بارتكاب جرائم ضد الفلسطينيين.

واستطاعت الوصول في العام الجاري على قاتل هند وعائلتها، ويدعى بيني آهارون وكل هذا كي لا تتكرر مأساة هند مرة أخرى.

وأضافت بن حسونة، في حديث للتلفزيون العربي من البندقية، أنها تأمل أن يصل صوت الفيلم إلى العالم، وأن ينجح في التأثير على القرارات السياسية لوقف الظلم المستمر في غزة.

غزة حاضرة في مهرجان البندقية.. مظاهرة على هامشه ورسالة مفتوحة من فنانين

غزة حاضرة في مهرجان البندقية.. مظاهرة على هامشه ورسالة مفتوحة من فنانين

خرجت بعد ظهر اليوم السبت تظاهرة شارك فيها آلاف الأشخاص تضامنًا مع الفلسطينيين في قطاع غزة على هامش مهرجان البندقية السينمائي.

ورفعت خلال التظاهرة في منطقة البندقية لافتات تدعو إلى مقاطعة إسرائيل ووضع حد للإبادة التي يرتكبها الاحتلال، وسط عدد كبير من الأعلام الفلسطينية.

“أوقفوا الإبادة الجماعية في غزة”

وعبّر العديد من الفنانين عن دعمهم للفلسطينيين في مهرجان البندقية خلال الأيام الأخيرة، من بينهم المخرجة المغربية مريم التوزاني وزوجها المخرج نبيل عيوش، اللذان رفعًا لافتة سوداء كُتب عليها “أوقفوا الإبادة الجماعية في غزة” على السجادة الحمراء مساء الجمعة.

والخميس الماضي، وضع المخرج اليوناني يورغوس لانثيموس دبوسًا بألوان العلم الفلسطيني خلال المؤتمر الصحفي لفيلمه الروائي الطويل “بوغونيا” Bugonia.

واتسم افتتاح مهرجان البندقية السينمائي برسالة مفتوحة كتبتها مجموعة “البندقية من أجل فلسطين”، التي أسسها عشرة مخرجين إيطاليين مستقلين، تدين الحرب في قطاع غزة.

ودعت المجموعة في الرسالة المفتوحة المهرجان إلى ألا يكون “منصةً فارغة حزينة“، بل أن “يتبنى موقفًا واضحًا لا لبس فيه” ضد مآذارات إسرائيل في غزة.

وقالت المجموعة إن رسالتها جمعت ألفَي توقيع، بينها ما يعود إلى مشاهير من السينما العالمية، من كين لوتش إلى أودري ديوان مرورًا بأبيل فيرارا.

“قلب الاهتمام العام في البندقية”

وأكد فابيوماسيمو لوزي، أحد مؤسسي المجموعة، لوكالة فرانس برس أن “الهدف من الرسالة كان وضع غزة وفلسطين في قلب الاهتمام العام في البندقية، وهذا ما حدث”.

وصرح المدير الفني لمهرجان البندقية ألبرتو باربيرا، بأن المهرجان “لا يتخذ مواقف سياسية مباشرة”، مؤكدًا تعاطفه مع الوضع المأساوي في غزة.

ومن المقرر أن يعرض في المهرجان الأربعاء فيلم “صوت هند رجب” The voice of Hind Rajab 

ويشارك الفيلم ضمن المسابقة الرسمية، وتتناول فيه المخرجة التونسية كوثر بن هنية قصة استشهاد طفلة فلسطينية في السادسة في 29 كانون الثاني/ كانون الثاني 2024 في قطاع غزة، مع عدد من أفراد عائلتها أثناء محاولتهم الفرار من القصف الإسرائيلي.

وأثارت تسجيلات صوتية استخدمت في الفيلم للمكالمة بين هند رجب وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، قبل استشهادها، تأثرًا في مختلف أنحاء العالم بعد بثها وفضح جريمة الاحتلال.

وهند رجب طفلة فلسطينية كانت في عمر 5 سنوات، حين قتلها الجيش الإسرائيلي مع 6 من أقاربها بقصف سيارة لجأوا إليها جنوب غربي مدينة غزة، في 29 كانون الثاني/ كانون الثاني 2024.

وفي تشرين الأول/ تشرين الأول 2024، قدمت مؤسسة هند رجب شكاوى ضد 1000 جندي إسرائيلي إلى المحكمة الجنائية الدولية، مطالبة بإصدار مذكرات اعتقال بحقهم، وأرفقت شكاويها بأدلة على ارتكاب الجنود جرائم حرب محتملة، منها “بصمات أصابعهم الرقمية”، حيث قام عدد منهم بنشر مقاطع فيديو وصور لأنفسهم على الإنترنت، وهم يرتكبون جرائم حرب. 

ضمت مشاهير وفنانين.. مسيرة تضامنية مع غزة في مهرجان البندقية

ضمت مشاهير وفنانين.. مسيرة تضامنية مع غزة في مهرجان البندقية

شهدت جزيرة ليدو الإيطالية، التي تستضيف مهرجان البندقية السينمائي الدولي الـ82، مسيرة داعمة لفلسطين شارك فيها مشاهير من عالم السينما، حيث تجمع آلاف الأشخاص في ساحة سانتا إليزابيتا، لتسليط الضوء على الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة.

وانضم نحو 700 شخص للمظاهرة، بعدما وصلوا إلى الجزيرة على متن سفينة مزينة بالأعلام الفلسطينية. وشارك في المسيرة شخصيات من نقابات عمالية وطلاب جامعات، بالإضافة إلى نجوم السينما الإيطالية مثل: تكلا إنسوليا، ودوناتيلا فينوتشيارو، وأوتافيا بيكولو، ولورنزو زيبيتي.

وطالب المتظاهرون الحكومات الغربية بوقف مبيعات الأسلحة لإسرائيل. ورفعت في المسيرة لافتة كُتب عليها “أوقفوا الإبادة الجماعية” بألوان العلم الفلسطيني، مرددين هتافات من قبيل: “فلسطين حرة” و”فلسطين حرة من النهر إلى البحر”.

“أوقفوا الإبادة”

وأعلن المنظمون أن عدد المشاركين في المسيرة بلغ 5 آلاف شخص. واختتمت المسيرة عند شارع غولييلمو ماركوني، حيث يقع قصر السينما، حيث يُقام المهرجان، فيما فرضت الشرطة الإيطالية إجراءات أمنية مشددة في موقع مهرجان البندقية.

ومنذ انطلاق المهرجان في 27 آب/ آب الجاري، تشهد جزيرة ليدو تحركات مؤيدة للشعب الفلسطيني وتطالب بوقف الإبادة الجماعية في غزة.

وعبّر العديد من المشاهير عن دعمهم للفلسطينيين في مهرجان البندقية خلال الأيام الأخيرة، من بينهم المخرجة المغربية مريم التوزاني، وزوجها المخرج نبيل عيوش، اللذان حملا لوحة سوداء كُتب عليها “أوقفوا الإبادة الجماعية في غزة” على السجادة الحمراء، الجمعة.

والأربعاء، اليوم الذي افتتح فيه المهرجان، تجمعت مجموعة مؤيدة للفلسطينيين أمام قصر السينما في جزيرة ليدو، مطالبةً إدارة المهرجان باتخاذ موقف علني وإدانة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في فلسطين.

وحمل المتظاهرون أعلامًا فلسطينية ولافتة كُتب عليها “فلسطين حرة، أوقفوا الإبادة الجماعية”.

رسالة الإدانة

ووقّع العديد من صانعي الأفلام، بينهم مخرجون ومنتجون عالميون مثل ماتيو غاروني، وأبيل فيرارا، وكين لوتش، رسالة مفتوحة يطالبون فيها مهرجان البندقية السينمائي بإدانة الأزمة الإنسانية والإبادة الجماعية في غزة، كجزء من مبادرة “البندقية من أجل فلسطين”.

ودعت الرسالة المهرجان ومنظميه الرئيسيين إلى “الإدانة الواضحة للإبادة الجماعية في غزة والتطهير العرقي في فلسطين الذي تآذاره الحكومة والجيش الإسرائيلي”.

وجاء في الرسالة: “ندعو كل من يستطيع ويرغب أن يصنع فرقًا على أي مستوى. في البندقية، سيكون الضوء مسلطًا على عالم السينما: علينا جميعًا أن نضخم أصوات وقصص من يُذبحون، حتى بصمت الغرب المتواطئ.”

وزادت :”نحثّ العاملين في مجال السينما على تخيّل، وتنسيق، وتنفيذ، خلال المهرجان، أعمالًا تُعطي صوتًا للنقد ضد السياسات المؤيدة للصهيونية: مقاومة تُعبر عنها الإبداعية، بفضل مهاراتنا الفنية والتواصلية والتنظيمية.”

هند رجب حاضرة في مهرجان البندقية.. ألمودوفار يدعو إلى مقاطعة إسرائيل

هند رجب حاضرة في مهرجان البندقية.. ألمودوفار يدعو إلى مقاطعة إسرائيل

طالب المخرج السينمائي بيدرو ألمودوفار، الأربعاء، الحكومة الإسبانية بقطع كل العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع إسرائيل في مواجهة “الإبادة الجماعية” في غزة، وحض رئيس الوزراء الاشتراكي بيدرو سانشيز على “إقناع” حلفائه الأوروبيين بالقيام بالمثل.

وأعلن المخرج الإسباني في مقطع فيديو نُشر على حساب شركته الإنتاجية “إل ديسيو” على إنستغرام، “أنا بيدرو ألمودوفار، مخرج سينمائي، أطالب حكومتنا بقطع كل العلاقات الدبلوماسية والتجارية ومن أي نوع مع دولة إسرائيل، تعبيرًا عن الاشمئزاز في مواجهة الإبادة الجماعية التي ترتكبها بحق شعب غزة على مرأى من العالم أجمع”.

وحث المخرج السبعيني رئيس الوزراء الاسباني بيدرو سانشيز على “محاولة إقناع جميع حلفائنا الأوروبيين بالقيام بالمثل والتوحد في هذا الرفض”.

“إدانة الصمت إزاء الإبادة الجماعية في غزة”

وسبق أن تحدث المخرج المعروف عن الحرب في غزة، ووقع مع فنانين إسبان آخرين مثل خافيير بارديم، رسالةً تُدين “الصمت” إزاء “الإبادة الجماعية” في غزة، نُشرت على هامش مهرجان كان السينمائي في أيار/ أيار.

وتعتبر الحكومة الإسبانية من أشد الأصوات الأوروبية انتقادًا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وللهجمات على غزة.

وفي حزيران/ حزيران، وصف بيدرو سانشيز حرب إسرائيل على قطاع غزة بأنها “إبادة”، ولم يستخدم هذا المصطلح سوى عدد قليل من القادة الدوليين حتى الآن.

واعترف رئيس الوزراء الإسباني رسميًا بدولة فلسطين في أيار 2024 إلى جانب إيرلندا والنرويج، وجعل دعمه الثابت للقضية الفلسطينية إحدى الركائز الأساسية لسياسته الخارجية منذ ثمانية عشر شهرًا، ولكن من دون قطع العلاقات مع إسرائيل.

في غضون ذلك، يحمل مهرجان البندقية السينمائي الذي ينطلق الأربعاء ويشكل محطة بارزة في الموسم السينمائي مضمونًا سياسيًا ساخنًا مرتبطا بأحداث العالم، إذ يتضمن برنامجه مثلًا فيلمًا عن قتل فتاة صغيرة في غزة.

وسيكون افتتاح المهرجان بالعرض العالمي الأول لفيلم “لا غراتسيا” La Grazia للمخرج الإيطالي باولو سورينتينو الذي سبق أن شارك مرارًا في المهرجان.

فيلم صوت هند رجب

مشهد من فيلم “صوت هند رجب”- موقع المهرجان

مواقف واضحة ضد إسرائيل

ويؤدي دور البطولة في هذا الفيلم الممثل المفضّل لسورينتينو، توني سيرفيلّو الذي يلتقي المخرج الإيطالي مجددًا بممثله المفضل، توني سيرفيلو، أحد الموقّعين على رسالة مفتوحة تدعو المهرجان إلى ألا يكون “منصةً فارغة حزينة” بل أن “يتبنى موقفًا واضحًا لا لبس فيه” ضد مآذارات إسرائيل في غزة.

ومن الموقعين أيضًا على الرسالة التي كتبتها مجموعة “البندقية من أجل فلسطين” Venice4Palestine (V4P)، شخصيات أخرى من السينما الإيطالية (مثل ماتيو غاروني وماركو بيلوكيو)، بالإضافة إلى أسماء عالمية مهمة (من كين لوتش إلى أودري ديوان مرورًا بأبيل فيرارا).

ومن المقرر أن تقام السبت في ليدو تظاهرة بدعوة من جماعات داعمة للفلسطينيين ومن سياسيين محليين، للاستفادة من الأضواء المسلطة على المهرجان.

وأثارت التسجيلات الصوتية المستخدمة في الفيلم للمكالمة بين هند رجب وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، قبل استشهادها، تأثرًا في مختلف أنحاء العالم بعد بثها.

من المتوقع أن يُحدث هذا الفيلم “تأثيرًا قويًا على الحاضرين”، بحسب ما قال المدير الفني للمهرجان ألبرتو باربيرا الذي تأثر بشدة عند الإعلان عن اختيار الفيلم في نهاية تموز/ تموز. وقال “آمل ألا يحدث أي جدل”.