by | Sep 1, 2025 | أخبار العالم
نجحت قمة منظمة شنغهاي للتعاون، التي اختتمت أعمالها اليوم الاثنين، في مدينة تيانجين شمالي الصين بحضور 20 زعيم دولة، في إرسال عدة صرخات في وجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يسعى بكل قوته وبلطجته إلى تعميق سيطرة الولايات المتحدة على الاقتصاد الدولي، والسطو على ثروات العالم، واحتلال دول وممرات مائية، وإزاحة المنافسين من المشهد، وفي المقدمة الصين والهند وروسيا.
وشكلت القمة تحولاً مهماً نحو إعادة رسم خريطة الاقتصاد العالمي، وصياغة بدائل عملية للنظام الحالي المليء بالعيوب، وخلخلة الواقع المر الذي صنعته الإدارات الأميركية المتلاحقة، كما سعت إلى وضع نهاية لأحادية النظام المالي الأوحد، وإعادة النظر في المنظومة القائمة على قيادة الولايات المتحدة منفردة لاقتصاد وأسواق وتجارة العالم، وفرض واشنطن الدولار عملةَ احتياط دولية لدى البنوك المركزية وعلى التعاملات المالية والتجارية وتسعير كل شيء، ومنها السلع والخدمات.
ولأول مرة يجد قادة منظمة شنغهاي للتعاون التي تضم عشر دول هي الصين والهند وروسيا وباكستان وإيران وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان وبيلاروسيا، أنفسهم أمام مخاطر اقتصادية وتجارية وسياسية بالغة الخطوة، حيث الحروب الاقتصادية الشرسة التي يشنها ترامب ضد معظم دول العالم، وحروب العملات والتقنية والرسوم الجمركية المبالغ فيها التي فرضها عقب وصوله إلى البيت الأبيض، وباتت تهدد التجارة الدولية وسلاسل التوريد بشكل مباشر، وحيث تهديدات أخرى متلاحقة، سواء تعلقت بمجموعة بريكس التي هددها ترامب بفرض عقوبات قاسية في حال استبدال الدولار والاستغناء عن العملة الأميركية في المبادلات التجارية، وتهديده دولاً كبرى أخرى في حال شراء النفط الروسي وإقامة علاقات اقتصادية مع موسكو كما الحال مع الهند ودول جنوب شرق آسيوية، وهناك تهديدات تتعلق باستمرار هيمنة المؤسسات المالية الغربية مثل صندوق النقد والبنك الدوليين على سوق الإقراض العالمي، والتحكم في مصير الدول المتعثرة والمتعطشة للسيولة النقدية.
في ظل هذا المشهد الاقتصادي الملبد والمعقد، ومحاولة التصدي لبلطجة ترامب التي لا سقف لها، شهدت قمة منظمة شنغهاي للتعاون الأخيرة تطورات إيجابية مهمة وملفتة، فلأول مرة يحدث تقارب صيني هندي روسي على هذا المستوى الرفيع، حيث شارك في القمة زعماء الدول الثلاث، الصيني شي جين بينغ والروسي فلاديمير بوتين ورئيس وزراء الهند ناريندرا مودي، واللافت هنا هو حدوث تقارب شديد في الرؤى والتصريحات والمواقف بين الزعماء الثلاثة، والتعامل بصفتهم شركاء، وليس خصوماً أو متنافسين، ومحاولة إعادة بناء العلاقات المتصدعة، والتأكيد على الوقوف معاً “حتى في الأوقات الصعبة”، بل وتأكيد بوتين دعمه لنظيره الصيني في ضرورة إرساء نظام أمني واقتصادي عالمي جديد يشكل تحدياً للولايات المتحدة.
في قمة شنغهاي أدار مودي ظهره لترامب ولجأ إلى الصين عدوه التاريخي والغريم الأهم للولايات المتحدة، وعزز علاقته مع موسكو، وأصر على شراء النفط الروسي وتقوية علاقته التجارية مع بكين
واللافت أيضاً في قمة شنغهاي لهذا العام هو مشاركة الهند بتمثيل رفيع بعد غياب استمر سبع سنوات، والتقارب الشديد بين بكين ونيودلهي خلال القمة بعد فترة صراع دامت سنوات، والاتفاق على خطوات لطي ملف الخلافات، ومنها الحدودية، مثل استئناف الرحلات الجوية المباشرة بعد أكثر من خمس سنوات.
التحرك الأخير الذي تقوده العواصم الثلاث، بكين وموسكو ونيودلهي، يمكن البناء عليه في إعادة رسم خريطة اقتصاد العالم، وبناء موقف تفاوضي قوي مع الولايات المتحدة في الحرب التجارية الشرسة الحالية، وإقامة علاقات اقتصادية قوية يستفيد منها تجمع منظمة شنغهاي الذي يمثّل قرابة نصف سكان العالم و23.5% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، ويمتلك ثروات ضخمة من النفط والغاز والمعادن النادرة والثروات الطبيعية والمواد الخام.
في قمة شنغهاي أدار مودي ظهره لترامب ولجأ إلى الصين عدوه التاريخي والغريم الأهم للولايات المتحدة، وعزز علاقته مع موسكو، وأصر على شراء النفط الروسي وتقوية علاقته التجارية مع بكين صاحبة ثاني أقوى اقتصاد، وبالتالي فإن ترامب لن يغرد منفرداً في حرب الرسوم والهيمنة التجارية، والتحركات الأخيرة في مدينة تيانجين قد تأكل بسرعة من رصيد الدولار والهيمنة الأميركية على الاقتصاد العالمي.
by | Sep 1, 2025 | أخبار العالم
أكّد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، اليوم الاثنين، خلال كلمته في اجتماع “شانغهاي بلس” في الصين، أنّ بلاده “كانت ولا تزال على استعداد لإيجاد حلّ دبلوماسي لتسوية سلمية لبرنامجها النووي السلمي”. وأضاف أنّ “لجوء الولايات المتحدة والكيان الصهيوني الفاشل إلى العدوان العسكري أثبت أنّ الخيار العسكري غير مجد، ويواجه بمقاومة بطولية من الشعب الإيراني”.
وشدّد بزشكيان على أنّ لجوء فرنسا وبريطانيا وألمانيا إلى ما يُعرف بآلية “سناب باك” سيؤدي “فقط إلى تعقيد الأوضاع وزيادة التوتر”، داعيا الولايات المتحدة وأوروبا إلى التخلي عن الحلول القائمة على المواجهة، والانخراط في المسار الدبلوماسي للتوصل إلى حلّ متوازن ومنصف. كما أكد الرئيس الإيراني أن “منظمة شنغهاي للتعاون يجب أن تتبع بشكل منظم مبادرات صنع السلام في محيطها الإقليمي”، مشيرا إلى أنّها تُعَدّ من أهم المنظمات المستقلة والمطالبة بالعدالة في العالم، وينبغي أن تكون لديها خطة واضحة وشاملة لإدارة الأزمات المزمنة في منطقة غرب آسيا، ومعالجة المأساة المتمثلة في القتل والتجويع الممنهج للأبرياء في غزة وفي عموم فلسطين.
ولفت إلى أن “ما يجري اليوم في غزة يشكّل بلا شك وصمة عار في تاريخ البشرية، واختبارا عصيبا لكلّ إنسان وحكومة يشهدون هذه الجرائم الوحشية”. وختم بزشكيان بالتشديد على أنّه “من الواضح تماما اليوم أنّه من دون إيجاد حلّ عادل لقضية فلسطين، لن يُكتب النجاح لأيّ خطة للسلام والعدالة في العالم”. وجدّد التأكيد أنّ “حلّنا كان وسيبقى دائما مشاركة جميع السكان الأصليين لفلسطين في انتخابات حرّة، لتحقيق حقّ تقرير المصير باعتباره المبدأ الأساس في القانون الدولي”.
رسالة مشتركة إلى غوتيريس
إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، اليوم الاثنين، في منشور عبر حسابه على منصة “إكس”، عن إرسال رسالة مشتركة مع نظيريه الروسي والصيني إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرس، مبيناً أنّ الرسالة التي وُقعت في مدينة تيانجين “تعبّر عن موقفنا الحازم بأنّ مساعي الدول الأوروبية لتفعيل آلية سناب باك تفتقر إلى أي أساس قانوني”. وأوضح عراقجي، الذي يرافق الرئيس الإيراني لحضور قمة منظمة شنغهاي للتعاون في تيانجين – الصين، أنّه “مع إعلان بطلان خطوة الدول الأوروبية الثلاث، سجّلنا رسميا أنّه لا يمكن لأيّ طرف محو تسلسل الأحداث: فالولايات المتحدة هي التي انتهكت أولاً الاتفاق النووي وقرار مجلس الأمن 2231، ثم جاءت أوروبا، وبدلاً من الالتزام بتعهداتها، اختارت الانضمام إلى العقوبات غير القانونية”. واعتبر أنّ “هذه الحقائق غير القابلة للإنكار يجب أن تشكّل إطار أيّ حوار جدي في مجلس الأمن”.
وأضاف الوزير الإيراني أنّ “الدول التي لا تفي بتعهداتها ليس من حقها الاستفادة من مزايا اتفاق هي نفسها من قوّضته”. يُذكر أن الترويكا الأوروبية كانت قد وجّهت، الخميس الماضي، رسالة إلى مجلس الأمن، طالبت فيها بتفعيل آلية “العودة التلقائية للعقوبات” أو “سناب باك” لإعادة فرض العقوبات والقرارات الدولية على إيران. ووفق الآلية، هناك مهلة شهر واحد للتوصل إلى اتفاق، وإلا فستُعاد هذه العقوبات والقرارات تلقائياً على إيران.
by | Sep 1, 2025 | اقتصاد
قال الرئيس الصيني شي جين بينغ إن بلاده ستزيد استثماراتها وقروضها لشركائها في العالم، في الوقت الذي عرض فيه خطة لتعزيز دور منظمة شنغهاي للتعاون، وهي منظمة أمنية إقليمية بقيادة الصين وروسيا. وقال شي إن الصين ستقدم منحاً بقيمة ملياري يوان (275 مليون دولار)، للدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون خلال العام الحالي، إلى جانب تقديم قروض بقيمة عشرة مليارات يوان للبنوك الأعضاء في اتحاد بنوك المنظمة خلال السنوات الثلاث المقبلة.
ولفت إلى أن استثمارات الصين في الدول الأعضاء الأخرى بالمنظمة تجاوزت 84 مليار دولار، وأن حجم تجارتها الثنائية السنوية مع الدول الأعضاء الأخرى تجاوز 500 مليار دولار. ونقلت وكالة بلومبيرغ للأنباء عن شي قوله أمام قمة منظمة شنغهاي للتعاون التي تستضيفها الصين ويشارك فيها عدد من قادة الدول، بينهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس وزراء الهند ناريندرا مودي: “علينا توسيع نطاق التعاون واستغلال كامل إمكانات كل دولة حتى نتمكن من الوفاء بمسؤوليتنا تجاه السلام والاستقرار والتنمية والازدهار في المنطقة”.
و”شنغهاي للتعاون” منظمة دولية سياسية واقتصادية وأمنية أوراسية، تأسست عام 2001 في مدينة شنغهاي الصينية على يد قادة ست دول، هي: الصين، وكازاخستان، وقرغيزيا، وروسيا، وطاجيكستان، وأوزبكستان. وفي 2017، انضمت إلى عضويتها الهند وباكستان، كما حصلت إيران على عضوية كاملة في تموز/ تموز 2023، بينما تحظى دولتان بصفة مراقب، هما: أفغانستان، ومنغوليا. وتضم المنظمة أيضا 14 دولة بصفة “شركاء حوار”، هي: تركيا وأذربيجان وأرمينيا والبحرين ومصر وكمبوديا وقطر والكويت والمالديف وميانمار ونيبال والإمارات والسعودية وسريلانكا.
وأشارت بلومبيرغ إلى أن القمة التي تعقد في مدينة تيانجين الصينية تضم أقرب حلفاء شي الدوليين، وتعد من أبرز القمم الدبلوماسية خلال فترة حكمه الممتدة لأكثر من عقد. وتأتي في وقت تتصاعد فيه التوترات العالمية، إذ تعطل رسوم الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمركية تدفقات التجارة الدولية، مع استمرار اشتعال الحروب الإقليمية. ودون تسمية أي دولة، دعا شي المجموعة إلى “معارضة عقلية الحرب الباردة، ومواجهة الكتل، ومآذارات التنمر”، في إشارة مبطنة إلى ما تعتبره بكين أساليب الولايات المتحدة في الحرب التجارية الراهنة.
وقال شي: “يجب أن نستفيد من السوق الضخمة… لتحسين مستوى تيسير التجارة والاستثمار”، وحث التكتل على تعزيز التعاون في مجالات تشمل الطاقة والبنية التحتية والعلوم والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي. ودعا شي إلى إنشاء بنك تنمية تابع لمنظمة شنغهاي للتعاون “في أقرب وقت ممكن”، وهو مؤسسة سعت بكين إلى إنشائها منذ عام 2010. كما أعلن عن خطط لتنفيذ 100 مشروع “صغير وجميل” لتوفير سبل العيش في الدول الأعضاء، وتوسيع الفرص التعليمية، بما في ذلك مضاعفة المنح الدراسية المخصصة لمنظمة شنغهاي للتعاون.
وفي حين أن المبالغ التي تعهد شي بتقديمها لدول المنظمة تعتبر ضئيلة مقارنة بالدعم المالي البالغ 50 مليار دولار الذي تعهد به شي لأفريقيا العام الماضي، فإن المنح والقروض الموعودة تمثل خطوة إلى الأمام مقارنة بالسنوات السابقة التي كان الدعم الصيني فيها لدول المنظمة دعما “خطابيا إلى حد كبير”، وفقا لإريك أولاندر، المؤسس المشارك لمركز أبحاث “مشروع الصين – الجنوب العالمي”.
(الدولار = 7.1529 يوان)
(أسوشييتد برس، العربي الجديد)
by | Sep 1, 2025 | أخبار العالم
دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ منظمة شنغهاي للتعاون إلى لعب دور أكبر في حماية السلام والاستقرار الإقليميين، معتبراً أن بلاده قوة عالمية مستقرة ستدعم العالم النامي. وقال شي، خلال استضافة العشرات من زعماء الدول في مأدبة ترحيبية هي جزء من قمة المنظمة التي انطلقت أعمالها في مدينة تيانجين الشمالية أمس الأحد وتستمر يومين، إن المجموعة أصبحت قوة مهمة في تعزيز بناء نوع جديد من العلاقات الدولية.
وأضاف الرئيس الصيني أن العالم يشهد حالياً تغيرات متسارعة على مدى قرن، وتزايدت العوامل غير المستقرة وغير المؤكدة وغير المتوقعة بشكل كبير، وبالتالي تتحمل منظمة شنغهاي للتعاون مسؤولية أكبر في الحفاظ على السلام والاستقرار الإقليمي وتعزيز التنمية والازدهار.
وتأتي تصريحات شي في ظل الجهود التي تبذلها بكين لتقديم نفسها زعيماً رئيسياً للعالم النامي، وباعتبار أن القمة ستمنحها فرصة لبناء التضامن مع دول الجنوب العالمي، كما تأتي في وقت تعمل فيه الصين على حشد الدعم لإعادة تشكيل النظام الدولي، فيما تظهر الولايات المتحدة تحت قيادة الرئيس دونالد ترامب علامات التراجع عن دورها القيادي وانخراطها في صراعات أخرى.
وقال مساعد وزير الخارجية ليو بين إن القمة ستكون الأكبر في تاريخ المنظمة، مؤكداً أن تعقّد الوضع الدولي يستدعي تعزيز التضامن والتعاون. وأضاف في إشارة مبطنة إلى الولايات المتحدة أن “العقليات العتيقة المتمثلة في الهيمنة وسياسات القوة ما زالت مؤثرة، حيث تحاول بعض الدول إعطاء الأولوية لمصالحها الخاصة على حساب الآخرين، ما يهدد السلام والاستقرار العالميين”.
وتشارك في القمة شخصيات بارزة، من بينها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، إلى جانب قادة من جنوب شرقي آسيا. وتعتبر هذه أول زيارة لبوتين إلى الصين منذ محادثاته الأخيرة مع ترامب، وأول زيارة لمودي منذ سبع سنوات. وبحسب تلفزيون الصين المركزي، سيعلن شي عن تدابير جديدة لتعزيز التعاون، إلى جانب تبني وثائق مشتركة مع قادة الدول الأعضاء لتعزيز التعاون الأمني والاقتصادي والثقافي.
أنظار العالم نحو القمة
في السياق، يقول الباحث جيانغ قوه، من مركز النجمة الحمراء في بكين، لـ”العربي الجديد”، إن العالم يراقب عن كثب مخرجات القمة، مشيراً إلى أن الحضور الرفيع من بوتين ومودي إلى جانب شي يعكس مكانة الصين المتنامية. وأضاف أن قمة تيانجين تؤكد أن المنظمة قوة مقابلة للتكتلات الغربية بقيادة الولايات المتحدة، وستُبرز تموضع الصين في ظل الانقسامات الجيوسياسية.
وأشار إلى أن القمة تحمل بعداً إضافياً في ظل تحسّن العلاقات الصينية–الهندية منذ مطلع العام الحالي، بعد أعوام من التوتر بسبب النزاعات الحدودية، وأكد أن لقاء شي–مودي ركّز على اعتبار البلدين “شريكين في التعاون وليسا متنافسين”. وتأسست منظمة شنغهاي للتعاون في 15 حزيران/حزيران 2001 بمدينة شنغهاي على يد الصين وروسيا وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان، ووقّع ميثاقها عام 2002، ودخل حيّز التنفيذ في أيلول/أيلول 2003، لتصبح منصة إقليمية للتعاون السياسي والاقتصادي والأمني في أوراسيا.
by | Aug 31, 2025 | أخبار العالم
تعهّد الرئيس الصيني شي جين بينغ، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، اليوم الأحد، بحل خلافاتهما الحدودية وتعزيز التعاون، وذلك قبيل افتتاح قمة منظمة شنغهاي للتعاون التي تستضيفها الصين في مدينة تيانجين الساحلية. واجتمع شي مع مودي، قبيل افتتاح القمة، في خطوة تعكس انفراجة رسمية بين القوتين النوويتين. وتعدّ هذه أول زيارة لمودي إلى الصين منذ تدهور العلاقات بين الجانبين، بعد اشتباكات دامية بين جنود صينيين وهنود على الحدود في عام 2020. ويزور مودي الصين في إطار عضوية بلاده في منظمة شنغهاي للتعاون، وهي مجموعة سياسية واقتصادية وأمنية إقليمية أسستها الصين. وقال مودي، في كلمته الافتتاحية، إن العلاقات مع الصين تحركت في “اتجاه هادف”، مضيفاً أن “هناك بيئة سلمية على الحدود بعد فك الاشتباك”.
من جانبه، قال شي إنه يأمل أن يساهم اجتماع تيانجين في “رفع مستوى” العلاقات و”تعزيز التنمية المستدامة والصحية والمستقرة للعلاقات الثنائية”، وذلك وفق ما ذكره التلفزيون المركزي الصيني. وأكد شي أنه يتعين على الجانبين “ألا يجعلا قضية الحدود هي المحدد للعلاقة الشاملة بين الصين والهند”، مشيراً إلى أن التنمية الاقتصادية يجب أن تكون محور الاهتمام الأساسي لكلا البلدين، مضيفاً: “طالما التزمت الصين والهند بالهدف الأسمى المتمثل في كونهما شريكتين لا متنافستين، وتوفير فرص للتنمية لا تهديدات، فإن العلاقات الصينية الهندية ستزدهر وتتقدم بثبات”.
وقبيل زيارة مودي توجّه وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، إلى نيودلهي في وقت سابق من آب/آب الجاري، حيث أعلن الجانبان عن تقاربهما. وتعهّدت الحكومتان بإعادة إطلاق محادثات الحدود، واستئناف إصدار التأشيرات والرحلات الجوية المباشرة. وتزامنت زيارة وانج مع قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على الهند بسبب شرائها النفط الروسي، لكن عملية إعادة بناء العلاقات بين نيودلهي والصين كانت قيد الإعداد منذ أشهر.
وكثّفت الصين والهند الزيارات الرسمية، خلال العام الجاري، وناقشتا تخفيف بعض القيود على التجارة وحركة الأفراد عبر الحدود. وفي حزيران/حزيران الماضي، سمحت بكين للحجاج الهنود بزيارة المواقع المقدسة في التبت. ومن المقرر أيضاً أن يلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي وصل إلى تيانجين، اليوم الأحد، بالزعيمين الصيني والهندي خلال الأيام المقبلة.
(أسوشييتد برس)