قائمة اضطرارية لمنتخب مصر: آمال على صلاح لإنقاذ الموقف

قائمة اضطرارية لمنتخب مصر: آمال على صلاح لإنقاذ الموقف

لم يجد المدير الفني لمنتخب مصر لكرة القدم، حسام حسن (59 عاماً)، سوى عنوان “القائمة الاضطرارية”، معياراً لاختيار المجموعة المقررة لها ملاقاة إثيوبيا وبوركينا فاسو، يومي 5 و9 أيلول/ أيلول الجاري، في الجولتين السابعة والثامنة من عمر التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2026، المقررة في الولايات المتحدة الأميركية وكندا والمكسيك، وغابت المعايير الفنية في ظل الإصابات، وحالات الغياب التي ضربت الأعمدة الأساسية في تشكيلة منتخب مصر للاعبين برفقة أنديتهم.

ولجأ مدرب منتخب مصر إلى اختيار لاعبين تدربوا تحت قيادته في تجمعات سابقة، رغم عدم تألقهم في مباريات الدوري المحلي بالصورة المنتظرة، تصدرهم ثنائي الدفاع: لاعب زد محمد ربيعة، ومدافع المصري البورسعيدي، خالد صبحي، إلى جانب استعادة لاعبين ممن تدربوا تحت قيادته، سواء في أندية سابقة، أو في تجمعات للمنتخب المصري، مثل حارس مرمى الزمالك، محمد صبحي.

واختار حسام حسن لاعبين آخرين في تشكيلة منتخب الفراعنة، رغم تراجع مستواهم الفني بصورة ملحوظة في الدوري المصري، بسبب عدم توافر البديل المناسب في ظل كثرة الغيابات، مثل أحمد نجمي وسط الأهلي، سيد مصطفى ومحمود حسن تريزيغيه، وحارس المرمى، محمد الشناوي. والثلاثي لم يقدموا المستوى المطلوب برفقة الفريق الأحمر، وخسروا آخر مباراة لهم أمام فريق بيراميدز بهدفين دون رد، وهناك تراجع لافت في أدائهم.

وتجاهل حسام حسن المعايير الفنية مجبراً في القائمة الاضطرارية لمنتخب مصر، وضم لاعبين لم يكتمل تعافيهم من الإصابة، أو عادوا، ولكن دون مشاركة في المباريات لغياب البديل الجاهز أيضاً، مثل قلب الدفاع المحترف في صفوف نادي العين الإماراتي، رامي ربيعة، الذي يعتبر اللاعب الأول في الدفاع بعد إصابة محمد عبد المنعم، إلى جانب ضم لاعب وسط الأهلي الغائب منذ بداية الدوري المصري، مروان عطية، والمنتظر أن يغيب عن مباراة مصر وإثيوبيا بداعي الإيقاف، على أن يتم تجهيزه لمباراة بوركينا فاسو.

ويعوّل حسام حسن بشكل كبير في ترجيح كفة منتخب مصر خلال مباراتي إثيوبيا وبوركينا فاسو على ورقته الرابحة الممثلة في نجم ليفربول الإنكليزي وأفضل لاعب في “البريمييرليغ”، خلال الموسم الماضي، محمد صلاح، والذي بدأ موسمه في ليفربول بصورة جيدة، وسجل هدفاً في أول ثلاث مباريات، وهو أمل المنتخب المصري الأبرز في التأهل إلى كأس العالم، وتجاوز عقبتي مباراتي شهر أيلول الجاري أمام إثيوبيا وبور كينا فاسو. ويحتل منتخب مصر، الذي بدأ معسكره اليوم، صدارة المجموعة الأولى، برصيد 16 نقطة، مبتعداً بخمس نقاط عن أقرب ملاحقيه منتخب بوركينا فاسو في المركز الثاني برصيد 11 نقطة.

المملكة المتحدة تغلق سفارتها في القاهرة بعد إزالة الحواجز الأمنية من أمامها.. فهل هي معاملة بالمثل؟

المملكة المتحدة تغلق سفارتها في القاهرة بعد إزالة الحواجز الأمنية من أمامها.. فهل هي معاملة بالمثل؟

أغلقت المملكة المتحدة سفارتها في القاهرة مؤقتاً بعد أن أزالت السلطات المصرية الحواجز الأمنية خارج المبنى.

وأعلنت وزارة الخارجية البريطانية أن مبنى سفارتها الرئيسي في حي جاردن سيتي بالعاصمة سيظل مغلقاً ريثما تتم مراجعة آثار هذه التغييرات مؤكدة أن السفارة لا تزال تعمل.

يأتي هذا القرار في أعقاب دعوات متزايدة في مصر لردّ بالمثل على اعتقال السلطات البريطانية لناشطين مؤيدين للسلطات المصرية بعد تصديهما لاحتجاج قام به أحد الأشخاص أمام السفارة المصرية في لندن متهما القاهرة بإغلاق معبر رفح فيما نفت مصر الأمر أكثر من مرة قائلة إن المعبر مغلق من الجانب الأخر الذي تسيطر عليه إسرائيل.

يمكنكم مشاهدة الحلقات اليومية من البرنامج الساعة الثالثة بتوقيت غرينيتش، من الإثنين إلى الجمعة، وبإمكانكم أيضا الاطلاع على قصص ترندينغ بالضغط هنا.

مصر تتجه لإنشاء خط أنابيب لتوريد كميات إضافية من الغاز الإسرائيلي

مصر تتجه لإنشاء خط أنابيب لتوريد كميات إضافية من الغاز الإسرائيلي

تستعد الحكومة المصرية لإنشاء خط أنابيب لتوريد كميات إضافية من الغاز الإسرائيلي. وفي حين قالت مصادر حكومية لنشرة إنتربرايز الاقتصادية المحلية اليوم الاثنين، إن الإنشاءات ستبدأ بداية العام المقبل، ذكرت مصادر إعلامية أخرى أن البدء بالمشروع سيكون في الربع الأخير من العام 2025 تمهيدا لاستقبال الكميات الإضافية من الغاز الإسرائيلي بداية 2026 وفقا للاتفاق الأخير مع شركة نيوميد الإسرائيلية.

واتفقت مصر على استيراد 130 مليار متر مكعب من الغاز الإسرائيلي من حقل ليفياثان بتكلفة 35 مليار دولار في الفترة من عام 2026 وحتى عام 2040. وأضاف المصدر للنشرة ذاتها أن المشروع جرى الاتفاق عليه قبل سنوات، لكنه أُجّل بسبب مشكلات مالية واضطرابات جيوسياسية. ومن المتوقع الانتهاء من الأعمال الإنشائية بحلول عام 2028، وفقا للمصدر، الذي أوضح أن مصر ستتحمل 200 مليون دولار من التكلفة الإجمالية للمشروع، فيما تتحمل الشركات الإسرائيلية مبلغا مماثلا. ويتوقع أن تتولى الشركة المصرية للغازات الطبيعية “جاسكو” التنفيذ بعد اكتمال جميع التفاصيل الهندسية.

وقال مصدر حكومي مصري، في تصريحات سابقة، إن إمدادات الغاز الإسرائيلي سيجري تمديدها إلى محطات الإسالة المصرية في دمياط وإدكو قبل إعادة تصديرها إلى أوروبا. واستوردت مصر 890 مليون قدم مكعبة يوميا من الغاز الطبيعي من إسرائيل في تموز/تموز، وهو أعلى مستوى في ثلاثة أشهر، كما يمثل زيادة قدرها 59% على أساس شهري، وفقا لبيانات منصة “ميس” المهتمة بشؤون الطاقة. 

وتتجه مصر، التي كانت في السابق دولة مصدرة للطاقة إقليميا، بشكل متزايد نحو الاستيراد لتلبية الطلب المحلي المرتفع مع انخفاض إنتاج الحقول القديمة وتأخر الاستثمار في الحقول الجديدة. ووفقا لمبادرة بيانات المنظمات المشتركة (جودي)، بلغ إنتاج الغاز في أيار/ أيار 3545 مليون متر مكعب، بانخفاض يتجاوز 40% مقارنة مع آذار/ آذار 2021. 

ورغم اكتشافات ضخمة أبرزها حقل ظهر في البحر المتوسط، فإنّ الإنتاج لم يعد إلى ذروته المسجلة عام 2019، وسط تزايد الاستهلاك المحلي خاصة في مواسم الذروة الصيفية. وتستهدف مصر رفع إنتاجها من الغاز الطبيعي إلى 6.6 مليارات قدم مكعبة يوميا، بحلول عام 2027، مقارنة بـ 4.1 مليارات قدم مكعبة يوميا حاليا، وفق ما صرح به رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي آب/آب الماضي.

خلية هيدروجينية لتحسين كفاءة المحركات وتقليل استهلاك الوقود

خلية هيدروجينية لتحسين كفاءة المحركات وتقليل استهلاك الوقود

في هذا التقرير نسلّط الضوء على خلية هيدروجينية تقوم بإنتاج الهيدروجين من الماء. يمكن تركيب هذه الخلية على أي محرك احتراق داخلي، مثل محركات السيارات أو مولدات الكهرباء.

يُستخدم الهيدروجين الناتج لتحسين عملية الاحتراق داخل المحرك، مما يُساهم في تقليل استهلاك الوقود والانبعاثات الضارة.

فكيف تعمل الخلية؟ وما مدى فعاليتها في تحسين كفاءة الطاقة؟

يعرض البرنامج كل أحد 17.30 بتوقيت غرينتش.

يمكنكم زيارة صفحة البرنامج على فيسبوك: facebook.com/BBC4Tech

حساب البرنامج على تويتر هو: @BBC4Tech

شاهدوا التقارير السابقة من 4تك هنا

لصالح العمال أم أصحاب الأعمال؟ جدل حول قانون العمل الجديد في مصر

لصالح العمال أم أصحاب الأعمال؟ جدل حول قانون العمل الجديد في مصر

“قانون العمل طلع بشكل متوازن عشان كانت نيتنا حقيقية وكنا صادقين”، هكذا أعلن وزير العمل المصري محمد جبران عن بدء سريان تنفيذه.

القانون الجديد يبدأ العمل به اعتباراً من الأول من أيلول/ أيلول، بعد أن صدَّق عليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في أيار/ أيار الماضي.

رغم أن القانون مرَّ بمراحل عديدة من النقاش في مجلس النواب، فإنه قوبل بانتقادات لاذعة من عدد من منظمات حقوق الإنسان والنقابات العمالية، التي رأت أن القانون لا يحقق التوازن المنشود بين حقوق العمال وأصحاب العمل.

بينما ترى الحكومة المصرية أنه “سيحقق المصلحة للجميع”، كما سيساهم في جذب المزيد من الاستثمارات إلى البلاد.

وقد تقدمت الحكومة المصرية بمشروع قانون العمل الجديد للمرة الثانية في تشرين الثاني/ تشرين الثاني الماضي، بعدما سحبته منذ عامين من مجلس النواب، بعد مواجهة اعتراضات مجتمع الأعمال.

أبرز نقاط الخلاف: العلاوة السنوية

تنص المادة (12) من قانون العمل الجديد على استحقاق العاملين، بعد سنة من تعيينهم، علاوة سنوية دورية لا تقل عن 3% من الأجر التأميني، بدلًا من نسبة الـ7% من الأجر الأساسي في القانون الحالي، وذلك في ضوء القواعد التي يصدرها المجلس القومي للأجور.

وذكرت “المبادرة المصرية للحقوق الشخصية”، في ورقة بحثية بعنوان: “ما العمل في قانون العمل؟”، أن القانون الجديد يمثل امتدادًا لسياسات تميل إلى أصحاب الأعمال والمستثمرين على حساب العمال، في وقت تتراجع فيه مستويات المعيشة عند العاملين بأجر، وتزداد معدلات الفقر بينهم، ويتراجع نصيبهم من الناتج المحلي الإجمالي.

ويرى مدير وحدة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية بالمبادرة، وائل جمال، أن إقرار العلاوة السنوية بنسبة 3% فقط من الأجر التأميني، وهو قليل مقارنة بالأجر الأساسي، في بلد مثل مصر تتزايد فيه معدلات التضخم، يعني استمرار تآكل قيمة الأجور الحقيقية، وهو ما يحدث منذ 25 عامًا، وأثَّر سلبًا على حياة المواطنين ومستواهم الاجتماعي والمعيشي.

ويتابع جمال أن مشروع القانون يتجاهل ربط الأجور بمعدل التضخم ومستوى الأسعار، بما يُخلّ بـ”تحقيق التوازن والعدالة بين طرفي علاقة العمل”، ويرى أنه كان من الأفضل ربط العلاوة السنوية بمعدل التضخم السنوي، لضمان الحفاظ على القوة الشرائية للعمال.

وشهد العام الماضي موجة من زيادات الأسعار، إذ رفعت الحكومة أسعار تذاكر المترو والقطارات في آب 2024 بنسبة تراوحت بين 12.5% و25%، ضمن خطة تقليص الدعم. كما رفعت سعر رغيف الخبز المدعم بنسبة 300% لأول مرة منذ أكثر من 30 عامًا، ثم تبع ذلك زيادات في أسعار الإنترنت والكهرباء والوقود ومواد البناء.

ويقول جمال: صحيح أن القانون يشير إلى ضرورة تطبيق الحد الأدنى للأجور، لكنه لا يملك أي آلية لتنفيذ ذلك.

من جهته، يدافع رئيس لجنة القوى العاملة بمجلس النواب المصري، عادل عبد الفضيل، عن تلك المادة ويقول إن العلاوة المنصوص عليها هي الحد الأدنى لحقوق العمال، مما يعني أنه من المتاح لأصحاب الأعمال زيادتها، كما أن المجلس الأعلى للأجور يقر الزيادات بشكل دوري بما يضمن تحقيق التوازن بين العامل وصاحب العمل، وربط الأجر بالإنتاج.

نص القانون على عدم جواز تشغيل العامل أكثر من 8 ساعات يوميا
عامل بناء في قطاع المقاولات

عدد ساعات العمل: لصالح من؟

نص القانون على عدم جواز تشغيل العامل أكثر من ثماني ساعات يوميًا أو 48 ساعة أسبوعيًا، ولا يدخل في حسابها الفترات المخصصة لتناول الطعام والراحة. وهو لا يختلف كثيرًا عن القانون القديم، وهو ما يعتبره وائل جمال “رقمًا غير إنساني، كما أن الظروف الاستثنائية التي يقل أو يزيد عنها هذا الرقم وفقًا لهذا القانون غير واضحة”.

ويشرح جمال: في لحظات التضخم المرتفع يُعتبر تخفيض عدد ساعات العمل من أفضل وسائل زيادة الأجر الحقيقي للعاملين، لكن في المقابل نجد مصر تُقر قانون عمل جديدًا تحتفظ فيه بواحد من أطول ساعات العمل الرسمية، مقابل انخفاضها في العالم المتقدم عن أربعين ساعة أسبوعيًا.

في المقابل، يرى رئيس لجنة القوى العاملة بمجلس النواب المصري أن القانون يعطي مرونة في زيادة أو نقصان عدد الساعات حسب حاجة العمل. كما أن القانون أعطى للعامل حق التمتع بإجازة سنوية، وأعطى لصاحب العمل الحق في تحديد مواعيد هذه الإجازة.

القانون الجديد يحظر الإضراب في المنشآت الحيوية
مجموعة من العمال داخل أحد المصانع المصرية

هل ينزع القانون سلاح الإضراب؟

نص قانون العمل المصري الجديد على ضرورة إعلان العمال عن مواعيد الإضراب، وإخطار كلٍّ من صاحب العمل والجهة الإدارية المختصة قبل التاريخ المحدد للإضراب بعشرة أيام على الأقل، على أن يتضمن الإخطار الأسباب الدافعة للإضراب ومواعيده. ويُعفى صاحب العمل من الالتزام بسداد أجور العمال خلال فترة إضرابهم.

ويرى جمال أن القانون الجديد ينزع السلاح الوحيد من يد العمال وهو الإضراب، “لأنه يضع شرط استنفاد طرق التسوية الودية للمنازعات أولًا، وهي شروط تجعل الإضراب تقريبًا مستحيلًا”.

وينص القانون الجديد على حظر الإضراب في المنشآت الحيوية التي تقدم خدمات أساسية أو في الظروف الاستثنائية، وهو ما يثير تساؤلات لدى كمال عباس، المنسق العام لدار الخدمات النقابية والعمالية، حول كيفية تحديد هذه المنشآت. ويقول: كان من الأفضل وضع إطار قانوني بدلاً من انتظار قرار من رئيس الوزراء لتحديد ماهية تلك المنشآت. مشيرًا إلى أن نهاية الإضراب يجب أن تحدد من خلال التفاوض وليس وفقًا لمواعيد مسبقة، وبهذا الشرط يفقد الإضراب شرعيته.

في المقابل، يرى عادل عبد الفضيل، رئيس لجنة القوى العاملة بمجلس النواب المصري، أن حق الإضراب منصوص عليه في الدستور المصري، كما أن مصر موقعة على اتفاقيات منظمة العمل الدولية التي تكفله، وأن القانون الجديد لم يحظره، ولكنه وضع قواعد تنظيمية لكل من الإضراب الجزئي والكلي ونظم مواعيده، حتى لا يُترك على إطلاقه ويعطل عملية الإنتاج.

هل من مزايا جديدة في القانون؟

يقول عادل عبد الفضيل، رئيس لجنة القوى العاملة بمجلس النواب المصري، إن القانون جاء بعد حوار مجتمعي راعى التطورات في سوق العمل في مصر من أجل معالجة الخلل في العلاقة بين العامل وصاحب العمل.

ويعدد عبد الفضيل مزايا القانون الجديد، مثل وضع مسؤولية رعاية الأطفال على الرجال والنساء حدًّا سواء باعتبارهم شركاء في المهام الأسرية، من خلال منح العاملة إجازة وضع 4 أشهر بدلًا من 3 أشهر في القانون القديم، كما استحدث إجازة 3 أيام للزوج في حالة وضع زوجته.

كما عالج القانون الجديد أنماطًا جديدة تشمل: العمل عن بعد، والعمل عبر المنصات الرقمية، والعمل لبعض الوقت، والعمل المرن في أوقات غير متصلة، وتقاسم العمل مع أشخاص آخرين مقابل أجر يتفق عليه.

ويتابع عبد الفضيل: كما استحدث نظامًا قضائيًا متخصصًا للفصل في الدعاوى العمالية، بالإضافة إلى إلزام أصحاب الأعمال بضرورة توفير بيئة عمل خالية من التحرش والتنمر.

ومع ذلك، أقر عباس ببعض الإضافات الإيجابية للقانون، مثل إنشاء المحاكم العمالية ووضع قيود على “استمارة ستة”. لكنه لم يوضح آلية التنفيذ وطريقة إلزام رجال الأعمال بالاتفاقات التي تُوقَّع مع العمال.

“ويشكك في جدية تنفيذ الاتفاقيات مع العمال، مستشهدًا باتفاق أُبرم مرتين بين إحدى شركات الأجهزة الكهربائية الكبرى والعمال المطالبين بتحسين الأجور وظروف العمل، وذلك في مقر وزارة العمل وبحضور الوزير الأسبق شخصيًا، ورغم ذلك لم تلتزم الشركة بأي من الاتفاقين”. لذلك يطالب مفتشي وزارة العمل بالقيام بدورهم في مراقبة تنفيذ القانون وتوقيع غرامات مالية على المخالفين، بحسبه.

عمال يقومون بمعالجة الرنجة المملحة في مصنع أبو السيد
عمال تصنيع السمك المدخن في القاهرة

ماذا ينتظر العمال بعد تطبيق هذا القانون؟

يضع كمال عباس، المنسق العام لدار الخدمات النقابية والعمالية، عدة توصيات يطالب بها الحكومة المصرية، وهي: الإسراع في إنشاء المحاكم العمالية وتفعيلها بشكل حقيقي، وعدم عرقلة إنشاء نقابات عمالية مستقلة، وتفعيل الحوار المجتمعي حول قضايا العمل، وتأسيس مجلس تشاوري يضم “ممثلين حقيقيين للعمال” من النقابات المستقلة وقطاع الخاص، ليكون معبرًا عن القوى العاملة الفعلية.

وطالب بسرعة إصدار مشروع قانون العمالة المنزلية، والنظر في المشروع المقدم من دار الخدمات النقابية العمالية منذ خمس سنوات ولا يزال حبيس الأدراج.

ويقول عباس إن دار الخدمات ستراقب جدية وزارة العمل في إلزام أصحاب الأعمال بتعليق اللوائح وتطبيق القانون، خاصة فيما يتعلق بالعقود المؤقتة وإنهاء عقود العمل التي تمنح صلاحيات واسعة لأصحاب العمل، وتطبيق الحد الأدنى للأجور البالغ سبعة آلاف جنيه (ما يقرب من 145 دولارًا)، ومدى التزام الشركات والحكومة به. بالإضافة إلى مراقبة تسجيل العمالة غير المنتظمة، حيث لم يتجاوز عدد المسجلين مليوني عامل من أصل 13 مليونًا يعملون في قطاع الصناعة.

وأكد أن الدار ستقدم الدعم القانوني والفني للعمال دون تحديد مدة زمنية للمراقبة، مشددًا على أن قانون العمل هو “شاغل العمال اليومي”.

من جانبه، قال محمد البهي، عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الصناعات، إن الاتحاد يحترم قرارات الجهات التشريعية، وأن تطبيق القانون قد يواجه بعض المشكلات الفردية، لكنه لا يتوقع اعتراضات واسعة من أصحاب الأعمال. وأضاف أن قطاع الصناعة يمنح أعلى الرواتب في الدولة، ملتزمًا بالقانون ومعايير التضخم، مؤكدًا أن العمال راضون عن أجورهم وعلاواتهم. وأشار البهي إلى أن اتحاد الصناعات شارك في صياغة القانون، وبالتالي لا مجال للاعتراض عليه بعد صدوره، معتبرًا أن العلاقة بين أصحاب الأعمال والعمال تقوم على “المكسب للطرفين”.

يشمل قانون العمل الجديد نحو 30 مليون عامل في مصر، معظمهم في القطاع الخاص الذي يمثل 82.3% من قوة العمل، بحسب بيانات الجهاز المركزي للإحصاء. أما العاملون في قطاع الأعمال الحكومي فتسري عليهم بعض أحكام القانون فقط، بينما يُستثنى عمال الخدمة المنزلية الذين سيصدر لهم قانون خاص.

رغم غياب إحصاءات رسمية موحدة حول الإضرابات العمالية في مصر، تشير تقارير حقوقية إلى تراجعها بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، بسبب التشريعات المقيدة للإضراب وإلغاء النقابات المستقلة.