حرب غزة: ماذا نعرف عن أبو عبيدة “الرجل الملثم”؟

حرب غزة: ماذا نعرف عن أبو عبيدة “الرجل الملثم”؟

أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس مقتل “أبو عبيدة” الناطق باسم كتائب القسام في غزة.

وقال كاتس عبر حسابه على منصة إكس: “تمت تصفية المتحدث باسم إرهاب حماس في غزة، أبو عبيدة”. ولم يصدر رد فوري من حماس أو كتائب القسام حول مصيره بعد.

ظهر أبو عبيدة للمرة الأولى في العام 2006 في بيان أصدره يعلن تنفيذ المقاومة عملية “الوهم المتبدد” شرق مدينة رفح، والتي أدت لقتْل جنديين إسرائيليين وجرح اثنين آخرين وأسر الجندي جلعاد شاليط، وذلك رداً على قصف عائلة “أبو غالية” في 9 حزيران/حزيران، على شاطئ منطقة بيت لاهيا.

وفي صباح يوم 7 تشرين الأول/تشرين الأول، أطلق القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف عملية “طوفان الأقصى” ثم خرج الناطق باسم الكتائب أبو عبيدة في فيديوهات ورسائل صوتية يعلن سير العمليات وينشر بيانات حول تفاصيلها الدقيقة وبيان المواقف في الجبهات، فبات الناس على موعد شبه يومي معه.

تصاعدت شهرة أبو عبيدة منذ بدء الحرب الأخيرة بين إسرائيل وغزة، وتصدر اسمه في محركات البحث على الإنترنت.

اشتهر بكنيته “أبو عبيدة” ولم تثبت للآن أي معلومات موثقة عن شخصيته واسمه الحقيقي.

ماذا نعرف عن “أبو عبيدة” الرجل الملثم؟

تقرير: حازم شاهين

إسرائيل زعمت اغتياله.. من هو أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام؟

إسرائيل زعمت اغتياله.. من هو أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام؟

أعلن وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس اليوم الأحد، اغتيال الناطق الرسمي باسم كتائب القسام أبو عبيدة.

وكان مراسل التلفزيون العربي في غزة إسلام بدر، قد أشار إلى أن التأكيدات الإسرائيلية باغتيال أبو عبيدة تواجه بصمت المقاومة الفلسطينية التي لم تؤكد ولم تنفِ المزاعم الإسرائيلية.

ولفت مراسلنا إلى أن هذا السلوك هو المعتاد من قبل المقاومة، التي لم تعلن استشهاد قياديين إلّا في حالات محددة.

وفي وقت سابق اليوم، ادعى نتنياهو أن الجيش استهدف أبو عبيدة وذلك في مستهل اجتماع الحكومة، وفقًا لموقع “والا” الإخباري العبري، مضيفًا أن “الجيش الإسرائيلي استهدف المتحدث باسم كتائب القسام، وننتظر نتائج الهجوم”.

وأمس السبت قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن هدف الهجوم الأخير على عمارة سكنية في حي الرمال غربي مدينة غزة كان اغتيال الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة.

رمزية أبو عبيدة

وأبو عبيدة شخصية مركزية ذات بعد رمزي كبير، ويعد الشخصية الأشهر في المقاومة الفلسطينية بعد قائد كتائب القسام محمد الضيف الذي استشهد قبل أشهر.

وأوضح مراسل التلفزيون العربي أن المتحدث الرسمي باسم كتائب القسام أطلّ للمرة الأولى في تشرين الأول/ تشرين الأول 2004، بالتزامن مع اجتياح جباليا حينها، والذي سمي إسرائيليًا بـ”أيام الندم”، فيما أطلقت عليه كتائب القسام اسم “أيام الغضب”.

آنذاك خرج أبو عبيدة في مؤتمر صحفي مباشر لوسائل الإعلام، وهي المرة الأولى التي استُخدمت فيها كنية “أبو عبيدة” للمتحدث الرسمي باسم كتائب القسام.

وتابع المراسل أنه منذ ذلك الوقت جرى تثبيت صوت واحد وبكوفية حمراء واحدة للتحدث باسم كتائب القسام، بعد أن كان المتحدثون باسم القسام يخرجون بأصوات مختلفة وبكنى مختلفة.

وقد حجز صوت وكنية أبو عبيدة منذ ذلك الحين مكانة رمزية عالية فيما يتعلق بالوجدان المقاوم بقطاع غزة، وفي العالمين العربي والإسلامي، وباتت كوفيته وكنيته ذات أبعاد ترمز للمقاومة الفلسطينية.

وذكر المراسل أن حضور أبو عبيدة كان لافتًا، سواء بالإعلان عن أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شليط في 2006-2007، أو الإعلان عن أسر الجندي الإسرائيلي هدار غولدن في الحرب على قطاع غزة في 2014، وجميع الحروب التي تلت ذلك.

وكان آخر خطابات المتحدث باسم كتائب القسام أبو عبيدة الشهر الماضي، وتحدث فيه عن قضايا عدة، أهمها الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة.

الكابينت يُناقش مستقبل العملية العسكرية في غزة، وإسرائيل تستهدف شخصية “مركزية” من حماس

الكابينت يُناقش مستقبل العملية العسكرية في غزة، وإسرائيل تستهدف شخصية “مركزية” من حماس

يستعد مجلس الوزراء الإسرائيلي “الكابينت” لعقد جلسته العادية اليوم الأحد، لمناقشة مستقبل العملية العسكرية في غزة، حيث يسعى قادة الأجهزة الأمنية للمطالبة بالتوجه نحو صفقة تبادل رهائن بين حماس وإسرائيل، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.

وأضافت هيئة البث الإسرائيلية أن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنجبي اتفق مع قادة الأجهزة الأمنية المؤيدين للتوصل إلى اتفاق جزئي، مشيرة إلى أن القائم بأعمال رئيس جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) ليس من ضمن القادة المتفق معهم، كما لم تحدد أي أسماء للقادة المؤيدين للاقتراح.

  • لمتابعة أهم الأخبار وأحدث التطورات في منطقة الشرق الأوسط، انضم إلى قناتنا على واتساب (اضغط هنا).

وذكرت الهيئة أن الحكومة تعتزم وقف عمليات إسقاط المساعدات الجوية على مدينة غزة، وتقليص إدخال المساعدات إلى شمال القطاع في الأيام المقبلة، في خطوة وصفتها بأنها وسيلة ضغط لدفع أكثر من 800 ألف فلسطيني إلى النزوح القسري جنوباً، تمهيداً للسيطرة على المدينة.

ومع ذلك، نقلت صحيفة “يدعوت أحرنوت” عن مسؤولين إسرائيليين أن المجلس لن ينظر في رد حماس الأخير على مقترح الاتفاق الجزئي، مشيرة إلى أن نتنياهو وأعضاء الحكومة قرروا مناقشة اتفاق شامل فقط.

  • إرهاق وجوع ورعب: هكذا يعيش ويعمل الصحفيون في غزة
  • لماذا يخفت صوت الشارع في الضفة رغم الحرب في غزة؟

وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن إنهاء ما سمّاها “الهدنة التكتيكية المحلية” في مدينة غزة بدءاً من صباح الجمعة، واعتبرها “منطقة قتال خطيرة” بناءً على توجيهات سياسية كما يقول.

بريطانيا تعلن عن تقديم المزيد من المساعدات للنساء في غزة

أعلنت بريطانيا عن تقديم المزيد من المساعدات للنساء في غزة، وتعهدت بتقديم أكثر من أربعة ملايين دولار لدعم النساء الحوامل والأمهات الجدد، بالإضافة إلى توفير مستلزمات النظافة الشهرية لآلاف النساء.

وصرح وزير الخارجية، ديفيد لامي، بأن الوضع الإنساني في غزة لا يزال كارثياً، وأن النساء والفتيات يتحملن وطأة المعاناة.

تُقدر الأمم المتحدة وجود أكثر من خمسة وخمسين ألف امرأة حامل في القطاع.

ومع صعوبة الحصول على الرعاية الصحية الأساسية، لا يستطيع معظمهن الحصول على الرعاية اللازمة.

وقد ازدادت حالات الإجهاض، وولادات الأجنة الميتة، والتشوهات الخلقية.

تطورات ميدانية

في تطورات الوضع الميداني، قُتل وأصيب العشرات منذ الليلة الماضية في سلسلة من الغارات الجوية والقصف المدفعي وإطلاق النار تجاه منتظري المساعدات.

وأعلنت مستشفى العودة في مخيم النصيرات أنها استقبلت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية 10 قتلى و34 مصاباً، جراء قصف الجيش الاسرائيلي تجمعات الأهالي عند نقطة توزيع المساعدات وسط القطاع إضافة إلى استهدافات أخرى متفرقة.

ولا تزال مناطق جباليا البلد والنزلة وأبو اسكندر شمالي القطاع تشهد تصعيداً ميدانياً خطيراً مع مواصلة قوات الجيش الاسرائيلي عمليتها العسكرية لليوم الرابع عشر على التوالي، وسط قصف عنيف وعمليات نسف متواصلة.

وأكد جهاز الدفاع المدني أن القوات الإسرائيلية قصفت خلال الساعات الـ24 الماضية عدداً من المنازل في جباليا.

وأكد شهود عيان أن عمليات القصف الإسرائيلي وتفجير الروبوتات المفخخة بمنطقة النزلة وابو اسكندر تواصلت خلال ساعات الليل، واستمرت عمليات التفجير حتى ساعات الفجر الأولى.

وأسفر قصف طائرات اسرائيلية صباح اليوم على منزل في حي الشيخ رضوان، شمال غربي مدينة غزة، عن مقتل شخصين على الأقل.

الليلة الماضية، قُتل 5 على الأقل وأصيب آخرون إثر قصف جوي على مقهى في مخيم الشاطئ شمال غربي مدينة غزة.

وأعلنت مصادر طبية عن مقتل 85 شخصاً في غارات الجيش الاسرائيلي المتواصلة في قطاع غزة يوم أمس السبت.

“مقتل الجندي 900”

يأتي ذلك بينما أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء السبت، أن الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) “نفذا عملية خاصة في قطاع غزة أسفرت عن استعادة جثمان الجندي عيدان شتيفي”، الذي قُتل في هجوم السابع من تشرين الأول/تشرين الأول 2023.

وأكد البيان أن معهد الطب الشرعي أكد هوية الجثمان، قبل السماح بالإعلان عن إعادته إلى إسرائيل.

ومع انتشال جثمان شتيفي، أفادت إسرائيل أن 48 محتجزاً لا يزالون في غزة، يُعتقد أن 20 منهم فقط على قيد الحياة.

وبحسب مكتب نتنياهو، فقد أُعيد حتى الآن 207 من الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة، بينهم 148 شخصاً على قيد الحياة، فيما أكد نتنياهو أن إسرائيل ستواصل “العمل بلا كلل وبحزم بمختلف الطرق لإعادة جميع الرهائن أحياء وأمواتاً”.

ومنذ تشرين الأول/ تشرين الأول 2023، قُتل تسعمئة جندي على الأقل من الجيش الإسرائيلي جراء الحرب في قطاع غزة، بينما جُرح أكثر من ستة آلاف آخرين على “جبهات مختلفة”، بحسب تقرير نشره موقع “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلي.

وأوضح الموقع أن الجندي 900 قتل خلال مواجهات الجمعة في جنوب مدينة غزة.

جنود إسرائيليين في غزة
قُتل تسعمئة جندي على الأقل من الجيش الإسرائيلي خلال الحرب في قطاع غزة بحسب وسائل إعلام إسرائيلية

بينما أشار تقرير حديث لموقع جيروزاليم بوست الإسرائيلي إلى أن قرابة 460 جندياً من هؤلاء الجنود كانوا في خدمتهم الإلزامية، و295 كانوا من جنود الاحتياط، و145 من أفراد الخدمة النظامية.

كما أوضح تقرير جيروزاليم بوست إلى أن وحدة جولاني التابعة للجيش الإسرائيلي، كانت من أكبر الوحدات من حيث عدد الجنود الذين قُتلوا منذ بداية الحرب، إذ قُتل ما لا يقلّ عن 114 شخصاً من أفرادها، منهم 71 شخصاً قتلوا خلال السابع من تشرين الأول/تشرين الأول.

غارة على غزة، وإعلام إسرائيلي يُرجّح: “المستهدف أبو عبيدة”

قالت وكالة الأنباء الفلسطينية إن شخصين على الأقل قتلا خلال قصف إسرائيلي استهدف خيمة تؤوي نازحين جنوب غرب مدينة غزة.

وأوضحت الوكالة أنه بذلك، يرتفع عدد القتلى جراء العمليات الإسرائيلية في القطاع خلال الساعات الـ24 الأخيرة، إلى ما لا يقلّ عن 85 قتيلاً، نقلاً عن المصادر الطبية في مستشفيات القطاع بحسب الوكالة.

ويأتي ذلك بعد ساعات من إعلان الجيش الإسرائيلي، عن تنفيذ غارة على مدينة غزة، استهدفت “مخرباً مركزياً في منظمة حماس الإرهابية” بواسطة طائرة تابعة لسلاح الجو.

ووفق إعلان الجيش الإسرائيلي فإنه تم استخدام “أنواع الذخيرة الدقيقة، والاستطلاع الجوي وغيرها من المعلومات الاستخباراتية، بهدف تقليص احتمال إصابة المدنيين”.

أبو عبيدة
كان آخر ظهور لأبو عبيدة يوم الجمعة، حين نشر رسالة هدد فيها الجيش الإسرائيلي، تزامناً مع بدء إسرائيل ما وصفتها بـ “العمليات التمهيدية” لمهاجمة مدينة غزة

ورجّحت هيئة البث الإسرائيلية أن أبو عبيدة المتحدث باسم الجناح العسكري لحركة حماس، كان المستهدف بالغارة، موضحة أنه لم يتضح بعد ما إذا كانت عملية الاستهداف ناجحة.

ولم تعلّق إسرائيل أو حركة حماس على هذه التقارير حتى الآن.

  • ماذا نعرف عن الملثم أبو عبيدة الواجهة الإعلامية لحماس؟

وكان آخر ظهور لأبو عبيدة يوم الجمعة، حين نشر عبر قناته في تيلغرام رسالة مسجلة، هدد فيها الجيش الإسرائيلي بــ”القتل والأسر” تزامناً مع بدء إسرائيل ما وصفتها بـ “العمليات التمهيدية” لمهاجمة مدينة غزة.

وأضاف أبو عبيدة أن مقاتلي حماس في “حالة استنفار وجهوزية ومعنويات عالية، وسيقدمون نماذج فذّة في البطولة والاستبسال وسيلقّنون الغزاة دروساً قاسية”، محذراً من أن الرهائن الإسرائيليين سيكونون “مع المقاتلين في أماكن القتال والمواجهة”.

وعن واقع الوضع الإنساني في القطاع، قال مفوض عام الأونروا فيليب لازاريني إن طواقم طبية وصحفيون وعاملون بالمجال الإنساني قتلوا في غزة بشكل لا سابق له في التاريخ الحديث، على حد وصفه.

وأضاف في تصريحات له ” كل هذا يحدث دون عقاب لدرجة أن الفظائع الأخيرة وصفت بحوادث مؤسفة فيما يقع إنكار المجاعة، حان وقت العمل والشجاعة والإرادة السياسية لإنهاء هذا الجحيم على الأرض في غزة”.

من جانبه، أوضح منير البرش مدير عام وزارة الصحة في غزة أنهم يضطرون لوضع 6 أطفال على سرير واحد داخل المستشفيات بسبب دمار المنظومة الصحية.

وأكد أن هناك 40 ألف جريح من الأطفال في غزة منذ بداية الحرب، وأنه جرى تدمير أكثر من 150 مستودعاً للأدوية، وأن 1000 مريض قلب توفوا بسبب عدم توفر العلاج اللازم لهم.

وأضاف في تصريحات له بأن قرارهم واضح بان لا نزوح من المستشفيات ولن يتركوا المرضى، مشيرا إلى أن الجيش الاسرائيلي يستعمل الروبوتات الضخمة المفخخة لتدمير أحياء كاملة في جباليا، وأنهم وجدوا عائلات بأكملها تحت الأنقاض بسبب تفجير الروبوتات في جباليا.

نشطاء خليجيون يخططون للإبحار نحو غزة لكسر الحصار

نشطاء خليجيون يخططون للإبحار نحو غزة لكسر الحصار

مع اقتراب نهاية آب/ آب، يستعد ناشطون من الخليج لإطلاق “سفينة الصمود الخليجية” تحت شعار: “خليجيون نبحر لكسر الحصار”، في إطار ما يصفونه بأوسع تحرّك مدني عالمي غير مسبوق وهو “التحالف العالمي لكسر الحصار عن غزة”.

ويُعتبر هذا التحرك جزءاً من “أسطول الصمود العالمي” الذي يضم ناشطين من 44 دولة حول العالم.

ويَجمع هذا التحرّك مبادرات مثل: أسطول الصمود المغاربي، التحالف الدولي لأسطول الحرية، الحركة العالمية نحو غزة، وصمود نوسانتارا. هؤلاء يرون أن التحرّك المدني والشعبي بات ضرورة أمام ما يعتبرونه صمتاً رسمياً وعجزاً دولياً.

ومن المقرّر أن تغادر أول قافلة للتحالف من الموانئ الإسبانية في 31 آب/ آب، تليها قافلة ثانية من تونس في 4 أيلول/ أيلول، على أن تنضم سفن أخرى من مرافئ متوسطية لاحقاً.

كلّ هذه المبادرات تهدف إلى كسر الحصار البحري المفروض على قطاع غزة والذي يؤدي برأيهم إلى كارثة إنسانية.

وفشلت ما تسمّى بـ “المسيرة العالمية إلى غزة” في حزيران/حزيران الماضي في الوصول إلى القطاع برّاً عبر مصر رغم مشاركة مئات الأشخاص من 80 دولة.

صورة تظهر يد طفلة رضيعة تمسك بأصبع سيدة كبيرة توثق معاناة أطفال من سوء تغذية حاد. ويتلقون العلاج في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح، قطاع غزة، في 20 آب/آب 2025.
يسعى ناشطون خليجيون إلى إيصال الأدوية والمساعدات الطبية والغذائية إلى سكان غزة وأطفالها

من هم هؤلاء الناشطون؟

تضم المجموعة مئات الناشطين الحقوقيين والمجتمعيين من دول خليجية. الغالبية خضعت لدورات تدريبية وأنشطة تضامنية قبل الانطلاق.

تواصلت بي بي سي مع عدد من الناشطين الخليجيين، وكانت رغبتهم المشتركة في إخفاء هوياتهم والبلدان الخليجية التي ينتمون إليها لافتة، أقلّه قبل موعد انطلاق السفينة، وذلك لأسباب أمنية ولوجستية، وأيضاً تجنّباً لمآذارة أي ضغوط عليهم ولضمان سلامتهم ونجاح مهمّتهم كما يقولون.

قال المكتب الإعلامي لـ “سفينة الصمود الخليجية” في تصريح لبي بي سي عربي إن السفينة تضم متطوّعين من معظم دول الخليج، بما فيها الدول التي قامت بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل.

وأوضح أن المشاركين سيحملون على متنها أدوية ومساعدات طبّية ومواد غذائية، مشيراً إلى أن المتطوّعين ينتمون إلى فئات عمرية مختلفة ومن كلا الجنسين، بينهم أطباء ومهندسون وناشطون وحقوقيون وأدباء.

وكانت إسرائيل قد اعتقلت ورحّلت إلى خارج أراضيها نشطاء ومشاركين قاموا بمحاولتين سابقتين لكسر الحصار على متن سفينتي مادلين وحنظلة، اللتين اعترضتهما البحرية الإسرائيلية في المياه الدوليّة قبيل وصولهما إلى شواطئ غزة.

إحدى الناشطات الخليجيات من المكتب الإعلامي قالت لبي بي سي عربي، رافضة ذكر اسمها: “علينا أن نكون جزءاً من هذا الحراك العالمي التاريخي الذي يهدف إلى كسر الحصار غير القانوني وإنهاء الإبادة. علينا أن نرفض ما يحدث بكل طريقة ممكنة. على أصواتنا أن تُسمع وأن يُفهم أن شعوب منطقة الخليج شعوب واعية تؤمن بالعدالة والحرية وإنهاء الاحتلال ولا تقف مع الإبادة والحصار الإجرامي والتطبيع بأي شكل من أشكاله”، على حدّ وصفها.

كيف يتم التنسيق؟

يتمّ التنسيق من خلال منصات التواصل الاجتماعي، إضافة إلى منصّة دوليّة مشتركة، هي اللجنة التنسيقية المشتركة لفلسطين. وبحسب النشطاء الخليجيين فإن وسائل التواصل الاجتماعي شكّلت الجسر الأول الذي انطلق منه ناشطو الخليج للتعريف بجهودهم ومشاركتهم.

وأقرّ هؤلاء بأن بعض الأشخاص تردّدوا في البداية في الانضمام إلى المبادرة، لكن هذا الموقف تبدّل بعد حصولهم على المعلومات اللازمة والتواصل المباشر مع المنظّمين، الأمر الذي عزّز تفاعلهم ودعمهم.

وفي هذا الإطار، شدّد المكتب الإعلامي لـ”سفينة الصمود الخليجية” على أن الجهد الفردي قد يبدو محدود الأثر، لكن قوّة العمل المشترك هي التي تصنع النجاح. وأوضح أن المشاركين في هذه المبادرة العالمية ينتمون إلى خلفيات ثقافية وحضارية وعرقية ودينية وجغرافية متعدّدة، لكنهم معا يشكّلون قوّة ضغط يصعب تجاوزها.

وشدّد المكتب على أنهم لا يستطيعون الاكتفاء بمراقبة الأحداث عن بُعد، بل يسعون إلى أن يكونوا جزءاً من الجهود الرامية إلى فتح ممر إنساني يحمل مساعدات رمزية، على حدّ تعبير المكتب الإعلامي.

وعادة ما تكون المساعدات على متن مثل هذه القوافل رمزية مقارنة بحجم الاحتياجات في غزة، ويقول منظموها إن الهدف الرئيسي هو كسر الحصار.

صورة تظهر مجموعة متنوعة من الأطفال يضعون أيديهم معًا رمزًا للوحدة والعمل الجماعي.
يؤكّد الناشطون الخليجيون أن المشاركين لا يحملون أي أسلحة، بل يبحرون في سفن مدنية تحمل مساعدات

بين سلمية التحرّك وحماية دول الخليج لمواطنيها

ويؤكّد الناشطون الخليجيون على سلمية هذا التحالف العالمي، وأن المشاركين لا يحملون معهم أي أسلحة، بل يبحرون في سفن مدنية تحمل مساعدات رمزية.

ويقول الناشطون لبي بي سي عربي إن هدفاً أساسياً يحرّكهم جميعاً، يتمثّل في مواجهة ما وصفوه بـ”الغطرسة الصهيونية” والاحتجاج السلمي على سياسة التجويع التي لم تتوقّف. مؤكّدين أن الإبحار في المياه الدوليّة أمر قانوني مئة في المئة.

أما عن الصعوبات والتحدّيات فهي متوقّعة بحسب الناشطين الخليجيين، إذ أنهم تمكّنوا من الاستفادة من تجارب السفن المبحرة سابقاً والتي واجهت تحدّيات مختلفة قبل الانطلاق أو أثناءه.

ولا ينكر هؤلاء أن سيناريو التوقيف والاعتقال من قبل القوات الإسرائيلية وارد ومتوقّع، إلا أن هذا الاحتمال تم التخطيط والتحضير للتعامل معه. وهم يؤكّدون أن أي سيناريو لن يمنعهم من الإبحار مرة تلو الأخرى، حتى تحقيق الهدف وهو فتح ممرّ بحري للمساعدات.

صورة لافتة ورقية صفراء كتب عليها "رغيف خبز يساوي حياة في غزة" رفعها طلاب وموظفون من جامعة صنعاء شاركوا في الاحتجاج الذي أقيم ضد استمرار القصف الإسرائيلي على قطاع غزة وحصار المساعدات إلى القطاع في 20 آب 2025 في صنعاء، اليمن.
أكّد ناشطون خليجيون لبي بي سي أنهم لا يستطيعون الاكتفاء بمراقبة ما يجري في غزة عن بُعد

سألت بي بي سي ناشطين خليجيين في إطار “سفينة الصمود الخليجية” عما إذا كانوا يتوقّعون أن تتدخّل حكومات بلادهم للدفاع عنهم في حال تعرّضهم لأي مضايقات أو اعتقال، فأجابوا: ” في تجارب السفن السابقة التي انطلقت لكسر الحصار مثل سفينتي حنظلة ومادلين، تدخّلت الحكومات من أجل مواطنيها الذين أبحروا على متن هاتين السفينتين.”

“ولأن هذه أول تجربة لسفينة تبحر بوجود مواطنين خليجيين، فنحن نأمل من حكوماتنا أن تنتهج الأسلوب نفسه في حال تم التعرّض إلينا”.

وفي عام 2020، طبعت الإمارات والبحرين علاقاتها مع إسرائيل ضمن ما يُعرف بـ “اتفاقيات أبراهام” 2020 بوساطة أمريكية، ثم تبعتها اتفاقية مع المغرب في نهاية العام نفسه. بينما لا توجد للسعودية أو قطر أو الكويت أو عمان علاقات رسمية مع إسرائيل.

استمرار التبرّعات شرط لنجاح المهمّة الخليجية

تقوم المبادرة الخليجية على ركيزتين أساسيتين: التبرّعات المالية والتطوّع. وقد تمكّن المنظّمون ـ حتى لحظة كتابة هذا المقال ـ من تأمين جزء من المبلغ، آملين أن يتأمّن بأكمله من أجل تجهيز السفينة والإبحار بها، وإلا فلن يتمكّنوا من الإبحار.

وفي هذا الصدد، شدّد المكتب الإعلامي لـ”سفينة الصمود الخليجية” على أهمية استمرار حملة التبرّعات للمساهمة في التكاليف اللوجستية عبر الروابط الرسمية للسفينة، وأضاف: “نهيب أيضاً بالطواقم المتخصّصة مثل الربابنة والطواقم البحرية إلى التطوّع على متن السفن. وندعوهم إلى نشر كل ما يستجد عن الحملة كلٌّ من موقعه، من الوسائل الإعلامية التقليدية إلى وسائل التواصل الاجتماعي. وأن يتحدّثوا عن الأسطول من لحظة انطلاقه حتى لحظة وصوله إلى شواطئ غزة “.

ويوضح الناشطون على أن سفينة الصمود الخليجية ليست مجرّد مبادرة على مستوى خليجي، بل هي جزء من حراك مدني عالمي آخذ في التشكّل، يسعى لأن يجعل من البحر نافذة إنسانية “تُكسَر بها جدران الحصار المفروض على غزة منذ سنوات”، كما قالوا لبي بي سي عربي.

وتتحفّظ منظّمات دوليّة ودول عدّة على إيصال المساعدات بصورة غير رسمية أو قانونية، من دون التواصل مع إسرائيل باعتبارها قوّة الاحتلال التي تقع عليها مسؤوليات عدّة بموجب القانون الدولي والاتفاقيات الإنسانية.

الحساسية تتفشى في غزة وسط تكدس المخيمات ونقص الدواء والماء

الحساسية تتفشى في غزة وسط تكدس المخيمات ونقص الدواء والماء

لا يكاد يمر يوم إلا وتذهب جهاد عبدربه إلى المستشفى في مدينة غزة أملا في الحصول على أدوية تخفف عن أبنائها الأربعة حدة الطفح الجلدي الذي استشرى بأجسادهم جميعا مؤخرا.

ولا يستطيع الأطفال النوم بشكل طبيعي كما يفتحون عيونهم بصعوبة بسبب الحساسية والالتهابات التي تغطي أجسادهم ووجوههم خاصة طفلتها سميرة التي لم تكمل عامها الخامس.

وتقول جهاد “على مدار الأربع وعشرين ساعة يطلبون مني أن أحك لهم جلدهم فهم لا يستطيعون التحمل، وكثيرا ما يخلعون ملابسهم بسبب الحساسية.”

ولا يحصل الأطفال إلا على أقل القليل من العلاج بسبب القيود الصارمة التي تفرضها إسرائيل على دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة. ولا تكفي جرعات الدواء التي يحصلون عليها إلا لأيام قليلة فقط.

وتقول منظمة الصحة العالمية إن 150 ألف شخص في غزة يعانون من الأمراض الجلدية. وتتفاقم تلك الأمراض بسبب الظروف غير الصحية في مخيمات النزوح من تكدس وندرة المياه وغياب مستحضرات النظافة فضلا عن شح الدواء والطعام وما يترتب عليه من نقص شديد في المناعة.

الظروف غير الصحية في مخيمات النزوح  يترتب عليها نقص شديد في المناعة
تقول منظمة الصحة العالمية إن 150 ألف شخص في غزة يعانون من الأمراض الجلدية

“ولا قطرة ماء”

ظلت جهاد تبحث عن ماء كي يغتسل أبناؤها لعل الماء يهدئ قليلا من قسوة الطفح الجلدي “لكنني لم أجد ولا قطرة ماء”. وتوضح أن سكن الخيام لا يساعد على تحسن حالتهم فالحرارة والعرق “الرمال التي لتلصق على أجسادهم بسبب العرق” يؤدي إلى تدهور الحالة.

وكان مدير دائرة الطب الوقائي في وزارة الصحة بغزة قال في وقت سابق إن حياة أكثر من 500 ألف طفل، دون الخامسة، مهددة بشكل مباشر جراء انتشار الأوبئة والأمراض المعدية في قطاع غزة.

أما علي عبد ربه والد الأطفال الأربعة فيقول إنه أحيانا يشعر بالرغبة في أن يموت “لأنني عاجز أن أفعل شيئا لأولادي” ويوضح أن أقسى فترات اليوم بالنسبة لهم هي فترة الظهيرة. ويضيف أن أبناءه “يودون تقطيع جلدهم بسبب الحساسية.”

ويقول الأطباء في مدينة غزة إن أنواع الأمراض الجلدية التي يتعاملون معها حاليا لم تكن موجودة قبل الحرب.

تطلب سميرة ووالدتها على مدار الأربع وعشرين ساعة حك جلدهم فهم لا يستطيعون التحمل
لا تحصل سميرة وإخوتها إلا على القليل من الدواء بسبب تقييد إسرائيل دخول المساعدات لغزة

وتوضح إيمان حسونة الطبيبة بجمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية أن “الأطفال الذين يأتون إلينا يغطيهم الطفح الجلدي من شعر الرأس وحتى أخمص القدم، وأحيانا تكون مغطاة بالصديد”.

وتوضح حسونة أن الأدوية المتاحة هي مجرد بدائل لا تحمل نفس فاعلية عقاقير “خط الدفاع الأول” نظرا لعرقلة دخول المساعدات. وتكشف أن 70% من المرضى الذين يزورون العيادات حاليا يعانون من الأمراض الجلدية، مشيرة إلى أن الأطباء لا يستطيعون إلا أن يوفروا عشرة بالمئة فقط من العلاج.

يقول الأطباء إن الحالات المرضية التي يتعاملون معها الآن لم يكن لها وجود قبل الحرب
تقول الطبيبة إيمان حسونة إن معظم الحالات الواردة للعيادات تعاني من الأمراض الجلدية

احتمالات النزوح

وبعد إعلان الجيش الإسرائيلي إلغاء أي هدنة إنسانية في مدينة غزة وإعلانها “منطقة قتال خطرة” تبددت الآمال في الحصول على ما يلزم من المساعدات الإنسانية لسكان مدينة. كما تلوح في الأفق موجات نزوح جديدة باتجاه جنوب القطاع هربا من الحملة العسكرية الإسرائيلية، إذ بدأت بعض العائلات تغادر بالفعل المدينة حتى من دون أن يعلم أين ستذهب. ومع النزوح يأتي ترد كبير في الوضع الإنساني والصحي.

وحذر سليم عويس المتحدث باسم اليونيسيف في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من أن موجات نزوح جديدة قد تعني “حكما بالموت” على الكثير من السكان، بسبب اكتظاظ كل أماكن النزوح في القطاع فضلا عن عدم توفر أي مقومات للرعاية الصحية ولاإنسانية في تلك المناطق.

ويشكو قطاع من السكان مما يعرف بمرض “السيلياك” أو حساسية الغلوتين التي تؤثر بكل واضح على الجهازين المناعي. ويعتبر مرضى تلك الحساسية من بين أكثر الفئات هشاشة. وتقول إيمان حسونة إن فترة الحرب لم تشهد دخول أي طحين خال من الغلوتين ما دفع المرضى إلى تناول أغذية تحتوي على الغلوتين “ما يسبب له انتكاسة صحية كبيرة وسوء امتصاص للغذاء ومزيد من الإسهال ما يؤدي إلى ضعف المناعة والأنيميا الحادة وفقدان شديد في الوزن”.

وتقول حسونة إن مضاعفات أمراض الحساسية بشكل عام قد ينتج عنها التهاب في أغشية الدماغ تقود إلى الوفاة في النهاية.

“لا أستطيع الحركة”

يضطر أحمد علاء لتناول غذاء غير مناسب لحالته الصحية بسبب المجاعة وغياب الطعام الخالي من الغلوتين.
يعاني أحمد علاء من حساسية الغلوتين منذ عشر سنوات وتدهورت حالته بشدة بعد الحرب

ويعاني أحمد ابن السابعة عشر عاما من مرض السيلياك منذ حوالي عشر سنوات. وتدهورت حالته بشدة بعد الحرب إثر حرمانه من الطعام المناسب. وأصيب بتقيحات شديدة في الجلد جراء ذلك، بجانب انتفاخ قدميه وتورم عينيه. ولا توفر له حياة الخيمة أي سبيل للراحل. ودائما ما تحول والدته أن تبعد عنه الذباب الذي يزيد من التقيحات الجلدية سوءا.

تحول أحمد إلى ما يشبه الهيكل العظمي وتساقط شعره بسبب سوء التغذية. ويخبرنا أنه دائما ما يعاني من الإسهال أو القيء لأنه يضطر لتناول أطعمة مضرة لا تناسب حالته الصحية، فلا يمكنه أن يختار ما يأكل في ظل ندرة الغذاء ولذلك عليه أن يتناول ما هو متوفر. وغالبا ما تكون الوجبة المتاحة يوميا هي صحن من العدس.

ويضيف “لا أستطيع أن أبرح الفراش، لا يمكنني مآذارة حياتي الطبيعية. أتمنى مغادرة فراشي لأرى الناس. لكن مفاصلي تؤلمني طوال الوقت كما أن قدماي متورمتان وأعاني من مغص دائم”.

يتمنى أحمد أن يغادر غزة كي يحصل على العلاج المناسب كما يحلم بأن تتسنى له الفرصة كي يكمل تعليمه. ويظل حلم أحمد وحلم كثيرين غيره من أطفال غزة مرهونا بوقف لإطلاق النار يتيح لهم ولو لمحة من الحياة الهادئة الطبيعية.