وفد أميركي يجتمع مع السوداني في بغداد: تأكيد الانسحاب من العراق

وفد أميركي يجتمع مع السوداني في بغداد: تأكيد الانسحاب من العراق

عقد وفد عسكري أميركي ترأسه قائد القيادة الأميركية الوسطى، الأدميرال براد كروبر، مباحثات في بغداد مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، بحضور القائم بأعمال السفارة الأميركية وعدد من القيادات العسكرية بالجيش الأميركي، وذلك في أول لقاء من نوعه بين الجانبين منذ الإعلان عن بدء التنفيذ العملي لآلية انسحاب القوات الأميركية من العراق.

وذكر بيان للمكتب الحكومي العراقي إن السوداني استقبل اليوم الثلاثاء قائد القيادة الأميركية الوسطى الأدميرال براد كروبر والوفد المرافق له، بحضور القائم بأعمال السفارة الأميركية لدى العراق.

وأضاف البيان أن “اللقاء بحث مختلف الجوانب الأمنية والعسكرية بين العراق والولايات المتحدة، والتقدم المحرز في مجال الحرب على الإرهاب، ومتابعة تنفيذ الإعلان المشترك الصادر في أيلول 2024، (اتفاقية سحب القوات الأميركية من العراق) حيث جرى تأكيد الالتزام بجميع بنود الاتفاق”. وتابع أن “اللقاء شهد أيضاً التشديد على أهمية استمرار الحوار بشأن التعاون الأمني المشترك على المستوى الثنائي بين العراق والولايات المتحدة، فضلاً عن تبادل وجهات النظر حول جوانب الشراكة الثنائية وسبل تنميتها”.

وأكد السوداني بحسب البيان أن “الشراكة بين العراق والولايات المتحدة حققت نتائج مهمة تخدم مصالح البلدين، وأسهمت في تعزيز الأمن والاستقرار، محلياً وإقليمياً ودولياً”. كذلك نقل البيان عن الأدميرال كوبر إشادته بـ”دور العراق بوصفه نموذجاً للتعاون الناجح في مجال مكافحة الإرهاب”، مجدداً “التزامه بالبناء على ما تحقق من نجاحات، والمضي في التعاون الأمني وتعزيز التواصل الاستراتيجي في المرحلة المقبلة”، وفقاً للبيان.

يأتي ذلك بعد يوم واحد من تصريحات لافتة لرئيس الوزراء العراقي وصف فيها ملف الانسحاب الأميركي بعبارة “إعادة ترتيب العلاقة مع التحالف الدولي”، معتبراً أن الانسحاب الأميركي من البلاد لا “يعني القطيعة مع المجتمع الدولي، وظروف العراق اليوم تختلف عمّا كانت عليه عام 2014”. وشدد السوداني على أن “موقف الحكومة من أحداث المنطقة واضح ومعلن على المستوى السياسي والإعلامي والإغاثي”، مضيفاً أن “العراق كان جزءاً من الحراك مع الدول الإقليمية لوقف الهجمات الإسرائيلية ومنع اتساع ساحة الصراع”.

وكانت بغداد وواشنطن قد توصلتا، نهاية أيلول/ أيلول 2024، إلى تحديد موعد رسمي لإنهاء مهمة التحالف الدولي ضد تنظيم داعش في البلاد، لا يتجاوز نهاية أيلول/ أيلول 2025، بعد جولات حوار امتدت لأشهر بين الجانبين، على أثر تصاعد مطالب الفصائل المسلحة والقوى العراقية الحليفة لإيران بإنهاء وجوده، خصوصاً بعد الضربات الأميركية في حينها لمقار تلك الفصائل رداً على هجماتها ضد قواعد التحالف في البلاد وخارجها، على خلفية حرب غزة.

العراق.. إعادة ترميم جامع النوري الكبير ومئذنته الحدباء في مدينة الموصل القديمة (صور)

العراق.. إعادة ترميم جامع النوري الكبير ومئذنته الحدباء في مدينة الموصل القديمة (صور)

ارتفعت في الموصل مئذنة الحدباء بجامع النوري مجددا بعد الدمار الذي تسبب به تنظيم “داعش” الإرهابي الذي خطب على منبره زعيم التنظيم السابق البغدادي.

شهدت مدينة الموصل القديمة في العراق افتتاح مسجد النوري الكبير بحضور رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، ووصل الأخير إلى منبر المسجد الذي اعتلاه سنة 2014 زعيم تنظيم “داعش” الإرهابي آنذاك أبو بكر البغدادي، ويخطب معلنا “دولة الخلافة”.

يشار إلى كلفة إعادة بناء المئذنة بلغت خمسين مليون دولار أمريكي، قدَّمتها دولة الإمارات العربية المتحدة في إطار مبادرة “إحياء روح الموصل”.

وجاء في بيان مكتب رئيس وزراء العراق:”افتتحنا الجامع النوري الكبير في مدينة الموصل، ومئذنته الحدباء، بعد إعادة إعمارهما، حيث سبق لعصابات داعش الإرهابية أن ارتكبت جريمة هدمهما بعد سيطرتها على المدينة”.

وأضاف: “أشرنا الى أن هذا المسجد الجامع، يشكل رمزا مضيئا من رموز الحضارة الإسلامية في العراق، وهو شاهد حي على استمرار شعبنا العراقي في مسيرته الإنسانية، المتوجة بالتعايش السلمي والتآخي المستمر بين جميع فئات وأطياف شعبنا”.

كما عبّر السوداني عن شكر العراق وتقديره لكل الجهات المساهمة في استعادة هذا الإرث المشرف، وفي مقدمتهم، دولة الإمارات العربية المتحدة، ومنظمة اليونسكو، ووزارة الثقافة، وديوان الوقف السنّي، ومحافظة نينوى، والخبراء الدوليون والعراقيون في كل الاختصاصات المساهمة، وكل من دعم مشروع “إحياء روح الموصل” .

ووصف السوداني إعادة إعمار المنارة الحدباء، بالعلامة المضافة من علامات الانتصار الكبير للعراقيين على عصابات الظلام، وفشل مسعاهم إلى الأبد في زرع الفتنة والتفرقة والأحقاد بين أبناء الشعب الواحد.

المصدر: RT

بعد ترميمه.. رئيس الوزراء العراقي يفتتح جامع النوري في الموصل

بعد ترميمه.. رئيس الوزراء العراقي يفتتح جامع النوري في الموصل

افتتح رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، الإثنين، جامع النوري في مدينة الموصل شمالي البلاد، بعد أن خضع للترميم إثر تفجيره من قبل تنظيم الدولة عام 2017.

وأدى السوداني صلاة الظهر في جامع النوري الذي يعرف أيضًا بالجامع الكبير في الموصل، عقب افتتاحه.

كما افتتح السوداني كنيسة الطاهرة للسريان الكاثوليك وكنيسة الساعة للآباء الدومينيكان اللتين تضررتا بفعل عمليات التنظيم بعد عام 2014.

إعادة افتتاح جامع النوري في الموصل

وجامع النوري أو الجامع الكبير هو من مساجد العراق التاريخية، ويقع في الجانب الغربي للموصل، وبناه نور الدين زنكي، في القرن السادس الهجري، أي أن عمره يناهز تسعة قرون.

وهو ثاني جامع يُبنى في الموصل بعد الجامع الأموي، وأعيد إعماره عدة مرات كانت آخرها عام 1944.

وعملت اليونسكو على مدى خمسة أعوام على ترميم المعالم الأثرية في المدينة الواقعة بشمال العراق والتي أعلن الزعيم السابق لتنظيم الدولة أبو بكر البغدادي منها في جامع النوري الكبير في تموز/ تموز 2014 إقامة “الخلافة الإسلامية” على مساحات واسعة من العراق وسوريا.

المنارة الحدباء في الموصل

مسجد النوري هو ثاني جامع يُبنى في الموصل بعد الجامع الأموي، وأعيد إعماره عدة مرات كانت آخرها عام 1944- رويترز

ومن بين هذه المعالم المسجد ومنارته واسمها “الحدباء” لأنها مائلة. ودُمّر المعلمان في حزيران/ حزيران 2017 خلال المعارك بين القوات العراقية وتنظيم الدولة بفعل متفجّرات وضعها المسلحون داخل المسجد، حسبما قال الجيش العراقي.

وأعلنت القوات العراقية، بدعم من تحالف دولي تقوده واشنطن، في نهاية 2017 هزيمة التنظيم على أراضيها.

ودُمّر 80% من المدينة القديمة في الموصل، وأُزيل أكثر من 12 ألف طنّ من الأنقاض من المواقع الرئيسية لمشروع اليونسكو، بما فيها كنيسة الطاهرة وكنيسة سيدة الساعة و124 منزلًا تراثيًا.

ساعتان مع الشرع: سورية الراهنة والمنتظرة

ساعتان مع الشرع: سورية الراهنة والمنتظرة

يُقدم الرئيس أحمد الشرع سردية الواقع لسورية الراهنة، بِعُقد الداخل والفرص الممكنة للنهوض، واستعادة الدولة ومؤسّساتها، وسورية المنتظرة دولة لا طموحات لها خارج حدودها، وقابلة للحياة بعد عقد ونيّف من الدمار وزمن مديد من الاستبداد، وهو يُريدها بلداً يفخَر به أبناؤه. ويأتي إليها جيرانها بدون حسابات ومخاوف. أما رؤيته للخارج فهي محكومة بـ”المصالح المشتركة التي يجب أن نستند إليها”.

قلّب الشرع في لقاء إعلامي، الأحد الماضي، أوجاع الزمنين الراهن والبعيد، لكنه لم يكن أسيراً للماضي، وأعلن براءته من ملفّات كثيرة، من التشدّد والغلو، ومن أن يكون امتداداً للإخوان المسلمين، ومن أن يكون مبتهجاً بالربيع العربي، ذلك زمن مضى، وقد أعلن في خطابه الأول للشعب وللعالم أن “الثورة انتهت”. … لكنه لم يُخفِ تحوّلات مسيرته قائلاً: “قاتلنا مع العراقيين بعد العام 2004 الاحتلال، وبعد ذلك ظهروا هم كمقاومة وطنية وصُنفنا نحن كإرهابيين، لكني لم أوذِ عراقياً..”، لكنه اليوم بدا معجباً بتجربة رئيس الوزراء العراقي محمد شيّاع السوداني وتقليله من حدّة الأيديولوجيا، وسعيه إلى مسار البناء الذي اتّخذه، والأعمال التي قامت بها حكومته وموقفها من تحرير سورية.

في قصر الشعب، الذي كان عنوان القهر سابقاً، يستقبل الشرع ضيوفه، والقاعة الدمشقية التي قال إنها أكثر ما يحبّ به، لأنها تمثل طراز العمارة الإسلامية الشامية، فبسط رؤيته وآماله ومخاوفة، ورؤيته لمشهد معقّد، وأرسل جملة من الرسائل عن علاقاته مع الجيران ومع العالم، ومع الاحتلال الإسرائيلي، الذي أكّد أنه لن يمانع بالذهاب إلى سلام معه بسقف الأمن والعودة إلى الجولان وحالة اللاحرب. وهذا مهم، “يجب أن لا نكون خجولين، والسلام يحتاج لإرادة وشجاعة ولن نخاف من إعلانه، وما يصبّ في المصالح السورية وبالتشاور سنذهب إليه ولن نعمل في الخفاء”.

سورية الأسد غير سورية الشرع، عند الأول كانت عصابة لطاغية، ومع الثاني هي محاولة لاستدراك ما فات، ودولة مؤسّسات للجميع

لا يرمي الرجل وعوداً طائشة، أو كلاماً كبيراً محمّلاً بأمجاد الماضي، يُدرك المخاطر لكنه لا يعيش في ظلالها، وإن تطلب الأمر حسماً يتّخذ قراره. الرجل الذي هو معجب بنموذج نور الدين زنكي وصلاح الدين الأيوبي في الإحياء السني للأمة والنهوض بالأمة، وإلغاء الفوارق، وبناء المواطنة والتصالح مع العدو إن كان ضرورة، كما فعل هذان النموذجان، لا تفارقه صورة حاضرية سورية المليئة بالفرص كما هي طاغية بالتحدّيات.

تبدأ خريطة التقدم للأمام ليس بإنهاء مشكلة السويداء والعلاقة مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، بل في إجراء انتخابات مقبلة لن تكون المُثلى والأفضل لحداثة التجربة وعجلتها، ولكنها البوابة لترتيب البيت السوري واستعادة مؤسّسة التشريع وتطوير القوانين اللازمة للنهوض بالبلد، ووقف إصدار المراسيم الرئاسية التي كثيراً ما ينتقد بعضهم إصدارها.

أما السويداء وراهنيتها، فالشرع مُقرٌّ بالأخطاء التي حصلت من الجميع “هناك جرح موجود اليوم” يُعمل الكثير، كما فهمنا، لإبرائه، لكنه لا يرى إيجابيةً باستدعاء الخارج للحل، ولا يرى آمالاً ممكنةً لمن يريد الانفصال؛ فهي مقولاتٌ غير أنها صعبة التحقّق، لكنها مزعجة، في مناطق لا تملك أصلاً إلا مقوّمات الوحدة مع الوطن. وفيما أبدى احتراماً لأداور بني معروف الوطنية عبر التاريخ السوري الحديث والمعاصر، إلّا أنه عرّج على قيمة العشائر ومكارمها في حفظ الأمن ورفع حضور القيم النبيلة والاستجابة للقانون ونبذ الفرقة.

سورية الأسد غير سورية الشرع، عند الأول كانت عصابة لطاغية، ومع الثاني هي محاولة لاستدراك ما فات، ودولة مؤسّسات للجميع، ورغبة بالتنمية والشركات مع العالم، وتجاوز العقوبات التي قال الرجل إنه وجد أن بعضها مفروضٌ على بلده منذ العام 1979، وبتعبيره “قبل ما نِخلَق”. … يعترف الشرع بأن مؤسّسات الدولة تحتاج لتطوير وإنفاق، وهذا الأمر، خصوصاً في الخدمات، لن تتوانى الحكومة عن دخوله عبر بوابة الاستثمار، بيد أنه حذّر، وهو حَذِر، من الخصخصة غير المدروسة، وهذا أمر مهم في بلد يتطلّع كثيرون إليه أرضاً بكراً للاستثمار والعمل.

سورية في ذهن الشرع بلد يرى المستقبل من الحاضر، لا من الماضي الذي كان صعباً عليه وعلى بلده

ليست محاذير أحمد الشرع مخاوف، لكنها تحتاج فطنة لا تنقصه، في بلد عانى ويعاني اليوم من قهر الجغرافيا أو الجغرافيا القاهرة “ارتباطنا قدري مع الجغرافيا”، لكنها، برأيه أيضاً، جغرافيا وضعت السوريين في طريق القوافل التاريخية: الإيلاف والحج والحرير، لذلك هم أميل إلى مآذارة التجارة “والتجار يألفون السلام والاستقرار”، وقرار السلام عنده أصعبُ من قرار الحرب، التي يمكن أن يوقدها غير العقلاء دوماً أو أن تُفرض قهراً، وقد تبدأ بالكلام كما قال نصر بن سيار في رسالته إلى الخليفة الأموي مروان بن محمد: فإن النار بالعوديْن تذكى/ وإن الحرب مبدؤها كلام

والحرب، كما يتذكّر الشرع قاسية وطاحنة، وقد خسر الشعب السوري في الاقتتال أرواحاً كثيرة، ولا تترك إلا الغياب، وقد ذاق السوريون لظاها. كما وصفها زهير بن أبي سلمى بقوله: وَمَا الحَرْبُ إِلّا مَا عَلِمْتُمْ وَذُقْتُمُ/ وَمَا هُوَ عَنْهَا بِالحَدِيثِ المُرَجَّمِ…

مَتَى تَبْعَثُوهَا تَبْعَثُوهَا ذَمِيْمَةً/ وَتَضْرَ إِذَا ضَرَّيْتُمُوهَا فَتَضْرَمِ … فَتَعْرُكُكُمْ عَرْكَ الرَّحَى بِثِفَالِهَا/ وَتَلْقَحْ كِشَافاً ثُمَّ تُنْتَجْ فَتُتْئِمِ.

لذلك، لا يمكن تجاوز أثر الحروب إلا بالصفح، وهنا تحدّث الشرع عن لبنان “آثرتُ أن نذهب للصفح ويجب أن لا يكون بيننا وبينهم نهر من نار”، مجانباً الماضي وتاركاً له، ومشدّداً على أفول زمن الوصايات والتدخّل المتبادل بين البلدين في شؤون بعضهما بعضاً “لا أريد حين أتحدث عن لبنان أن يظنّ اللبناني أنني الأخ الأكبر” و”تنازلنا عن الجراح”. يُريد الشرع تصفير الماضي، وأن يعيش الجميع باحترامٍ متبادل، وأن تكون الطريق بين دمشق وبيروت معبّدة بالمودات والتنمية والخير للشعبيين، وفي باب المودّة والمصالح المرسلة تحدث عن مواقف العراق الجيدة بعد تحرير الشام، وعن الدور التركي، وعن الأردن الذي وصفه بأنه “صوت مهم، وهو متّزن، وله قيمة إقليمية وعالمية وهم داعمون لاستقرار سورية”. وبالتوازي تحدث عن العلاقة الطيبة مع قطر والدعم السعودي وعن تركيا والإمارات. حتى روسيا هناك سياقٌ لبناء علاقات جيدة معها.

ليست محاذير أحمد الشرع مخاوف، لكنها تحتاج فطنة لا تنقصه، في بلد عانى ويعاني اليوم من قهر الجغرافيا أو الجغرافيا القاهرة

أما تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وخطره في سورية، فيرى أن هناك استغلالاً لورقته من بعضهم، كما أقرّ بوقوع الظلم على الأكراد، وهم مواطنون بالدرجة الأولى، وقد أشار إلى السعي بجدية إلى علاج هذه المظالم بالقول: “فتحت طرقات كبيرة ونحاول أن نرمّم ما كان”. ولذلك يبدو التوافق والاتفاق مع “قسد” عنده مسألة وطنية.

سورية في ذهن الشرع بلد يرى المستقبل من الحاضر، لا من الماضي الذي كان صعباً عليه وعلى بلده. نفض الرجل كنانته القديمة، وعاد إلى دمشق محملاً بآمال الناس، لم يكن ثأرياً، ولم يطفئ الدم بالدم، بل بالصفح. والحساب ليس بحجج ودعاوى، بل بالعدالة الانتقالية التي لا بُدّ من أن تكون فيها تنازلات من جميع الأطراف. … رؤيته إلى التجارب الثورية أنها فشلت خلال مائه عام منصرمة، و”عنا حالة سورية محلية نديرها ونضع الناس بالصورة وخياراتنا كثيرة، ونحاول بناء الثقة عبر الإنجاز في الاستثمار وتأهيل قوى الأمن وبناء الطرق والسكك الحديدية، والأهم تحديث البنية الحكومية الصعبة”.

لا ينام الشرع كثيراً، فذاك زمنٌ بات مناله صعباً، بيد أن السوريين في حاضرهم مقتنعون بأن ثمّة تحسّناً، والأهم أنك تسمع النقد مع سائق التاكسي وفي المقهى، كما تسمع الابتهاج بالزمن الجديد والأماني الممكنة بوطنٍ ناجزٍ ودولةٍ تليق بنضال السوريين وصبرهم وآلامهم ودماء الشهداء، وانتظارات مجلّلةٍ بالحسرات لأخبار المفقودين.