التجنيد التعسفي وفساد مراكز التعبئة يثيران امتعاض الأوكرانيين

التجنيد التعسفي وفساد مراكز التعبئة يثيران امتعاض الأوكرانيين

مع إطالة أمد الحرب في أوكرانيا وحاجة القوات المسلحة الأوكرانية إلى أعداد متزايدة من المقاتلين، يشعر عدد كبير من المواطنين بالاستياء من إجراءات التجنيد التعسفية التي تتخذها مراكز التعبئة الإقليمية، وسط انتشار مقاطع فيديو تظهر نصب كمائن بالشوارع لاصطياد المتهربين من التعبئة، وكذلك مناوشات وحتى اشتباكات بين القائمين على اللجان وأهالي الأشخاص المطلوبين للتعبئة.

وفي بداية آب/ آب الجاري، حاول محتجون في مدينة فينيتسا الواقعة في وسط أوكرانيا اقتحام ملعب لوكوموتيف لتحرير نحو مائة رجل خطفهم أفراد مركز التعبئة الإقليمي، كما تمكن أهالي وزوجات المُراد تجنيدهم من كسر بوابة الملعب. إلا أن القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية أولسكندر سيرسكي دافع عن استمرار التجنيد، معتبراً أن “كييف ليس أمامها خيار آخر سوى مواصلة التعبئة والارتقاء بمستوى التدريب القتالي وتعزيز مكوّن المسيّرات”.

يُضاف إلى ذلك استمرار حظر سفر الذكور الأوكرانيين فوق 18 عاماً من دون تصريح خاص. وفي محاولة للحد من غضب الأوكرانيين، وجّه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في وقت سابق من آب الجاري، طلباً إلى الحكومة لرفع سن السفر إلى 22 عاماً، علماً أن سن التعبئة في أوكرانيا يبدأ حالياً من 25 عاماً. ومع ذلك، أوضحت الرادا العليا (البرلمان الأوكراني) أن تخفيف قيود السفر سيقتصر على طلاب الجامعات الأجنبية من حملة الدعوات الرسمية والتأشيرات الدراسية.

تُقابل ذلك فضائح فساد تنفجر بين فترة وأخرى، وتتهم رؤساء مراكز التعبئة. ولعلّ آخر حلقاتها سفر موظف سابق بمركز التعبئة الإقليمي بمقاطعة لفيف، غربي أوكرانيا، إلى إسبانيا، وتداوله صوراً تظهر اتّباعه نمط حياة يتّسم بدرجة عالية من الرفاهية وركوب اليخوت، بما لا يتناسب مع وضع مسؤول عن تجنيد الشباب للقتال على الخطوط الأمامية.

الصورة

يبدي أوكرانيون استياءهم من التجنيد التعسفي، أوكرانيا، 18 آب 2025 (أندريه لويس ألفيس/ الأناضول)

يبدي أوكرانيون استياءهم من التجنيد التعسفي، أوكرانيا، 18 آب 2025 (أندريه لويس ألفيس/ الأناضول)

يوضح الباحث المتخصص في الشؤون الأوكرانية المتعاون مع مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي قسطنطين سكوركين أن مراكز التعبئة الإقليمية هي منظومة لتسجيل وتعبئة المطلوبين للخدمة العسكرية، حلّت منذ عام 2022 مكان لجان التجنيد الموروثة من حقبة الاتحاد السوفييتي، يجري تشكيلها بواسطة وزارة الدفاع وتخضع للقوات البرية الأوكرانية، رابطاً استياء عدد كبير من الأوكرانيين بتزايد مظاهر البيروقراطية والفساد ونطاق التجاوزات.

ويقول سكوركين لـ”العربي الجديد”: “ورثت مراكز التعبئة الكثير من منظومة التجنيد السوفييتية، وتتخللها مظاهر البيروقراطية والفساد والثغرات والتجاوزات، ولا سيما في زمن الحرب، إذ عندما يزداد عدد الراغبين بالتهرب من أداء الخدمة العسكرية، تنهار مقاومة بعض الضباط أمام فرصة تقاضي الرشاوى. يثير ذلك استياء الأوكرانيين الذين يرون أن البعض يتفادون التعبئة عبر دفع رشوة، بينما يصطادون آخرين في الشوارع ويصطحبونهم إلى مراكز التجنيد بالإجبار”. 

ويوضح أن أعمال مراكز التعبئة تفاقم حالة الانقسام بالمجتمع الأوكراني، ويضيف: “التعبئة العامة في أي دولة لا تحظى بشعبية بين السكان. خلال أول عامين من الحرب، جرى تجنيد جميع الأفراد المدربين والراغبين بالقتال، واليوم جاء دور تجنيد الأشخاص الأقل عزيمة أو الذين لا يرغبون إطلاقاً بالقتال وترك عائلاتهم وتعريض أرواحهم للخطر. ويخلق ذلك حالة من التوتر والانقسام بين من يتعاطف مع المتهربين من التجنيد، ومن يعتبرهم جبناء لا يريدون الدفاع عن الوطن”. 

ويقرّ سكوركين بصعوبة حل مشكلة التعبئة في أوكرانيا، إذ “يحتاج الجيش إلى مزيد من الأفراد في ظل استمرار التقدم الروسي وتزايد الخسائر، وهناك عسكريون لا يزالون على الجبهة منذ عامين بلا تناوب، ما يعني أن التعبئة الصارمة ستستمر، وإن كان زيلينسكي لا يجرؤ حتى الآن على تعبئة الفتيان دون 25 عاماً، تجنباً لغضب المجتمع، مع السماح لهذه الفئة العمرية بالتعاقد مع الجيش طوعاً حصراً”.

يقلّل المحلل في مركز الاتصال الاستراتيجي والأمن المعلوماتي في كييف مكسيم يالي من دقة المزاعم بشأن اتساع نطاق تجاوزات مراكز التعبئة، ويقول لـ”العربي الجديد”: “هناك حالة من الغضب، لكن يجب الإقرار بأن الحوادث الأكثر إثارة للضجة، والمرتبطة بالتجنيد بالقوة، تُعد فردية”، ويرى أن المجموعات الموالية لروسيا ساهمت بترويج مقاطع الفيديو بعد انتشارها، ما خلق انطباعاً بأنها ظاهرة واسعة النطاق، علماً أن نسبتها غير كبيرة قياساً بنسبة الذين تتم تعبئتهم أو يُستدعون لتحديث البيانات”.

وكانت أوكرانيا قد تعرضت في نهاية العام الماضي لضغوط آذارتها الولايات المتحدة الأميركية بغية خفض سن التعبئة العسكرية بين الذكور من 25 إلى 18 عاماً، لسد نقص الأفراد على الجبهة، لكن هذا المطلب قوبل بالرفض من زيلينسكي، خصوصاً أن كييف سبق أن خفّضت عام 2024 سن التعبئة من 27 إلى 25 عاماً دون أن يُحدث ذلك فارقاً في أرض المعركة، وسط استمرار تقدم القوات الروسية.
وكان السفير الأوكراني لدى بريطانيا، القائد العام السابق للقوات المسلحة الأوكرانية فاليري زالوجني، قد كشف في تشرين الأول/ تشرين الأول من العام الماضي، أنه عارض خفض سن التعبئة حتى إلى 25 عاماً، وقال خلال لقاء مع طلاب أوكرانيين في لندن، إنه يجب الحفاظ على أبناء الشريحة العمرية بين 18 و25 عاماً “بأقصى درجة ممكنة” من أجل أوكرانيا في مرحلة ما بعد 20 أو 30 عاماً.

هنغاريا تطالب أوكرانيا بوقف الاستفزازات ومحاولة جرها إلى حرب مع روسيا

هنغاريا تطالب أوكرانيا بوقف الاستفزازات ومحاولة جرها إلى حرب مع روسيا

طالب وزير الخارجية الهنغاري بيتر سيارتو أوكرانيا بوقف الاستفزازات ومحاولات جر بودابست إلى صراع عسكري مع روسيا لا علاقة لها به.

وكتب سيارتو على منصة “إكس” ردا على تصريحات نظيره الأوكراني أندريه سيبيغا: “هذه ليست حربنا! نحن لسنا مسؤولين عنها، لم نبدأها، ولم نشارك فيها. توقفوا عن استفزازنا، كفوا عن تهديد أمن طاقتنا ومحاولة جرنا إلى حربكم!”.

وكان قد أعلن الوزير سابقا أن هنغاريا فرضت عقوبات على قائد الوحدة العسكرية الأوكرانية المسؤولة عن الهجمات على خط أنابيب النفط “دروجبا”، المواطن الأوكراني من أصل هنغاري من منطقة زاكارباتيا روبرت بروفدي، الذي يشغل منصب قائد قوات الأنظمة غير المأهولة في القوات المسلحة الأوكرانية.

بعد ذلك، حاول سيبيغا توبيخ سيارتو مدعيا أن “هنغاريا وجدت نفسها على الجانب الخطأ من التاريخ”، ووعد “بالرد بالمثل” على العقوبات ضد بروفدي.

والأسبوع الماضي، شنت القوات المسلحة الأوكرانية عدة هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ على بنية تحتية تابعة لخط أنابيب النفط “دروجبا” في الأراضي الروسية.

وتم تعليق إمدادات النفط إلى هنغاريا وسلوفاكيا مؤقتا لإصلاح الخط. وطالبت بودابست وبراتيسلافا كييف بوقف الهجمات وذكّرتا المفوضية الأوروبية بأنها التزمت بضمان أمن الطاقة لدول الاتحاد الأوروبي.

وفي 28 آب، استؤنفت إمدادات النفط من روسيا إلى هنغاريا وسلوفاكيا. وأكدت المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية إيفا هرتسينوفا على ضرورة ضمان أمن أي منشآت طاقة تستخدمها دول الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك خط أنابيب النفط “دروجبا”.

وأفادت بأن المفوضية الأوروبية تحافظ على اتصالات حول هذه المسألة مع أوكرانيا، وكذلك مع هنغاريا وسلوفاكيا، لكنها لم تقل صراحة ما إذا كانت بروكسل تحث سلطات كييف على الامتناع عن ضرب هذا الخط.

المصدر: RT

كييف تحتج على حظر هنغاريا دخول القائد المسؤول عن هجوم خط أنابيب “دروجبا” إلى أراضيها

كييف تحتج على حظر هنغاريا دخول القائد المسؤول عن هجوم خط أنابيب “دروجبا” إلى أراضيها

تسلم السفير الهنغاري لدى أوكرانيا مذكرة احتجاج ردا على حظردخول القائد العسكري الأوكراني روبرت بروفدي، إلى أراضيها، بصفته المسؤول عن الهجمات على خط أنابيب “دروجبا”.

وكتب وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيا في منصة “إكس”: “تسلّم السفير مذكرة احتجاج ردا على التمييز الذي تآذاره هنغاريا ضد الأقلية الهنغارية في أوكرانيا، ولا سيما وزيرنا ذو الأصول الهنغارية، الذي مُنع من دخول وطن أجداده”.

وأضاف: “ندعو هنغاريا إلى الامتناع عن الأعمال العدائية، والانخراط بدلا من ذلك في حوار بناء، وهو ما تبقى أوكرانيا مستعدة له”.

وفي وقت سابق يوم الخميس، صرح سيارتو بأن السلطات الهنغارية منعت قائد الوحدة العسكرية الأوكرانية المسؤولة عن الهجمات الأخيرة على خط أنابيب النفط “دروجبا” من دخول البلاد، وبالتالي منعت دخوله إلى منطقة شنغن بأكملها.

وفي وقت لاحق، أفادت إدارة الهجرة الهنغارية بأن السلطات منعت قائد قوات الأنظمة غير المأهولة في القوات المسلحة الأوكرانية، روبرت بروفدي، من دخول البلاد ومنطقة شنغن لمدة ثلاث سنوات.

وكان رئيس الوزراء الهنغاري فيكتور أوربان قد صرح سابقا بأن فلاديمير زيلينسكي هدد بودابست علنا واعترف بأن الجانب الأوكراني يقصف خط أنابيب النفط “دروجبا” لأن هنغاريا لا تدعم عضوية أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي. ووعد أوربان بأن كلمات زيلينسكي سيكون لها عواقب بعيدة المدى.

وفي تموز 2025، طالبت هنغاريا الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على ثلاثة موظفين في وزارة الدفاع الأوكرانية هم مسؤولون عن إجراء التعبئة الإجبارية ومتورطون في مقتل الهنغاري جوزيف شيبستين من منطقة زاكارباتيا.

وفي وقت لاحق، أفاد سيارتو بأنه حتى يحصل ذلك، تمنع بودابست ثلاثة من القادة العسكريين، بما فيهم رئيس أركان القوات البرية، من دخول هنغاريا.

 المصدر: RT

 

14 قتيلاً وعشرات الجرحى في كييف.. والاتحاد الأوروبي يستدعي السفير الروسي

14 قتيلاً وعشرات الجرحى في كييف.. والاتحاد الأوروبي يستدعي السفير الروسي

قُتل 14 شخصاً وأُصيب العشرات في هجوم جوي روسي واسع على كييف الليلة الماضية، بينما اعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن موسكو تفضل الصواريخ على التفاوض، فيما أعلنت روسيا قصفها أهدافاً عسكرية في أوكرانيا. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها نفذت ضربة تستهدف “مؤسسات للمجمع العسكري – الصناعي وقواعد جوية في أوكرانيا”، مؤكدة أنها حققت أهدافها.

من جهتها، أكدت القوات الجوية الأوكرانية أن روسيا أطلقت 589 مسيّرة و31 صاروخاً، في ثاني أكبر هجوم من حيث العدد الإجمالي منذ اندلاع الحرب. وأفادت باعتراض 563 طائرة و26 صاروخاً. وقالت النيابة العامة الأوكرانية إن الهجوم أدى إلى “مقتل عشرة أشخاص، بينهم طفل. وجُرح أيضاً أكثر من 30 شخصاً، بينهم أربعة أطفال ومراهق”.

وصباح الخميس، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي

، مقتل ثمانية أشخاص على الأقل وإصابة العشرات، جراء الضربات التي نفذتها روسيا على كييف، قبل أن يرتفع عدد القتلى إلى 14. وكتب زيلينسكي على منصات التواصل الاجتماعي “هجوم ضخم آخر على مدننا. قتل مجددا”، مشيرا إلى أن أحد القتلى هو طفل، واعتبر أن “الصواريخ الروسية والمسيّرات الهجومية اليوم هي رد واضح على كل من يدعو في العالم، منذ أشهر وأسابيع، إلى وقف لإطلاق النار ودبلوماسية حقيقية” مع روسيا.

ودوّت في كييف ليلاً انفجارات عنيفة، في حين أعلنت السلطات المحلية أنّ هجوما صاروخيا بالستيا روسيا كبيرا استهدف العاصمة الأوكرانية. وقال رئيس الإدارة العسكرية للعاصمة تيمور تكاتشينكو عبر تطبيق تليغرام إنّ “هجوما بالستيا روسيا” طاول ثلاثة على الأقلّ من أحياء كييف. وأضاف تكاتشينكو أن طائرة مسيرة روسية سقطت في فناء مبنى سكني مكون من تسعة طوابق لكنها لم تنفجر.

وقرابة الساعة الأولى من فجر الخميس بتوقيت غرينيتش انطلقت صفارات الإنذار في سائر أنحاء أوكرانيا للتحذير من هجوم جوي. وخارج العاصمة، أعلنت شركة السكك الحديدية الأوكرانية عن “هجوم ضخم” روسي تسبّب بانقطاع التيّار الكهربائي في منطقة فينيتسا (وسط)، وأدّى إلى تأخير في حركة القطارات. وأُبلغ عن انفجارات في مدينة سومي شمالا، ومدينة زابوريجيا جنوبا، في حين تلقى سكان معظم أنحاء البلاد أوامر بالاحتماء، حتى في المناطق البعيدة عن خطوط الجبهة، بحسب وسائل إعلام محلية.

من جهتها، أعلنت روسيا، الخميس، أنها لا تزال “مهتمة” بمباحثات السلام، لكنها ستواصل شنّ ضربات على أوكرانيا. وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف للصحافيين رداً على سؤال لوكالة فرانس برس إن “القوات المسلحة الروسية تؤدي مهماتها… تواصل ضرب الأهداف العسكرية” والمنشآت المرتبطة بها. أضاف: “في الوقت عينه، تبقى روسيا مهتمة بمواصلة عملية التفاوض. الهدف تحقيق أهدافنا بالوسائل السياسية والدبلوماسية”. وفي المقابل، أفادت وكالة الأنباء الروسية الرسمية (تاس)، بأنه تم إصدار إنذارات لفترة وجيزة في إقليم ليبيتسك الروسي بسبب طائرات مسيرة أوكرانية قادمة، فيما قيد مطار فولغوفراد عملياته في إجراء احترازي.

وفي الشأن ذاته، أفاد رئيس المجلس الأوروبي أنتونيو كوستا عن تعرض مقر بعثة الاتحاد الأوروبي في كييف لأضرار جراء الهجوم الجوي الروسي الذي طاول العاصمة الأوكرانية. وندد كوستا في منشور على منصة إكس بـ”ليلة جديدة من الهجمات الصاروخية الروسية القاتلة على أوكرانيا”، مبديا تعاطفه مع “الضحايا الأوكرانيين وأيضا أفراد بعثة الاتحاد الأوروبي التي تضرر مبناها في هذه الضربة الروسية المتعمدة”، وشدد على أن التكتل “لن يخضع للترهيب. العدوان الروسي لن يؤدي سوى لزيادة عزيمتنا للوقوف بجانب أوكرانيا وشعبها”.

وأعلنت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، استدعاء مبعوث موسكو بعد تضرر مقر بعثة التكتل جراء الضربات الروسية على كييف. وأفادت كالاس على منصة إكس بأنها تحدثت إلى أفراد البعثة، وأكدت أن “عزمهم على مواصلة دعم أوكرانيا يمنحنا القوة. يجب ألا تكون أي بعثة دبلوماسية هدفاً”. أضافت: “رداً على ذلك، سنستدعي المبعوث الروسي في بروكسل”.

وندد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بـ”الترهيب والهمجية” اللذين تآذارهما روسيا في حق أوكرانيا، بعد هجوم جوي واسع على كييف أدى إلى سقوط 14 قتيلاً على الأقل. وكتب ماكرون على منصة إكس: “629 صاروخاً وطائرة مسيّرة في ليلة واحدة على أوكرانيا: هذه هي إرادة السلام الروسية. ترهيب وهمجية”، مندداً بـ”أشد العبارات بهجمات لا معنى لها ووحشية بشكل بالغ”.

وتواصلت الهجمات في أوكرانيا وروسيا في الأيام الأخيرة على الرغم من الجهود الدبلوماسية المكثّفة الرامية لإنهاء النزاع المستمر منذ مطلع 2022 حين بدأت روسيا غزو جارتها. وفي الأشهر الأخيرة تمكّن الجيش الروسي الذي يحتلّ حوالي 20% من أوكرانيا في الشرق والجنوب، من تسريع وتيرة تقدّمه الميداني في مواجهة وحدات أوكرانية أقل عددا وأسوأ تجهيزا.

في شأن آخر، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن كبار مفاوضيه سيتوجهون إلى الولايات المتحدة لإجراء محادثات حول الضمانات الأمنية لأوكرانيا. وقال زيلينسكي في خطاب، مساء الأربعاء، إن رئيس مكتبه الرئاسي أندريه يرماك ووزير الدفاع السابق رستم عمروف من المقرر أن يلتقيا مسؤولين أميركيين في نيويورك غدا الجمعة. وأكد المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف عقد اللقاء.

وأضاف زيلينسكي: “كل من يعمل على مضمون الضمانات الأمنية سيشارك في الجوانب العسكرية والسياسية والاقتصادية”، مشيرا إلى أن “المهمة هي التحرك بأسرع ما يمكن، حتى تصبح هذه أيضاً أداة ضغط. يجب أن يرى الروس جدية موقف العالم وحجم العواقب إذا استمرت الحرب”. وتهدف الضمانات الأمنية إلى حماية أوكرانيا من أي عدوان روسي متجدد بعد انتهاء الحرب. وفي حين تعتزم الولايات المتحدة المشاركة، يُتوقع أن يأتي الجزء الأكبر من الدعم العسكري من الدول الأوروبية. ورفضت روسيا بشكل قاطع نشر قوات تابعة لحلف شمال الأطلسي على الأراضي الأوكرانية.

(فرانس برس، أسوشييتد برس)

14 قتيلاً وعشرات الجرحى في كييف.. والاتحاد الأوروبي يستدعي السفير الروسي

14 قتيلاً وعشرات الجرحى في كييف.. والاتحاد الأوروبي يستدعي السفير الروسي

قُتل 14 شخصاً وأُصيب العشرات في هجوم جوي روسي واسع على كييف الليلة الماضية، بينما اعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن موسكو تفضل الصواريخ على التفاوض، فيما أعلنت روسيا قصفها أهدافاً عسكرية في أوكرانيا. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها نفذت ضربة تستهدف “مؤسسات للمجمع العسكري – الصناعي وقواعد جوية في أوكرانيا”، مؤكدة أنها حققت أهدافها.

من جهتها، أكدت القوات الجوية الأوكرانية أن روسيا أطلقت 589 مسيّرة و31 صاروخاً، في ثاني أكبر هجوم من حيث العدد الإجمالي منذ اندلاع الحرب. وأفادت باعتراض 563 طائرة و26 صاروخاً. وقالت النيابة العامة الأوكرانية إن الهجوم أدى إلى “مقتل عشرة أشخاص، بينهم طفل. وجُرح أيضاً أكثر من 30 شخصاً، بينهم أربعة أطفال ومراهق”.

وصباح الخميس، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي

، مقتل ثمانية أشخاص على الأقل وإصابة العشرات، جراء الضربات التي نفذتها روسيا على كييف، قبل أن يرتفع عدد القتلى إلى 14. وكتب زيلينسكي على منصات التواصل الاجتماعي “هجوم ضخم آخر على مدننا. قتل مجددا”، مشيرا إلى أن أحد القتلى هو طفل، واعتبر أن “الصواريخ الروسية والمسيّرات الهجومية اليوم هي رد واضح على كل من يدعو في العالم، منذ أشهر وأسابيع، إلى وقف لإطلاق النار ودبلوماسية حقيقية” مع روسيا.

ودوّت في كييف ليلاً انفجارات عنيفة، في حين أعلنت السلطات المحلية أنّ هجوما صاروخيا بالستيا روسيا كبيرا استهدف العاصمة الأوكرانية. وقال رئيس الإدارة العسكرية للعاصمة تيمور تكاتشينكو عبر تطبيق تليغرام إنّ “هجوما بالستيا روسيا” طاول ثلاثة على الأقلّ من أحياء كييف. وأضاف تكاتشينكو أن طائرة مسيرة روسية سقطت في فناء مبنى سكني مكون من تسعة طوابق لكنها لم تنفجر.

وقرابة الساعة الأولى من فجر الخميس بتوقيت غرينيتش انطلقت صفارات الإنذار في سائر أنحاء أوكرانيا للتحذير من هجوم جوي. وخارج العاصمة، أعلنت شركة السكك الحديدية الأوكرانية عن “هجوم ضخم” روسي تسبّب بانقطاع التيّار الكهربائي في منطقة فينيتسا (وسط)، وأدّى إلى تأخير في حركة القطارات. وأُبلغ عن انفجارات في مدينة سومي شمالا، ومدينة زابوريجيا جنوبا، في حين تلقى سكان معظم أنحاء البلاد أوامر بالاحتماء، حتى في المناطق البعيدة عن خطوط الجبهة، بحسب وسائل إعلام محلية.

من جهتها، أعلنت روسيا، الخميس، أنها لا تزال “مهتمة” بمباحثات السلام، لكنها ستواصل شنّ ضربات على أوكرانيا. وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف للصحافيين رداً على سؤال لوكالة فرانس برس إن “القوات المسلحة الروسية تؤدي مهماتها… تواصل ضرب الأهداف العسكرية” والمنشآت المرتبطة بها. أضاف: “في الوقت عينه، تبقى روسيا مهتمة بمواصلة عملية التفاوض. الهدف تحقيق أهدافنا بالوسائل السياسية والدبلوماسية”. وفي المقابل، أفادت وكالة الأنباء الروسية الرسمية (تاس)، بأنه تم إصدار إنذارات لفترة وجيزة في إقليم ليبيتسك الروسي بسبب طائرات مسيرة أوكرانية قادمة، فيما قيد مطار فولغوفراد عملياته في إجراء احترازي.

وفي الشأن ذاته، أفاد رئيس المجلس الأوروبي أنتونيو كوستا عن تعرض مقر بعثة الاتحاد الأوروبي في كييف لأضرار جراء الهجوم الجوي الروسي الذي طاول العاصمة الأوكرانية. وندد كوستا في منشور على منصة إكس بـ”ليلة جديدة من الهجمات الصاروخية الروسية القاتلة على أوكرانيا”، مبديا تعاطفه مع “الضحايا الأوكرانيين وأيضا أفراد بعثة الاتحاد الأوروبي التي تضرر مبناها في هذه الضربة الروسية المتعمدة”، وشدد على أن التكتل “لن يخضع للترهيب. العدوان الروسي لن يؤدي سوى لزيادة عزيمتنا للوقوف بجانب أوكرانيا وشعبها”.

وأعلنت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، استدعاء مبعوث موسكو بعد تضرر مقر بعثة التكتل جراء الضربات الروسية على كييف. وأفادت كالاس على منصة إكس بأنها تحدثت إلى أفراد البعثة، وأكدت أن “عزمهم على مواصلة دعم أوكرانيا يمنحنا القوة. يجب ألا تكون أي بعثة دبلوماسية هدفاً”. أضافت: “رداً على ذلك، سنستدعي المبعوث الروسي في بروكسل”.

وندد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بـ”الترهيب والهمجية” اللذين تآذارهما روسيا في حق أوكرانيا، بعد هجوم جوي واسع على كييف أدى إلى سقوط 14 قتيلاً على الأقل. وكتب ماكرون على منصة إكس: “629 صاروخاً وطائرة مسيّرة في ليلة واحدة على أوكرانيا: هذه هي إرادة السلام الروسية. ترهيب وهمجية”، مندداً بـ”أشد العبارات بهجمات لا معنى لها ووحشية بشكل بالغ”.

وتواصلت الهجمات في أوكرانيا وروسيا في الأيام الأخيرة على الرغم من الجهود الدبلوماسية المكثّفة الرامية لإنهاء النزاع المستمر منذ مطلع 2022 حين بدأت روسيا غزو جارتها. وفي الأشهر الأخيرة تمكّن الجيش الروسي الذي يحتلّ حوالي 20% من أوكرانيا في الشرق والجنوب، من تسريع وتيرة تقدّمه الميداني في مواجهة وحدات أوكرانية أقل عددا وأسوأ تجهيزا.

في شأن آخر، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن كبار مفاوضيه سيتوجهون إلى الولايات المتحدة لإجراء محادثات حول الضمانات الأمنية لأوكرانيا. وقال زيلينسكي في خطاب، مساء الأربعاء، إن رئيس مكتبه الرئاسي أندريه يرماك ووزير الدفاع السابق رستم عمروف من المقرر أن يلتقيا مسؤولين أميركيين في نيويورك غدا الجمعة. وأكد المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف عقد اللقاء.

وأضاف زيلينسكي: “كل من يعمل على مضمون الضمانات الأمنية سيشارك في الجوانب العسكرية والسياسية والاقتصادية”، مشيرا إلى أن “المهمة هي التحرك بأسرع ما يمكن، حتى تصبح هذه أيضاً أداة ضغط. يجب أن يرى الروس جدية موقف العالم وحجم العواقب إذا استمرت الحرب”. وتهدف الضمانات الأمنية إلى حماية أوكرانيا من أي عدوان روسي متجدد بعد انتهاء الحرب. وفي حين تعتزم الولايات المتحدة المشاركة، يُتوقع أن يأتي الجزء الأكبر من الدعم العسكري من الدول الأوروبية. ورفضت روسيا بشكل قاطع نشر قوات تابعة لحلف شمال الأطلسي على الأراضي الأوكرانية.

(فرانس برس، أسوشييتد برس)