رجحت تقديرات رسمية للجيش الإسرائيلي أن عملية احتلال مدينة غزة قد تستغرق نحو عام كامل، وتؤدي إلى مقتل ما يقارب 100 جندي، حسبما نقلت القناة 13 العبرية.
وحذر الجيش من أن احتلال مدينة غزة سيعرض حياة الأسرى الإسرائيليين للخطر ولن تحقق حسما عسكريا ضد حركة حماس، إلا في حال احتلال القطاع بأكمله وفرض نظام عسكري شامل.
وجاءت هذه التقديرات خلال اجتماع مطول لمجلس الوزراء الإسرائيلي (الكابينت) ليلة الأحد، والذي شهد خلافات حادة بين القيادة العسكرية وعدد من الوزراء. وانتهى الاجتماع بقرار التوجه نحو خيار احتلال غزة بدلا من صفقة تبادل الأسرى، رغم أن رئيس الموساد، ديدي برنياع، أبدى دعما صريحا للصفقة التي طرحتها حماس، مؤكدا أنها “الخطة الوحيدة المطروحة ويجب قبولها”.
وبحسب صحيفة “معاريف” العبرية، يستعد الجيش الإسرائيلي لحشد نحو 60 ألف جندي احتياط، سيخضعون لتدريبات وتنظيم على مدى ثلاثة إلى أربعة أيام. وسيتم نشر بعض هذه القوات لتعويض الوحدات النظامية في الشمال، فيما ستشارك ألوية أخرى في العمليات داخل غزة أو في تعزيز الوجود العسكري في الضفة الغربية.
ميدانيا، بدأت الفرقتان 99 و162 عمليات تطويق غزة، حيث تتقدم الفرقة 162 من الشمال، فيما تتولى الفرقة 99 السيطرة على حيي الزيتون والصبرة وتطهيرهما خلال الأيام المقبلة. كما يخطط الجيش لفتح ممر جنوبي غربي المدينة لإجلاء السكان نحو مناطق إنسانية في مواسي وجنوب القطاع، قبل الانتقال إلى مرحلة تجريف الأراضي.
“دماء القادة ليست بأغلى من دماء أي طفل فلسطيني على هذه الأرض”.
هذا ما شدّد عليه أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، عندما أعلن استشهاد القائد العسكري الأعلى لكتائب القسام محمد الضيف في الثلاثين من كانون الثاني/ كانون الثاني الماضي، بعد أكثر من أربعة أشهر على إعلان إسرائيل اغتياله.
وصف أبو عبيدة الضيف وستة من رفاقه الذين استشهدوا معه، بأنهم “استشهدوا مقبلين غير مدبرين، في خضم معركة طوفان الأقصى، بين غرف عمليات القيادة أو في الاشتباك المباشر مع قوات العدو في الميدان”.
وبعد نحو تسعة أشهر من نعيه الضيف، تشير بعض التقارير إلى أنّ أبو عبيدة، الذي لم يظهر طوال مسيرته إلا ملثّمًا، انضمّ إلى رفاق دربه: محمد الضيف، ويحيى السنوار، وإسماعيل هنية، وآخرين من قادة المقاومة، فضلًا عن عشرات آلاف الشهداء الفلسطينيين منذ 7 تشرين الأول/ تشرين الأول 2023.
صورة نشرتها حماس ليلة السبت لعدد من قادتها الشهداء-فيسبوك
وزعم وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس عصر الأحد اغتيال أبو عبيدة، بعد يوم كامل تضاربت فيه الأنباء بشأن مصيره، قائلًا في حسابه على منصة إكس: “تمت تصفية المتحدث باسم إرهاب حماس في غزة، أبو عبيدة”.
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في وقت سابق أن الجيش وجهاز الأمن الداخلي (الشاباك) شنا هجومًا استهدف أبو عبيدة، هذا في حين قالت القناة 14 الإسرائيلية إن أبا عبيدة كان داخل مبنى قرب مخبز في حي الرمال بمدينة غزة لحظة استهدافه.
أبو عبيدة يتوعد بأسر المزيد
وكان جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة أكد السبت استشهاد 66 شخصًا على الأقل في ضربات إسرائيلية، طالت إحداها بناية سكنية قرب مفترق التايلندي بحي الرمال في غرب مدينة غزة. ويرجّح أن تكون البناية هي التي تواجد فيها أبو عبيدة وعدد من أفراد عائلته.
أبو عبيدة بين الشهيد إسماعيل هنية وموسى أبو مرزوق عام 2014- غيتي
وجاء الهجوم بعد يوم واحد فقط من آخر تصريحات لأبي عبيدة، حين قال إن خطط إسرائيل لاحتلال غزة “ستكون وبالًا على قيادتها السياسية والعسكرية”.
وفي سلسلة تدوينات على قناته في “تلغرام” الجمعة الماضي، شدّد على أن “خطط العدو الإجرامية لاحتلال غزة سيدفع ثمنها جيش العدو من دماء جنوده، وستزيد من فرص أسر جنود جدد”. واعتبر أن نتنياهو ووزراءه قرروا “تقليص عدد الأسرى الإسرائيليين الأحياء إلى النصف، وأن تختفي معظم جثث أسراهم القتلى إلى الأبد”.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن الجمعة مدينة غزة “منطقة قتال خطيرة”، في وقت تواصل إسرائيل التهديد بشن هجوم عسكري كبير على المدينة.
الملثّم والحرب النفسية
رغم ظهوره المتكرر منذ توليه منصب الناطق باسم كتائب القسام عام 2002، بقيت شخصية أبو عبيدة غامضة، إذ لم يُعرف عنه سوى القليل. ويُعتقد أنه وُلد في مخيم جباليا في شباط/ شباط 1985، وفق مصادر في حماس، وهو حاصل على ماجستير في أصول الدين من الجامعة الإسلامية في غزة.
صورة تعود إلى 2012 لأبي عبيدة المعروف بالملثم – غيتي
ووفقًا لصحيفة “يديعوت أحرونوت”، نال الماجستير عام 2013 عن أطروحة بعنوان “الأرض المقدسة بين اليهودية والمسيحية والإسلام”.
وكان أبو عبيدة من أعلن، في خطاب مصوّر، عن عملية “طوفان الأقصى” في تشرين الأول/ تشرين الأول 2023، وبعدها بات يطل في عشرات الخطابات المتلفزة، والرسائل الصوتية، والبيانات الصحافية، والتغريدات.
ولا تقتصر أهميته على كونه الناطق باسم الكتائب، بل كان من قادة القسام البارزين، مقرّبًا من دائرة صنع القرار في المجلس العسكري، ومن أبرز المقربين إلى الشهيدين محمد الضيف ومحمد السنوار.
وقد لفت أبو عبيدة أنظار المؤسسات الأمنية والاستخباراتية الإسرائيلية عام 2006 عندما أعلن عن أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في عملية “الوهم المتبدد” شرق رفح، وهي العملية التي قُتل فيها جنديان وأصيب اثنان آخران.
أبو عبيدة أعلن أسر جلعاد شاليط عام 2006 – غيتي
وتقول إسرائيل إن اسمه الحقيقي هو “حذيفة سمير عبد الله الكحلوت”، ونشرت سابقًا صورة مزعومة له، كما استهدفته مرارًا، وشنّت حربًا نفسية لا هوادة فيها لتشويه صورته، أو دفعه لإظهار هويته الحقيقية للقيام بتعقبه، لكنها فشلت في كل محاولاتها.
فقد ادّعت أنه مصاب ومختبئ أسفل مستشفى ناصر في كانون الأول/ كانون الأول 2023، وروّجت مرة أخرى مزاعم عن وجوده خارج قطاع غزة.
وقام المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، بمسعى إعلامي لتحقيق أي نصر ضد الملثّم في أعقاب هجوم طوفان الأقصى بالكشف عن صورة أبي عبيدة المعروف بالملثّم، لكن تبيّن أن الصورة المزعومة هي نفسها التي أعلن عنها الجيش الإسرائيلي عام 2014، ما أحبط محاولة أدرعي لادّعاء أي نصر، أو العثور على ما يقوده إلى شخصية أبي عبيدة الحقيقية.
لغة رفيعة وجيش في رجل
عرفت خطابات أبو عبيدة انتشارًا واسعًا في المنطقة، وتميّزت بلغتها العربية الرفيعة، وبنهايتها الثابتة: “وإنه لجهاد: نصر أو استشهاد”.
ومن خلالها كان أبو عبيدة ينقل الرسائل أو يسرد التفاصيل الدقيقة لآخر عمليات المقاومة، أو يحدّد المواقف من بعض الأمور السياسية التي كان أهالي غزة أو مناصرو المقاومة في المنطقة ينتظرون حسمًا فيها.
أبو عبيدة في نيويورك في ذكرى النكبة في أيار الماضي – غيتي
وحافظ أبو عبيدة الذي اعتبره مؤيدو المقاومة جيشًا رديفًا لا يقل ضراوة عن المقاومين في الميدان، على الوتيرة نفسها في بث روح العزيمة والثقة بالنصر في نفوس المقاومين، منذ أول خطاب مصوّر ألقاه في الثاني عشر من تشرين الأول/تشرين الأول 2023، إلى آخر خطاب مصوّر ألقاه في 18 تموز/ تموز الماضي.
وفي مقابل ذلك، كانت انتقاداته لقادة الدول العربية والإسلامية تزداد حدّة مع كل خطاب جديد، إلى أن وصلت إلى اعتبار قادة هذه الدول خصومًا أمام الله، وتحميلهم مسؤولية سقوط عشرات آلاف الشهداء نتيجة ما وصفه بخذلانهم وصمتهم على المجزرة التي تُرتكب في قطاع غزة.
وفي خطاب 12 تشرين الأول 2023، أكد أبو عبيدة أن الحركة وضعت خطة دقيقة لتنفيذ عملية “طوفان الأقصى”، وسرد مجريات الهجوم والاستعدادات التي سبقته، مشيرًا إلى أن المقاومة كانت حريصة على إخفاء النوايا والتدريبات والتحركات قبيل تنفيذ هجومها.
أما في آخر خطاب مصوّر ظهر فيه وألقاه في 18 تموز/ تموز الماضي فأكد أبو عبيدة أن المقاومة في جهوزية كاملة لمواصلة معركة استنزاف طويلة ضد الاحتلال مهما كان شكل عدوانه، وأن مجاهدي المقاومة تبايعوا “على الثبات والإثخان في العدو حتى دحر العدوان أو الشهادة”.
وقال أبو عبيدة:
سنقاتل بحجارة الأرض وبما نمتلكه من إرادة، ورجال مؤمنين يصنعون بالقليل من السلاح المعجزات الباهرة بفضل الله
وشدّد أبو عبيدة على أن إستراتيجية قيادة القسّام وقرارها في هذه المرحلة هي “تأكيد إيقاع مقتلة في جنود العدو، وتنفيذ عمليات نوعية مركزة من مسافة الصفر، والسعي لتنفيذ عمليات أسر لجنود صهاينة”.
ووجّه هجومًا شديد اللهجة لحكام الدول العربية والإسلامية، متهمًا إياهم بالخذلان، قائلًا:
إننا نقول للتاريخ وبكل مرارة وألم وأمام كل أبناء أمتنا: يا قادة هذه الأمة الإسلامية والعربية ونخبها وأحزابها الكبيرة ويا علماءها، أنتم خصومنا أمام الله عز وجل. أنتم خصوم كل طفل يتيم وكل ثكلى وكل نازح ومشرّد وجريح ومكلوم.
إن رقابكم مثقلة بدماء عشرات الآلاف من الأبرياء الذين خُذلوا بصمتكم، وإن هذا العدو المجرم النازي لم يكن ليرتكب هذه الإبادة على مسمعكم ومرآكم إلا وقد أمن العقوبة وضمن الصمت واشترى الخذلان
ورغم إعلان إسرائيل اغتيال أبي عبيدة إلا أنه لا يتوقع أن تسارع حركة حماس إلى تأكيد النبأ أو نفيه، إذ غالبًا ما تتأخر الحركة في تأكيد استشهاد قادتها الكبار خاصة الذين يستشهدون داخل قطاع غزة، لأسباب لوجستية تتعلق بترتيبات التأكد من الاغتيال، وأسباب أخرى ذات صلة بالحرب النفسية.
لماذا تتأخر حماس بتأكيد اغتيال قادتها؟
وكانت إسرائيل أعلنت اغتيال قائد كتائب القسام محمد السنوار في غارة نفذتها في 13 أيار/ أيار الماضي قرب مستشفى غزة الأوروبي في جنوب شرق خانيونس، وأكدت عثورها على جثته في حزيران/ حزيران الماضي، إلا أن حماس لم تعلن ذلك إلا يوم السبت الماضي.
غالبًا ما تتأخر حماس في تأكيد اغتيال قادتها في غزة الا بعد التوثق من ذلك – غيتي
وحدث ذلك بعد حديث نتنياهو عن استهداف أبو عبيدة، حيث نشرت كتائب القسام في وقت متأخر من مساء السبت صورًا ومقاطع مصورة للمرة الأولى لقادتها الذين اغتالتهم إسرائيل منذ 7 تشرين الأول، ومنها صور إسماعيل هنية ويحيى السنوار ومحمد الضيف ومروان عيسى.
وأكدت للمرة الأولى استشهاد محمد السنوار الذي تولى قيادة المجلس العسكري لكتائب القسام بعد اغتيال محمد الضيف.
والأمر حدث أيضًا بعد اغتيال الضيف الذي أعلن أبو عبيدة استشهاده في 30 كانون الثاني/ كانون الثاني 2025 بالإضافة إلى 6 من أعضاء المجلس العسكري لكتائب القسام، وهم نائبه مروان عيسى وغازي أبو طماعة ورائد ثابت ورافع سلامة وأحمد الغندور وأيمن نوفل، علمًا أن إسرائيل كانت قد أعلنت اغتيال الضيف في 1 آب/ آب 2024، في ضربة جوية نفذتها في تموز/ تموز الماضي على مجمع في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة.
تشييع القيادي في حماس يحيى عياش 1996-غيتي
واستشهد العديد من قادة الحركة في عمليات اغتيال نفذتها إسرائيل أو اتهمت بتنفيذها، لم يكن أولهم يحيى عياش ولن يكون أبو عبيدة إذا تأكد استشهاده آخرهم، ومن أبرز عمليات ومحاولات الاغتيال:
1996: يحيى عيّاش
في 5 كانون الثاني/ كانون الثاني 1996، قامت إسرائيل باغتيال يحيى عيّاش، القيادي في كتائب القسام، بانفجار هاتف نقال في غزة، واتهم جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت) بالضلوع في قتل عيّاش الذي كان يُعرَف بـ”المهندس”.
1997: خالد مشعل
في 25 أيلول/ أيلول 1997، تعرّض خالد مشعل القيادي في حركة حماس، لمحاولة اغتيال في العاصمة الأردنية عمّان نفذها عملاء لجهاز الموساد الإسرائيلي عبر حقنه بالسمّ.
وإثر الهجوم عليه، دخل مشعل في غيبوبة، لكن تدخل العاهل الأردني الراحل الملك حسين في القضية أنقذ حياة مشعل، بعد اتفاق أتاح الحصول من إسرائيل على الترياق، والإفراج عن مؤسس حركة حماس الشيخ أحمد ياسين، مقابل الإفراج عن عملاء الموساد الذين أوقفهم الأردن.
2002: صلاح شحادة
استشهد مؤسس الجناح العسكري لحركة حماس صلاح شحادة في غارة جوية إسرائيلية استهدفت مبنى في غزة في 22 تموز/ تموز 2002، وتسبّب القصف باستشهاد 15 مدنيًا بينهم زوجة شحادة وابنته وثمانية أطفال آخرين.
2003: إسماعيل أبو شنب
اغتيل إسماعيل أبو شنب، أحد مؤسسي حركة حماس، في استهداف صاروخي إسرائيلي لسيارته في 22 آب/ آب 2003.
2004: أحمد ياسين
استشهد مؤسس حركة حماس الشيخ أحمد ياسين بغارة نفذتها مروحية إسرائيلية فجر 22 آذار/ آذار 2004، بعيد خروجه من مسجد في غزة.
اغتالت اسرائيل الشيخ احمد ياسين عام 2004-غيتي
2004: الرنتيسي والشيخ خليل
بعد أقل من شهر من اغتيال الشيخ ياسين، لقي خليفته في قيادة الحركة عبد العزيز الرنتيسي المصير نفسه في ضربة إسرائيلية، وفي أيلول/ أيلول من العام ذاته، استشهد المسؤول في الحركة عز الدين الشيخ خليل بانفجار سيارة مفخخة.
2009: ريّان وصيام
استشهد نزار ريّان، أحد أبرز القادة السياسيين والعسكريين للحركة، في الأول من كانون الثاني 2009 في غارة أثناء عملية عسكرية إسرائيلية، أودت أيضًا بحياة عشرة من أبنائه.
وبعد 15 يومًا، اغتالت إسرائيل سعيد صيام، أحد أبرز قياديي الحركة، والذي شغل منصب وزير الداخلية بعد فوز حماس في الانتخابات التشريعية.
2010: محمود المبحوح
عثر على محمود المبحوح، أحد المسؤولين العسكريين في حركة حماس، مقتولًا في غرفة فندق في دبي في 20 كانون الثاني/كانون الثاني 2010، واتهمت الحركة وشرطة دبي عملاء لإسرائيل بالوقوف خلف العملية باستخدام جوازات سفر أجنبية مزورة.
2012: أحمد الجعبري
أطلقت إسرائيل عملية “عمود السحاب” ضد فصائل المقاومة في قطاع غزة بعملية اغتيال لنائب القائد العام لكتائب القسام أحمد الجعبري في 14 تشرين الثاني/ تشرين الثاني 2012، عبر قصف صاروخي استهدف سيارته.
2014: أبو شمالة والعطار وبرهوم
أدت غارة جوية إسرائيلية في مدينة رفح بجنوب قطاع غزة في 21 آب 2014، إلى اغتيال ثلاثة من القادة العسكريين لكتائب القسام، هم محمد أبو شمالة ورائد العطار ومحمد برهوم.
2024: صالح العاروري
بعد أشهر من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 تشرين الأول 2023، اغتالت إسرائيل نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري، في ضربة جوية استهدفت مبنى في الضاحية الجنوبية لبيروت في 2 كانون الثاني 2024.
2024: محمد الضيف
في مطلع آب 2024، أعلنت إسرائيل أن ضربة جوية نفذتها في خانيونس بجنوب قطاع غزة في 13 تموز/ تموز، أدت إلى اغتيال محمد الضيف، قائد كتائب عز الدين القسام.
2024: إسماعيل هنية
اغتالت إسرائيل في 31 تموز/ تموز رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في مقر إقامته في شمال طهران التي كان يزورها لحضور مراسم تنصيب الرئيس الجديد مسعود بزشكيان.
مشعل في تشييع جثمان اسماعيل هنية في الدوحة-غيتي
2024: يحيى السنوار
في 17 تشرين الأول/ تشرين الأول، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قتل يحيى السنوار الذي خلف هنية، وتتهمه إسرائيل بأنه أحد المخططين الرئيسيين لهجوم 7 تشرين الأول.
2025 محمد السنوار
في حزيران/ حزيران الماضي أعلن الجيش الإسرائيلي العثور على جثة القائد العسكري في كتائب القسام محمد السنوار، بعد أيام من إعلان إسرائيل أنها اغتالته في غارة جوية في القطاع في 13 أيار، مع آخرين بينهم محمد شبانة، قائد لواء رفح في كتائب القسام.
هدّد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير اليوم الأحد، بتصفية قيادات حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في الخارج، في ظل استمرار حرب الإبادة على قطاع غزة.
وادعى زامير خلال تقييم للوضع في مقر قيادة المنطقة الشمالية أن “الجيش الإسرائيلي تمكن من اغتيال أبو عبيدة“، المتحدث باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس.
وقال زامير مهددًا: “معظم قادة الحركة المتبقين يجلسون في الخارج، وسنصل إليهم أيضًا”، مضيفًا أن الجيش “يعمل بشكل هجومي، آخذًا زمام المبادرة وبالتفوق العملياتي في جميع الساحات وفي كل وقت”، على حد قوله.
كما أشار إلى أن ذلك يأتي في إطار “سلسلة هجمات نُفذت في اليمن ولبنان وسوريا وساحات أخرى”.
“الاحتلال يعود لسياسة الاغتيالات في الخارج”
وأوضح مراسل التلفزيون العربي في القدس المحتلة أحمد دراوشة، أن هذه التهديدات تأتي بعد تسريبات لصحافيين مقربين من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال الأسابيع الأخيرة تحدثت عن هذا الأمر.
وذكرت التسريبات بحسب المراسل، أن إسرائيل تدرس اغتيال قيادات لحركة حماس في الخارج.
ومنذ محاولة اغتيال رئيس حركة حماس في الخارج خالد مشعل، امتنع الاحتلال الإسرائيلي عن تنفيذ عدد من الاغتيالات في عدد من دول المنطقة، منها الدول التي بينها وبين الاحتلال اتفاقيات تطبيع أو سلام، مثل مصر والأردن.
وقبل ذلك بسنوات، اغتال الاحتلال الإسرائيلي أيضًا القيادي بحركة حماس محمود المبحوح عام 2010، والآن تتوعد إسرائيل بأن تعود إلى هذه السياسة.
أعلن رئيس الأركان إيال زامير اليوم الأحد، أنه على الرغم من أن معظم قيادة حماس تقيم في الخارج إلا أن الجيش الإسرائيلي سيصل إليها أيضا.
وقال زامير في تقييمه الوضع بمقر قيادة المنطقة الشمالية: “جيش الدفاع يعمل بشكل هجومي، ومن خلال أخذ زمام المبادرة وبتفوق عملياتي في جميع الساحات وفي كل وقت. نحن نفاجئ، ونبادر ونصل إلى كل هدف لضمان أمن مواطني إسرائيل”.
RT
وأضاف: “في قطاع غزة، هاجمنا أمس أحد أبرز قادة حماس، المدعو أبو عبيدة. إن القادم أعظم ومعظم قادة حماس الذين يجلسون في الخارج، سنصل إليهم أيضا”.
RT
وتابع: “نواصل الجهد والعمليات من أجل إعادة جميع المخطوفين، الأحياء منهم والشهداء على حد سواء. في الأيام الأخيرة، من خلال عملية خاصة، أُعيد جثمانا المخطوفين عيدان شتيفي وإيلان فايس رحمهما الله. منذ بداية عملية “عربات جدعون” في شهر آذار من هذا العام، أُعيدت جثامين عشرة مخطوفين، بالإضافة إلى عيدان ألكسندر. سنواصل العمل بحزم من أجل إعادتهم، ولن نوفر أي جهد، فهذه مهمتنا الأخلاقية”.
وأشار زامير إلى أن جنود الاحتياط سيلتحقون في وقت لاحق من هذا الأسبوع استعدادا لمواصلة تعميق القتال ضد حماس في مدينة غزة.
وختم قائلا: “المهمة لم تنته بعد، وأنا أثق بهم أنهم سيأتون وينفذون المهمة على أكمل وجه. إن إنجازاتنا يتم تحقيقها بفضل حضورهم المرة تلو الأخرى من أجل الحفاظ على أمن إسرائيل”.
أعلن الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن الداخلي (شاباك) رسميًا في بيان مشترك، اغتيال المتحدث باسم كتائب القسام أبو عبيدة.
وذكر البيان المشترك اسم حذيفة الكحلوت في تأكيده لـ”اغتيال أبو عبيدة“، وهو الاسم الذي ادعى الاحتلال أنه يعود للمتحدث باسم كتائب القسام.
وكان مراسل التلفزيون العربي في غزة إسلام بدر، قد أشار إلى أن التأكيدات الإسرائيلية باغتيال أبو عبيدة تواجه بصمت المقاومة الفلسطينية التي لم تؤكد ولم تنفِ المزاعم الإسرائيلية.
ولفت مراسلنا إلى أن هذا السلوك هو المعتاد من قبل المقاومة، التي لم تعلن استشهاد قياديين إلّا في حالات محددة.
“اغتيال رمزي ومعنوي للسردية الفلسطينية”
وأفاد مراسل التلفزيون العربي في القدس المحتلة، أحمد دراوشة بأن إسرائيل تصف أبو عبيدة بأنه مسؤول الدعاية في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مضيفًا أنها أقرت بأن هذا الاغتيال (إن صح) فهو اغتيال رمزي ومعنوي للسردية الفلسطينية.
وأضاف المراسل أن الاحتلال يزعم أن أبو عبيدة كان يشرف على جميع البيانات التي كانت تصدر عن حماس خلال السنوات الماضية، بالإضافة إلى إشرافه على الفيديوهات التي كانت تصدرها الحركة للأسرى والمحتجزين الإسرائيليين بقطاع غزة طيلة فترة العدوان على غزة.
وأوضح أن الاحتلال أقر أيضًا بأن الدور الأساسي لأبو عبيدة يتعلق بالإعلام، وأن لا دور له على مستوى التخطيط العملياتي كما تدعي مصادر إسرائيلية.
وأقر الاحتلال أيضًا بأن عددًا من كوادر حركة حماس قادرة على الخروج بالبيانات نفسها، لكن الإسرائيليين يعرفون اسم أبو عبيدة جيدًا، بحسب المراسل.
وفي هذا الصدد، قال محلل التلفزيون العربي للشؤون العسكرية محمد الصمادي إنه حتى وإن صحت الادعاءات الإسرائيلية بشأن اغتيال أبو عبيدة، فلن يكون له تأثير سلبي على المقاومة، وإنما سيحفزها لأن تكون أشد وأقوى في الأيام القادمة.
وأوضح الصمادي في حديثه إلى التلفزيون العربي من عمّان، أن المقاومة الفلسطينية لا تتجسد في شخصية أبو عبيدة وحده، مشيرًا إلى أن المقاومة قدمت عشرات التضحيات على مدار عشرات السنين.
“وعلى المستوى الإستراتيجي، فإن اغتيال أبو عبيدة إن صح فلن يؤثر إستراتيجيًا في موازين القوى على الأرض”، بحسب الصمادي.