أعلام فلسطينية وكوفيات.. مهرجانات “الراب” تتحول إلى منبر يفضح الاحتلال

أعلام فلسطينية وكوفيات.. مهرجانات “الراب” تتحول إلى منبر يفضح الاحتلال

فاقت حروف “فري بالستاين” أو (فلسطين حرة) باللغة العربية، حدود اللغة المنطوقة بها، فعلى خشبة المسرح وتحت أصداء موسيقى الروك والراب، اكتسب المشهد أبعادًا مدوية وعالية.

فبعد ستة أشهر فقط من بدء العدوان على غزة، كانت الشاشة العريضة خلف مغني الراب الأميركي ريدل فيل تعرض أسماء أطفال غزة الشهداء.

التنديد بحرب الإبادة في غزة يكلف ثمنًا

ومن صيف إلى آخر، توالت المهرجانات والمواقف التي دفع أصحابها أثمانها. فهو غناء يصعد من سواحل الولايات المتحدة وأوروبا وأميركا اللاتينية.

وبينما توقع القائمون على هذه الصناعة جني عشرات المليارات، انسحب “العلم الفلسطيني” والهتاف من أجل غزة ليربك المشهد.

فمن فوق خشبة مهرجان “غلاستونبري” الإنكليزي، قاد فريق “فيلان” الهتاف ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي، وكان الثمن إلغاء تأشيرة الدخول إلى الولايات المتحدة.

ولكن هذا لم يمنع فناني الارتجال عبر الروك والراب من تكرار مواقفهم عبر المسرح نفسه، لتعلن فرقة “نيكاب” الأيرلندية في المقابل، إلغاء كل حفلاتها في الولايات المتحدة.

بدوره، سافر مغني الراب البريطاني “لوكي” إلى إسبانيا ليعلن موقفه جنبًا إلى جنب مع الفريق الإسباني “فلسطين”، الذي اختار كل أعضائه ارتداء ألوان العلم الصامد؛ وتلفح آخرون بالكوفية الفلسطينية.

وتحت وطأة المجاعة في قطاع غزة، اختارت فرقة البوب الأميركية “دراغونز” التي لطالما أكدت رغبتها بالابتعاد عن السياسة، أن تنهي حفلاتها برفع العلم الفلسطيني.

“مشهد استثنائي”

وبكل وضوح، ومن فوق الخشبة، يقول فريق “سود” الإيطالي: “هذا أكثر من مجرد موسيقى، إنه دعوة للتحرك”.

وفي الوقت ذاته، يصرح القائمون على الصناعة لصحيفة “وول ستريت جورنال “الأميركية، أن المشهد تخطى الحدود التي وصل لها إبان حرب فيتنام، وحين التضامن قبل سنوات مع حركة “حياة السود مهمة”، أو الحرب في أوكرانيا. هو مشهدٌ استثناء.

وقد جاءت أصوات تدفع بأن الموسيقيين يتضامنون مع غزة فقط لكسب تعاطف الجماهير.

على المقلب الآخر، وأمام ما لاقته رؤيتهم من رفض، اضطر بعضهم كمغنية الراب الأميركية “أزيليا بانكس” للانسحاب من مواسم الصيف، والاكتفاء بالغناء لجنود الاحتلال، فيما فضل آخر أن يغني على وقع مشهد الدمار والحرب.

هي مواقف لا تغيب، لكنها لا تطفو في ظل موجة تأييد لغزة تعبّر عن مشاعر مئات الملايين من البشر في لحظة فاصلة يعيشها العالم بأكلمه.

الاحتلال يسحق العمران بالقطاع.. كيف يمكن مواجهة مشروعه لتهجير الغزيّين؟

الاحتلال يسحق العمران بالقطاع.. كيف يمكن مواجهة مشروعه لتهجير الغزيّين؟

تُآذار إسرائيل سياسة الأرض المحروقة في قطاع غزة، حيث قال وزير الأمن يسرائيل كاتس إنّ أبواب الجحيم قد فُتِحت على غزة، ليتبع هذا التصريح تدمير علني ومباشر لأبراج غزة السكنية تحت غطاء مناشير الإخلاء.

وبين الخطاب السياسي والأمني والعسكري الإسرائيلي والواقع في غزة، يتجلّى مشروع إستراتيجي يقوم على سحق العمران المدني وفرض وقائع ديمغرافية جديدة، بما يحوّل حرب الإبادة الجماعية المستمرة على قطاع غزة إلى هندسة قسرية للخرائط والسكان، تحت عنوان التهجير.

هي جريمة مكتملة الأركان، تراوغ إسرائيل بوصفها بين تعبيرات مطّاطة مثل الخروج الطوعي وقيام مصر بإغلاق معبر رفح من جهتها. فيما وصفت القاهرة عبر وزير خارجيتها بدر عبد العاطي الحديث الإسرائيلي عن “تهجير طوعي للغزيين” بـ”الهراء”، مشددًا خلال لقائه المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الاونروا” فيليب لازاريني على أنّ مصر والأردن والعرب لن يسمحوا بفرض مخطط اقتلاع جماعي تحت أي مسمى، وتحت أي ظرف.

وفي ذروة هذا التصعيد، تبرز زيارة القائد الجديد للقيادة المركزية الأميركية “سنتكوم” الأدميرال براد كوبر إلى إسرائيل، حيث التقى قيادات عسكرية وأمنية، في وقت يتحدّث الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن مفاوضات مع حركة المقاومة الإسلامية “حماس”.

والرسالة الأميركية مزدوجة: أولها تطمين تل أبيب بأنّ المظلة الإستراتيجية قائمة، وثانيها تذكير للإقليم بأنّ واشنطن تُمسك بخيوط التوازن، لتكشف تصريحات ترمب عمق الفجوة بين حلم “ريفييرا غزة” والواقع الذي تفرضه آلة التدمير الإسرائيلية بذريعة الحرب على “حماس”.

فما هي خلفيات مشروع التهجير الإسرائيلي وواقعه؟ وما هي الوسائل  التي تملكها الدول العربية لوقف مشروع التهجير؟ وما هي مسؤولية الإدارة الأميركية في التهجير ودورها في توفير الغطاء السياسي والعسكري لإسرائيل؟

“إسرائيل تسعى لسيطرة أمنية كاملة على قطاع غزة”

يوضح جاكي خوري الخبير في الشأن الإسرائيلي، أنّ إسرائيل تُريد إعادة احتلال قطاع غزة، والسيطرة الأمنية الكاملة عليه، والانتشار والتوغّل وتنفيذ عمليات محدّدة في بعض المناطق.

ويقول خوري  في حديث إلى التلفزيون العربي من الناصرة، إنّ هناك مسعى إسرائيليًا آخر يتمثّل في إيجاد بديل لحكم غزة بعيدًا عن “حماس” أو حتى السلطة الفلسطينية.

ويرى أنّ هذه الجزئية لا تزال تُشكّل معضلة في مفهوم البرنامج السياسي والعسكري الذي يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتطبيقه.

ويشير إلى “محاولات إسرائيلية لتهجير الفلسطينيين عبر البوابة الإسرائيلية وليس من البوابة المصرية أو الأردنية، أي أن يتمّ إخراج أعداد كبيرة من المصابين والجرحى مع عائلاتهم باتجاه واحد، قبل بدء عملية نزوح محدودة إلى بعض الدول الأوروبية تحت غطاء المساعدة في التوظيف والدعم”.

“مصر ملتزمة بشكل كامل برفض التهجير”

بدوره، يلفت المندوب المصري السابق لدى الأمم المتحدة السفير معتز أحمدين خليل، إلى أنّ تصريحات وزير الخارجية المصري تجدّد التشديد على موقف القاهرة منذ بدء الحرب على غزة في 7 تشرين الأول/ تشرين الأول 2023 برفض تهجير الغزيّين.    

ويقول خليل في حديث إلى التلفزيون العربي من القاهرة، إنّ مصر ضاقت ذرعًا بتصريحات نتنياهو التي تطال القاهرة ليس فقط في موضوع التهجير بل أيضًا فيما يتعلّق باتفاقية الغاز الموقّعة في آب/ آب الماضي، والاتهامات الإسرائيلية لمصر بأنّها هي التي تحول دون دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وتمنع حقّ الفلسطينيين الإنساني بالخروج من القطاع.

ويضيف أنّ المستوى السياسي المصري ملتزم بشكل كامل برفض التهجير، واتهام الجهات التي تقبل به بتصفية القضية الفلسطينية وزعزعة الأمن القومي المصري.

ويوضح أنّ الرفض المصري للتهجير جاء مدعومًا برفض بعض الدول العربية للمخطّط الإسرائيلي، وإن كان الأمر يتطلّب من هذه الدول العربية إجراءات سياسية في هذا الإطار منها على سبيل المثال دعوة مجلس الأمن لمناقشة خطة نتنياهو للتهجير ورؤيته التي تحمل اسم “إسرائيل الكبرى”، بالإضافة إلى إجراءات أخرى أكثر أهمية بحيث تشعر تل أبيب وواشنطن أن لتصريحاتهما عواقب، حيث أنّه كان من الأجدى أن تكون مصر هي الجهة التي تُجمّد اتفاقية الغاز لا إسرائيل.

كما يشير إلى إجراءات اقتصادية أخرى كان بإمكان مصر القيام بها، منها على سبيل المثال، تجميد العمل باتفاقية الكويز التي تتضمّن تصدير المنتجات المصرية التي تدخل فيها مكونات إسرائيلية إلى الولايات المتحدة، إضافة إلى تجميد التعاون التجاري مع تل أبيب بشكل عام، والتنسيق مع الدول العربية الأخرى من أجل فرض حصار اقتصادي على إسرائيل، على غرار الحصار الذي تفرضه أوروبا على روسيا.

“ترمب متواطىء مع تل أبيب بما يحصل في غزة”

من جهته، يرى ويليام لورنس أستاذ العلوم السياسية والشؤون الدولية في الجامعة الأميركية، أنّ ترمب متواطىء مع تل أبيب بما يحصل في غزة، حيث تقوم إستراتيجته على دعم تل أبيب بجميع الطرق.

ويقول لورنس في حديث إلى التلفزيون العربي من واشنطن، إنّ إدارة ترمب تُركّز على إعادة إحياء الخطة التي أرساها جاريد كوشنر وطوّرها توني بلير لتطوير غزة اقتصاديًا بعد انتهاء الحرب، من دون خطة لإنهاء الحرب.

ويوضح أن “إدارة ترمب أظهرت أنّها ليست مهتمة بوقف نتنياهو، وتشعر أنّ الطريقة الأفضل هي جعله يفعل ما يُريده وأن يقبل الفلسطينيون بهذا المصير ويرحلوا من غزة”.

لندن.. تظاهرات ضد الإبادة في غزة

لندن.. تظاهرات ضد الإبادة في غزة

شهدت العاصمة البريطانية لندن مسيرة كبرى تنديدا بالإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة..

كما تجمع الآلاف من أنصار حركة فلسطين أكشن المحظورة في لندن أمام ساحة البرلمان وسط حملة اعتقالات شنتها الشرطة ضد مئات المحتجين.

“هشام قوم يا ماما”.. مسعفة فلسطينية تفجع بوصول نجلها شهيدًا إلى المستشفى

“هشام قوم يا ماما”.. مسعفة فلسطينية تفجع بوصول نجلها شهيدًا إلى المستشفى

في لحظة مؤثرة وصادمة، فجعت مسعفة فلسطينية باستشهاد ابنها البالغ من العمر ثلاث سنوات، بعد وصول جثمانه إلى المستشفى الذي تعمل فيه.

وأظهرت لقطات خاصة بالتلفزيون العربي لحظة رؤية المسعفة نها العشي لابنها هشام وهو ممدد على ناقلة داخل سيارة إسعاف، قبل أن ينقل إلى داخل المستشفى.

لحظات ذهول وصدمة

وظهرت العشي في الفيديو وهي تصرخ متسائلة في لحظات من الذهول وصدمة عما إذا كان ابنها الراقد بلا حراك، حيًا أم استشهد، قائلة: “الولد حي ولا ميت”.

ورصدت اللقطات الأم الفلسطينية وهي تستنجد بالأطقم الطبية من أجل الإسراع في إنقاذ ابنها، والتأكد من حالته الصحية، قبل أن تُبلغ باستشهاده، مناجية: “قوم يا ماما”.

واستشهد هشام اليوم السبت في قصف مدفعي للاحتلال الإسرائيلي، طال شقة سكنية في منطقة الجسر بحي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة. ومثله أطفال كثر يستشهدون يوميًا بنيران الاحتلال، الذي يتعمد قتلهم.

ومنذ فجر اليوم السبت، قتل الجيش الإسرائيلي 31 فلسطينيًا وأصاب عددًا آخر في سلسلة هجمات عنيفة، تركزت بصورة كبيرة على مدينة غزة التي يسعى لاحتلالها وتهجير سكانها.

وقد استهدفت هجمات الجيش الإسرائيلي على غزة اليوم منازل وشققًا وأبراجًا سكنية ومركبات ومنتظري مساعدات وتجمعات لمواطنين.

ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، رصدت الكاميرات لحظات مؤثرة وصادمة لعدد من الأطقم الطبية في مستشفيات غزة، وهم يستقبلون أفراد أسرهم الشهداء أثناء مناوبات عملهم.

ساعة الصفر حُدّدت.. المئات ينطلقون الأحد من تونس في أسطول الصمود

ساعة الصفر حُدّدت.. المئات ينطلقون الأحد من تونس في أسطول الصمود

يتجهز المئات من أكثر من 45 جنسية في تونس للانطلاق في سفنهم للمشاركة في أسطول الصمود العالمي لكسر الحصار عن قطاع غزة.

وأفاد مراسل التلفزيون العربي في تونس خليل كلاعي اليوم السبت، بأن اللجنة المنظمة لم تسمح بتحديد أعداد المشاركين في الأسطول حتى الآن، مخمنًا أن المئات من المشاركين سينطلقون على متن السفن من تونس.

تأهب لساعة الصفر

وأضاف المراسل أن الجهة المشرفة على تنظيم أسطول الصمود حددت موعد انطلاق السفن عند تمام الساعة (15:00 بتوقيت غرينتش) من يوم غد الأحد، وذلك بعد أن أُجل موعد انطلاقها في أوقات سابقة.

وأشار إلى أن الأجواء تبدو حماسية في صفوف المنظمين ومن يعتزمون المشاركة في الأسطول.

وأردف أن السلطات التونسية فرضت منذ أيام طوقًا أمنيًا مشددًا على المراكب التي ستنطلق من ميناء “سيدي بو سعيد“، ومنعت الاقتراب منها دون أي دواعٍ تنظيمية.

وستلتحق السفن التي ستنطلق من تونس، بالسفن والقوارب التي ستنطلق من صقلية، وأيضًا بالتي انطلقت قبل أيام من مدينة برشلونة الإسبانية وتقترب الآن من السواحل التونسية.

وستكون نقطة التجمع النهائية لكامل أضلع أسطول الصمود العالمي في منطقة ما من المياه الدولية بين ليبيا واليونان، لتبحر سفن الأسطول مجتمعة نحو شواطئ قطاع غزة وفق البرنامج المحدد.