صحفيون من غزة في صورة استثنائية.. الواجب أولًا رغم المخاطر

صحفيون من غزة في صورة استثنائية.. الواجب أولًا رغم المخاطر

مع تصاعد الأصوات الدولية المنددة بتعمّد جيش الاحتلال الإسرائيلي استهداف الصحفيين العاملين في قطاع غزة، قدم الصحافي في التلفزيون العربي إسلام بدر مجموعة منهم في ساحة مستشفى المعمداني.

أحد هؤلاء هو الصحفي سائد الذي يعمل باستمرار في حي الزيتون وهو متعاون مع عدد من الوكالات الدولية كما سخّر منصته الشخصية كي تكون منصة للنشر الرقمي.

هذا إضافة إلى مؤمن قريقع وهو صحفي معروف على مستوى غزة وأصيب قبل 15 عامًا وبُترت قدماه لكنه لا يزال مستمرًا في التغطية الصحفية رغم تعرضه للاستهداف ومنزله للدمار وهو نازح أيضًا بشكل مستمر لكنه يتواصل مع المؤسسات الدولية والإعلامية الأجنبية وهو مصدر مهم للأخبار.

وأحد هؤلاء أيضًا، يوسف وهو صحفي ناشط في المنطقة ما بين حي التفاح والشجاعية وقام بتصوير مواد استثنائية وهو ينقل هموم الناس من تلك المناطق الخطيرة وتعرضت حياته للتهديد أكثر من مرة.

عمل رغم التهديد بالقتل

ومن بين الزملاء الذين قدمهم بدر، المصوّر الصحفي أحمد عبد العال وهو من حي الشجاعية لكنه نزح واستشهد عدد من أفراد أسرته لكنه ما يزال مستمرًا في التغطية.

إضافة إلى الصحفي بشير أبو الشعر الذي قُصف بيته فوق رأسه ونجا بأعجوبة هو وعائلته. ومنهم عبد الله المراسل المتواجد دائمًا في مراكز الإيواء وينقل تفاصيل حياة الناس هناك.

ويحضر الناشط عزيز الذي يبلغ أقل من 20 عامًا لكنه فاعل ويقدم أداء استثنائيًا رغم صغر سنه وهو دائم التواجد في التغطية الصحافية.

وبينهم أيضًا، الصحافي تامر وهو قد أُصيب مرتين خلال العدوان وواصل التغطية بشكل مستمر.

وأوضح الزميل إسلام بدر أن هؤلاء عبارة عن نماذج من مجموعة الصحفيين العاملين في قطاع غزة وهم يعملون تحت ضغوط هائلة من التهديد بالقتل لكنهم يصرون على الاستمرار بدوافع مهنية وأخلاقية ووطنية.

بريطانيا: على  الحكومة الإسرائيلية إدراك الضرر الذي يلحق بسمعتها بسبب أفعالها في غزة

بريطانيا: على الحكومة الإسرائيلية إدراك الضرر الذي يلحق بسمعتها بسبب أفعالها في غزة

أعرب وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي عن غضبه من رفض إسرائيل السماح بدخول مساعدات كافية إلى غزة، ووصف الأزمة بأنها مجاعة متعمدة.

ونقلت وكالة الأناضول عن الوزير البريطاني قوله: “إنها مجاعة من صنع الإنسان في القرن الحادي والعشرين”.

وخلال كلمته في مجلس العموم يوم الاثنين، حذر لامي من أن سمعة إسرائيل بسبب الأزمة الإنسانية في غزة “يتضاءل وهجها في أعين الشباب حول العالم الذين ينظرون إلى هذا برعب”.

وحث لامي الحكومة الإسرائيلية “على التراجع وإدراك الضرر الذي يلحق بسمعتها بسبب أفعالها”.

وقال: “لا يستطيعون فهم ذلك، لذلك أناشد الحكومة الإسرائيلية أن تتراجع وتدرك الضرر الذي تسببه لسمعتها، بشكل جماعي”.

واستشهد لامي بتقرير التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، الذي وجد مجاعة في مدينة غزة وأحياء أخرى، قائلا إنها “تنتشر الآن عبر أراضٍ أوسع”.

وحذر الوزير من أن الأزمة، إذا لم يتم كبحها، سوف “تتفاقم”، مشيرا إلى أنه منذ 1 تموز، توفي أكثر من 300 شخص – بما في ذلك 119 طفلا بسبب سوء التغذية.

وقال لامي: “أبلغت الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية عن عوائق وعقبات كبيرة في القدرة على جمع وتوزيع المساعدات في غزة. أنكرت إسرائيل مرارا أن المجاعة تجري في غزة، وقالت إنه حيث يوجد جوع، فإن اللوم يقع على وكالات الإغاثة وحركة حماس”.

وأكد تخصيص تمويل إضافي بقيمة 15 مليون جنيه إسترليني (20 مليون دولار) من بريطانيا للمساعدات والرعاية الطبية، قائلا: “نحتاج إلى استجابة إنسانية ضخمة، ضخمة لمنع المزيد من الوفيات”.

المصدر: وكالات

“الحرية لغزة” على نصب تذكاري للمحرقة اليهودية في فرنسا

“الحرية لغزة” على نصب تذكاري للمحرقة اليهودية في فرنسا

أفادت السلطات المحلية في مدينة ليون أن نصبا تذكاريا للمحرقة اليهودية (الهولوكوست) تعرض للتشويه، بعدما حُفرت عليه عبارة ” الحرية لغزة”.

وقد أظهرت صورة نشرها يوناتان عرفي، رئيس المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا، على منصات التواصل الاجتماعي عبارة “الحرية لغزة” محفورة على العمود الرخامي الأسود.

ووصف عرفي الواقعة التي جرت في وقت متأخر من مساء السبت بأنها “مشينة”، كما تحدث غريغوري دوسيت، رئيس بلدية ليون، وفابيان بوتشيو، حاكمة منطقة الرون، عن الواقعة.

وكتبت بوتشيو على منصة إكس أنه لا يوجد ما يبرر هذا “الفعل المشين”، وعبَرت عن دعمها للجالية اليهودية. ووصف دوسيت الواقعة بأنها “فعل غير مقبول”، وأضاف أنه ستجري ملاحقة الجناة ومحاكمتهم.

هذا، وتتزايد جرائم الكراهية في أنحاء فرنسا، ومن بينها حوادث بارزة في معاداة السامية. وفي وقت سابق من العام الجاري، رُشت خمس مؤسسات يهودية في باريس بطلاء أخضر.

وذكرت صحيفة جيروزاليم بوست أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وجه اتهامات في الآونة الأخيرة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالمساهمة في معاداة السامية بدعوته إلى اعتراف دولي بدولة فلسطينية.

ومن جانبه، انتقد ماكرون علنا معاداة السامية وأمر بتعزيز الأمن لحماية المعابد اليهودية وغيرها من المراكز اليهودية ردا على الحوادث المعادية للسامية المرتبطة بالصراع في قطاع غزة.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وجه اتهامات في الآونة الأخيرة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالمساهمة في معاداة السامية بدعوته إلى اعتراف دولي بالدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة في مطلع شهر أيلول الحالي.

المصدر: وكالات

“بالمعدل الذي يقتل فيه الجيش الإسرائيلي الصحفيين في غزة، لن يبقى قريباً أحد لينقل ما يحدث” – مراسلون بلا حدود

“بالمعدل الذي يقتل فيه الجيش الإسرائيلي الصحفيين في غزة، لن يبقى قريباً أحد لينقل ما يحدث” – مراسلون بلا حدود

“لن يبقى قريباً أحد لينقل ما يحدث” هذا الاقتباس جزء من رسالة بثتها مؤسسات إعلامية دولية في حملة تشارك فيها، الاثنين، للتنديد بقتل إسرائيل عدداً كبيراً من الصحفيين الفلسطينيين في قطاع غزة.

الحملة التي تأتي بمبادرة من منظمتي “مراسلون بلا حدود” و”آفاز” غير الحكوميتين، تنظم “للمرة الأولى في التاريخ الحديث” بمشاركة أكثر من 250 وسيلة إعلامية من قرابة 70 بلداً.

وعبرت هذه الوسائل عن تضامنها مع الصحفيين القتلى سواء بشريط أسود على الصفحة الأولى، ورسالة على الصفحة الرئيسية للموقع الإلكتروني، أو بافتتاحيات ومقالات رأي.

وتقول لجنة حماية الصحفيين الدولية إن 191 صحفياً قتلوا في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة بين عامي 2023 و2025، غالبيتهم فلسطينيون في قطاع غزة.

من هم أبرز الصحفيين الذين قُتلوا في حرب غزة منذ عام 2024؟

كيف تفاعلت وسائل الإعلام المشاركة؟

واستخدمت وسائل إعلام، رسالة موحدة، عُرضت على خلفية سوداء على الصفحات الأولى لصحف مثل لومانيتيه في فرنسا، وبوبليكو في البرتغال، ولا ليبر في بلجيكا ومؤسسة أريج للتحقيقات الاستقصائية، تقول “بالمعدل الذي يقتل فيه الجيش الإسرائيلي الصحفيين في غزة، لن يبقى قريباً أحد لينقل ما يحدث”.

وعرض موقع الجزيرة الإلكتروني باللغة الإنجليزية على صفحته الأولى مقطعاً مصوراً تجاوزت مدته 5 دقائق، يتضمن أسماء صحفيين فلسطينيين قتلوا في غزة، بعضهم كان يعمل مع المؤسسة القطرية، التي فقدت عدداً من مراسليها في القطاع على خلفية الحرب.

وقالت الجزيرة “إسرائيل تقتل الصحفيين”، داعية إلى “إبقاء أصواتهم”.

ونشر موقع ميديابارت الإلكتروني وموقع صحيفة لا كروا الإلكتروني مقالا خُصص للحملة.

وقالت منظمة مراسلون بلا حدود في بيان، “تندد هذه المنظمات وهيئات التحرير بالجرائم التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي ضد الصحافيين الفلسطينيين دون عقاب، وتدعو إلى حمايتهم وإجلائهم على نحو عاجل، وتطالب بالسماح بدخول الصحافة الدولية إلى القطاع باستقلالية”.

وأضافت المنظمة المعنية بحقوق الصحافة، أنها رفعت أربعة شكاوى إلى المحكمة الجنائية الدولية ضد الجيش الإسرائيلي بتهمة ارتكاب “جرائم حرب” ضد الصحفيين في قطاع غزة على مدار الاثنين وعشرين شهراً الماضية.

وقال المدير العام لمنظمة مراسلون بلا حدود، تيبو بروتان، إن “الحرب لسيت ضد غزة فحسب بل ضد الصحافة. يُستهدف الصحفيون ويقتلون وتشوه سمعتهم”.

وتساءل بروتان، في بيان عبر موقع المنظمة الإلكتروني، “بدون (الصحفيين) من سينبهنا إلى المجاعة؟ من سيكشف جرائم الحرب؟ من سيظهر لنا الإبادة الجماعية؟”.

من جانبه، قال مدير الحملات في منظمة “آفاز”، أندرو ليغون، إن “من الواضح جداً أن غزة تُحوّل إلى مقبرة للصحفيين لسبب وجيه”، متهماً “الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة بمحاولة إنهاء عملها سراً، بعيداً عن رقابة الصحافة”.

“إذا أُسكت آخر الشهود، فلن يتوقف القتل – بل سيمضي بدون أن يراه أحد”، وفق ليغون في بيان قال فيه “لهذا السبب، نتحد مع غرف الأخبار حول العالم اليوم لنقول ‘لا يمكننا، ولن نسمح بحدوث ذلك‘”.

أما الأمين العام للاتحاد الدولي للصحفيين، أنتوني بيلانجر، فقال إن الصحفيين في غزة “خاطروا بكل شيء لينقلوا الحقيقة للعالم، ودفعوا حياتهم ثمن ذلك”، مشيراً إلى أن “حق الجمهور في المعرفة تضرر بشدة نتيجة الحرب”.

إرهاق وجوع ورعب: هكذا يعيش ويعمل الصحفيون في غزة

وقفة تضامنية لصحفيين في دبلن تضامناً مع زملائهم في غزة في 27 آب/آب 2025
وقفة تضامنية لصحفيين في دبلن تضامناً مع زملائهم في غزة في 27 آب/آب 2025

وفي تموز/ تموز الماضي، أعربت وكالات أنباء دولية، بينها بي بي سي ورويترز وأسوشيتد برس وفرانس برس، عن “قلقها العميق” إزاء الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعانيها الصحفيون العاملون في قطاع غزة، في ظل استمرار الحرب.

منذ بداية الحرب، لم يُسمح للصحافة الدولية بالعمل بحرية في الأراضي الفلسطينية. ودخلت قلة مختارة من وسائل الإعلام قطاع غزة، برفقة الجيش الإسرائيلي، وخضعت تقاريرها لرقابة عسكرية صارمة، وفق وكالة فرانس برس.

والشهر الماضي، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أنه أعطى أوامره للجيش للسماح لمزيد من الصحفيين الأجانب بدخول القطاع.

وتأتي الحملة التي تشارك فيها أيضا صحيفة “لوريان لو جور” (لبنان)، و”ذا إنترسبت” (مؤسسة إعلامية استقصائية أمريكية)، وصحيفة “دي تاغس تسايتونغ” (ألمانيا)، بعد أسبوع من ضربات إسرائيلية أودت بعشرين شخصا بينهم خمسة صحافيين في مستشفى ناصر في خان يونس بجنوب القطاع.

ووثّقت بي بي سي مقاطع مصورة تُظهر غارتين إسرائيليتين على مستشفى ناصر. وقال فريق بي بي سي لتقصي الحقائق إن أحد هذه المقاطع، صُور عبر بث مباشر على قناة الغد، أظهر عدداً من رجال الطوارئ وهم يهبون لنجدة ضحايا الغارة الأولى بالقرب من الطابق العلوي من مستشفى ناصر، بينما يلتقط عدد من الصحفيين في الخلفية المشهد.

وقال الجيش الإسرائيلي أن قواته استهدفت كاميرا تابعة لحماس في الضربتين اللتين نفذتا على مستشفى ناصر.

في حين، دعت لجنة حماية الصحفيين إلى إجراء “تحقيق شامل”.

ماذا قالت حماس وإسرائيل عن الحملة؟

وعلق القيادي في حركة حماس، عزت الرشق، على الحملة، قائلاً إنها تشكل “فضحاً لسياسة الاحتلال الإجرامية في استهداف وقتل الصحفيين الفلسطينيين، ومحاولاته الممنهجة للنيل من الإعلام والسردية الفلسطينية، بهدف تغييب حقيقة جرائم الإبادة والتجويع التي يرتكبها بحق شعبنا في قطاع غزّة”.

في المقابل، اعتبرت وزارة الخارجية الإسرائيلية مبادرة “مراسلون بلا حدود”، أنها “منحازة” ضد إسرائيل.

وقالت الوزارة في بيان، “عندما تختار 150 وسيلة إعلامية، بشكل متزامن، التوقف عن نقل الأخبار، وإلقاء قيم الصحافة وتعددية الآراء في سلة المهملات، وتنشر بياناً سياسياً موحداً مُعداً مسبقاً ضد إسرائيل، فإن ذلك يوضح الانحياز الكبير ضد إسرائيل في وسائل الإعلام العالمية”.

خاص | ناشطان إيطاليان يتحدثان عن تفاصيل وأهداف “أسطول الصمود”

خاص | ناشطان إيطاليان يتحدثان عن تفاصيل وأهداف “أسطول الصمود”

بعد محاولات سابقة من “أساطيل الحرية” تم اعتراضها من قبل البحرية الإسرائيلية، كان آخرها في حزيران/حزيران وتموز/تموز الماضيين، حين احتُجزت سفينتا مادلين وحنظلة واقتيدتا إلى ميناء أشدود، ما أثار انتقادات منظمات حقوقية مثل العفو الدولية، تستعد عشرات القوارب من مختلف موانئ البحر المتوسط للإبحار نحو غزة في أكبر مبادرة إنسانية بحرية من نوعها (أسطول الصمود العالمي)، تهدف إلى إيصال المساعدات الإنسانية وكسر الحصار البحري الإسرائيلي المفروض على القطاع، ومن المخطط أن تصل إلى مقصدها في غضون 10 أيام بعد مغادرتها الموانئ الإيطالية، وفقاً لتصريح منسقة الأسطول في إيطاليا ماريا إلينا ديليا.

وفي إيطاليا، وتحديداً في مقر منظمة “موسيقى من أجل السلام” الإنسانية بمدينة جنوة نُصبت في منتصف يوم السبت منصة توالت فيها مداخلات من قبل شخصيات إيطالية ودولية، ومن ثم انطلقت في تمام الساعة التاسعة مساء مسيرة شارك فيها نحو 40 ألفا تتقدمهم عمدة المدينة سيلفيا ساليس من مقر المنظمة ذاتها وصولاً إلى السفن الراسية في الميناء.

وصرح مؤسس ورئيس منظمة “موسيقى من أجل السلام” وأحد المشاركين في القافلة ستيفانو ريبورا أن “الاستجابة لحملة جمع المساعدات التي أطلقناها (بالتعاون مع الاتحاد المستقل للعاملين بالموانئ) على مدار 5 أيام كانت كبيرة للغاية، حيث تجاوز حجم المساعدات 300 طناً”.

من جهته، ذكر الناشط الإيطالي أنطونيو لابيتشيريلا، المتواجد حالياً على متن إحدى سفن أسطول الصمود العالمي في برشلونة، أن “عدد الإيطاليين المتواجدين معه 3 نشطاء، ولكن ثمة أعداد كبيرة من الإيطاليين المشاركين في الأسطول على وجه العموم، وثمة 20 قارباً هنا في إسبانيا ومثلها تقريباً في كل من تونس واليونان”. وأضاف لابيتشيريلا، في تصريحات خاصة لـ”العربي الجديد”، أن “الانطلاق الرسمي للقوارب من برشلونة كان يوم أمس الأحد من خلال إبحار فني تجريبي قبل المغادرة التي من المنتظر أن تكون إما اليوم أو غداً. أمّا في إيطاليا، فإن الموعد الرسمي لمغادرة القوارب هو يوم 4 أيلول/أيلول الجاري، وفي تونس يوم 5 على حد علمي”.

وفي ما يتعلق بتهديدات وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير باعتقال أطقم أسطول الصمود العالمي بتهمة الإرهاب، أكد أن هذه التصريحات “تتعارض مع القانون الدولي، لأن المداهمة ستنفذ في مياه دولية لا سلطان لإسرائيل عليها. والحقيقة أن بن غفير استخدم مصطلح “إرهابيين” استخداماً استغلالياً بالمخالفة للقوانين الدولية التي تحمينا”، مشيراً إلى أن “مصطلح ’إرهابيين‘ لا يقتصر استخدامه على إسرائيل فقط، وإنما تستخدمه أيضاً حكومات غربية عدة بهدف عزل وقمع جميع التحركات والاحتجاجات التضامنية مع غزة”. وشدد على أن “إسرائيل دولة إرهابية، وإذا كانت ستمضي قدماً في مداهمة قواربنا واعتقالنا وإيداعنا في سجونها، فإننا سنكون في هذه الحالة رهائن، وفي هذه الحالة سوف ننتظر أن يكون ثمة رد بشكل أو بآخر من قبل حكوماتنا”.

الصورة

الناشط الإيطالي أنطونيو لابيتشيريلا

الناشط الإيطالي أنطونيو لابيتشيريلا

بدورها، ذكرت الناشطة الإيطالية سيلفيا سيفيريني، عضو الحركة العالمية نحو غزة وهي أحد المكونات الأساسية لأسطول الصمود العالمي، أن “هذه المبادرة خرجت إلى النور بعد خيبة الأمل من مسيرة غزة حيث أُجبرنا على التوقف في القاهرة من قِبل الحكومة المصرية. وعقب عودتنا، توجه وفد منا إلى بروكسل للتظاهر في الأسبوع الذي صادف اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل. وبعد انتهاء تلك التظاهرات أيضًا، كان ثمة شعور كبير بالإحباط يتملكنا، لكن الحماسة والرغبة في التحرك كانت أكبر”.

وأضافت سيفيريني، في حديث خاص لـ”العربي الجديد”، أنه “عند عودتنا من بروكسل تحديداً، اقترحت علينا منسقة أسطول الصمود في إيطاليا، ماريا إلينا ديليا، خلال اجتماع مشروع القوارب: أسطول من عشرات القوارب لنقل المساعدات الإنسانية وكسر الحصار عن غزة. وقالت لنا “سيكون جميلاً لو شاركت إيطاليا على الأقل بقارب واحد!”. وتابعت أن “فكرة المشروع لاقت ترحيباً وحماسة كبيرة، لكن خزائننا كانت خاوية إلا من بضع عشرات من اليوروهات. ومنذ تلك اللحظة أعادت حركتنا تنظيم نفسها، وأسست الوفود الدولية الـ44 الأسطول العالمي للصمود”.

وأوضحت أنهم تلقوا تمويلاً من “الوفود الأخرى، وعلى وجه الخصوص من إسبانيا، ما سمح لنا بشراء القوارب. وهكذا واصلنا جهودنا ليل نهار بسبب ضخامة العمل، الذي توزع على مجموعات عدة: مجموعة مهمتها البحث عن القوارب واختبارها، وأخرى لشرائها وثالثة لإدارة تنقلاتها وأخرى للبحث عن طواقمها، إلخ..”، مشيرة إلى أن “العدد وصل اليوم إلى عشرات القوارب، ونحن نقوم حتى هذه اللحظة بإعداد القوارب التي أصبحت جاهزة بنسبة كبيرة للإبحار. وننتظر حالياً انضمام بعض السفن لنا من موانئ إيطالية أخرى، وكذا من إسبانيا”.

وتابعت سيفيريني أنها لم تكن قط “ناشطة، وعلى وجه التحديد من أجل فلسطين، إلا أن الأوضاع في غزة التي تجتاحها إبادة جماعية في ظل لا مبالاة من قبل الحكومات الغربية التي لم تتخذ قط موقفاً من جرائم (رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين) نتنياهو، جعلتني أخرج من ’منطقة الراحة‘ الخاصة بي (الأسرة والعمل والاستمتاع بالإجازات) كأي شخص عادي في الدول الغربية، من أجل إجراء تعديل مسار على حياتي وقلبها رأساً على عقب، شأني في ذلك شأن الكثيرين ممن اتخذوا هذا الخيار، وذلك بسبب عبثية الجرائم التي ترتكبها الحكومة الإسرائيلية التي لا يمكن الدفاع عنها أو بسبب موقف التعايش الذي لا يليق من قبل حكوماتنا”.

وشددت على أن هدفهم “بطبيعة الحال هدف إنساني، يقوم على توصيل المساعدات إلى سكان غزة الذين يتعرضون ليس فقط للقصف وإنما أيضاً للمجاعة”، مشيرة إلى أن تحركهم هو “تحرك سياسي، فنحن نمثل بمهمتنا هذه وأجسادنا، بشكل أو بآخر، مجتمعاً مدنياً نحظى بدعمه القوي ومعارضته لحالة التعايش والتقاعس التي عليها حكوماتنا التي لا تفعل شيئاً البتة حيال ما يرتكبه نتنياهو من فظائع”.

وختمت بقولها إن “جميع مكونات المجتمعات الغربية تنزل إلى الساحات وتنضم إلينا، وهذا ما يمكن ملاحظته جلياً من خلال ما ينشر في مواقع التواصل الاجتماعي والفعاليات التي ينظمونها، والمساعدات التي يرسلونها من خلالنا. كل ذلك يؤكد كيف أن المجتمع المدني بحاجة إلى إثبات إلى أي جانب يصطف، أي إلى جانب الصواب والضعفاء. لذا، فإننا نتشرف بأننا نمثل هؤلاء جميعاً”.

الصورة

 سيلفيا سيفيريني

الناشطة الإيطالية سيلفيا سيفيريني