رحبت الأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، بمبادرة “أسطول الصمود العالمي” التي انطلقت بدعم أكثر من 44 دولة لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة وإيصال المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين هناك.
أفاد بذلك متحدث مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” ينس لاركي، لمراسل الأناضول، ردا على سؤال عن الأسطول الذي يضم آلاف الناشطين وعشرات السفن المحملة بأطنان من المساعدات.
وأوضح لاركي أن الأمم المتحدة من حيث المبدأ ترحب بأي مبادرة يمكن أن تسهم في إيصال مزيد من المساعدات التي يحتاج إليها سكان غزة، شريطة أن تُقدَّم وفق المبادئ الإنسانية وبكرامة.
والأحد الماضي، انطلقت نحو 20 سفينة ضمن أسطول الصمود من ميناء برشلونة الإسباني، تبعتها قافلة أخرى فجر الاثنين من ميناء جنوة شمال غربي إيطاليا.
ومن المنتظر أن تلتقي هذه السفن بقافلة أخرى ستنطلق من تونس في الرابع من أيلول/أيلول الجاري، قبل أن تواصل رحلتها باتجاه غزة خلال الأيام المقبلة.
تجهيزات ومشاركون
ويتكون الأسطول من اتحاد أسطول الحرية، وحركة غزة العالمية، وقافلة الصمود، ومنظمة صمود نوسانتارا الماليزية.
ويضم الأسطول ناشطين من 50 دولة، ونوابا أوروبيين، وشخصيات عامة.
وقال مراسل الجزيرة إن الأسطول انطلق بعد أيام من التجهيزات المتواصلة، لجمع التمويلات اللازمة لتوفير المواد الطبية والإنسانية، في رحلة تستغرق نحو أسبوعين صوب شواطئ غزة.
ومنذ الثاني من آذار/آذار الماضي، تغلق إسرائيل جميع المعابر المؤدية إلى غزة مانعة أي مساعدات إنسانية، ما أدخل القطاع في مجاعة رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده.
لكنها سمحت قبل عدة أسابيع بدخول كميات شحيحة جدا من المساعدات لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات المجوّعين، في حين ما تزال المجاعة مستمرة، إذ تتعرض معظم الشاحنات للسطو من عصابات تحظى بحماية إسرائيلية، وفق بيان سابق للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.
أعلن مكتب إعلام الأسرى في قطاع غزة -الثلاثاء- وصول 9 أسرى محررين من سجن سدي تيمان الإسرائيلي إلى القطاع.
وأضاف المكتب في بيان أن الأسرى وصلوا إلى مستشفى “شهداء الأقصى” بمدينة دير البلح وسط القطاع لتلقي الفحوصات الطبية والعلاج اللازم.
بدوره، قال هشام مهنا المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر عقب الإفراج عن الأسرى، إن “طواقم اللجنة سهلت اليوم، إطلاق سراح 9 معتقلين فلسطينيين ونقلتهم من نقطة عبور كرم أبو سالم إلى مستشفى شهداء الأقصى”.
وأشار مهنا في تصريحات للصحفيين إلى أنه منذ آذار/آذار الماضي وحتى اليوم، تم تسجيل إطلاق إسرائيل وبشكل أحادي 264 معتقلا من ضمنهم 5 سيدات.
وأضاف أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر ما زالت تدفع من أجل استئناف زيارات مندوبيها إلى السجون الإسرائيلية للاطلاع على ظروف اعتقال المعتقلين الفلسطينيين.
وتابع “ما زلنا ندعو السلطات الإسرائيلية من أجل السماح لطواقمنا ومندوبينا بما فيهم أطباء الصليب الأحمر بالوصول إلى المعتقلين الفلسطينيين أينما كانوا سواء بالسجون أو الاحتجاز”.
ولم يتسن الحصول على تصريحات بشأن أوضاع المحررين اليوم خلال فترة الاعتقال، غير أن معتقلين سابقين أفادوا بأن العديد من الأسرى يفرج عنهم وهم يعانون سوء تغذية وإصابات جراء تعذيب جسدي شديد داخل السجون الإسرائيلية.
وبين الفينة والأخرى، تفرج إسرائيل عن أسرى فلسطينيين اعتقلتهم خلال حرب الإبادة التي تشنها على قطاع غزة منذ 23 شهرا.
وفي بيانات سابقة، قال نادي الأسير الفلسطيني إن إسرائيل اعتقلت آلاف المواطنين من قطاع غزة وسط تكتم شديد وإخفاء قسري.
وأضاف النادي (غير حكومي) أن المعتقلين يتعرضون لظروف “احتجاز قاسية ومرعبة تهدف إلى إيقاع أكبر ضرر ممكن بحقهم”.
وعد تقرير مشترك لنادي الأسير الفلسطيني، وهيئة شؤون الأسرى التابعة لمنظمة التحرير (حكومية) قسم “راكيفت” بسجن الرملة ومعسكر “سديه تيمان”، من “أبرز العناوين لجرائم التعذيب الممنهجة بحقّ معتقلي غزة”.
إعلان
وبدعم أميركي، ترتكب إسرائيل منذ 7 تشرين الأول/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلّفت 63 ألفا و633 شهيدا، و160 ألفا و914 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وأكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة قتلت 361 فلسطينيا بينهم 130 طفلا.
تناولت صحف عالمية عزم دول غربية الاعتراف بالدولة الفلسطينية والخطط الإسرائيلية للرد على ذلك، إلى جانب آخر المستجدات والتطورات الميدانية المرتبطة بالحرب على قطاع غزة.
وذكرت صحيفة معاريف أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو -المطلوب من المحكمة الجنائية الدولية– يبحث إمكانية تطبيق “السيادة الإسرائيلية” على الضفة الغربية، إضافة إلى إجراءات انتقامية ضد السلطة الفلسطينية والدول الداعمة للخطوة.
وتأتي هذه التطورات قبيل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة التي من المقرر أن تشهد إعلانا تقوده فرنسا ودول أخرى تعترف بدولة فلسطينية، في حين تراهن إسرائيل على تحرك أميركي لعرقلة المبادرة، حسب الصحيفة.
ورأت صحيفة لوموند الفرنسية أن السلطات الإسرائيلية تناور لتدمير أي أمل في قيام دولة فلسطينية مع استمرار الاستيطان والاستيلاء على الأراضي الزراعية وموارد المياه، وقد تكثف هذا التوجه الراسخ منذ هجمات السابع من تشرين الأول/تشرين الأول 2023.
وتبدو النقاشات بشأن حل الدولتين -وفق الصحيفة- غير واقعية تماما، مشيرة إلى أن هذا الهدف يواجه حاليا وضعا معقدا على أرض الواقع بالنظر إلى ما يجري في الضفة الغربية.
وفي قطاع غزة، يكافح جيش الاحتلال الإسرائيلي لحشد جنود الاحتياط، إذ لجأ بعض القادة إلى أساليب غير اعتيادية للعثور على عدد كافٍ منهم، وفق ما أوردت صحيفة وول ستريت جورنال.
وأشارت الصحيفة الأميركية إلى أن الجنود الإسرائيليين منهكون بعد ما يقرب من عامين من القتال على عدة جبهات، ويتزايد عدد الذين يتساءلون عن جدوى الحرب.
ونقلت عن جندي قاتل في غزة لمدة 400 يوم قوله إن “الناس يموتون عبثا، ونتنياهو يطيل أمد الحرب من أجل بقائه السياسي”.
وركز مقال في صحيفة التلغراف الضوء على تزايد الانقسام الجمهوري بشأن نتنياهو، وتحذير شخصيات محافظة بارزة للرئيس الأميركي دونالد ترامب من أن دعم حرب إسرائيل في غزة يمثل عبئا سياسيا.
إعلان
ونقلت الصحيفة عن كيرت ميلز، المدير التنفيذي لمجلة “المحافظ الأميركي”، قوله إن أسباب انخراط الولايات المتحدة في الشرق الأوسط قد تضاءلت على مر السنين، ولم يعد هناك مجال للقول إن الدفاع عن إسرائيل يصب في المصالح الوطنية الأميركية.
وناقش مقال في صحيفة هآرتس السيناريوهات المحتملة في حال فاز نتنياهو في الانتخابات المقبلة، وقال إن فوزه لن يعني مجرد استمرار الوضع الراهن فحسب.
ويعني ذلك تسريع التحول نحو دولة استبدادية دينية عنصرية، وعزلة دولية متزايدة، وتهديد المشروع الصهيوني نفسه على المدى الطويل، وتفككا داخليا واجتماعيا قد لا يكون قابلا للإصلاح، حسب المقال.
أجمع محللون سياسيون على خطط إسرائيل لتهجير سكان الضفة الغربية بعد ضمها المحتمل -كليا أو جزئيا- وتصفية القضية الفلسطينية للمضي قدما لتحقيق رؤية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإقامة “إسرائيل الكبرى”.
ويرى الكاتب والمحلل السياسي محمد القيق أن نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية- يمتلك فرصة ذهبية داخليا وخارجيا لضم الضفة لأسباب عدة مثل الهرب من فشله في غزة، وتجنب انهيار ائتلافه الحاكم، والضوء الأخضر الأميركي.
كما اعتاد نتنياهو تحويل كل مأزق إلى إنجاز شخصي وتاريخي -مثلما تحدث القيق لبرنامج “مسار الأحداث”- حيث يروج أن ضم الضفة يأتي ردا على الإعلانات الأوروبية المرتقبة بشأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية وضعف السلطة الفلسطينية.
وكان موقع أكسيوس الأميركي نقل عن مصادر أن الوزيرين الإسرائيليين جدعون ساعر ورون ديرمر أبلغا نظراءهما في عدة دول أوروبية أن إسرائيل ستضم أجزاء من الضفة إذا تم الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وإضافة إلى ذلك، تبرز عقلية إسرائيل التوسعية في المنطقة، إذ تدرك -وفق القيق- أنها “لا يمكن لها أن تتمدد في الإقليم طالما بقيت القضية الفلسطينية”، لذلك “تخطط لتهجير أهل الضفة”.
واقع ميداني
أما بالنسبة لمسألة الضم، فلم تكتمل الصورة بعد لدى الإسرائيليين بين من يريد ضم كل المناطق الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية ومن يريد ضم كافة المستوطنات ومناطق “ج”، حسب رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الخليل بلال الشوبكي.
وتعد مناطق “ج” أكبر مناطق الضفة الغربية، وتشكلت وفق التقسيم الذي أفرزته اتفاقية أوسلو الثانية عام 1995، وتمثل 61% من مجموع أراضي الضفة، وتسيطر السلطات الإسرائيلية على الإدارة المدنية والأمنية فيها.
وتترجم إسرائيل خطط ضم الضفة الغربية واقعا على الأرض، حيث تقلص دور السلطة وتقيد العمران في مناطق تخضع للولاية الإدارية للفلسطينيين، وهو ما اعتبره الشوبكي “إعداما لفكرة الدولة الفلسطينية على حدود 1967”.
إعلان
لكن يسود انقسام في الأوساط السياسية الإسرائيلية بشأن مستقبل السلطة، إذ يريد البعض الإبقاء عليها بشكلها الحالي كأعلى سقف ممكن من أجل إعفاء تل أبيب من مهمة إدارة حياة الفلسطينيين.
ويرى آخرون بأن بقاء السلطة بالشكل الحالي مزعج -حسب الشوبكي- ويجب تفكيكها على شكل مناطق جغرافية غير متصلة ولا يوجد لديها رؤية سياسية، وتحويلها إلى بلديات تدير شؤون الفلسطينيين.
مخاوف جدية
وعمليا، لن يكون ضم الضفة صعبا بعد السكوت عما جرى في غزة، لكن العملية ستعقد حياة الفلسطينيين، إذ لا يمكن التنقل بين المناطق بعد تحويلها إلى جزر، مثلما قال الباحث الأول بمركز الجزيرة للدراسات لقاء مكي.
ورجح مكي انهيار السلطة وعدم قدرة الفلسطينيين على التعايش مع الواقع الجديد، لذلك تهدف إسرائيل إلى إيجاد “إدارة عميلة تابعة لها أمنيا وإداريا” ، كما لم يستبعد أن يؤدي الضم إلى تهجير سكان الضفة الغربية، التي تنظر إليها تل أبيب أنها “قضية دينية، وليست أمنية مثل غزة”.
وأعرب عن قناعته بأن الولايات المتحدة لن تمانع ضم مناطق “ج” ردا على الاعترافات الأوروبية، وسط خشية من خطط وخطوات إسرائيلية انتقامية بشأن شمالي الضفة (طولكرم، جنين، طوباس، قلقيلية، ونابلس) تدفع سكان هذه المناطق إلى التهجير.
وفي هذا الإطار، كشفت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان عن مصادرة إسرائيل مئات الدونمات من أراضي الضفة الغربية التابعة للفلسطينيين بمحافظتي نابلس وقلقيلية، مشيرة إلى أن الاحتلال يهدف إلى شرعنة أوضاع بؤرة استيطانية مقامة في المنطقة.
فجّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب قنبلة مدوية بحديثه عن تراجع مكانة إسرائيل داخل الولايات المتحدة، وإقراره بأن انتقادها لم يعد من المحرمات. وهو ما يراه محللون انقلابا في السياسة الأميركية، وإن لم يؤثر في موقف واشنطن من الحرب على غزة.
فبعد أيام من الغياب الإعلامي، خرج ترامب بحديث مع موقع “ديلي كولر” قال فيه إن الحرب على غزة ألحقت أضرارا بصورة إسرائيل داخل بلاده، وإن نفوذها تضاءل داخل الكونغرس والدوائر السياسية.
ولم يقف الرئيس الأميركي عند هذا الحد، لكنه قال أيضا إن زمن عدم انتقاد إسرائيل في الولايات المتحدة حفاظا على المستقبل السياسي قد انتهى بسبب مواصلة الحرب في غزة.
وجاءت تصريحات ترامب بعد استطلاع أجرته جامعة هارفارد ومؤسسة هاريس، أظهر أن 60% من الشباب الأميركي بين 18 و24 عاما يدعمون حركة حماس ضد إسرائيل في هذه الحرب.
وتدعم هذه النتائج استطلاعا آخر تقول مراسلة الجزيرة في واشنطن وجد وقفي إن مؤسسة “بيو” أجرته في آذار/آذار الماضي، وكشف أن الشارع الأميركي لم يعد راضيا عن إسرائيل التي خسرت 11 نقطة من نفوذها داخل أميركا.
اجتماع بالبيت الأبيض بين نتنياهو (يسار) وترامب في شباط/شباط 2025 (الجزيرة)
إعلان تاريخي
وبعيدا عن موقف ترامب من الحرب، فإن تصريح الأخير “يمثل إقرارا تاريخيا غير مسبوق بتراجع النفوذ الإسرائيلي داخل الكونغرس” فضلا عن أنه “فضح كافة الأعضاء السابقين وأقر بأنهم كانوا تحت سطوة إسرائيل” كما قالت مراسلة الجزيرة خلال برنامج “ما وراء الخبر”.
ولا يمكن التعامل مع كلام ترامب على أنه مجرد تصريحات شخصية -برأي مراسلة الجزيرة- لأنه يتلقى إحاطات استخبارية يومية مما يعني أن حديثه مبني على معلومات.
كما أن كلام ترامب يعتبر تأكيدا لما كان الأميركيون يتداولونه على مواقع التواصل بشأن تدني مكانة إسرائيل التي لم يكن يجرؤ عضو بالكونغرس على انتقادها كما يحدث الآن.
إعلان
والأهم -بحسب وقفي- هو تغير الموقف الشبابي الأميركي من إسرائيل لأن هؤلاء سيصبحون الساسة الذين سيحددون في المستقبل توجهات الولايات المتحدة بل وسيقودونها.
بيد أن هذه التصريحات -التي تؤكد حقيقة أن إسرائيل لم تعد تلك البقرة المقدسة التي يحرم المساس بها داخل أميركا- لا تعني تغيرا في سياسة واشنطن تجاه إسرائيل، وربما تحمل دعوة لتسريع حسم الحرب على قطاع غزة عسكريا، برأي محللين.
فترامب، من وجهة نظر أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت عبد الله الشايجي، يعيش وضعا صعبا داخل حزبه وداخل حركة “ماغا” التي أوصلته للبيت الأبيض مرتين “وهذا ما دفعه للقيام بهذ الانقلاب وربما إعادة الحسابات”.
ووصفت “ماغا” ما تقوم به إسرائيل في قطاع غزة بأنه “إبادة جماعية” وهو الوصف نفسه الذي أكدته النائبة الجمهورية مارغوري تيلر التي كان ترامب يفكر في ترشيحها نائبة له خلال الانتخابات.
ولم يكن حديث تيلر شخصيا، لأن العضو الجمهوري ستيفن بانون أكد أن ما قالته هذه النائبة “يلقى صدى داخل الحزب الجمهوريوحركة ماغا” وهو ما يعني -برأي الشايجي- أن إسرائيل لم تعد كما كانت داخل الولايات المتحدة.
رسالة إلى إسرائيل
لذلك، يعتقد الشايجي أن ترامب “يحاول إيصال رسالة إلى بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية– بأنه يواجه أزمة داخل حزبه، فضلا عن الهجوم المتزايد من التقدميين ومن نواب جمهوريين”.
ومع أن كبير الباحثين بالمجلس الأميركي للسياسة الخارجية جيمس روبنز يعترف بتراجع شعبية إسرائيل داخل الحزب الجمهوري، فإنه يشدد على أن ترامب “لا يزال الأكثر تشددا لصالح إسرائيل ودعما لها”.
ورغم أن ترامب كان يتكلم كرئيس ولا يمكن التعامل مع تصريحاته كرأي شخصي، لكن الأمر -برأي روبنز- لا يعدو كونه مصارحة سياسية “لا تغيرا في السياسة الخارجية للبلاد”.
وإلى جانب ذلك، فإن ترامب يريد من هذا الكلام إنهاء الحرب بغض النظر عن الطريقة التي ستنتهي بها، وهو على الأرجح لا يحاول دفع إسرائيل للقبول بصفقة وإنما يحاول دفعها لتحقيق نصر عسكري حاسم وسريع، كما يقول روبنز.
ففي الوقت الذي يتحدث فيه البعض عن صفقة جزئية أو عن الاعتراف بدولة فلسطينية غير موجودة “يبدو ترامب منشغلا بمستقبل غزة ما بعد الحرب وتطويرها وجعلها مكانا خلابا” وفق المتحدث.
وقلل الباحث بالمجلس الأميركي للسياسة الخارجية من أهمية حركة “إيباك” الداعمة لإسرائيل داخل الولايات المتحدة، وقال إن هناك مبالغة في نفوذها السياسي وقدرتها على التأثير لأنها جماعة من بين جماعات كثيرة.
ولكن حديث روبنز المنتمي للحزب الجمهوري -من وجهة نظر الشايجي- ليس إلا محاولة لتخفيف وطأة ما قاله الرئيس، وتجاهلا لموقف حركة “ماغا” من إسرائيل التي تفقد الرأي العام بسبب جرائمها في غزة.
وحتى حديث روبنز عن اهتمام ترامب بمستقبل غزة، رد عليه الشايجي بقوله إن الرئيس الأميركي “متقلب ولا يملك خطة واضحة، ويقول ما يلقنه له المحيطون به، ويخرج كل فترة بتصور جديد، وهو أمر ينطبق على موقفه من الحرب التي يطالب بوقفها ثم يواصل تزويد إسرائيل بالسلاح”.
إعلان
وبناء على هذه التناقضات والمواقف الدولية المتغيرة تجاه إسرائيل التي تراجعت صورتها بشكل غير مسبوق، يعتقد الشايجي أن ترامب قد يعيد حساباته بطريقة تدفعه لإنهاء هذه المقتلة التي تحدث في غزة بدعم منه.