وطني لو شغلت بالخلد عنه

وطني لو شغلت بالخلد عنه

يسألني كثير من الناس عن مآلات الأمور في الوطن العربي، وإلى أين نحن ذاهبون؟ وماذا تفعل دولة كالأردن حيال أطماع إسرائيل في فلسطين وسورية والأردن نفسه؟ وإلى أي حد سوف ينجح الإسرائيليون وغُلاتهم في تحقيق أحلام بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الذي يبدو تحت زهوة القوة العسكرية طامعاً في تحقيق حلم “إسرائيل الكبرى”. ويتساءل كثيرون من العرب عن حال الأوضاع في الدول العربية حيث يبدو الماء راكداً على السطح. ولكنه ربما يكون أقرب إلى ما قاله الشاعر سُدَيف بن ميمون: لا يغرنك ما ترى من رجال.. إن تحت الضلوع داء دوياً. وقد أدى هذا البيت إلى مقتل سليمان بن هشام بن عبد الملك من قبل أول الخلفاء العباسيين أبي العباس عبد الله بن العباس بن عبد المطلب.

وبالمقابل، هناك من ينادي في الوطن العربي بأن يهبوا للمقاومة قائلاً لوُلِاة الأمر في الوطن العربي ما قاله الشاعر عمران بن حطان الشيباني الوائلي، أحد أهم شعراء الخوارج، في بيته الشهير: أسد عليَّ وفي الحروب نعامةٌ.. ربداء تجفل من صفير الصافر.
أو أن يستَفِز الناسَ والحكامَ للقتال متمثلاً بقول شاعر الخوارج قطري بن الفجاءة الذي قال: فصبراً في مجال الموت صبراً.. فما نيل الخلود بمستطاع، ولا ثوب البقاء بثوب عز.. فيطوى عن أخي الخنع اليراع. ومن الناس من يدعو إلى الذكاء والحكمة والصبر، فقدرة العدو أن يفعل بنا ما يشاء لم تأت بين يوم وليلة، فهي أخضعتنا منذ مرض الإمبراطورية العثمانية حتى الآن (أي في آخر قرن على الأقل) لكثير من المؤامرات والانقلابات والاستعمار والاستيلاء على الثروات وتقسيم الوطن العربي إلى دويلات، وخلق إسرائيل وتغيير الأنظمة بالانقلاب لامتصاص حماس الشعوب، وبحرب عام 1967 وبالفتن الداخلية واختلاف النظم السياسية والحروب والربيع العربي وغيرها… حتى أوصلتنا إلى حالة الوهن والتراجع الذي نعيش فيه وتمثله قصيدة أحمد شوقي التي ألقاها يوم تذكر المناضل المصري مصطفى كامل بعد 17 عاماً من وفاته. ويقول شوقي: إلام الخُلْف بينكم إلاما.. وهذي الضجة الكبرى علاما؟ وفيم يكيد بعضكم لبعض.. وتبدون العداوة والخصاما.

فهل دودُنا في عودنا؟ وهل نسهل على أعدائنا مهمتهم في تجزئتنا وتهديد وجودنا وثقافتنا وحضارتنا ومستقبلنا؟ وعلى الجانب الآخر، نرى الناس بين من يقول لك إن إسرائيل قد هيأت نفسها ليوم عظيم تحاربنا فيه وتحقق احتلالها لنا وطردها أناسنا من أوطانهم حتى تصبح الأوطان ملكاً لها. ويقول إن استعمال الحكمة والذكاء والرؤية غير كاف في زمن يحتلون فيه كل يوم أراضي جديدة لنا. فهاهم قد احتلوا أجزاء من ريف دمشق ومن جنوب سورية على امتداد الحدود مع الأردن، ويقايضون على اعتراف النظام السوري الجديد باحتلالهم هضبة الجولان. وهم مستقرون في جنوب لبنان ويتوسعون في التنكيل بأهل غزة ودفعهم من شمال القطاع إلى جنوبه، وماضون في مصادرة آلاف الدونمات في الضفة الغربية. فما الذي ننتظره بعد ذلك؟ إنهم يحققون مكاسب على الأرض ويستثمرون الفرصة السانحة لهم. فهل نمنحهم هذه الفرصة ونحن ندرك نياتهم وعمق الشرور التي يظهرونها ويضمرونها لنا؟ 

ولكن فلنتوقف للحظة، لماذا تقوم دولة عملاقة كالولايات المتحدة ورئيسها ووزير خارجيتها بالإصرار على عدم منح الوفد الفلسطيني والرئيس محمود عباس تأشيرات دخول إلى الولايات المتحدة من أجل حضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة؟ وما هو الهدف من وراء ذلك؟ واضح أن الهدف في أساسه هو بإيعاز من إسرائيل. ولا أستبعد دوراً لجاريد كوشنر ورئيس وزراء المملكة المتحدة الأسبق توني بلير في هذا المنع لتصغير قدرة الجانب الفلسطيني على المناورة لزيادة عدد الدول التي ستعترف بدولة فلسطين هذا الشهر. وإذا كان العرب الحاضرون عندهم الاستعداد، فإنهم قادرون على أداء هذا الدور دعماً لفلسطين وتأمين عدد محترم من الأصوات الأوروبية واللاتينية والأفريقية المعترفة بفلسطين دولةً مستقلةً على كامل الأرض المحتلة عام 1967.

كذلك، فإن قيام أي دولة باتخاذ إجراءات قد توصف بأنها ذات طبيعة عسكرية أو قتالية أو دفاعية، فالأميركان والإسرائيليون يرصدونها ويسجلونها. وعلى سبيل المثال، فقد تلقيت طلبات من عدة جهات لمقابلات حول مشروع “خدمة العلم” الذي طرحه الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، قبل أكثر من أسبوعين. وكذلك، فإنهم يتساءلون عن سبب زيارة وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي إلى روسيا، وإلغاء التأشيرات بين البلدين والدخول في استثمارات كبيرة مشتركة خاصة في مجال السياحة وغيرها. وهذا طبعاً لن يحول دون إصرار الأردن على السير في الأمرين بغض النظر عن مواقف الريبة التي تبديها إسرائيل والولايات المتحدة.

ومن قال إن إسرائيل قادرة على أن تضع جنوداً على أراض عربية تحتلها في لبنان وسورية بالإضافة إلى الضفة الغربية وقطاع غزة. وقد قام كثير من المعلقين الإسرائيليين الصهاينة بالكتابة عن أضغاث الأحلام التي تراود نتنياهو بإسرائيل الكبرى قائلين إن هذا يتعارض ويتنافى مع الأيديولوجية الصهيونية. وقال أحدهم إن حلم الصهيونية كان خلق دولة لليهود تكون غالبية أهلها من اليهود لتكون لهم ملاذاً ومأوى من الشرور التي عانوا منها في أوروبا، وبخاصة إبان الحرب العالمية الثانية. وفي مقابلة مع “سي أن أن” على برنامج كريستيان أمان بور، قال نمرود نوفاك: “إن إسرائيل ستشهد تغيرات تسونامية خاصة إذا اعترفت دول كثيرة بدولة فلسطين، وعلى إسرائيل أن تقبل حل الدولتين، وتعيد أراضي للفلسطينيين لكي يبنوا دولتهم، وعلى تقليل عدد السكان من غير اليهود في إسرائيل لتبقى غالبية المواطنين فيها منهم”.

لا نستطيع، نحن العرب المحللين، أن نركز على ما يقوله بنيامين نتنياهو الذي أرى أنه لا يمكن أن يبقى متزعماً في الصدارة داخل إسرائيل وننسى ما يقوله علماؤهم ومؤرخوهم، وما نشهده من تغيرات في المزاج العالمي ضد إسرائيل، وسقوط الأوثان التي كرسوا مئات الملايين من الدولارات لتثبتها في عقول الناس مثل: “إن انتقاد إسرائيل هو انتقاد لليهود، وإن كل ما يقال عن سلوك بعض اليهود في العالم من نقد سلبي هو نوع من اللاسامية”. هذه الأوثان البالية ليست إلا ما قاله فرانسيس بيكون في رسالته الشهيرة بعنوان Idols of the Minds أو أوثان العقل، وهي كلمات يكتفى بقولها لكي تدمغ إنساناً بنعوت سلبية أو تجعل منه أيقونة تستحق الاحترام وهو لا يساوي شروى نقير.

وادعاء نتنياهو أن إسرائيل هي الضحية وأنها تدافع عن نفسها ما عاد مصدقاً من أحد إلا مَنْ عميت بصيرته عن رؤية الحقائق وإدراكها. والصور التي تبث عن غزة، التي تكرر تدميرها، تذكر بالأحياء اليهودية التي دمرها النازيون. ويستطيع سموتريتش وبن غفير والمتشددون من وزراء إسرائيل ومن أحبائهم الذين يحرفون الكلام عن موضعه أن يتباهوا، وأن يعيثوا في باحات الأقصى وميادين القدس فساداً كما يشاؤون، ولكن قصر الزمان أو امتد قليلاً، فقد بدأت الحلقات تضيق حول رقابهم، ولا بد لهم إن كان لديهم ذكاء أن يستدركوا أمرهم قبل فوات الأوان.

وعلى العرب ألا يقوموا بأعمال تعطي المتطرفين من يهود إسرائيل والعالم الطاقة ليحدثوا فساداً أكبر، بل لا بد أن يتعاونوا مع العقلاء والمعتدلين من اليهود الذين يريدون أن يعيشوا في أمن وأمان مع جيرانهم. هؤلاء يجب أن يجدوا من يؤازرهم في الوطن العربي لا حُباً بهم بالضرورة، ولكن لأن فكرهم كما عكسه نمرود نوفاك، مستشار شمعون بيريز، يتفق مع هدفي حل الدولتين، والعيش بسلام وإنهاء حالة الحروب وإعطاء المنطقة الفرصة لكي تحل أزماتها ومشاكلها الحالية التي تتبلور يوماً بعد يوم، مثل نقص المياه والأمن الغذائي وبطالة الشباب وتحسين الانتاج وإبقاء كلف الإنتاج في متناول يد الجميع.

لا يمكن للوضع الراهن غير المستقر أن يبقى على حاله، وليس المطلوب من العرب الحرب، ولكن رفع مستوى أدائهم في الدفاع عن أوطانهم كي لا تحتل، وعليهم أن يتبنوا مواقف من أصدقائنا في العالم، وعليهم أن يصروا على بناء أوطانهم وتحسين مستوى التعليم ورفع الوعي بأهمية التربية الوطنية حتى لا نعتدي على كل ما هو مال عام، وأن نحافظ على أوطاننا نظيفة، وأن نستثمر مواردها على أفضل شكل ممكن. هذه هي القوة الخفية المطلوبة للمقاومة.

لماذا يحرص الاحتلال على إزالة صور الشهداء في نابلس؟

لماذا يحرص الاحتلال على إزالة صور الشهداء في نابلس؟

نابلس- زائر البلدة القديمة في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، لا يرى فقط الحجارة العتيقة والطراز العثماني العريق، بل تستوقفه صور الشهداء التي تملأ الجدران، والجداريات التي توثق أسماء العشرات ممن ارتقوا داخل البلدة دفاعا عن حجارتها.

فالحجارة هنا تروي حكاية انتفاضتين، وعشرات العمليات العسكرية، وليس انتهاء بشهداء “عرين الأسود” مجموعات المقاومة المسلحة التي نشطت بين عامي 2022 و2023 في أزقة البلدة القديمة.

والدة الشهيد ابراهيم النابلسي تستعرض قبعته التي كان يرتديها بمواجهته الأخيرة وتشمها وتجلس بين صوره ومقتنياته
والدة الشهيد إبراهيم النابلسي تؤكد أن الاحتلال يخاف من صور الشهداء (الجزيرة)

أكثر من مجرد صورة

في المخيال الجمعي الفلسطيني، لا تقف صور الشهداء عند حدود الذكرى العائلية أو التوثيق الشخصي، بل تتحول إلى أيقونات للمقاومة والذاكرة، فكل صورة معلّقة على جدار هي شهادة حيّة على استمرارية الكفاح، ورسالة بأن الغائب حاضر بروحه وقضيته.

تقول هدى جرار، والدة الشهيد إبراهيم النابلسي، أحد أبرز رموز مجموعة “عرين الأسود” للجزيرة نت “عندما أمشي في البلدة القديمة أو في أي مكان وأرى صورة إبراهيم، أقول الحمد لله، إبراهيم ما زال معنا، وشهداؤنا جميعهم أحياء” وتضيف “أنا ما دفنت إبراهيم، بل زرعته في الأرض مثل الزيتونة، وهذا الزرع أثمر، وسنحصد منه النصر إن شاء الله”.

وبالنسبة لأهالي نابلس وسكان البلدة القديمة، لا تمثل هذه الصور مجرد ملامح لأبناء رحلوا، بل وعدا بالوفاء لدمائهم وتجسيدا لمعاني التضحية والكرامة، ولهذا تتحول الصور إلى ميدان مواجهة مفتوحة مع الاحتلال، الذي يدرك معنى بقائها.

تؤكد جرار “الاحتلال يخاف من صور الشهداء لأنه يعرف أن الشهداء فكرة، والفكرة لا تموت، الفكرة تُزرع في الأرض وتنمو، ومنها سيأتي جيل التحرير والنصر إن شاء الله”.

لقطات من البلدة القديمة بشكل عام
البلدة القديمة في مدينة نابلس تتميز بحجارتها العتيقة وطرازها العثماني العريق (الجزيرة)

في كل اقتحام للبلدة القديمة، لا يكتفي جنود الاحتلال بدهم البيوت أو استهداف الأحياء، بل يوجّهون بنادقهم نحو صور الشهداء المعلّقة على الجدران، يطلقون الرصاص على الوجوه المرسومة بالدهان، ويمزّقون الملصقات، وفي زوايا الأزقة، ما زالت آثار الرصاص محفورة على صور الشهداء، شاهدة على هذا الاستهداف الممنهج للذاكرة.

إعلان

هناك عند باب الساحة، وبالقرب من برج الساعة الذي يتوسط المكان، حيث اعتاد الشهيد إبراهيم النابلسي الجلوس والتُقطت له صور عديدة، كانت معلّقة صورة كبيرة له، لكن في أحد الاقتحامات الأخيرة أزالها جنود الاحتلال، كما مزّقوا عشرات الصور الأخرى المنتشرة في أزقة البلدة القديمة.

تعلق جرار على ذلك بالقول “عندما يزيل الاحتلال صور الشهداء، فهذا دليل على أن شهداءنا أحياء وأثرهم باق، وما زالوا يرعبون العدو. هم يأتون بالجنود والطائرات المسيّرة فقط ليمسحوا صور شهداء، وهذا وحده يؤكد أن أطياف الشهداء ما زالت تقاتل وتخيفهم”.

محاولة طمس الهوية

يشرح الأكاديمي والباحث في الذاكرة والهوية الفلسطينية عقل صلاح أن إسرائيل تعمل بشكل ممنهج لمحاربة كل ما يرمز للشهداء، سواء الصور أو النصب التذكارية، كونها جزءا من “حرب مسعورة” ضد الثقافة الوطنية الفلسطينية وكل ما يمت للأصل والذاكرة، بهدف محوها.

ويشير صلاح إلى أن هذه السياسة لم تبدأ بعد السابع من تشرين الأول، بل سبقتها بسنوات طويلة، فقد سبق أن استهدفت جداريات وصورا مماثلة في مدن وقرى عديدة، منها الجدارية المرسومة على جدار مدرسة البنات في قرية برقة شمال نابلس، التي كان الجيش يطلق النار عليها في كل اقتحام، حتى بقيت محفّرة بالرصاص.

“وهذا دليل على أن معركتهم ضد الرموز الوطنية ليست إلا انتقامًا من الشهداء، ومحاولة لطمس الذاكرة الفلسطينية” يقول صلاح، ويضيف أن إسرائيل تبرر هذه الأفعال بالقول إن هؤلاء “أيديهم ملطخة بالدماء” -على حد وصفها- وبالتالي تسعى لمحاربتهم أحياء وأمواتا.

ويعقب قائلا إن “محاربة الصور والنصب لا تقتصر على الشارع، بل تمتد إلى السينما والفنون، وحتى منع بعض الأفلام التي تتناول الشهداء، الهدف النهائي هو طمس الهوية الفلسطينية وإحلال هوية استعمارية جديدة مكانها”.

والدة الشهيد ابراهيم النابلسي تستعرض قبعته التي كان يرتديها بمواجهته الأخيرة وتشمها وتجلس بين صوره ومقتنياته
والدة الشهيد إبراهيم النابلسي تستعرض قبعته التي كان يرتديها في مواجهته الأخيرة وتشتمّها (الجزيرة)

مصدر إلهام وتحفيز

يرى صلاح أن صور الشهداء والنصب التذكارية تحمل معاني أساسية تجعلها مصدر خطر دائم على الاحتلال “فهي تضفي شرعية على المقاومة، وتخلّد الأفكار النضالية، وتحوّل الشهداء إلى نماذج يُحتذى بها، مما يمنح الفعل المقاوم شرعية مستمرة”.

ويضيف أن هذه الصور تخلق تضامنًا وتعبئة شعبية، إذ تذكّر الناس بالمهام المقدسة التي استشهد الشهداء من أجلها: التحرير والخلاص من الاحتلال، “وهذا التضامن الشعبي هو ما تخشاه إسرائيل” كما يقول.

ويؤكد أن صور الشهداء “تمثل مصدر إلهام للتنظيمات والحركات السياسية، إذ تحرّض الناس على المقاومة وتشكل أداة قوية في فترات الانتفاضات وأوقات التصعيد، بما يعزز الاستقلالية الوطنية ويحرض على الفعل الجهادي”.

صور الشهداء على جدران البلدة القديمة ونصب تذكارية قام بتمزيقها جنود الاحتلال خلال اقتحاماته الأخيرة أو تخريبها وكسرها ومنها مرسوم عليه نجمة داوود
تخريب وتشويه صور الشهداء يظهر مدى تأثر الجيش الإسرائيلي بوجودها (الجزيرة)

ويلفت كذلك إلى أن تخليد الشهداء عبر الصور يسهل عملية التواصل الفكري بين الأجيال، ويجعل من الرموز نقطة التقاء موحدة ومقدسة للشعب الفلسطيني، معتبرا أن “صورة واحدة لشهيد قد تختصر تاريخ الثورة وحركاتها”.

ويختم صلاح بقوله إن “رؤية صورة شهيد تثير مشاعر الوفاء والاحترام، وتدفع الشباب إلى الاقتداء بهم والسير على خطاهم، هذا الجانب العاطفي هو ما تخشاه إسرائيل، لأنه يولد جيلا جديدا يتطلع للشهادة والمقاومة”.

إعلان

لهذا، يرى الباحث أن إسرائيل تحارب كل الرموز الوطنية، سواء الصور، أو الأعلام، أو الأسماء، وحتى الزيتون والحجر، في محاولة لإحلال ثقافة استعمارية بديلة، على أنقاض الثقافة الوطنية الفلسطينية.

حضور ملحوظ لموضوع الدولة الفلسطينية في واشنطن عشية اجتماعات الأمم المتحدة

حضور ملحوظ لموضوع الدولة الفلسطينية في واشنطن عشية اجتماعات الأمم المتحدة

انتعش الحديث أخيراً في واشنطن عن “حل الدولتين”، إذ فرض التلويح الأوروبي المكرر، وبالتحديد الفرنسي والبريطاني وآخره البلجيكي باحتمال الاعتراف بدولة فلسطينية خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الحالي، الموضوع على التداول، قبل أن يأتي إلغاء الإدارة الأميركية تأشيرات دخول الوفد الفلسطيني إلى نيويورك – بطلب إسرائيلي على ما بدا – بهدف التشويش على هذه المحاولة وإحباطها، ليعزز الاعتقاد بأن التلويح جدّي وبالتالي فإن الاعتراف غير مستبعد كلياً. 

أما الرئيس دونالد ترامب فقد ترك موقفه ملتبسا، وقال في وقت سابق إن اعتزام فرنسا الاعتراف بدولة فلسطينية “لا وزن له”، لكن هذا توصيف وليس موقفا. كما أن الرئيس لم يحذر من مثل هذا التوجه، ناهيك عن التنديد به. في العادة كانت الإدارات المتعاقبة تنهى عن ذلك من باب أن مسألة الاعتراف متروكة للتوافق عبر التفاوض بين الفلسطينيين والاسرائيليين. ترامب تركها ملتبسة.

على أي حال، الموضوع مطروح منذ بدايات الحرب. فقد سبق وتردد أن الرئيس الأميركي السابق جو بايدن كان ينوي الاعتراف بدولة فلسطينية “خلال 2024 قبل انتهاء ولايته”، لكنه في الواقع لم يتجاوز المناورة والتلميح الملتبس في هذا الخصوص، إذ لم يكن بمقدوره ولا برغبته المضي في هذا السبيل، لكن إشارته انطوت على قناعة ضمنية بأن استمرار الحال في غزة والضفة من المحال. وقد جرى التعبير عن ذلك من خلال تشديد العارفين على أن استمرار الحرب “بدون أفق سياسي” محكوم بالانسداد والمراوحة وبعدم القدرة على منع وقوع انفجارات مشابهة في المستقبل. 

وكان ريتشارد هاس، الخبير في الشؤون الخارجية ومدير التخطيط السياسي في وزارة الخارجية في زمن الرئيس بوش الأب، من أبرز الذين شددوا على هذه الحاجة. وقد عاد اليوم إلى الموضوع وسط الحديث عن التوجه الاوروبي بشأن الاعتراف، ليشدد في مقالته في مجلة فورين آفيريز على أهمية العودة الآن إلى حل الدولتين، داعيا إسرائيل إلى العمل به باعتباره “الخيار الأفضل لضمان أمنها”، مع تحذيرها من خطر التحول إلى دولة “منبوذة” دولياً ومحكومة “بالعودة إلى الحروب بلا نهاية”. 

لكن في الوقت ذاته وبالرغم من تأكيده على أهمية حل الدولتين، يرفض هاس الموقف الأوروبي الساعي في هذا الاتجاه، بزعم أن مبادرة الأوروبيين قد تفسر باعتبارها “مكافأة لحركة حماس”. في حقيقة الأمر أن واشنطن لا تتقبل أقل من احتكار الملف الإسرائيلي – الفلسطيني، حتى أن مبادرات الحليف مرفوضة ولو كانت تلتقي مع الخيار الأميركي. هاس ينقض ضمنا المذهب الأمني الإسرائيلي القائم على القوة العسكرية وحدها، ومثله رئيس هيئة الأركان السابق الجنرال مارك ميلي الذي سبق وحذر إسرائيل من التعويل على الإفراط في استخدام القوة “لأنه يستولد تجذير العنف” وليس الرضوخ. ومع أن هذه القراءات تنطوي على تعب من انفلات إسرائيل العسكري، لكن عندما يأتي الأمر للاعتراف بدولة فلسطينية، يحضر الاعتراض الأميركي على أساس أن في ذلك تجاوزا للخط الأحمر.

مع ذلك، يدعو هاس الرئيس ترامب إلى توظيف رأسماله الفريد لدى إسرائيل، وبالتحديد مع نتنياهو، لحمله على قبول هذا الحل “الجيد لإسرائيل”، قبل أن تفوت الفرصة التي تقف على حافة التلاشي. الرهان على أن يشده طموحه إلى الفوز بجائزة نوبل للسلام، كما أن هناك حسابات انتخابية قد تساهم في دفعه نحو هذا الخيار، حيث إن الرأي العام تأثر بحرب غزة ورافض لسياسته ازاءها، وكشف آخر استطلاع لجامعة ماريلاند أن 28% من الأميركيين متعاطفون مع الشعب الفلسطيني فيما 22% مع إسرائيل.

إضافة إلى هذه الحوافز السابقة، يحتاج ترامب إلى إنجاز خارجي، إذ إن قمة “منظمة شنغهاي للتعاون” التي انتهت بعرض عسكري صيني استوقف الجهات الأميركية المعنية، حيث شملت المشاركة فيها عشر دول، بينها الصين والهند وروسيا، وبما بدا كرسالة واضحة لواشنطن مفادها أن ملامح نظام دولي منافس للغرب بدأت تتشكل بقيادة الصين التي “تطرح نفسها منافساً اقتصادياً وعسكرياً” على الساحة الدولية. ويزيد خشية الأميركيين أن هذه النقلة تحصل في ظل غياب ملحوظ للحضور الأميركي على هذه الساحة وفي إعقاب فشل الإدارة في معالجة نزاعات دولية كانت قد وعدت بحلها خلال فترة وجيزة. فلا حلول ولا محاولات بهذا الاتجاه في الوقت الراهن. فهل يكون تحدي الدولتين البديل القادر على تعويض خسائر الإدارة؟

بين الغرب والجنوب.. لماذا يختار الغزيون البقاء على حدود الخطر؟

بين الغرب والجنوب.. لماذا يختار الغزيون البقاء على حدود الخطر؟

غزة- في جنح الليل المظلم يفزع الغزيون على صوت قضم المدينة والتهام إسرائيل لها شيئا فشيئا، وعندما يحل النهار تلاحقهم أخبار المكائد التي تحاك ضدهم وتفاصيل الجداول الزمنية والخرائط الجديدة لاجتياح الفتات الأخير، حيث يُحشر أكثر من مليون إنسان في أقل من 20% من المساحة الأصلية لمدينة غزة وشمالها.

وبينما يترنَّح الغزيون بين ليل يُقضَم فيه المكان، ونهار يتبخَّر فيه الأمل، تآذار إسرائيل مخطط الاقتلاع على مرأى العالم ومسمعه تنفيذا لمخططها لسحق غزة واحتلالها وطرد مَن فيها، في حين يجد الغزيون أنفسهم مجبرين على الهرب من أجل البقاء.

فلم يكن النزوح لأهالي غزة محل اختيار أو قرار، إنه أمر واجب يندفعون فيه تحت وطأة المسؤولية لحفظ أرواحهم وحياة صغارهم والنجاة بهم، يندفعون مذعورين، بينما يُصبُّ فوق رؤوسهم الحميم.

نزوح تحت النار

عند مفترق الصاروخ في شارع الجلاء أقرب نقطة يمكن الوصول إليها رصدت الجزيرة نت نزوح مئات المواطنين من منطقة جباليا النزلة وحي الصفطاوي وبركة الشيخ رضوان شمال غزة، يهرولون هربا من الضرب العشوائي للمدافع تحت زخات رصاص طائرات الكواد كابتر المُسيّرة التي تسيطر بالنار على تلك المناطق وتجبر قاطنيها على النزوح.

من بعيد اتضحت ملامح سيدة حامل تحمل فوق كتفها كيسا من الدقيق تهرول بخفة تدفعها فيها “حلاوة الروح” كما تقول، وتُعلِّق للجزيرة نت “يستكثرون علينا خيمة مهترئة وحياة ذليلة فيلاحقوننا هناك، خيمةٌ فوق ركام بيتنا بجوار مكب النفايات، كنا قد رضينا بها”.

وتضيف السيدة مستدلة بالمثل الشعبي “رضينا بالهم والهم لم يرض بنا”، ولا تلتفت إلينا السيدة وهي تطوي الطريق، تلمع عيناها كجمرتين وهي تسأل “هل يوجد امرأة في العالم تكون على مشارف الولادة، تركض بكيس طحين يا عالم؟!”.

سيدة حامل تحمل على كتفها كيس من الدقيق، وهو كل ما استطاعت حمله خلال نزوحها القسري من منطقة أبو سكندر في حي الشيخ رضوان، شمال مدينة غزة المصدر: الجزيرة نت
سيدة حامل تحمل على كتفها كيس طحين وهي تنزح قسرا من شمال مدينة غزة (الجزيرة)

يبدو المشهد كيوم القيامة، رجال يدفعون عربات فيها متاع قليل، ونساء يختزلن بيوتا كاملة في حقائب على ظهورهن، وأطفالٌ يركضون بزجاجات ماء وبأكياس فيها ملابسهم أو بعض أخشاب سيستخدمونها آنفا لإذكاء النار، الكل يبحث عن شبر آمن لا تصل له يد إسرائيل.

إعلان

وعلى الرصيف تجلس أم محمد البطش لالتقاط أنفاسها بعد ركض مسافة طويلة من منطقة أبو إسكندر في الشمال الشرقي للمدينة، وتقول للجزيرة نت “خرجت بعباءتي، لم أستطع حمل شيء، متى سنتوقف عن هذا الشتات المستمر؟”.

سألت الجزيرة نت عددا من الفارِّين من حمم الموت عن الوجهة التي يسيرون إليها، فأجابوا “غربا باتجاه البحر!”، ثم تستدرك بسؤال آخر “لكن الاحتلال أمركم بالتوجه جنوبا” يشيح رجل مسنٌّ يجرّ وزنا أثقل منه بطرف لحظه ويقول “بدناش (لا نريد) نروح إلى الجنوب!”.

نازحون ينصبون خيامهم في مناطق غرب غزة بدلًا من جنوبها؛ بسبب التكلفة المادية العالية وقلة مافي اليد، ورفضهم ترك مدينة غزة المصدر: الجزيرة نت
نازحون ينصبون خيامهم في مناطق غرب غزة ويرفضون النزوح جنوب القطاع رغم الخطر المحدق (الجزيرة)

هي إرادة رفض واضحة وثَّقتها الجزيرة نت التي توجّهت إلى منطقة غرب غزة، حيث وجهةُ معظم النازحين الذين ينصبون خيامهم في مناطق الكرامة والسودانية وحيي الرمال والنصر، والميناء والشاطئ وامتداد البحر قبل الوصول إلى مفترق النابلسي على مشارف الحد الفاصل بين غزة ووسط القطاع.

“لماذا لا تخرجون جنوبا؟” سألنا رجلا ينصب خيمته في مكان ضيّق بمنطقة ميناء غزة، أجاب بتهكم “هل تظنين أننا نملك في جيوبنا أجرة الطريق لنصل هناك، نحتاج كي نصل ونستأجر أرضا لنصب الخيمة عليها أكثر من 2000 دولار” ضحك بسخرية ثم تابع “لا يوجد في جيبي 50 دولارا حتى!”.

[bni_tweet url=”https://twitter.com/ajmubasher/status/1962870629939695956?ref_src=twsrc%5Etfw”]

وهم الأمان

ليس النزوح مجانيا، بل بكلفة تفوق قدرة معظم العائلات التي فقدت كل شيء، أما من استطاع الوصول فلم ينعم بالأمان الذي تروج له إسرائيل، حيث يتعامل الاحتلال مع قطاع غزة بأنه قطعةٌ واحدةٌ تتلقّى الموت على حد سواء دون تفريق.

ففي مدينة خان يونس جنوبا، حيث أمر الاحتلال الأهالي بالخروج إلى المناطق الآمنة التي روّج لها، وصلت عائلة محمد أبو جراد النازحة من جباليا النزلة شمال القطاع، لم يكد يمرّ يومان على نصب خيمتهم في ميناء المدينة، حتى استهدفتها غارة إسرائيلية لتستشهد العائلة، الأب والأم وطفلاهما.

التقت الجزيرة نت والدة محمد أبو جراد، التي قالت بحسرة “كنا نظن الجنوب مكانا آمنا، نزحنا للهرب من الموت فوجدناه يتربص بنا هناك”، وتابعت “هذه كذبة كبيرة اسمها مناطق آمنة لا أمان ولا نجاة فيها”.

أم محمد أبو جراد، والدة الشهيد محمد الذي ارتقى مع عائلته في خانيونس بعد نزوحه بأيام من شمال غزة المصدر: الجزيرة نت
والدة الشهيد محمد أبو جراد الذي ارتقى مع عائلته في خان يونس بعد نزوحه من شمال غزة (الجزيرة)

هي دروس يتلقاها الغزيّ تباعا، وكُلفَة تعلُّمها يكون بالدم، وخلاصتها أن الأمان في غزة ليس إلا وهما قاتلا -كما يقولون- ويبررون رفضهم النزوح جنوبا، فليست الكلفة المادية وانعدام الأمان ما يحول دون اندفاع الغزي إلى جنوب القطاع فحسب، فخلال وجودنا في طريق البحر حيث الطريق الذي يسلكه النازحون إلى جنوبه كانت عربة تنزح عكسيا إلى غزة.

أوقفت الجزيرة نت صاحبها حسام أحمد، الذي قال والعرق يتصبب من وجهه “اتبعت المناطق الزرقاء في الخرائط التي روّج لها الاحتلال بأنها متاحة وآمنة، هي إمّا متكدسة بالخيام، أو بمحاذاة المواقع العسكرية الإسرائيلية أو أنها أراض جبلية لا تصلح لنصب الخيام عليها، ومنها مكب نفايات وبرك للصرف الصحي!”، صمت مستنكرا ثم ختم حديثه “هذا ذل ما بعده ذل، لذا عدت هنا لنموت في ديارنا أكرم!”.

نازحون ينصبون خيامهم في مناطق غرب غزة بدلًا من جنوبها؛ بسبب التكلفة المادية العالية وقلة مافي اليد، ورفضهم ترك مدينة غزة المصدر: الجزيرة نت
النازحون يعانون أوضاعا كارثية ببقائهم ونزوحهم بسبب قصف الاحتلال (الجزيرة)

البحر ملاذهم

يولّي الغزيون وجوههم قِبل الغرب، يتمسكون بالبحر كأنه آخر بقعة ممكنة والحد المتاح الذي لم يغلقه الاحتلال بعد، غير أنهم يدركون أن عبور الخط الفاصل بين شمال وجنوب القطاع قد يكون هذه المرة خروجا أخيرا بلا عودة.

إعلان

وبينما يتشبثون بظل البحر كآخر فضاء مفتوح لهم، تتكشف أمامهم حقيقة أن النزوح لم يعد مجرّد انتقال مؤقت من مكان إلى آخر، بل هو صراع يومي مع البقاء، وامتحان لإرادة الحياة أمام آلة تقتلعهم من كل زاوية، إنهم لا يغادرون بيوتهم فقط، بل يُقتلعون من الوجود ذاته وجغرافيا الذاكرة.

شهداء في غارات متواصلة على مناطق عدة في قطاع غزة

شهداء في غارات متواصلة على مناطق عدة في قطاع غزة

يستهدف الاحتلال الإسرائيلي مناطق عدة من قطاع غزة منذ فجر اليوم الخميس، مخلفا شهداء وجرحى، موازاة مع تصدي فصائل المقاومة الفلسطينية للجيش الإسرائيلي، حيث نشرت مشاهد لاستهداف آليات في جباليا ضمن عمليات “عصا موسى”.

وأفادت مصادر فلسطينية باستشهاد وإصابة العشرات معظمهم من الأطفال في سلسلة غارات إسرائيلية متلاحقة على منازل وخيام النازحين في أحياء الصبرة والشيخ رضوان والنصر وتل الهوا بمدينة غزة.

وقال مراسل الجزيرة نقلا عن مصادر طبية إن فلسطينيين استشهدا وأصيب آخرون بجروح متفاوتة في غارة إسرائيلية على منزل بحي الصبرة جنوبي مدينة غزة.

وأفاد الدفاع المدني بوجود عدد من المفقودين بين ركام المنزل الذي قصفته طائرات جيش الاحتلال الإسرائيلي على رؤوس ساكنيه دون سابق إنذار.

واستشهد فلسطيني وأصيب آخرون بجروح متفاوتة، بينهم أطفال، في قصف إسرائيلي استهدف خياما تؤوي نازحين في حي النصر غربي مدينة غزة.

ونقلت سيارات الإسعاف جثمان الشهيد والجرحى إلى مجمع الشفاء الطبي في المدينة.

كما قال مصدر بمستشفى شهداء الأقصى إن 6 فلسطينيين استشهدوا وأصيب آخرون جراء قصف إسرائيلي استهدف مجموعة من الفلسطينيين في منطقة الحكر بدير البلح وفي مخيم المغازي وسط القطاع.

مواجهة الاحتلال

من جانبه، أفاد المركز الفلسطيني للإعلام بأن قوات الاحتلال فجرت “روبوتا” مفخخا بين المنازل شرق حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة.

وأضاف المركز أن آليات الاحتلال تطلق النار باتجاه منازل المواطنين في محيط حي الجلاء شمال غرب مدينة غزة.

في سياق آخر، نشرت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- مشاهد لاستهداف آليات إسرائيلية في جباليا شمال قطاع غزة، وذلك ضمن سلسلة عمليات “عصا موسى”.

وأظهرت المشاهد 3 من مقاتلي القسام وهم يخرجون من أحد البيوت المدمرة لاستهداف دبابة ميركافا وناقلة جند في شارع الغباري.

إعلان

وكانت المقاومة أعلنت إطلاق عمليات “عصا موسى“، وقالت إنها جاءت ردا على “عربات جدعون 2″ التي أطلقتها إسرائيل لاحتلال مدينة غزة.

وبدعم أميركي، ترتكب إسرائيل منذ 7 تشرين الأول/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلّفت 63 ألفا و746 شهيدا على الأقل، و161 ألفا و245 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وأكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أودت بحياة 367 فلسطينيا بينهم 131 طفلا.