ركزت صحف عالمية على ضرورة وقف الحروب حول العالم وخصوصا في قطاع غزة الذي يشهد تدميرا أحاديا للمدنيين، بسبب الحرب التي تجاوزت حدود المنطق عسكريا وإنسانيا.
فقد كتب بول بيلاز مقالا في مجلة “ناشيونال إنترست”، حث فيه على ضرورة وقف إطلاق النار في جميع الحروب حول العالم، مشيرا إلى الوضع المروع في قطاع غزة الذي يشهد تدميرا أحادي الجانب للسكان.
واعتبر أن الحل الجوهري للصراع “يتمثل في منح الفلسطينيين حق تقرير المصير بما يشمل غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية”.
كما طالبت افتتاحية صحيفة “هآرتس” بإنهاء الحرب في غزة فورا “لأنها تجاوزت كل حدود المنطق من المنظورين العسكري والإنساني”، مضيفة أنه “يجب وقف الدمار وإعادة الرهائن (الأسرى)، وقبول خطة اليوم التالي”.
وشددت الصحيفة على أن الحديث عن هزيمة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والسيطرة الأمنية “فقد كل جدواه لأنه يتناقض مع الواقع على الأرض”.
في الوقت نفسه، نصحت صحيفة جيروزاليم بوست في افتتاحيتها، بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية- بالإصغاء لتحذير الرئيس الأميركي دونالد ترامب وإنهاء الحرب قبل فوات الأوان.
تطهير عرقي
وقالت الصحيفة إن هذا الأمر “أصبح أولوية ملحة لتجنب عزلة إسرائيل“، مشيرة إلى خطورة تراجع دعم الرأي العام الأميركي لإسرائيل نتيجة استمرار الحرب، واحتمالية فقدان دعم النخبة السياسية الأميركية تهديدا حقيقيا.
وفي “الغارديان”، قال سيمون جينكينز، إن تسريب حضور رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، لاجتماع في واشنطن حول خطة ترامب لما يسمى بـ”ريفيرا غزة” أثارت قلقا كبيرا.
ووصف الكاتب الخطة بأنها “آثمة، ولا يمكن لأي دولة عربية أو غربية دعمها، لأنها تتضمن تطهيرا جماعيا لسكان غزة التاريخيين وسرقتها لصالح قوة أجنبية”.
وحذر جينيكيز من أن واشنطن “ستخلف خرابا إذا نفذت المشروع ثم انسحبت منه كما حدث في سايغون وبغداد وكابل“.
تقويض حل الدولتين
وفي شأن متصل، كشف تقرير في مجلة “الإيكونوميست” عن مخطط يقوده المستوطنون لتقويض حل الدولتين، من خلال إعادة بناء مستوطنات أُخليت سابقا، وخطط تهجير في غزة والضفة.
إعلان
وأوضح التقرير أن إعادة افتتاح مستوطنة حومش بعد 20 عاما يعد رمزا لتصاعد نفوذهم، بينما تحولت حرب غزة إلى “فرصة” استيطانية بعد تدمير أكثر من 70% من مباني القطاع وحصر سكانه في جيوب لا تتجاوز ربع مساحته.
وأشار إلى أن إسرائيل “باتت تنفذ في الضفة أسلوبا مشابها لما هو في غزة عبر عمليات عسكرية في جنين وطولكرم“.
وأخيرا، ذكرت “نيويورك تايمز” أن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش دعا إلى استيلاء إسرائيل على معظم أراضي الضفة ردا على تزايد التحركات الدولية للاعتراف بدولة فلسطينية.
وأشارت إلى مخاوف معارضي حكومة نتنياهو من أن الضم سيُفاقم عزلة إسرائيل وسط الإدانات الدولية المتصاعدة لحرب غزة، في حين تؤكد منظمات حقوقية أن نظام السيطرة الإسرائيلية في الضفة يرقى إلى الفصل العنصري.
غزة- بعد أن كان نابضا بالحياة، ومزدحما بالمارة وضجيج الباعة، بدا حي الشيخ رضوان (شمال مدينة غزة) مدينة أشباح: شوارعه خاوية وصوته خافت، ولا يبدد سكونه إلا دوي القذائف وأزيز الطائرات المسيّرة.
ومنذ نحو أسبوع، أخذت اعتداءات جيش الاحتلال الإسرائيلي على الحي تتصاعد بوتيرة متسارعة: قصف عشوائي يطال المنازل والأزقة، ومدرعات محشوة بأطنان من المتفجرات تم توجيهها عن بُعد لتسوية مربعات سكنية كاملة بالأرض، ومن جانبها راحت الطائرات المسيّرة الصغيرة تستهدف السكان مباشرة لبث الرعب في نفوسهم ودفعهم إلى النزوح.
وفجر أمس الأربعاء، امتد الهجوم ليطال عيادة الشيخ رضوان الرسمية ومحيطها، حيث أُلقيت القنابل الحارقة لتلتهم النيران سيارات إسعاف كانت متوقفة في المكان، إضافة إلى عشرات الخيام التي احتمى بها نازحون.
منى جِلّو نزحت من منزلها في حي الشيخ رضوان وتخشى أن تُجبر مجددا على النزوح إلى الجنوب (الجزيرة)
منطقة أشباح
وفي قلب الحي، بدا شارع الجلاء -أحد أهم شوارع مدينة غزة وأكثرها حيوية- صامتا على غير عادته: السيارات تجنبت المرور به خشية رصدها واستهدافها من الطائرات المسيّرة فتحولها إلى منطقة أشباح. وهو يُعد من أكثر أحياء غزة اكتظاظا بالسكان، فضلا عن كونه ملجأ استقبل آلاف النازحين من مناطق شمال القطاع المحاذية له.
ومع اشتداد الخطر، أخذت عائلات بأكملها قرار الرحيل، فشوهدت موجات نزوح جديدة تضاف إلى ما شهده الحي من قبل. ومن بينها أسرة منى جِلّو التي كانت تقيم في غرفة استصلحتها من منزلها المدمر بعد أن عادت من رحلة نزوح طويلة وسط قطاع غزة.
وفي الأيام الأخيرة، انقلبت حياة آل جلّو من جديد، فمع كل ليل يهبط يبدأ الرعب: قصف متواصل من المدافع، أزيز الطائرات، طلقات نارية عشوائية من المسيّرات. وأصوات الانفجارات والرصاص لا تنقطع، والأكثر رعبا كان المدرعات الصغيرة التي تتحرك بلا سائق، مملوءة بأطنان المتفجرات، تدفعها إسرائيل إلى قلب الأحياء ثم تفجرها عن بُعد.
إعلان
وما أن تنفجر هذه المدرعات حتى تهتز الأرض، فتختفي العشرات من المنازل، ويتشقق الإسفلت، وتتناثر الحجارة، وتتهدم الجدران في محيط واسع. ومن على بعد كيلومترات، يمكن الإحساس بارتجاج الأرض تحت الأقدام.
وفي الليلة الأخيرة قبل النزوح الجديد، جلست منى وأسرتها في الغرفة المهدّمة ينتظرون الصباح، وكلهم يظنون أنهم لن يبقوا أحياء حتى يروا ضوء النهار. ومع أول خيط للفجر، لم يجدوا سبيلا سوى الهرب فخرجوا بلا متاع أو طعام أو أي شيء.
خلود أبو فارة نزحت من الحي هربا من العدوان الإسرائيلي ولا تزال تبحث عن ابنها المفقود (الجزيرة)
كابوس لا ينتهي
في خيمة صغيرة نُصبت على عجل، وضعت خلود أبو فارة بعض الأثاث الذي استطاعت إخراجه من بيتها قبل يومين. ولم يكن المنزل بعيدا عن القصف، وكانت الانفجارات في البداية تسمع من جهة “جباليا النزلة” المحاذية، لكنها اقتربت شيئا فشيئا من حي الشيخ رضوان.
ودخلت المسيّرات الأزقة كضيوف غير مرحب بهم، تقترب من الشبابيك وتوجه تهديدات وشتائم بذيئة عبر مكبرات صوت، ثم تطلق النار بشكل عشوائي.
ولم تهدأ القذائف طوال النهار والليل الذي كان أشبه بكابوس لا ينتهي. فالقصف يتواصل بلا توقف، والانفجارات تهز الأرض، وأصوات المدرعات المفخخة تعلن عن دمار قادم. وعندما تنفجر، تتمايل الجدران يمينا ويسارا وتتساقط الأبواب والشبابيك وتكاد الأسقف تنهار.
التصعيد الإسرائيلي يجبر عائلات على النزوح القسري من الحي (الجزيرة)
خلود رحلت بأسرتها المكونة من 5 أفراد، لكنها تركت خلفها جرحا مفتوحا، ابنها الشاب الذي فُقد منذ أسبوعين، لا خبر عنه، ولا أثر يدل عليه.
وفي بيت آخر، كانت أسرة عالقة بين عالمين، فالزوجة دينا محمد عاشت مع زوجها في الأردن، وعادت إلى غزة لزيارة أهلها قبل الحرب، لكنها لم تتمكن من المغادرة منذ عامين وبقيت عالقة وتقيم في بيت العائلة بالشيخ رضوان الذي شهد ولادتها.
ومنذ أن بدأ العدوان على الحي، حاولت الأسرة الصمود، لكن على مدار أسبوع كامل لم يتوقف شيء: روبوتات مفخخة تنفجر وتقتلع بيوتا بأكملها، وقناصة يترصدون، ومسيّرات تقصف وتبث الشتائم، وقذائف دبابات تدك المنازل. ومع كل انفجار، كانت الأبواب تتهاوى والنوافذ تتكسر والجدران تتشقق.
جيش الاحتلال يستخدم روبوتات مفخخة تدمر المنازل والأحياء السكنية بالكامل (الجزيرة)
نزوح قسري
وفي الخارج جثث في الشوارع، وبعض الجيران الذين استشهدوا لم يجدوا من يدفنهم بكرامة، فقد مزقت الكلاب أجسادهم.
وأعدت دينا حقيبة صغيرة للطوارئ ووضعت فيها ما استطاعت. وعندما طلع الصباح، حملتها وخرجت مع أسرتها، لكنها أدركت لاحقا أن جواز سفر ابنها الصغير (أردني الجنسية) لم يكن في الحقيبة.
والآن، حتى لو فُتحت المعابر، فلن تتمكن دينا من مغادرة غزة، دون الجواز الذي ما زال في بيتها ولا تدري إن كان قد دُمّر أم لا.
وعلى أطراف الحي، كان عبد دلول وزوجته إكرام، مع 10 أطفال، يقيمون بعد أن فقدوا منزلهم الأول في حي الزيتون، فانتقلوا ليستضيفهم قريب بالشيخ رضوان، لكن النار لحقت بهم مجددا.
الزوجان عبد وإكرام نزحا من الحي ويعانيان أوضاعا قاسية بسبب الفقر (الجزيرة)
ومع كل ليلة، يقترب القصف أكثر والأطفال يزداد خوفهم، وأصوات الانفجارات تعلو والأرض تهتز والجدران تتصدع، وعيونهم لا تهدأ من الذعر، ولم يعد البقاء ممكنا.
إعلان
ويقول الأب “لا نملك المال كي ننزح جنوبا، فلا دخل لنا، فأنا مقاول بناء، ومنذ بداية الحرب توقفت أعمالي كلها”. وتتدخل زوجته وتقول “القذائف تنهال على المنازل، والقصف عشوائي لا يستثني أحدا، حتى العائلة التي استضافتنا كانت تفكر بالرحيل، لكنها شعرت بالحرج من طرد النازحين الذين احتموا عندها”.
ورحلت الأسرة تحت القصف، ولم يجدوا مأوى سوى خيمة عند قريب في منطقة غرب غزة، بانتظار أن تُنصب لهم خيمة أخرى.
شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي -فجر وصباح اليوم الخميس- حملة اعتقالات ومداهمات واسعة في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية المحتلة، طالت اعتقال فلسطينيين، إضافة إلى تخريب ممتلكات ومصادرة أخرى.
ففي سلفيت، شمال غرب الضفة الغربية، اعتقلت قوات الاحتلال 5 مواطنين، بينهم مسؤولون محليون في حركة فتح، بعد مداهمة منازلهم، كما اعتقلت مواطنَين آخرين، واستولت على مبلغ مالي يقدر بـ 4200 دولار، ومصوغات ذهبية من منزل أحد المواطنين.
وفي نابلس، شمال الضفة الغربية، شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة طالت 6 مواطنين من المدينة ومخيمي بلاطة والعين، كما اقتحمت بلدة بيتا جنوب المدينة ودهمت أحد المنازل.
وشهدت بلدة بيت دجن شرق نابلس انتشارا عسكريا ونصب حاجز للتدقيق في هويات المواطنين وتفتيش المركبات.
وفي الخليل، جنوب الضفة، فقد اعتقل الاحتلال 5 مواطنين بعد مداهمة منازل في بلدتي الشيوخ وسعير، وتفتيشها وتخريب محتوياتها.
وفي بيت لحم، اعتقلت قوة خاصة مواطنا فلسطينيا عقب اقتحام منطقة واد الجمل في المدينة، كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدات ومناطق عدة، بينها هندازة وبريضعة وبيت تعمر شرقا، والخضر جنوبا، دون تسجيل اعتقالات.
وبحسب معطيات فلسطينية، فقد قتل جيش الاحتلال والمستوطنون منذ بدء الحرب على غزة، بما في ذلك في شرقي القدس، ما لا يقل عن 1017 فلسطينيا في الضفة الغربية، وأصابوا نحو 7 آلاف آخرين، واعتقلوا أكثر من 18 ألفا و500.
حذر اللواء احتياط في الجيش الإسرائيلي إسحاق بريك من أن خطة إعادة احتلال غزة قد تفضي إلى “نتائج كارثية” على إسرائيل، مشيرا إلى أن الجيش يفتقر إلى القدرات البرية والوسائل القتالية اللازمة لحسم المعركة ضد حركة حماس.
وقال بريك، في تصريحات لصحيفة معاريف الإسرائيلية اليوم الخميس، إن خطة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، بشأن إعادة احتلال مدينة غزة والتي فرضها على الجيش، رغم معارضة رئيس الأركان إيال زامير، تمثل “فخ موت” للجنود والأسرى الإسرائيليين.
وأضاف أنه عندما يدخل الجيش الإسرائيلي مدينة غزة، ستنتقل جميع مراكز سيطرة حماس إلى مناطق أخرى خارج المدينة، بحيث ينتقل مركز القوة إلى أماكن أخرى، ولن يؤثر وجود الجيش في أجزاء من مدينة غزة على استمرار عمليات حماس.
وأكد بريك أن حماس لم تُهزم رغم تصريحات القيادة العسكرية، مضيفا أن الحركة لا تزال تعتمد على شبكة أنفاق واسعة تمتد لمئات الكيلومترات، لم يتم تدمير سوى جزء يسير منها.
وانتقد بريك السياسات التي انتهجها نتنياهو خلال السنوات الماضية، متهما إياه بأنه المسؤول عن تحويل أموال قطرية إلى حماس استفادت منها في بناء مئات الكيلومترات من الأنفاق، على حد وصفه. كما اتهمه بالمسؤولية عن تقليص حجم القوات البرية إلى ثلث ما كانت عليه قبل عقدين، الأمر الذي أضعف قدرات الجيش على البقاء في المناطق التي يدخلها واضطره إلى الاكتفاء بغارات متكررة.
وأشار اللواء الاحتياط إلى أن الجيش لم ينشئ قوات متخصصة للتعامل مع الأنفاق، ولم يطوّر تقنيات كافية لتدميرها، معتبرا أن البيانات الرسمية حول تدمير البنية التحتية لحماس “مضللة”.
إعلان
وقال إن استمرار القتال داخل مدينة غزة سيؤدي إلى خسائر كبيرة في صفوف المدنيين الفلسطينيين والجنود الإسرائيليين على حد سواء، وسيؤدي إلى انفجار لم تشهده إسرائيل من قبل، وقد يدفع حتى آخر حلفاء إسرائيل إلى وقف دعمها.
وأضاف بريك أن إعادة احتلال غزة “لن تؤدي إلى هزيمة حماس، بل ستترك إسرائيل بلا إنجاز عسكري، ومعزولة دوليا، ومثقلة بخسائر بشرية واقتصادية واجتماعية فادحة”.
وأعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير أمس أن الجيش بدأ المرحلة الثانية من عملية “عربات جدعون” في غزة لتحقيق ما أسماها أهداف الحرب.
في المقابل نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن ممثل الجيش الإسرائيلي أمس خلال الجلسة المغلقة للجنة الخارجية والأمن أن مدينة غزة تحمل مكانة رمزية، مشيرا إلى أنه ليس من المؤكد أن احتلال المدينة سيؤدي إلى إضعاف حركة حماس.
وتصاعدت الخلافات داخل إسرائيل في الآونة الأخيرة بعد أن أعلنت حركة حماس موافقتها هي والفصائل الفلسطينية على المقترح الذي قدمه الوسيطان (قطر ومصر)، لكن إسرائيل قابلت هذه الخطوة بالتجاهل، ثم بإعلانها رفض “الصفقات الجزئية”، على حد وصفها.
وأعقبت إسرائيل تلك الخطوة بالإعلان عن موافقتها على خطة عسكرية لاحتلال مدينة غزة تشمل استدعاء 60 ألف جندي احتياط، في وقت تتزايد فيه المخاوف من تفاقم الأزمة الإنسانية التي يعانيها أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع المحاصر.
لاقى مقطع فيديو نشرته كتائب القسام (الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس) تفاعلا واسعا بعدما استخدمت فيه كود “كيو آر” (QR CODE) متضمنا تحذيرا جديدا لإسرائيل من أن قرارها توسيع نطاق عملياتها في مدينة غزة سيكلفها قتلى بين جنودها وأسراها.
وهذا المقطع الذي بثته القسام عبر حسابها على تليغرام تحت عنوان “تحذير عاجل” جاء بالعربية والعبرية، واحتوى صور 45 أسيرا إسرائيليا دون الإشارة لمصيرهم، إضافة إلى مشاهد لأحد الأسرى يضع يديه على وجهه تعبيرا عن تحسره.
وقالت كتائب القسام في رسالتها المصورة “ستدفعون ثمن قرار توسيع نطاق عملياتكم الإجرامية في مدينة غزة مقتل جنودكم وأسراكم”.
رمز “كيو آر” في ساحة الحرب
ورأى مدونون أن هذا الأسلوب يمثل “تطورا نوعيا في الحرب الإعلامية والنفسية” حيث استخدمت المقاومة ذات الأداة التي يعتمدها الجيش الإسرائيلي عادة في نشر تعليمات النزوح لسكان قطاع غزة، لتوجه من خلالها رسالة معاكسة للإسرائيليين.
ولفت مدونون آخرون إلى أن القسام وضعت بداية الفيديو رمزا تقنيا من نوع “كيو آر” وعند مسحه يحول مباشرة إلى موقع الجيش الإسرائيلي الذي يحتوي على قائمة وصور للجنود القتلى بالحرب في تطور تكنولوجي لافت بعد ما يقارب عامين من بدايتها.
رسائل متبادلة
وأوضح مغردون أن ما اعتاد عليه الفلسطينيون من تحذيرات الاحتلال عبر “كيو آر” لإخلاء منازلهم، قابله “القسام” هذه المرة بتحذير للإسرائيليين بأن توسيع العمليات العسكرية سيعني استقبال المزيد من “التوابيت”.
إعلان
في حين اعتبر آخرون أن إدخال هذه التقنية “رسالة ذكية جدا” من “القسام” تختصر مضمونها في أن أي توسع للعملية العسكرية سيقابله ارتفاع أعداد قتلى الجنود الإسرائيليين وربما الأسرى أيضا.
وكتب أحد النشطاء “القسام تستخدم رمز “كيو آر” لصور الجنود القتلى.. هذا تطور في السلاح والتكنولوجيا”.
وعلق آخر قائلا “الإعلام العسكري في غزة أشد من وابل الرصاص عليهم”.
تحذير مزدوج
وبحسب المدونين، فإن الرسالة حملت بعدا مزدوجا: من جهة تحذير المقاومة لإسرائيل من كلفة التوسع العسكري، ومن جهة أخرى تأكيد أن مصير الأسرى مرتبط بشكل مباشر بمصير جنود الجيش في الميدان.
وأشاد المدونون بدور كتائب القسام في تطوير الحرب الإعلامية والنفسية بأقل الإمكانيات، بعد أكثر من 22 شهرا من القتال والحصار الإسرائيلي المطبق على قطاع غزة.
ويأتي هذا التحذير بعد توعد القسام، في 29 آب/آب الماضي، إسرائيل بدفع ثمن خطة احتلال مدينة غزة “من دماء جنودها” مؤكدة أن الأسرى الإسرائيليين سيكونون ضمن مناطق القتال مع عناصرها في ظروف المخاطرة والمعيشة نفسها.
وتقدر إسرائيل وجود 48 أسيرا محتجزا لدى المقاومة في غزة، منهم 20 أحياء، في وقت يقبع في سجونها أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، وقتل العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.