الجامعة العربية تحذر من خطر إسرائيل على المنطقة وتدعو لوقف مذبحة غزة

الجامعة العربية تحذر من خطر إسرائيل على المنطقة وتدعو لوقف مذبحة غزة

حذّرت جامعة الدول العربية، اليوم الخميس، من “خطر إسرائيل المحدق” بالمنطقة، وطالبت بوقف “المذبحة” في غزة، وذلك خلال اجتماع على مستوى وزراء الخارجية في القاهرة.

وقال الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط إن اللقاء الوزاري ينعقد في ظرف عربي وإقليمي ودولي دقيق، في ظل حرب إبادة تشنها قوات الاحتلال بغزة تستهدف ما هو أبعد من القتل والانتقام.

وأشار أبو الغيط إلى أن الحرب الإسرائيلية تسعى لتقويض القضية الفلسطينية برمتها وتصفيتها، عبر القضاء على مشروع الدولة الفلسطينية وتشريد الشعب وتهجيره قسرا والاستيلاء على الأرض بالضم غير الشرعي.

وشدد على أن وقف المذبحة التي يسعى الاحتلال إلى توسيع نطاقها هو العنوان العريض للتحرك العربي.

من جهته، قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، خلال الاجتماع، إن العالم يواجه نظاما إسرائيليا “لا حد لوحشية حروبه” التدميرية على غزة وعلى الضفة الغربية المحتلة وعلى استقرار سوريا ولبنان ومستقبلهما.

وأضاف أن إسرائيل تجعل غزة أرضا غير قابلة للحياة تنفيذا لمخطط استعماري تهجيري، وتحاصر الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة وقيادته، لتدمير تمثيله الشرعي، وتمهيدا لمخططات تهجيرية أيضا.

ونبّه الصفدي إلى أن مواجهة هذا الخطر المحدق تتطلب عملا عربيا جماعيا، داعيا إلى وضع إستراتيجية عربية شاملة، سياسية، واقتصادية، وقانونية، ودفاعية، توظف كل الأدوات المتاحة، لحماية مستقبل العرب ومصالحهم، وحق المنطقة في العيش بسلام عادل ودائم.

وأشار إلى أن وقف “العدوان الهمجي” على غزة، وإنهاء المجاعة التي صنعتها إسرائيل في القطاع تحت أنظار العالم أجمع يبقى أولوية عربية.

أمن سوريا

وفي الشأن السوري، قال الصفدي إن الوزراء العرب يدعمون جهود دمشق لإعادة البناء على أسس تضمن أمنها واستقرارها وسيادتها وسلامة كل مواطنيها وتحفظ حقوقهم، محذرا من تبعات الاعتداءات والتدخلات الإسرائيلية في سوريا وشؤونها.

إعلان

وعبّر عن وقوف الوزراء العرب مع سوريا في مواجهة مخططات التقسيم، وفي ضمان أمن كل أهلها، مواطنين متساوين في الحقوق والواجبات، مؤكدا أن استقرار سوريا ضرورة إستراتيجية عربية ودولية.

جاء ذلك في كلمات لمسؤولين عرب خلال أعمال الدورة العادية الـ164 لمجلس جامعة الدول العربية.

ما الذي يعنيه توسيع نطاق الاعتراف بدولة فلسطينية؟

ما الذي يعنيه توسيع نطاق الاعتراف بدولة فلسطينية؟

قالت قوى أوروبية كبرى إنها قد تعترف بدولة فلسطينية مستقلة في الأسابيع المقبلة. فماذا يعني ذلك بالنسبة للفلسطينيين؟ وما الذي يعنيه بالنسبة لإسرائيل؟

  •  ما الوضع بالنسبة لقيام دولة فلسطينية؟

أعلنت منظمة التحرير الفلسطينية استقلال الدولة الفلسطينية في عام 1988، وسرعان ما اعترفت بها معظم دول الجنوب العالمي. واليوم، تعترف 147 دولة من أصل 193 دولة عضوة في الأمم المتحدة بالدولة الفلسطينية. وكانت المكسيك أحدث دولة تعلن اعترافها بالدولة الفلسطينية وذلك في كانون الثاني/كانون الثاني 2025.

ولطالما قالت الولايات المتحدة، وهي الحليف الرئيسي لإسرائيل، إنها تنوي الاعتراف بدولة فلسطينية في نهاية المطاف، لكنها لن تفعل ذلك إلا في ختام مفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل حول “حل الدولتين” عن طريق الاتفاق.

وحتى الأسابيع القليلة الماضية، كان هذا الموقف أيضا هو نفس موقف القوى الأوروبية الكبرى. لكن إسرائيل والفلسطينيين لم يعقدوا أي مفاوضات بهذا الشأن منذ عام 2014.

يتمتع وفد يمثل دولة فلسطينية رسميا بصفة مراقب دائم ولكن ليس له حق التصويت في الأمم المتحدة. وبغض النظر عن عدد الدول التي تعترف بدولة فلسطينية مستقلة، فإن العضوية الكاملة في الأمم المتحدة تتطلب موافقة مجلس الأمن، حيث تتمتع واشنطن بحق النقض (الفيتو).

وتخضع البعثات الدبلوماسية الفلسطينية في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك البعثة لدى الأمم المتحدة، لسيطرة السلطة الفلسطينية المعترف بها دوليا كممثل للشعب الفلسطيني.

وتآذار السلطة الفلسطينية، بقيادة الرئيس محمود عباس، حكما ذاتيا محدودا في أجزاء من الضفة الغربية المحتلة بموجب اتفاقيات مع إسرائيل. وتصدر السلطة جوازات سفر فلسطينية وتدير أنظمة الصحة والتعليم الفلسطينية.

أما في قطاع غزة، فتسيطر حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على السلطة في القطاع منذ عام 2007، رغم أن السلطة الفلسطينية لا تزال تدفع العديد من رواتب الموظفين في القطاع.

إعلان
  • ما الدول التي وعدت بالاعتراف بدولة فلسطينية ولماذا؟

قالت كل من بريطانيا وفرنسا وكندا وأستراليا وبلجيكا إنها ستعترف بدولة فلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة في وقت لاحق من هذا الشهر، إلا أن لندن أوضحت أنها قد تتراجع عن هذه الخطوة إذا اتخذت إسرائيل خطوات للتخفيف من الأزمة الإنسانية في غزة والتزمت بعملية سلام طويلة الأمد.

وتقول هذه الدول إن التحرك يهدف إلى الضغط على إسرائيل لإنهاء حربها على غزة والحد من بناء مستوطنات يهودية جديدة في الضفة الغربية المحتلة وإعادة الالتزام بعملية سلام مع الفلسطينيين.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي كان أول زعيم لقوة غربية كبرى يؤيد الاعتراف، إن هذه الخطوة ستقترن بالتزام السلطة الفلسطينية بسن إصلاحات من شأنها تحسين طريقة الحكم وقدرات الإدارة لديها وجعلها شريكا أكثر مصداقية لإدارة غزة بعد الحرب.

  • ماذا يعني الاعتراف عمليا؟

يشير أولئك الذين يرون أن الاعتراف هو لفتة رمزية إلى حد كبير، إلى الحضور الضئيل على الأرض، ومحدودية تأثير دول مثل الصين والهند وروسيا والعديد من الدول العربية التي اعترفت باستقلال فلسطين منذ عقود.

ودون مقعد كامل في الأمم المتحدة أو السيطرة على حدودها، لا تملك السلطة الفلسطينية سوى قدرة محدودة على إدارة العلاقات الثنائية. ولا توجد بعثات تتمتع بمكانة السفارات في الأراضي الفلسطينية، ولا تملك الدول حرية إرسال دبلوماسيين إلى هناك.

تقيد إسرائيل سبل التجارة والاستثمار والتبادل التعليمي أو الثقافي. ولا توجد مطارات فلسطينية، ولا يمكن الوصول إلى الضفة الغربية، وهي أرض حبيسة بلا سواحل، إلا من خلال إسرائيل أو عبر الحدود التي تسيطر عليها إسرائيل مع الأردن. وتسيطر إسرائيل الآن على جميع المنافذ المؤدية إلى قطاع غزة.

ومع ذلك فإن الدول التي تعتزم الاعتراف بدولة فلسطينية، بل والسلطة الفلسطينية ذاتها، تقول إن ذلك سيكون أكثر من مجرد لفتة فارغة من الدلالة والتأثير.

وفي حين لم تقدم الدول الغربية التي تفكر في الاعتراف التزامات صريحة بتوفير تمويل إضافي للسلطة الفلسطينية، قال السفير الفلسطيني لدى بريطانيا حسام زملط إن الاعتراف قد يفضي إلى عقد شراكات إستراتيجية.

وقال لوكالة رويترز “سنقف على قدم المساواة”، مضيفا أنهم سيسلكون كل السبل “لوضع حد لهذا الجنون ولأخطاء الماضي”.

وقال القنصل البريطاني العام السابق في القدس فنسنت فين إن الاعتراف باستقلال فلسطين ربما يتطلب أيضا من الدول مراجعة جوانب من علاقاتها مع إسرائيل.

وأضاف أنه في حالة بريطانيا، قد يؤدي ذلك إلى اتخاذ خطوات مثل حظر المنتجات القادمة من المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بالرغم من أن مثل هذه الخطوات يمكن أن يُنظر إليها أيضا على أنها “رمزية بمعنى أن تلك السلع ضئيلة للغاية بالنسبة للاقتصاد الإسرائيلي”.

  • ما شكل رد الفعل الإسرائيلي والأميركي؟

ردت إسرائيل، التي تواجه استنكارا واسعا بسبب عدوانها في الحرب بغزة، بغضب على مبادرات الاعتراف ونظرت إلى ذلك على أنه مكافأة لحركة حماس على هجمات تشرين الأول/تشرين الأول 2023.

إعلان

وبعد عقود، ظلت إسرائيل رسميا تقول خلالها إنها ملتزمة بعملية سلام تفضي إلى استقلال فلسطيني، صارت تحكمها الآن حكومة يمينية هي الأكثر تطرفا في تاريخها وتضم أحزابا تقول إن مهمتها هي جعل حصول الفلسطينيين على دولة أمرا مستحيلا.

ويؤكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن إسرائيل لن تتخلى أبدا عن السيطرة الأمنية المطلقة على غزة أو الضفة الغربية.

وتعارض الولايات المتحدة كذلك بشدة أي خطوة من حلفائها الأوروبيين للاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة. وردت بفرض عقوبات على مسؤولين فلسطينيين، بما في ذلك رفض وإلغاء تأشيرات دخول، مما سيمنع عباس وشخصيات أخرى من السلطة الفلسطينية من المشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

إعلام إسرائيلي: نواجه خطرا دوليا ورفض الخدمة يتفاقم بين جنود الاحتياط

إعلام إسرائيلي: نواجه خطرا دوليا ورفض الخدمة يتفاقم بين جنود الاحتياط

تناول الإعلام الإسرائيلي تراجع مكانة إسرائيل داخل الولايات المتحدة، والخلاف المتزايد بشأن عملية احتلال غزة والتي يرفضها كثير من جنود الاحتياط ويعتبرونها غير قانونية.

فقد أكدت خبيرة الجغرافيا السياسية عنات مروم أن دعم إسرائيل “يتراجع في صفوف الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء”، وأنها “لم تعد تمتلك أغلبية كما كانت وخصوصا لدى جيل الشباب الأميركيين”.

اقرأ أيضا

list of 2 items

  • list 1 of 2فايننشال تايمز: هل نتجه نحو نظام عالمي جديد بقيادة الصين؟
  • list 2 of 2صحف عالمية: حرب غزة تجاوزت حدود المنطق عسكريا وإنسانيا

end of list

ووفقا لمروم، فإن المعطيات “تشير إلى أن إسرائيل تخسر حضورها داخل أقرب الدول تحالفا معها في العالم، الولايات المتحدة، وهو أمر يطلق جرس إنذار قويا لا يجب تجاهله”.

كما قال مقدم البرامج السياسية في قناة 13 شاي غولدن إن لدى إسرائيل أزمة علاقات عامة باعتراف دونالد ترامب نفسه، مضيفا أن هذا لا معنى له سوى أن بنيامين نتنياهو “فشل حتى في القيام بأفضل ما يجيد”.

تزايد رفض الخدمة العسكرية

في الوقت نفسه، انتقد جنود ممن قاتلوا في غزة مواصلة الحرب، وقالوا إن حياتهم وحياة عائلاتهم انهارت تماما، وإن أطفالهم ونساءهم بحاجة لعلاج نفسي في حين أن الحكومة لا تفكر فيهم إلا عندما تطلبهم للقتال.

وقال أحد الجنود -في مؤتمر صحفي- إنه في الـ21 من عمره، وإن أفضل أحلامه أن يتلقى رصاصة بين عينيه، مضيفا “أنا جثة تمشي على الأرض، والجنود ينتحرون كل يوم”.

أما محلل الشؤون العسكرية في قناة “كان” روعي شارون، فقال إن 60 ألف جندي من قوات الاحتياط تلقوا طلبات استدعاء أمس الأربعاء، لكن السؤال هو “كم من هؤلاء سيستجيب لهذه الطلبات؟”، مضيفا “هذا أمر غير معروف حتى الآن ويسبب توترا”.

كما قال محلل الشؤون العسكرية في القناة 13 ألون بن دافيد إن العديد من جنود الاحتياط الذين تلقوا استدعاءات اتصلوا بمكتب الارتباط، وقالوا إنهم لم يتمكنوا من تنفيذ هذه الطلبات لأسباب تخصهم، مؤكدا أن “هذه هي البداية”.

ويأمل الجيش أن يستجيب 70% من الجنود للطلبات، لكن دافيد يعتقد أن النسبة “ستكون أقل من ذلك”، وأن الجيش “لن يفصح عن النسبة الحقيقية للمتسجيبين”.

تكلفة عمليات الهدم بغزة تصل إلى نحو 100 مليون شيكل شهريا (28.5 مليون دولار)، من ميزانية وزارة الأمن الإسرائيلية..( الصور من تصوير المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي والتي عممها للاستعمال الحر لوسائل الإعلام)
الجيش استدعى 60 ألفا من قوات الاحتياط لكن كثيرين أكدوا أنهم لن يتمكنوا من تنفيذ الطلب (المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي)

عملية غير قانونية

وفي السياق، قال محلل الشؤون العسكرية في القناة 13 أور هيلر إن جنود الاحتياط يعرفون أن هذه المهمة محل خلاف بين رئيسي الحكومة والأركان، الذي سمعوه وهو يقول إنها ستدخل إسرائيل في مأزق إستراتيجي، وإنها ستهدد حياة الأسرى وتجعل الجيش مسؤولا عن حياة 2.2 مليون فلسطيني في القطاع.

إعلان

ولفت هيلر إلى أن بعض أبواق بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية– تقول إن الحرب ستنتهي مع عيد “فرحة التوراة” أي بعد 44 يوما، في حين يتحدث قادة الجيش عن احتلال غزة شارعا شارعا وزقاقا زقاقا، قائلا إن هذا “لا يمكن أن ينتهي في هذه الفترة”.

في غضون ذلك، قالت حركة “جنود من أجل المخطوفين” التي تضم جنودا يرفضون العودة للحرب، إنهم لن يقاتلوا مجددا في غزة لأن العملية المقبلة “غير قانونية” وتعرض جنودا وأسرى ومدنيين للخطر.

شهادات حية على مأساة متواصلة للأسيرات بسجون الاحتلال

شهادات حية على مأساة متواصلة للأسيرات بسجون الاحتلال

رام الله- إنه ظلام السجن الحالك يمتزج بظلم السجان واستبداده وغيرهما من أصناف العذاب والمعاناة، كلها تجتمع على الأسيرات الفلسطينيات في مكان واحد تسود فيه سادية المحتل المتلذذ بإيقاع الألم، وتغيب فيها الحقوق وكل القوانين.

في سجون الاحتلال تتعرض الأسيرات لانتهاكات مبرمجة تستبيح كل قيمهن الاجتماعية والدينية، تروي أسيرة محررة للجزيرة نت، كيف تعرضت هي وزميلاتها لموجات يومية من السباب والشتائم المقذعة، وكيف تركن في ساحة السجن مقيدات تدور حولهن مجموعات من الكلاب البوليسية المتوحشة، في انتهاك واضح لإنسانيتهن.

تصف الأسيرة بكاء الأسيرات خلال جولات القمع التي ينفذها زبانية السجن، وتتابع بألم “كانت الأصغر تقدم الأكبر سنا لتنام على البرش (سرير مصنوع غالبا من القماش أو البلاستيك المشدود على إطار خشبي أو معدني)، بينما تنام هي على الأرض في غرف مكتظة. وكنت أبكي حين أوصي الأسيرات الأصغر مني كيف يدخرن قليل الطعام ليأكلنه حين يشعرن بالجوع، يتألم قلبي حين نخبئ قليلا من اللبن لمجموعة من الأسيرات”.

سجن الدامون مثال صارخ على الانتهاكات بحق الأسيرات (الجزيرة)

سجن الدامون مثالا

في مطلع هذا الشهر، أصدر نادي الأسير الفلسطيني إحاطةً قال فيها، إن شهر آب/آب المنصرم كان الشهر الأقسى والأكثر قمعا على الأسيرات منذ بداية العام، وقد شهد جولات من القمع الشديد مع استمرار سياسة التضييق اليومية.

وفي سجن الدامون كمثال على سياسة القمع، لم يسمح لنحو 50 أسيرة بلقاء أي محام، رغم كل المحاولات التي بذلها النادي في سبيل ذلك، ويشير المدير العام لنادي الأسير الفلسطيني أمجد النجار إلى أن الانتهاكات في هذا السجن هي الأسوأ من بين السجون.

وقال إن الأسيرات يتعرضن فيه للاعتداءات الجسدية والنفسية بشكل ممنهج، ضربا وعزلا وتعمدا في الإهانة، عدا عن الحرمان من الزيارة منذ السابع من تشرين الأول/تشرين الأول 2023.

إعلان

ويشدد المسؤول الحقوقي على أن هذه الاعتداءات تمثل جريمة مكتملة الأركان بحق الأسيرات، وهي تأتي في إطار سياسة “الانتقام الجماعي” التي ينتهجها الاحتلال بحق الأسرى والأسيرات.

شهادات من السجن

في رسالتها التي نشرها مكتب إعلام الأسرى نهاية الشهر الماضي تقول الأسيرة سيرين الصعيدي من قرية بيت ليد قضاء طولكرم “يبدأ رئيس القسم جولاته الصاخبة منذ الفجر، يتنقّل بين الغرف بالسباب والصراخ، وتنتهي جولة التفتيش بحلول التاسعة صباحا، بينما تعيش الأسيرات تحت وطأة القمع المتكرر والتفتيش العاري الذي طال إحدى الغرف قبل أيام قليلة”.

وتضيف أن السجن مكتظ بالحشرات والصراصير، في ظل غياب الملابس والأغراض الأساسية التي يفترض أن تتوافر للأسيرات.

أما شهادة الأسيرة شهد حسن والتي نشرها مكتب إعلام الأسرى، جاء فيها “الرطوبة في الغرف قاتلة، الأكل قليل جدا، الملابس شحيحة، والاستحمام لا يتم إلا كل يومين في انتظار أن تجف الملابس الوحيدة التي تمتلكها. نفس الملابس من يوم ما دخلنا السجن”.

وتفيد الشهادات المنشورة عبر مكتب إعلام الأسرى، والموثقة لدى نادي الأسير، أن سياسة العقاب التي تنتهجها إدارة سجن الدامون بحق الأسيرات شرسة على نحوٍ متصاعد منذ بداية الإبادة، إلى الحد الذي تعرضت فيه أم وابنتها للقمع لمجرد سلامهما على بعضهما بعضا خلال فترة “الفورة” (الاستراحة).

وتفيد الشهادات أن إدارة السجن ترفض بشكل قاطع أن تجمع الأم دلال الحلبي بابنتها إسلام شولي في غرفة واحدة.

الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال الإسرائيلي (القدس برس)
مصلحة السجون الإسرائيلية تفرض وجود الكاميرات في بعض غرف السجون (قدس برس)

تحت المراقبة

وإمعانا في انتهاك خصوصيتهن، فقد فرضت إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية وجود الكاميرات في بعض الغرف، خصوصا تلك التي تعتقل فيها الفتيات القاصرات، وهو الأمر الذي لم تتراجع إدارة السجن عنه إلا بعد عدة جولات من المحاكم.

وفي هذا الصدد يقول المحامي حسن عبادي، إنه رصد خلال زياراته سجن الدامون شكاوى الأسيرات من هذا الأمر، حيث أبلغنه أن الكاميرات موجودة في كل مكان بما فيها العيادة الطبية التي يزرنها بشقّ الأنفس، دون أي مراعاة لظروفهن الصحية.

وقال عبادي في حديثه للجزيرة نت، إن الوضع في الدامون هو الأسوأ على الإطلاق، “فالأسيرات يخسرن من أوزانهن عشرات الكيلوغرامات، ويفتقدن أشياء يومية عادية هي أبسط حقوقهن، على سبيل المثال فرشاة الشعر، ويفتقدن وجبة طعام مكتملة وطازجة، ومعزولات تماما عن العالم، لا راديو ولا تلفزيون ولا زيارات ولا أي طريقة تواصل، وحين أذهب لزيارتهن يخبرنني: أستاذ بنحس إننا منسيات”.

ويضيف عبادي أن ضباط السجن يتعمدون استفزاز الأسيرات من خلال وصمهن بألفاظ خادشة للحياء، وخوض حوارات تنتهك قيمهن الأخلاقية، وسب الذات الإلهية أمامهن لاستفزازهن، دون أي احترام لكرامتهن ومعتقداتهن.

تهديد الشهود

منذ بداية الإبادة في قطاع غزة، اتخذت المحاكم الإسرائيلية منحى جديدا في قمع الأسيرات الفلسطينيات يتمثل بوضع شروط عليهن، تجبرهن على عدم استخدام الهاتف أو وسائل التواصل الاجتماعي، وتهددهن في حال تحدثن إلى وسائل الإعلام، وفي هذا وجه قهرٍ إضافي لا يتمثل فقط في عزل الأسيرات، بل وفي التعتيم على ما يحصل داخل السجون وإسكات الشهود تحت سوط التهديد.

إعلان

يوضح نادي الأسير أنّ المؤسسات الحقوقية وثّقت خلال الفترة الماضية انتهاكات غير مسبوقة بحقّ الأسيرات، تبدأ منذ لحظة الاعتقال مرورا بفترة التحقيق، ثم نقلهنّ إلى سجن “هشارون” كمحطة مؤقتة، وصولا إلى احتجازهنّ في “الدامون”.

تُحرم الأسيرات من أطفالهنّ وعائلاتهنّ بفعل سياسة المنع من الزيارة المفروضة منذ بدء الإبادة، الأمر الذي فاقم معاناتهنّ النفسية، في وقت تحتاج فيه العديد منهنّ إلى رعاية صحية خاصة.

فلسطين-رام الله-16 نيسان 2025 - مسيرة ووقفة بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني (المصدر: هيئة شؤون الأسرى)
مسيرة تضامن سابقة مع الأسرى بمدينة رام الله بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني (هيئة شؤون الأسرى)

حظر مؤسسات الأسرى

ويأتي هذا المستوى من القمع بحق الأسيرات في ظل تقييد عمل المؤسسات في الضفة الغربية والتي تناصرهن وتعمل على النضال حقوقيا لتحسين ظروفهن وهو ما تجلى أخيرا في إغلاق مكتب مؤسسة الضمير وحظر كافة المواقع الإلكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي التابعة لها على خلفية إقرار الاحتلال لها بوصفها مؤسسة إرهابية.

وقالت مديرة وحدة التوثيق في نادي الأسير أماني سراحنة  للجزيرة نت، إن ظروف القمع التي تبدأ من لحظة الاعتقال وحتى لحظة الإفراج بحق الأسيرات، تزيد من قلق ذويهن وتخوفاتهم، وتخلف آثارا نفسية عميقة وطويلة الأمد على هؤلاء الأسيرات ما يتطلب جهدا مؤسساتيا ومجتمعيا لاحتواء هذه الآثار والتخفيف من حدتها.

ويبين نادي الأسير في بيانه، أنّ استهداف النساء بذريعة “التحريض” على مواقع التواصل تحوّل إلى أبرز القضايا التي صعّد الاحتلال مآذاراته بشأنها منذ بدء الإبادة، وجرى استهداف مختلف فئات المجتمع الفلسطيني بهذا الادعاء الفضفاض.

ويسعى الاحتلال من ذلك إلى توسيع الاعتقالات وفرض مزيد من الرقابة والسيطرة، وهو ما يعد شكلا آخر من الاعتقال الإداري.

سرايا القدس: قصفنا مقر قيادة وسيطرة إسرائيلي بحي الزيتون

سرايا القدس: قصفنا مقر قيادة وسيطرة إسرائيلي بحي الزيتون

قالت سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي– اليوم الخميس إنها قصفت “مقر قيادة وسيطرة للعدو الصهيوني بحي الزيتون، وسط قطاع غزة، بقذائف الهاون.

وأوضحت السرايا أن العملية جرت بالتعاون مع كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة فتح.

وأعلنت المقاومة أمس الأربعاء، عن إطلاق عملية “عصا موسى” التي قالت إنها ستواجه عملية “عربات جدعون 2″، التي بدأتها إسرائيل لاحتلال مدينة غزة.

ونشرت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- مشاهد لاستهداف آليات إسرائيلية في جباليا شمال قطاع غزة، وذلك ضمن سلسلة عمليات “عصا موسى”.

وقال مصدر في المقاومة للجزيرة إن باكورة عمليات “عصا موسى” بدأت خلال الأيام الماضية في جباليا وحي الزيتون بعد ساعات من إعلان إسرائيل عن “عربات جدعون 2″.