طالب وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي بالوقف الفوري للعملية العسكرية الإسرائيلية في مدينة غزة، في حين انتقدت سلوفينيا المواقف العالمية إزاء الإبادة الجماعية في غزة.
وقال لامي في إحاطة أمام مجلس العموم البريطاني إن أفعال إسرائيل في غزة لن تنهي الحرب ولن تعيد الرهائن.
وأضاف أنه يذكّر إسرائيل مجددا بأن القانون الدولي يتطلب حماية العاملين في القطاع الصحي والصحفيين والمدنيين.
وأكد لامي أن بلاده تواصل العمل مع الشركاء الإقليميين -بما في ذلك مصر والأردن- لضمان وصول المساعدات إلى المحتاجين بغزة، كما تعمل مع منظمة الصحة العالمية لإجلاء أطفال مصابين من القطاع إلى بريطانيا.
وشدد لامي في إحاطته على أنه يعمل ليل نهار مع شركاء بريطانيا لتحقيق وقف إطلاق نار بنظام مراقبة، إضافة إلى تفكيك سلاح حركة حماس وإنشاء إطار حكم جديد لغزة.
سلوفينيا تنتقد تواصل الإبادة بغزة
وفي سياق الضغوط الدولية على إسرائيل، انتقدت سلوفينيا المواقف العالمية إزاء الإبادة الجماعية في غزة، ونددت بالمواقف الأوروبية، معلنة أنها تدرس الانضمام إلى قضية جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية.
وقالت رئيسة سلوفينيا ناتاشا بيرتس موسار -الاثنين- إن العالم حاكم مرتكبي مجزرة سربرنيتسا، لكن في المقابل هناك من يدافع ويقبل الإبادة الجماعية الإسرائيلية بغزة.
وأضافت أن “العالم أدان هجوم 7 تشرين الأول/تشرين الأول 2023، لكن لا نجد إجماعا عندما يتعلق الأمر بمن يعيشون في غزة”.
وبينت أن عددا من السياسيين في الاتحاد الأوروبي لا يتحركون رغم إعلان المجاعة رسميا في مدينة غزة وما حولها.
وواصلت انتقاداتها قائلة “يبدو أن أوروبا نسيت أن حقوق الإنسان والكرامة مهمة في كل مكان بالعالم”.
من جانبها، قالت وزيرة خارجية سلوفينيا تانيا فايون إنها تدرس الانضمام إلى قضية جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية.
إعلان
ورفعت جنوب أفريقيا دعوى ضد إسرائيل في كانون الأول/كانون الأول 2023 بموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية لعام 1948، متهمة القوات الإسرائيلية بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وجرائم بحق الشعب الفلسطيني، خصوصا في سياق الحرب الجارية بقطاع غزة.
ومنذ اندلاع الحرب برزت سلوفينيا بوصفها من أشد الأصوات الأوروبية إدانة للإبادة الجماعية في غزة، مع الدعوة إلى محاسبة إسرائيل على جرائمها، ولم تكتف حكومة روبرت غولوب بالتصريحات، بل أتبعت ذلك بإجراءات عملية كان أبرزها فرض حظر شامل على تصدير واستيراد وعبور الأسلحة إلى إسرائيل، لتصبح أول دولة أوروبية تتخذ خطوة بهذا المستوى.
حذرت رئاسة السلطة الفلسطينية من أن مضي إسرائيل بمشروع ضم الضفة الغربية المحتلة إلى سيادتها من شأنه “إغلاق أبواب الاستقرار والأمن في المنطقة والعالم” داعية الولايات المتحدة إلى ثني إسرائيل عن المضي في مخططها.
واعتبر الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أن محاولات ضم الضفة وفرض السيادة الإسرائيلية عليها يعد “انتهاكا صارخا للقوانين الدولية وقرارات الأمم المتحدة“.
وذكر أبو ردينة أن مآذارات إسرائيل تنهي “أي فرصة لتحقيق حلّ الدولتين الذي يجمع عليه العالم” داعيا المجتمع الدولي “لاتخاذ خطوات عملية وجادة لمنع إسرائيل من تنفيذ مخططاتها، والاعتراف بدولة فلسطين”.
كما طالب الإدارة الأميركية بـ”عدم تشجيع الاحتلال على الاستمرار بهذه التصرفات الخطيرة وغير المسؤولة”.
وجاءت تصريحات المسؤول الفلسطيني في أعقاب قرار الولايات المتحدة عدم منح تأشيرات للرئيس محمود عباس والمرافقين له للمشاركة باجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد ذكرت أن وزير الخارجية جدعون ساعر أبلغ نظيره الأميركي ماركو روبيو أنهم يتحضرون لإعلان فرض السيادة على الضفة الغربية خلال الأشهر المقبلة.
أعلن نادي غزة الرياضي استشهاد مديره العام لؤي استيتة بقصف إسرائيلي استهدف منتظري مساعدات شمالي القطاع.
وقال النادي الذي يعتبر الأقدم بالقطاع، في بيان -أمس الأحد- استشهاد استيتة.
وكانت وسائل إعلام فلسطينية قالت مساء أمس إن استيتة (46 عاماً) قتل جراء قصف إسرائيلي استهدف منتظري المساعدات في منطقة محور زكيم، شمالي القطاع.
وقد شغل استيتة منصب المدير الإداري لنادي غزة الرياضي، منذ 2015، وكان نجماً سابقاً في كرة اليد.
وقال رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم جبريل الرجوب إن الرياضة الفلسطينية تعيش كارثة غير مسبوقة بعد فقدها 774 شهيدا جراء الحرب الإسرائيلية (الإبادة بغزة).
وأضاف الرجوب: من بين هؤلاء، 355 من لاعبي كرة القدم، و277 من الاتحادات الرياضية، و142 شهيدا من الكشافة الفلسطينية، إضافة إلى 119 مفقودا.
وتابع: كما بلغ عدد شهداء الإعلام الرياضي 15 شهيدا، موضحا أن منشأة رياضية في الضفة الغربية (المحتلة) وقطاع غزة تعرضت للدمار الكلي أو الجزئي (جراء القصف الإسرائيلي).
ويأتي مقتل الرياضيين الفلسطينيين في سياق إبادة جماعية ترتكبها إسرائيل منذ 7 تشرين الأول/تشرين الأول 2023، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
وقد خلّفت هذه الإبادة 63 ألفا و557 شهيدا، و160 ألفا و660 مصابا من الفلسطينيين معظمهم أطفال ونساء، وأكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة قتلت 348 فلسطينيا بينهم 127 طفلا.
استشهد عشرات الفلسطينيين بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، اليوم الاثنين، كما استشهد آخرون جراء المجاعة، بينما تواصل القوات الإسرائيلية تدمير مربعات سكنية كاملة في مدينة غزة ضمن خططها لاحتلال المدينة.
وأفادت مصادر في مستشفيات قطاع غزة باستشهاد 59 فلسطينيا منذ فجر اليوم، بينهم 35 شهيدا في مدينة غزة وحدها. وذكرت المصادر أن من بين الشهداء 12 من منتظري المساعدات جنوبي القطاع.
وقال مصدر طبي في مجمع الشفاء إن شخصين استشهدا وأصيب 10 آخرون جراء قصف مسيّرة إسرائيلية مجموعة مواطنين قرب مركز إيواء مدرسة غزة الجديدة بحي النصر غربي مدينة غزة.
كما أفاد مصدر في المستشفى المعمداني باستشهاد شخصين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على حي الصبرة جنوبي مدينة غزة.
وشيّع الفلسطينيون من مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة جثامين 18 شهيدا بعد استهداف منازل للمواطنين وخيام للنازحين في مخيم الشاطئ ومحيط أبراج الفيروز وشقق سكنية في عدة مناطق بمدينة غزة.
شهداء التجويع
وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة استشهاد 9 فلسطينيين بينهم 3 أطفال جراء المجاعة خلال 24 ساعة. وبذلك يرتفع العدد الإجمالي لشهداء التجويع منذ بداية الحرب إلى 348 شهيدا بينهم 127 طفلا.
من جهته قال المدير العام لجمعية العودة الصحية والمجتمعية في غزة رأفت المجدلاوي، إن الإعلان الأممي الرسمي عن المجاعة في القطاع لم يؤد إلى تدخلات إنسانية فعالة.
وأشار إلى أن قدرة المنظومة الصحية في غزة لا تتجاوز 30%، محذرا من تفاقم الوضع الإنساني، ووصوله إلى مرحلة كارثة.
وأضاف المجدلاوي أن “الموت في غزة مستمر بسبب المجاعة والقصف الإسرائيلي.. الوضع كارثي بسبب نقص الغذاء والدواء”.
إعلان
كما قالت سونام دراير، قائدة الفريق الطبي لمنظمة “أطباء بلا حدود” في مدينة غزة للجزيرة، إنه لم يحدث أي تغيير في القطاع بعد إعلان الأمم المتحدة المجاعة رسميا هناك.
وأكدت أن الناس في غزة لا يزالون يتضورون جوعا بسبب نقص الإمدادات.
تدمير الأحياء
ويواصل جيش الاحتلال تدمير المباني السكنية في عدة أحياء بمدينة غزة، وقد رصدت كاميرا الجزيرة آثار القصف على حي الشيخ رضوان شمال غربي المدينة.
ووفقا لأهالي الحي فإن الجيش يستخدم سياسة محو المربعات السكنية بأكملها من دون سابق إنذار.
وفي هذا السياق، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن إسرائيل “بدأت فعليا بمحو مدينة غزة، ولا تحركات دولية فعالة لمنع الجريمة الكبرى”.
وأوضح المرصد أن جيش الاحتلال يدمر يوميا في مدينة غزة وبلدة جباليا نحو 300 وحدة سكنية كليا أو جزئيا، باستخدام نحو 15 عربة مفخخة تُحمل بقرابة 100 طن من المتفجرات.
وينفذ الجيش الإسرائيلي حاليا المراحل الأولى من خطة اجتياح مدينة غزة واحتلالها وقد دمر مئات المباني في أحياء الشجاعية والزيتون والصبرة.
ودانت دول عديدة ومنظمات حقوقية وإنسانية عمليات الجيش الإسرائيلي، محذرة من تصعيد دموي جديد وتهجير واسع لسكان مدينة غزة الذين يناهز عددهم مليون نسمة.
ومنذ تشرين الأول/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل -بدعم أميركي- حرب إبادة على سكان قطاع غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية لوقف الحرب وأوامر محكمة العدل الدولية بهذا الصدد. وخلفت الإبادة أكثر من 63 ألف شهيد و160 ألف مصاب، وفقا لأحدث الإحصاءات.
قال الصحفي كلودي بيريز -في مقال له بصحيفة إلباييس الإسبانية- إن الممثل الأعلى السابق للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبيجوزيب بوريل دعا الدول الأعضاء إلى مقاضاة مؤسسات الاتحاد بسبب تقاعسها عن التحرك تجاه الحرب على غزة.
وأضاف أن عدة دول أبدت دعمها لإقامة دولة فلسطينية أو تستعد لاتخاذ هذه الخطوة قبيل الاجتماع المقبل للأمم المتحدة.
ويأتي تصريح بوريل -وفق ما أورده المقال- في وقت تتصاعد فيه قناعة الشعوب الأوروبية، ولا سيما إسبانيا، بأن ما يجري في قطاع غزة يرقى إلى مستوى “الإبادة الجماعية” وسط دعوات متزايدة لاتخاذ مواقف حاسمة تجاه إسرائيل.
المسار القانوني
ولفت بيريز إلى أن آلاف الأكاديميين والمفكرين في أوروبا والولايات المتحدة وصفوا التصعيد العسكري بأنه “إبادة” ولكن بروكسل تواصل التزام الصمت، فلا العلاقات التجارية قُطعت ولا مبيعات السلاح توقفت.
وفي هذا السياق، قال بوريل إن “هناك إرادة واضحة لإبادة الشعب الفلسطيني، وإذا كانت إسرائيل تنتهك حقوق الإنسان -وكل المؤشرات تدل على ذلك- فإن بإمكان أي دولة عضو مثل إسبانيا رفع الأمر إلى المحاكم الأوروبية لتفعيل معاهدات حقوق الإنسان“.
وشدد بوريل على أن “غزة كشفت إفلاس أوروبا الأخلاقي، وحان الوقت للتحرك، وهذه اللامبالاة غير مقبولة، فإن المعاهدات واضحة بشأن عواقب خرق القانون الإنساني”.
ووفق ما أورده المقال، استنكر بوريل تقاعس أوروبا تجاه معاناة الفلسطينيين، مؤكدا أن الصورة التي تقدمها القارة عن قيمها الأخلاقية والإنسانية لا تعكس الواقع، خاصة بعد إعلان عدد من القادة الأوروبيين صراحة دعمهم لإسرائيل.
أغلب الشعوب الأوروبية ترى أن ما يحدث في غزة إبادة جماعية وفق مقال إلباييس (وكالات)
عجز وتقاعس
ووجه بوريل أصابع الاتهام إلى القيادات الأوروبية قائلا “إن جيل السياسيين الألمان الذين وُلدوا بعد الحرب العالمية الثانية وما زالوا في السلطة محكومون بعقدة ذنب تجاه دور ألمانيا التاريخي في المحرقة، ويعتقدون أن الصواب يعني دوما حماية إسرائيل”.
إعلان
وأضاف أن إرث المحرقة التاريخي “الذي يمتد إلى دول مثل النمسا وسلوفاكيا يشلّ الموقف الأوروبي، وتدعم قلة من الدول الأعضاء إسرائيل بلا شروط”.
وأشار كاتب المقال إلى أن أوروبا تواجه مأزقا أخلاقيا متشابها في أوكرانيا، حيث أخّر خوف القارة التاريخي من التهديد النووي الروسي وصول المساعدة العسكرية لكييف وفاقم الحرب.
وخلص بوريل -حسب المقال- إلى ضرورة أن تلجأ الدول الأعضاء الـ27 إلى استخدام المحاكم الأوروبية أداة لوقف انتهاكات إسرائيل في غزة، مؤكدا أن الوقت قد حان للتحرك لإنهاء الجمود السياسي والأخلاقي في أوروبا.