الجزيرة نت تطلق صفحة خاصة بالعمل الإنساني والإغاثي

الجزيرة نت تطلق صفحة خاصة بالعمل الإنساني والإغاثي

أطلق موقع الجزيرة نت صفحة “غوث“، وهي أول صفحة إخبارية في العالم العربي، تركّز على متابعة أخبار وجهود الإغاثة والعمل الإنساني.

وجاء إطلاق الصفحة في اليوم العالمي للعمل الخيري الموافق 5 أيلول/أيلول من كل عام، وذلك في ظل اتساع نطاق الحاجات الإنسانية ومجالات العمل الإنساني في العديد من بلدان العالم العربي والإسلامي، خاصة في غزة والسودان.

وتهدف الصفحة إلى تغطية ورصد أبرز الاحتياجات الإغاثية والإنسانية في العالم العربي والإسلامي، خصوصا في المناطق التي تعاني من آثار الحرب، مثل غزة واليمن والسودان وسوريا، أو التي تعرضت لكوارث طبيعية مدمرة مثل الزلازل والفيضانات.

وتسعى الصفحة من خلال أقسامها الثلاثة “مبادرات” و”ملهمون” و”مفاهيم” إلى تسليط الضوء على أهم المبادرات الخيرية والإغاثية في العالم العربي، وتعرض قصصا لأبرز الشخصيات الملهمة في مجال العمل الإنساني، بالإضافة إلى التعريف بأهم المصطلحات والمفاهيم الإغاثية.

مستشار الأونروا للجزيرة نت: غزة تواجه تسونامي إنسانيا والمجتمع الدولي يتفرج

مستشار الأونروا للجزيرة نت: غزة تواجه تسونامي إنسانيا والمجتمع الدولي يتفرج

مع استمرار حرب الإبادة الجماعية والتجويع الإسرائيلية على قطاع غزة، تتفاقم الكارثة الإنسانية يوماً بعد يوم، لتصل إلى مستويات غير مسبوقة تضع حياة أكثر من مليوني فلسطيني على المحك، في ظل تفشي المجاعة والأمراض المعدية والحصار وتدمير البنى التحتية، في وقت تبدو جهود الإغاثة عاجزة عن مواكبة حجم الدمار والاحتياجات الإنسانية الهائلة.

وبعد أشهر من التردد أعلنت الأمم المتحدة وخبراء دوليون رسميا تفشي حالة المجاعة على نطاق واسع في قطاع غزة الذي يتعرض منذ أشهر لحصار وتجويع إسرائيلي متعمد أدى إلى استشهاد 281 فلسطينيا بينهم 114 طفلا، وفق إحصاء لوزارة الصحة في القطاع.

اقرأ أيضا

list of 2 items

  • list 1 of 217 مليون يمني على حافة المجاعة وأجيال كاملة محرومة من التعليم
  • list 2 of 2بالفيديو.. التطوع مسيرة عطاء بوجه الأزمات في لبنان

end of list

فقد أصدرت منظمة الصحة العالمية، وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، وبرنامج الغذاء العالمي، ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) بيانا مشتركا بجنيف أكدت فيه أن أكثر من نصف مليون شخص في غزة عالقون في مجاعة، مطالبين إسرائيل بضمان توفر الغذاء والإمدادات الطبية لسكان غزة من دون عوائق للحد من الوفيات الناجمة عن الجوع وسوء التغذية.

وبالتزامن مع البيان الأممي المشترك، أصدر التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وهو مبادرة عالمية متخصصة في موضوع قياس الأمن الغذائي وسوء التغذية، تقريرا قال فيه إن “المجاعة تتفشى في محافظة غزة”.

ومع تسارع الأحداث، التقت الجزيرة نت مع المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) عدنان أبو حسنة، للاطلاع على تطورات الوضع الإنساني في قطاع غزة، وفيما يلي نص الحوار:

  • بداية، كيف تصف لنا المشهد الإنساني الراهن في قطاع غزة في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي والحصار والتجويع؟

الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة يمكن وصفها بما بعد الكارثة أو تسونامي إنساني يضرب كل مناطق القطاع، نتحدث الآن عن 2.3 مليون فلسطيني على الأقل كلهم مجوعون، كلهم يعانون من درجات مختلفة من سوء التغذية

إعلان

ونتحدث عن 50% من سكان القطاع هم من الأطفال والمئات منهم يعانون من أعلى درجات سوء التغذية، وإذا استمرت الأوضاع بهذه القسوة فمن الممكن أن يموتوا أو أن يتعرضوا لندوبات جسدية وأمراض تصاحبهم مدى حياتهم مثل التقويس أو التقزم.

كما نتحدث عن 100% تقريبا من سكان قطاع غزة يشربون مياها ملوثة بدرجات مختلفة، فلا يمكن العثور في غزة على مياه صالحة للشرب، بالإضافة إلى تلوث الخزان الجوفي في القطاع بسبب تدمير شبكة الصرف الصحي

أيضا انهيار القطاع الصحي بصورة شبه كاملة مع انتشار كبير للأمراض المعدية، وأصبح مئات الآلاف من المرضى لا يجدون الدواء، أما الأطباء والعاملون في القطاع الطبي فهم منهكون وجائعون وغير قادرين على العمل، باختصار ما يحدث في غزة غير مسبوق منذ الحرب العالمية الثانية.

ورغم إعلان التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي -وهو المرصد الوحيد المخول بإعلان حالات المجاعة عالمياً- عن وجود مجاعة في غزة، لم تستجب إسرائيل بزيادة عدد الشاحنات المحملة بالمساعدات أو السماح بإدخال مئات الشاحنات يومياً كما كان متوقعاً، بل على العكس، تمادت في إنكار هذه الحقيقة لدرجة أن أحد المسؤولين الإسرائيليين ادعى وجود أشخاص جائعين في ضواحي تل أبيب أيضاً، في مقارنة لا يمكن تخيلها.

  • في ظل هذا الوضع المأساوي، ما أبرز الأنشطة الإغاثية التي لا تزال الأونروا قادرة على تنفيذها بالقطاع؟ وما أبرز التحديات التي تواجهونها في إيصال المساعدات؟

(بالنسبة) للعمليات الإنسانية -فيما يتعلق بالأونروا والتي تعتبر العمود الفقري للعمل الإغاثي والإنساني في قطاع غزة- فإن بعض العيادات الصحية لا تزال تعمل لدينا وهي حوالي 7 عيادات رئيسية و25 نقطة طبية متنقلة، ونستقبل يوميا 18 ألف مريض، كما لدينا المئات العاملين في فرق الدعم النفسي التي تجوب في مخيمات النزوح لتقديم الخدمة للمواطنين، كذلك نحاول توفير بعض المياه الصالحة للشرب وجمع النفايات الصلبة في بعض مناطق القطاع.

وأما بخصوص عمليات توزيع المواد الغذائية فقد توقفت منذ فترة سواء من قبل الأونروا أو المنظمات الخيرية والإغاثية الأخرى، والآن أصبح توزيع المساعدات الإغاثية مقتصرا على “مؤسسة غزة الإنسانية“.

وحتى الكميات القليلة من المساعدات التي يتم إدخالها إلى القطاع عبر المنظمات الأممية يتم الاستيلاء عليه بسبب إصرار الجانب الإسرائيلي على مرور شاحنات المساعدات في ممرات غير آمنة بها عصابات مسلحة.

  • هناك جدل كبير حول “مؤسسة غزة الإنسانية” فكيف تنظرون إلى دورها وما انعكاس وجودها على المدنيين؟

نحن حذرنا قبل إنشاء هذه المؤسسة من فكرة إنشائها وأثناء إنشائها وبعد إنشائها، وببساطة ما حدث هو إضافة ساحة جديدة لقتل الفلسطينيين، وهذه المؤسسة ببساطة ليس لها علاقة بالعمل الإغاثي والإنساني، حيث يعمل بها مجموعة من المتقاعدين العسكريين، وأقامت 4 أقفاص من الأسلاك الشائكة يدعون الفلسطينيين للذهاب إليها للحصول على بعض آلاف من السلال الغذائية التي لا تكفي حاجة المواطنين.

ويتعرض الفلسطينيون للقتل والإذلال وهم ذاهبون وهم عائدون وهم يتجمهرون بالقرب منها، نتحدث عن أكثر من 1400 فلسطيني قتلوا حتى الآن داخل مقرات هذه المؤسسة.

إعلان

وهذه المنظمة لا لزوم لها عمليا لأنها تبتعد عن أسس وقيم العمل الإنساني الدولي، التي أقرتها الأمم المتحدة، وللأسف هناك شبهات حول هذه المنظمة وأنها تعمل بأجندة سياسية وعسكرية وهذا غير مقبول في العمل الإنساني.

  • هل تمتلك الأونروا خطة جاهزة لإنقاذ سكان غزة في حال فتح المعابر والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية؟

لدينا خطط جاهزة ولدينا آلاف من موظفي الإغاثة في الأونروا وسبق أن أدرنا 400 نقطة لتوزيع المساعدات الغذائية في مختلف مناطق القطاع، قبل الثاني من آذار/آذار عندما أعلن نتنياهو وقف إدخال كل أنواع المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.

وفي شباط/شباط وكانون الثاني/كانون الثاني الماضي عند وقف إطلاق النار استطعنا الوصول إلى مليوني فلسطيني وتزويدهم بالمواد الغذائية خلال أيام قليلة.

والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قدم خطة للجانب الإسرائيلي من 5 مراحل حول كيفية إدخال المساعدات الإنسانية والمسارات التي يجب أن تأخذها والمعابر ومخازن الأمم المتحدة والأسماء، وكل ذلك عدة مرات.

  • في ظل رفض إسرائيل المتكرر لمقترحات وقف إطلاق النار، ما الانعكاسات الإنسانية الكارثية على سكان القطاع؟

بالتأكيد عدم التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار كارثة ومصيبة لأنه تم دفع كل سكان قطاع غزة إلى مساحة أقل من 55 كيلومترا مربعا، ولو ألقيت أي حرجة في تلك المنطقة فستقتل وتجرح أعداد كبيرة من المواطنين.

أيضا في ظل سياسة التجويع الخطيرة المتبعة وما تسببت فيه من انتشار سوء التغذية وانعدام الأمن الغذائي وعدم توفر مياه شرب صالحة، يعني عمليا الفتك بهذه المجموعة البشرية، حيث يحاصرهم الموت قتلا بالطائرات والدبابات أو الموت جوعا وعطشا أو الموت مرضا.

وباختصار الوضع الإنساني في قطاع غزة لا يحتمل على الإطلاق ولا يمكن وصفه بالكلمات.

  • تواجه الأونروا حملة سياسية وإعلامية ممنهجة وبعض الدول علّقت تمويلها. ما تأثير هذه الأزمة المالية على عملياتكم بقطاع غزة والمناطق الأخرى؟

هناك حملة منظمة سياسية وإعلامية ضد الأونروا لم تتوقف، تستهدف قضم شرعيتها وتقويض عملياتها في الضفة وغزة والقدس (ولكن) معظم الدول -التي مساعداتها للأونروا بعد الادعاءات الإسرائيلية حول مشاركة بعض موظفيها في أحداث 7 تشرين الأول/تشرين الأول، وهي ادعاءات لم تثبت على الإطلاق حتى الآن- أعادت تمويل الأونروا ما عدا الولايات المتحدة والسويد، وفي المقابل هناك أيضا دول انضمت للدول المانحة للأونروا مثل الجزائر والعراق.

وحقيقة نحن نعاني من أزمة مالية طاحنة، فنحن بحاجة إلى 200 مليون دولار حتى نهاية هذا الشهر حتى لا تتأثر عمليات الأونروا في مناطقة عملها الخمس (سوريا ولبنان والضفة والقدس وغزة) وحتى لا تضطر الوكالة لاتخاذ إجراءات قاسية حول عملياتها.

  • هناك من يتحدث عن الإسقاطات الجوية كحل بديل لإدخال المساعدات في ظل إغلاق إسرائيل للمعابر، فلماذا تنتقد الأمم المتحدة هذا المقترح؟

بالتأكيد الإسقاطات الجوية لا يمكن أن تحل مشكلة المجاعة في غزة، ونحن نصر على فتح المعابر البرية بين إسرائيل وقطاع غزة.

وهناك 5 معابر بين غزة وإسرائيل وبإمكان إسرائيل أن تدخل ألف شاحنة يوميا إذا أرادت وتمكين الأمم المتحدة من مواجهة المجاعة، بالإضافة إلى فتح المجال أمام القطاع التجاري لإدخال البضائع المختلفة.

وقد تم قبل ذلك تجربة فكرة الميناء البحري المؤقت، وأيضا الإسقاطات الجوية لم تنجح في السابق في حل الأزمة، والحقيقة أن إسرائيل لا تريد حل أزمة التجويع المتعمد لسكان قطاع غزة.

  • ما رسالتكم الأخيرة للمجتمع الدولي والمنظمات الدولية المعنية بالشأن الإنساني لوقف هذه الكارثة؟

رسالتنا للمجتمع الدولي يجب أن يكون هناك وقف فوري لإطلاق النار من أجل إنقاذ 2.3 مليون فلسطيني يتعرضون للموت عبر القتل والجوع والمرض.

إعلان

إن كل القيم والمعايير والمواثيق الأممية والقانون الدولي الإنساني تتحطم على أبواب قطاع غزة، وهذا نموذج خطير يمكن تطبيقه في أماكن أخرى إذا لم يتم إجبار إسرائيل على وقف إطلاق النار وإنقاذ سكان قطاع غزة من هذه المقتلة الخطيرة وغير المسبوقة.

وما زالت هناك فرصة لوقف هذه الوحشية، من أجل الحفاظ على كرامة الإنسان في العالم والحفاظ على الثوابت الإنسانية والقانون الدولي الإنساني والقيم العالمية.

17 مليون يمني على حافة المجاعة وأجيال كاملة محرومة من التعليم

17 مليون يمني على حافة المجاعة وأجيال كاملة محرومة من التعليم

يعيش اليمن واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في التاريخ المعاصر، بعد مضي 10 سنوات على اندلاع الصراع المسلح على السلطة والمستمر حتى اليوم، ازدادت فيها الأوضاع المعيشية والاقتصادية سوءا عاما بعد آخر، في ظل تراجع وانهيار شبه كامل للبنية التحتية، مما أثر على حياة المواطنين.

وتشير تقديرات المنظمات الإنسانية للعام 2025 إلى أن أكثر من 19.5 مليون مواطن -أي ما يزيد على نصف عدد السكان البالغ نحو 34.9 مليون نسمة- بحاجة إلى مساعدات إنسانية وخدمات حماية عاجلة، بزيادة نحو 1.3 مليون شخص عن العام الماضي، وسط تحذيرات لمنظمات دولية وإقليمية من تفاقم المعاناة في حال عدم التحرك العاجل.

اقرأ أيضا

list of 2 items

  • list 1 of 2بالفيديو.. التطوع مسيرة عطاء بوجه الأزمات في لبنان
  • list 2 of 2قطر تدشن جسرا جويا لمساعدة أفغانستان في مواجهة تداعيات الزلزال

end of list

ويعاني ما بين 17.1 و17.6 مليون يمني من انعدام الأمن الغذائي الحاد، مما يضع الملايين على حافة المجاعة، في حين يتجاوز عدد النازحين داخليًا 4.5 ملايين شخص، يعيشون أوضاعا مأساوية مع محدودية الوصول إلى الخدمات الأساسية كالماء والطعام والتعليم، إذ يوشك النظام الصحي على الانهيار، ولا يعمل سوى نصف المرافق الصحية بشكل كامل.

في حين يواجه نحو 2.3 مليون طفل دون سن الخامسة أزمة سوء تغذية حاد يهدد حياتهم مع تفشي الأمراض مثل الكوليرا، نتيجة النقص الحاد في المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي، التي يفتقر إليها نحو 17.4 مليون شخص، وفي قطاع التعليم، لا تعمل سوى 65% من المدارس، مما يحرم أجيالا كاملة من التعلم.

نقص التمويل

وتشير الأمم المتحدة إلى أن خطتها لعام 2025 للاستجابة للاحتياجات الإنسانية في اليمن تحتاج تمويلا قدره ما بين2.47 إلى 2.5 مليار دولار، لم يجمع منها سوى 173 مليون دولار أي أقل من 7%، من المبلغ المستهدف.

وتقول آن فان هافر مديرة أنشطة القابلات في منظمة أطباء بلا حدود إن “انهيار نظام الرعاية الصحية جعل النساء والأطفال أكثر عرضة للمضاعفات الصحية وعدم توافر الخدمات للنساء، ورغم ذلك نعمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع في منطقة الساحل الغربي بأكملها، والتي تغطي ما يزيد قليلا عن نصف مليون شخص”.

إعلان

وتضيف، تضطر النساء ذوات الحمل عالي الخطورة أو المعقد أحيانًا إلى قطع مسافة 3 ساعات بالسيارة للوصول إلى المستشفى، مشيرة إلى أنه من المتوقع أن تعاني 15% من الولادات من مضاعفات الولادة القاتلة إذا لم تُعالج في الوقت المناسب.

ومثّل الصراع المستمر بين مختلف الأطراف في اليمن تحديا جسيما أمام المنظمات الإنسانية العاملة هناك، بدءًا من عرقلة حركة سيارات الإغاثة بسبب انتشار نقاط التفتيش بكثافة عبر الطرق وأطراف المدن وتعرضهم للهجمات المسلحة، وصولا إلى استهداف البنى التحتية الحيوية والذي أدى لدمار واسع في الطرق والجسور ومرافق التخزين والاتصالات، مما زاد من صعوبة إيصال المساعدات، إضافة لأزمة السيولة النقدية، وتدهور قيمة العملة.

قيود وتدخلات

كذلك تواجه المنظمات الإنسانية تعقيدات متزايدة في عملها على الأرض في ظل القيود التي تفرضها أطراف النزاع، خصوصًا في مناطق سيطرة الحوثيين، والتي تشمل تأخير صدور تصاريح العمل وفرض ضرائب والتدخل في توزيع المساعدات.

وقد رصدت منظمات حقوقية وخاصة هيومن رايتس ووتش حالات واسعة من الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري والتعذيب من قبل جميع أطراف النزاع، من بينها اعتقال 17 موظفًا أمميًا من قبل الحوثيين منذ أيار/أيار الماضي.

وأضافت المنظمة الحقوقية أن مختلف الأطراف المتحاربة جندت أكثر من 4 آلاف طفل للمشاركة في العمليات القتالية، بالإضافة إلى انتشار الألغام والذخائر غير المنفجرة بشكل واسع، مؤكدة أنها رصدت نحو 79 حادثة انفجار ألغام أسفرت عن مقتل 49 شخصًا وإصابة 66 آخرين بينهم أطفال خلال العام الماضي.

وتبذل وكالات أممية ومنظمات دولية ومحلية جهودًا جبارة لتقديم خدمات إنقاذ الحياة، وتشمل الغذاء والمأوى والتعليم والصحة، لكنها غالبًا ما تعمل في بيئة عدائية وبموارد محدودة. ويؤكد خبراء أن غياب حكومة فاعلة يمثل أحد أبرز العوائق أمام تحقيق أثر مستدام.

جلسات الأشعة -المصدر الهلال الأحمر القطري
الهلال الأحمر القطري يقدم خدمات طبية نوعية للاجئين في اليمن (الجزيرة)

وضع صعب ومعقد

ويقول أنس الحماطي مدير مكتب اليمن في منظمة جيفت أوف ذا جيفرز “للجزيرة نت” إن الوضع الإنساني في اليمن يعد صعبًا للغاية حتى قبل الحرب، فكانت اليمن مصنفة كواحدة من الدول العشر الأكثر فقرًا في العالم بنسبة 75% بين السكان وعندما جاءت الحرب فتحت بابًا جديدًا من المعاناة على ملايين اليمنيين، مشيرا إلى أن مؤسسته بدأت نشاطها هناك عام 2012، بتدخلات في مجالات التعليم والصحة، وتغطية احتياجات مناطق النازحين وتوفير بعض التجهيزات لمركز الأمل لعلاج السرطان، ودعم مركز غسيل الكلى والجزام.

ويضيف الحماطي أن طول زمن الحرب وارتفاع المخاطر في عمل المنظمات الإنسانية أدى إلى زيادة نفقاتها التشغيلية خاصة في النصف الأول من العام الجاري، الذي شهد تراجعا غير مسبوق في حجم التمويل الدولي المخصص لخطة الاستجابة الإنسانية في اليمن.

وقد نفذ الهلال الأحمر القطري مشروعا إنسانيا لدعم مرضى الفشل الكلوي والأورام السرطانية في اليمن، من خلال تغطية تكاليف 1044 جلسة أشعة، وزود مؤسسة الشفقة لرعاية مرضى الفشل الكلوي والسرطان في أمانة العاصمة بمنظومة طاقة شمسية متكاملة ومستلزمات غذائية ومحروقات بتكلفة إجمالية بلغت 135 ألف دولار أميركي.

إعلان

وفي تصريح للجزيرة نت أعرب عبد السلام المداني رئيس صندوق مكافحة السرطان أن الصندوق يوفر الأدوية الكيميائية والبيولوجية والمحاليل المخبرية، وإجراء العمليات الجراحية مجانا.

ويضيف، نعمل على تجهيز مستشفى لعلاج مرضى السرطان في أمانة العاصمة، ونأمل أن يكون للمنظمات الدولية دور في توفير التجهيزات الطبية والأدوية، خاصة وأن مرضى السرطان يضطرون إلى السفر للخارج من أجل الحصول على العلاج.

وقد تأثرت عمليات الإغاثة بتوقف عمليات الاستيراد عبر الموانئ بعد استهداف الولايات المتحدة وإسرائيل للمنافذ البحرية اليمنية عدن، والمكلا، والمخا، والصليف، مما زاد الضغط على ميناءي عدن والحديدة إذ يستقبلان أكثر من 90% من واردات اليمن، من الغذاء والدواء والوقود والمواد الأساسية التي تعتمد عليها الحياة اليومية للمواطنين.

ديمقراطيون بمجلس الشيوخ يطالبون بوقف تمويل “مؤسسة غزة”

ديمقراطيون بمجلس الشيوخ يطالبون بوقف تمويل “مؤسسة غزة”

دعا أعضاء ديمقراطيون بمجلس الشيوخ الأميركي لإنهاء عقد التمويل بين وزارة الخارجية الأميركية وما يسمى بـ”مؤسسة غزة الإنسانية” التي تعمل مع جيش الاحتلال في قطاع غزة.

وأشار الأعضاء الديمقراطيون في رسالة وجهوها للوزير ماركو روبيو، والسفير الأميركي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، إلى أن تنسيق مؤسسة غزة الإنسانية مع الجيش الإسرائيلي ينتهك معايير الحياد بمناطق الحرب.

وطالبت الرسالة، التي شارك في توقيعها أعضاء مجلس الشيوخ إليزابيث وارن وكريس فان هولين وبيتر ويلش، وزارة الخارجية “بالتوقف فورا عن تمويل مؤسسة التمويل العالمية، وتحويل التمويل أو إعادته إلى منظمات الإغاثة ذات الخبرة، نظرا للأدلة القوية والمتزايدة على فشل المؤسسة في أداء مهمتها الإنسانية”.

وطالبت الرسالة وزارة الخارجية بتوضيحات بشأن منح ما يسمى “مؤسسة غزة الإنسانية” 30 مليون دولار.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد ذكر أن الولايات المتحدة صرفت 60 مليون دولار كمساعدات غذائية لغزة، بينما لم تُعلن وزارة الخارجية علنا عن موافقتها على منحة بقيمة 30 مليون دولار للمؤسسة إلا في حزيران/حزيران الماضي. ولم تنشر وزارة الخارجية تفاصيل المنحة التي قدمتها للمؤسسة، وهو إغفال اعتبره أعضاء مجلس الشيوخ انتهاكا للقانون الأميركي.

ووفقا للرسالة التي نشرتها صحيفة الغارديان البريطانية، فقد هاجم أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيون أيضا مؤسسة التمويل الدولية لعلاقاتها بالحكومة الإسرائيلية واستخدامها لمتعاقدين عسكريين من القطاع الخاص الذين ورد أنهم نفذوا عمليات استخباراتية، مشيرة إلى أنه “لا ينبغي أن يكون تقديم المساعدات الإنسانية للسكان الجائعين ذريعة لعمليات استخباراتية عسكرية”.

وما تسمى “مؤسسة غزة الإنسانية” شركة أميركية يقع مقرها الرئيسي في جنيف بسويسرا، وتأسست في شباط/شباط 2025 قائلة إنها تهدف إلى “تخفيف الجوع في قطاع غزة” عبر إيصال المساعدات للغزيين مع “ضمان عدم وقوعها بأيدي حركة المقاومة الإسلامية (حماس)”، وبدأت تنشط أواخر أيار/أيار الماضي، لكن مصادر تمويلها ظلت غامضة.

إعلان

وتتزايد في إسرائيل تساؤلات عن مصدر تمويل مؤسسة غزة الإنسانية المشبوهة والمدعومة أميركيا وإسرائيليا، والتي تولّت إقصاء مؤسسات الأمم المتحدة من عمليات الإغاثة التي تستهدف الفلسطينيين بقطاع غزة المحاصر.