الأمم المتحدة: الفيضانات تعمق الأزمة الإنسانية بالسودان وتشرد آلاف العائلات

الأمم المتحدة: الفيضانات تعمق الأزمة الإنسانية بالسودان وتشرد آلاف العائلات

حذرت الأمم المتحدة من أن تكرار حدوث الفيضانات يُعمق الاحتياجات الإنسانية في السودان، مشددة على أن آلاف الأسر السودانية تحتاج إلى الدعم والمأوى بشكل عاجل.

وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة إن “هذه الأزمات الإنسانية المتعاقبة تحدث في ظل استمرار القتال في السودان، مما يعيق جهود الإغاثة والعمل الإنساني”.

اقرأ أيضا

list of 2 items

  • list 1 of 2تحقيق: منظمات غير ربحية بأميركا تستخدم لدعم حرب إبادة غزة
  • list 2 of 2أطباء ومسعفون سويسريون يبدؤون إضراب جوع احتجاجا على حرب غزة

end of list

ودعا المتحدث الأممي إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية وضمان الوصول الإنساني من دون عوائق واتخاذ خطوات لحماية المدنيين وزيادة الدعم الدولي لتلبية الاحتياجات الهائلة بأنحاء السودان.

وأكد دوجاريك أن بعثة تقييم واستجابة مشتركة تضم نحو 10 وكالات أممية ومنظمات غير حكومية محلية ودولية، تقوم بتوصيل الغذاء والإمدادات الحيوية الأخرى مثل خدمات الرعاية الصحية والحماية لإغاثة للمتضررين من الفيضانات والانزلاقات الأرضية في قرية دارسين بجنوب دارفور، في السودان، إذ تمكنوا حتى الآن من مساعدة ألف شخص على الأقل من المتضررين.

وأضاف دوجاريك أن العاملين الأمميين في المجال الإنساني وشركاءهم يدرسون النتائج التي توصلت إليها البعثة والاحتياجات في المنطقة وكيفية تعزيز الاستجابة.

بدورها، أفادت المنظمة الدولية للهجرة بأن الفيضانات في قرية ود الشاعر جنوب شرق ولاية القضارف، شردت نحو 2500 شخص ودمرت حوالي 500 منزل خلال اليومين الماضيين.

وذكرت المنظمة أن مئات الأشخاص شُردوا بسبب الفيضانات الأسبوع الماضي في أجزاء من ولاية البحر الأحمر في شرق السودان، وفي جنوب دارفور في الغرب.

ويشهد السودان عادة خلال موسم الخريف الممتد من حزيران/حزيران إلى تشرين الأول/تشرين الأول، أمطارا غزيرة تتسبب في فيضانات واسعة النطاق.

وتفاقم هذه الكوارث الطبيعية معاناة السودانيين الذين يرزحون تحت وطأة حرب مستمرة منذ منتصف نيسان/نيسان 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة، بينما قدّر بحث لجامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.

إعلان
تجميد المساعدات الأميركية يؤدي لولادات مصابة بالإيدز في شرق أفريقيا

تجميد المساعدات الأميركية يؤدي لولادات مصابة بالإيدز في شرق أفريقيا

أظهر تقرير صادر عن منظمة “أطباء من أجل حقوق الإنسان” أن قرار إدارة دونالد ترامب بتجميد المساعدات الأميركية في شرق أفريقيا أدى إلى ولادة أطفال مصابين بالإيدز وارتفاع حالات العدوى الخطيرة، بالإضافة إلى إجهاض غير مرغوب فيه بسبب عدم تمكن الأمهات من الحصول على الأدوية اللازمة.

وقالت الكاتبة “كات لاي” -في التقرير الذي نشرته صحيفة “الغارديان”- إن التقرير يقدم عشرات الأمثلة على التداعيات السلبية لتعطيل برنامج “بيبفار”، خطة الرئيس الطارئة للإغاثة من الإيدز، في تنزانيا وأوغندا، وهو برنامج صحي أميركي عالمي رائد أطلق عام 2003 ويُنسب إليه الفضل في إنقاذ ملايين الأرواح، خاصة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

اقرأ أيضا

list of 2 items

  • list 1 of 2الحرب والمجاعة تزيدان من التشوهات الخلقية في غزة
  • list 2 of 2بالفيديو.. الفنان الفلسطيني أشرف الشولي يداوي القلوب بالموسيقى

end of list

ويستند التقرير إلى مقابلات مع 39 طبيبًا وممرضًا ومصابين بفيروس نقص المناعة البشرية ومقدمي خدمات وخبراء آخرين، ويركز على الأيام المائة الأولى بعد أن صدرت تعليمات بوقف البرامج الممولة من خطة الرئيس الطارئة للإغاثة من الإيدز كجزء من تجميد الحكومة الأميركية للمساعدات الخارجية.

وأشارت الكاتبة إلى أن العاملين في المجال الصحي أبلغوا عن نقص في الأدوية اللازمة للسيطرة على الفيروس، مما أدى إلى زيادة الإصابات الخطيرة والأطفال المولودين بالفيروس لأن أمهاتهم لم يتمكنّ من الحصول على الأدوية اللازمة لمنع انتقاله، كما أغلقت العيادات وأصبح الناس يتخلفون عن تناول جرعات حيوية من الأدوية لتوفير إمداداتهم منها، مما يزيد من خطر مقاومة الأدوية.

ووفقًا لإميلي باس -وهي واحدة من مؤلفي التقرير- فإن بعض البرامج تمكنت من استئناف أنشطتها في الأشهر التي تلت المقابلات، مما أدى إلى تخفيف مؤقت للأضرار، ولكن هناك نافذة ضيقة أمام الكونغرس الأميركي للتحرك من أجل تأمين الموارد التي من شأنها تثبيت الخدمات المتبقية ومنع ضياع عقود من التقدم.

إعلان

وبحسب ما ورد، ترفض إدارة ترامب الإفراج عن نصف التمويل البالغ 6 مليارات دولار الذي خصصه الكونغرس لبرنامج “بيبفار” في العام المالي 2025.

وكانت برامج الوقاية والعلاج من فيروس نقص المناعة البشرية في تنزانيا وأوغندا تعتمد على برنامج “بيبفار”، وقد أدى تجميده إلى عدم تمكن العيادات من صرف الأدوية التي تم شراؤها بأموال أميركية لعدة أيام، قبل صدور إعفاء يسمح بمواصلة العلاج.

وحتى في ذلك الحين، أدى تعطل سلاسل التوريد إلى عدم تمكن الأطباء من صرف الأدوية بالكميات المعتادة.

وأفاد منسق أبحاث مشروع الصحة العقلية بأن امرأة قامت بإجهاض بسبب شائعات حول عدم توفر الأدوية المضادة للفيروسات، وبحلول أواخر نيسان/نيسان، أفادت إحدى العيادات بأن 25% من النساء الحوامل المصابات بالفيروس أنجبن أطفالًا مصابين، وأوضحت الكاتبة أن الحكومة الأميركية سمحت باستمرار برامج الوقاية للنساء الحوامل والمرضعات فقط، مما ترك الفئات الرئيسية المعرضة للخطر دون حماية.

وأشار التقرير أيضا إلى تضرر ثقة الناس في الحكومة المحلية والمساعدات الخارجية الأميركية والأدوية المضادة للفيروسات، وأوصى المؤلفون بضرورة استعادة وتجديد وحماية التمويل الصحي العالمي لخدمات فيروس نقص المناعة الأساسية، بما في ذلك التمويل الكامل الذي يتناسب مع احتياجات برامج فيروس نقص المناعة البشرية العالمية في ميزانية العام المالي 2026.

كابُل تشيد.. مساعدات قطر تعيد الأمل لضحايا الزلازل بأفغانستان

كابُل تشيد.. مساعدات قطر تعيد الأمل لضحايا الزلازل بأفغانستان

كابُل- بين أنقاض القرى المدمرة شرق أفغانستان، حيث فقدت آلاف الأسر بيوتها ومصادر رزقها، وجدت صور الطائرات القطرية التي حطّت في مطار كابل صدى واسعا بين المواطنين ووسائل الإعلام على حد سواء.

وجاء الجسر الجوي الذي أطلقته الدوحة بعد أيام قليلة من الزلزال المدمر ليعطي جرعة أمل للمنكوبين، ويعيد إلى الواجهة النقاش حول الدور الإنساني الذي باتت تلعبه قطر في الأزمات الدولية، لا سيما في الساحة الأفغانية.

اقرأ أيضا

list of 2 items

  • list 1 of 2أبرز الصور في أسبوع.. تواصل الفظائع بغزة وكوارث طبيعية بأفغانستان
  • list 2 of 2تقرير يرصد أضرار الفيضانات في باكستان

end of list

وبينما كان كثير من الأفغان يتساءلون عن سرعة الاستجابات الدولية لمأساتهم، برزت المساعدات القطرية كأول وأضخم مبادرة منظمة تصل إلى البلاد، لتتصدر العناوين الرئيسية في الصحف المحلية والقنوات الإخبارية، التي اعتبرت أن هذه الخطوة ليست مجرد إغاثة عاجلة بل تجسيدا لرؤية سياسية وإنسانية متكاملة.

اهتمام إعلامي

وأعلنت الحكومة الأفغانية، ممثلة بحاكم ولاية كونر، للجزيرة نت انتهاء عمليات البحث والإنقاذ في المناطق المتضررة من الزلزال الأخير، مؤكدة أن عدد القتلى بلغ 2204 أشخاص، ونحو 4 آلاف مصاب.

وأوضح المسؤول أن فرق الطوارئ تمكنت من الوصول إلى معظم القرى، إلا أن الدمار الكبير في البنية التحتية يعقّد جهود تقديم المساعدات للناجين، ما يجعل تدخل المساعدات الإغاثية العاجلة ضرورة قصوى.

ولم يقتصر وصول الطائرات القطرية إلى مطار كابل على الجانب الإغاثي المباشر، بل شكل مادة بارزة في وسائل الإعلام الأفغانية والدولية، حيث تصدرت صور الطائرات التسع المحمّلة بالمساعدات واجهات الصحف والمواقع الإخبارية، لتعيد للأذهان صورة قطر كلاعب إنساني نشط في أزمات المنطقة.

وكالة باجواك للأنباء ركزت في تغطيتها على أن “المساعدات القطرية هي الأكثر شمولية وتنظيما” منذ وقوع الزلزال، مؤكدة أن المبادرة جاءت تنفيذا مباشرا لتوجيهات أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وهو ما اعتُبر انعكاسا لمكانة العمل الإنساني في السياسة الخارجية للدوحة.

إعلان

وتُعد باجواك إحدى أبرز وكالات الأنباء الحكومية الأفغانية، التي تقدم تغطية شاملة للأحداث المحلية والدولية، وتولي اهتماما خاصا للمبادرات الإنسانية والأزمات الطارئة في البلاد.

أما قناة آمو الإخبارية فقد ركزت على نوعية المساعدات، واعتبرتها “نموذجا حيا للتضامن في أوقات الأزمات”، مؤكدة أن سرعة الاستجابة القطرية فاقت توقعات الشارع الأفغاني، ووضعت الدوحة في صدارة الدول التي لبّت نداء الاستغاثة من كابل.

في حين أبرزت صحيفة أتا نيوز الطابع الرسمي للمبادرة، مشيرة لمشاركة وفد رفيع المستوى ضم وزيرة الدولة للتعاون الدولي ومسؤولين من وزارات ومؤسسات قطرية، معتبرة أن هذه المساعدات تعكس رغبة قطر بترسيخ حضورها الإقليمي والدولي عبر بوابة العمل الإنساني.

معدات ومساعدات قطرية تصل إلى مطار كابول، دعم لوجستي سريع لتعزيز جهود الإغاثة والمستشفيات الميدانية. @Fazalwahed Fazli
مساعدات قطر تنوعت بين المعدات الطبية والمساعدات الإغاثية (مواقع التواصل)

إغاثة واستقرار

وبحسب البيانات الرسمية، وصل إلى كابل 9 طائرات تابعة للقوات الجوية الأميرية القطرية، في إطار جسر جوي متواصل أطلقته الدوحة استجابة لنداء الاستغاثة عقب الزلزال الذي ضرب ولايات شرق أفغانستان.

وشملت المساعدات الإنسانية القطرية: مستشفيين ميدانيين مجهزين بالكامل بأحدث المعدات الطبية وقادرين على استقبال الحالات الطارئة، إضافة لأدوية وإمدادات طبية عاجلة.

كما ضمت آلاف الحصص الغذائية، وخياما لإيواء الأسر التي فقدت منازلها، ومستلزمات نظافة أساسية موجهة لمواجهة الظروف الصحية الطارئة في المخيمات.

[bni_tweet url=”https://twitter.com/AJArabic/status/1964482985337466886?ref_src=twsrc%5Etfw”]

وقدّر صندوق قطر للتنمية عدد المستفيدين المباشرين من هذه المساعدات بأكثر من 11 ألف شخص في المناطق المنكوبة، مؤكدا أن الهدف هو تلبية الاحتياجات الفورية والتخفيف من آثار الكارثة على المدى القصير.

ولم تقتصر الاستجابة القطرية على إرسال المساعدات المادية، بل شملت كذلك نشر فرق ميدانية متخصصة، حيث شاركت مجموعة البحث والإنقاذ القطرية الدولية التابعة لقوة الأمن الداخلي “لخويا” بآلياتها ومعداتها للعمل وسط الأنقاض، إضافة إلى فريق طبي ميداني لتقديم الدعم الصحي العاجل، مما عزز قدرة السلطات المحلية على التعامل مع حجم الدمار والاحتياجات المتزايدة.

ويقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة كاردان الأهلية، الدكتور محمد شفيق رحيمي، للجزيرة نت “المساعدات لا تعكس فقط الجانب الإنساني، بل تسهم بتعزيز الاستقرار الاجتماعي والسياسي في المناطق المتضررة، ووصول الدعم السريع والمتكامل من قطر يبعث برسائل إيجابية للناجين ويشجع على تضافر المجتمع المحلي مع الجهود الدولية للتعافي من الكارثة”.

معدات ومساعدات قطرية تصل إلى مطار كابول، دعم لوجستي سريع لتعزيز جهود الإغاثة والمستشفيات الميدانية.
مساعدات إغاثية قطرية قدمت دعما سريعا لتعزيز جهود الإغاثة والمستشفيات الميدانية (مواقع التواصل)

إعادة الأمل

وفي إطار التضامن الإقليمي، بادرت السعودية لتقديم مساعدات غذائية عاجلة للمتضررين من الزلزال في ولاية كونر، حيث سلّم السفير السعودي في كابل، فيصل البقمي، 3 آلاف سلة غذائية مقدمة من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية إلى الهلال الأحمر الأفغاني.

إعلان

من جهة أخرى، واصلت دولة الإمارات جهودها الإنسانية عبر إرسال مساعدات عاجلة تشمل مواد غذائية، ومستلزمات طبية، وخيم إيواء، إضافة إلى فرق البحث والإنقاذ والفريق الطبي الميداني.

وتأتي هذه المبادرات ضمن استجابة البلدين السريعة والفعالة للكارثة، مما يعكس التزامهما بتخفيف معاناة المتضررين وتعزيز التعاون الإنساني الإقليمي.

وفي مديرية نور غل التابعة لولاية كونر، حيث دمرت الزلازل منازل عدة، عبّر نور علي صافي، أحد المتضررين، للجزيرة نت عن امتنانه العميق للمساعدات القطرية قائلا: “الوضع بعد الزلزال كان صعبا للغاية، فقد فقدنا منازلنا وكل ممتلكاتنا، لكن المساعدات القطرية أعادت لنا الأمل. المستشفيان الميدانيان، والخيام، والأدوية كانت مساعدة كبيرة لنا ولجيراننا، وأشعر بأن هناك من لا ينسى معاناتنا”.

وأضاف “هذا الدعم لم يخفف فقط من الألم الجسدي، بل أعطانا شعورا بأننا لسنا وحدنا في هذه الأزمة، وأن المجتمع الدولي لا يزال يهتم بالشعب الأفغاني”.

كابول تشيد بالدور الإنساني لقطر.. مساعدات طارئة تعيد الأمل لضحايا الزلزال @Fazalwahed Fazli
قطر أرسلت فرق إنقاذ متخصصة للمساعدة في البحث والإنقاذ في المناطق المنكوبة في أفغانستان (مواقع التواصل)

حضور رسمي

لم تكن المساعدات القطرية مجرد استجابة عاجلة للأزمة الإنسانية، بل حملت في طياتها بعدا سياسيا ودبلوماسيا واضحا، تجسّد في الوفد الرسمي المرافق للجسر الجوي.

فقد ترأست وزيرة الدولة للتعاون الدولي، الدكتورة مريم بنت علي بن ناصر المسند، الوفد الذي ضم ممثلين عن وزارة الخارجية القطرية، والقوات المسلحة، وصندوق قطر للتنمية، ما يعكس اهتمام الدوحة بتنسيق جهودها عبر المؤسسات الرسمية لضمان وصول المساعدات بشكل فعّال ودقيق.

وأكدت وسائل الإعلام الأفغانية أن هذا الحضور الرسمي يعكس أن المبادرة لم تكن عملا إغاثيا عابرا، بل تجسيدا لإستراتيجية قطرية متكاملة تقوم على وضع العمل الإنساني في صلب السياسة الخارجية.

ويقول المحلل السياسي عبدالغفور عمر خيل للجزيرة نت: “المبادرة القطرية تعكس إستراتيجية متكاملة تربط بين العمل الإغاثي والدبلوماسية الناعمة. قطر تسعى عبر هذه الجهود لتعزيز مكانتها الإقليمية والدولية، وإظهار قدرتها على لعب دور عامل استقرار في لحظات الأزمات الإنسانية، خصوصا في أفغانستان”.

فيما أكد مسؤول في وزارة الخارجية الأفغانية -فضّل عدم كشف هويته- للجزيرة نت أن “الاستجابة القطرية تحمل دلالة سياسية بقدر ما هي إنسانية، فهي تعكس ثقة المجتمع الدولي بقدرة قطر على لعب دور فاعل في إدارة الأزمات”.

وأضاف “المساعدات لمست احتياجات عاجلة على الأرض، من المأوى إلى العلاج، وهو ما سيخفف بشكل ملموس من معاناة آلاف الأسر، ويبعث برسائل طمأنة للمجتمع المحلي حول الالتزام الدولي تجاه أفغانستان”.

خمس طائرات قطرية تصل إلى كابل تحمل مساعدات إنسانية لـ أفغانستان وكالة الأنباء القطرية
المساعدات القطرية الإغاثية لاقت ترحيبا أفغانيا واسعا شعبيا ورسميا (وكالات)

تفاصيل المساعدات

  • الجسر الجوي القطري شمل:  9 طائرات محمّلة بمستشفيين ميدانيين مجهزين بالكامل، وأدوية وإمدادات طبية عاجلة، وآلاف الحصص الغذائية وخيام لإيواء الأسر المتضررة، ومستلزمات نظافة أساسية، إضافة إلى فرق البحث والإنقاذ والفريق الطبي الميداني لتقديم الدعم على الأرض، وتجاوز عدد المستفيدين 11 ألف شخص.
  • المساعدات العربية الإضافية تنوعت بين:
    السعودية: 3 آلاف سلة غذائية من مركز الملك سلمان.
    الإمارات: مواد غذائية، ومستلزمات طبية، وخيام، وفرق بحث وإنقاذ وفريق طبي ميداني.
الصحة العالمية: مجاعة مؤكدة بأجزاء من السودان

الصحة العالمية: مجاعة مؤكدة بأجزاء من السودان

قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس -السبت- “إن السودان يواجه أزمة غذاء ومجاعة مؤكدة في أجزاء من البلاد”، وأوضح غيبريسوس في تدوينة على منصة “إكس” أن الوضع يتفاقم بشكل خاص في منطقة شمال دارفور غربا، حيث تخضع مدينة الفاشر للحصار منذ أكثر من 500 يوم”.

ودعا غيبريسوس إلى فتح باب المساعدات الإنسانية فورا وبشكل آمن ودون عوائق إلى الفاشر، لتلبية الاحتياجات الصحية المتزايدة وإنقاذ الأرواح، يأتي هذا بينما لا تزال الفاشر تشهد معارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حيث أعلنت شبكة أطباء السودان (مستقلة) -الثلاثاء- مقتل 18 مدنيا وإصابة أكثر من 100 آخرين جراء قصف مدفعي لـ”الدعم السريع”.

ودأبت اللجان الشعبية والسلطات المحلية في الفاشر على اتهام الدعم السريع بالمسؤولية عن القصف المدفعي والهجمات المتكررة على المدينة، التي تفرض عليها حصارا منذ العاشر من أيار/أيار 2024، رغم التحذيرات الدولية من خطورة المعارك بالمدينة باعتبارها مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس.

وقبل أيام، ذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في السودان “أوتشا” بتدوينة على منصة “إكس”، أن السودان يواجه أكبر أزمة غذاء في العالم.

ومنذ منتصف نيسان/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني والدعم السريع حربا أسفرت عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح ولجوء نحو 15 مليونا آخرين، بحسب الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدرت دراسة أعدتها جامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.

“غوث غزة”.. مشروع إنساني يقدم الغذاء والمأوى والدعم النفسي لأطفال غزة

“غوث غزة”.. مشروع إنساني يقدم الغذاء والمأوى والدعم النفسي لأطفال غزة

غزة- في قلب قطاع غزة، حيث يختلط صوت القصف بأنين الجوع، انطلق فريق “غوث غزة” الذي لا يملك أعضاؤه سوى جهدهم وإصرارهم على التخفيف من معاناة الناس، بيد أنهم باتوا اليوم من الوجوه البارزة للعمل الإغاثي الشعبي، في وقت يعيش فيه السكان إحدى أقسى المراحل الإنسانية في تاريخ القطاع.

يقول مدير فريق غوث غزة محمود حماد إن “الفريق تشكَّل في ظل العدوان والحصار المستمر، بدافع إنساني خالص وباستقلالية تامة، استجابة للحاجة العاجلة إلى مساعدة آلاف الأسر التي فقدت منازلها أو مصادر رزقها”.

اقرأ أيضا

list of 2 items

  • list 1 of 2إدارة ترامب تحجم عن مساعدة منكوبي زلزال أفغانستان
  • list 2 of 2خبراء يطالبون الأمم المتحدة بمنع كارثة إنسانية أكبر بغزة

end of list

ويضيف حماد -في حديثه للجزيرة نت- أنه “لم يكن أمامنا سوى خيار واحد: أن نمد أيدينا لمن حولنا”، مضيفا أن المبادرة قامت على “الشفافية والمصداقية” أساسا للعمل.

ويشير مدير الفريق إلى أن اختيار اسم “غوث غزة” لم يكن عابرا، فهو يجمع بين معنى الإغاثة السريعة والمرتبطة باسم غزة التي تمثل ميدان التجربة وأرض الرسالة، لافتا إلى أن الاسم يختصر جوهر المبادرة، وهي سرعة الاستجابة وسط ظروف بالغة الصعوبة.

ويتابع حماد “رغم أن الأنشطة بدأت بالاستجابة الفورية لاحتياجات المتضررين، فإن الفريق يسعى إلى بناء نموذج للعمل الإغاثي المستدام، يوازن بين الإغاثة الطارئة والمشاريع التنموية، برؤية تقوم على تعزيز صمود المجتمع، وفتح آفاق للاستقلالية عبر مبادرات طويلة الأمد، مثل دعم التعليم والصحة وتمكين الأسر الفقيرة.

تسعى مؤسسة غوث غزة بالتعاون مع جمعيات محلية أخرى لتقديم وجبات غذائية ساخنة للأطفال في ظل المجاعة
مؤسسة غوث غزة تسعى بالتعاون مع جمعيات محلية أخرى لتقديم وجبات غذائية ساخنة للأطفال في ظل المجاعة (الجزيرة)

الفئات الأكثر هشاشة

وتركز جهود “غوث غزة”، وفق المتحدث باسم الفريق رجب المنيراوي، على انتشال الأسر المنكوبة من تحت الركام ودعم الفئات الأكثر تضررا التي فقدت بيوتها، والأطفال الأيتام الذين تيتموا بين ليلة وضحاها، والمرضى وكبار السن وذوي الإعاقة، مضيفا “أصوات الجوع والمرض لا تحتمل الانتظار، لذلك نعمل بما يتوفر لدينا من إمكانات لتأمين الحد الأدنى من مقومات الحياة”.

إعلان

ويعدد المنيراوي أبرز المشاريع التي نفذها الفريق خلال الأشهر الأخيرة، في مقدمتها مشروع سقيا الماء الذي لبّى حاجة آلاف الأسر إلى مياه الشرب بعد تدمير الاحتلال الآبار ومحطات التحلية.

وإلى جانبه، أطلقت “غوث غزة” تكيات الطعام لتوزيع وجبات ساخنة على النازحين وفرق الإسعاف، إضافة إلى توزيع الطحين والمواد الغذائية التي أصبحت عملة نادرة في قطاع يعيش المجاعة.

ويضيف المنيراوي “مشروع كفالة الأيتام يمثل أولوية قصوى بالنسبة إلينا، فعدد الأيتام في غزة ارتفع بشكل كبير مع استمرار العدوان، وهؤلاء الأطفال بحاجة إلى دعم مادي ومعنوي يحفظ لهم كرامتهم”.

كما عمل الفريق على تزويد المستشفيات المحاصرة بالأدوية والمستلزمات الطبية المنقذة للحياة، ليستفيد منها آلاف المرضى والطواقم الطبية التي تعمل في ظروف استثنائية.

وفي مواجهة أزمة الوقود الخانقة، أطلق الفريق مؤخرا مشروع المواصلات المجانية عبر تشغيل حافلات تقل آلاف الركاب شهريا، تخفيفا عن الأسر الفقيرة والمرضى. ويشير المنيراوي إلى أن المشروع جاء وفاء لروح شهداء قناة الجزيرة، وعلى رأسهم الشهيد الصحفي أنس الشريف.

غوث غزة.. مشروع إنساني شامل يجمع بين الغذاء والمأوى والدعم النفسي لأطفال غزة الجزيرة نت
ورشة لتدريب أطفال غزة على الرسم ضمن جهود مؤسسة غوث غزة لدعمهم نفسيا (الجزيرة)

مبادرات للدعم النفسي

ولم تقتصر جهود الفريق على الغذاء والدواء، بل امتدت إلى رعاية الصحة النفسية للأطفال، ففي إطار مشروع كفالة الأيتام، أُطلقت مبادرة “رسم من تحت الركام”، الهادفة إلى مساعدة الأطفال الأيتام على التفريغ النفسي والتعافي من صدمات الحرب عبر الفن.

وتقول سيمونا بكر، إحدى المشرفات على المبادرة، إن “الرسم أداة فعّالة للتفريغ النفسي، خصوصا للأطفال الذين فقدوا الأمان فجأة، ونحن نمنحهم مساحة للتعبير عن مشاعرهم”.

أما جودي الإفرنجي، مدربة الرسم في المبادرة، فتوضح أن الأطفال بدؤوا بالرسم الجماعي لتخفيف الإحساس بالعزلة، ثم انتقلوا للرسم الفردي للتعبير عن ذواتهم وتجاربهم الخاصة. وتضيف “نحاول عبر هذه اللوحات إبراز الجوانب الإيجابية في مخيلة الأطفال، وتحويل الألم إلى أمل”.

وعلى الأرض، تعكس شهادات المستفيدين حجم الأثر الذي تركته هذه المبادرات، ففي أحد مخيمات النزوح التي زارتها الجزيرة نت، جلست أم نضال تحت خيمة متواضعة تحيط بها أطفالها حول وجبة ساخنة وزعها الفريق، قائلة “لم أتوقع أن يطرق بابي أحد في هذا الوقت ومعه طعام.. شعرت أنني لست وحدي”.

أما أبو أحمد، والد طفل حديث الولادة، فيروي بحرقة “كان ابني بحاجة ماسة للحليب الصناعي الذي فُقد من الأسواق، كاد أن يموت بين يدي، حتى جاء الفريق بالحليب وأنقذ حياته”.

ويقول أبو مروان، نازح من شمال القطاع “المياه التي وصلتنا ضمن مشروع سقيا الماء أنقذتنا من العطش.. لم نكن نعرف كيف سنواصل الحياة”، في حين عبّرت والدة طفلة يتيمة عن امتنانها، قائلة: “كفالة ابنتي ساعدتني على الاستمرار في تعليمها رغم فقدان زوجي وكل ما مررنا به من مآسٍ”.

هذه الشهادات آنفة الذكر تلخص أثر المبادرة الذي يتجاوز المساعدات المادية إلى بث الأمل في قلوب الناس.

غوث غزة.. مشروع إنساني شامل يجمع بين الغذاء والمأوى والدعم النفسي لأطفال غزة الجزيرة نت
حليب الأطفال الرضع من السلع النادرة في غزة وتسعى الجمعية لتوفيره قدر الإمكان (الجزيرة)

تحديات مستمرة

ورغم محدودية الإمكانيات وشح الموارد، فإن فريق “غوث غزة” يواصل عمله الإغاثي في بيئة محفوفة بالمخاطر، حيث تُغلق المعابر باستمرار ويُمنع دخول كثير من المواد الأساسية، لكن الفريق -كما يقول مديره- يعتمد على التكاتف المحلي وحملات التبرع داخل القطاع وخارجه، لإبقاء الأمل حيا في قلوب المنكوبين.

إعلان

ورغم التحديات، فإن المتحدث باسم الفريق يرى أن الأثر الإنساني لمثل هذه المبادرات يتجاوز الأرقام، إذ يمنح الناس شعورا بأنهم ليسوا وحدهم في مواجهة الموت والجوع والحصار، مؤكدا أن تشديد الحصار في الأشهر الأخيرة زاد من صعوبة استمرار بعض المشاريع الإنسانية نتيجة تعطل دخول المواد الأساسية.

وبمواجهة هذه التحديات، لجأ الفريق إلى تنظيم حملات تبرع داخل غزة وخارجها، وتوسيع شبكة الشراكات مع مبادرات محلية، في محاولة للإبقاء على قنوات الدعم مفتوحة.

وفي النهاية، لا يرى المتطوعون أنفسهم أكثر من “أداة بسيطة بيد الناس”، كما يصرِّح مدير الفريق، مضيفا “ما نقوم به ليس ترفا.. بل واجبا إنسانيا أمام معاناة نعيشها يوميا”.

وختم حديثه قائلا “رغم محدودية الإمكانات، فإن فريق غوث غزة تمكن من ترك بصمة واضحة في حياة آلاف المستفيدين منذ تأسيسه، ليثبت أن روح العمل الجماعي والإنساني قادرة على فتح نوافذ أمل حتى في أحلك الظروف”.

وبدعم أميركي، ترتكب إسرائيل منذ السابع من تشرين الأول/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلفت 62 ألفا و622 شهيدا، و157 ألفا و673 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين.