by | Aug 29, 2025 | أخبار العالم
في حين راح الاحتلال يضيّق خناقه على مدينة غزة شمالي القطاع المحاصر والمستهدف، حذّرت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) من أنّ تكثيف العملية العسكرية الإسرائيلية في المدينة من شأنها أن “تعرّض نحو مليون شخص لخطر النزوح القسري مجدداً”. جاء ذلك في تدوينة نشرتها الوكالة على حسابها الرسمي على منصة إكس، اليوم الجمعة، بعد إعلان جيش الاحتلال مدينة غزة “منطقة قتال خطرة”، في إطار خطّته لاحتلالها واستكمال حرب الإبادة الجماعية المستمرّة منذ نحو 23 شهراً.
أضافت وكالة أونروا، في تدوينتها نفسها، أنّ في ظلّ المجاعة المؤكدة في مدينة غزة، فإنّ أيّ تصعيد إضافي سوف يفاقم المعاناة، ويدفع مزيداً من المواطنين الفلسطينيين نحو الكارثة. وأشارت إلى أنّ قصف الاحتلال المتواصل على قطاع غزة وأوامر الإخلاء يجبران عائلات بأكملها على ترك منازلها مرّة أخرى، وسط الخوف والدمار.
وكانت الحكومة الإسرائيلية قد أقرّت، في الثامن من آب/ آب الجاري، خطّة طرحها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل تدريجياً، بدءاً بمدينة غزة.
من جهته، بثّ المفوض العام لوكالة أونروا فيليب لازاريني تسجيلاً مصوّراً حذّر فيه من الانتظار أكثر قبل الإتيان بخطوة من شأنها وضع حدّ لهدر الأرواح في غزة. وأكّد: “كلّما طال انتظارنا، ازداد عدد الأشخاص الذين يقضون” في قطاع غزة. وأشار إلى أنّ مدينة غزة تشهد عملية عسكرية إسرائيلية واسعة النطاق، تُسبّب مزيداً من المعاناة للفلسطينيين فيها، إلى جانب ما يقاسيه هؤلاء من مجاعة وقصف مستمر. وشدّد على “وجوب توفّر إرادة سياسية فورية من أجل إنقاذ أرواح سكان غزة”.
وفي 22 آب الجاري، أعلنت الأمم المتحدة المجاعة في محافظة غزة (حيث مدينة غزة) التي تغطي نحو 20% من القطاع، فيما توقّعت أن تنتشر ظروف المجاعة من محافظة غزة (شمال) إلى محافظتَي دير البلح (وسط) وخانيونس (جنوب) في الأسابيع المقبلة، في حين أنّ المعلومات ما زالت غير وافية من محافظة شمال غزة التي تمثّل مع محافظة غزة المنطقة الشمالية من القطاع المنكوب وكذلك من محافظة رفح (جنوب).
ويُعَدّ هذا الإعلان الذي أتت به لجنة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، بعد أشهر من التحذيرات بشأن تدهور الوضع الإنساني وتداعيات عملية التجويع الممنهج للقطاع الفلسطيني المحاصر، الأوّل من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، فيما أكد خبراؤها أنّ 500 ألف شخص يواجهون جوعاً كارثياً. يُذكر أنّ شراكة التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي تضمّ أكثر من 12 وكالة تابعة للأمم المتحدة ومجموعات إغاثة وحكومات، تعتمد كلّها التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي مرجعاً عالمياً لتحليل أزمات الغذاء والتغذية.
(الأناضول، العربي الجديد)
by | Aug 28, 2025 | أخبار العالم
يشير خبراء إسرائيليون، إلى أنّ المناطق التي أمر جيش الاحتلال الإسرائيلي سكان مدينة غزة باللجوء إليها، وحددها من خلال خرائط، بزعم أنّ “إخلاء مدينة غزة لا مفرّ منه”، هي أماكن وصفها الجيش ذاته بأنها خطيرة، وتؤكد خرائطه ذلك، ما يثير تساؤلات حول ما يبيّته للفلسطينيين. وكان المتحدث باسم جيش الاحتلال باللغة العربية أفيخاي أدرعي، قد نشر بياناً، أمس الأربعاء، وصفه بأنه “مهم إلى سكان قطاع غزة وتحديداً في مدينة غزة وشمال القطاع، بخصوص ما ينشر من إشاعات كاذبة بأنه لا يوجد مكان فارغ في جنوب القطاع لانتقال السكان”.
وبحسب البيان “قبيل التحوّل إلى المرحلة التالية في الحرب أود أن أؤكد بأن هنالك مناطق شاسعة فارغة في جنوب القطاع كما هو الحال في مخيمات الوسط وفي المواصي. هذه المناطق خالية من الخيم. لقد قام جيش الدفاع (جيش الاحتلال) بمسح هذه المناطق وهي معروضة في ما بعد أمامكم لمساعدة السكان المُخلين قدر الإمكان”. ونشر متحدث جيش الاحتلال إلى جانب بيانه، خريطة تم تحديد 19 منطقة فيها باللون الأزرق، في إشارة إلى المناطق التي يوجّه السكان إليها، زاعماً أنّ هذه المناطق، الواقعة في منطقة مخيمات الوسط وفي كثبان المواصي الرملية، خالية من الخيام ومُتاحة للسكن.
لكن فحص هذه المناطق من قبل صحيفة هآرتس العبرية، بمساعدة اثنين من خبراء الخرائط، هما عدي بن نون من الجامعة العبرية، ويعقوب غارب من جامعة بن غوريون، كشف أنّ بعض هذه المناطق تقع في أماكن صنفها جيش الاحتلال نفسه على أنها خطرة من ناحية وجود المدنيين فيها. ولفتت الصحيفة في عددها اليوم الخميس، إلى أنه، حتى في الخريطة التي نشرها الجيش الإسرائيلي نفسه أمس على موقعه باللغة العربية، تم الإشارة إلى هذه المناطق باللون الأحمر.
وفقاً لتعليمات جيش الاحتلال، فإنّ هذه المناطق محظورة على مرور أو وجود المدنيين، بسبب العمليات العسكرية. وكشف التحليل الذي أجراه غارب، أنّ الأمر لا يتعلق باستثناء واحد أو اثنين، ففي خريطة الناطق باسم جيش الاحتلال تم تمييز مناطق من بين 19 “كتلة”، وهي طريقة تقسيم جيش الاحتلال لمناطق القطاع، ست منها، بحسب غارب، تقع بالكامل أو جزئياً خارج الخطوط المسموح بها. وفي كثير من النواحي، وفق “هآرتس”، تترك تصريحات متحدث الجيش سكان غزة في حالة من عدم اليقين، إذ لم يصدر أي تحديث يغيّر وضع المناطق المحظورة.
ويكشف الفحص عن مشاكل إضافية، منها على سبيل المثال، أنّ مناطق الإخلاء صغيرة جداً مقارنة باحتياجات السكان. ووفقاً للتحليل، فإنّ المساحة الإجمالية لا تتجاوز سبعة كيلومترات مربعة تقريباً. وليس هذا فحسب، بل إنّ هذه المساحة ليست خالية تماماً، فبعضها عبارة عن مناطق لا يمكن نصب خيام فيها، وفي بعضها الآخر توجد خيام بالفعل. وفي حال تنفيذ خطة الاحتلال لإخلاء غزة، فسيعني ذلك أنّ كامل سكان القطاع سيتكدسون في نحو 19% فقط من مساحته.
وأكدت ذلك تصريحات لرئيس بلدية دير البلح، نزار عياش، أمس الأربعاء، بأنه لا توجد منطقة واحدة في دير البلح قادرة على استيعاب أي خيمة نزوح جديدة، معتبراً أنّ ما يحدث في دير البلح ينطبق على جميع مناطق المحافظة الوسطى في القطاع، وأنّ الوضع ينذر بكارثة إنسانية. وأرسل الباحثان الاسرائيليان، بن نون وغارب إلى صحيفة هآرتس صور أقمار صناعية حديثة، تُظهر أنّ بعض المناطق تضم بالفعل العديد من خيام النازحين، بينما تبدو مناطق أخرى كثباناً رملية يصعب أو يستحيل إقامة خيام عليها أو العيش فيها بشكل معقول. وهناك أماكن أخرى تبدو طرقا أو مناطق معرّضة للسيول أثناء هطول الأمطار.
إلى ذلك، تحذّر منظمات إنسانية، من أنّ إخلاء غزة، سيفاقم الكارثة الإنسانية في القطاع، ذلك أنّ أوضاع السكان صعبة أصلاً حتى قبل الإخلاء، ومعظم السكان تم تهجيرهم عدة مرات من قبل على يد الاحتلال، ولا يملكون القدرة المالية أو الجسدية أو النفسية على النزوح مرة أخرى في ظل استمرار الإبادة الإسرائيلية لسكان القطاع.
by | Aug 28, 2025 | أخبار العالم
كشفت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، سيندي ماكين، اليوم الخميس، أنّ مساعداتٍ غذائية إضافية تصل إلى قطاع غزة، لكنّها لا تزال غير كافية إطلاقاً لمنع انتشار المجاعة. وأردفت بالقول: “تدخل كميات إضافية من الغذاء. نسير في الاتجاه الصحيح، لكنّها لا تكفي للقيام بما يتعيّن علينا فعله لضمان ألا يعاني السكان من سوء التغذية والتضوّر جوعاً”. وذكرت أنّ البرنامج قادر حاليّاً على توصيل نحو 100 شاحنة مساعدات يوميّاً إلى غزة، لكن هذا العدد لا يزال أقل بكثير من 600 شاحنة كانت تدخل إلى قطاع غزة بشكل يومي خلال وقف إطلاق النار.
وحذّرت ماكين بعد زيارة لغزة من أنّ القطاع وصل إلى “حافة الانهيار الكامل”، داعيةً إلى معاودة تفعيل شبكة البرنامج لتوزيع المواد الغذائية بصورة عاجلة منعاً لاتّساع انتشار المجاعة. وأتت زيارتها إلى القطاع عقب إعلان الأمم المتحدة رسميّاً المجاعة في غزة في 22 آب/ آب الجاري. وقالت ماكين في بيان: “التقيتُ أطفالاً يتضوّرون جوعاً ويتلقّون علاجاتٍ لسوء التغذية الخطير، ورأيتُ صوراً لهم حين كانوا بصحة جيدة. لا يمكن التعرّف إليهم”. وأضافت: “بلغ اليأس ذروته وكنت شاهدة على ذلك بشكل مباشر”.
ولم يتسنَّ الحصول على تعليق من وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، وهي تابعة للجيش الإسرائيلي، وتشرف على تدفق المساعدات إلى القطاع، بحسب تصريحات ماكين. وقال التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وهو مرصد عالمي للجوع، في تقرير أصدره، الجمعة، إنّ نحو 514 ألف شخص، أي ما يقرب من ربع سكان القطاع، يواجهون حاليّاً ظروف المجاعة في مدينة غزة والمناطق المحيطة بها. وهاجمت إسرائيل مراراً هذه النتائج، ووصفتها بأنها “مغلوطة ومنحازة لحركة حماس”.
وزارت ماكين هذا الأسبوع دير البلح وخانيونس، وتفقّدت عيادة تقدم الخدمات للأطفال والحوامل والمرضعات، والتقت أمهات من النازحين روَين لها المعاناة اليومية، كما سلّطت الضوء على الصعوبات المستمرة التي تواجه إيصال المساعدات للسكان الأكثر عرضة للخطر في عمق قطاع غزة. وقالت: “ما شهدناه هو خراب تامّ. بتعبيرٍ مبسّط مناطق سُوّيت بالأرض. ورأينا سكاناً يعانون من جوعٍ وسوء تغذية لدرجة بالغة الخطورة”.
وأضافت: “يثبت ذلك وجهة نظري، وهي أنّنا نحتاج للتمكن من الوصول إلى العمق (في قطاع غزة) لنتأكد من أنهم يحصلون باستمرار على ما يحتاجونه”. وشدّدت على الحاجة “الفورية لإعادة تفعيل شبكتنا الواسعة الموثوقة من 200 نقطة توزيع للغذاء في أنحاء قطاع غزة والتكيات والمخابز”، وعلى الأهمية العاجلة “لتوفير الظروف الملائمة لنتمكن من مساعدة الأكثر ضعفاً وإنقاذ حياة الناس”.
ورأت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، أنّ التحسن الطفيف الذي تحقق في دخول الأغذية والإمدادات التي تُتاح تجاريّاً إلى قطاع غزة ساهم في تراجع الأسعار، لكنّ أغلب السكان لا يستطيعون تحمّل تكلفته. وأملت أن يتمكن برنامج الأغذية العالمي من الدخول بشكل أكبر إلى قطاع غزة، بعد اجتماع عُقد أمس الأربعاء مع رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي إيال زامير، ضغطت خلاله للوصول إلى هناك من دون عوائق، وإتاحة المزيد من الطرق الآمنة، وضمان عدم تعرّض الشاحنات لعمليات مطوّلة قبل الحصول على الإذن والتصاريح بالدخول. وأفاد بيان للجيش بأنّ زامير “أكد التزام إسرائيل بإتاحة وصول المساعدات الإنسانية لسكان قطاع غزة”.
وحذّر تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي من أنّ المجاعة قد تنتشر إلى دير البلح في وسط القطاع وخانيونس في جنوبه بنهاية أيلول/ أيلول المقبل. ووصفت ماكين تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي بأنّه “المعيار الذهبي” لقياس انعدام الأمن الغذائي، وحثت على تكثيف دخول المساعدات للقطاع.
ورفضت إسرائيل تقرير المرصد العالمي، وقالت إنّه “معيب للغاية”، وطالبت أمس الأربعاء التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي بسحبه. ولم يصدر بعد من المرصد تعليق على ذلك. كما طالبت إسرائيل بسحب تقرير الخبراء الذي استندت إليه الأمم المتحدة لإعلان المجاعة، والذي وصفه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنّه “كذب صريح”. وأتت تصريحات ماكين في وقت كثّف الجيش الإسرائيلي، أمس الأربعاء، عملياته عند أطراف مدينة غزة التي يسعى لإخلائها من سكانها على الرغم من إعلان الأمم المتحدة المجاعة فيها.
(رويترز، فرانس برس)