الخطة الإسرائيلية لضم الضفة.. ما جديتها وكيف سيتعامل معها العالم؟

الخطة الإسرائيلية لضم الضفة.. ما جديتها وكيف سيتعامل معها العالم؟

بالتوازي مع استمرار الانتهاكات الإسرائيلية، توشك تل أبيب على ابتلاع الضفة الغربية كرد على ما تصفه حكومة بنيامين نتنياهو بالاعتراف الوشيك بفلسطين من عدة دول غربية.

ورغم أن الإدارة الأميركية لم تعط ضوءًا أخضر أو أحمر عليه، إلا أن واشنطن مطلعة على تفاصيل المخطط، الذي تشوبه انقسامات إسرائيلية حول توقيت الإعلان بين من يطالب بطرحه كخطوة ضرورية في ذاتها ومن يربطه بالاعتراف الغربي بفلسطين.

ووفق تقارير إسرائيلية وأميركية، تواصل تل أبيب وواشنطن معارضة الاعتراف بفلسطين كدولة، والعمل على تهديد الدول التي تفكر بالاعتراف.

في المقابل، تتزايد الترجيحات في أن الاتحاد الأوروبي ودولًا غربية أخرى من الممكن أن تفرض عقوبات على تل أبيب في حال ضمها أجزاء من الضفة.

أما عربيًا فمن المرجح أن تعمد دول إلى تعليق أو تخفيض مستوى اتفاقيات السلام مع إسرائيل.

خطة الضم تستهدف بحسب ما ينقله موقع أكسيوس الأميركي، القضم من المنطقة “جيم” التي تشهد توحشًا أصلًا بالإجراءات الإسرائيلية التعسفية ضد الأرض والإنسان، من قلع للأشجار، ومصادر للأراضي وتوسيع في الاستيطان.

علاوة على بوادر تهجير قسري للأهالي مع تثبيت حواجز تقطع أوصال البلدات والمدن، بموازاة سيطرة استيطانية على التلال تحت حماية الجيش، بينما يقبع شمال الضفة تحت وطأة عدوان عسكري مستمر.

“إسرائيل ماضية بخطط الضم” 

في هذا الإطار، يرى أنطوان شلحت الكاتب المتخصص بالشأن الإسرائيلي، أنه “لأول مرة في تاريخ إسرائيل يصبح الاستيطان بيد وزير مدني”، لافتًا إلى أن إخراج خطط ضم الضفة الآن يأتي بالتوازي مع نوايا دول الاعتراف بفلسطين.

وأضاف شلحت في حديث إلى التلفزيون العربي من عكا، أن “الخطة بحسب الإسرائيليين تعني أن الدولة الفلسطينية ستصبح في خبر كان، خاصة وأن الاستيطان الجاري في الضفة هو الأكثر كثافة منذ عام 1974”.

واعتبر شلحت، أن “هناك شبه إجماع على معارضة الدولة الفلسطينية داخل إسرائيل وتكثيف الاستيطان وهو الأداة المثلى لمنع قيام الدولة الفلسطينية”.

وراح يقول: “كل هذه الخطوات غير المسبوقة من قبل الحكومة الإسرائيلية تأخذ منحى أكثر توحشًا بما يتعلق بالضفة”.

واستدرك: “إسرائيل الآن تقوم بكل تلك الخطوات؛ لأنها حاصلة على دعم مطلق من الإدارة الأميركية وتل أبيب اليوم لا يعنيها دعم الدول الأخرى لها”.

ونوه إلى أن “إسرائيل ماضية في مخطط ضم الضفة الغربية، خاصة في ظل محاولات الاستيطان في المنطقة ألف – وباء”.

“محاولة قتل حلم الشعب الفلسطيني بدولة”

بدوره قال صلاح الخواجا مساعد رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، إن “أول مشروع لإنهاء الدولة الفلسطينية هو عزل قطاع غزة عن الضفة الغربية والسيطرة على القدس بالكامل وعزلها عن المدن الفلسطينية وكذلك عزل الأغوار وتقسيم ما تبقى إلى كانتونات”. 

واعتبر الخواجا في حديث إلى التلفزيون العربي من رام الله أن “هناك محاولة للسيطرة على أراضي قد تصل إلى 63% من الضفة عبر زيادة البؤر الاستيطانية ومنها الرعوية التي احتلت 14% من أراضي الضفة”.

وراح يقول: “هناك محاولة لقتل حلم الشعب الفلسطيني بدولة، كذلك حبس الفلسطينيين في كنتونات غير مترابطة”.

ولفت الخواجا إلى أن “هناك حاجة لتطوير نموذج الكفاح ضد الاحتلال من قبل الفلسطينيين”.

الموقف الأميركي

من جانبه، رأى توم وريك مساعد وزير الخارجية الأميركي الأسبق، أن “الضفة الغربية لم تكن في أولويات الرئيس الأميركي دونالد ترمب في الملف الفلسطيني بل كان يفكر في منع وصول حماس للسلطة في غزة“.

وأضاف في حديث إلى التلفزيون العربي من واشنطن، أن “مسؤولين من إدارة ترمب يتابعون تدهور حلم الدولة الفلسطينية، ولكن ليس هناك خطوات لمنع فكرة قضم أراضي الضفة”.

ومضى يقول “حتى مع وجود خطة E1 إلا أن ذلك لا يمنع إقامة دولة فلسطينية لكن سيكون الطريق لذلك صعبًا”.

مداهمات واعتقالات في الضفة.. قوات الاحتلال تقتحم محيط مدرسة في القدس

مداهمات واعتقالات في الضفة.. قوات الاحتلال تقتحم محيط مدرسة في القدس

اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الإثنين، محيط مدرسة في بلدة سلوان بالقدس المحتلة، تزامنًا مع وقفة احتجاجية للأهالي في المكان.

وبحسب مراسل التلفزيون العربي فادي العصا، فإن قوات الاحتلال اقتحمت محيط مدرسة سلوان الإعدادية للبنين، بالتزامن مع وقفة احتجاجية نظمها الأهالي والطلاب رفضًا لسياسات الاحتلال التعسفية في نقل المدرسة وأسرلة المنهاج. وقد أمهلت المشاركين دقائق معدودة لمغادرة المكان، فيما حاولت قوات الاحتلال منع الوقفة تحت تهديد السلاح.

الاحتلال يحاول السيطرة على قطاع التعليم

وكانت لجنة أولياء الأمور المركزية في سلوان ورأس العمود، قد أعلنت مساء أمس الأحد، عن إضراب شامل ومفتوح في جميع مدارس البلدة، بدءًا من صباح اليوم رفضًا للإجراءات والقرارات الجائرة والتعسفية التي اتخذتها بلدية الاحتلال بحق مدارس وطلبة المنطقة.

وأوضحت اللجنة، في بيان أنّ هذه القرارات تمس بشكل مباشر بحق الطلبة في التعليم، وتهدّد مستقبلهم الدراسي، مؤكدة أنّها “لن تتراجع عن خطواتها الاحتجاجية حتى إلغاء القرارات وتحقيق المطالب المشروعة”.

وأكدت اللجنة أنّ هذه الإجراءات التعسفية تأتي ضمن محاولات الاحتلال المتواصلة لفرض سيطرته على قطاع التعليم في القدس المحتلة، مشيرة إلى أنّ أهالي سلوان ورأس العمود سيواصلون نضالهم المشروع حتى تحقيق العدالة وحماية مستقبل أبنائهم.

كما دعت جميع أولياء الأمور إلى الالتزام التام بالإضراب وعدم إرسال أبنائهم إلى الصفوف الدراسية، مشددة على أن الهدف من هذه الخطوة هو الدفاع عن حق الطلبة المقدس في التعليم.

ولفت مراسل التلفزيون العربي إلى أن قوات الاحتلال عمدت إلى إغلاق المداخل الرئيسة للقرى الفلسطينية مع بدء العام الدراسي داخل الخط الأخضر لمنح المستوطنين حرية الحركة على الطرقات.

اقتحامات في الضفة الغربية

إلى ذلك، اقتحم مستوطنون صباح اليوم الإثنين، المسجد الأقصى المبارك، بحماية من قوات الاحتلال الإسرائيلي وأدوا طقوسًا تلمودية واستفزازية في باحاته وسط تضييق من قبل شرطة الاحتلال على المصلين، وفق ما أفادت به وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا”. 

وفي محافظة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، اقتحم أكثر من 15 مستوطنًا منزل المواطن أسامة العبور وألقوا الحجارة ما أدى لإصابة، ثم انسحب المستوطنون بحماية جيش الاحتلال الإسرائيلي. 

وفي منطقة خربة قلقس في جنوبي محافظة الخليل، تفاجأ السكان بإطلاق جيش الاحتلال الرصاص الحي.

وافتتح رئيس مجلس مستوطنات شمالي الضفة الغربية روضة أطفال في مستوطنة حومش المقامة على أراض فلسطينية كانت أخليت قبل سنوات واعادت سلطات الاحتلال بنائها، في إشارة إلى أن المستوطنين وأطفالهم سيعودون إلى هذه المستوطنة المقامة على أراضي منطقة سيلة الظهر في المنطقة الجنوب من جنين شمال الضفة الغربية المحتلة.

الاعتراف بدولة فلسطين يغضبه.. إعلام عبري يفضح نوايا الاحتلال بشأن الضفة

الاعتراف بدولة فلسطين يغضبه.. إعلام عبري يفضح نوايا الاحتلال بشأن الضفة

ذكر موقع “واللا” العبري مساء اليوم الأحد، أن وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر أبلغ نظيره الأميركي ماركو روبيو بأن إسرائيل تستعد لإعلان ضم الضفة الغربية قريبًا.

وكان ثلاثة مسؤولين إسرائيليين قد قالو اليوم إن إسرائيل تدرس ضم الضفة الغربية المحتلة، في رد محتمل على اعتراف فرنسا ودول أخرى بدولة فلسطينية.

وبحسب وكالة “رويترز”، ذكر مسؤول إسرائيلي آخر أن الفكرة ستحظى بقدر أكبر من النقاش اليوم الأحد.

وقال عضو في مجلس الوزراء الأمني المصغر لوكالة رويترز: إن إعلان إسرائيل “سيادتها” على الضفة الغربية، أي ضم الأراضي التي احتلتها في حرب عام 1967 فعليًا، يأتي على جدول أعمال اجتماع المجلس الذي يقوده رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مساء اليوم، والمتوقع أن يركز على العدوان على غزة.

وأيّد الكنيست الإسرائيلي بالأغلبية، الأربعاء الماضي، اقتراحًا يدعم “ضم” الضفة الغربية المحتلة، في خطوة يتوقع أن تثير رفضًا عربيًا ودوليًا واسعًا باعتبارها انتهاكًا للقانون الدولي، وفي وقت تتعرض فيه مدن الضفة لعدوان وحملات تهجير وهدم للمباني.

وقالت القناة “12” العبرية الخاصة، إن 71 نائبًا من أصل 120 صوتوا لصالح الاقتراح وعارضه 13.

تصعيد في الضفة

ومنذ أن شن جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية أطلق عليها “الجدار الحديدي” شمالي الضفة الغربية في كانون الثاني/ كانون الثاني الفائت “لا يزال نحو 30 ألف فلسطيني مهجّرين قسرًا”، بحسب المتحدث باسم مفوضية حقوق الإنسان ثمين الخيطان.

وكانت الأمم المتحدة قد قالت إن العملية العسكرية الإسرائيلية، التي بدأت في شمال الضفة شرّدت عشرات الآف الأشخاص، ما يثير مخاوف من احتمال وقوع “تطهير عرقي“.

وتواجه إسرائيل انتقادات دولية متزايدة بسبب عدوانها على غزة، الذي أدى إلى استشهاد وجرح عشرات آلاف الفلسطينيين.

وقد عبّرت عن غضبها من تعهدات فرنسا وبريطانيا وأستراليا وكندا بالاعتراف رسميًا بدولة فلسطينية خلال أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر المقبل.

وكانت أعلى محكمة تابعة للأمم المتحدة قد أكدت عام 2024، أن احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية، ومنها الضفة الغربية والمستوطنات هناك، غير قانوني ويجب إنهاؤه في أسرع وقت ممكن.

لكن منذ سنوات يدعو أعضاء بالائتلاف الحاكم في إسرائيل إلى ضم أجزاء من الضفة الغربية رسميًا. وصوّت الكنيست بالأغلبية في تموز/ تموز 2024 على رفض قيام دولة فلسطينية.

يشار إلى أن الولايات المتحدة قالت الجمعة الماضية، إنها لن تسمح للرئيس الفلسطيني محمود عباس وأعضاء السلطة الفلسطينية بالسفر إلى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث من المقرر أن يتم الاعتراف بدولة فلسطينية من جانب عدة دول حليفة لواشنطن.