قمة شنغهاي.. الصين وروسيا ترفضان إعادة العقوبات الأممية على إيران

قمة شنغهاي.. الصين وروسيا ترفضان إعادة العقوبات الأممية على إيران

أيدت الصين وروسيا، العضوان الدائمان في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، إيران اليوم الإثنين في رفضها لتحرك دول أوروبية لإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على طهران، التي رفعت قبل 10 أعوام بموجب اتفاق نووي.

ونصت رسالة وقع عليها وزراء خارجية الصين وروسيا وإيران على أن الخطوة التي أقدم عليها الثلاثي الأوروبي، بريطانيا وفرنسا وألمانيا، لإعادة فرض العقوبات تلقائيًا “معيبة من الناحيتين القانونية والإجرائية”.

والصين وروسيا من بين الدول التي وقعت على الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 مع قوى عالمية، من بينها الدول الأوروبية الثلاث المعروفة باسم “الترويكا الأوروبية”.

وقد أعلنت فرنسا وبريطانيا وألمانيا الجمعة الماضية، استعدادها لتأجيل إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران إذا عالجت المخاوف بشأن برنامجها النووي خلال الشهر المقبل، لكن طهران نددت بالعرض ووصفته بأنه غير صادق.

والخميس، فعّلت الدول الثلاث (الترويكا الأوروبية) الآلية المعروفة باسم “آلية الزناد” والتي تسمح بإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على طهران، بموجب اتفاق 2015 حول البرنامج النووي الإيراني (خطة العمل الشاملة المشتركة)، علمًا بأن إمكانية إعادة تفعيل العقوبات تنتهي في تشرين الأول/ تشرين الأول القادم وستسمح آلية “العودة السريعة” بإعادة تفعيل العقوبات التي رفعت بموجب ذلك الاتفاق.

وأطلق الأوروبيون آلية “العودة السريعة للعقوبات” في الأسبوع الماضي، إذ اتهموا إيران بخرق الاتفاق.

 وكان الاتفاق قد أدى إلى تخفيف العقوبات المالية الدولية المفروضة على طهران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي.

“محاولة أوروبية لا تستند إلى أي أساس”

وذكرت الرسالة التي نشرها وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في منشور على منصة إكس اليوم الإثنين أن المسار الذي اتخذته بريطانيا وفرنسا وألمانيا “يمثل إساء استخدام لسلطة مجلس الأمن الدولي ومهامه“.

وكتب عراقجي في منشور على منصة إكس: “رسالتنا المشتركة مع زميلي، وزيري خارجية الصين وروسيا، الموقعة في تيانجين خلال قمة منظمة شنغهاي، تعكس الموقف الثابت بأن المحاولة الأوروبية لتفعيل آلية “العودة السريعة للعقوبات” لا تستند إلى أي أساس من الناحية القانونية ومدمرة من الناحية السياسية”.

وتم التوصل إلى الاتفاق النووي عام 2015 في عهد الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، وينص على تخفيف العقوبات على إيران مقابل وضع قيود صارمة على أنشطتها النووية.

لكن خلفه دونالد ترمب أنهى الاتفاق فعليًا خلال ولايته الأولى عندما سحب الولايات المتحدة منه أحاديًا وأعاد فرض عقوبات أميركية شديدة تطال الدول التي تشتري النفط الإيراني.

وتبنى ترمب نهجًا دبلوماسيًا في بداية ولايته الثانية، لكن إسرائيل أطلقت في حزيران/ حزيران الفائت حملة قصف واسعة على إيران، شاركت فيها الولايات المتحدة بقصف ثلاث منشآت نووية.

وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الخميس الماضي، إن الولايات المتحدة منفتحة أيضًا على إجراء محادثات مباشرة مع إيران.

وتجاوزت إيران منذ فترة طويلة القيود على إنتاج اليورانيوم المنصوص عليها في اتفاق عام 2015. وتقول طهران إن لها الحق في ذلك بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق. 

وأجرت إيران ودول الترويكا الأوروبية محادثات بهدف إبرام اتفاق نووي جديد بعد أن قصفت إسرائيل والولايات المتحدة منشآتٍ نووية إيرانية في منتصف حزيران/حزيران الفائت.

إلا أن دول الترويكا الأوروبية الثلاث اعتبرت أن محادثات جنيف الأسبوع الماضي لم تسفر عن إشارات تعكس استعداد إيران لإبرام اتفاق جديد.

الرئيس الإيراني: لا نسعى للحرب وسنقف في وجه أي معتد

الرئيس الإيراني: لا نسعى للحرب وسنقف في وجه أي معتد

قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، في مقابلة بثها التلفزيون الإيراني مساء الجمعة، إن “إيران لم تسع يوماً ولن تسعى إلى الحرب“، مؤكداً في الوقت نفسه أن بلاده “ستقف بقوة في وجه أي معتد”. واتهم الولايات المتحدة وإسرائيل بـ”ارتكاب جرائم اغتيال وبمحاولات لتقسيم إيران” منذ عام 1979 حتى اليوم. وتأتي المقابلة بعد يوم على إعلان فرنسا وبريطانيا وألمانيا (الترويكا الأوروبية) تفعيل ما يسمى آلية العودة السريعة للعقوبات على إيران (سناب باك) بسبب اتهامات لها بانتهاك الاتفاق النووي المبرم عام 2015.

واعتبر بزشكيان أن أعداء إيران “أخطؤوا في تقديراتهم خلال الحرب الأخيرة في حزيران/حزيران الماضي”، حين اعتقدوا أن “إيران في أضعف موقع، وأن أي هجوم سيقود الشعب إلى الشوارع وينهار النظام والثورة”، مؤكداً أن هذا النوع من “الطمع والخطأ ليس بالأمر الجديد”. ودعا الشعب والمسؤولين إلى “صون وحدة الصف والتضامن”، مشدداً على أن “تكاتف الشعب يجعل أي قوة عاجزة عن التجرؤ على النيل من هذه الأرض”.

وتابع بزشكيان “إيران وطن لجميع أبنائها، وليست حكراً على فئة بعينها”، محذراً من أن “الأصوات التي تمزق وحدة الصف، وغياب العدالة بحق شرائح في المجتمع، أخطر من آلية سناب باك نفسها”. واعتبر أن “ثمرة الوحدة الوطنية ظهرت جلياً في الحرب الأخيرة”، التي شنّتها إسرائيل على إيران في حزيران/ حزيران الماضي، ودامت 12 يوماً تخللتها ضربات أميركية على المنشآت النووية الرئيسية الثلاث في إيران.

وجدد بزشكيان رفضه لتطبيق قانون الحجاب، معتبراً أن تنفيذه “كان سيؤدي إلى زيادة التوتر في المجتمع”. كما أقرّ بأنه من الناحية القانونية “لا يملك صلاحية مطالبة السلطة القضائية بالإفراج عن المعتقلين السياسيين”، مضيفاً: “أتمنى إطلاق سراحهم، لكن الأمر ليس بيدي”، مؤكداً أن حل القضايا المرتبطة بمؤسسات أخرى يتطلب “توافقاً وإجماعاً وطنياً”.

وردّاً على اتهامات أوروبية بعدم التزام إيران التعهدات النووية، قال بزشكيان إن هذه الادعاءات “واهية تماماً”، معلناً أن “طهران لا ترحب بتفعيل آلية سناب باك”. وانتقد معارضي الاتفاق النووي في الداخل، مشيراً إلى أن “من كانوا يرفضون الاتفاق كله في الماضي، أصبحوا اليوم ينتقدون سناب باك”، مضيفاً أن الاتفاق النووي “أقرّ بحق إيران في التخصيب”.

عراقجي يحذر الأوروبيين

وفي سياق متصل، أجرى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي اتصالاً هاتفياً مع نظيره المجري بيتر سيارتو، حذر فيه من تداعيات تحرك الدول الأوروبية الثلاث لزيادة الضغط على إيران عبر التهديد بإعادة تفعيل قرارات مجلس الأمن السابقة. وأكد عراقجي أن لإيران “الحق في الرد المناسب”، معتبراً أن هذه الخطوة “تضرّ بشدة بمصداقية أوروبا ومكانتها بوصفها طرفاً مفاوضاً، وتثير شكوكاً عميقة بشأن نياتها الحقيقية”.

وفي منشور عبر منصة “إكس”، قال عراقجي إن “الوقت قد حان ليعلن مجلس الأمن والمجتمع الدولي: كفى”. وأضاف أن الدول الأوروبية الثلاث “تعمل بالوكالة عن إسرائيل والولايات المتحدة لمواصلة الضغط على الشعب الإيراني”، مؤكداً أن سلوكها “سيجعلها بلا تأثير وبلا صلة في تعاملها مع إيران”.

وأشار وزير الخارجية الإيراني إلى أنه شارك في المفاوضات مع الولايات المتحدة طوال العقدين الماضيين، مذكّراً بأن بلاده “شاركت هذا العام في خمس جولات من المفاوضات النووية مع إدارة (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب”، لكنه قال إنه “عشية الجولة السادسة، تعرضت إيران لهجوم من إسرائيل أولاً، ثم من الولايات المتحدة”، واصفاً اتهامات أوروبا لطهران بالانسحاب من التفاوض بأنها “تثير الاشمئزاز”.

واتهم عراقجي الاتحاد الأوروبي بعدم الالتزام بتعهداته في الاتفاق النووي عقب انسحاب واشنطن منه عام 2018، محذراً من أن قرار الدول الأوروبية الثلاث ستكون له “تأثيرات سلبية كبيرة على الدبلوماسية”، وأنه “سيُضعف بشدة المفاوضات الجارية بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية”، كما أنه “سيدفع إيران إلى اتخاذ رد مناسب”. واختتم قائلاً إن الطريق الذي اختارته أوروبا “إذا لم يتم تداركه، فستكون له تبعات خطيرة على صدقية مجلس الأمن وتهديد مباشر للسلام والأمن الدوليين”.

وأمس نقلت “رويترز” عن مسؤول إيراني كبير قوله إن خطوة الدول الأوروبية الثلاث لتفعيل آلية إعادة فرض العقوبات “غير قانونية ومؤسفة”، مضيفاً أن الخطوة هي ضد الدبلوماسية وليست فرصة لها، وقال إن إيران تدرس بعض الخيارات، مثل تقليص التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إطار اتفاق الضمانات، أو حتى الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي، مشدداً على أنها لن تتنازل تحت الضغط.

تفعيل “آلية الزناد”.. ما الخيارات أمام إيران لمواجهة العقوبات الغربية؟

تفعيل “آلية الزناد”.. ما الخيارات أمام إيران لمواجهة العقوبات الغربية؟

تدخل أوروبا مرحلة توصف بـ”الحاسمة” حيال الملف النووي الإيراني عبر تفعيلها آلية “سناب باك” ضد إيران، متأرجحة بين التلويح بالعقوبات وإبقاء نافذة التفاوض مفتوحة. 

كما تدخل أوروبا بخطاب مزدوج بين عصا تضغط على طهران بمهلة ثلاثين يومًا، وجزرة تُغلَّف بحديث “الفرصة الدبلوماسية”.

 تفعيل “سناب باك”

لكن خلف هذه الصياغة الناعمة لمسارات ممكنة يسود قلق عميق من انهيار الاتفاق النووي، ومن تحول إيران إلى لاعب خارج السيطرة في قلب النظام الدولي لعدم الانتشار.

وترى طهران في الخطوة الأوروبية خيانة لروح الاتفاق مع الترويكا، وتلوح بخيارات قصوى تبدأ بتقليص التعاون مع الوكالة الدولية، مرورًا بالتهديد بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار. ويقوم المنطق الإيراني على معادلة “لا تفاوض تحت الضغط”، وعلى استخدام التخصيب كأداة ردع مضادة.

وبين خطاب الصمود في الداخل، ومشهد المواقع النووية المستهدفة إسرائيليًا مؤخرًا، تسعى إيران لتذكير المجتمع الدولي بأنها لن تمشي في مسار إلا بشروطها.

وتنظر واشنطن إلى تفعيل “سناب باك” كخطوة لتوحيد الغرب ضد إيران، بينما تمضي تل أبيب أبعد من ذلك بضربات نوعية تهدف إلى شل البنية النووية الإيرانية.

وروسيا، على الضفة الأخرى تمامًا، تحذر من انزلاق قد يعصف بالتوازن الدولي، واصفة التحرك الأوروبي بأنه مقامرة قد تقود إلى “عواقب لا يمكن إصلاحها”.

وبين هذه المواقف يتقاطع الملف النووي الإيراني بين دبلوماسية مهددة بالتعثر، وضغوط عسكرية مباشرة، وتحذيرات كبرى من انهيار قواعد اللعبة العالمية.

“موقف دبلوماسي”

وفي هذا الإطار، تقول آن جوديتشيلي، أستاذة العلاقات الدولية والأمن العالمي: “إنها طريقة للاتحاد الأوروبي والترويكا الأوروبية لبدء العمل بمبادرة تهدف إلى عدم ترك واشنطن وحدها، وإظهار أن لديهم القوة الدبلوماسية، مع تحديد التوقيت والمهلة الزمنية لتحقيق هدف معيّن يتمثل في الضغط على إيران ودفعها إلى الامتثال للمطالب الأوروبية”.

وتضيف جوديتشيلي، في حديث إلى التلفزيون العربي من باريس، أن توقيت الخطوة الأوروبية مرتبط بوجود مسار دبلوماسي على المحك، ولا سيما أن إسرائيل تعتمد إستراتيجيتها الخاصة في الشرق الأوسط.

وتوضح أن هناك محاولات لعدم ترك الولايات المتحدة تخوض المسار وحدها مع إيران في ما يتعلق بالنووي، ولا سيما أن للأوروبيين دورًا في منطقة الشرق الأوسط.

وتقول إنّ الأوروبيين يريدون أن يكون لهم دور القيادة في الملف النووي الإيراني، إذ يرون أن المسألة لا تُفرَض على إيران من قبل الثنائي الولايات المتحدة وإسرائيل، حسب قولها.

وتلمح إلى أن هناك محاولات للضغط على إيران وفتح باب لمواصلة المفاوضات، في محاولة لإيجاد تنازلات مقبولة من قبلها، وهو الهدف الأساس للترويكا الأوروبية.

 “آلية الزناد”

من جانبه، يرى حسين رويوران، أستاذ العلوم السياسية في جامعة طهران، أن أوروبا قبلت أن تلعب دور رأس الحربة للولايات المتحدة، ولهذا فإن تهديدها بآلية سناب باك هو تهديد أميركي بالأساس، ولا سيما أن واشنطن، رغم هذه الآلية، لن تسمح لها في نهاية المطاف باتخاذ القرار.

ويضيف رويوران في حديث إلى التلفزيون العربي” من طهران، أن “أوروبا تستعمل آلية الزناد بشكل انتقائي، فهي لم تلتزم بالاتفاق النووي جملةً وتفصيلًا، لكنها اليوم تريد الالتزام فقط بجزئية واحدة تتعلق بالعقوبات”.

ويلفت إلى أن الموقف الأوروبي ـ الأميركي ضد إيران يأتي بسبب رفض هذه الأخيرة التفاوض مع واشنطن بعد الغدر الأميركي بالشراكة مع الكيان الصهيوني، حسب قوله.

ويشير إلى أن إيران اليوم تبحث عن الضمانات التي يمكن أن تقبلها كي تدخل في مفاوضات، بما يضمن أن لا تتخذ واشنطن المفاوضات غطاءً لشن هجمات جديدة على إيران.

ويرى أن أوروبا تخطئ بإعادة فرض العقوبات على إيران، ولا سيما أن حل الملف النووي يتم عبر الحوار لا عبر التهديد.

ويقول: إنّ “إيران يمكنها، عبر البرلمان، أن توقف كامل تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وقد تكون هذه مجرد بداية، تليها احتمالية الانسحاب من معاهدة الحد من الانتشار النووي، بينما يطالب بعض الأطراف الحكومةَ بإغلاق مضيق هرمز”.

واستدرك: “ما تقوم به أوروبا يُعد إعلان حرب ضد إيران، وإن كان ليس في الجانب العسكري، ولا سيما أن طهران تؤكد أنها مع حوار جاد يحترم إرادة الطرفين، وهي مستعدة أيضًا للعودة إلى طاولة التفاوض مع واشنطن”.

“العودة إلى لعب الدور”

بدوره، يقول بنيامين فريدمان، أستاذ الأمن الدولي في جامعة جورج واشنطن، إن الأوروبيين يحاولون الآن العودة إلى لعب دورهم في الملف النووي الإيراني.

ويضيف فريدمان، في حديث إلى التلفزيون العربي من واشنطن، أن الأوروبيين يريدون العودة إلى آلية سناب باك، من دون أن يطلبوا ذلك من الولايات المتحدة، حسب قوله.

ومضى يقول: “الدول الأوروبية تلتزم حاليًا بدور الضغط على إيران، وهو دور قد لا يكون فعالًا”.

وألمح فريدمان إلى أن “إدارة ترمب تختزل موقفها في الادعاء بأنها دمّرت البرنامج النووي الإيراني، ولهذا فإن موقف واشنطن يتسم بالفوضوية”.

طهران تدين تفعيل الترويكا آلية الزناد

طهران تدين تفعيل الترويكا آلية الزناد

دانت الخارجية الإيرانية خطوة الترويكا الأوروبية لإعادة فرض العقوبات الأممية.معتبرة إياها استفزازية وغير شرعية، ومن شأنها إضعاف مسار التعاون بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية

من جهته أكد وزير الخارجية عباس عراقجي، أن بلاده سترد على الخطوة حفاظا على مصالحها الوطنية.

ترحيب أميركي.. مجلس الأمن يناقش قرار إعادة تفعيل العقوبات على إيران

ترحيب أميركي.. مجلس الأمن يناقش قرار إعادة تفعيل العقوبات على إيران

يعقد مجلس الأمن الدولي الجمعة اجتماعًا طارئًا مغلقًا لمناقشة قيام باريس وبرلين ولندن بتفعيل آلية إعادة فرض العقوبات على طهران على خلفية برنامجها النووي، وفق ما أفادت مصادر دبلوماسية الخميس وكالة “فرانس برس”.

وقالت المصادر: إن الاجتماع يعقد بناء على طلب فرنسا والمملكة المتحدة.

وكانت فرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا قد فعلت اليوم الآلية التي تتيح إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران بسبب عدم وفائها بالتزاماتها على صعيد برنامجها النووي، وذلك في رسالة إلى مجلس الأمن.

“إعادة فرض سلسلة عقوبات”

وجاء في الرسالة أن الدول الثلاث “ترغب في إبلاغ مجلس الأمن بأنه، استنادًا إلى أدلة عملية، ترى مجموعة إي3 أن إيران لا تحترم التزاماتها” بموجب اتفاق 2015 حول برنامجها النووي، و”تلجأ تاليًا إلى الآلية المعروفة باسم آلية الزناد”، ومهلتها ثلاثون يومًا قبل إعادة فرض سلسلة من العقوبات تم تعليقها قبل عشرة أعوام.

وكان الأوروبيون يلوّحون بهذا التهديد منذ أشهر ويأتي تفعيل الآلية قبل أسابيع من انتهاء صلاحيتها وفيما الدبلوماسية في حالة جمود بعد الحرب التي شنّتها إسرائيل على إيران وضربت خلالها مع الولايات المتحدة منشآت نووية في الجمهورية الإسلامية.

ووصلت المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران إلى طريق مسدود وتراجع تعاون طهران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في حين فشلت محادثات عقدت أخيرًا بين إيران والأوروبيين في تحقيق اختراق.

وأضاف وزراء الخارجية الفرنسي جان نويل بارو والبريطاني ديفيد لامي والألماني يوهان فاديفول في الرسالة أن “مجموعة الثلاث ستستغل فترة الثلاثين يومًا بشكل كامل” لمحاولة إيجاد حل تفاوضي والنجاح في تجنب إعادة فرض العقوبات.

وأوضح بارو أن الدول الثلاث قررت تفعيل الآلية لأنه “لا ينبغي المضي قدمًا في التصعيد النووي” الإيراني.

“غير قانوني وغير ومبرر”

من جهته، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الخميس في اتصال هاتفي مع نظرائه الفرنسي والبريطاني والألماني بحسب بيان صادر عن وزارته: إن “الجمهورية الإسلامية الإيرانية سترد بشكل مناسب على هذا الإجراء غير القانوني وغير المبرر الذي اتخذته الدول الأوروبية الثلاث، بهدف حماية حقوقها ومصالحها الوطنية”.

وأكد روبيو في بيانه أن الولايات المتحدة لا تزال مستعدة للتفاعل المباشر مع إيران “للتوصل إلى حل سلمي ودائم للقضية النووية الإيرانية”.