أعلنت جامعة جنوب الأورال الحكومية الروسية أن علماء من روسيا والهند توصلوا إلى اكتشاف يساعد أجسامنا على مقاومة حمى الضنك وبعض الأمراض الأخرى.
وقالت الخدمة الصحفية لجامعة جنوب الأورال الحكومية الروسية في بيان لها: “قام علماء من الجامعة، بالتعاون مع المعهد المركزي لبحوث الأدوية في الهند، بدراسة تأثير مركبات الفلافونويد الموجودة في البابايا (Carica papaya L) على مستوى الصفائح الدموية في دم الأشخاص المصابين بحمى الضنك، وتمكنوا من اكتشاف الآلية التي تساعد بها مستخلصات البابايا في مكافحة الحمى النزفية”.
وأوضح البيان أن الباحثين عزلوا في عصير البابايا مجموعة من المواد متعددة الفينولات (Polyphenols)، منها الجزء النشط حيويًا من البيوتانول (BBF) والجزء النشط حيويًا من الإيثانول (BEF). وأظهرت النتائج أن هذه المواد تحفّز نمو الصفائح الدموية في دم المرضى، كما تعزز تكوين الدم بشكل عام، بما في ذلك خلايا الدم الحمراء والصفائح وخلايا الدم الأخرى، مما يساهم في إنقاذ حياة المرضى. كما ثبت أن BBF فعّال أيضًا في تدمير خلايا سلسلة HepG2 المرتبطة بأورام الكبد لدى الإنسان، وهي الخلايا التي يمكن لفيروس حمى الضنك أن يخترقها بسهولة.
وأظهرت الدراسات أيضا أن مركبات نباتية أخرى في عصير البابايا، مثل الكيرسيتين، وحمض الترانسفيروليك، والكامبفيرول، تقلل من نقص الصفائح الدموية. كما يمتلك الكامبفيرول تأثيرا قويا مضادا للالتهابات من خلال خفض مستويات أكسيد النيتريك في الدم.
وبناء على هذه النتائج، اقترح الباحثون نهجا علاجيا شاملًا لرفع مستوى الصفائح الدموية في حالات حمى الضنك، يعتمد على تعديل الاستجابة المناعية، وتعزيز التأثير المضاد للأكسدة، والاستفادة من الخصائص المضادة للتخثر لمكونات عصير البابايا.
ذكرت مجلة Cell Reports أن دراسة أجرتها جامعة الصحة في تكساس كشفت عن تأثير جانبي غير متوقع لحمية الكيتو الغذائية الشهيرة.
وأشارت المجلة إلى أن دراسة أجراها باحثون في الجامعة على فئران التجارب كشفت أن حمية الكيتو تؤثر بشكل مختلف على الذكور والإناث. فبينما أظهرت التجارب تراكم خلايا ذات علامات الشيخوخة لدى ذكور الفئران، لم يُلاحظ هذا التأثير لدى الإناث.
وأوضح العلماء أن حمية الكيتو تعتمد على نسبة عالية من الدهون وانخفاض الكربوهيدرات، وتستخدم للتحكم في مستويات السكر لدى مرضى السكري من النوع الثاني وعلاج الصرع. ومع ذلك، أظهرت البيانات الجديدة أن هذا النظام الغذائي لا يتسبب فقط في شيخوخة الخلايا لدى الذكور، بل يزيد أيضا من الإجهاد التأكسدي لديهم.
وأشار الباحثون إلى أن هرمون الإستروجين لعب دورا حيويا في الحماية من هذه التأثيرات، إذ اختفت الآثار السلبية لدى الذكور بعد إعطائهم الإستروجين، بينما ظهرت لدى الإناث عند إعطائهم عقار تاموكسيفين الذي يمنع تأثير الإستروجين.
ويؤكد مؤلفو الدراسة أن الاختلافات في استجابة الذكور والإناث لنظام الكيتو مرتبطة بالهرمونات الجنسية، مما يفتح آفاقا جديدة لوضع توصيات غذائية مخصصة لكل فرد.
كان هارولد ديلارد يبلغ من العمر 56 عاماً، عندما تم تشخيص إصابته بسرطان خبيث في منطقة البطن، في تشرين الثاني/ تشرين الثاني من عام 2009. وفي غضون أسابيع، أصبح هذا الميكانيكي السابق والعامل الماهر – وهو من النوع الذي يطلق عليه في تكساس لقب “السيد المُصلِّح” والذي كان يرتدي قبعة رعاة البقر والجينز كل يوم تقريباً – في مركز رعاية في مرحلة الاحتضار.
خلال أيامه الأخيرة، زارت شركة تدعى”بيو كير” Bio Care، ديلارد في مركز الرعاية.
سألوه عما إذا كان يرغب في التبرع بجسده للعلوم الطبية، حيث يمكن للأطباء استخدامه للتدرب على جراحة استبدال الركبة. كانت الشركة ستحرق أجزاء جسده التي لن يتم استخدامها، وتعيد رماده (إلى موطنه) مجاناً.
تتذكر ابنته فرح فاسولد: “برقت عيناه… كان يرى أن ذلك يخفف العبء على عائلته. كان التبرع بجسده آخر شيء يمكنه القيام به بإيثار للغير”.
التبرع بالجثث والأعضاء البشرية للبحث العلمي: هدف نبيل وانتهاكات كثيرة
تجارة الأعضاء: كيف خدعت عصابة عائلات الضحايا في الصين؟
توفي ديلارد عشية عيد الميلاد، وفي غضون ساعات، توقفت سيارة تابعة لشركة “بيو كير” خارج مركز الرعاية ونقلت جثته. بعد بضعة أشهر، تلقت ابنته مكالمة من الشرطة. كانوا قد عثروا على رأس والدها.
تعرضت جثة هارولد ديلارد “للتشويه”، كما تقول ابنته فرح فاسولد
في مستودع الشركة، تقول الشرطة إنها عثرت على أكثر من 100 جزء من جثث 45 شخصاً. كتب محقق في ذلك الوقت: “يبدو أن جميع الجثث قد تم تقطيعها بواسطة أداة قطع خشنة، مثل منشار كهربائي”.
تقول فاسولد إنها كانت تتخيل أن جثة والدها ستُعامل باحترام، لكنها تعتقد أنه تم “تشويهها” بدلاً من ذلك.
“كنت أغمض عيني في الليل، وأرى أحواضاً حمراء ضخمة مليئة بأجزاء من الجثث. كنت أعاني من الأرق. لم أكن أنام”.
وقالت الشركة في ذلك الوقت من خلال محامٍ إنها تنفي إساءة معاملة الجثث. لم تعد الشركة موجودة الآن، ولم يُتمكن من الوصول إلى مالكيها السابقين للتعليق.
كانت هذه أول مرة تتعرف فيها فاسولد على عالم ما يسمى بـ “سماسرة الجثث”: شركات خاصة تحصل على الجثث وتقطعها ثم تبيع الأطراف لتحقيق ربح، غالباً إلى مراكز الأبحاث الطبية.
بالنسبة للمنتقدين، تمثل هذه الصناعة شكلاً حديثاً من أشكال نهب القبور. ويجادل آخرون بأن التبرع بالجثث ضروري للبحوث الطبية، وأن الشركات الخاصة تملأ ببساطة فجوة تركتها الجامعات، التي تفشل باستمرار في الحصول على ما يكفي من الجثث لدعم برامجها التعليمية والبحثية.
على الرغم من أن فاسولد لم تدرك هذا في ذلك الوقت، إلا أن قضية والدها تلقي الضوء على نقاش عاطفي يلامس جوهر أفكارنا عن الحياة، وما يعنيه أن يحظى الإنسان بـ “موت كريم”.
تجارة الأعضاء: كيف تمكن نيجيري من الفرار من مهربي بشر حاولوا سرقة كليته في بريطانيا؟
تجارة الجثث
منذ القرن التاسع عشر على الأقل، عندما انتشر تدريس الطب، أعجب بعض الأشخاص ذوي العقلية العلمية بفكرة استخدام جثثهم لتدريب الأطباء.
براندي شميت هي مديرة برنامج التبرع بالأعضاء في جامعة كاليفورنيا، وهو وجهة شهيرة للأشخاص الذين يرغبون في التبرع بجثثهم. تقول إنهم تلقوا العام الماضي 1,600 “تبرع كامل بالجسد”، ولديهم قائمة تضم ما يقرب من 50 ألف شخص على قيد الحياة، سجلوا بالفعل نيتهم للتبرع.
غالباً ما يكون التبرع بالجثث مدفوعاً بالإيثار البسيط، كما تقول: “كثير من الناس إما متعلمون أو مهتمون بالتعليم”.
لكن العوامل المالية تلعب دوراً أيضاً. تقول شميت إن الجنازات باهظة التكلفة، ويغري الكثيرين احتمال أن يتم نقل جثثهم مجاناً.
متجر الجثث
تسلط المحادثات مع سماسرة الجثث والعلماء والأسر المتضررة الضوء على هذه الصناعة الغامضة.
مثل معظم كليات الطب، لا تحقق جامعة كاليفورنيا أرباحاً من برنامج التبرع بالأجساد، ولديها قواعد صارمة حول كيفية التعامل مع تلك الجثث.
ولكن في العقود الأخيرة، ظهر شيء أكثر إثارة للجدل في الولايات المتحدة: شبكة من الشركات الربحية التي تعمل كوسطاء، حيث تحصل على الجثث من الأفراد، وتشرحها، ثم تبيعها. يطلق عليهم على نطاق واسع اسم سماسرة الجثث، على الرغم من أن الشركات تسمي نفسها “بنوك الأنسجة غير المخصصة للزراعة”.
بعض العملاء من جامعات تستخدم الجثث لتدريب الأطباء، وشركات هندسة طبية، تستخدم الأطراف لاختبار منتجات مثل مكونات مفصلية صناعية تستخدم لاستبدال الأجزاء التالفة من مفصل الورك.
يذكر أن تجارة الأعضاء البشرية الربحية محظورة فعلياً في المملكة المتحدة ودول أوروبية أخرى، لكن التنظيم الأقل صرامة في الولايات المتحدة سمح لهذه التجارة بالازدهار.
أكبر تحقيق من نوعه – أجراه الصحفي براين غرو من وكالة رويترز للأنباء في عام 2017 – حدد 25 شركة سمسرة أعضاء ربحية في الولايات المتحدة. حققت إحدى هذه الشركات 12.5 مليون دولار على مدى ثلاث سنوات، من تجارة أعضاء الجسم البشري.
تحظى بعض هذه الشركات باحترام واسع النطاق، وتدعي أنها تتبع مبادئ أخلاقية صارمة. بينما اتُهمت شركات أخرى بعدم احترام الموتى، واستغلال الأشخاص الضعفاء المكلومين.
تجارة عالمية
تقول جيني كليمان، التي أمضت سنوات في البحث في هذا الموضوع لتؤلف كتابها “ثمن الحياة”، إن هذه التجارة نمت بسبب ثغرة في اللوائح الأمريكية.
في حين أن قانون الأنسجة البشرية البريطاني يحظر -باستثناءات محدودة- تحقيق الربح من أي جزء بشري، لا يوجد قانون مماثل في الولايات المتحدة.
من الناحية النظرية، يحظر قانون التبرع التشريحي الموحد في الولايات المتحدة بيع الأنسجة البشرية – لكن القانون نفسه يسمح بفرض “مبلغ معقول” مقابل “معالجة” جزء من الجسم البشري.
وقد جعلت هذه الثغرات من الولايات المتحدة مُصدِّراً عالمياً للجثث. ووجدت كليمان في كتابها أن إحدى أكبر الشركات الأمريكية شحنت أعضاء بشرية إلى أكثر من 50 دولة، بينها بريطانيا.
وتقول السيدة كليمان: “في العديد من البلدان هناك نقص في التبرعات. والمكان الذي يمكنهم الحصول منه على الجثث هو أمريكا”.
لا يوجد سجل رسمي للوسطاء، ومن الصعب العثور على إحصاءات دقيقة. لكن وكالة رويترز للأنباء قدَّرت أن الوسطاء في الولايات المتحدة تلقوا ما لا يقل عن 50 ألف جثة، ووزعوا أكثر من 182 ألف جزء من الجسم بين عامي 2011 و2015.
تجارة الأعضاء: كيف خدعت عصابة عائلات الضحايا في الصين؟
“جثث الولاية”
بالنسبة للبعض، يمثل سماسرة الجثث من القطاع الخاص أسوأ أنواع الجشع المرتبط بالموت.
في تحقيقه لرويترز، وجد براين غرو حالات أصبح فيها السماسرة “متشابكين مع صناعة الجنازات الأمريكية”، من خلال ترتيبات تقوم فيها دور الجنازات بتقديم السماسرة إلى أقارب المتوفى حديثاً. في المقابل، تتلقى الدار رسوم إحالة “عمولة”، تتجاوز أحياناً ألف دولار.
من السهل العثور على قصص مرعبة، وبسبب اللوائح التنظيمية غير المُحكمة في الولايات المتحدة، غالباً ما لا يكون هناك أي سبيل قانوني لإنصاف المظلومين عندما تسوء الأمور.
بعد مشكلتها مع شركة “بيو كير”، كانت فاسولد تأمل في إقامة دعوى جنائية. بالإضافة إلى حقيقة أن أطراف والدها ربما تم قطعها بمنشار كهربائي، كانت متشككة في الطرد الذي تلقته عبر البريد، في كيس بلاستيكي، ادعت الشركة أنه رماد والدها. تقول إن محتويات الطرد لم تبدو أنها رماد بشري، كما أنها لم تشعر بذلك.
تقول ابنته إن هارولد ديلارد كان “راعي بقر” تكساسي كلاسيكي
تم توجيه تهمة الاحتيال في البداية إلى مالك شركة “بيوكير”، ولكن تم سحب التهمة لاحقاً لأن النيابة العامة لم تستطع إثبات وجود نية للخداع.
شعرت فاسولد باليأس المتزايد، فاتصلت بالمدعي العام المحلي. ولكن قيل لها إن الشركة لم تنتهك أي قانون جنائي في الولاية.
ومما يثير الجدل بنفس القدر التبرعات بـ”جثث الولاية”، عندما يموت شخص مشرد في الشارع، أو يموت شخص في المستشفى دون أن يكون له أقارب معروفون، يتم التبرع بجثته للعلم.
من الناحية النظرية، يحاول مسؤولو المقاطعة أولاً العثور على الأقارب، ولا يتم التبرع بالجثة إلا إذا تعذر عليهم العثور على أي شخص.
لكن بي بي سي علمت أن هذا قد لا يحدث دائماً.
في العام الماضي، كان تيم ليغيت يتصفح تطبيقاً إخبارياً في منزله في تكساس، عندما عثر على قائمة بأسماء أشخاص محليين تم استخدام جثثهم بهذه الطريقة.
صُدم عندما رأى اسم شقيقه الأكبر، ديل، الذي كان يعمل سائق رافعة (شاحنة لرفع الأحمال) وتوفي قبل عام بسبب فشل تنفسي.
استخدمت شركة تعليم طبي ربحية جثة شقيقه، لتدريب أطباء التخدير. كانت هذه الجثة واحدة من أكثر من 2,000 جثة، لم يطالب بها أحد، تم تسليمها إلى مركز العلوم الصحية بجامعة شمال تكساس بين عامي 2019 و2024، بموجب اتفاقيات مع مقاطعتي دالاس وتارانت.
التبرع بالجثث والأعضاء البشرية للبحث العلمي: هدف نبيل وانتهاكات كثيرة
يقول ليغيت: “كنت غاضباً. لم يكن أخي يرغب في أن يكون موضوعاً للنقاش، أو أن يشار إليه بهذا الشكل”.
يتذكر ليغيت أن شقيقه كان رجلاً هادئاً “يريد فقط أن يُترك وشأنه”، وكان كرهه للتكنولوجيا يجعل من الصعب البقاء على اتصال به. ومع ذلك، يقول ليغيت إن شقيقه كان إنساناً، مثل أي شخص آخر، يستحق أن يُعامل بكرامة في موته.
يتذكر: “كان يحب كتب مارفل الكوميدية، وكان لديه قطة سماها كات”.
في بيان إلى بي بي سي، قدم مركز العلوم الصحية بجامعة شمال تكساس “أعمق اعتذاراته” للعائلات المتضررة، وقال إنه “يعيد تركيز” برنامجه على التعليم و”تحسين جودة الصحة للعائلات والأجيال القادمة”.
وأكد المركز أنه منذ ظهور القصة لأول مرة العام الماضي، قام بفصل الموظفين الذين أشرفوا على البرنامج.
هل تم تشويه صورتهم بشكل غير عادل؟
لكن إذا نحينا قصص الرعب مثل هذه جانباً، يشير آخرون إلى أن التبرع بالجثث يلعب دوراً حاسماً في الاكتشافات العلمية.
تقول براندي شميت من جامعة كاليفورنيا إن الجثث تُستخدم، في أبسط المستويات، لتعليم الأطباء أو لتدريب الجراحين على إجراء العمليات المعقدة.
غالباً ما تكون هذه هي المرة الأولى التي يعمل فيها طالب الطب مع لحم ودم حقيقيين، وهي تجربة لا يمكن محاكاتها من خلال الكتب الدراسية.
وتقول: “هؤلاء الطلاب سيمضون قدماً لمساعدة الناس”.
ثم هناك الجثث المستخدمة للمساعدة في هندسة علاجات جديدة. تشير شميت إلى عدد من التقنيات التي لم يتم تطويرها، كما تقول، إلا بعد اختبارها على الجثث. وتشمل هذه التقنيات استبدال الركبة والورك، والجراحة الروبوتية، وأجهزة تنظيم ضربات القلب.
بالنسبة للعديد من طلاب الطب، فإن التدريب على جثة ميتة هو أول مرة يعملون فيها على لحم ودم حقيقيين
يقول بعض الوسطاء الخاصين إنهم يتعرضون لاتهامات غير عادلة. يقول كيفن لوبرايرا، الذي يعمل في إحدى كبريات شركات “تجارة الجثث”، إن اعتمادها من قبل الجمعية الأمريكية لبنوك الأنسجة يعني أنها يجب أن تتبع المبادئ التوجيهية، التي تحدد كيفية معاملة الجثث وتخزينها. الاعتماد طوعي – وقد وقعت عليه سبع شركات – ولا يحتاج الوسيط الخاص إليه للعمل بشكل قانوني.
يقول لوبرايرا إن المشكلة لا تكمن في “الشركات النزيهة مثل شركته، بل في الشركات غير النزيهة”. ويضيف: “لا تزال هناك برامج غير معتمدة. أنا أقول للناس دائماً: ابتعدوا عنها”.
ويضيف أنه من الخطأ تشديد اللوائح المنظمة لصناعته، إلى درجة القضاء عليها بالكامل، بسبب بعض “الشركات الفاسدة”.
ماذا بعد التجارة الربحية؟
كل من تحدثت إليهم تقريباً -من جميع أطراف النقاش- يعتقدون أن هناك حاجة إلى مزيد من التنظيم في الولايات المتحدة.
إذاً، كيف يمكن أن يكون ذلك؟
ترى شميت، من جامعة كاليفورنيا، أن الولايات المتحدة يمكن أن تحذو حذو الدول الأوروبية، وتحظر سمسرة الأعضاء البشرية الربحية.
وتقول إن هناك بعض “التكاليف المشروعة” التي تترتب على معالجة الجثث، مثل الإنفاق على النقل والمواد الكيميائية الحافظة. وتقول إنه من المعقول أن تفرض الشركات رسوماً على هذه التكاليف. لكن فكرة تحقيق ربح فعلي تجعل الكثيرين يشعرون بالاشمئزاز.
وتقول: “أعتقد أن القدرة على بيع الرفات البشرية، أو تحقيق ربح منها، تعقد الفكرة الإيثارية للتبرع من أجل التعليم”.
وتقترح أن تحذو الولايات المتحدة حذو سياستها الخاصة بالتبرع بالأعضاء، التي يحكمها قانون التبرع التشريحي الموحد، وتحظر بيع الأعضاء.
لكن المؤلفة كليمان تقول إنه إذا حظرت الولايات المتحدة التبرع بالجثث بهدف الربح غداً، فلن يكون هناك ما يكفي من الجثث لتلبية الطلب.
وتقول: “إذا كنت لا تريد أن يكون هناك تجارة في هذه الأعضاء، فنحن بحاجة إلى إيجاد طريقة لجعل المزيد من الناس يتبرعون بدافع الإيثار”.
وهي تحث الجامعات على إطلاق حملات ترويجية أكثر قوة، تطلب فيها مباشرة التبرع بالجثث. “لا توجد حملة توعية عامة مماثلة لتلك الموجودة للتبرع بالأعضاء (بهدف الربح)، على سبيل المثال”.
وتقول إنه بمجرد معالجة هذا النقص، يمكن للولايات المتحدة حظر التبرع بهدف الربح.
ومن الممكن أيضاً أن يؤدي التقدم في تكنولوجيا الواقع الافتراضي (VR) إلى عدم الحاجة إلى الجثث الحقيقية في المستقبل. يمكن للطبيب المتدرب ببساطة ارتداء سماعة رأس والتدرب على مريض، تم إنشاؤه بواسطة الكمبيوتر.
في عام 2023، أصبحت جامعة “كيس ويسترن ريزيرف” واحدة من أوائل كليات الطب في الولايات المتحدة، التي أزالت الجثث البشرية من برنامجها التدريبي، واستبدلتها بنماذج الواقع الافتراضي.
وقال مارك غريسوولد، أستاذ في الكلية، لموقع Lifewire الإلكتروني في ذلك الوقت إن الأجساد البشرية الحقيقية تحافظ على “ألوان الجسم وملمسه، ما قد يجعل من الصعب تمييز – على سبيل المثال – العصب عن الأوعية الدموية”.
في المقابل، قال إن برنامج الكمبيوتر “يوفر للطلاب خريطة ثلاثية الأبعاد واضحة تماماً لهذه الهياكل التشريحية، وعلاقاتها ببعضها”.
لكن كليمان تقول إن تقنية الواقع الافتراضي، بشكل عام، ليست جيدة بما يكفي حتى الآن لمحاكاة التدريب على الجثث.
في الوقت الراهن، يبدو أن الطلب على الجثث البشرية سيظل قائماً، وكذلك الأموال التي يمكن ربحها.
أظهرت دراسة أجراها علماء من جامعة أريزونا الأمريكية أن أحد أدوية علاج التصلب اللوحي، له فائدة في تسريع عمليات تعافي العظام.
وأشارت مجلة The Journal of Bone and Joint Surgery إلى أن العلماء، أثناء دراسة تأثيرات دواء 4-أمينوبيريدين (4-AP) المستخدم لتحسين القدرة على المشي لدى مرضى الاضطرابات العصبية، اكتشفوا أن هذا الدواء يسرّع أيضا عملية تعافي العظام.
وأظهرت التجارب التي أُجريت على الفئران المخبرية أن الفئران المصابة بالكسور العظمية والتي حصلت على هذا الدواء تعافت بشكل أسرع من الفئران التي لم تتلقاه، كما تكونت لديها أنسجة عظمية أكثر، وأصبحت عظامها أقوى.
ولاحظ العلماء أن الدواء يحفّز إنتاج بروتين BMP2، الذي يلعب دورا رئيسيا في تكوّن خلايا عظمية جديدة (الخلايا البانية للعظم)، كما يعزز عملية تمعدن العظام وإنتاج الكولاجين في الجسم، ما يجعل العظام أكثر قوة ومقاومة للإجهاد.
ولتأكيد تأثير الدواء على الخلايا البشرية، قام العلماء بحقن بعض الخلايا الجذعية بـ 4-أمينوبيريدين (4-AP)، حيث تحولت هذه الخلايا بسرعة إلى خلايا عظمية، وتم استخدام الخلايا الناتجة لتسريع تعافي كسور العظام لدى البشر.
ويشير الباحثون إلى أن هذا الاكتشاف قد يفتح آفاقا جديدة في بروتوكولات علاج العظام وترميم الكسور، لا سيما أن الدواء مجرّب ومعتمد بالفعل، ما يسهل الاستفادة منه في التطبيقات السريرية.
متى الوقت الأنسب تحديداً لاستخدام واقي الشمس، وما مدى فعالية مظلات الشاطئ؟ إليك ما تُخبرنا به الأبحاث العلمية حول كيفية البقاء آمنين تحت أشعة الشمس.
خلال أيام الصيف الحارة والرطبة، يُعد واقي الشمس من الأدوات المهمة لمعظمنا عند الخروج. لكن هناك أيضاً عدداً مذهلاً من الخرافات حوله، غالباً ما يُروّج لها مُؤثرو الصحة الذين يُقدمون “بدائل” خاصة بهم لواقيات الشمس، ولكن بعضها تُشاركه مصادر أكثر موثوقية، بينما يبدو أن البعض الآخر قد تسلل إلى القبول العام.
إذن، ما الذي يعنيه عامل حماية البشرة (SPF) حقاً من حيث الحماية؟ هل تُسبب الأشعة فوق البنفسجية (UVA) وحدها الشيخوخة؟ وهل تتطلب واقيات الشمس 20 دقيقة بعد وضعها قبل أن “تبدأ مفعولها”؟ إليك ما يقوله الباحثون وكبار الخبراء إنه من الضروري أن نعرفه.
هل تستخدم واقي الشمس بطريقة صحيحة؟
كيف يعمل الكريم الواقي من الشمس؟
1. لا، لا يعني عامل الحماية من الشمس 50 أنك بإمكانك أن تتعرض لأشعة الشمس لمدة أطول بخمسين مرة، مما لو كنت لا تستخدم واقياً شمسياً:
فكلما ارتفع عامل الحماية، زادت الحماية. لكن الرقم يشير إلى قيمة مختلفة عما يعتقده الكثيرون. تُشير إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) إلى أن “عامل الحماية من الشمس لا يُحدد المدة، التي يمكنك البقاء فيها تحت الشمس دون التعرض لحروق الشمس”. “لا يعني عامل الحماية من الشمس أنه إذا كنت تتعرض لحروق الشمس عادةً في ساعة واحدة، واستخدمت واقياً شمسياً بعامل حماية 8، فسيستغرق الأمر ثماني ساعات حتى يحترق الجلد”.
بل إنها نسبة: كمية الأشعة فوق البنفسجية التي قد تُسبب حروقًا للجلد عند استخدام واقي الشمس، مقسومة على كمية الأشعة فوق البنفسجية، التي قد تُسبب حروقًا للجلد بدون واقي الشمس.
يُحسب هذا عادةً كنسبة الإشعاع المُسبب لحروق الشمس الذي لا يزال منقولاً: على سبيل المثال، يسمح واقي الشمس ذو عامل الحماية من الشمس 25 بدخول 1/25 من أشعة الشمس الحارقة، أي 4 في المئة، بينما يسمح عامل الحماية من الشمس 50 بدخول 1/50، أي 2 في المئة. بمعنى آخر، يحجب عامل الحماية من الشمس 25 ما نسبته 96 في المئة من الأشعة فوق البنفسجية، بينما يحجب عامل الحماية من الشمس 50 ما نسبته
98 في المئة.
من المهم ملاحظة أن هذه النسبة تُحسب بناءً على الاختبارات العملية، حيث يُوضع واقي الشمس بكمية أعلى بكثير (2 ملغ/سم2 من الجلد) مما يستخدمه معظم الناس، لذا فإن معظمنا يتعرض لأشعة فوق البنفسجية أكثر مما تشير إليه هذه الأرقام أعلاه.
في كلتا الحالتين، يجب إعادة وضع واقي الشمس بانتظام طوال اليوم (كل ساعتين على الأقل، وكذلك بعد السباحة أو التعرق) حتى يعمل بنجاح. للحصول على أفضل حماية، ابحث عن واقي شمس ذي عامل حماية مرتفع، بالإضافة إلى واقي شمس يوفر حماية واسعة الطيف.
في بريطانيا، يتم تصنيف الأشعة فوق البنفسجية UVA على أساس النجوم، مما يشير إلى فعالية واقي الشمس ضد الأشعة فوق البنفسجية طويلة الموجة، حيث يمثل الرقم خمسة أعلى مستوى من الحماية.
ليس بالضرورة أن يكون واقي الشمس ظاهراً على الجلد ليعمل، ولكن عليك التأكد من توزيعه بالتساوي
2. لا تقتصر الأشعة فوق البنفسجية (UVA) على التسبب في الشيخوخة وحروق الشمس الناتجة عن أشعة (UVB) – وهي نوع من الأشعة فوق البنفسجية أيضاً – بل قد يتسبب كلا النوعين من الأشعة في الإصابة بالسرطان:
ينقسم طيف الأشعة فوق البنفسجية إلى نطاقات أصغر ذات أطوال موجية مختلفة. تتميز الأشعة فوق البنفسجية (UVA) بمدى موجي أطول، مما يسمح لها باختراق الجلد بعمق أكبر، بينما تتميز موجات الأشعة فوق البنفسجية (UVB) بمدى موجي أقصر قليلاً، وتخترق الطبقات الخارجية فقط. ومع ذلك، هذا لا يعني أن الأشعة فوق البنفسجية (UVB) لا تُسبب ضرراً أعمق.
كان يُعتقد لفترة طويلة أن الأشعة فوق البنفسجية (UVB) هي السبب الرئيسي لسرطان الجلد، ولكن في العقود الأخيرة، أشارت الأبحاث إلى أن الضرر الناتج عن الأشعة فوق البنفسجية (UVA) قد يكون أيضاً سبباً للإصابة بسرطانات الجلد. وقد أدى ذلك إلى ابتكار تركيبات واقية من الشمس تحجب كلا النوعين من الأشعة فوق البنفسجية.
عندما يتعرض الجلد لأيٍّ من نوعي الأشعة فوق البنفسجية، تستجيب خلاياه بإطلاق مواد وسيطة مثل السيتوكينات (cytokines)، والتي تُسبب التهاباً أعمق، مما يُسهم في تلف طويل الأمد، والشيخوخة، وخطر الإصابة بالسرطان، كما يقول أنتوني يونغ، الأستاذ الفخري لعلم الأحياء الضوئي التجريبي في كينغز كوليدج لندن، والباحث المخضرم في فعالية واقيات الشمس.
تقول ماري سومرلاد، استشارية الأمراض الجلدية في لندن والمتحدثة باسم مؤسسة الأمراض الجلدية البريطانية – وهي مؤسسة خيرية صحية في بريطانيا – إن كلاً من الأشعة فوق البنفسجية المتوسطة (UVB) والأشعة فوق البنفسجية الطويلة (UVA) يُسهمان أيضًا في الشيخوخة وتسمير البشرة.
في الواقع، تُشير إلى أنه إذا كان لديها مريض يُعاني من حالة مثل الكَلَف، حيث توجد بقع داكنة على الجلد، فإنها تُخبره بضرورة حماية نفسه من طيف الأشعة فوق البنفسجية الواسع – بما في ذلك الأشعة فوق البنفسجية الطويلة (UVA) – لأن الأشعة فوق البنفسجية الطويلة (UVA) “تُسبب اسمرار الجلد”.
3. نعم، يُمكن أن تُصاب بحروق جلدية في يوم غائم:
يتجاهل الكثير منا ارتداء القبعة واستخدام واقي الشمس عند رؤية غطاء الغيوم. ولكن قد تكون هذه فكرة سيئة.
يعود ذلك إلى أنه على الرغم من أن السحب تُشتت إشعاع الشمس، إلا أن تأثيرها على مستويات الأشعة فوق البنفسجية على سطح الأرض قد يتفاوت بشكل كبير. فالسحب الكثيفة جداً قد تُخفف حوالي 99 في المئة من الأشعة فوق البنفسجية، التي تصل إلى سطح الأرض، بينما قد لا يكون للغطاء السحابي الرقيق أو السحب المتفرقة أي تأثير يُذكر. وقد تؤدي بعض أنواع تكوينات السحب إلى وصول كمية أكبر من الأشعة فوق البنفسجية إلى الأرض في بعض المناطق، مقارنةً بالأيام الصافية.
يُعد البحث عن الظل وسيلة رائعة لتقليل التعرض للأشعة فوق البنفسجية، ولكنه لا يعني بالضرورة الاستغناء عن استخدام واقي الشمس
4. ليست كل الظلال سواء:
عندما يتعلق الأمر بفهم الحماية من الشمس، فإن الأهم هو مؤشر الأشعة فوق البنفسجية – وهو مقياس لمستوى الأشعة فوق البنفسجية الذي توصي منظمات الصحة العامة باستخدامه، تماماً مثل درجة الحرارة، للمساعدة في تخطيط الناس لنشاطهم اليومي ونوع ملابسهم.
عندما يكون مؤشر الأشعة فوق البنفسجية 3 أو أكثر، تقترح منظمات الصحة العامة ارتداء قبعة وملابس واقية وواقي شمس – والبحث عن الظل. لكن الخبراء يشيرون إلى أهمية نوع الظل.
لنأخذ مظلة الشاطئ المنتشرة في كل مكان على سبيل المثال. نظراً لوجودها على الأرجح على ارتفاع مترين فوق رأسك، “فإن بشرتك معرضة تقريباً للأشعة فوقك”، كما يقول برايان ديفي، الأستاذ الفخري لعلم الأحياء الضوئي في علوم الأمراض الجلدية، بجامعة نيوكاسل في بريطانيا ومبتكر تصنيف الأشعة فوق البنفسجية الطويلة (UVA). “أنت تحصل على عامل حماية من الشمس يعادل حوالي خمسة”. على سبيل المثال، وجدت إحدى التجارب أنه بينما أصيب 25 في المئة من الأشخاص الذين يستخدمون واقي الشمس بحروق الشمس، أصيب 78 في المئة ممن يستخدمون مظلة الشاطئ فقط بحروق الشمس.
من بين أنواع الظل الأخرى التي وُجد أنها لا توفر حماية كافية سقف الشرفة (إذا كانت لا تزال تتعرض لأشعة الشمس بعد الظهر) أو المدرجات.
قد توفر الأشجار المورقة حماية أكبر – على سبيل المثال، قد توفر شجرة بلوط كثيفة الأوراق، ما يعادل عامل حماية من الشمس يصل إلى 20. ومع ذلك، قد توفر العديد من أنواع الأشجار عامل حماية من الشمس يبلغ حوالي 5 أو أقل.
وبشكل عام، كلما كانت مساحة الظل المغطاة من الشمس أكبر، أو كانت الأشجار كثيفة وتجمعت مع بعضها البعض، كلما كانت الحماية أكبر.
كما يمكن للأشعة فوق البنفسجية أن تنعكس من أسطح مثل الزجاج والرمل والخرسانة والماء – لذلك من المهم أيضاً الحذر من الأشعة فوق البنفسجية المنعكسة خلسةً.
5. قد لا تحتاج إلى وضع عامل حماية من الشمس على مدار العام (ولكن يعتمد ذلك على موقعك ونوع نشاطك)
بشكل عام، حتى بالنسبة للأشخاص ذوي البشرة الفاتحة والحساسين للشمس، فإن خطر الضرر الذي قد تسببه الأشعة فوق البنفسجية عندما يكون مؤشر الأشعة فوق البنفسجية أقل من 2 يكون محدوداً، ولا حاجة إلى تدابير وقائية إضافية، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.
هذا يعني أنه في بعض أنحاء العالم، لن يحتاج معظم الناس إلى استخدام واقي الشمس طوال العام. ففي بريطانيا، على سبيل المثال، يقل مؤشر الأشعة فوق البنفسجية عن ثلاثة في الفترة من منتصف تشرين الأول/ تشرين الأول تقريباً إلى منتصف آذار/ آذار، كما يقول البروفيسور ديفي.
بالنسبة للأشخاص الذين يقضون معظم يومهم في الداخل، فإن يوماً شتوياً كاملاً يُعرّضهم لأشعة فوق بنفسجية تعادل أقل من دقيقة واحدة مما قد يتعرضون له في حمامات الشمس، في ذروة الصيف.
يقول ديفي عن استخدام واقي الشمس في الشتاء: “إذا كنت في المكتب والجو غائم وممطر في كانون الأول/ كانون الأول، فهذا هراء. أنت تفعل شيئاً لا فائدة منه”.
بالطبع، السياق مهم: فقد وجدت الدراسات أنه في بعض الحالات، يمكن أن يزيد الغطاء الثلجي من الأشعة فوق البنفسجية المسببة لحروق الشمس بأكثر من 60 في المئة. لذلك، إذا كنت في الشتاء ولكنك تتزلج طوال اليوم، فمن المهم حماية بشرتك من الشمس.
هناك تحذير آخر، كما تشير الدكتورة سومرلاد: مؤشر الأشعة فوق البنفسجية قد يتغير بسرعة كبيرة. تقول: “إذا كنتَ في الخارج وانقشعت السحابة فجأةً ولم تكن محمياً، فقد تُصاب بحروق”. بمعنى آخر، من المرجح أن تكون أقل أماناً إذا اعتمدت على مؤشر الأشعة فوق البنفسجية وتخليت عن حماية إضافية، في يوم صيفي مثلاً، مقارنةً بفترة يكون فيها مؤشر الأشعة فوق البنفسجية منخفضاً باستمرار – كما هو الحال في منتصف الشتاء.
لا توفر المظلة سوى حماية طفيفة من الأشعة فوق البنفسجية
6. من غير الصحيح أن واقيات الشمس المعدنية تعمل فقط إذا كانت مرئية:
على الرغم من أن واقيات الشمس المعدنية – وتعرف أيضاً باسم واقيات الشمس الفيزيائية، وتستخدم مكونات معدنية مثل أكسيد الزنك وثاني أكسيد التيتانيوم – لها طبقة بيضاء، لأنها تعكس جزءاً من طيف الضوء المرئي، إلا أن ذلك لا يدل على فعاليتها في حماية البشرة من الأشعة فوق البنفسجية الطويلة UVA والمتوسطة UVB – وهما طيفا الأشعة فوق البنفسجية الوحيدان على سطح الأرض، واللذان يُسببان تلف الجلد والسرطان.
ولأن واقيات الشمس المعدنية تعمل أساساً على امتصاص الأشعة فوق البنفسجية – حيث تعكس أو تشتت 5 في المئة فقط منها – فلا داعي لأن تبدو “عاكسة” حتى تعمل.
7. لا، الاستخدام المنتظم لواقي الشمس (على الأرجح) لن يُسبب نقص فيتامين د.
مع أن أجسامنا تُنتج هرمون فيتامين د3 من خلال التعرض للأشعة فوق البنفسجية من أشعة الشمس، إلا أن هذا لا يعني أن استخدام واقي الشمس يُحدث فرقاً كبيراً. قليل منا يضع كميات كافية من واقي الشمس بانتظام، للحصول على مستوى الحماية الكامل الموضح على العبوة بتصنيف عامل الحماية من الشمس – مما يعني أن معظمنا يتعرض لأشعة فوق البنفسجية أكثر مما نعتقد.
بالنسبة لأصحاب البشرة الفاتحة، عند الاستلقاء تحت أشعة الشمس في يوم صيفي مشرق، غالباً ما يستغرق الأمر بضع دقائق فقط من التعرض (حسب عوامل مثل مؤشر الأشعة فوق البنفسجية ومنطقة الجلد المعرضة) ليبدأ تكوين فيتامين د3، ليس فقط، بل ليصل إلى أقصى مستوياته. ومع ذلك، في سياقات أخرى، مثل المشي في بيئة حضرية، مرتدياً ملابسك بالكامل، قد يستغرق الأمر ما يقرب من ساعة.
بغض النظر عن ذلك، بعد الوصول إلى هذا المستوى، لا يعني الأمر بالضرورة “أن التعرض أكثر يعني مزيداً من فيتامين د”. بل على العكس يزداد تلف الحمض النووي، بينما تظل مخزونات فيتامين د3 كما هي.
ولعل هذا هو السبب، في أن الأبحاث السابقة خلُصت إلى أن مستخدمي واقيات الشمس ليسوا أكثر عرضة لنقص فيتامين د من غير مستخدميها، مع أن البروفيسور برايان ديفي يشير إلى أن جزءاً كبيراً من هذه الأبحاث أُجري في بلدان مشمسة ذات عامل حماية من الشمس منخفض نسبياً.
إذا كنت ترغب في الهروب من وهج الشمس تحت شجرة، فابحث عن شجرة ذات أوراق كثيفة قدر الإمكان
8. لا يستغرق واقي الشمس 20 دقيقة “ليبدأ مفعوله”:
تشير معظم ملصقات واقيات الشمس إلى أنه يجب وضعها قبل 15-20 دقيقة من التعرض للشمس. لكن هذا لا يعني أنها غير فعالة أثناء فترة الانتظار. في الواقع، أظهرت الدراسات أن واقيات الشمس يمكن أن تكون فعالة فوراً، وهو ما تؤكده أيضاً العديد من الشركات المصنعة. بدلاً من ذلك، تُعطي فترة 15-20 دقيقة التركيبة وقتاً كافياً لتجفّ وتكوّن طبقة واقية متماسكة يصعب تلطيخها أو التعرّق منها أو إزالتها بالغسل، كما تُشير ميشيل وونغ، الكيميائية ومؤلفة كتاب “علم الجمال”، والتي تُعالج باستمرار خرافات واقيات الشمس على الإنترنت.
قد تكون 15 دقيقة تقديراً مُتحفّظاً للوقت المُستغرق، حيث وجدت دراسة أن واقي الشمس المُختبر كوّن هذه الطبقة بعد ثماني دقائق فقط. مع ذلك، فإن اتباع تعليمات الشركة المُصنّعة هو الأفضل دائماً.
9. من غير الصحيح أن الأشخاص ذوي البشرة السمراء لا يجب أن يقلقوا بشأن الأشعة فوق البنفسجية:
يُوفّر الميلانين الموجود في البشرة السمراء بعض الحماية الطبيعية من الأشعة فوق البنفسجية، ولهذا السبب يميل معدل الإصابة بسرطان الجلد إلى أن يكون أقل بكثير لدى السود مُقارنةً بذوي البشرة الفاتحة.
ومع ذلك، لا يزال الأشخاص ذوو درجات لون البشرة الداكنة معرضين للإصابة بحروق الشمس وسرطان الجلد، كما أن التعرض لأشعة الشمس قد يؤدي إلى إصابتهم باضطرابات فرط التصبغ، مثل الكَلَف – وهذا من الأسباب التي تجعل أطباء الجلد، مثل الدكتورة ماري سومرلاد، يوصون الأشخاص ذوي جميع درجات لون البشرة باستخدام واقيات الحماية من الشمس.
يتمتع الأشخاص ذوو مستويات الميلانين العالية في بشرتهم بحماية طبيعية من الأشعة فوق البنفسجية، لكنهم مع ذلك معرضون للإصابة بحروق الشمس وسرطان الجلد
10. لا، واقي الشمس لا يتسبب في ارتفاع معدلات سرطان الجلد:
تشهد معدلات الإصابة بسرطان الجلد ارتفاعاً بين ذوي البشرة الفاتحة، في دول مثل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وأستراليا، لكن هذا لا يعني أن واقي الشمس هو السبب.
أولًا، تزداد احتمالية الإصابة بجميع أنواع السرطان بين كبار السن، وسكان هذه الدول يتقدمون في السن. كما نعلم أنه كلما زادت مرات تعرض الشخص لحروق الشمس أو استخدامه لأجهزة التسمير، زاد خطر إصابته بسرطان الجلد. وقد ازدادت شعبية حمامات الشمس والتسمير بشكل خاص خلال العقود القليلة الماضية.
خلُصت إحدى دراسات سرطانات الجلد في أستراليا أن حوالي ثلثي حالات الميلانوما – نوع من سرطان الجلد يبدأ في الخلايا الصبغية، ويسمى أيضا الورم الميلانيني – و”جميع” سرطانات الخلايا القاعدية والحرشفية تقريباً تنتج تحديداً عن التعرض للأشعة فوق البنفسجية، بينما توصلت دراسة أجريت على جميع المرضى الذين شُخِّصوا بالميلانوما في السويد، بين عامي 1960 و2004، إلى أن الميلانوما كانت أكثر شيوعاً في الجذع والأطراف لدى الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 70 عاماً، مما يشير إلى أن التعرض للأشعة فوق البنفسجية كان سبباً رئيسياً.
تقول الدكتورة ماري سومرلاد: “إذا كنت مهتماً بصحتك وترغب في حماية طول عمرك وصحتك، فإن حماية نفسك من حروق الشمس من أفضل ما يمكنك فعله”.
ولكن هناك طريقة غير مباشرة ربما يكون واقي الشمس قد أدى بها إلى زيادة الإصابة بسرطان الجلد، كما يشير الخبراء: يمكن أن يجعلنا نشعر بأننا لا نقهر.
يقول البروفيسور برايان ديفي: “عندما يضع الناس واقياً من الشمس، يعتقدون أنهم يشكلون حاجزاً غير مرئي ضد الشمس، ويميلون إلى تغيير سلوكهم وقضاء وقت أطول تحت أشعة الشمس. لكنني لا أعتقد أن واقيات الشمس بحد ذاتها مسببة للسرطان”.