على ماذا تراهن روسيا في تعاونها مع طالبان؟

على ماذا تراهن روسيا في تعاونها مع طالبان؟

عن التعاون بين روسيا وسلطات أفغانستان، كتب رئيس الجامعة المالية التابعة للحكومة الروسية سيرغي ليبيديف، في “فزغلياد”:

 تتحول روسيا تدريجيًا إلى أحد أهم الشركاء الاقتصاديين الأجانب لأفغانستان. فعلى سبيل المثال، وفقًا لتقديرات المركز الفدرالي “أغرو إكسبورت” (الصادرات الزراعية)، زودت بلادنا كابول في العام 2024 بـ 443 ألف طن من المنتجات الزراعية بقيمة 159 مليون دولار. وبالمقارنة مع العام 2023، بلغت الزيادة 12% نقدًا ونحو 40% كمنتجات. بالإضافة إلى المنتجات الزراعية، تُزود موسكو الأفغان بالوقود، وهناك أيضًا حديث عن مشاركة روسية في مشاريع البنية التحتية، بما في ذلك بناء سكك الحديد.

تُواجه هذه السياسة انتقادات كثيرة. لكن هذا الانتقادات، كالعادة، ترتكز على فهم ضعيف للواقع السياسي والاقتصادي.

لا تتوقع القيادة الروسية، بالطبع، أن تتحول طالبان إلى حكومة حديثة بين عشية وضحاها- فمثل هذه التغييرات تحدث دائمًا بشكل تدريجي- وتستعد لخوض غمار لعبة طويلة الأمد.

على الرغم من غياب الأوهام، تُثبت موسكو استعدادها للعمل مع طالبان. وهذا موقف متوازن وبراغماتي إلى حد ما. لكي تحكم طالبان البلاد بفاعلية، سيتعين عليها، عاجلاً أم آجلاً، التوجه نحو حكومة حديثة قائمة على قوانين وقواعد واضحة. وفي الوقت نفسه، سيتعين عليها محاربة التنظيمات الجهادية المتطرفة، وربما ليس بسبب الاختلافات العقائدية، بل في إطار منافسة سياسية. وموسكو لا تراهن على وعود غامضة، إنما على القوانين الأساسية للبقاء السياسي. فالسياسي يطمح إلى تعزيز سلطته والتخلص من منافسيه، والرهان على ذلك أشبه بالمراهنة على رغبة الشركات في الربح أو رغبة القط في اصطياد الفأر. في عالمنا المتقلب، يصعب تصور رهان أكثر موثوقية منه.

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

شويغو: أفغانستان تجاوزت تداعيات تجارة المخدرات التي تفاقمت خلال الوجود الأمريكي

شويغو: أفغانستان تجاوزت تداعيات تجارة المخدرات التي تفاقمت خلال الوجود الأمريكي

صرح سكرتير مجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو بأن السلطات الأفغانية الحالية تجاوزت الوضع السلبي المتعلق بتهريب المخدرات الذي نشأ خلال الوجود الأمريكي في البلاد.

وجاء في مقال لشويغو نشرته صحيفة “روسيسكايا غازيتا”: “تؤكد أحدث البيانات، بما في ذلك تلك التي قدمتها الأمم المتحدة، رغبة السلطات الأفغانية الحالية في القضاء على إنتاج المخدرات في البلاد”.

وأضاف: “باتت اليوم 20 ولاية من أصل 34 ولاية أفغانية تعتبر خالية من مزارع المخدرات، فيما جرى القضاء على مساحات واسعة من المزارع غير الشرعية في ولايات فراه وهلمند بجنوب غرب البلاد، وننغرهار شرقا، والتي كانت سابقا تنتج نحو 75% من الأفيون في فترة الوجود الأمريكي وحلفائه”.

وأشار شويغو إلى أن وزارة الداخلية الأفغانية تنفذ عمليات منتظمة ضد تهريب المخدرات وتدمّر المختبرات السرية، مؤكدا أن “قيادة طالبان نجحت في كسر الاتجاه السلبي الذي نشأ خلال وجود الولايات المتحدة في أفغانستان”.

وأكد أنه منذ عام 2021 تراجع وجود الهيروين في السوق الروسية، حيث انخفضت الكميات المصادَرة ثلاث مرات من 1.4 طن إلى 319 كيلوغراما.

وفي الوقت ذاته، حذر شويغو من أن الوضع لا يزال معقدا، بسبب الانتشار الواسع للمواد الأفيونية الاصطناعية مثل النيتازينات، التي تفوق الفنتانيل قوة وتشكّل خطرا قاتلا حتى بجرعات دقيقة.

كما لفت سكرتير مجلس الأمن الروسي إلى أن العام 2024 شهد ارتفاعا بنسبة 75% في كميات الميثامفيتامين المصادَرة في أفغانستان والدول المجاورة، فيما انتقل مركز إنتاج الأفيون الصناعي إلى دول ما يُسمى “المثلث الذهبي”، حيث تلتقي حدود تايلاند وميانمار ولاوس.

المصدر: روسيسكايا غازيتا

شويغو: هروب القوات الأمريكية المخزي من أفغانستان يجسد فشل بايدن

شويغو: هروب القوات الأمريكية المخزي من أفغانستان يجسد فشل بايدن

أعلن أمين مجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو أن الانسحاب المخزي والفوضوي للقوات الأمريكية من أفغانستان، أصبح تجسيدا للفشل الذريع لسياسة إدارة الرئيس السابق جو بايدن في الملف الأفغاني.

وكتب شويغو في مقال لصحيفة “روسيسكايا غازيتا”: “دخل يوم 31 آب 2021 التاريخ كنهاية واحدة من أكثر العمليات الخارجية إثارة للجدل ولافتضاح الولايات المتحدة وحلف الناتو، والتي استمرت 20 عاما. وقد وضعت حدا لوجود القوات المسلحة الأمريكية وحلفائها في أفغانستان”.

وبحسب قوله، بعد مرور أربع سنوات “لا تزال اللقطات الصادمة للانسحاب المخزي لواحد من أكثر الجيوش تقدما وقوة وتطورا تكنولوجيا في العالم من دولة في جنوب آسيا عالقة في الأذهان”.

وشدد شويغو على القول: “الانسحاب غير المنظم وغير المدروس للقوات، الذي أسفر عن خسائر في صفوف المدنيين الأفغان، أصبح تجسيدا للفشل الذريع لسياسة إدارة جو بايدن في الملف الأفغاني، وكذلك الفوضى التي سادت السياسة الخارجية الأمريكية في عهد الديمقراطيين”.

وكتب أمين مجلس الأمن الروسي: “تذكرنا كلمات سيد البيت الأبيض الحالي دونالد ترامب، التي قالها في حزيران من العام الماضي عندما كان لا يزال يخوض السباق الانتخابي، بأن انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان في عهد بايدن أصبح أكثر الأيام خزيا وهوانا في تاريخ الولايات المتحدة”.

وبحسب شويغو، ستظل تلك الحملة موضوعا للتهجمات والانتقادات لفترة طويلة، سواء داخل أمريكا نفسها أو خارجها، من حيث فعاليتها وملاءمتها ومنطقها.

وأشار أمين مجلس الأمن الروسي إلى أن “النفقات غير المسبوقة (وبحسب بيانات وزارة الدفاع الأمريكية، بلغت حوالي 2 تريليون دولار) إلى جانب القرارات المثيرة للجدل التي رافقت العملية العسكرية المسماة ‘الحرية التي لا تقهر’، ألحقت بأفغانستان ضررا لا تزال السلطات الحالية تحاول التعافي منه حتى الآن. وسيستمر ذلك لسنوات طويلة”.

المصدر: روسيسكايا غازيتا