هجمات بمسيرات.. محطات مترو كييف مراكز إيواء وإجلاء سكان من منطقة روسية

هجمات بمسيرات.. محطات مترو كييف مراكز إيواء وإجلاء سكان من منطقة روسية

انطلقت اليوم الثلاثاء صافرات الإنذار في العاصمة الأوكرانية كييف بعد رصد عدد من المسيّرات الهجومية الروسية، وفقًا لما أعلنته قيادة القوات الجوية الأوكرانية.

وتحدث مراسل التلفزيون العربي، عن تحليق لهذه المسيّرات في ضواحي كييف، وسماع دوي انفجارات نتيجة تصدي أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية لها في سماء العاصمة.

المسيّرات الروسية تحلق في سماء كييف

وأضاف مراسلنا أن بعض المسيّرات الروسية حلّقت فوق مناطق قريبة من ضواحي العاصمة وأُسقط عدد منها، ولم تعلن السلطات الأوكرانية عن أي قتلى أو مصابين.

وأشار إلى أن الكثير من السكان هرعوا بعد دوي صافرات الإنذار إلى محطات المترو للاحتماء بها، في انتظار ما يصدر من بيانات رسمية بشأن هذا الهجوم.

وخلال ساعات الليل أطلقت القوات الروسية 150 مسيّرة من نوع “شاهد” طالت مناطق أوكرانية عدة في شمال البلاد وشرقها وجنوبها، بحسب ما نقله المراسل عن قيادة القوات الجوية الأوكرانية.

وأسفرت الهجمات الليلية، بحسب المراسل، عن مقتل مدني في منطقة بيلا تسيركفا التي تبعد عن العاصمة كييف بأكثر من 80 كيلومترًا، كما اندلعت حرائق في مناطق متفرقة بالمدينة.

وتحدث المراسل نقلًا عن السلطات الأوكرانية عن هجمات أخرى استهدفت منطقة ميناء إسماعيل والبنى التحتية فيه، فضلًا عن هجمات أخرى واستهدافات لمدينة سومي والمناطق القريبة منها.

هجوم أوكراني على روستوف

إلى ذلك، ذكر مسؤول في منطقة روستوف في روسيا اليوم الثلاثاء، أنه تم إجلاء أكثر من 300 شخص من منازلهم خلال الليل في أعقاب هجوم أوكراني بطائرة مسيّرة على عاصمة المنطقة.

وقالت وزارة الدفاع الروسية: إن وحدات من الدفاع الجوي دمرت 13 طائرة مسيّرة أوكرانية فوق روستوف خلال الليل. ولم تذكر عدد المسيّرات التي تم رصدها.

وقال القائم بأعمال حاكم منطقة روستوف يوري سليوسار عبر تطبيق تلغرام: “تم اكتشاف قذيفة مسيّرة لم تنفجر في إحدى الشقق”، مضيفًا: “كإجراء احترازي، تم إجلاء 320 شخصًا من سكان المبنى”.

ولم يصدر أي تعليق بعد من كييف. وينفي الطرفان استهداف المدنيين في غاراتهما خلال الحرب المستمرة منذ 2022.

اغتالت رئيس حكومة الحوثي ووزراء.. ما مدى نفوذ إسرائيل الاستخباراتي في اليمن؟

اغتالت رئيس حكومة الحوثي ووزراء.. ما مدى نفوذ إسرائيل الاستخباراتي في اليمن؟

منذ اندلاع حرب غزة في تشرين الأول/ تشرين الأول 2023، شنت جماعة الحوثي اليمنية أكثر من 90 هجومًا على إسرائيل بالطائرات المسيّرة والصواريخ، وأكثر من 100 هجوم على سفن إسرائيلية أو مرتبطة بها. ورغم نجاح تل أبيب في تحييد جبهات أخرى، بقيت الجبهة اليمنية عقدة لم تحسم حتى الآن.

ويؤكد الجيش الإسرائيلي أن الحوثيين أطلقوا منذ تشرين الأول 2023 أكثر من 200 صاروخ على إسرائيل؛ منهم 41 صاروخًا بالستيًا ومئات الطائرات المسيّرة، معظمها صوب إيلات والجنوب.

وفي البحر الأحمر، استهدفت الجماعة ما يزيد على مئة سفينة، أغرقت عددًا منها وقتلت ثمانية بحارة، ما دفع شركات الشحن لتغيير مساراتها.

جماعة الحوثي تفرض نفسها في المنطقة

وتكشف الصورة الأوسع أن الحوثيين يمتلكون ترسانة متطورة تشمل: صواريخ “بركان-3” بمدى 2000 كيلومتر وصواريخ كروز من عائلة “قدس” وطائرات مسيّرة بعيدة مثل “صماد-3”.

وجعل الدعم الإيراني في التدريب والتكنولوجيا والتصنيع المحلي المتنامي صنعاء ورشة مفتوحة للصواريخ والطائرات. كما انعكس هذا التطور على البحر الأحمر، حيث شلت حركة ميناء إيلات بنسبة 90% بفعل الخوف من الهجمات.

كما اضطرت واشنطن لقيادة تحالف دولي باسم “حارس الازدهار” لإعادة الملاحة. وهذا من شأنه أن يدل على أن جماعة الحوثي صارت لاعبًا مؤثرًا يربط بين حرب غزة والتوازنات الأوسع في الإقليم.

ولكن الحملة الأميركية لم تفلح في استعادة الملاحة كليًا، إذ استمر الحوثيون بتكتيك الكمائن الجوية والبحرية، فيما واصلت إسرائيل استهداف ترسانتهم العسكرية بالضربات الجوية، وسط تساؤلات عن مدى إمكانية نجاح المسعى الإسرائيلي.

ولا تبدو المهمة بتلك السهولة، فالمخازن محصنة تحت الجبال والأنفاق. كما أقر مسؤولون إسرائيليون بمفاجأتهم من حجم البنية التحتية، إذ كشف وزير المالية بتسلئيل سموتريتش أن تل أبيب لم تكن تعلم أن الحوثيين يصنعون صواريخ بمدى 2000 كيلومتر في مخابئ ضخمة تحت الأرض.

إلا أن اغتيال إسرائيل السبت 12 مسؤولًا في حكومة جماعة الحوثي، بينهم رئيس الوزراء أحمد الرهوي وعدد من وزرائه أثار تساؤلات عن مدى نجاعة العمليات الاستخباراتية الإسرائيلية في اليمن، وتأثيرها على قدرات الحوثيين.

تفوق إسرائيل الاستخباري وقدرات الحوثيين العسكرية

وفي هذا الشأن، أوضح محلل التلفزيون العربي للشؤون العسكرية محمد الصمادي أن إسرائيل كانت تعاني من شح في المعلومة الاستخباراتية في اليمن، ولكنها استطاعت في الفترة الأخيرة أن تبني بنكًا من المعلومات بفضل تزويد العديد من الدول الغربية لها بالمعلومات الاستخبارية.

وأضاف الصمادي في حديثه من عمّان، أن عملية الاغتيال الأخيرة تدل على امتلاك إسرائيل معلومات مهمة أدت إلى نجاح العملية، لافتًا إلى أنه من غير المحتمل أن تؤثر الضربة في القدرات العسكرية للحوثيين.

وأكد أن العمليات غير التقليدية التي تنفذها جماعة الحوثي تشكل تحديًا مباشرًا للمفهوم التقليدي للتفوق الإسرائيلي سواء الجوي أو الأمني، مشيرًا إلى وجود تغير في موازين الردع الإقليمي.

وقال إن اليمن فاجأ جميع دول المنطقة وإسرائيل بامتلاكه أسلحة ردع وصواريخ بالستية فرط صوتية وطائرات مسيّرة بقدرات جيدة.

وختم بأن قدرات الجماعة اليمنية لم تكسر، وأنها لا تزال قادرة على الاستمرار في حرب الاستنزاف، مرجحًا أن تكون المسيّرات والخطر البحري الذي يشكله الحوثيون العنوان الرئيسي في المرحلة القادمة.

حرب شوارع في أولاد الريف.. معارك تحتدم بالفاشر بين الجيش والدعم السريع

حرب شوارع في أولاد الريف.. معارك تحتدم بالفاشر بين الجيش والدعم السريع

تشهد مدينة الفاشر في شمال إقليم دارفور غربي السودان اليوم السبت، عمليات قصف مدفعي عنيف من جانب قوات الدعم السريع.

كما قتل خمسة أشخاص من أسرة واحدة بينهم طفلتان جراء هجوم بالمسيّرات شنته الدعم السريع على قرية بولاية شمال كردفان.

قوات الدعم السريع تتقدم في الفاشر

وفي التفاصيل، نقل مراسل التلفزيون العربي في أم درمان عن مصادر أن قوات الدعم السريع تستهدف بالقصف محيط الفرقة السادسة مشاة، ومخيم أبو شوك للنازحين، وعددًا من أحياء المدينة.

وأضاف المراسل أنه لم ترد أي معلومات بشأن وقوع حالات قتل أو إصابات جراء عمليات القصف، بينما تتواصل الاشتباكات في معظم محاور القتال الجنوبي والغربي والشرقي.

وبحسب المصادر التي تحدث إليها مراسلنا، فإن قوات الدعم السريع واصلت تقدمها مرورًا من سوق المواشي جنوبي المدينة حتى أحياء الرديف والثورة والوادي، وصولًا إلى منطقة أولاد الريف.

وتحولت عمليات القتال في منطقة أولاد الريف إلى حرب مدن وشوارع، وهي التي باتت منطقة كر وفر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

وتبعد منطقة أولاد الريف نحو 400 متر من مواقع الفرقة السادسة مشاة ومدينة الفاشر، ما يشير إلى تسارع التطورات العسكرية في المنطقة.

وأشار مراسل التلفزيون العربي إلى أن الأوضاع الإنسانية في الفاشر تتفاقم بسبب عمليات القصف المستمرة من جانب قوات الدعم السريع على المدينة، بالإضافة إلى الحصار المفروض عليها.

وتخضع مدينة الفاشر التي يعيش فيها ما يزيد عن 260 ألف مواطن لحصار مطبق من قوات الدعم السريع منذ 502 يومًا، وسط انعدام للمياه والغذاء وخروج لجميع المستشفيات فيها عن الخدمة.

5 قتلى في شمال كردفان بينهم طفلتان

وفي ولاية شمال كردفان جنوبي السودان، قتل خمسة أشخاص من أسرة واحدة بينهم طفلتان، وأصيب ستة آخرون، جراء استهداف قوات الدعم السريع بطائرات مسيّرة إحدى قرى الولاية.

وأفاد بيان للجيش السوداني، بأن طائرات مسيّرة تابعة لقوات الدعم السريع استهدفت ليلة أمس قرية أولاد الشريف بمنطقة الإندرابة على طريق الصادرات الرابط بين الخرطوم ومدينة بارا.

وفي الآونة الأخيرة، تشهد ولايات جنوب كردفان الثلاث اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

شهيدان من الجيش اللبناني.. متحدث جيش الاحتلال يبدي “أسفه” ويبرر جريمته

شهيدان من الجيش اللبناني.. متحدث جيش الاحتلال يبدي “أسفه” ويبرر جريمته

استشهد اثنان من عناصر الجيش اللبناني وجرح آخران إثر سقوط طائرة مسيّرة للاحتلال الإسرائيلي في بلدة الناقورة بقضاء صور جنوبي البلاد، وفق ما أوردته الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان.

وأضافت الوكالة أن المسيّرة الإسرائيلية التي سقطت أمس الخميس كانت تحمل قنبلة متفجرة وتحاول إلقاءها على حفارة في بلدة الناقورة، قبل أن تتوجه سيارات الإسعاف إلى المكان.

ونقلت الوكالة عن قيادة الجيش اللبناني قوله في بيان: “أثناء كشف عناصر من الجيش على مسيّرة تابعة للعدو الإسرائيلي بعد سقوطها في منطقة الناقورة، انفجرت، مما أدى إلى استشهاد ضابط وعسكري وجرح عنصرَين آخرَين”.

وذكر الجيش اللبناني في نعيه أن الشهيدين هما الملازم أول محمد إسماعيل (29 عامًا)، والمعاون أول الشهيد رفعت الطعيمي (45 عامًا)، بحسب ما أوردته الوكالة.

مزاعم الاحتلال في تبرير جريمته

في المقابل، حاول الاحتلال الإسرائيلي تبرير جريمته من خلال مزاعم نشرها على لسان المتحدث باسم جيشه أفيخاي أدرعي.

شهيدا الجيش اللبناني الملازم أول محمد إسماعيل والمعاون أول رفعت الطعيمي

قضى الشهيدان أثناء فحص قنبلة كانت تحملها الطائرة المسيرة التي سقطت في بلدة الناقورة – وكالة الأنباء اللبنانية

وادعى أدرعي في منشور على فيسبوك صباح اليوم الجمعة، أنه وردت “تقارير عن إصابة عدد من عناصر ‫الجيش اللبناني”، مضيفًا أن الجيش الإسرائيلي يفحص إمكانية وقوع الحادث نتيجة انفجار الأسلحة الإسرائيلية.

وزعم المتحدث باللغة العربية أن “خللًا فنيًا” وقع أثناء هجوم لقوات الاحتلال على “آلية هندسية” في منطقة الناقورة في جنوب لبنان “كانت تهم بإعادة إعمار بنى تحتية عسكرية لحزب الله في المنطقة”.

وأشار إلى أن الخلل أسفر عن “عدم انفجار الذخيرة وسقوطها على الأرض”، مبديًا “أسف” جيش الاحتلال عن “إصابة” جنود الجيش اللبناني.

وفيما قال إنه “لم يتم استهداف الجنود في الجيش اللبناني”، ادعى أنه سيتم التحقيق في الحادث.

حرب أوكرانيا: حين يُكافأ الجنود بـ”النقاط” لتحفيز قتل الروس

حرب أوكرانيا: حين يُكافأ الجنود بـ”النقاط” لتحفيز قتل الروس

تشهد أوكرانيا تحولاً جذرياً في طبيعة قتالها ضد الغزو الروسي لها، متصلاً خصوصاً بالأخلاقيات العسكرية، المغلّفة بالاعتماد المتزايد على التكنولوجيا. ومن شأن هذا التطور أن يطرح إشكاليات في مستقبل الحروب، ومدى استسهال استهداف الناس، عسكريين ومدنيين، في سياق الدفاع عن قضية ما، فضلاً عن القدرة على حصر الأخطاء. في مقابلة مع وكالة رويترز، نُشرت أول من أمس الأربعاء، أوضح وزير الرقمنة ونائب رئيس الوزراء الأوكراني، ميخايلو فيدوروف، أن وزارته تُشغّل نظام نقاط على غرار ألعاب الفيديو لعمليات القتل المؤكدة أو تدمير المركبات والمعدات الروسية. ويمكن بعد ذلك استبدال هذه النقاط بطائرات مسيرة وأجهزة تشويش إلكترونية للإشارات وأنظمة أسلحة أخرى على سوق مثل موقع أمازون، بينما تُصنف الوحدات على قوائم المتصدرين الشهرية. وقال فيدوروف إنه منذ إطلاق هذا النظام قبل عام، تم توزيع نحو 500 ألف طائرة مسيّرة على الوحدات مقابل النقاط، معتبراً أن هذا الأمر يُحفز الوحدات على قتل المزيد، وتبادل البيانات التي تُتخذ بناءً عليها قرارات لاحقة بشأن ما هو فعّال وما هو غير فعّال. ومع إعلان القوات الأوكرانية عن “منطقة قتل” (كل من يتحرك فيها يواجه الموت) على جانبي الجبهة مع القوات الروسية، حيث يُصبح التنقل في العراء شبه مستحيل بسبب التهديد المستمر للطائرات المسيرة، قدّر فيدوروف أن هذه المنطقة تمتد الآن على مساحة بين عشرة و15 كيلومتراً على خط المواجهة، متوقعاً وصولها إلى 20 كيلومتراً في العام المقبل.

 ميخايلو فيدوروف: العمل جارٍ على أنظمة تجعل الطائرات من دون طيار ذاتية التحكم تماماً

التطور التقني في أوكرانيا

ووصف فيدوروف العمل في مثل هذه البيئة بأنه “عمل شاق”، ونتيجةً لذلك تستخدم أوكرانيا الآن آلافاً من المركبات البرية غير المأهولة في ساحة المعركة، لجلب الذخيرة والإمدادات للجنود المتمركزين في مخابئهم على خط المواجهة. وأضاف فيدوروف أن ما بين 80% و90% من الأهداف الروسية التي تُضرب في ساحة المعركة تُدمر الآن بطائرات من دون طيار، بينما كان المعدل في عام 2024 70% من القوات المستهدفة و75% من المركبات. ويشغل فيدوروف (34 عاماً) منصب الوزير المسؤول عن جهود التحول الرقمي في أوكرانيا منذ خمس سنوات، ما دفعه إلى الانخراط على نحو كبير في بحث أوكرانيا عن تقنيات دفاعية مبتكرة للتغلب على عدوها الأكثر ثراءً والأفضل تسليحاً.

وبموازاة خوض الحرب، سعت أوكرانيا إلى ترسيخ مكانتها ساحةَ اختبار لشركات الدفاع الدولية، داعيةً إياها لتجربة أسلحة جديدة في مواقع القتال، وقال فيدوروف إنه تم تلقي ما يقرب من ألف طلب حتى الآن، وأن 50 منتجاً مختلفاً “في طريقها إلى أوكرانيا”. وأضاف أن أوكرانيا تستخدم الآن الذكاء الاصطناعي لمساعدة طائراتها المسيّرة، بما في ذلك العديد من أنظمتها المستخدمة في هجمات بعيدة المدى في عمق روسيا، وأكد أن أجهزة الكمبيوتر قادرة على مسح صور استطلاع جوية وفضائية مفصلة لأهداف قد يستغرق العثور عليها من قِبل الإنسان “عشرات الساعات”. وأضاف فيدوروف أن العمل جارٍ على أنظمة تجعل الطائرات من دون طيار ذاتية التحكم تماماً، ما يسمح لها بالتحليق من دون تدخل بشري، والعمل في أسراب. وأوضح أن أوكرانيا تستخدم تقنية الذكاء الاصطناعي من شركة تحليل البيانات الأميركية بالانتير لأغراض متنوعة، مثل تحليل أنماط الضربات الروسية على أوكرانيا أو تتبع حملات التشويه الإعلامي التي تشنها موسكو. وتأسست شركة بالانتير على يد الملياردير الأميركي بيتر ثيل، وهو شخصية مؤثرة في إدارة ترامب. وليست جميع استخدامات أوكرانيا لـ”بالانتير” عسكرية، فقد قال الوزير الأوكراني إنها ساعدت أيضاً في اقتراح أماكن بناء مدارس تحت الأرض مقاومة للقنابل، أو تحديد المناطق التي يجب إعطاؤها الأولوية في جهود إزالة الألغام.

وأوضح فيدوروف في سياق آخر، أن أوكرانيا جمعت ما وصفه بـ”الكم الهائل من المعلومات”، وأنها “تبحث مشاركة بيانات ساحة المعركة مع حلفائها”، لتعزيز مكانتها في مفاوضاتها للحصول على دعم الدول الصديقة. وتُعد مجموعات البيانات الضخمة أمراً بالغ الأهمية لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي على التعرف إلى الأنماط والتنبؤ. تزداد هذه الحاجة إلحاحاً في قطاع الدفاع العالمي المزدهر، في حين أن مجموعات البيانات الخاصة بمعظم الأنشطة المدنية متوفرة تجارياً، إلا أن أكبر حرب في القرن الـ21 بين الجيوش المتقدمة قد منحت أوكرانيا مجموعة لا مثيل لها من بيانات عمليات القتال، ما قد يساعد كييف على إثبات قيمتها حليفاً لواشنطن. ومنذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في عام 2022 جمعت أوكرانيا كميات هائلة من إحصاءات ساحة المعركة المسجلة بدقة، ومع تزايد استخدام الطائرات المسيرة في الحرب، أصبحت أوكرانيا تمتلك ملايين الساعات من لقطات القتال المصورة جواً. وقال فيدوروف: “أعتقد أن هذه إحدى الأوراق المتاحة، كما يقول زملاؤنا وشركاؤنا، لبناء علاقات مربحة للطرفين”، في إشارة واضحة إلى تصريح الرئيس الأميركي دونالد ترامب للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في اجتماع كارثي في المكتب البيضاوي في 28 شباط/ شباط الماضي، بأنه “ليس لديكم أوراق”.

ولم تكن تلك الخطوة الأوكرانية جديدة، فقد استفاضت الصحف الغربية بنشر تحقيقات عن لاعبي الفيديو الأوكرانيين، الذين انتقلوا من خلف الشاشات إلى ساحات الحرب لمحاربة الروس بعد غزو موسكو لبلادهم. وبات أبرز مشغلي المسيرات شباناً اعتادوا قضاء ساعات طويلة خلف شاشات الكمبيوتر، لكنهم الآن تحولوا إلى عناصر في الحرب، لصدّ الزحف الروسي. ومع أن الاختلاف أخلاقي بين القتل في لعبة وبين الواقع، غير أن الاعتياد على الفكرة لن يفضي سوى إلى تدهور الرادع الأخلاقي، وبالتالي تطوير أدوات القتل، سواء بالمسيرات أو بالمركبات الآلية. في السياق، تجدر الإشارة إلى المجزرة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي بهجومه المزدوج على مستشفى ناصر في غزة، الاثنين الماضي الذي سقط فيه أكثر من 20 شهيداً على الأقل. وقال مسؤول أمني إسرائيلي لشبكة سي أن أن، إن القوات المشاركة في الهجوم كان مُصرّحاً لها باستهداف كاميرا بطائرة مُسيّرة، لكنها أطلقت قذيفتي دبابة: الأولى على الكاميرا والثانية على قوات الإنقاذ. وادّعى الجيش الإسرائيلي أن “ستة من القتلى كانوا إرهابيين، وأحدهم شارك في التسلل إلى الأراضي الإسرائيلية خلال هجوم حماس في السابع من تشرين الأول/تشرين الأول 2023”.

البحرية الأميركية: ألعاب الفيديو تعزز المرونة العصبية

الاستثمار العسكري الأميركي

في العام الماضي، نشرت الكاتبة الليتوانية ماريام ديد، كتاباً بعنوان “كل شيء في ساحة اللعب: كيف تغير ألعاب الفيديو العالم؟”، تطرقت في أحد فصوله إلى القطاع العسكري في هذه الألعاب، حسبما ذكر موقع “كومونز” الأوكراني، مشيرة إلى أن “الجيش الأميركي استثمر بكثافة في الألعاب، من خلال ألعاب مثل America’s Army الصادرة عام 2002، وهي لعبة إطلاق نار تكتيكية تعرض سيناريوهات قتالية واقعية، كانت بمثابة دعاية للحروب الأميركية وأداة تجنيد فيها. وقد كتب القائمون على اللعبة في صفحة الأسئلة الشائعة الرسمية، أن أحد الأسباب التي تجعل الأشخاص خارج الولايات المتحدة قادرين على لعبها هو أنهم يريدون أن يعرف العالم أجمع مدى عظمة الجيش الأميركي. وكان ذلك في سياق ما بعد هجمات 11 أيلول/أيلول 2001 والحرب على الإرهاب”. ووفق الكاتبة “كان إجمالي عدد إصدارات اللعبة التي صدرت في الفترة من عام 2002 إلى عام 2014 قد بلغ 41 إصداراً”، مشيرة إلى أنه “من المتوقع أن يستثمر الجيش الأميركي أكثر من 26 مليار دولار سنوياً في التدريب على الألعاب والمحاكاة بحلول عام 2028، كما أن واشنطن استحوذت على 92% من الإنفاق العالمي في سوق الألعاب والمحاكاة في مجال الدفاع في عام 2022، أي نحو 25 مليار دولار”.

وفي 17 شباط 2022، نشرت البحرية الأميركية على موقعها مقالاً جاء فيه أن ألعاب الفيديو تساعد البحارة ومشاة البحرية على معالجة المعلومات بشكل أسرع وتعزز المرونة العصبية. والأهم وفقاً للكاتبة الليتوانية، أن هذه الألعاب ومؤثراتها “تجعل اللاعبين غير حساسين للعنف ضد أعداء الدولة المفترضين، في حين تقدم وجهات نظر عسكرية على أنها مبررة أخلاقياً”. أما نظام النقاط، فبحسب ديد، تبنت الشركات والمؤسسات التعليمية ووكالات التسويق في العقد الأخير، ميزات شبيهة بالألعاب، مثل النقاط والشارات ولوحات المتصدرين، لإشراك المستخدمين وتحفيز السلوكيات. وسارت منصات التواصل الاجتماعي على نفس النهج، فدمجت عناصر تشبه الألعاب لزيادة تفاعل المستخدمين. وبناء على ذلك، يُمكن فهم مآلات ما يجري في الحرب الروسية على أوكرانيا، وفي تصريحات فيدوروف الأخيرة.(العربي الجديد، رويترز)