سعد الدين شاهين شاعرا للأطفال

سعد الدين شاهين شاعرا للأطفال

لم أكن أعرف بأن الزميل الشاعر سعد الدين شاهين مهتم بالكتابة للأطفال أو معني بكتابة قصيدة الطفل، على الرغم من أنه كان على علم وعمل بمجال التربية والتعليم من خلال عمله في إمارة الشارقة مدرسا ومديرا في مدارس الإمارات العربية المتحدة منذ 1971 وحتى 1985.

ويبدو أن تأسيسه لمؤسسة تعليمية خاصة في الأردن وعمله مديرا لها منذ عام 1984 وحتى الآن جعله على تماس وقرب من هموم الأطفال ومشاكلهم وأحلامهم وقضاياهم اليومية.

وهذا الأمر كافٍ لشاعر تربوي موهوب أن يدفعه إلى توجيه دفة السفينة المبحرة في بحور الشعر نحو الكتابة الأصعب، وهي كتابة الشعر للأطفال. ولا بد أن نتوقع نجاح الشاعر في هذه التجربة الإبداعية الجديدة والتي اختارها لنفسه بعد أن نضجت التجربة الشعرية لديه على صعيد الكتابة للكبار.

فالشاعر، القادم من عالم الكبار إلى عالم الصغار، بعد تمرّس وتمكّن من أدواته الشعرية، لا بد وأن تتعانق إمكاناته وقدراته الشعرية مع خبرته التربوية الوافرة، فتنتج عن هذا العناق الجدلي -إن جاز التعبير- قصائد مناسبة للأطفال، لا سيما وإن كان الشاعر على دراية لا بأس بها بقاموس الأطفال اللغوي، وبالفئة العمرية التي يتوجه لها في خطابه الشعري.

هذا ما نتوقّعه لشاعر مثل سعد الدين شاهين، وما سنذهب إلى إثباته وتأكيده من خلال قراءة بانورامية نقدية، إلى حد ما، لمجمل نتاجه الشعري في مجال كتابة القصيدة أو الأغنية للصغار بمختلف فئاتهم العمرية.

يبدو أن متطلبات الكتابة للطفل متوفرة لدى شاعرنا بركائزها الثلاث وهي:

  • جمالية التعبير الشعري دون غموض أو تعقيد.
  • والخبرة التربوية، بما في ذلك معرفة مراحل نمو الطفل وطبيعته النفسية والاجتماعية الخاصة بكل مرحلة.
  • ثم معرفة قاموس الطفل اللغوي، واتساع دائرة هذا القاموس المرتبط بانتقال الطفل من مرحلة عمرية معينة إلى مرحلة أخرى متقدمة، يتحقق فيها ارتقاء لغة الطفل بزيادة مفرداته اللغوية التي يتلقاها ويختزنها في الذاكرة.

في الحقيقة، ومن خلال قراءتي المتأنية للنتاج الشعري الذي توفّر لي، سأقف عند مسألتين مهمتين هما: الأفكار والمضامين، ثم الأسلوب والتشكيل الفني، بما في ذلك التعامل مع لغة الطفل.

دوار الشمس (ديوان جديد للأطفال)
الشاعر سعد الدين شاهين لم يعطِ القصائد الوطنية والقومية مساحة واسعة في ديوانيه المطبوعين (بسمات مبكرة) و(دوار الشمس) (الجزيرة)

الأفكار والمضامين

إن اقتراب الشاعر من عالم الطفولة، بل اندماجه بها من خلال عمله اليومي، جعله على بينة من قضايا الصغار وحياتهم اليومية ومشاكلهم وهمومهم وأحلامهم الصغيرة.

إعلان

لذا فهو يلتقط أفكار قصائده من واقع حياتهم، متلمسا ميولهم ورغباتهم، واضعا يده على احتياجاتهم وتطلعاتهم، ومن ثم يعيد تشكيل ذلك في قصائد جميلة يكتبها لهم، وبلغتهم التي يفهمونها ويحبونها، حين تأتي فائضةً بإيقاع موسيقي يستهويهم ويجذب مشاعرهم.

فها هو يكتب عن الطفل المهذب الذي يقدم نفسه في قصيدة (أبي سماني باسمي)، كما يكتب عن جرس المدرسة، وحصالة النقود، وعن دور الطفل في حياة أفضل، وعن حياة التلاميذ المدرسية متغنيا بعالمهم الزاخر بالصدق والجمال والبراءة.

ولا يفوتُه أن يكتب قصيدة أو أكثر عن حياة الطفل الأسرية والاجتماعية، حين يكبر هذا الطفل وينطلق بكتبه وألعابه إلى الشارع والمدرسة والملعب، حيث الدراسة والمرح واللعب وتكون الصداقات على أسس تربوية سليمة، يوحي بها الشاعر ويشير إليها من خلال المفردات والجمل الشعرية، دون الوقوع المباشر في الوعظ والإرشاد أو التلقين، الذي لا يعطى الطفل فرصة للتفكير والتأمل والاقتناع.

هذا هو نهج شاعر الأطفال الذي يوجه لهم خطابه الشعري، منطلقا بخبرة تربوية معززة بعمل ميداني وتعامل يومي مباشر مع الناشئة، فالشاعر هنا إذ يوقظ الطفل الصغير في داخله ويحركه باتجاه عالم الطفولة متقمصًا عقل الصغير ولغته وطريقة تفكيره لا ينسى أن يأخذ بيده وبعقل رجل كبير إلى حقل تربوي، تزهر فيه القصائد لتطرح ثمارا طيبة.

فشاهين دائم الحرص على أن يضفي على معظم قصائده وإن لم يكن كلها مسحة تربوية وتعليمية أيضا تسهم في تربية الطفل وتهذيبه وتوجيهه على طريق الخير والأخلاق الحميدة، دون وقوع في تقرير أو مباشرة أو نظم تقليدي يضم كلامًا مقفى يوقع الأطفال في الملل ويجعلهم يعزفون عنه.

لم يكتفِ الشاعر سعد الدين شاهين بكتابة قصائد تعزز المناهج التعليمية، وتبرز، بل ترسخ القيم والاتجاهات السلوكية في عملية التعلم، بل ذهب إلى أبعد من ذلك، إلى وضع كتب تعليمية لمرحلة الطفولة المبكرة في اللغة العربية واللغة الإنجليزية والرياضيات وغير ذلك.

وتعزيزا لهذه الوحدات التعليمية المدروسة بعناية اتخذ من أناشيده الغنائية محطات استراحة بين وحدة تعليمية وأخرى مما سيعمل على تأكيد المعلومة وترسيخها في مدارك الصغار، بالإضافة إلى تنمية ذائقة الطفل الأدبية والفنية بإشباع شغفه الفطري بالموسيقى والإيقاع الشعري الجذاب.

ولا أجامل هنا حين أقول، إن سعد الدين شاعر لم يؤسس مدرسة لتعليم التلاميذ فحسب، بل أسس مدرسة لتوظيف الشعر في عملية التعلم، وهذا نهج وإنجاز يُحسب له.

إلى جانب ذلك، أعطى الشاعر اهتماما واسعا ببيئة الطفل والمحيط الاجتماعي الذي يعيش فيه فكتب له عن النحلة المنتجة والنجمة المتلألئة وعن خير الغيمة الماطرة وعن العصفور الطليق الذي ينعم بالحرية، كما كتب عن الراعي والجدة والصديق وشرطي المرور ونظافة البيئة.

والشاعر هنا إذ ينوّع في أفكاره ومضامينه، ملبيا احتياجات الأطفال السلوكية والاجتماعية والتربوية بشكل عام، لا يعطي القصائد الوطنية والقومية مساحة واسعة في ديوانيه المطبوعين (بسمات مبكرة) و(دوار الشمس).

وكأننا به يخشى أن يسقط همومه وأحزانه وخيبة أمله في أمته المغلوبة على أمرها، يخشى أن يسقط كل ذلك على عقل الطفل العربي ووجدانه، فيحد من تفاؤله وأمله في حاضر سعيد ومستقبل يكون أكثر إشراقا.

إعلان

ولعل الشاعر قد أولى اهتماما أكبر بالقصيدة ذات الطابع الوطني والقومي في الأوبريتات الغنائية والأغاني التي تم تلحينها وإنتاجها ولم يتوفر لي الاطلاع عليها.

الأسلوب والتشكيل الفني

يعتمد الشاعر، في تشكيله الفني لقصيدة الطفل، لغة بسيطة ذات دلالة واضحة المعنى دون الوقوع في ركاكة التعبير أو سذاجة وتسطح النظم المتكئ على التفعيلات.

وعند التخيل والتصوير نجده يستثمر خبراته الطويلة في مجال شعر الكبار بتشكيل شعر الصغار تشكيلا فنيا يعكس جماليّة النص الشعري بعيدا عن المجاز وغرابة المعنى وصعوبة الألفاظ.

وتأتي الصور من بيئة الطفل وعالمه المحسوس، خاصة حين يخاطب الطفل في المرحلة المبكرة من العمر، في حين يراعى عنصر الخيال حين يخاطب المرحلة العمرية الأعلى.

يقول في قصيدة “لي دور” بحياة أفضل:

كنا نتهجّى في كُتب الصف الأول

أنَّ الأطفالَ ملائكة

تبني من حبِّ الرمل وخطَّ الحرفِ

حروف المستقبل

سُئل الكاتب الذائع الصيت صموئيل بيكيت ذات مرة: “لماذا لا تكتب للأطفال؟ فأجاب: لم تنضج تجربتي الأدبية بعد لأكتب لهم”.

تذكرت هذا القول وأنا أرى تجربة الشاعر سعد الدين شاهين في شعر الكبار قد نضحت، فتوجه لكتابة شعر الصغار بكل ما يمتلكه من قدرة على التصوير والإيقاع والصياغة الفنية بشكل عام.

وهنا لا فرق بين طبيعة التشكيل الفني لقصيدة الكبار وطبيعته حين نكتب قصيدة للصغار إلا في المستوى اللغوي وأسلوب التعبير الذي يراعى فيه بساطة الصورة ووضوح المعنى ورشاقة الإيقاع باعتماد الأوزان والتفعيلات الخفيفة ذات الجُمَل القصيرة، وتدليلا على ذلك نأخذ هذا المقطع من قصيدة “ماذا يعني؟”:

علم بلادي وهو يرفرف فوق سماها

يعني أن العزة وشم

يحمله بعدي أولادي

أجمل من أشياء الدنيا

أن الأرض تحن إلينا

كي نحضنها

کي تمنحنا الدفء الهادي

في هذا المقطع يرى القارئ أن العناصر الفنية المكونة للقصيدة تتعانق معا عناقا جدليا لتكون مشهدا شعريا مؤثرا في المتلقي الصغير برشاقته الموسيقية وصورته الحسية وعاطفته الوطنية الصادقة.

وفي هذه القصيدة المشار إليها يعيش الطفل القارئ حالة شعرية بالغة التأثير سترسم لوحتها في عقله ووجدانه ولا بد له أن يردد مع الشاعر:

طفل أجمل من نجم

يتلألأ تحت سماها

طفل يجري خلف فراش الحقل

ينادي…

أعشق وطني أعشق أرضي

لو كانت صحراء بوادي

ويكفي أن تكون وظيفة الشعر الموجه للأطفال على هذه الشاكلة، وبهذه الطريقة التعبيرية المدهشة والجاذبة.

لم يقف الشاعر شاهين عند كتابة النشيد أو الأغنية والقصيدة القصيرة، وإنما طوّر أسلوبه في الخطاب العربي الموجه للطفل فكتب القصة الشعرية الغنية بعنصري القص والإيقاع الموسيقى اللذين يميل لهما الأطفال بطبيعتهم.

كما كتب المسرحية والأوبريت الغنائي اقتناعاً منه على ما أظن بأهمية توظيف الدراما الشعرية في عملية التعلم والتربية والتثقيف، إذ إن هذا اللون الأدبي حيث يجيء مكتنزا بالشعر يظل غنيا بالحركة والتشخيص والسيناريو والحوار، فتتسع دائرة الخطاب لدى الشاعر ويزداد حجم التأثر والتأثير لدى المتلقي الصغير.

وحين يخرج الشاعر شاهين بقصيدته من إطارها الذهني التعليمي وينطلق بها في فضاء الإبداع، تغادر القصيدة حرفية النظم وتستعيد روح الشعر فتتسع فيها جاذبية التأثير وتكتمل عناصرها الفنية، وهذه السمات الفنية نجدها في معظم قصائد وأناشيد المجموعتين (بسمات مبكرة، دوار الشمس).

فها هو، وعلى الرغم من توجهه إلى توظيف الشعر في عملية التعلم لتعزيز المنهاج، ينتصر لروح الشعر وجماليته وفيضه الموسيقى الجذاب لتزدان الأنشودة بالصور الجميلة والجمل الشعرية الرشيقة.

والشاعر هنا إذ يحرص على إبراز الناحية الجمالية في التصوير دون تركيب أو تعقيد أو وقوع في المجاز، نجده يميل إلى التكثيف وعدم الإطالة واختيار الأوزان والتفعيلات الخفيفة في الشطرة الواحدة، وعلى سبيل المثال لا الحصر نشير إلى قوله في قصيدة “الفقر”:

الفقر والحرمان .. أولى مآسينا

لو ينتهي تكون .. حبا أغانينا

كما يقول في عفوية وانسيابية تلقائية في أنشودة “أبي سماني باسمي”:

يسعدني جدا أني .. خطواتي تحكي عني

أفعالي خير للناس .. ولأجل الخير أغني

رشيد بنزين والوجه الإنساني للضحايا: القراءة فعل مقاومة والمُتخيَّل لا يُستعمر

رشيد بنزين والوجه الإنساني للضحايا: القراءة فعل مقاومة والمُتخيَّل لا يُستعمر

“لا يمكن استعمار المتخيل”، بهذه العبارة البليغة والمفعمة بالتحدي، يفتتح الكاتب الفرنسي المغربي رشيد بنزين حديثه عن روايته الجديدة، التي تشكل العمل الأدبي الوحيد حول قطاع غزة في الموسم الأدبي الفرنسي الحالي.

في عمله المعنون “الرجل الذي كان يقرأ كتبا” (L’Homme qui lisait des livres)، تسرد حكاية صاحب مكتبة في غزة، رجل من مواليد عام 1948، عام النكبة، ومن عشاق الثقافة الفرنسية، ليصبح صوته نافذة نطل منها على جرح لا يندمل.

أثار هذا العمل اهتمام ناشرين أجانب حتى قبل صدوره، وهو ما يطرح سؤالا ملحا حول افتقار المشهد الأدبي العالمي لنتاج يغوص في عمق التجربة الإنسانية في غزة.

ومن المقرر صدور 14 ترجمة للرواية في المملكة المتحدة وإسبانيا وإيطاليا ودول أوروبية أخرى، وهو ما يعتبره بنزين نجاحا كبيرا في حد ذاته، لأنه يعني أن كلام “نبيل”، صاحب المكتبة الغزي، بدأ ينتشر ويخترق جدران الصمت.

يتساءل بنزين عن معنى أن يكون المرء “رجلا طيبا في زمن الحرب”، خاصة في سياق غزة المأساوي. ففي مواجهة التدفق اليومي للصور المروعة، التي تحجب في نهاية المطاف غزة الحقيقية وتجعلها غير مرئية، تبرز الحاجة الماسة للكلمات.

يتابع: “يقولون لنا مثلا: سقط اليوم 63 قتيلا في غزة. من كثرة ما نعتاد على هذه الأرقام، تحل ظاهرة تجريد الناس من إنسانيتهم”. من هنا، كان لا بد من اللجوء إلى الكلمات، ليس لكلمات التحليل السياسي والدراسات الإستراتيجية، بل لكلمات تغوص في “الحميمية” وتستعيد الوجه الإنساني للضحايا.

هوية مركبة في وجه التبسيط

اختار بنزين لشخصيته الرئيسية، نبيل، أن يكون ابنا لأب مسيحي وأم مسلمة. هذا الخيار لم يكن اعتباطيا، بل جاء بهدف تسليط الضوء على الوضع الفلسطيني المعقد، في وجه أولئك الذين يبحثون دائما عن التبسيط والقطيعة الأيديولوجية.

أراد الكاتب ألا يختزل الفلسطينيين في هوية المسلم فقط، وألا يختزل ما يجري في غزة في كونه مجرد حرب بين العرب واليهود. يقول بنزين: “هناك مسيحيون، هناك هذا المزيج… أردت أن تقف هذه الشخصية عند تقاطع تقاليد مختلفة، أن تكون قادرة على المزج بين سور من القرآن ومزامير من الكتاب المقدس”.

إعلان

يقوم نبيل بفعل يعتبره الكاتب جذريا وثوريا: القراءة. فكل الخسائر التي تكبدها كفلسطيني ولد عام 1948 لا تحدد هويته بالكامل. فكما يقول على لسان شخصيته: “كلنا ولدنا عام 1948”.

الأدب في مواجهة القنابل

نبيل هو صاحب مكتبة، لكنه يقضي وقته في إهداء الكتب بدلا من بيعها. هذا الفعل، في الظروف التي نعيشها، وفي ظل علاقتنا الخاصة مع الزمن، يتحول إلى فعل عصيان ومقاومة. يتساءل بنزين: ماذا بمقدور الأدب أن يفعل؟ الإجابة تأتي واضحة وحاسمة: “لن يتمكن من وقف القنابل، ولا إعادة الحياة إلى القتلى، الأطفال، النساء. لكنه قادر ربما على الحفاظ على النواة الأكثر صلابة في الإنسان”.

كان من الممكن أن يشعر نبيل في أي لحظة بالكراهية، وكان العالم سيتفهم ذلك بعد كل ما عاناه. لكن هناك أمرا ثابتا لدى هذا الرجل، وهو أنه “يرفض تجريد الناس من إنسانيتهم”.

في وجه التدمير المنهجي لقطاع غزة، أي أمل يمكن أن يتبقى؟ يرى بنزين أن من المهم إدراج هذه الرواية في دورة الزمن الطويل. فنبيل يروي قصة العام 1948، يروي اللاجئين، ويروي مكانة الكتابة، وشقيقه، ووالدته… إنه يروي ملحمة فلسطينية كاملة.

الخطر الأكبر الذي يراه الكاتب يلوح في الأفق هو الشعور بالعجز. “يسعى البعض لإيهامنا بأنه ليس بإمكاننا القيام بأي شيء، بأن الأمر ليس بأيدينا. في حين أن العكس صحيح، يعود لكل منا أن يتمكن في وقت من الأوقات من النهوض والتظاهر والمقاطعة، أن يذهب نحو الإنسانية”.

أهدى رشيد بنزين هذه الرواية “لكل الذين يرفضون الاستسلام للعتمة”، فبين الأنقاض والدمار، هناك رجل يقرأ. قد يبدو هذا كل ما في الأمر، ولكنه في الوقت نفسه شيء هائل. إنه الدليل القاطع على أنه “لا يمكن استعمار المتخيل، وأنه في نهاية الأمر، تبقى حرية الفكر تلك”.