
نجت من صاعقة برق قبل 10 سنوات.. تعّرفوا إلى شجرة المعجزات في بوليفيا
في مدينة لاباز عاصمة بوليفيا، تجذب شجرة صنوبر عملاقة آلاف المصلّين من جميع أنحاء البلاد، من الذين ينظرون إليها على أنّها “شجرة المعجزات” بعد أن ضربتها صاعقة برق قوية قبل 10 سنوات، تركت ندبة على جذعها من دون أن تدمّرها بالكامل.
ويتدّفق المصلّون إلى مكان وجود الشجرة في أكبر مقبرة عامة في لاباز شُيّدت قبل قرنين من الزمن. ويحملون معهم قرابين، وعملات معدنية، وأزهارًا، وحلوى، وأمنيات سرية مكتوبة بخط اليد، ليضعوها في شقوقها التي تُنتج راتنجًا عطريًا مميزًا.
شجرة المعجزات في بوليفيا
وأوضح خافيير كورديرو، الذي يترأس صلاة الجنازة في المقبرة، لوكالة “أسوشييتد برس”، أنّ الناس “يطلبون الحب والعمل والصحة والأطفال، وحتى استعادة حيواناتهم الأليفة المفقودة. إذا جاء الشخص بإيمان كبير، فستُلبّي الشجرة رغباته”، وفق تعبيره.
يحمل المصلّون قرابين إلى شجرة “المعجزات” في لاباز- اسوشييتد برس
وتجذب الشجرة روّادًا دائمين من كبار السن المقتنعين بقوة الشجرة المقدّسة، وحتى بعض الشباب الذي اكتشفوا قصتها مؤخرًا.
ومن بين هؤلاء ريكاردو كويسبي البالغ من العمر 79 عامًا، الذي كان يلجأ إلى أغصان الشجرة المحمية عندما ضربته صاعقة في عصر ذلك اليوم العاصف قبل عقد من الزمان. ويزعم أنّ الصاعقة منحته أيضًا قوى روحية.
ويعتقد شعب إيمارا في بوليفيا أنّ الصواعق تمنح الناجين منها سواءً كانوا بشرًا أو أشجارًا، “قوى إلهية”.
وبينما لمس كوديرو جذع شجرة المعجزات بسلك نحاسي لإظهار طاقتها الخاصة، بدأ السلك بالدوران، وقال: “أعرف أشخاصًا شُفوا من أمراض، بعد لمسهم الشجرة”، مضيفًا أنّ البرق “نقل الطاقة الحيوية للكون إلى الشجرة”.
وتنتشر مثل هذه الطقوس بكثرة في الأمة الأنديزية، حيث يملأ الياتريون وهم المرشدون الروحيون في ثقافة شعب الأيمارا شوارع لاباز ومدينة إل ألتو المجاورة في شعب أيمارا، ويبيعون خدماتهم لأي شخص يحتاج إلى “البركات” والحظ السعيد وعمليات تطهير الطاقة، من النساء اللواتي يحاولن الحمل إلى المزارعين الذين يأملون في الحصول على محاصيل صحية.
وعلى مدار الشهر، يُقدّم البوليفيون عروضًا إلى “باشاما” (آلهة الأرض)، وغالبًا ما يستأجرون الشامان (سحرة دينيون) لأداء الطقوس في منازلهم ومكاتبهم أو يقومون بالحج لإطعام آلهة الأرض والجبل الجائعة في المواقع المقدسة والمقابر مثل تلك الموجودة في لاباز.