حاكم إقليم دارفور يُحذر من تجدد مخطط لتقسيم السودان

حاكم إقليم دارفور يُحذر من تجدد مخطط لتقسيم السودان

الخرطوم- وصف حاكم إقليم دارفور (غرب السودان) مني أركو مناوي الأوضاع الإنسانية في مدينة الفاشر، حاضرة الإقليم، بأنها بلغت مستوى كارثيا غير مسبوق، مؤكدا أن حجم المعاناة هناك يفوق ما تشهده مناطق أخرى، وحذَّر من تجدد مخطط غربي قديم لتقسيم السودان إلى دويلات.

وخلال لقاء بشأن الأوضاع في دارفور -عُقد في القاهرة أمس الثلاثاء- مع رموز سياسية من دارفور ومسؤولين سابقين وقيادات مجتمع مدني، دعا مناوي إلى ضرورة دعم الإرادة الشعبية والعمل على حل مشاكل البلاد.

وأشار إلى أن الفاشر تعيش تحت وطأة أزمة إنسانية خانقة، تتفاقم يوما بعد آخر نتيجة استمرار القتال وتعطيل جهود الإغاثة.

تفريغ الفاشر

وأوضح أن قوات الدعم السريع تعمَّدت عرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى الفاشر، إذ أوقفت أكثر من 20 قافلة تابعة للأمم المتحدة ومنظمات دولية كانت قد انطلقت من مدينة الدبة شمالي البلاد، وأجبرتها على التوقف في منطقة مليط بشمال دارفور.

كما كشف مناوي عن قيام تلك القوات بإحراق ما يزيد على 10 قوافل إغاثية، معتبرا أن هذه الأفعال ترقى إلى الجرائم ضد الإنسانية، لما تمثله من استهداف مباشر للمدنيين وحرمانهم من حقهم في الحصول على المساعدات الضرورية.

وأشار إلى وجود نحو مليون مواطن داخل الفاشر يحتاجون إلى تدخلات إنسانية عاجلة، مشيرا إلى أن تفريغ المدينة من سكانها -كما تسعى قوات الدعم السريع وحلفاؤها- يعني حملهم لمواجهة الموت بيد تلك القوات مثلما حدث لكثيرين غادروا المدينة.

ودعا مناوي مجلس الأمن للتدخل العاجل لفتح الممرات الإنسانية وضمان حماية المدنيين في الإقليم، محذرا من أن التراخي في مواجهة هذه الانتهاكات قد يؤدي إلى تفاقم الكارثة، كما طالب بتطوير اللجنة القومية لفك الحصار عن الفاشر برئاسة رجل الأعمال أزهري المبارك لتحقيق الهدف المنشود.

لقاء حاكم اقليم دارفور بالقاهرة مع قيادات سياسية ومجتمعية المصدر: إعلام مكتب حاكم دارفور
حاكم دارفور أكد أن هناك من يسعى ويعمل لتقسيم السودان إلى دويلات (مكتب حاكم دارفور)

3 دويلات

واستنكر مناوي الدعوات المطالبة بالانفصال، وشدد على أن الوحدة بيد كل السودانيين، وتطرَّق إلى الانتهاكات الحقوقية التي لحقت بإقليم دارفور، لا سيما في الفاشر ونيالا وزالنجي التي تحولت إلى مدن أشباح، وسط صمت المجتمع الدولي والأمم المتحدة على جرائم المليشيا المتمردة، حسب تعبيره.

إعلان

ورأى أن مآذارات “مليشيا الدعم السريع المتمردة” تعكس مخططا خطيرا يستهدف فصل إقليم دارفور عن السودان، وتمزيق وحدة البلاد لمصلحة جهات دولية تستفيد من استمرار حالة الفوضى والصراع، مجددا رفضه زعم المليشيا بتشكيل “حكومة موازية” في نيالا.

وأشار إلى وجود ما وصفه بمخطط غربي قديم يسعى إلى تقسيم السودان إلى 5 دول، معتبرا أن ما يجري حاليا في دارفور هو امتداد لهذا المشروع، الذي يستغل النزاعات الداخلية لتحقيق أهداف جيوسياسية على حساب وحدة البلاد واستقرارها، ومن هذه الإشارات نية خارجية لتقسيم البلاد إلى 3 دويلات.

وقال مناوي: “تلقيت اتصالا من سفير دولة عظمي يسألني عن موقفي بشأن تشكيل الحكومة في وقت كانت فيه الحرب في أصعب حالاتها”.

وأضاف: “سألني السفير عن إمكانية تشكيل 3 حكومات:

  • الأولى تشمل الشمال والشرق والوسط برئاسة رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان.
  • حكومة الغرب برئاسة قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو.
  • حكومة الجنوب برئاسة عبد العزيز الحلو رئيس الحركة الشعبية – شمال”.

وعقّب مناوي على ذلك بقوله إن “استفسارا كهذا قطعا لن يكون على سبيل المزحة”.

مخطط الانقلاب

وقلَّل مناوي من بعض الذين يحاولون نعتهم بالتماهي مع الإسلاميين “ومن يسمون بالفلول”، وقال: “إن قضية الإسلاميين هذه استهبال سياسي”.

وتحدث مناوي عن خطوات يمكن أن تضع البلاد على المسار الصحيح بواسطة السياسيين لمصلحة الشعب السوداني عبر تحقيق قدر من التوافق الوطني بشأن قضايا البلاد.

وعبَّر عن فخره باحتفالات البلاد بمرور 71 عاما على سودَنة الجيش السوداني و100 عام على تأسيسيه، كونها مناسبة ذات طابع وطني، مشددا على أنه لا بديل عن الجيش السوداني إلا هو، الذي يدافع عن الوطن.

معاناة سكان الفاشر
أوضاع سكان الفاشر توصف بالكارثية بسبب الحصار والحرب التي يفرضها الدعم السريع (الجزيرة)

كما تحدث مناوي عن مخطط قوات الدعم السريع للاستيلاء على السلطة في نيسان/نيسان 2023، وقال إنه شاهد قبل اندلاع الحرب بنحو شهر متحركات تلك القوات بأعداد كبيرة وكانت تهتف بشعار “كل القوة الخرطوم جوة”.

وأضاف “كان هناك مخطط لتنفيذ عملية انقلاب علي السلطة في شهر رمضان وتزامنا مع صلاة عيد الفطر، ليقوم الانقلابيون بمآذارة الضرب واعتقال قيادات سياسية وعسكرية”.

مزارعو العنب في الخليل فرادى في مواجهة هجمات المستوطنين

مزارعو العنب في الخليل فرادى في مواجهة هجمات المستوطنين

الخليل- منذ أسبوع، يستمع مصطفى ملحم للأذان من بيته من دون أن يتمكن من الذهاب إلى المسجد للصلاة كما جرت العادة، إذ لا يزال يعاني من آلام وكدمات شديدة في جسده على إثر اعتداء مجموعة من المستوطنين عليه وعلى ابن شقيقه، أثناء قطفهما لثمار العنب في أرض العائلة في حلحول شمال الخليل.

ففي فجر 24 آب/آب 2025، باغتهما المستوطنون بالهجوم بالهراوات ما أدى إلى إصابة ملحم بشكل مباشر في رأسه، ويقول للجزيرة نت إن المستوطنين كانوا يضربونه بقصد القتل، وإنهم لم يتوقفوا عن الضرب إلا بعدما رأوا كمية الدماء التي نزفت من رأسه.

تقع أرض ملحم بين بلدتي حلحول وبيت أمر، اللتين تحاذيهما مستوطنة “كيرمي تسور”، المقامة على أراض مصادرة من البلدتين منذ عام 1984، ويبلغ تعداد المستوطنين فيها قرابة ألف مستوطن.

فلسطين، الخليل، حلحول، المزارع مصطفى ملحم الذي لا يزال يعاني من آثار اعتداء المستوطنين عليه قبل أيام أثناء قطفه للعنب في أرضه، تصوير سلام أبوشرار - 3 أيلول 2025، خاص بالجزيرة نت.
المزارع مصطفى ملحم الذي لا يزال يعاني من آثار اعتداء المستوطنين عليه قبل أيام أثناء قطفه للعنب في أرضه (الجزيرة)

“لهذه الأرض أصحاب”

تتوارث العائلة منذ 3 أجيال زراعة العنب وتصنيعه، إذ تعرف محافظة الخليل بإنتاجها ذي الجودة العالية لمحصول العنب، والمنتجات التي يتم تصنيعها منه كجزء من التراث الفلسطيني في الطعام، كالدبس والمَلْبَن والمربى والزبيب وغيرها، والتي تشكل مصدرا للدخل وللأمن الغذائي للعائلات الفلسطينية، إذ يتم تسويق هذه المنتجات في أسواق الضفة الغربية وتصديرها للخارج.

وقبل التضييقات التي فرضها الاحتلال منذ بداية حرب الإبادة، كان ملحم يصل إلى أرضه خلال 10 دقائق، أما الآن فهو مضطر للعبور من طرق ملتفة ليصل خلال ساعة إلى أرضه.

يقول ملحم “أنا أذهب إلى هناك لأثبت لهذا المستوطن أن لهذه الأرض أصحابا، ولكن المشكلة أنه لا يوجد ظهر يحمينا ويحمي المزارعين، لا يوجد حلول”، ويستدرك بالقول “لا يوجد مع الأسف تعاون حقيقي يمكنني كمزارع من مقاومة هذا المستوطن”.

ويعود ملحم في ذاكرته إلى أكثر من 30 عاما إلى الوراء، حين قام مجموعة من المستوطنين بالهجوم على الأرض ذاتها، فقابلهم سكان البلدة بالتجمع فيها بالمئات ما دفع المستوطنين للتراجع على إثر الرهبة التي خلقها تجمع الفلسطينيين في الأرض، وهو ما يصفه ملحم بقهرٍ وحزن أنه “تلاشى في هذه الفترة، رغم أننا في زمن مواقع التواصل الاجتماعي”.

إعلان

ويضيف معلقا في حديثه للجزيرة نت “الواقع اليوم محبط، يخاف الناس من النزول إلى الأرض، ولا شيء يمكننا من مواجهتهم إلا الإيمان بالله”.

ويطالب المزارع المؤسسات الإنسانية التي توثق هذه الاعتداءات “أن تتحرك باتجاه جمع الناس، ليذهبوا بشكل جماعي لقطف المحصول، حتى لا يستفرد المستوطنون بالمزارعين، خصوصا الذين يعتمدون بشكل أساسي على محصول العنب كمصدر للدخل”.

مشيرا إلى أنه لا حماية للمزارع من الجهات الرسمية أو الأهلية بحيث يتمكن المزارعون من الوصول بأمان إلى أراضيهم، إضافة إلى عدم وجود حماية للسوق من دخول محصول العنب الإسرائيلي إلى الأسواق الفلسطينية.

فلسطين،الخليل، حلحول، المزارع محمد أبوريان في سوق الخضار المركزي في حلحول، تصوير سلام أبوشرار، 3 أيلول 2025، خاص بالجزيرة نت.
المزارع محمد أبو ريان يذهب أبناء عمومته إلى أرضهم على شكل جماعات لقطف محصول العنب (الجزيرة)

تحديات متراكمة

في سوق الخضار المعروف بـ”الحسبة” في حلحول، التقت الجزيرة نت المزارعَ محمد أبو ريان، والذي ورث عن عائلته العمل في زراعة العنب، إذ يمتلك وأبناء عمومته قرابة 35 دونما، بمعدل إنتاج طن ونصف لكل دونم.

وأكد أبو ريان أن الاعتداءات لم تعد مقتصرةً على الأراضي الملاصقة للمستوطنات، بل أصبحت تمتد إلى الأراضي المحيطة بالتجمعات السكنية الفلسطينية.

ويقول أحد أبناء عمومته، الذي يعمل في سوق الخضار منذ 8 سنوات: “هناك أكثر من مزارع ناموا في المستشفيات بسبب تعرضهم لضرب مبرح من قبل المستوطنين بقصد القتل، وهذا كله يتم بغطاء من الوزير بن غفير”.

“بالمقابل السلطة الفلسطينية لا تفعل شيئا، المزارع لا يوجد له ظهر يحميه، لا أحد يهتم بدعم صمود المزارع أو تقديم تسويق مُجدٍ له، سواء من خلال المصانع أو التصدير إلى الخارج” حسب قوله.

يذهب أبو ريان وأبناء عمومته إلى أرضهم على شكل جماعات لقطف محصول العنب، ويقارب عدد الأشخاص فيها 20 شخصا وهي الطريقة الوحيدة التي يملكونها لحماية أنفسهم من هجمات المستوطنين، إذ يقول أبو ريان “لما يلاقوا في قوة قبالهم يبتعدوا، أما لما يكون العدد 2، 3، 4 بيهجموا، ما بدهم أي حدا يقرب على الأرض، بس احنا بنوقفلهم وبننزل وما بنرد على حدا”.

فلسطين، الخليل، حلحول، سوق الخضار - محصول العنب في حلحول يواجه أزمةً في التسويق بسبب التضييق على المزارعين في الوصول إلى كروم العنب، تصوير سلام أبوشرار - 3 أيلول 2025، خاص بالجزيرة نت.
محصول العنب في حلحول يواجه أزمة في التسويق بسبب التضييق المستمر على المزارعين (الجزيرة)

ويُجْمِع المزارعون على أن الجيش الإسرائيلي لا يتدخل إلا لحماية المستوطنين، أو بتدخل شكلي، ثم لا يلبث أن ينسحب، ليعود المستوطنون للهجوم مرة أخرى على المزارعين.

وإلى جانب هذه التحديات، أكد أبو ريان أن هناك مشكلة إضافية تواجه مزارعي العنب على إثر قيام التجار بتسويق العنب القادم من المزارع الإسرائيلية، ما يؤثر على تسويق العنب الفلسطيني، خصوصا أن إعاقة الاحتلال لوصول المزارعين إلى أراضيهم أثر على جودة المحصول مقارنة بالسنوات السابقة.

كما يفيد المزارعون بأن المستوطنين يقومون ببيع العنب على الطريق الالتفافي بمبالغ زهيدة، إذ يبلغ سعر صندوق العنب الذي يزن قرابة 10 كيلوغرامات أقل من دولارين.

وكان مستوطنو “كرمي تسور” قد قطعوا طرق المزارعين من خلال وضع كرفانات في الطرق الواصلة بين بلدة حلحول ومزارع العنب، ويطلقون عشرات الأغنام لترعى في هذه المزارع، ما يؤدي إلى تدمير أشجار العنب، علاوةً على أن المستوطنين يقومون بقطف أجود ما في المحصول ويقدمونه طعاما للأغنام.

إعلان
لوبوان: سويسرا توفر ملجأ طوارئ لكل مواطن

لوبوان: سويسرا توفر ملجأ طوارئ لكل مواطن

قالت صحيفة لوتان إن سويسرا هي الدولة الوحيدة في العالم التي تضمن لكل مواطن مكانا في ملجأ للطوارئ، وعدت ذلك إرثا مباشرا للحرب الباردة، كلف الدولة بناء 370 ألف ملجأ.

وأوضحت الصحيفة بأن قانونا اتحاديا فرض في أوائل ستينيات القرن الماضي، بناء هذه الملاجئ، سواء كانت مدمجة في مبان خاصة أو مبنية كمخابئ عامة، مشيرة إلى أن ذلك جعل البلاد مستعدة لحماية سكانها من أسوأ الاحتمالات في مواجهة عودة الحرب في أوروبا والتهديدات العالمية.

ونتيجة لذلك، ينتشر الآن ما يقرب من 370 ألف مبنى تحت الأرض في أنحاء البلاد، توفر ما مجموعه 1.3 مكان لكل مواطن -حسب الصحيفة- ولا تزال هذه السياسة ركيزة أساسية من ركائز الحماية المدنية، رغم تقليص أو تعديل بعض الملاجئ.

وأشارت الصحيفة إلى أن من بين أكثر المواقع إثارة للإعجاب ملجأ سونينبرغ في لوسيرن، وقد بني في نفق طريق في سبعينيات القرن الماضي، وكان يتسع لما يصل إلى 20 ألف شخص، بما يضمه من مهاجع وغرف قيادة ومستشفى ومطبخ، وحتى زنازين سجن.

وعلقت الصحيفة بأن الحماية المدنية في سويسرا تتجاوز الملاجئ حيث توجد المستشفيات تحت الأرض، وأستوديوهات الراديو الآمنة لضمان استمرارية الرعاية والمعلومات في أوقات الأزمات.

وخلصت الصحيفة إلى هذه المرافق تجذب اهتماما متجددا في هذه الفترة التي تجددت فيها الصراعات المسلحة في أوروبا وتزايدت التهديدات العالمية.

وكانت الملاجئ خلال الحرب الباردة، تبنى على نفقة الدول وتدار ضمن برامج الحماية المدنية، كجزء من إستراتيجية الاستعداد الشامل لأي هجوم نووي، ولم تكن من باب الرفاهية، بل هي بنية تحتية وطنية عامة، تشيد تحت المدارس والمباني الحكومية وحتى في الأحياء السكنية، وهي مفتوحة للجميع من دون تمييز طبقي أو مالي.

أما اليوم -كما أورد تقرير على موقع الجزيرة- فقد تبدل المشهد بالكامل، فلم تعد الملاجئ وسيلة لحماية السكان، بل تحولت إلى مشروعات استثمارية خاصة، تحاكي الفخامة وتستهدف الأثرياء وتديرها شركات خاصة تسوق لحلول بقاء مؤتمتة وفاخرة.

إعلان
إندبندنت: أزمة المهاجرين مستمرة بعد 10 سنوات على مأساة إيلان الكردي

إندبندنت: أزمة المهاجرين مستمرة بعد 10 سنوات على مأساة إيلان الكردي

قال تقرير -نشرته صحيفة إندبندنت- إن هناك دعوات جديدة للتعاطف مع معاناة اللاجئين وتحسين معاملتهم مع حلول الذكرى العاشرة لوفاة الطفل السوري إيلان كردي، وسط تصاعد الاحتجاجات المناهضة للاجئين في أوروبا والمملكة المتحدة.

وأكدت الصحيفة أن صورة جثة الطفل السوري الصغير -التي جرفتها الأمواج إلى أحد شواطئ تركيا- أثارت صدمة عالمية، وتحولت إلى رمز لمعاناة المهاجرين والمخاطر القاتلة التي يواجهونها بحثا عن حياة أفضل.

وذكر التقرير -بقلم محرر الأخبار دانيال كين- أن شقيق إيلان ووالدته كانوا ضمن 5 أشخاص لقوا مصرعهم غرقا في الثاني من أيلول/أيلول 2015، عندما انقلب القارب الذي كان يقلهم من بودروم التركية إلى جزيرة كوس اليونانية.

أزمة مستمرة

ويأتي التقرير وسط تزايد القلق في المملكة المتحدة من قضية الهجرة، التي أصبحت في مقدمة أولويات البريطانيين وأدت إلى مظاهرات متفرقة في أنحاء البلاد الشهر الماضي، وفق الجزيرة.

وأشارت إندبندنت إلى أنها نشرت صورة إيلان على صفحاتها الرئيسية قبل 10 سنوات، وهو ما فجّر موجة تضامن عالمية وتدفّق تبرعات هائلة لدعم الجمعيات الإنسانية المعنية بأوضاع اللاجئين.

GAZA CITY, GAZA - SEPTEMBER 8: People lie on the Gaza beach to commemorate Aylan Kurdi, the three-year-old boy dressed in shorts and a red T-shirt, and 12 Syrians who drowned in the Aegean Sea after two boats filled with refugees en route to Greece sank, in Gaza City, Gaza on أيلول 8, 2015. (Photo by Mustafa Hassona/Anadolu Agency/Getty Images)
تجمُع على شاطئ غزة لتذكر مأساة إيلان الكردي، أيلول/أيلول 2015 (الأناضول)

وكانت عائلة إيلان -حسب إندبندنت- من آلاف العائلات التي اضطرت إلى الهرب خارج البلاد بعد الحرب السورية، التي اندلعت عام 2011 عقب احتجاجات مناهضة لنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.

ووفق ما نقله التقرير عن بيانات المنظمة الدولية للهجرة، توفي أكثر من 3700 مهاجر خلال محاولتهم عبور البحر المتوسط عام 2015 وحده.

وبعد مرور عقد على المأساة، تواصل منظمات حقوقية وإنسانية مطالبة الحكومات الأوروبية بإظهار مزيد من الرأفة والإنسانية تجاه المهاجرين، في وقت تتنامى فيه الدعوات إلى ترحيلهم.

معاداة اللاجئين

وأشار التقرير إلى أن حزب الإصلاح البريطاني -بزعامة نايجل فاراج– وأحزابا أخرى تبنّت مواقف أكثر تشددا تجاه اللاجئين، وزادت حدة الخطاب السياسي ضدهم، مما يعكس تصاعد النزعة المناهضة للمهاجرين في أوروبا.

إعلان

وذكرت الجزيرة في تقرير أن بيانات حكومية بريطانية -صادرة في 25 آب/آب- أظهرت أن 28 ألفا و76 مهاجرا عبروا القنال الإنجليزي على متن قوارب صغيرة منذ بداية العام.

BOURNEMOUTH, ENGLAND - AUGUST 09: Police are seen with anti illegal immigration protesters as they demonstrate outside The Roundhouse hotel, on آب 09, 2025 in Bournemouth, England. Protesters and counter-protesters have gathered outside hotels being used to house asylum seekers in recent weeks, as tensions flare over the government's policies on illegal migration, which has reached record numbers this summer. Some far-right politicians and campaigners have faced allegations of fanning the flames by spreading misleading data on crimes committed by foreign nationals, following isolated reports of migrant arrests in connection to sexual assault charges. (Photo by Finnbarr Webster/Getty Images)
تجمعات واحتجاجات من مناهضي الهجرة ومعارضيها أمام فنادق تؤوي طالبي لجوء (غيتي)

وأضافت الجزيرة أن عدد المهاجرين يشكل زيادة قدرها 46% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024، وهو رقم قياسي يفاقم الضغوط على رئيس الوزراء العمالي كير ستارمر بشأن سياسات حكومته في ملف الهجرة واللجوء.

ونقلت إندبندنت عن غوردن إيسلر، رئيس منظمة “سي آي” للإنقاذ المدني، قوله إنه من “المخزي” أن أوروبا فشلت في توفير ممرات آمنة للاجئين حتى بعد مرور عقد على غرق إيلان.

وأضاف إيسلر -وفق محادثته الأصلية مع صحيفة لاريبوبليكا الإيطالية- أن القارة لم تهمل اللاجئين فحسب، بل تعمل على عرقلة جهود المنظمات الإنسانية التي تحاول مساعدتهم.

ويشكل ملف الهجرة إحدى أكثر القضايا حساسية وتعقيدا أمام حكومة ستارمر، التي تواجه انتقادات من المعارضة المحافظة ومن قطاعات شعبية ترى أن استمرار تدفق المهاجرين يقوّض الثقة بوعود الحكومة بضبط الحدود وإدارة النظام الجديد للهجرة.

هآرتس: ثلاثة مشاهد تصوّر القسوة المتجذرة في المجتمع الإسرائيلي

هآرتس: ثلاثة مشاهد تصوّر القسوة المتجذرة في المجتمع الإسرائيلي

في مقال نشرته صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، رسم الكاتب يوعانا غونين صورة لما وصفه بالقسوة التي أصبحت متجذرة في المجتمع الإسرائيلي من خلال 3 مشاهد مختلفة.

وقال الكاتب إن الصور الثلاث تعكس “تعفن القوة والسلطة والقلب” في إسرائيل، وتوضح حجم الانحدار الأخلاقي الذي وصل إليه المجتمع ومدى الاستهانة بحياة الآخرين وكرامتهم.

غطرسة القوة

الصورة الأولى عبارة عن مشهد التقطه نشطاء منظمة “حاخامات من أجل حقوق الإنسان”، يُظهر جنديا إسرائيليا في الضفة الغربية مرتديا خوذة وسترة واقية ونظارة شمسية، مغطيا وجهه بقناع في شكل جمجمة.

وحسب الكاتب، فإن هذا الجندي يجسد الموت وليس الإنسانية، ووجوده لا يهدف لحماية النظام أو الأمن، بل يساند المستوطنين في طرد الفلسطينيين من أراضيهم في بلدة الخضر قرب بيت لحم، رغم أن المزارعين يمتلكون تصاريح رسمية.

ويرى الكاتب أن ارتداء القناع ليس مجرد نزوة شخصية، بل هو تعبير صارخ عن الهدف الحقيقي للاحتلال، وهو تحويل حياة الفلسطينيين اليومية إلى رعب مستمر بالاعتقالات الليلية، والحواجز الخانقة، والاعتداءات المتكررة، وتوفير الحماية للمستوطنين المتطرفين.

يوعانا غونين: فساد القوة وفساد السلطة وفساد القلب، تمثّل “بورتريها للمجتمع الإسرائيلي المعاصر”

سخرية مقيتة

الصورة الثانية هي عبارة عن مقطع انتشر قبل أيام في إسرائيل، حيث يظهر والد وزيرة حماية البيئة عيديت سيلمان وهو يسخر من امرأة مسنّة تعاني من الرعاش، وذلك أثناء مشاركتها في وقفة احتجاجية قرب بيت الوزيرة للمطالبة بالإفراج عن الأسرى.

حين واجهته بقولها “ألا تخجل من ابنتك؟” رد عليها بتقليد رعشتها بطريقة ساخرة ومهينة، في مشهد يجسد -وفقا للكاتب- ثقافة سياسية تُعلي من شأن السلطة وتحتقر التعاطف، وهي سمةٌ مُميّزة للحركات الفاشية.

ويقارن الكاتب بين سلوك والد الوزيرة والجندي المقنّع، مؤكدا أن كليهما يتلذذ بتجريد الآخر من إنسانيته، سواء عبر قناع يثير الخوف، أو من خلال إهانة الآخرين والسخرية منهم.

إنكار المعاناة

أما الصورة الثالثة فقد نشرها الصحفي الإسرائيلي حانوخ داوم للتشكيك في التقارير عن انتشار المجاعة في غزة، وتُظهر الصورة المولّدة بالذكاء الاصطناعي امرأة فلسطينية بأربع أياد، وقطتين برأس واحد، وديناصورا في الخلفية.

إعلان

علق داوم ساخرا بأن “المجاعة في غزة تزداد سوءا”، وأضاف “شخصيا، أشفق بشكل خاص على الدجاجة الغريبة في الخلفية”.

ويؤكد الكاتب أن هذه الصورة التي حظيت بآلاف التعليقات الساخرة ورسائل الإعجاب بين الإسرائيليين على مواقع التواصل، ليست مجرد نكتة، لكنها انعكاس لثقافة إنكار واسعة تحوّل المعاناة إلى موضوع للضحك والتسلية.

ويخلص الكاتب إلى أن هذه المشاهد الثلاثة التي تعكس فساد القوة وفساد السلطة وفساد القلب، تمثّل “بورتريها للمجتمع الإسرائيلي المعاصر، الذي حوّل القسوة إلى أيديولوجيا وأصبح غارقا في هاوية مظلمة”.