by | Aug 28, 2025 | أخبار العالم
في مناسبة اليوم الدولي لضحايا الاختفاء القسري الذي يصادف بعد غد السبت، شاركت منظمات مدنية وعائلات مفقودين ومغيّبين قسرياً وصحافيون، اليوم الخميس، في وقفة تضامنية بعنوان “أبوابنا ما زالت مفتوحة بانتظار عودتهم”، أمام مبنى الأمم المتحدة في الحي السياحي بمدينة القامشلي، وذلك لتأكيد حق الضحايا وذويهم في الحقيقة والعدالة.
وشهدت مناطق شمال وشرق سورية منذ انطلاق الثورة عام 2011، سيطرة متعاقبة لقوى عسكرية متعددة، بدءاً من المليشيات التابعة للنظام السوري السابق، مروراً بجبهة النصرة وتنظيم “داعش”، وفصائل “الجيش الوطني” المدعومة من تركيا، وصولاً إلى “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) الجناح العسكري للإدارة الذاتية. وآذارت كل هذه القوى، وفق ناشطين ومنظمات حقوقية، انتهاكات واسعة شملت الاعتقال والاختفاء القسري.
قالت شيرين إبراهيم، من رابطة “دار” لضحايا التهجير القسري، لـ”العربي الجديد”، “يمثل اليوم الدولي لضحايا الاختفاء القسري في 30 آب فرصة للوقوف إلى جانب عائلات الضحايا وتأكيد أنهم ليسوا وحدهم وأن جميع السوريين يتشاركون معهم الآلام. وجودنا اليوم هو ثمرة تضحيات عظيمة قدّمها المفقودون قسرياً، فجريمة الاعتقال والاختفاء القسري هي الأوسع نطاقاً بين الجرائم التي ارتكبت في سورية وتشكل جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية”. واعتبرت أنّ “مشاركة كل شرائح المجتمع السوري ورفع الصوت أمر ضروري، لأن كشف مصير المختفين هو الخطوة الأولى على طريق المحاسبة وبعدها تحقيق العدالة لكل السوريين”.
وقال عباس علي موسى، منسّق منصة أسر المفقودين في شمال وشرقي سورية، لـ”العربي الجديد” إنّ “نتبع آلية وحيدة في توثيق المفقودين، أكانوا صحافيين أو ناشطين أو مدنيين، ونسعى إلى لمّ شمل عائلاتهم، فالقضية واحدة”. أضاف: “يتركز عمل المنصة على توفير مساحة آمنة لعائلات الضحايا من أجل طرح مطالبهم الخاصة بكشف مصير أحبائهم وتحقيق العدالة لهم، إلى جانب تمكين الأسر من المطالبة بحقوقها ومناصرة القضية لدى الأطراف الدولية والمحلية”.
وأشار موسى إلى أنّ “عدد المفقودين بالآلاف من أفراد أكثر من 600 عائلة تطالب بكشف مصيرهم وتحقيق العدالة. وتتواصل المنصة مع مختلف الجهات، سواء المؤسسة المستقلة المعنية بالمفقودين أو الهيئة الوطنية المعلنة من قبل الحكومة الانتقالية، وتسعى إلى الضغط على جميع الأطراف للانخراط في العمل المشترك”. وأوضح أنّ “المفقودين لدى أطراف مختلفة مثل تنظيم داعش والنظام والإدارة الذاتية والجيش الوطني السوري وفصائل أخرى، وتستمر المعاناة في ظل عدم توافر معلومات عن مصيرهم، فيما تحتاج عائلاتهم إلى دعم نفسي واجتماعي دائم”.
بدورها، قالت والدة الصحافي فرهاد حمو الذي فقِد قبل11 عاماً بعد أن اختطفه تنظيم “داعش”، لـ”العربي الجديد”: “لم أترك باباً إلا وطرقته، من محامين ووسطاء ومنظمات حقوقية، من دون جدوى. نطالب أي جهة قادرة بالتدخل وكشف مصير المفقودين. نريد أن نعرف فقط إذا كانوا أحياء أم لا، وأماكن وجودهم، فهذا يمنحنا بعض الراحة. من يسقط شهيداً نعرف مكانه ونرثيه، لكننا لا نعلم مصير أبنائنا، وهذا يسبب ألماً وضغطاً نفسياً كأنك تموت كل يوم”. وختمت: “لا يغيب فرهاد عن ذاكرتي لحظة، كأنه يعيش معي يومياً منذ 11 عاماً. كان إعلامياً لا ذنب له. اختطف وأصبح مصيره مجهولاً، وأتخيّله بجانبي في كل يوم من حياتي”.
by | Aug 28, 2025 | أخبار العالم
أعادت العملية الانتخابية المرتقبة في سورية بين 15 و20 أيلول/ أيلول المقبل في 11 محافظة لاختيار أعضاء مجلس الشعب إلى الواجهة ملف الأكراد الذين حصلوا على الجنسية السورية في عام 2011، ولا سيما لجهة حقهم في الترشح والانتخاب. وأكد المتحدث الإعلامي باسم اللجنة العليا للانتخابات، نوار نجمة، في حديث مع “العربي الجديد”، أنّ الأكراد الذين حصلوا على الجنسية السورية بدءاً من إبريل/ نيسان 2011 “مواطنون سوريون يحق لهم المشاركة في العملية الانتخابية البرلمانية انتخاباً وترشيحاً”.
وكان رئيس النظام البائد بشار الأسد
قد منح الجنسية السورية لعدد كبير من الكرد الذين جُرّدوا منها بموجب إحصاء عام 1962، وذلك في سياق محاولاته لاحتواء الثورة وإرضاء الشارع الكردي. غير أنّ كثيرين ممن شملهم المرسوم في عام 2011 لم يستكملوا الإجراءات القانونية للحصول على الجنسية.
وقال حكيم هولي، من سكان مدينة القامشلي في أقصى شمال شرق سورية، لـ”العربي الجديد”: “لم أستطع حتى اللحظة الحصول على الهوية السورية بسبب الإجراءات البيروقراطية التي كانت في عهد النظام البائد”، مضيفاً أنّ “هذه الإجراءات والفساد حالا دون حصول آلاف الأشخاص على الأوراق الرسمية التي تخوّلهم مآذارة حقهم في الترشح والانتخاب”. وطالب وزارة الداخلية بإصدار قرارات من شأنها تسهيل الإجراءات “لكي نتمكن من الحصول على هويتنا في المناطق التي نقيم بها، وقطع الطريق أمام الفاسدين والسماسرة”.
من جهته، أوضح رئيس اللجنة القانونية في المجلس الوطني الكردي، المحامي رضوان سيدو، لـ”العربي الجديد”، أنّ “المرسوم الصادر عام 2011 يتيح لكل من شمله، حق الترشح والانتخاب”، مشيراً إلى أنّ من لم تُستكمل معاملاته يُعد مواطناً أيضاً، “وهذه الصفة تمنحه الحق ذاته في الترشح والانتخاب”.
وبحسب مرسوم أصدره الرئيس السوري أحمد الشرع
في حزيران/ حزيران الماضي، سيُنتخب أعضاء مجلس الشعب عبر هيئات ناخبة تشكّلها لجان فرعية تختارها اللجنة العليا للانتخابات، فيما يُعيّن الرئيس ثلث أعضاء المجلس المكوّن من 210 أعضاء يُوزّعون على المحافظات بحسب عدد السكان. وتمتد ولاية المجلس 30 شهراً قابلة للتجديد، ويتولى اقتراح القوانين وإقرارها، وتعديل القوانين السابقة أو إلغاءها، والمصادقة على المعاهدات الدولية، وإقرار الموازنة العامة للدولة والعفو العام، فضلاً عن عقد جلسات استماع للوزراء.
ووزعت اللجنة العليا للانتخابات المقاعد المخصصة لكل محافظة استناداً إلى إحصاء سكاني جرى في سورية عام 2011، بحيث نالت محافظة حلب مع ريفها 32 مقعداً، والعاصمة دمشق 10 مقاعد وريفها 12، فيما حصلت حمص وحماة على 12 لكل منهما. كذلك نالت محافظة الحسكة 10 مقاعد، واللاذقية 7، وطرطوس 5، ودير الزور 10، والرقة 6، ودرعا 6، وإدلب 12، والسويداء 3، والقنيطرة 3 مقاعد. لكن اللجنة العليا للانتخابات استثنت ثلاث محافظات هي الرقة والحسكة والسويداء من العملية الانتخابية المرتقبة “بسبب التحديات الأمنية”، مؤكدة أنّ قرار الإرجاء “جاء حرصاً على تحقيق تمثيل عادل في مجلس الشعب لهذه المحافظات”، مع الإبقاء على مقاعدها “محفوظة إلى حين إجراء الانتخابات”.
by | Aug 28, 2025 | أخبار العالم
بعد الجدل الذي أثارته ملاحظات لجنة الرقابة في وزارة الإعلام السورية على كتاب “نبيل سليمان.. ثمانون عاماً”، أعلن اتحاد الكتّاب العرب التوصّل إلى اتفاق مع الوزارة يقضي بالسماح بتداول الكتاب كما صدر، من دون التعديلات المطلوبة سابقاً.
وينصّ البروتوكول الجديد بين الوزارة والاتحاد على أنه عند وجود ملاحظات أو طلب تعديلات، تتم مراجعة مدير إدارة المخطوطات والتدقيق مباشرة لمعالجة الأمر مع الكاتب أو صاحب المخطوط. وإذا تم التوافق بين الطرفين، يُسمح بنشر الكتاب كما هو، وفي حال استمرار الخلاف يرفع الكاتب تظلماً إلى اتحاد الكتّاب لإعادة النظر. وأوضح الاتحاد أن الهدف من هذا البروتوكول هو ضمان حرية الإبداع والفكر، وتسهيل النشر بانتظار صدور قانون جديد في مجلس الشعب يلغي الرقابة المسبقة على الكتب.
وكانت لجنة الرقابة قد طالبت قبل الموافقة على الكتاب المذكور، بحذف فقرة من دراسة الباحثة دعد ديب عن رواية “جداريات الشام”، معتبرة أنها “مشبَعة بالطائفية غير مبرّرة”. كما طلبت شطب مقطع من دراسة الكاتب إبراهيم اليوسف حول الأكراد في روايات سليمان، بحجة “عدم وجود إثبات تاريخي”. وقد أثارت هذه الملاحظات موجة انتقادات رأت فيها محاولة للتحكّم بالسردية التاريخية السورية، وإعادة إنتاج رواية رسمية واحدة.
وفي تعليقه على الاتفاق الجديد، قال الروائي نبيل سليمان للعربي الجديد: “أنا سعيد بتراجع الرقابة عن قرارها بحذف فقرتين من الكتاب. هي خطوة مهمة بالنسبة لي، والأهم منها هو هذا البروتوكول الذي توصّلت إليه وزارة الإعلام مع اتحاد الكتّاب. اليوم صباحاً حدث تواصل بيني وبين الدكتور محمد طه العثمان، رئيس الاتحاد، وكان موقفه حازماً ضد التدخلات والحذف، وضد المساس بحرية الكتّاب والتعبير. على أساس هذا الموقف جرى التواصل مع الوزارة، وكانت النتيجة بروتوكولاً يضمن حقوق الكتّاب. وكما يقولون: ربّ ضارة نافعة. فقد تحوّل ما كان بصدد الحذف أو المنع إلى إنجاز مهم».
يُعدّ نبيل سليمان (1945، صافيتا) من أبرز الروائيين السوريين، أصدر عشرات الأعمال التي تناولت قضايا المجتمع والسياسة والفكر، وواجهت العديد منها قرارات منع أو مصادرة داخل سورية في ظل نظام الأسد. ومع ذلك، ما يزال يواصل الكتابة من داخل بلاده، مؤكداً أن “الهمة لن تخفت” بعد ثمانين عاماً من التجربة.