لا تغيير لاسم مدرسة سعد الله ونوس في دمشق

لا تغيير لاسم مدرسة سعد الله ونوس في دمشق

متابعةً لردات الفعل التي أثارها طلبُ مديرية تربية دمشق من الوزارة الموافقةَ على تغيير اسم مدرسة المسرحي الراحل سعد الله ونوس، من ضمن مجموعة من المدارس في المحافظة، أعلن وزير الثقافة في الحكومة الجديدة تدخّل الوزارة عبر اتصال مع وزير التربية، نفى فيه الأخير تغيير اسم المدرسة.

من جانبه، أكّد وزير الثقافة حرص الوزارة على “تكريم مبدعي سورية وقاماتها الأدبية، وتخليد تراثهم الكبير، وتكريس حضورهم في الحياة العامة، وفي كافة المواقع”.

وكانت “رابطة الكتّاب السوريين” قد أصدرت بياناً مساء أمس، اعتبرت فيه الخطوة “مساساً بأحد أبرز رموز الثقافة العربية والمسرح العالمي، وعبثاً بالذاكرة الثقافية”، وقد وجَّهت الرابطة النداء إلى المؤسسات السورية المعنية للتدخّل لدى وزارة التربية كي تتفادى الأخذ باقتراح المديرية، ولوجوب عدم تمرير القرار، وخصّت في بيانها رئاسة الجمهورية، ووزارة الثقافة، واتحاد الكتّاب العرب، مؤكدة أن سعد الله ونوس “كاتب حر ومستقل، لم يرتبط بأي نظام سياسي، بل كان في طليعة المبدعين العرب الذين واجهوا الاستبداد، وناضلوا من أجل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية”.

وسعد الله ونوس (1941-1997)، مسرحي سوري، من مواليد حصين البحر في طرطوس. من مسرحياته “حفلة سمر من أجل الخامس من حزيران”، التي تناولت هزيمة 1967، و”منمنمات تاريخية”، التي كتب فيها عن حصار تيمورلنك لدمشق واستحضر فيها شخصية ابن خلدون. من مسرحياته أيضاً “الاغتصاب” التي تميّز بين الصهيوني واليهودي، و”الفيل يا ملك الزمان”، و”رأس المملوك جابر”، وغيرها العديد من المسرحيات التي كانت تطبيقاً لمفهومه عن “مسرح التسييس”، لا المسرح السياسي، وهو مسرح قائم على التحريض والرفض، وتبني خطاب النقد السياسي للأنظمة ببناها الفكرية والاجتماعية.

“رابطة الكتّاب السوريين”.. بيان لحماية الذاكرة الثقافية

“رابطة الكتّاب السوريين”.. بيان لحماية الذاكرة الثقافية

في إطار ردات الفعل على الكتاب الصادر عن مديرية تربية دمشق، والموجه إلى الوزارة، للموافقة على إعادة تسمية مجموعة من المدارس، من بينها مدرسة باسم المسرحي السوري سعد الله ونوس، أصدرت “رابطة الكتّاب السوريين” بياناً اعتبرت فيه الخطوة “مساساً بأحد أبرز رموز الثقافة العربية والمسرح العالمي”.

مع افتراض الرابطة “حسن النية”، إلا أنّها اعتبرت في الوقت نفسه تغيير اسم صاحب “الفيل يا ملك الزمان” عبثاً بالذاكرة الثقافية، وهو أمر رأت الرابطة وجوب تفاديه، بعدم تمرير القرار، موجهة النداء إلى المؤسسات السورية المعنية للتدخل لدى وزارة التربية، للحفاظ على “التراث والذاكرة الثقافية والإبداعية، وحمايتها من أي اعتداء أو عبث تحت أي ذريعة كانت”.

وقد خصّت الرابطة في بيانها؛ رئاسة الجمهورية، ووزارة الثقافة، واتحاد الكتّاب العرب، مطالبةً بتحرك هذه الهيئات، لوقف الإجراءات المتعلقة بتغيير اسم مدرسة الكاتب السوري سعد الله ونوس، مؤكدة أن سعد الله ونوس “كاتب حر ومستقل، لم يرتبط بأي نظام سياسي، بل كان في طليعة المبدعين العرب الذين واجهوا الاستبداد، وناضلوا من أجل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية”.

وقد كتبت زوجة الراحل فايزة الشاويش على صفحتها على الفيسبوك: “إن طلب تعديل اسم مدرسة “سعد الله ونوس” خبر محزن وسط ما تعيشه سورية من أحزان كثيرة أخرى”، واعتبرت في منشورها أن من حق وزير التربية إلغاء رموز النظام البائد، لكن سعد الله “رمز وطني، وليس من مفردات عائلة الأسد، وهو رمز يستحق التكريم، لا الإلغاء”.

وكانت مديرية تربية دمشق وجهت طلباً إلى وزارة التربية، للموافقة على تغيير أسماء عشرات المدارس في دمشق، وتضمنت القائمة إعادة تسمية مدرسة سعد الله ونوس، لتصبح “السفيرة المهنية”. وجاء هذا التوجه ضمن سلسلة قرارات غيّرت فيها الحكومة الجديدة أسماء مدارس، وهيئات رسمية عديدة، مثل استبدال اسم صحيفة “تشرين” لتصبح “الحرية”، إضافة إلى استبدال أسماء المستشفيات والجامعات، التي كانت تحمل أسماء رموز النظام السابق.