by | Sep 2, 2025 | أخبار العالم
يعقد وزيرا الخارجية والري المصريَين بدر عبد العاطي وهاني سويلم جلسة مباحثات في القاهرة غداً الأربعاء مع وزيرَي الخارجية والموارد المائية السودانيَين عمر صديق وعصمت قرشي، وذلك بشأن سد النهضة الإثيوبي.
وقال مصدر دبلوماسي مصري لـ”العربي الجديد” إنّ اللقاء يهدف إلى صياغة موقف موحد لدولتي مصب نهر النيل، مصر والسودان، قبيل التدشين الرسمي لسد النهضة الإثيوبي، دون اتفاق مكتوب ينظم عملية التشغيل وإدارة السد بين الدول الثلاث بما لا يمثل ضرراً لأي طرف من الأطراف.
ووفقاً للمصدر، فإن التحرك المرتقب الذي يأتي مواكباً لافتتاح سد النهضة الإثيوبي، خلال الأسبوع الجاري، سيتضمن تأكيد تمسّك مصر بالحقوق التاريخية في مياه النيل والمتمثلة في حصة مصر من النهر والمقدرة بـ55.5 مليار متر مكعب سنوياً. وأعلنت مصر في كانون الأول/كانون الأول 2023 فشل آخر جولة للمفاوضات بشأن السد، وإغلاق المسار التفاوضي بعد جولات استمرّت لمدة 13 عاماً.
وأكد بدر عبد العاطي في تصريحات إعلامية أنّ “مصر تريد اتفاقاً قانونياً ملزماً، لا يرهن مصالح 110 ملايين مصري، و10 ملايين من اللاجئين لأهواء أو تصريحات أو وعود شخصية”، مؤكداً أن “أي إجراءات أو إعلانات أخرى ستجري مواجهتها بكل حسم وقوة”. وأكد وزير الخارجية المصري أن “المياه قضية وجودية بالنسبة لمصر، وهي ليست عصية على الحل إذا توافرت الإرادة السياسية، وحُسن النية لدى إثيوبيا، لكن 13 عاماً من المفاوضات أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أنه لم تكن هناك إرادة سياسية للتوصل إلى اتفاق قانوني ملزم” ، في إشارة للجانب الإثيوبي.
ورد عبد العاطي في حينه على دعوة إثيوبيا لكل من مصر والسودان لحضور افتتاح سد النهضة، واصفاً إياها بـ”العبث”، قائلاً إنّ “السد جرى إنشاؤه بإجراءات أحادية ضد قواعد القانون الدولي الخاصة بالإخطار المسبق والتوافق ومراعاة الجوانب الفنية ومعاملات الأمان، ولم تأخذ بعين الاعتبار الشواغل المائية لكل من مصر والسودان”.
by | Sep 2, 2025 | أخبار العالم
أعلنت أثيوبيا أنها تتوقع أن يوفر سد النهضة الذي أنشأته على النيل الأزرق، والمقرر تشغيله في أيلول/ أيلول الجاري، إيرادات قدرها مليار دولار سنويًا، بحسب ما أعلن رئيس وزرائها آبي أحمد.
وقال أحمد في لقاء متلفز مع وسائل إعلام رسمية بثّ الإثنين: “نتوقع مليار دولار من الإيرادات سنويًا من هذا السد”، مؤكدًا أن هذه المداخيل سيتم استثمارها “في مشاريع أخرى”.
مخاوف من تشغيل سد النهضة
وأشار رئيس الوزراء إلى أن أديس أبابا تعتزم إقامة “مشاريع أخرى مثل مشروع سدّ النهضة الكبير، خلال السنوات الخمس أو العشر أو الـ15 المقبلة”.
وأضاف أن “الكثير من أصدقائنا ناقشوا، حذّروا، وهدّدوا” إثيوبيا من تشغيل السد، مشددًا على رغبة بلاده في “ألا يسبب السد قلقًا أو مخاوف” لدى القاهرة والخرطوم.
وأُطلق مشروع “سد النهضة” الذي يثير توترًا مع مصر والسودان عام 2011 بميزانية بلغت أربعة مليارات دولار. ويعد أكبر مشروع كهرومائي في إفريقيا، إذ يبلغ عرضه 1,8 كيلومتر وارتفاعه 145 مترًا.
وترى أديس أبابا أن السد ضروري لبرنامج إمدادها بالكهرباء. وتصل سعته إلى 74 مليار متر مكعّب من المياه، وهو قادر على توليد أكثر من 5000 ميغاوات من الكهرباء، أي ما يعادل ضعف الإنتاج الحالي لأثيوبيا.
وسبق لمصر والسودان أن أعربا عن القلق حيال تشغيل سد النهضة من دون اتفاق ثلاثي، خشية تهديده إمكان وصول البلدين إلى مياه النيل. وفشلت المفاوضات في تحقيق أي تقدّم يذكر.
وترى مصر التي تعاني بالفعل من أزمة شح كبير في المياه، أن السد يشكّل تهديدًا وجوديًا لها نظرًا إلى اعتمادها على النيل لتغطية 97% من احتياجاتها.
by | Aug 28, 2025 | أخبار العالم
شهران يفصلاننا عن موعد إعلان جائزة نوبل للسلام، فترتفع حرارة ترامب، وتُلاحَظ على حركته زيادة تعبيرات التوتر والضيق. وعلى وجهه حاجبان معقودان وفكّ مشدود.
في إبريل/ نيسان الماضي، سرت شائعة أن ترامب هدّد النرويج بقصفها إن لم تمنحه الجائزة. ومعروفٌ، أو ربما غير المعروف، أن هذه الجائزة بالذات، وهي سويدية صحيح، ولكن لجنة نرويجية تمنحها، يشكّلها البرلمان النرويجي. الشائعة المغرضة نُفيت. وما حصل، بشهادة وزير المال النرويجي نفسه غاهر ستور، وما سكتَ عنه ترامب: إنه فعلا كان اتصال هاتفي بينه وبين ترامب، يناقشه بالتعرفات العالية المفروضة على بلاده، ويحاول تخفيضها. وخلال المحادثة، كرّر ترامب طلبه بدعمه في ترشّحه لنيل الجائزة؛ وهذه لم تكن المرّة الأولى. … وما أحدث الإشاعة أن هذا الطلب لترامب من الوزير النرويجي تحوّل الى مادة سخرية شعبية وفنية في النرويج، عبر رسومات الكاريكاتور والاسكتشات الضاحكة والكوميديا “الواقفة”.
يضع ترامب هذا كله خلف ظهره، يعتبره جزءاً قديماً من مسعاه، فيبادر، منذ أيام، إلى الإعلان تلو الإعلان أنه حقّق السلام في ست دول. لم يذكر “نوبل” تحديدا. لكن إعلامه ومواقعه التواصلية راحت تنشر التقرير تلو الآخر، أن ترامب حقّق السلام “فعلا” في ست دول، خلال النصف سنة الماضية، ويعددونها.
ما هي هذه الدول الست؟ بين الهند وباكستان. وقد نفى رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أي دور لترامب في الصلح بينه وبين باكستان، بعد اشتباكاتٍ بين الدولتين في كشمير. وبين الكونغو وراوندا. وهو اتفاق لم يلعب فيه ترامب أي دور. الدبلوماسية الأميركية في عهد جو بايدن هي التي فاوضتهما عليه، وأعدّت ملفاته. وبين مصر وإثيوبيا حول سدّ النهضة. والطرفان ينفيان أنهما اتفقا على شيء. وبين أرمينيا وأذربيجان. بالرغم من حضور وفدي البلدين إلى البيت الأبيض، إلا أن الصراع لم ينته. بين تايلاند وكمبوديا. حقّق ترامب وقفاً للنار فقط، لكن أسباب الصراع بينهما ما زالت قائمة. وتتولى مناقشتها “رابطة أمم جنوب شرق آسيا”، التي تضم كلا البلدين. وأخيراً، بين إيران وإسرائيل. بالضربات الأميركية الصاروخية الخارقة التي استهدفت ثلاث محطّات نووية إيرانية، وقال عنها ترامب إنها منعت “اندلاع حربٍ نووية بين إيران وإسرائيل”.
لا الحرب الإيرانية الإسرائيلية انتهت، ولا الضربات الأميركية أنهت المشروع النووي الإيراني
وبخصوص هذا “السلام” بالذات، لا هذه الحرب الإيرانية الإسرائيلية انتهت، ولا الضربات الأميركية أنهت المشروع النووي الإيراني. حتى هذا اليقين مشْكوكٌ فيه. بعد ضربه إيران، لم يوفّر ترامب جهداً إعلامياً إلا وبذله لتثبيت أن المحطّات النووية الإيرانية دُمرت تماماً. وزيره في الدفاع بيت هيغسِيث، المثابر على مديحه، بذل جهوداً، في مؤتمر صحافي مهيب، ليؤكّد أن المحطّات الإيرانية الثلاث قد دمّرت تماماً. ومنذ أيام صعّد موقفه: أقال جفري كروز، مدير وكالة الاستخبارات في البنتاغون، بعدما أعلن هذا أن البرنامج النووي الإيراني “لم يدمّر، إنما تأخّر بضعة أشهر”.
ضمن هذه “النجاحات” الست، في ستة مواقع صراع، يسكت ترامب وإعلامه عن النقاط الثلاث الأكثر تفجّراً في العالم، حيث يقتل الإنسان ويجوّع ويهجّر، وتدمّر المساكن والمرافق: السودان، الذي لا يهتم به ترامب. لا أرسل إليه “مبعوثاً خاصّاً”، ولا تقدّم بـ”خطة”، كما يحلو أن يصف نشاط مبعوثيه الخاصين في البؤر الأخرى. سلفه جو بايدن لم يكن أكثر منه اهتماما: استنكرت إدارته “أعمال العنف في السودان”، ودعمت جهود الحدّ من القتال… بدت وكأنها لامبالية.
تبقى أوكرانيا، الأقرب إليه، الذي ينشط ويسافر ويستقبل ويلتقط الصور ويصرح ويجتمع ويفاوض “من أجل السلام بين روسيا وأوكرانيا”، وقال يوماً إنه عند تولّيه منصبه سوف يجعل هذا السلام واقعاً في اليوم الثاني منه. وماذا كانت النتيجة؟ … بعد نصف سنة على ولايته ظهرت العيوب في أدائه: الرغبة بالانعزال عن العالم والسيطرة على مجرياته في آن؛ نظرته إلى السلام صفقةً مربحةً له (كسب الأراضي خصوصا)؛ ضرب كل التوازنات التي قامت بعد الحرب العالمية الثانية، خصوصاً في أوروبا، في صراعها مع روسيا، وتركها وحيدة في وجه التوسّعية البوتينية؛ “الصداقة” الغريبة بينه وبين بوتين، وإعجابه الشديد به، وانحيازه إلى مشروعه بضم شرق أوكرانيا الى روسيا؛ احتقاره الزعماء الديمقراطيين الذين يكيل لهم النعوت المختلفة… إلى ما هنالك من أسباب… جعلت توسّط ترامب للسلام بين أوكرانيا وروسيا أشبه بتوسّط لاستمرار الحرب.
ترامب “معجب” بنتنياهو ويعتبره “بطل حرب”، ويتشبّه به
“الضحايا الجانبيون” لهذا الفصل من المعركة من أجل الجائزة: عشية إعلانه عن إنجازاته “السلمية”، كان ترامب يشنّ حملة ضد جون بولتون، مستشاره في الأمن القومي في عهده الأول. وسبق أن انتزع منه الحماية الأمنية المخصّصة له، ووصفه عدة مرات بـ”الغبي”، وداومَ على اتهامه بـ”تسريب معلومات أمنية سرية إلى الخارج”. وذلك من دون تقديمه أي دليل، كما في كل مرة. لكن هذا لم يمنع بولتون من التعليق على شاشة السي.أن.أن. منذ أقل من أسبوع بأن بوتين استطاع أن “يسحق” ترامب خلال قمتهما الأخيرة بألاسكا، وبأن إدارة ترامب عاجزة عن شرح نتائج هذه القمة ومستقبل مفاوضات السلام. في فجر اليوم التالي، اقتحم أعضاء مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف. بي. آي.) منزل جون بولتون ومكتبه وصادروا كل ملفاته. وأعلن المحققون أن غرضهم التحقيق بما قام به بولتون في أثناء ولاية ترامب الأولى من “ترويج معلومات إلى الخارج تضرّ أمن البلاد”. وفي هذه الأثناء، تشتد الضربات الروسية على أوكرانيا.
النقطة الأخيرة، غزّة – فلسطين. … في بداية عهده، وكان ترامب مفعماً بمشاريعه “السلمية”. ومنها ما يخصّ الحرب الإسرائيلية على غزّة. استطاع أن يقنع نتنياهو (أو يلزمه) بالسير نحو صفقة جزئية أدّت إلى تحرير بعض المحتجزين الإسرائيليين. نام ترامب على هذا الحرير، وانتفخ فخراً بنفسه على هذا الإنجاز “السلمي” الأول. أخذ نتنياهو يصعّد الحرب على غزّة، درجة بعد أخرى. وفي شباط/ شباط الماضي، أعلن ترامب عن مشروع “ريفييرا” في غزّة، يرحَّل منها المليونا فلسطيني الباقين على قيد الحياة، نحو مصر والأردن وليبيا والصومال والسودان، ويُقام فيه مشروع عقاري سياحي ضخم “يجمع كل الشعوب”… إلى ما هنالك من مواصفات ما بات معروفاً بـ”ريفييرا غزّة”… لم يصدّق نتنياهو، طار فرحاً، فمنحه ترشيحاً مكتوباً إلى جائزة نوبل للسلام، وأخذ ينفذ مشروعه بسرعة، يطوّر خطة عربات جدعون العسكرية، من تجويع وقتل، إلى خطة “عربات جدعون 2” القاضية بمحو أثر مدينة غزّة، بتدمير مبانيها ورمي سكانها القريبين من المليون، نحو شاطئ البحر، أي إلى النقطة التي سوف يهجَّرون منها، مع من سبقهم إليه، بعدما يصلوا إلى أنفاسهم الأخيرة.
هل يمكن أن “تحسبها” لجنة جائزة نوبل للسلام، أي أن “تراعي” النرويج مصالح بلادها، فتتَخفّف من ضغوط ترامب، عبر التغنّي بقدراته ومنحه الجائزة؟
الوحيد في العالم القادر على وقف هذه الجريمة التاريخية هو ترامب. لكن ترامب “معجب” بنتنياهو ويعتبره “بطل حرب”، ويتشبّه به، ويقول “أعتقد أنني كذلك أيضاً” (بطل حرب). وهو يستبطئه، “هيّا أسرع بالانتهاء من غزّة”؛ تتلبّسه مهنتُه، “مطوّر عقاري”، أي مقاول بناء، يلحّ على نتنياهو ليُنهي مهمّة تنظيف المكان، ليعمّر فوقه “ترامب تاور” في الريفييرا المرتقَبة. وأصبح الأمر أكثر وضوحاً عندما وافقت “حماس” على خطّة مبعوث ترامب ستيف ويتكوف ولم تردّ عليه إسرائيل. بل باشرت “العملية الأخيرة”، أي إعادة احتلال غزّة… عملياً، يبدو ترامب هنا أقرب إلى نفسه. كل ما تفعله إسرائيل بغزّة هو الطريق نحو بناء الريفييرا العزيزة على قلبه. وكلما تقدّمت هذه الخطى، اقتربت الجائزة.
الآن: يمكن ان يتحجّج ترامب، إذا ضاقت الدنيا بوجهه، بأنه، على الأقل، أقام سلاماً بين بعض الدول العربية وإسرائيل، سمّاه “اتفاق أبراهام” (الإمارات، البحرين، المغرب، السودان). ووعد نفسه بأن يضمّ إليه دولاً عربية أخرى. والحال أن الاتفاق لم يفضِ إلى سلام. طبّع من دون شروط. لم ينظُر إلى الفلسطينيين. بل يمكن، بعد حين، اعتبار عملية طوفان الأقصى أقصى درجات اليأس من “اتفاق أبراهام”، ومعها أبعد درجات الانتحار.
الآن، السؤال الذي يراود كثيرين: هل يمكن فعلاً أن “تحسبها” لجنة جائزة نوبل للسلام، أي أن “تراعي” النرويج مصالح بلادها، فتتَخفّف من ضغوط ترامب، عبر التغنّي بقدراته ومنحه الجائزة؟ وفي هذه الحالة، من الذي يكون عائشاً في عالم آخر، ترامب أم البشرية؟