اختتام أعمال قمة منظمة شنغهاي للتعاون.. ما أبرز مخرجاتها؟

اختتام أعمال قمة منظمة شنغهاي للتعاون.. ما أبرز مخرجاتها؟

اختتمت الإثنين أعمال قمة منظمة شنغهاي للتعاون في مدينة تيانجين الساحلية بشمال الصين، بحضور أكثر من عشرين زعيمًا حول العالم.

وحمل البيان الختامي لقمة شنغهاي للتعاون 3 رسائل رئيسية، وهي: “توسيع التعاون مع الأمم المتحدة وهيئاتها، وإطلاق مبادرة لتيسير التجارة بين الدول الأعضاء وإعداد اتفاقية لبناء الثقة في المجال العسكري”.

ووصفت القمة بـ”الأضخم” منذ تأسيس المنظمة قبل أكثر من عقدين.

وتضم منظمة شنغهاي للتعاون 10 دول أعضاء هي الصين والهند وروسيا وباكستان وإيران وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان وبيلاروسيا، و16 دولة بصفة مراقب أو شريك، وتمثّل قرابة نصف سكان العالم و23,5% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. وتقدم على أنها قوّة موازنة لحلف شمال الأطلسي، وبعض دولها غني بمصادر الطاقة.

قمة شنغهاي للتعاون

وخلال افتتاح قمة منظمة شنغهاي للتعاون، وجّه الرئيسان الصيني شي جينبينغ والروسي فلاديمير بوتين انتقادات حادة للغرب.

بدوره، بعث الرئيس الصيني شي جينبينغ برسائل واضحة، دعوة إلى رفض عقلية الحرب الباردة، وتأكيد على أن العالم بحاجة إلى نظام أكثر عدلًا وتوازنًا يقوم على تعددية الأقطاب.

وقال جينبينغ: “الوضع العالمي متقلب وفوضوي يتطلب توسيع التعاون وتعزيز الشراكات الإستراتيجية”.

وأضاف أن دور المنظمة في دعم الأمن الإقليمي والتعاون بين الدول الأعضاء هام جدًا، بكين تقف دومًا إلى جانب العدالة والإنصاف وتعارض الهيمنة وسياسات القوة، ودعا إلى الحفاظ على دور الأمم المتحدة وتعزيز نظام التجارة المتعددة الأطراف.

أما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فاستغل القمة للدفاع عن الهجوم الروسي على أوكرانيا، محملًا الغرب مسؤولية الأزمة.

وقال بوتين: “أغتنم الفرصة لأوضح أن الأزمة في أوكرانيا لم تبدأ بهجوم روسي، بل بسبب الانقلاب الذي دعمته أوروبا من خلال محاولاتها المتكررة لضمها إلى الناتو، ما يشكل خطرًا على روسيا.

وعقد شي سلسلة من الاجتماعات الثنائية المتتالية مع عدد من القادة من بينهم الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو، أحد حلفاء بوتين المقرّبين، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الذي يزور الصين للمرة الأولى منذ العام 2018.

ويشارك في القمة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان والرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف.

وخلال الاجتماعات، قال مودي لشي إن الهند ملتزمة “المضي قدمًا في علاقاتنا على أساس الثقة المتبادلة والكرامة”.

“صداقة مميزة”

وتتنافس الصين والهند، وهما الدولتان الأكثر تعدادًا للسكان في العالم، على النفوذ في جنوب آسيا، وخاضتا اشتباكًا حدوديًا داميًا عام 2020.

لكن العلاقات بين البلدين بدأت تتحسن في تشرين الأول/ تشرين الأول الماضي عندما التقى مودي شي للمرة الأولى منذ خمس سنوات في قمة عقدت في روسيا.

من جانبه، عقد بوتين لقاء مع مودي استمر قرابة ساعة داخل سيارته المدرّعة قبل اجتماعهما الرسمي، بحسب ما أفادت وسائل إعلام رسمية روسية، والتُقطت صور لهما وهما يتصافحان.

وإذ أشار بوتين إلى “علاقة صداقة مميزة”، أضاف “ننسق جهودنا بشكل وثيق على الساحة الدولية”.

بدوره، نشر مودي عبر إكس صورة تجمعه ببوتين، مرفقة بتعليق “المحادثات معه دائمًا ما تكون مفيدة”.

صورة نشرها رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي  تجمع بالرئيس الروسي

صورة نشرها رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي تجمع بالرئيس الروسي – حساب مودي على إكس

كذلك، عقد بوتين لقاء مع أردوغان، أشاد بعده بجهود أنقرة للتوسط بين روسيا وأوكرانيا. وقال “أنا واثق بأن الدور الخاص الذي تؤديه تركيا في هذه المسائل سيظلّ مطلوبًا”.

وبمناسبة مشاركة بوتين في القمة، حثت كييف بكين على التحرك بشكل أكبر من أجل إحلال السلام في أوكرانيا.

وجاء في بيان لوزارة الخارجية الأوكرانية “نظرًا للدور الجيوسياسي المهم لجمهورية الصين الشعبية، يسعدنا أن تؤدي بكين دورا أكثر فعالية في إرساء السلام في أوكرانيا”.

النووي الايراني

إلى ذلك، عقد بوتين اجتماعًا ثنائيًا مع بزشكيان الإثنين.

وكانت الرئاسة الروسية أوضحت في وقت سابق أن هذا الاجتماع سيركز خصوصًا على برنامج طهران النووي.

وتتهم الدول الغربية إيران بالسعي إلى امتلاك سلاح نووي، وقامت فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة أخيرًا بتفعيل آلية تتيح إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على طهران بعد تعليقها قبل عشرة أعوام، لكن طهران تنفي أن تكون لديها مساع نووية عسكرية وتدافع عن حقها في تطوير برنامج نووي مدني.

وكانت روسيا، دعت الدول الغربية الجمعة إلى “العودة للمنطق وإعادة النظر في قراراتها الخاطئة”، محذرة من “تداعيات لا يمكن إصلاحها” للسياسات التي تنتهجها تلك الدول.

مشاركة نادرة لكيم جونغ أون

ودُعي بعض القادة، من بينهم بوتين وبزشكيان، لتمديد إقامتهم حتى الأربعاء لحضور عرض عسكري ضخم في بكين احتفالًا بالذكرى الثمانين لنهاية الحرب العالمية الثانية والانتصار على اليابان.

ويدشن العرض سلسلة من الأحداث التي تسعى الصين من خلالها إلى إظهار ليس فقط نفوذها الدبلوماسي، ولكن أيضًا قوتها، في وقت تقدّم نفسها كقطب للاستقرار في عالم منقسم.

ولهذه المناسبة، سيقوم الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بزيارة نادرة خارج بلاده للقاء شي في الصين.

وفي الأثناء، عبَرَ إلى الصين قطار يقلّ الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون، بحسب ما نقلت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء الثلاثاء عن الإذاعة الرسمية في بيونغ يانغ.

ورفعت لافتات في الشوارع بالماندرية والروسية تشيد بـ”روحية تيانجين” و”الثقة المتبادلة” بين موسكو وبكين.

وتعدّ هذه القمّة الأكثر أهمّية للمنظمة منذ إنشائها في العام 2001، وتعقد في ظل أزمات متعدّدة تطال أعضاءها بصورة مباشرة، من المواجهة التجارية بين الولايات المتحدة والصين والهند، إلى الحرب بين روسيا وأوكرانيا، مرورًا بالملّف النووي الإيراني.

مطالبة بالمحاسبة.. حماس تشيد بإغلاق الموانئ والأجواء التركية في وجه إسرائيل

مطالبة بالمحاسبة.. حماس تشيد بإغلاق الموانئ والأجواء التركية في وجه إسرائيل

طالبت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، الجمعة، بـ”تصعيد الإجراءات العقابية” ضد إسرائيل، مشيدة بقرار تركيا إغلاق مرافئها ومجالها الجوي أمام السفن والطائرات الإسرائيلية.

وقالت الحركة في بيان: “نحث تركيا والدول العربية والإسلامية ودول العالم الحر على تصعيد الإجراءات العقابية ضد الكيان الصهيوني المجرم، وقطع العلاقات كافة معه وعزله، لإلزامه بوقف الإبادة الجماعية وتدمير قطاع غزة، ومحاسبة قادته على جرائمهم ضد الإنسانية”.

ماذا جاء في القرار التركي؟

وجاء القرار التركي في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة الذي يعاني سكانه من مجاعة قاسية.

وكان وزير الخارجية التركي هاكان فيدان قد أعلن، خلال جلسة استثنائية للبرلمان التركي لمناقشة تطورات الوضع في غزة، أن أنقرة “أوقفت علاقاتها التجارية مع إسرائيل منذ بدء الحرب على غزة”.

وأشار الوزير التركي إلى أن بلاده “منعت السفن التركية من التوجه إلى الموانئ الإسرائيلية، كما أغلقت مجالها الجوي أمام الطائرات الإسرائيلية”.

وأوضح الوزير التركي أن سياسة تل أبيب تجاوزت غزة إلى الضفة الغربية ولبنان وسوريا وإيران.

وأكد فيدان أن ما يحدث في غزة لم يعد يُنكره العالم، وأن إسرائيل تسعى للتوسع، مشيرًا إلى أن تركيا غيرت الخطاب الدولي تجاه القضية الفلسطينية، ومُنتقدًا صمت الدول الكبرى، لا سيما الولايات المتحدة.

وأضاف أن الحكومة الإسرائيلية تضرب القيم الإنسانية الأساسية بعرض الحائط عبر ارتكابها جريمة إبادة جماعية في غزة منذ عامين.

فيدان: الوضع في غزة “كارثي للغاية”

وحذر وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، من أن السماح لإسرائيل بمواصلة هجماتها المتهورة في فلسطين وخاصة في غزة سيؤدي إلى إشعال المنطقة بأكملها.

وأكد أن الوضع في غزة “كارثي للغاية”، واصفًا إسرائيل بـ”أكثر الحكومات عنصرية في التاريخ”.

ولفت الوزير التركي، إلى أن “المقاومة الكبرى بدأت الآن. قد لا يتوقف هذا الدم فورًا، لكننا واثقون أن هذه المقاومة المباركة ستغير مجرى التاريخ وستهز أركان نظام مهترئ”.

وفي 9 نيسان/ نيسان 2024، أوقفت تركيا تصدير 1019 سلعة إلى إسرائيل في 54 قطاعًا.

وتوقفت كليًا جميع عمليات التصدير والاستيراد والتجارة العابرة مع إسرائيل في كل فئات السلع في 2 أيار 2024، ولم يعد هناك أي نشاط تجاري لتركيا مع إسرائيل، بما في ذلك المعاملات في الجمارك والمناطق الحرة.

وجّه تحية للمقاومة في غزة.. هاكان: تركيا قطعت علاقاتها التجارية مع إسرائيل

وجّه تحية للمقاومة في غزة.. هاكان: تركيا قطعت علاقاتها التجارية مع إسرائيل

أكّد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، اليوم الجمعة، أنّ بلاده قطعت تجارتها بالكامل مع إسرائيل، مشيرًا إلى أنّ أنقرة لم تعد تسمح بمرور الطائرات الإسرائيلية عبر مجالها الجوي، كما منعت سفنها من الوصول إلى موانئها.

وأوضح الوزير التركي في كلمة أمام جلسة طارئة واستثنائية للبرلمان التركي عقدت لمناقشة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، أن سياسة تل أبيب تجاوزت غزة إلى الضفة الغربية ولبنان وسوريا وإيران.

“أظلم الصفحات في تاريخ البشرية”

وقال وزير الخارجية التركي: إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحاول التستر على الإبادة الجماعية في غزة.

وأكد فيدان أن ما يحدث في غزة لم يعد يُنكره العالم، وأن إسرائيل تسعى للتوسع، مشيرًا إلى أن تركيا غيرت الخطاب الدولي تجاه القضية الفلسطينية، ومُنتقدًا صمت الدول الكبرى، لا سيما الولايات المتحدة.

وأضاف أن الحكومة الإسرائيلية تضرب القيم الإنسانية الأساسية بعرض الحائط عبر ارتكابها جريمة إبادة جماعية في غزة منذ عامين.

وقال فيدان: “إذا سُمح لإسرائيل بمواصلة هجماتها المتهورة في فلسطين وخاصة بغزة فإن الأمر لن يقتصر على الفلسطينيين وسيؤدي لإشعال المنطقة بأكملها”.

وأشار إلى أن الوحشية التي ترتكبها إسرائيل في غزة “سُجلت كواحدة من أظلم الصفحات في تاريخ البشرية”.

وحول الوضع في سوريا، أكد فيدان أن تركيا لن تسمح باستغلال مكونات سوريا العريقة والأصيلة من قبل أي طرف لتحقيق مآرب تمس وحدة البلاد.

توجيه تحية للمقاومة في غزة

وفي هذا الإطار، قال مراسل التلفزيون العربي في أنقرة مراد البطوش، إنّ الوزير التركي قدّم إحاطة للبرلمان، تحدّث خلالها عن الجهود الدبلوماسية التي بذلتها بلاده خلال العامين الماضيين قبل اتخاذ قرار قطع العلاقات مع إسرائيل.

كما أشار الوزير التركي إلى دعوة أنقرة جميع دول العالم إلى ضرورة قطع علاقاتها التجارية مع الجانب الإسرائيلي.

وقال، وفق المراسل: “إذا سُمح لإسرائيل بأن تفعل ما تشاء في قطاع غزة، فإنّها ستكرّر الأمر نفسه في الضفة الغربية والقدس، وقد يمتدّ ذلك إلى كل دول المنطقة”، محذّرًا من تداعيات ما تقوم به إسرائيل.

كما وجه انتقادات لاذعة للنظام العالمي الدولي “الذي يقول بأنه بعد الحرب العالمية الثانية هذا النظام الذي نعيشه الآن بات عاجزًا تمامًا عن حل المشكلات الدولية”.

وتحدث هاكان أيضًا عن ضرورة عدم السماح بتهجير الغزيين من قطاع غزة أيًا من يكون طارح هذا الأمر وأن موقف تركيا ثابت في هذا الأمر، وفق ما نقله مراسل التلفزيون العربي.

ذكّرته بإبادة غزة.. تركيا ترفض تصريحات نتنياهو بشأن أحداث 1915

ذكّرته بإبادة غزة.. تركيا ترفض تصريحات نتنياهو بشأن أحداث 1915

شجبت وزارة الخارجية التركية، اليوم الأربعاء تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن أحداث عام 1915 واعترافه بما يسمى بـ”الإبادة الأرمنية”.

وقالت الوزارة في بيان، إن تصريحات نتنياهو “ما هي إلا محاولة استغلال أحداث الماضي المؤلمة لأغراض سياسية”.

وأضافت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي مطلوب لدوره في “الإبادة الجماعية” المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني في غزة، وأنه وحكومته يسعيان للتغطية على الجرائم التي ارتكباه، في إشارة إلى مذكرتي الاعتقال اللتين أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية في 21 تشرين الثاني/ تشرين الثاني 2024 بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير أمنه السابق يوآف غالانت، بتهمتي ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.

نتنياهو يعترف بـ”إبادة الأرمن”

وكان نتنياهو قد شارك الثلاثاء في بودكاست أميركي تم بثه على منصة “يوتيوب” وردّ فيه على سؤال عن سبب عدم اعتراف إسرائيل بـ”الإبادة الأرمنية”، فقال: “في الواقع، أعتقد أننا اعترفنا، أعتقد أن الكنيست أقرّ قانونًا في هذا الشأن”.

فردّ المقدّم باتريك بيت-ديفيد سائلًا إن كان هذا الاعتراف يأتي من رئيس وزراء إسرائيل، فقال نتنياهو: “نعم، لقد فعلت ذلك للتو”.

وكان البرلمان الإسرائيلي ألغى تصويتًا على قرار للاعتراف بـ”الإبادة الأرمنية” عام 2018 بعد معارضة من حكومة نتنياهو. وفي عام 2016، أقرّت لجنة برلمانية بأن “المجازر في حقّ الأرمن في 1915 هي إبادة”.

“تصريحات تتنافى مع الحقائق التاريخية والقانونية”

وجاء في بيان الخارجية التركية: “نستنكر ونرفض تصريحات نتنياهو التي تتنافى مع الحقائق التاريخية والقانونية”.

من جانبه، وصف رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية برهان الدين دوران، تصريحات نتنياهو بشأن أحداث عام 1915، بأنها “نفاق صارخ” يستغل التاريخ والقانون.

ووفقًا لما نقلته وكالة “الأناضول”، قال دوران: “في الوقت الذي يتعرض فيه آلاف الأبرياء في غزة لإبادة جماعية ممنهجة ويموت فيه الأطفال وكبار السن والنساء جراء القنابل الإسرائيلية والجوع، فإن تصريحات نتنياهو بشأن أحداث عام 1915، تعد نفاقًا صارخًا يستغل التاريخ والقانون”.

وأضاف أن ما يحدث في غزة يحمل جميع عناصر الإبادة الجماعية من منظور القانون الدولي.

وذكر أن جرائم قتل عشرات الآلاف من المدنيين والتدمير الممنهج لسبل العيش الأساسية والتهجير القسري الجماعي “ترتكب علنًا أمام العالم”، مضيفًا: “لا قيمة إطلاقًا لصدور حكم يتعلق بالتاريخ من شخص ارتكب مثل هذه الجرائم”.

وتطالب أرمينيا ولوبياتها في أنحاء العالم، تركيا بالاعتراف بما جرى خلال عملية التهجير التي شهدتها أراضي الدولة العثمانية عام 1915 على أنه “إبادة عرقية”، وبالتالي دفع تعويضات.

ووفق اتفاقية 1948، التي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة بخصوص منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، يعني مصطلح “الإبادة الجماعية” (العرقية) التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو إثنية أو عنصرية أو دينية.

“مأساة” لكلا الطرفين

وتؤكد تركيا عدم إمكانية اطلاق صفة “الإبادة العرقية” على أحداث 1915، بل تصفها بـ “المأساة” لكلا الطرفين، وتدعو إلى تناول الملف بعيدًا عن الصراعات السياسية، وحل القضية عبر منظور “الذاكرة العادلة”، الذي يعني باختصار التخلي عن النظرة الأحادية الجانب إلى التاريخ، وتفهم كل طرف ما عاشه الآخر، والاحترام المتبادل لذاكرة الماضي لدى كل طرف.

كما تقترح أنقرة القيام بأبحاث حول أحداث 1915 في أرشيفات الدول الأخرى، إضافة إلى الأرشيفات التركية والأرمنية، وإنشاء لجنة تاريخية مشتركة تضم مؤرخين أتراكًا وأرمنًا، وخبراء دوليين.