موعد ديربي العاصمة ومكانه يثيران الجدل.. هل خفّ وهج القمة الجزائرية؟

موعد ديربي العاصمة ومكانه يثيران الجدل.. هل خفّ وهج القمة الجزائرية؟

تعيش الكرة الجزائرية على وقع أول “ديربي” عاصمي هذا الموسم بين اتحاد العاصمة ومولودية الجزائر، والذي تقرر أن يحتضنه ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، الأحد المقبل، ضمن الجولة الثانية من الدوري الجزائري لكرة القدم. غير أن الأجواء المحيطة بالمواجهة لا تبدو في مستوى قيمتها التاريخية، بعدما أفرزت رابطة الدوري ترتيبات أثارت الكثير من الجدل، خاصة مع القرار القاضي بفتح المدرجات أمام جماهير اتحاد العاصمة فقط بمقدار ستة آلاف تذكرة، وهو ما اعتبره كثيرون خطوة تقلل من حرارة واحدة من أعرق المواجهات في تاريخ اللعبة محلياً.

وكشفت رابطة الدوري الجزائري لكرة القدم، أمس الأربعاء، عن برنامج الجولة الثانية، من بينها الإجراءات الخاصة بهذا “الديربي”، الذي يملك صدى خاصاً لدى الجزائريين، إذ كان دوماً عنواناً للتشويق والإثارة، ورمزاً للمنافسة الرياضية، التي تتجاوز حدود المستطيل الأخضر إلى فضاءات الانتماء والهوية العاصمية. غير أن اختياره للعب في أجواء غير عادية ووسط جمهور الفريق المضيف فقط، جعل الكثير من المتابعين يرون أنه فقد بريقه قبل صافرة البداية. فالمواجهة، التي اعتادت أن تجمع الآلاف من مشجعي الناديين في مدرجات ملعب 5 تموز، ستقام هذه المرة في ظروف مغايرة تقلل من نكهة الحماس الجماهيري.

وعلى الصعيد الرياضي، يكتسي “ديربي” العاصمة أهمية مضاعفة بالنسبة للفريقين، إذ ستكون الأولى لهما هذا الموسم، بعد تأجيل مواجهتي الجولة الافتتاحية، فلم يلعب اتحاد العاصمة أمام شبيبة القبائل، فيما أُجلت مواجهة مولودية الجزائر مع شباب بلوزداد، بسبب ارتباط عدد من اللاعبين الدوليين بالمشاركة مع المنتخب المحلي في نهائيات كأس أمم أفريقيا للاعبين المحليين “الشان”، التي لم ينجح خلالها المنتخب الجزائري في الذهاب بعيداً، بعد خروجه من ربع النهائي على يد السودان بركلات الترجيح، وهو ما جعل عودة اللاعبين إلى أنديتهم تحمل الكثير من التطلعات.

وستكون رغبة البداية القوية شعاراً مشتركاً بين مولودية الجزائر واتحاد العاصمة، في ظل تطلعهما هذا الموسم إلى لعب الأدوار الأولى، والتنافس على اللقب المحلي، بما يعكس تاريخ وقيمة الناديين، فمواجهة “الديربي” لطالما شكلت منعطفاً حاسماً في مشوار البطولة، والفوز فيها يمنح شحنة معنوية هائلة للفريق المنتصر، خاصة إذا تعلق الأمر بالبداية، إذ تعتبر أفضل طريقة لبعث رسالة قوية لبقية المنافسين. غير أن ما يحيط بالمباراة من قرارات تنظيمية، ومكان إجرائها بعيداً عن العاصمة، أثار تساؤلات حول تعامل رابطة الدوري مع واحدة من أبرز المحطات الكروية في الجزائر. فبين الرغبة في فرض إجراءات أمنية وتنظيمية مشددة، وبين إصرار الجماهير على رؤية “الديربي” في أجوائه المعتادة، يبدو أن المواجهة تحمل في طياتها أكثر من مجرد نقاط ثلاث، بل صورة عن كيفية إدارة كرة القدم الجزائرية لمبارياتها الكبرى.