أوقف عناصر دورية لحرس الحدود عنصرَي إطفاء كانا يكافحان حريق غابات اندلع في الولايات المتحدة، بحسب ما أفاد مسؤولو الهجرة.
واحتجز عناصر فدراليون فرقًا تابعة لمقاولي إطفاء متعاقدين لساعات عدة الأربعاء، بينما كانت تستعد للعمل على إخماد حريق امتد على مساحة 3600 هكتار في ولاية واشنطن، بحسب ما ذكرت تقارير.
تحقق من الهويات
وأوقف عناصر الدورية أفراد الفرق البالغ عددهم 44 شخصًا وطلبوا منهم هوياتهم، بحسب ما أفاد عناصر إطفاء صحيفة “سياتل تايمز”، مشيرين إلى أنهم مُنعوا من تصوير ما يحدث.
وقال عنصر إطفاء لم يكشف عن هويته للصحيفة: “نخاطر بحياتنا من أجل إنقاذ السكان. وهكذا يعاملوننا”.
وذكرت هيئة الجمارك وحماية الحدود الأميركية، أن عناصر حرس الحدود كانوا في المكان بناءً على طلب قوات في الجيش الأميركي أرادت التحقق من صحة الأسماء التي قدمها المقاولون في قوائمهم.
وأفاد بيان الهيئة الخميس، بأنه “اكتُشف وجود فروق عدة، وبأن شخصين ضمن إحدى الفرق كانا موجودين بشكل غير قانوني في الولايات المتحدة، وسبق أن صدر أمر بترحيل أحدهما”.
وأضافت أنه تم اعتقال الشخصين، بينما أُخرج البقية وعددهم 42 من الأراضي الفدرالية بعد “إلغاء للعقد” عقب تحقيق جنائي.
وبحسب البيان، فإن العملية “لم تؤثر على عمليات مكافحة الحرائق والاستجابة لأي حريق في المنطقة، ولم تشكل أي خطر للسكان في المنطقة المحيطة”.
امتعاض الديمقراطيين
ولا تجري سلطات الهجرة عمليات من هذا النوع عادة في المناطق التي تشهد كوارث طبيعية أو حالات طوارئ.
لكن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي تعهّد في حملته الانتخابية بتنفيذ أكبر عمليات ترحيل في تاريخ الولايات المتحدة، تصعّد تحركها ضد الهجرة غير النظامية منفّذة عمليات توقيف واسعة النطاق، عادة في المناطق التي يحكمها الديمقراطيون، وهو ما أثار امتعاض السكان ومسؤولين محليين.
وأوضح في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي: “أشعر بقلق بالغ حيال هذا الوضع المرتبط بشخصين يساعدان في إخماد حرائق في ولاية واشنطن”.
واندلع الحريق في تموز/ تموز الماضي، جراء نشاط بشري من نوع ما، بحسب ما تظهر المعلومات الرسمية. وتمّت السيطرة على 13% منه فحسب.
في أروقة البيت الأبيض، التأم اجتماع غير اعتيادي وفق التسريبات، جمع الرئيس الأميركي دونالد ترمب ومبعوثه الشخصي ستيف ويتكوف ومستشاره السابق وصهره جاريد كوشنر برفقة توني بلير رئيس وزراء بريطانيا الأسبق.
وكان محور اللقاء بحث خطة اليوم التالي في غزة كما رشح من وسائل الإعلام الأميركية، التي لمَّحت بإشارة لافتة إلى إعادة تدوير أدوار قديمة، خلال وجود وفد إسرائيلي في واشنطن.
صياغة واقع جديد لغزة
وحملت تصريحات ويتكوف نبرة حاسمة حين تحدث عن قرب نهاية الحرب قبل انقضاء العام، مؤكدًا رفض واشنطن لأي صفقة جزئية للمحتجزين وهذا موقف تتقاطع فيه واشنطن وتل أبيب، بحسب تعبيره.
وأوحت التسريبات الإعلامية بأن واشنطن تدفع باتجاه صياغة واقع جديد للقطاع. واقعٌ يقوم على استبعاد حماس تمامًا من الحكم ويمنح إسرائيل اليد العليا في غزة، تحت غطاء إنساني واقتصادي جذاب.
وأمام هذه التصريحات والتسريبات الأميركية، تواصل القاهرة والدوحة حراكًا دبلوماسيًا مكثفًا لوقف نزيف الدم في غزة، حيث يؤكد وزيرا خارجية البلدين خلال لقاء في العلمين أن الأولوية تبقى لوقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية العاجلة.
غير أن جهودهما تصطدم بتعنت إسرائيلي واضح وتجاهل دولي متزايد، ما يفاقم خطر المجاعة ويؤجج المأساة، وفق تصريحات الوزيرين. وحملت هذه الكلمات أيضًا مناشدة للعالم للضغط على إسرائيل لوقف الحرب، وإصرارًا على رفض مشروع التهجير تحت أي سبب أو ذريعة.
“خطة لليوم التالي” للحرب في غزة
وفي هذا الإطار، تقول سيسيل شي، المستشارة السابقة في وزارة الخارجية الأميركية وكبيرة الباحثين في مجلس شيكاغو للشؤون العالمية، إن “الحديث يدور عن اليوم التالي في غزة، لا عن نهاية الحرب، وهذا ما يثير القلق”، مضيفة أن “تسريبات للإعلام أشارت إلى أن ترمب متقزز من الوضع بأسره، من قتل الأطفال والمجاعة”، حسب قولها.
ورأت شي، في حديثها إلى التلفزيون العربي من شيكاغو، أن “استدعاء جاريد كوشنر وتوني بلير يوحي بأنهما عملا لفترة على بلورة خطة لليوم التالي في غزة”.
وتوضح أن انخراط جاريد كوشنر في الملف يعني أن دولًا خليجية تستشرف لعب دور فيه، إضافة إلى بعض الليبراليين في إسرائيل”، مشيرة في المقابل إلى أن “وجود توني بلير يُعد خبرًا سارًا، كونه يمتلك خبرة طويلة في فلسطين واطلاعًا على تفاصيل التاريخ وما نصّت عليه الاتفاقية بين مصر وإسرائيل”، حسب قولها.
وتقول: إنّ “توني بلير لا يؤمن بطرد الفلسطينيين، في حين ينظر كوشنر إلى إعادة إعمار غزة عبر علاقاته مع دول الخليج”، مؤكدة أن “أي حديث عن اتفاق سلام في واشنطن يجب أن يسبقه وقف لإطلاق النار”.
“وجود بلير وكوشنر لا يبعث على الأمل”
من جانبه، يعتبر بشير عبد الفتاح، الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن “وجود بلير وكوشنر لا يبعث على الأمل، ولا سيما أن بلير اخترع وتبنى ذرائع جورج بوش الابن لغزو العراق عام 2003، وهي ذرائع كاذبة ثبت زيفها لاحقًا بعد تدمير الجيش وتسليم البلد لإيران على طبق من ذهب، وحتى الآن لم يتعافَ العراق مما حدث”.
ويضيف عبد الفتاح، في حديثه إلى التلفزيون العربي من القاهرة، أن “بلير يدير معهدًا يتبنى المقاربة ذاتها التي طرحها كوشنر وترمب، والمتمثلة في تحويل غزة إلى لافييرا الشرق الأوسط”.
ويوضح أن “سيناريو التهجير مطروح في غزة، على عكس المقاربة المصرية التي تدعو إلى إعادة إعمار القطاع مع بقاء الفلسطينيين فيه، وبكلفة أقل بكثير مما اقترحته خطة بلير وكوشنر”.
ونوّه عبد الفتاح إلى أن “مصر وقطر تسعيان إلى مبادرة تقوم على وقف العدوان، ودخول المساعدات إلى غزة، وبحث عملية إعادة الإعمار، وإحياء المفاوضات الخاصة بحل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية لإنهاء الصراع، وسحب جيش الاحتلال من القطاع، والانطلاق من المرجعيات الدولية لحل الصراع”.
ومضى يقول: إن “المبادرة التي يقدمها بلير وكوشنر تقوم على إعادة احتلال قطاع غزة من قبل إسرائيل، وتهجير الفلسطينيين قسرًا من القطاع أو إبادتهم، ثم ضمّ القطاع ليكون جزءًا من أرض إسرائيل الكبرى التي تحدث عنها نتنياهو”.
ورأى عبد الفتاح أن “هناك رغبة إسرائيلية في الانتقال من تسوية القضية الفلسطينية إلى تصفيتها، عبر احتلال مزيد من أراضي الضفة الغربية لمنع إقامة الدولة الفلسطينية”.
وختم بالقول: “أي حديث عن إعادة إعمار في غزة يجب أن يشار فيه إلى أن إسرائيل هي من دمرتها، وعليها أن تتحمل كلفة إعادة الإعمار”.
“خطة جهنمية”
بدوره، يؤكد مصطفى البرغوثي، الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، أن الحديث عن اليوم التالي في غزة يجب أن يسبقه وقف العدوان ورفع المجاعة ووقف عملية الإبادة الجارية في القطاع.
ويضيف البرغوثي، في حديث إلى التلفزيون العربي من رام الله، أن الولايات المتحدة ترفض التوصل إلى اتفاق جزئي في غزة، “وهو ما يضعنا أمام خطة جهنمية، لا سيما أن توني بلير يُنظر إليه كرمز للموت والدمار في الشرق الأوسط”.
ويضيف: “هناك محاولات لتهجير كامل قطاع غزة وتحويله إلى مشروع ربحي، من خلال السيطرة على بئر الغاز في غزة الذي يُقدّر بـ60 مليار دولار، وكذلك إقامة قناة بن غوريون المائية”.
ويلفت إلى أن “الولايات المتحدة تفعل ما تريده إسرائيل، ولذلك فقد خدعت واشنطن مصر وقطر عندما تحدثت عن الوساطة”، حسب رأيه.
يسعى دونالد ترمب إلى ترك بصمة معمارية لم يُحاول أي رئيس أميركي القيام بها منذ عقود، ويقول: “أنا بارع في بناء الأشياء”، معلنًا عن مشروعه الأضخم على الإطلاق وهو قاعة ضخمة جديدة للحفلات الراقصة بقيمة 200 مليون دولار في المقر الرئاسي.
وتأتي جزء من هذه التغييرات عبر زخرفة البيت الأبيض بالذهب إلى تجديدات فخمة للعاصمة واشنطن.
وجمع ترمب ثروته من خلال تطوير فنادق وكازينوهات فاخرة تحمل اسمه. ويقول منتقدوه إن التجديد الذي أجراه ترمب على البيت الأبيض في ولايته الثانية يحمل طابعًا مشابهًا.
ويشبه البيت الأبيض في أجزاء منه منتجعه الفخم في مارالاغو بفلوريدا، وخاصة حديقة الورود التي رُصفت ووضعت فيها طاولات للنزهة ومظلات صفراء وبيضاء.
“أسلوب حكام مستبدين أجانب”
وخلال ولاية ترمب الأولى تحدث الكاتب البريطاني المتخصص في الموضة بيتر يورك عن “أناقة الطغاة” في أسلوب الرئيس الذي شبهه بأسلوب حكام مستبدين أجانب. لكن ترمب كشف مؤخرًا عن رؤية شاملة للعاصمة الأميركية بأكملها.
وربط صراحة رغبته في “تجميل” واشنطن بحملته الأخيرة على الجريمة التي دفعته إلى نشر قوات في المدينة التي يدير شؤونها حاكم ديمقراطي، وحيث أقام قبل شهرين فقط عرضًا عسكريًا تزامن مع عيد ميلاده.
وقال مدير كلية الإعلام بجامعة جورج واشنطن بيتر لوغ لوكالة “فرانس برس”: “هذا تصعيد في استعراض القوة”.
وأضاف: “هذا ما يفعله (ترمب). يضع اسمه على أناجيل وكازينوهات، لذا يبدو هذا المنطق متسقًا تمامًا. بخلاف أنه الآن يتلاعب بأرواح الناس وسمعة الولايات المتحدة، وإرثها الديمقراطي”.
وترمب ليس أول رئيس يُجري تجديدات كبرى للبيت الأبيض في تاريخه الممتد 225 عامًا.
فقد أشرف فرانكلين روزفلت على بناء المكتب البيضاوي الحالي عام 1934 وأجرى عليه هاري ترومان عملية تجديد شاملة انتهت في 1951، وأنشأ جون إف. كينيدي حديقة الورود الحديثة عام 1961.
“هوية البيت الأبيض”
ووضعت الجمعية التاريخية للبيت الأبيض (المعنية بحماية الموجودات التاريخية والفنية في البيت الأبيض) تغييرات ترمب في سياقها، وقالت: إن المبنى “رمز حي للديمقراطية الأميركية، يتطور ويبقى معلمًا وطنيًا بارزًا”.
وقال رئيسها ستيوارت ماكلورين في مقال نُشر في حزيران/ حزيران: إن التجديدات عبر التاريخ أثارت انتقادات من وسائل إعلام والكونغرس بسبب “التكاليف والنزاهة التاريخية والتوقيت”.
وكتب: “ومع ذلك، أصبح العديد من هذه التغييرات جزءًا لا يتجزأ من هوية البيت الأبيض، ويصعب علينا تخيل البيت الأبيض اليوم بدون هذه التطورات والإضافات”. لكن التغييرات التي أدخلها ترمب هي الأوسع نطاقًا منذ ما يقرب من قرن.
وبدأ بعد وقت قصير من عودته إلى البيت الأبيض بتزيين جدران المكتب البيضاوي بزخارف ذهبية حرص قادة أجانب زائرون على كيل الإطراء لها. ثم أمر برصف عشب حديقة الورود الشهير. وقال إنه فعل ذلك لأن أحذية النساء ذات الكعب العالي كانت تغوص فيه.
وبعد الانتهاء من ذلك ركّب ترمب تجهيزات صوتية، وكثيرًا ما سمع مراسلو وكالة “فرانس برس” موسيقى قائمة أغانيه الشخصية تصدح من الفناء.
كما ثبّت ترمب علمين أميركيين ضخمين في حدائق البيت الأبيض، ومرآة عملاقة في رواق الجناح الغربي تُمكّن نجم تلفزيون الواقع السابق من رؤية نفسه وهو يغادر المكتب البيضاوي.
الحاجة لمساعدة خارجية
ويقول الملياردير ترمب إنه يمول هذه التحسينات من أمواله الخاصة. لكن خططه الأكبر ستحتاج إلى مساعدة خارجية.
وأعلن البيت الأبيض أن قاعة الحفلات الراقصة الجديدة المخطط لها في الجناح الشرقي بنهاية ولايته في كانون الثاني/ كانون الثاني 2029 سيتم تمويلها من جانب ترمب “ومانحين وطنيين آخرين”.
وعلى صعيد آخر يقول ترمب إنه يتوقع موافقة الكونغرس على تمويل مشروعه الضخم لتجميل واشنطن، والبالغة قيمته ملياري دولار.
وخلال زيارة إلى المملكة العربية السعودية في أيار/ أيار، أبدى ترمب إعجابه بـ”الروائع المتلألئة” في أفق المدينة، ويبدو أنه عازم على بناء عاصمته المتألقة.
لكن خطط ترمب لواشنطن تتضمن أيضًا نشر الحرس الوطني الذي هدد بإرساله كذلك إلى مدن أخرى مثل شيكاغو.
وعن وجود الجيش قال مرارًا إن الأميركيين “ربما يحبون أن يكون لديهم دكتاتور” وإن رفض اتهامات خصومه له بأنه يتصرف كدكتاتور. بل أن وجه ترمب نفسه يطل في شوارع واشنطن من خلال ملصقات ضخمة في وزارتي العمل والزراعة.
وقالت وزيرة العمل لوري تشافيز-ديريمر الثلاثاء في اجتماع وزاري: “سيدي الرئيس، أدعوك لرؤية وجهك الجميل الكبير على لافتة أمام وزارة العمل”.
واصل الاحتلال الإسرائيلي، الأربعاء، عدوانه بلا هوادة على قطاع غزة مخلفًا المزيد من الشهداء والجرحى، حيث استشهد ما لا يقل عن 60 فلسطينيًا بينهم 10 من ضحايا حرب التجويع.
وواصلت طائرات الاحتلال شن غارات جوية على مناطق عدة في قطاع غزة، حيث وثقت مقاطع مصورة لحظات قصف الاحتلال عددًا من المنازل في منطقة أبو اسكندر شمالي مدينة غزة ظهر الأربعاء، وضاعف الاحتلال استهدافاته لمناطق الشمال بعد تهديداته وفرضه التهجير على أهالي المنطقة.
شهداء في القصف والتجويع
وأعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع عدد ضحايا التجويع وسوء التغذية إلى 313 شهيدًا.
وسجلت الوزارة وفاة 10 أشخاص، بينهم طفلان، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، ليرتفع عدد الأطفال الذين استشهدوا بسبب التجويع وسوء التغذية إلى 119 طفلًا.
ووثقت مشاهد متداولة شن الاحتلال غارات عنيفة على حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة، حيث تظهر المشاهد قيام قوات الاحتلال بعمليات نسف واسعة للمباني وسط إطلاق نار كثيف.
وقصفت مدفعية جيش الاحتلال مناطق متفرقة في بلدة جباليا النزلة شمالي القطاع، كما نسفت مباني سكنية في جباليا النزلة.
“سقوط المدنيين مأساة إنسانية”
من جهته، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير، إن “إسرائيل تواجه معركةً متعددة الجبهات، والجيش مستعد للعمل في أي ساحة مجددًا”، حسب قوله.
وتابع زامير خلال جولة ميدانية قام بها في قطاع غزة، أن الجهد في هذه المرحلة يتركز على العمل داخل مدينة غزة، وحسم المعركة ضد حماس.
من ناحيته، أكّد المبعوث الأميركي الخاص لشؤون الشرق الأوسط ستيف ويتكوف أن سقوط المدنيين في غزة يمثل مأساةً إنسانية، مشيرًا إلى ضرورة وقف الحرب المستمرة.
وأشار إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيترأس الأربعاء اجتماعًا رفيعَ المستوى لمناقشة ما يُعرف بـخطة اليوم التالي للحرب في غزة، والتي تُركز على الترتيبات السياسية والإنسانية بعد توقف القتال.
وأوضح ويتكوف أنه زار قطاع غزة مرتين، حيث عبّر السكان عن امتنانهم لجهود الرئيس الأميركي في الملف الفلسطيني، حسب قوله.
“الانحياز لإسرائيل”
من جهتها، اتهمت حركة حماس الإدارة الأميركية بالانحياز لإسرائيل، قبيل اجتماع يعقده الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأربعاء في البيت الأبيض لبحث ما سيحدث في اليوم التالي لانتهاء الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ نحو عامين.
وعبّر القيادي في الحركة عزت الرشق في بيان صحافي عن “استغراب” الحركة لتصريحات أدلى بها المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف وحمل فيها حماس مسؤولية عرقلة مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة.
وقال الرشق: “لا يمكن فهم هذه المواقف إلا في سياق سياسة الانحياز الأميركي للاحتلال الفاشي، والغطاء الذي تمنحه الإدارة الأميركية لمجرم الحرب (بنيامين) نتنياهو لتمكينه من المضي في جريمة الإبادة الجماعية ضد المدنيين الأبرياء في قطاع غزة”.
“مجرد اجتماع سياسي”
إلى ذلك، قال مسؤول كبير بالبيت الأبيض إن ترمب ترأس الأربعاء اجتماعًا بشأن الحرب في غزة حضره رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير ومبعوث ترمب السابق للشرق الأوسط جاريد كوشنر.
وقال المسؤول لوكالة “رويترز”: إن ترمب وكبار المسؤولين في البيت الأبيض وبلير وكوشنر ناقشوا جميع جوانب ملف غزة، بما في ذلك زيادة تسليم المساعدات الغذائية وأزمة المحتجزين وخطط ما بعد الحرب.
ووصف المسؤول الجلسة بأنها “مجرد اجتماع سياسي”، من النوع الذي يعقده ترمب وفريقه بشكل متكرر.
وكان كوشنر، وهو زوج إيفانكا ابنة ترمب، مستشارًا رئيسيًا في البيت الأبيض في فترة ولاية ترمب الأولى في قضايا الشرق الأوسط. كما نشط بلير، الذي كان رئيسًا للوزراء خلال حرب العراق عام 2003، في قضايا الشرق الأوسط.
إنسانيًا، أكد المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” فيليب لازاريني، الأربعاء، أن مصير الفلسطينيين في قطاع غزة بات بين القتل قصفًا من الجيش الإسرائيلي والموت تجويعًا جراء الحصار.
وكتب لازاريني منشورًا عبر منصة “إكس”، بدأه بوسم “لا مكان آمن في غزة. لا أحد آمن”. وقال: إنه “بعد مرور ما يقرب من 700 يوم (منذ بدء الحرب)، لا يزال الناس يُقتلون ويُصابون مع تكثيف الجيش الإسرائيلي وتوسيعه لعملياته”.
وتابع: “تُقصف المستشفيات والمدارس والملاجئ ومنازل الناس يوميًا”.
و”يُقتل العاملون في المجال الصحي والصحافيون والعاملون في المجال الإنساني على نطاق لم يشهده أي صراع آخر في التاريخ الحديث”، كما أضاف.
مطالبة بتحقيق بشأن مجزرة مستشفى ناصر
في غضون ذلك، طالبت وزارة الخارجية الألمانية، الأربعاء، إسرائيل بإجراء تحقيق شامل حول الهجوم على مستشفى ناصر في مدينة خانيونس، جنوبي قطاع غزة.
جاء ذلك في مؤتمر صحافي للمتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية مارتن غايسه، بالعاصمة برلين.
وأكد غايسه، أن ألمانيا ترى أن التقرير الأول للجيش الإسرائيلي غير كافٍ، وأنه من الضروري القيام بتحقيق شامل لتحديد المسؤولين الحقيقيين عن الهجوم، مضيفًا أن “هذه الحادثة” تثير تساؤلات جدية للغاية ينبغي توضيح ملابساتها.
وردًا على سؤال حول استشهاد أكثر من 240 صحافيًا في غزة على يد إسرائيل منذ 7 تشرين الأول/ تشرين الأول 2023، قال غايسه، إن “عدد الصحافيين المقتولين في غزة مرتفع جدًا لدرجة لا يمكن تحملها”.
تعتبر ميريل ستريب واحدة من أساطير السينما الأميركية عبر تاريخها، فهي الممثلة الوحيدة على قيد الحياة التي حازت ثلاث جوائز أوسكار، كما أنها تحمل الرقم القياسي لأكبر عدد من الترشيحات للأوسكار في صفوف الممثلين مع 21 ترشيحًا.
لكنّ للرئيس الأميركي دونالد ترمب رأيًا آخر، فبعد أن هاجمته في حفل غولدن غلوب عام 2017 عقب فوزه بالانتخابات الرئاسية عام 2016، رأى ترمب أن ستريب “واحدة من أكثر الممثلات المبالغ في تقديرهن في هوليوود“، واصفًا إياها بخادمة هيلاري كلينتون.
ولم يكن هذا شأن كثيرين من نقّاد السينما عبر العالم، ولا الرئيس الأسبق باراك أوباما الذي قلّدها في تشرين الثاني/ تشرين الثاني 2014 ميدالية الحرية الرئاسية، وهي أعلى وسام مدني أميركي، فقد أعرب عن إعجابه بلا حدود بموهبتها قائلًا: “لقد سبق أن قلت ذلك علنًا: أنا احب ميريل ستريب. أحبها. زوجها على علم ذلك. وميشال تعرف ذلك. ولا يسعهما القيام بأي شيء حيال ذلك”.
أوباما يقلد ستريب ميدالية الحرية الرئاسية عام 2014-غيتي
عُرف عن ستريب انخراطها النشط في القضايا العامة، من الانحياز للمرشحين الديمقراطيين للرئاسة الأميركية إلى أوضاع النساء في أفغانستان، مرورًا بقضايا الحريات عبر العالم، وأوضاع العاملين في هوليوود.
ولكنّ الممثلة التي تدين بشهرتها المدوية إلى فيلم “خيار صوفي” الذي أدت دور البطولة فيه عام 1982، ويتناول الأزمة الوجودية لامرأة بولندية تساق إلى المعتقلات النازية مع ابنيها في أربعينيات القرن الماضي، لم يُعرف لها أي موقف على الإطلاق بخصوص الصراع الأكبر في الشرق الأوسط، ولم يصدر عنها أي موقف مؤيد أو مندّد بإسرائيل أو الفلسطينيين.
ستريب و”المسألة اليهودية”
وأثار موقف وحيد لها عام 2017 جدلًا حول ما إذا كانت ستريب مؤيدة لإسرائيل أم معادية لها، ففي كلمة ألقتها في حفل توزيع جوائز غولدن غلوب في كانون الثاني/ كانون الثاني من ذلك العام، شنت الحائزة على ثلاث جوائز أوسكار هجومًا عنيفًا على الرئيس المنتخب آنذاك دونالد ترمب.
وقالت إن هوليوود ستفرغ من المواهب لو نفذ ترمب أجندته المتشدّدة إزاء المهاجرين، مشيرة إلى أصول عدد من نجوم السينما الأميركية، ومنهم الممثلة الإسرائيلية- الأميركية ناتالي بورتمان التي قالت ستريب إنها من القدس وليس من إسرائيل، ما أثار غضب عدد من مناصري إسرائيل الذين اتهموها بمعاداة السامية.
هاجمت ستريب موقف ترمب المتشدد من المهاجرين-غيتي
وفي كلمتها تلك، هاجمت ستريب الرئيس الأميركي المنتخب دون أن تذكره بالاسم لتهكمه على صحفي معاق أثناء حملته الانتخابية، قائلة إن ذلك أصابها بالذهول وفطر قلبها.
وكانت ستريب تشير إلى واقعة حدثت عام 2015 عندما أشاح ترمب بذراعيه وغيّر نبرة صوته، مقلدًا فيما يبدو الصحافي سيرج كوفاليسكي من صحيفة نيويورك تايمز الذي يعاني من إعاقة حركية.
وفي هجومها، ذكرت ستريب أن “هوليود تمتلئ بالأجانب، إذا طردتهم جميعًا لن تجد ما تشاهده سوى كرة القدم”، مشيرة إلى عدد من نجوم هوليوود المتحدرين من أصول أجنبية، قائلة: “الجميلة روث نيغا ولدت في أديس أبابا ونشأت في إيرلندا. ريان غوزلينغ، مثل كل الناس الرائعين، كندي. وديف باتل ولد في كينيا، ونشأ في لندن، وهنا يلعب دور الهندي الذي ترعرع في تسمانيا”.
وقالت “ولدت سارة بولسون في ولاية فلوريدا. وُلدت إيمي آدامز في إيطاليا، وولدت ناتالي بورتمان في القدس. فأين هي شهادات ميلادهم؟”.
وبسبب إشارتها إلى القدس وليس إسرائيل فيما يتعلق بأصول بورتمان، هاجم مغردون ستريب عبر “تويتر” (إكس لاحقًا)، واتهموها بمعاداة إسرائيل والسامية أيضًا.
“هولوكست” و”خيار صوفي”
كان مستغربًا توجيه اتهامات كهذه إلى ستريب التي وصفتها مواقع إسرائيلية باليهودية على نحو ما، فالممثلة التي بدأت مسيرة احترافها السينمائي بفيلم جوليا (1977) تدين بشهرتها إلى الدراما التلفزيونية القصيرة Holocaust The Story of the Family Weiss” “هولوكست.. قصة عائلة وايس” التي أنتجت عام 1978، وبُثت على قناة NBC على خمس حلقات، إضافة إلى فيلم Sophie’s Choice “خيار صوفي” وهو من إنتاج عام 1982، ونالت عليه الأوسكار الثانية في حياتها.
قدمت ستريب عددا من الادوار التي تتناول حقبة الهولوكست-غيتي
في “هولوكست” يتم تسليط الضوء على المحرقة من خلال عائلة فايس اليهودية التي تعيش في برلين، وتؤدي ستريب في المسلسل دور إنغا المسيحية المتزوجة من أحد أبناء العائلة،
يتناول المسلسل حياة هذه العائلة ويتطرق من خلالها إلى الأحداث الكبرى التي وقعت ليهود ألمانيا، ومنها ما تسمى “ليلة الزجاج المكسور”، وهو وصف لليلة شهدت سلسلة اعتداءات نازية عام 1938 على يهود ألمانيا وممتلكاتهم.
أما فيلمها الشهير الذي تجلّت فيها موهبتها الفذة “خيار صوفي”، فيدور حول مهاجرة بولندية كاثوليكية تعيش في بروكلين، ويرصد علاقتها العاطفية العاصفة والمتقلبة مع صديقها اليهودي الأميركي وأحد الكتّاب الذي يعيش معهما في منزل واحد.
وتتكشف الأحداث عن تعقديات حياة صوفي خلال الحقبة النازية، وانتحارها لاحقًا مع صديقها.
صورة تعود الى عام 1943 لاعتقال يهود في بولندا-غيتي
وفي واحد من مشاهد الفيلم الذي يعرض أجزاء من ماضي صوفي في الحقبة النازية، تظهر صوفي في صف طويل من اليهود الذين يفترض أن يُرسلوا إلى ما تسمى معسكرات الموت، وهي ترد على أسئلة أحد الضباط النازيين.
وعندما تخبره أنها بولندية وليست يهودية يطلب منها أن تختار أحد ابنيها (ولد وبنت) لإرساله إلى معسكرات الموت بدل إرسال الاثنين، فترتبك، وقبل أن تختار أحدهما يقوم الجنود بانتزاع طفليها منها وأخذهما إلى القطار المتجه إلى المعسكرات.
الهولوكست.. وطوابير غزة
يتجلّى أداء ستريب في هذا المشهد بتعبيرها عن مشاعر متناقضة ومتصارعة في الوقت نفسه، وفي تعابير وجهها أكثر من حركة جسدها، وهو تعبير يوحي بالاستسلام والصمت من جهة وبالصراع الداخلي العنيف من جهة أخرى، وبأقل قدر ممكن من اللجوء إلى الكلمات.
وفيه نشاهد ما سيصبح تناولًا كلاسيكيًا على صعيد الصورة للهولوكست، من خلال الحشود المتدافعة والخائفة أمام أعين الضباط النازيين، وهو مشهد يكاد يتكرر يوميًا في قطاع غزة الذي يشهد عدوانًا وحشيًا منذ 7 تشرين الأول/تشرين الأول 2023.
توزيع المساعدات الذي تحول إلى مصائد للموت في قطاع غزة – غيتي
ومنذ أيار/أيار الماضي، تعرض شاشات التلفزة مشاهد مؤلمة جدًا لمئات الفلسطينيين في طوابير مهينة خلال توجههم إلى منافذ المساعدات التي تقوم بتوزيعها مؤسسة غزة الإنسانية، في عملية وصفتها المنظمات الأممية بمصائد الموت، حيث يتعرّض طالبو المساعدات لإطلاق الرصاص من الجيش الإسرائيلي الذي يقف أفراده على بعد أمتار فقط من الطريق الذي يسلكه طالبو المساعدات.
لكن مشهدًا كهذا، وهو يتكرر كثيرًا وبشكل شبه يومي على القنوات الإخبارية، لم يستوقف الممثلة الأميركية الشهيرة التي تدين بثاني أوسكار لها إلى مشهد يعود إلى أربعينات القرن الماضي، لكنه شبيه بما يحدث في قطاع غزة، حيث ثمة ضحية واحدة لفائض القوة والعنصرية في الحقبتين النازية والإسرائيلية.
ويتمثل في مشاهد الطوابير المهينة للمدنيين العزل، وهم يساقون إلى حتفهم، وليس ثمة من خيار لهم سوى ما يقرره من يحوز القوة في الحالتين.
لماذا تتجاهل ستريب أطفال غزة؟
لا يعرف ما إذا كان تجاهل ستريب للأوضاع الإنسانية الكارثية في قطاع غزة التي أثارت كثيرًا من ردود الفعل المتعاطفة مع الفلسطينيين من زملائها في هوليوود عائدًا إلى نقص في الحساسية الأخلاقية لبطلة “خارج أفريقيا”، أو إلى حرصها على عدم التورط في قضية بالغة التعقيد قد تضع أي منحاز فيها لأحد الطرفين في مرمى الانتقادات، وربما التعرّض لعقوبات غير معلنة من شركات صناعة السينما الأميركية، خاصة إذا أعلن موقفًا مندّدًا بإسرائيل ومتعاطفًا مع المدنيين الذين يتعرضون للقتل في قطاع غزة.
ولا يُعتقد أن ثمة نقصًا فادحًا وشائنًا في الحساسية الأخلاقية لستريب إزاء قضايا كثيرة في العالم، فقد عُرفت ستريب بمواقف مناصرة للحريات والمساواة ومنددة بالعنصرية ومعاداة الأجانب والمهاجرين.
ولم تتردد كثيرًا في تشرين الأول/تشرين الأول 2021 في التوقيع على عريضة موجهة للرئيس الإيراني، أطلقتها منظمة “بن أميركا”، للإفراج عن ثلاثة كتاب إيرانيين (رضا خندان مهابادي وكيفان باجان وباكتاش أبتين) كانت تحتجزهم السلطات بسبب كتاباتهم ودفاعهم عن حرية التعبير، بحسب المنظمة.
كما لم تتردد أيضًا في آب/آب 2023 في التبرع بمليون دولار، بالإضافة لزملاء آخرين لها، لدعم الممثلين الأميركيين المضربين في أعقاب الحركة الاحتجاجية التي أطلقها كتّاب السيناريو للمطالبة بتحسين الأجور، وبضمانات بشأن استخدام الذكاء الاصطناعي.
ستريب في جلسة للأمم المتحدة مخصصة لأوضاع النساء في أفغانستان – غيتي
أما في أيلول/أيلول 2024 فلم تجد حرجًا في شن هجوم عنيف على حركة طالبان بعد فرضها قوانين جديدة تمنع أصوات النساء في الأماكن العامة، والنظر مباشرة إلى الرجال الذين لا تربطهن بهم صلة دم أو زواج.
وخلال مشاركتها في جلسة للتوعية بحقوق المرأة الأفغانية في مقر الأمم المتحدة، قالت ستريب إن “القطط تتمتع بحرية أكبر من النساء في أفغانستان”.
وأضافت: “اليوم في كابول تتمتع القطة الأنثى بحرية أكبر من المرأة، يمكن للقطة أن تجلس على عتبة منزلها وتشعر بأشعة الشمس على وجهها، وقد تطارد سنجاباً في الحديقة”، وقالت: “قد يغني الطائر في كابول، ولكن لا يجوز للفتاة أن تغني في الأماكن العامة”.
ستريب وفضيحة واينستين
إذا لم يكن تجاهل ستريب الأوضاع المأساوية في غزة عائدًا إلى نقص في الحساسية الإنسانية لديها، فربما يكون انحيازًا مضمرًا لجانب دون آخر من الصراع، متقنّعًا بمزاعم الحيادية في خضم الأزمات الكبرى التي قد تعرّض من يتخذ موقفًا منها إلى خسائر فادحة.
وربما يكشف موقف ستريب من قضية التحرش الجنسي في هوليوود (قضية المنتج هارفي واينستين) جزءًا مما يمكن وصفها تكتيكات ستريب لتجنّب الخسارة جرّاء اتخاذ موقف من قضايا شائكة.
اتهمت ستريب بعدم اتخاذ موقف من المنتج واينستين المتهم بالتحرش-غيتي
انضمت ستريب في مطلع 2018 إلى نحو 300 ممثلة وكاتبات سيناريو ومخرجات وشخصيات أخرى في إطلاق مشروع يسمى “تايمز آب” لمكافحة التحرش الجنسي في هوليوود ومهن أخرى.
وظهر المشروع في أعقاب فضيحة واينستين، لكن ستريب التي شاركت في إطلاق المشروع كانت هدفًا لاتهامات كثيرة بالتواطؤ، وبأنها كانت على علم بتصرفات واينستين الذي اتهمته أكثر من مئة امرأة بالتحرش والاغتصاب، وبأنها كذبت حول ما تعرفه بشأن الفضيحة.
وكانت ستريب بطلة الكثير من الأفلام التي أنتجها واينستين الذي وصفته عام 2012 أنه “إله”.
وأصبحت ستريب في مرمى الاتهامات في تشرين الأول/تشرين الأول 2017، بعد الكشف عن الاتهامات التي طالت واينستين رئيس استوديوهات “ميراماكس” سابقًا.
ورغم أن ستريب أكدت أنها “مصدومة” بالاتهامات التي وجهت إليه وأنها لم تكن أبدًا على علم بها، إلا أن كثيرًا من الناشطات في حركة “مي تو” (أنا أيضًا) اعتبرن أن دفاع ستريب لا يتمتع بالمصداقية، وخاطبت الممثلة روز ماكغاون وهي إحدى ضحايا المفترضات لواينستين، ستريب قائلة “صمتك هو المشكلة.. أحتقر نفاقك”.
كما ظهرت ستريب في ملصقات للفنان سابو في لوس أنجلوس الى جانب هارفي واينستين، فيما كتب على عيني الممثلة “كانت تعرف”.
وأظهر استطلاع رأي أجراه جيتندر سيديف وهو مستطلع آراء متخصص بالمشاهير، أن 58 % من الأشخاص الذين استطلعت آراؤهم حول قضية واينستين “كان لديهم شعور سلبي” تجاه ستريب منذ نفيها في البداية معرفتها بما كان يحصل.
موهبة مبكرة وبدايات لافتة
ولدت ميريل ستريب واسمها الأصلي ماري لويز ستريب، عام 1989 في نيوجيرسي لأب يعمل في مجال الأدوية وأم تعمل في مجال النقد الفني.
ظهرت موهبة ستريب مبكرًا. وخلال سنوات دراستها الأولى شغفت بالمسرح، وقدمت عدة أدوار على خشبة المسرح المدرسي، كما تلقت دروسًا في الأوبرا، وكانت ترغب في التوجه للغناء لا التمثيل.
ميريل ستريب وداستين هوفمان في “كرايمر ضد كرايمر”-غيتي
حصلت ستريب على البكالورويس في الآداب والماجستير في الفنون الجميلة من جامعة ييل عام 1975، قبل أن تحترف التمثيل وتظهر في أول أفلامها “جوليا” إلى جانب جين فوندا وفينيسيا ريدغريف عام 1977.
وبعد سنتين فقط حازت أول جائزة أوسكار أفضل ممثلة في دور ثانوي عام 1980، عن دورها في فيلم “كرايمر ضد كرايمر” مع داستين هوفمان الذي أُنتج عام 1979.
وكانت ستريب على موعد مع أوسكار أفضل ممثلة رئيسية عام 1983 عن دورها في “خيار صوفي” الذي أُنتج عام 1982.
وحصلت على ثالث جائزة أوسكار عام 2012 عن دورهها في “آيرون ليدي” الذي يتناول حياة رئيسة الوزراء البريطانية مارغريت تاتشر.
وبالإضافة إلى المسلسل التلفزيوني “هولوكست” وفيلم “جوليا” لفتت ستريب الأنظار في هوليوود في عدد كبير جدًا من الأفلام، بدءًا من “ذي دير هانتر” (صائد الغزلان) عن حرب فيتنام، و”كرايمر ضد كرايمر” و “خيار صوفي” و”خارج أفريقيا” و”جسور مقاطعة ماديسون” و”الشيطان يرتدي برادا” و “ماما ميا”، وغير ذلك من أفلام كرّستها واحدة من أعظم المواهب في تاريخ هوليوود.