ومن المتوقع أن تحضر “ديم” كارين بيرس الفعالية التي ستُقام في قلعة وندسور في منتصف أيلول، ضمن الوفد الأمريكي، فيما قد يُنظر إلى هذه الخطوة على أنها تحد لسلطة اللورد ماندلسون، السفير البريطاني الحالي لدى الولايات المتحدة، وفق صحيفة “التلغراف”.

وسيتواجد اللورد ماندلسون في قائمة الضيوف البريطانيين، حيث من المقرر أن يحضر العشاء نحو 160 شخصا، يشملون عادة أفراد العائلة المالكة، وكبار السياسيين، وشخصيات عامة ذات صلة بالدولة المضيفة.

وكانت كارين بيرس، التي أصبحت المبعوثة الخاصة للمملكة المتحدة إلى منطقة البلقان الغربية في شباط 2025، شخصية محبوبة في واشنطن، مقربة من إدارة ترامب، ووُصفت بأنها واحدة من قلة قليلة من الوسطاء الجديرين بالثقة بين الحكومة البريطانية والإدارة الأمريكية.

وقال مصدر لصحيفة “التلغراف” إنها لا تزال تُعتبر “إحدى أهم الأصول الدبلوماسية للمملكة المتحدة”.

ويُشار إلى أن البيت الأبيض كان يأمل في استمرار ديم كارين في منصبها كسفيرة حتى فترة طويلة من ولاية ترامب الثانية، للمساعدة في تسهيل العلاقات مع الحكومة البريطانية.

إلا أنه تم تعيين اللورد ماندلسون – الذي كان قد انتقد ترامب علنا، ووصفه بأنه خطر على العالم و”ليس إلا قوميا أبيض” – بدلا منها.

ولم تُثر هذه الخطوة إعجاب كبار المسؤولين في البيت الأبيض، الذين قيل إنهم اكتشفوا هوية السفير الجديد عبر تسريب صحفي، بدلا من إبلاغهم مباشرة من قبل فريق السير كير ستارمر.

ووصف مستشار حملة ترامب، كريس لاكيفيتا، التغيير علنا بأنه استبدال “سفير محترف يحظى باحترام عالمي” بـ”أحمق مطلق”.

ومع ذلك، تمكن اللورد ماندلسون لاحقا من كسب تأييد دوائر داعمة لترامب، وفاز بثقة العديد من الشخصيات الأساسية في الإدارة الأمريكية. وقد اختفت تصريحاته السابقة عن الرئيس، وحلّ محلها أسلوب دبلوماسي ناجح ساعد في إبرام أول اتفاق تجاري تاريخي مع الولايات المتحدة.

وخلال زيارته الأولى للمكتب البيضاوي، أشاد به ترامب قائلا إنه “رجل وسيم”، وهو مجاملة عادة ما يوجهها ترامب لحلفائه المفضلين.

كما تم تكريم اللورد ماندلسون بلوحة تذكارية من قبل نخبة حركة “لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا” (MAGA) في مطعم “باتروورث” الفرنسي العصري، الذي أصبح وجهة رئيسية لقيادات الجمهوريين في واشنطن.

وحضر حلفاء رئيسيون للرئيس، منهم مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي كاش باتيل، ووزير الخزانة سكوت بيسنت، ووزير التجارة هوارد لوتنيك، حفلات أُقيمت في مقر إقامة السفير البريطاني.

ويُفهم أن فريق ترامب أبلغ رئيس الوزراء شخصيا، خلال زيارة السير كير الأخيرة إلى واشنطن، بعزمهم دعوة ديم كارين.

وقد وصفت “التلغراف” ديم كارين سابقا بأنها “دبلوماسية شديدة الذكاء… تحب الشمبانيا وترتدي الكعب العالي وتُزيّن نفسها بالريش”، مؤكدة أنها “تسيطر دائما على جميع ملفاتها”.

وشغلت منصب سفيرة المملكة المتحدة لدى الولايات المتحدة من عام 2020 حتى شباط 2025، بعد أن كانت المندوبة الدائمة للمملكة المتحدة لدى الأمم المتحدة.

ويُفهم أن ترامب وفريقه يرغبون في استمرار مشاركتها في تعزيز العلاقات بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة، تقديرًا لخبرتها ورؤيتها.

ونقلت “التلغراف” عن مصدر: “الرئيس لطالما رأى في كارين إحدى أعظم أصول المملكة المتحدة، وقد أصبح مقربا منها على مدى سنوات عديدة، لذا كان من الطبيعي أن تكون بجانب بيتر في زيارته الرسمية الثانية”.

ويجري التحضير للزيارة الرسمية الأمريكية على قدم وساق، إذ من المقرر أن يستضيف الملك ترامب والسيدة الأولى في قلعة وندسور.

وستكون هذه ثاني مناسبة رسمية تُقام في وندسور هذا العام، بعد زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزوجته بريجيت في وقت سابق.

ومن المقرر أن يبيت ترامب وزوجته ميلانيا في القلعة، بينما سيحضر فريقه مأدبة العشاء التي سيلقي خلالها كل من الملك والرئيس خطابين.

وعادة ما يحضر جميع كبار أفراد العائلة المالكة هذه الفعالية، ويتبادل رؤساء الدول خطابات ودية وغير رسمية تؤكد الاحترام المتبادل بين البلدين.

ويُتبع في هذه المناسبة التقليد الذي وضعته الملكة إليزابيث الثانية، مع بعض الإضافات من قبل الملك الحالي، مثل وجود خبير مشروبات يبتكر كوكتيلا خاصا مستوحى من التقاليد الغذائية للدولة المضيفة.

وكلّف الموظفون الحكوميون بتنظيم فعالية ترتقي إلى توقعات ترامب لهذه الزيارة الرسمية الثانية “غير المسبوقة”، والتي وصفها بأنها “احتفال”.

وكان ترامب قد استُضيف في عام 2019 من قبل الملكة الراحلة في أول زيارة رسمية، حيث حطّت مروحية “مارين وان” في حديقة قصر باكنغهام، وأشاد ترامب حينها بـ”الصداقة الأبدية” بين البلدين.

ويُفهم أن السيدة ميلانيا ترامب تشارك عن قرب في التخطيط لهذه الزيارة، علما أن قائمة الضيوف الكاملة تُكشف عادةً خلال المأدبة نفسها.

المصدر: “التلغراف”