ترامب يدرس توجيه ضربات عسكرية لفنزويلا.. ومادورو يتوعد بـ”الكفاح المسلح”

ترامب يدرس توجيه ضربات عسكرية لفنزويلا.. ومادورو يتوعد بـ”الكفاح المسلح”

ذكرت قناة “سي أن أن” يوم الجمعة نقلاً عن عدة مصادر أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يدرس خيارات لتنفيذ ضربات عسكرية تستهدف عصابات مخدرات تنشط في فنزويلا، منها ضربات محتملة داخل البلاد. ومن شأن توجيه ضربات داخل فنزويلا أن يمثل تصعيداً كبيراً في التوتر بين الولايات المتحدة والدولة الواقعة في أميركا الجنوبية.

وفي وقت سابق من الأسبوع، ضرب الجيش الأميركي قارباً من فنزويلا في جنوب البحر الكاريبي، ما أدى إلى مقتل 11 شخصاً، وهو ما عزاه ترامب إلى أنه كان ينقل مواد مخدرة محظورة. وذكرت “سي أن أن”، أن الضربة كانت مجرد بداية لجهود أكبر بكثير لتخليص المنطقة من نشاط تهريب المخدرات وربما إزاحة الرئيس الفنزويلي اليساري نيكولاس مادورو من السلطة.

ورداً على سؤال يوم الجمعة عما إذا كانت الولايات المتحدة تتطلع إلى تغيير النظام في فنزويلا، قال ترامب لصحافيين: “لا نتحدث عن ذلك، لكننا نتحدث عن حقيقة أنكم أجريتم انتخابات أقل ما توصف به أنها كانت غريبة للغاية”.

مادورو: مستعدون للتحول إلى “الكفاح المسلح”

وقال الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الجمعة، إن كاراكاس مستعدة للتحول من “مرحلة سياسية” إلى “مرحلة كفاح مسلح” في حالة تعرضها لهجوم أميركي. وقال في تصريحات بثتها شبكة “في تي في” الحكومية: “نحن حالياً في مرحلة سياسية، لكن إذا تعرضت فنزويلا لهجوم بأي شكل من الأشكال، سندخل مرحلة كفاح مسلح”.

وتابع مادورو: “يجب على حكومة الولايات المتحدة التخلي عن خطتها لتغيير النظام بالعنف في فنزويلا وفي جميع أنحاء أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي”، داعياً واشنطن إلى احترام “السيادة والحق في السلام والاستقلال” لدول هذه المناطق.

وكانت تقارير إعلامية أميركية قد أفادت يوم أمس الجمعة، بأن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أمرت بنشر طائرات مقاتلة إلى بورتوريكو. وذكرت وسائل إعلام، نقلاً عن مسؤول في وزارة الدفاع ومصادر مطلعة، قولهم إن نشر 10 طائرات من طراز “إف-35” يستهدف المساعدة في مكافحة عصابات المخدرات.

وأعلن البنتاغون على منصة “إكس” في وقت متأخر من مساء الخميس، أن طائرتين عسكريتين من فنزويلا حلقتا بالقرب من سفينة تابعة للبحرية الأميركية. وكانت السفينة في المياه الدولية. وقال المنشور: “هذه الخطوة الاستفزازية كان الهدف منها التدخل في عملياتنا لمكافحة المخدرات والإرهاب”. وحذرت وزارة الدفاع الأميركية فنزويلا من القيام بأي محاولات أخرى لعرقلة العمليات العسكرية الأميركية لمكافحة المخدرات.

وارتفع مستوى التوتر في الأيام الأخيرة مع إعلان البنتاغون أن طائرتين عسكريتين فنزويليتين حلقتا الخميس فوق سفينة تابعة للبحرية الأميركية، محذراً كراكاس من أيّ تصعيد إضافي بعد هذه الخطوة “الاستفزازية للغاية”. وقال مادورو إن “التقارير الاستخباراتية التي قدموها (لترامب) غير صحيحة. فنزويلا اليوم بلد خالٍ من إنتاج أوراق الكوكا والكوكايين، وهو بلد يحارب الاتجار بالمخدرات”. وأضاف: “فنزويلا كانت دائماً مستعدة للتحدث والانخراط في الحوار، لكننا نطالب بالاحترام”. وشدد على أن الخلافات مع الولايات المتحدة لا ينبغي أن تؤدي إلى صراع عسكري، وذلك بعدما هدد ترامب بإسقاط الطائرات الفنزويلية إذا شكّلت تهديداً للقوات الأميركية. وصرح مادورو بأنه “لا ينبغي أن يؤدي أي خلاف مع الولايات المتحدة إلى صراع عسكري. لا مبرر له”.

(رويترز، فرانس برس، أسوشييتد برس، العربي الجديد)

الجمهوريون يدعمون حاكم ديمقراطي سابق لمنافسة ممداني على نيويورك

الجمهوريون يدعمون حاكم ديمقراطي سابق لمنافسة ممداني على نيويورك

نقلت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، الجمعة، عن أربعة أشخاص مطلعين قولهم إنّ مستشارين للرئيس الأميركي دونالد ترامب يخططون لترشيح عمدة مدينة نيويورك الحالي الديمقراطي إريك آدامز سفيراً في المملكة العربية السعودية، في محاولة لإنهاء حملته المتعثرة ولإفساح الطريق أمام حاكم نيويورك السابق أندرو كومو لمنافسة الفائز بالانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي زهران ممداني. 

وفاز ممداني، في حزيران/ حزيران الماضي، بترشيح الحزب الديمقراطي في الانتخابات التمهيدية للحزب في مواجهة عدد من المرشحين، على رأسهم أندرو كومو، الحاكم السابق الذي حظي بتأييد كبار المال والسياسة، ويعني فوزه أن طريقه سيكون سهلاً في الانتخابات على المنصب في هذه المدينة التي تصوت دائماً للديمقراطيين، ورغم ذلك، يسعى أندرو كومو للترشح مستقلاً مدعوماً من بعض قيادات الحزب الذين لا يفضلون رسالة ممداني التي لا تدعم إسرائيل، والذي يصف نفسه بأنه اشتراكي. كما أطلق عمدة المدينة الحالي إريك آدامز حملة مستقلة للترشح ضد ممداني.

وتهاجم الإدارة الأميركية الحالية الجمهورية المرشح الديمقراطي المسلم زهران ممداني، ولا تمانع العمل مع ديمقراطيين لمنع فوزه في الانتخابات، كما يواصل عدد من قيادات الحزب الديمقراطي، على رأسهم زعيما الأقلية بمجلسي النواب والشيوخ حكيم جيفريز وتشاك شومر، رفض تأييدهم لزهران ممداني لعدة أسباب، على رأسها تعريفه ما تقوم به إسرائيل في غزة بأنه “إبادة جماعية” ورفضه زيارة إسرائيل عقب فوزه بالانتخابات خلافاً للمرشحين السابقين الذين خسروا أمامه في الانتخابات التمهيدية.

وأشارت “نيويورك تايمز” إلى أن رئيس المجلس التشريعي لمدينة نيويورك كارول هيستي يمتنع حتى هذه اللحظة عن تأييد زميله بسبب إسرائيل، وأنه طلب منه بذل مزيد من الجهد لتهدئه زملائه الذين يعارضون موقفه، ونقلت عن مشرعين وجماعات ضغط أن تردده نابع من إحباط المشرعين وجماعات الضغط بسبب انتقاده الصريح لإسرائيل. من جانبه، يفند ممداني دائماً أي هجوم واتهام بمعاداة السامية، ويركز على انتقاد الحكومة الإسرائيلية وعلى أنه سيتولى حماية الجالية اليهودية الكبيرة في مدينة نيويورك، كما تحدث مراراً وتكراراً عن توسيع جهود المدينة لمكافحة معاداة السامية حال انتخابه.

والتقى عمدة نيويورك إريك آدامز بمستشار ترامب ستيف ويتكوف في وقت سابق هذا الأسبوع، وتحدث مع مقربين منه، غير أن الصحيفة أشارت إلى أن النتيجة غير واضحة بشأن ما إذا كانت الإدارة ستتبع هذا المسار، وأن آدامز ينتظر ليرى موقف البيت الأبيض وويتكوف والعرض الرسمي الذي سيتم تقديمه.

وولد ممداني (33 عاماً) لأبوين مهاجرين؛ أب أوغندي وأم هندية، وحصل على الجنسية الأميركية عام 2018، وحفز انضمامه إلى الحزب الديمقراطي القاعدة التقدمية والشباب في مواجهة القاعدة التقليدية للحزب. كما واجه ممداني، الذي قد يصبح أول عمدة مسلم لمدينة نيويورك في تاريخها، اتهامات بمعاداة السامية بعد رفضه التنديد بعبارة “عولمة الانتفاضة”.

“عواقب وخيمة تنتظر”.. رسالة مصرية عاجلة إلى ترامب بشأن غزة

“عواقب وخيمة تنتظر”.. رسالة مصرية عاجلة إلى ترامب بشأن غزة

حث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على القيام بدور حاسم لتحقيق السلام بالشرق الأوسط وتحويل مأساة قطاع غزة إلى فرصة للمصالحة.

جاء ذلك في مقال لوزير الخارجية المصري بعنوان “عند مفترق طرق في غزة: لماذا يعد اتفاق وقف إطلاق النار لحظة فارقة؟” نشرته مجلة “واشنطن إكزامينر” الأمريكية، وجه من خلاله رسالة إلى ترامب، تحذر من “عواقب وخيمة” حال استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وقال عبد العاطي إننا نقف اليوم عند مفترق طرق محوري في حرب إسرائيل على غزة “إما إنهاؤها أو استمرارها لفترة غير محددة، وهذا قد تترتب عليه عواقب وخيمة”.

وأبرز وزير الخارجية المصري الدور المحوري لمصر في جهود الوساطة لتحقيق وقف إطلاق نار في غزة، داعيا إلى تحقيق الاستفادة من الاقتراح المصري-القطري لوقف القتال.

وأشار عبد العاطي إلى أن مصر تقود جهودا مكثفة على مسارين: الأول، التوسط لتحقيق وقف إطلاق نار مستدام، والثاني، ضمان استمرار تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة ودعم إعادة إعمار القطاع بعد توقف القتال.

وأكد أن اقتراح وقف إطلاق النار المقدم من مصر وقطر يوفر فرصة تاريخية لإنهاء الصراع، حيث يتضمن هدنة لمدة 60 يومًا تهدف إلى تهيئة الظروف لتفاوض من أجل وقف دائم للأعمال العدائية، يشمل الاقتراح إطلاق سراح 10 رهائن إسرائيليين، واسترجاع جثث 18 من القتلى، وإطلاق سراح سجناء فلسطينيين من السجون الإسرائيلية، إلى جانب تقديم مساعدات إنسانية وطبية عاجلة للفلسطينيين الذين يعانون من أزمة إنسانية “مروعة”.

وأشار عبد العاطي إلى زيارته الأخيرة لمعبر رفح، وأنه استمع إلى شهادات من العاملين في المجال الإنساني وسائقي الشاحنات، الذين أكدوا وجود تأخيرات وعراقيل متعمدة من الجانب الإسرائيلي في إدخال المساعدات.

وأوضح أن آلاف الشاحنات المحملة بالإمدادات الإنسانية الحيوية محتجزة عند الحدود، بينما يبقى الجانب المصري من المعبر مفتوحًا دائمًا، متهما إسرائيل بفرض إغلاق على الجانب الفلسطيني من المعبر، مما يفاقم الأزمة الإنسانية ويسهم في “مجاعة من صنع الإنسان”، كما أكدت تقارير الأمم المتحدة ووكالاتها.

كما أعلن عبد العاطي عن خطط مصر لاستضافة مؤتمر دولي في القاهرة لمناقشة إعادة الإعمار والتعافي المبكر في غزة بمجرد التوصل إلى وقف إطلاق نار، وأوضح أن هذا المؤتمر سيعتمد على خطة ثلاثية المراحل أقرتها القمة العربية في آذار 2025، تهدف إلى إعادة بناء غزة مع ضمان بقاء الفلسطينيين في أراضيهم، ورفض أي مخططات للتهجير القسري.

المصدر: واشنطن إكزامينر

ترامب: أوروبا ضربت شركة أمريكية عظيمة وأخذت أموالا كانت ستذهب إلى الاستثمارات والوظائف الأمريكية

ترامب: أوروبا ضربت شركة أمريكية عظيمة وأخذت أموالا كانت ستذهب إلى الاستثمارات والوظائف الأمريكية

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إن أوروبا ضربت اليوم شركة غوغل الأمريكية العظيمة، بغرامة قدرها 3.5 مليار دولار.

وأضاف ترامب أن أوروبا أخذت بشكل فعال الأموال التي كانت ستذهب إلى الاستثمارات والوظائف الأمريكية.

وصرح الرئيس الأمريكي بأن هذه الغرامة تضاف إلى العديد من الغرامات والضرائب الأخرى التي تم إصدارها ضد غوغل وشركات التكنولوجيا الأمريكية الأخرى، على وجه الخصوص.

وشدد ترامب على أن “هذا غير عادل للغاية وأن دافعي الضرائب الأمريكيين لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمامه”، مؤكدا أن إدارته لن تسمح بهذه الأفعال التمييزية.

وأشار في السياق إلى أن شركة أبل مثلا اضطرت إلى دفع 17 مليار دولار في غرامة، لم يكن ينبغي فرضها.

وأوضح الرئيس الأمريكي أنه يجب استرداد أموال الشركات الأمريكية.

وذكر ترامب أنه وبالإضافة إلى الحقيقة التي نشرتها سابقا بشأن غوغل، دفعت الشركة الأمريكية سابقا 13 مليار دولار في مطالبات ورسوم كاذبة بما مجموعه 16.5 مليار دولار.

ودعا ترامب الاتحاد الأوروبي إلى وقف هذه المآذارات ضد الشركات الأمريكية على الفور.

وفرضت المفوضية الأوروبية، يوم الجمعة، غرامة مالية ضخمة بقيمة 2.95 مليار يورو (ما يعادل 3.5 مليار دولار) على شركة غوغل الأمريكية.

ويأتي هذا القرار بسبب انتهاك “غوغل” لقواعد المنافسة العادلة داخل السوق الأوروبية، من خلال تفضيل خدماتها الإعلانية الرقمية الخاصة على حساب المنافسين.

وتعد هذه الغرامة الرابعة التي تفرضها المفوضية على عملاق التكنولوجيا الأمريكي في قضايا مكافحة الاحتكار، في وقت تتزايد فيه الضغوط التنظيمية على شركات التكنولوجيا الكبرى داخل الاتحاد الأوروبي.

وأكدت المفوضية وهي الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي والمسؤولة عن مراقبة المنافسة في الدول الـ27 الأعضاء، أن غوغل انتهجت مآذارات تفضيلية أضرت بالشركات المنافسة وأضعفت الابتكار في سوق الإعلانات الرقمية.

بالإضافة إلى العقوبة المالية أمرت المفوضية شركة غوغل بـإنهاء مآذاراتها التفضيلية واتخاذ خطوات ملموسة لمعالجة تضارب المصالح ضمن سلسلة توريد تكنولوجيا الإعلانات الرقمية، والتي تشمل خدمات الوساطة الإعلانية التي تتيح للشركات شراء وبيع المساحات الإعلانية عبر الإنترنت.

وكانت المفوضية الأوروبية قد هددت في وقت سابق بتفكيك بعض أعمال غوغل إذا لم تلتزم بالقوانين الأوروبية للمنافسة، لكن يبدو أنها تراجعت عن هذا الخيار في الوقت الحالي، مفضلة فرض غرامات مالية وإجراءات تصحيحية بدلا من اتخاذ خطوات أكثر جذرية.

وتواجه شركات التكنولوجيا الأمريكية الكبرى، وفي مقدمتها غوغل رقابة متزايدة من الاتحاد الأوروبي، الذي يسعى إلى كبح النفوذ المتنامي لتلك الشركات في الأسواق الرقمية وضمان بيئة تنافسية عادلة.

المصدر: RT + وسائل إعلام أمريكية

بوتين وشي… طفلان وخلود

بوتين وشي… طفلان وخلود

من منا لم تمرّ معه رواية أو فيلم أو حكاية شعبية أسطورية عن شخصٍ أو أشخاص، يسعون إلى إنتاج “إكسير الحياة” أو الحصول عليه في حال كان موجوداً في جزيرة مهجورة على سبيل المثال؟ وراء هذه المساعي محاولة لسلوك درب الخلود الأبدي. ودائماً ما تنتهي تلك الروايات بفشل الساعين في نيل مبتغاهم. لن يختلف الرئيسان، الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جين بينغ، عن غيرهما. الأربعاء الماضي، أظهرت لقطات لقناة “سي سي تي في”، الصينية الرسمية، حديثاً مسموعاً بين بوتين وشي، ويقول الأخير، عبر مترجم، خلال اقتباسه بيتاً من قصيدة لسلالة تانغ جاء فيه: “في الماضي، كان من النادر أن يتخطّى المرء السبعين. وفي هذه الأيام يقولون إن المرء ما زال طفلاً في السبعين”. ثم يلتفت بوتين إلى شي ويخاطبه مشيراً بيديه، من غير أن يكون كلامه مسموعاً في المشاهد التي بثّها التلفزيون. وينقل المترجم الصيني نفسه تصريحات بوتين إلى شي فيقول: “مع تطوّر التكنولوجيا الحيوية… يمكن زراعة الأعضاء البشرية باستمرار، ويمكن للناس أن يزدادوا شباباً مع تقدّمهم في السنّ وحتى أن يصبحوا خالدين”. ثم يرد شي قائلاً: “تشير التوقّعات في هذا القرن إلى أنه قد يكون من الممكن العيش حتّى سنّ 150”. وينتهي الحديث هنا.

لا تهم ردود الأفعال بعد ذلك. تحدّث الرئيسان عما يختلج في صدور كل ما هبّ ودبّ من زعماء وقادة وأشخاص غير متقبّلين واقع أننا جميعنا، من دون استثناء، راحلون في نهاية المطاف. ومن الطبيعي أنهما يعملان وكأن بقاءهما في موسكو وبكين حتمي، وأن الغد لن يشرق من دونهما. هذه العقلية النرجسية ليست مقتصرة عليهما، لكنهما نجحا في تطويع قوانين بلديهما، لجعلها متطابقة مع أفكارهما. في المقابل، ليس هناك في “الغرب الجماعي”، بحسب مصطلحات بوتين، من قدرة لأي نرجسي على التمسّك بالسلطة خارج الأطر الديمقراطية ومبادئ تداول السلطة. حتى أن الملكية شرفية بغالبها لا حاكمة، وإلا أمست ديكتاتورية أخرى.

يكفي حوارهما الهادئ بمناسبة “يوم النصر الصيني” الـ80 لفهم تفكيرهما وإدراك أنهما في ملفين، مثل أوكرانيا وتايوان، لا يعبآن بالزمن، على اعتبار أن الأعداء سيغادرون، بموجب انتخاباتهم، بما يسمح لهما في التقاط اللحظة المناسبة مستقبلاً، والإطباق على كييف وتايبيه، بحسب رؤيتهما. تلك الصورة الساخرة، يقابلها وجود شخص متل نظيرهما الأميركي دونالد ترامب، المسكون بهاجس الخلود بدوره، لشخصيته النرجسية، لكنه غير قادر، مهما سعى، على تعديل أسس النظام الأميركي، وتحويله إلى نظام الشخص الواحد، على غرار الصين وروسيا. بوتين وشي قويان في بلديْهما. ترامب، مع كل ما يبدر منه، أضعف من تجاوز خطوط حمراء وضعها الآباء المؤسّسون لأميركا.

لنا فقط أن نتخيّل، كيف يقضي أشخاص ذوو سلطة مثل الرئيسين الصيني والروسي أوقاتهما، في البحث والاطلاع على آخر ما تنتجه مختبراتهما بشأن تأخير الشيخوخة، خصوصاً أنهما مسكونان بهاجس الخوف من الاغتيال أو الموت؟ وفي مثل هذه الحالات، تُصبح هذه الشخصيات أكثر جرأة في التحكّم بالناس، بحجّة “حماية روسيا” أو “الدفاع عن الصين”. تُقمع الحرّيات وتسقط المحاسبة ويعمّ الظلام ولو في أيام مشمسة. تكفي أيضاً العودة سنوات قليلة إلى الوراء، ومتابعة خطابات لبوتين وشي، عن بطرس الأكبر وماو تسي تونغ، والعمل على تجاوزهما في الذاكرة الجماعية لتاريخي روسيا والصين. مشاهدة الفيديو مرّات عدة لن تؤدّي إلى تخفيف الصدمة، بل أيضاً في التفكير ما إذا كان هناك من عيادة نفسية يمكن أن تستضيفهما، فقط لإفهامهما أن الخلود لا يعني الدفع بشبّانٍ صغارٍ إلى الموت في محرقة أوكرانيا، ولا أن يُجهّز جيشاً سيموت عديدون منه لغزو تايوان. ذلك، لأن كل شيء ممكن أن ينتهي بلسعة نحلةٍ مثلاً، تُصيب في مقتل.