نسف مدرسة في حي الزيتون.. المجاعة في غزة تحصد أرواح 370 فلسطينيًا

نسف مدرسة في حي الزيتون.. المجاعة في غزة تحصد أرواح 370 فلسطينيًا

استشهد ثلاثة فلسطينيين جراء التجويع الإسرائيلي الممنهج في قطاع غزة، ليرتفع إجمالي ضحايا التجويع إلى 370 بينهم 131 طفلًا، منذ 7 تشرين الأول/ تشرين الأول 2023.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة في بيان الخميس: إن حالات الوفاة سجلت خلال الـ24 ساعة الماضية مشيرةً إلى تسجيل 92 حالة وفاة، بينهم 16 طفلًا، منذ إعلان منظمة “المبادرة العالمية للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي” عن المجاعة في غزة.

وأعلنت المنظمة العالمية في 22 آب/ آب الماضي “حدوث المجاعة في مدينة غزة”، متوقعةً أن “تمتد إلى دير البلح، وخانيونس بحلول نهاية أيلول/ أيلول الجاري”.

الاحتلال ينسف المدارس في غزة

ميدانيًا، نسف الجيش الإسرائيلي مدرسة في حي الزيتون جنوب مدينة غزة، ضمن عدوانه المستمر منذ أسابيع على المدينة تمهيدًا لاحتلالها بالكامل، وفي إطار الإبادة الجماعية التي يرتكبها بحق الفلسطينيين منذ 23 شهرًا.

وأفاد مراسل التلفزيون العربي باستشهاد 53 فلسطينيًا جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ فجر اليوم.

وفي آخر الاستهدافات، بحسب مراسلنا، استشهد 5 فلسطينيين وجرح آخرون في استهداف الاحتلال مربعًا سكنيًا بمنطقة المشاهرة بحي التفاح شرقي مدينة غزة.

وأشارت وزارة الصحة في غزة إلى ارتفاع حصيلة الإبادة في غزة إلى 64231 شهيدًا و161583 جريحَا في القطاع منذ بدء العدوان الإسرائيلي في 7 تشرين الأول 2023.

والخميس، راج في مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو التقطته مسيّرة إسرائيلية أثناء قيام قوات الاحتلال بنسف مقر “مدرسة الفرقان الأساسية للبنات” وتسويتها بالأرض، في منطقة الصالات بـ”شارع 8″ في حي الزيتون.

 

وأظهر المقطع انفجارًا هائلًا بمقر المدرسة وما حولها، بينما بدا محيط المنطقة من مبان وشوارع مدمرًا بالكامل.

ووفق مصادر محلية وناشطين فلسطينيين، اتخذ الجيش الإسرائيلي من “مدرسة الفرقان” مركزًا لتجمع دباباته وآلياته المشارِكة في العملية العسكرية في المنطقة.

ومنذ نحو عشرة أيام، تداول الناشطون صورًا تظهر تمركز عدد من الآليات العسكرية، تشمل دبابات وجرافات وحفارات، داخل مقر المدرسة وبين مبانيها. بينما تظهر مشهدًا لدمار واسع في المباني والمنشآت السكنية في المنطقة المحيطة بالمدرسة.

ويستخدم الجيش في عمليات النسف مركبات عسكرية وآليات قديمة مفخخة، يسميها الفلسطينيون محليًا بـ”الروبوتات“، وتُحدث دمارًا هائلًا على نطاق واسع محدثة أصواتًا مرعبة يسمع صداها على بعد عشرات الكيلومترات.

“عمليات عصا موسى”.. القسام والسرايا تعلنان استهداف جنود إسرائيليين

“عمليات عصا موسى”.. القسام والسرايا تعلنان استهداف جنود إسرائيليين

أكدت كتائب القسام وسرايا القدس، الأربعاء، استهدافهما آليات عسكرية إسرائيلية متوغلة في حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة.

وقالت القسام، في بيان، إن مقاتليها قصفوا تجمعًا لجنود وآليات إسرائيلية بقذائف هاون جنوبي حي الزيتون.

وفي بيان منفصل، أوضحت أن مقاوميها استهدفوا، الثلاثاء، جرافة عسكرية إسرائيلية من نوع “D9” بقذيفة مضادة للدروع من طراز “الياسين 105” في محيط مسجد صلاح الدين جنوبي الحي.

يأتي ذلك في سياق رد الفصائل الفلسطينية على حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على غزة، بدعم أميركي، منذ 7 تشرين الأول/ تشرين الأول 2023.

ضربة بصاروخ كورنيت

بدورها، نشرت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة “الجهاد الإسلامي”، مقطعًا مصورًا يظهر استهداف آلية إسرائيلية عقب خروج مقاتليها بالتعاون مع مقاومي القسام من أحد الأنفاق.

وأضافت سرايا القدس، في بيان، أن المقاومين استهدفوا ناقلة جند إسرائيلية من نوع “إيتان” بصاروخ موجه من طراز “كورنيت” شرق حي الزيتون.

ولم توضح القسام وسرايا القدس، أسباب التأخر في الإعلان عن تفاصيل العمليات، غير أن ظروف القتال الميدانية المعقدة في غزة قد تدفع الفصائل إلى تأجيل الكشف عنها إلى حين تأمين انسحاب مقاتليها بسلام وإتمام عمليات التوثيق الميداني.

وتتزامن هذه التطورات مع إقرار الحكومة الإسرائيلية، في 8 آب/ آب الماضي، خطة طرحها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل تدريجيًا، بدءا بمدينة غزة.

تحذير من كتائب القسام

وفي سياق متصل، نشرت كتائب القسام مشاهد لعمليات عناصرها في مخيم جباليا ضمن “سلسلة عمليات عصا موسى”، حيث أظهرت المشاهد قيام العناصر بإطلاق قذائف الياسين وتفجير عبوات “العمل الفدائي”.

كما جددت كتائب القسام، الأربعاء، تحذيرها لإسرائيل من أن قرارها توسيع نطاق عملياتها في مدينة غزة سيكلفها قتلى بين جنودها وأسراها.

جاء ذلك في مقطع مصور نشرته القسام عبر حسابها الرسمي على منصة “تلغرام” تحت عنوان “تحذير عاجل”، باللغتين العربية والعبرية.

ويحتوي المقطع على صور لـ45 أسيرًا إسرائيليًا دون الإشارة إلى مصيرهم، إضافة إلى مشاهد لأسير إسرائيلي يضع يديه على وجهه تعبيرًا عن تحسره.

يأتي هذا التحذير بعد توعد القسام في 29 آب/ آب الماضي، إسرائيل بدفع ثمن خطة احتلال مدينة غزة “من دماء جنودها”، مؤكدة أن الأسرى الإسرائيليين سيكونون ضمن مناطق القتال مع عناصرها في ظروف المخاطرة والمعيشة نفسها.

دمار هائل في حي الزيتون.. مدينة غزة تدخل أخطر مراحل الحرب

دمار هائل في حي الزيتون.. مدينة غزة تدخل أخطر مراحل الحرب

كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية عن صور أقمار اصطناعية جديدة تظهر حجم الدمار الهائل الذي ألحقته قوات الاحتلال بحي الزيتون في مدينة غزة خلال ثلاثة أسابيع فقط، في عماية واسعة ينفذها جيش الاحتلال أيضًا في حي الصبرة ومخيم جباليا تمهيدًا لاحتلال المدينة.

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل للتلفزيون العربي، إن الاحتلال يستخدم سبعة روبوتات مفخخة يوميًا لتدمير المنازل في حي الزيتون.

“أخطر مراحل الحرب”

وتعكس هذه الوتيرة المتسارعة للأحداث تصعيدًا نوعيًا للاحتلال الإسرائيلي، في وقت تدخل فيها مدينة غزة أخطر مراحل الحرب وسط غياب أي مؤشرات على التهدئة.

واتسمت هذه المرة باتساع رقعة التدمير والتوغل في عمق الأحياء المدنية تطبيقًا لعملية “عربات جدعون 2″، التي أعلنها الاحتلال ضمن خطته لاحتلال مدينة غزة.

وقد نُسفت مربعات سكنية بالكامل خلال الساعات الأخيرة في أحياء رئيسية في مدينة غزة أبرزها الزيتون – الصبرة، وكذلك منطقة جباليا شمالي القطاع.

وتشير المعطيات العسكرية إلى أن هذا التدمير الواسع يمهد لاجتياح بري محتمل لقلب المدينة تطبيقًا لسياسة الأرض المحروقة التي تنتهجها إسرائيل عبر فتح الطرق، وبسط سيطرة شاملة على مراكز الثقل السكاني.

ونشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، صور أقمار صناعية جديدة تظهر حجم الدمار الهائل الذي ألحقته قوات الاحتلال بحي الزيتون  خلال ثلاثة أسابيع فقط.

ففي هذا الحي الذي يقع شرقي المدينة 1500 منزل سويت بالأرض منذ آب/ آب الماضي، ونزح 80% من سكانها، وسط قصف مدفعي كثيف، وغارات بمسيرات من نوع “كواد كابتر”.

“معادلة ميدانية جديدة”

وحي الصبرة هو الآخر شهد عمليات تكتيكية مشابهة أدت إلى نزوح واسع للسكان، وسط غياب كامل للطرق الآمنة أو الممرات الإنسانية.

وعمليات التوغل وخطة التطويق تنفذها وحدات عسكرية إسرائيلية متعددة تعمل ضمن توزيع محكم للمهام اللواء 188 مدرع يواصل تنفيذ عمليات قتالية في مدينة خانيونس مع التركيز على السيطرة الكاملة على محور “ماغين عوز”، بهدف فصل الشمال عن جنوبه.

أما الفرقة 162 المتمركزة في جباليا وأطراف مدينة غزة شمالًا فمهمتها تدمير الأنفاق واستهداف عناصر المقاومة. وقد وسعت هذه الفرقة نطاق عملياتها باتجاه شمال مدينة غزة، بينما تعمل الفرقة 99 توازيًا في حي الزيتون، جنوب شرقي مدينة غزة.

أما اللواء 401 القتالي فتعد هذه الوحدة الأكثر تقدمًا في تنفيذ عمليات ما يطلق عليه جيش الاحتلال “تطهير المسارات”، تمهيدًا لدخول بري موسع نحو المدينة.

وما يجري في غزة ليس مجرد تصعيد تكتيكي بل فرض معادلة ميدانية جديدة في قلب قطاع غزة تتجاوز الأهداف العسكرية التقليدية نحو إعادة رسم الواقع الجغرافي والديموغرافي للمدينة.