قصف على بناية سكنية بحي الرمال.. إعلام إسرائيلي يدعي استهداف أبو عبيدة

قصف على بناية سكنية بحي الرمال.. إعلام إسرائيلي يدعي استهداف أبو عبيدة

قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن هدف الهجوم الأخير على عمارة سكنية في حي الرمال غربي مدينة غزة كان اغتيال الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة.

كما قالت قناة “كان” العبرية الرسمية: إن “إسرائيل حاولت اغتيال الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة، في غارة على مدينة غزة“، وذلك في نبأ عاجل للقناة العبرية دون مزيد من التفاصيل.

وكان الجيش الإسرائيلي قد أشار إلى أنه “استهدف بواسطة طائرات سلاح الجو قياديًا مركزيًا في حركة حماس بمدينة غزة”، شمالي القطاع.

لا تأكيدات بشأن استهداف أبو عبيدة

وادعى الجيش الإسرائيلي في بيان، أن العملية نُفذت بالتعاون مع جهاز الشاباك وقيادة المنطقة الجنوبية وبتوجيه من شعبة الاستخبارات العسكرية.

وقال إنه “استخدم ذخائر دقيقة ومتابعة جوية وجمع معلومات استخباراتية، عند تنفيذ الهجوم”.

وزعمت وسائل إعلام عبرية بدورها، من بينها القناة 13، بأنّ المستهدف في العملية الإسرائيلية التي تحدث عنها الجيش هو أبو عبيدة.

وأوضح مراسل التلفزيون العربي في تل أبيب أحمد دراوشة أن لا تأكيد حتى الآن لنتائج عملية الاستهداف، وما إذا كان أبو عبيدة بالفعل موجودًا في المبنى المستهدف.

وأشار مراسلنا إلى أن الاحتلال لم يعلن حتى الآن عن نتائج العملية، مردفًا بأن عدد الشهداء في ارتفاع إثر استهداف الشقة المأهولة بالسكان.

وتسعى إسرائيل إلى تبرير المجزرة التي ارتكبتها في الحي السكني، الذي يعد أحد أكثر المناطق المكتظة في قطاع غزة.

وادعت إسرائيل سابقًا أنها كشفت الاسم الحقيقي لأبو عبيدة، وزعمت أن اسمه حذيفه الكحلوت، وهو الاسم المستخدم في وسائل الإعلام الإسرائيلية عند الإشارة إليه.

حي الرمال.. شريان غزة النابض الذي حوّله الاحتلال إلى مقبرة جماعية

حي الرمال.. شريان غزة النابض الذي حوّله الاحتلال إلى مقبرة جماعية

أدت حرب الإبادة الجماعية المستمرة على قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/ تشرين الأول 2023، إلى تدمير كامل للأحياء، لكنّ قصّة حي الرمال في مدينة غزة تُسلّط الضوء على النهج الإسرائيلي في تصعيد العنف بشكل غير مسبوق قبل الدخول في مفاوضات من أجل أي هدنة ممكنة.

وبعد أنّ كان حي الرمال نابضًا بالحياة، يحمل الآن آثار هذا الرعب المنظّم، حيث تقف شوارعه ومنازله شاهدًا وحيدًا على هذا الدمار الذي لا يرحم، وفقًا للكاتبة الفلسطينية داليا أبو رمضان.

وحي الرمال هو واحد من أقدم وأعرق أحياء غزة. اشتهر بجماله وازدهاره وحيويته، إذ يجمع بين الأناقة السكنية والحيوية التجارية.

ويمتد الحي على طول ساحل مدينة غزة، وكان يجذب السكان والزوار على حد سواء بمبانيه الحديثة الشاهقة ومطاعمه الراقية المطلة على البحر، ومؤسساته التعليمية المرموقة.

وقد جعله سوق العمل المزدهر مركزًا اقتصاديًا وثقافيًا في قلب غزة. فخلال الأعياد، كانت العائلات من الشمال والجنوب تتوافد على سوق الحي النابض بالحياة، والذي كان يُعتبر رمزًا للكرامة والرخاء وسط حصار دام عقودًا.

وهذا الأمر جعل جيش الاحتلال يتباهى بتدمير الحي خلال غزوه البري للمدينة، إذ اعتبر جرائمه “ضربةً لرمز قوة أهل غزة وازدهارهم، ومحاولة مدروسة لكسر عزيمة سكانها الذين صمدوا في وجه القصف والدمار”، وفق ما كتبت أبو رمضان في مقال لمنصّة “prism” الأميركية المستقلّة.

حي الرمال غير قابل للتمييز

وبعد أن كان من أكثر مناطق غزة كثافة بالسكان، أصبح حي الرمال الآن غير قابل للتمييز.

فبعد توافد السكان إليه عقب وقف إطلاق النار الذي استمر 60 يومًا عام 2024، استهدف جيش الاحتلال في أيار/ أيار من العام نفسه، وبشكل يومي الحي، كما لو أنّ مجرد وجود المدنيين أصبح مبررًا إسرائيليًا لتحويل الحي إلى ساحة قتل. وكلما ازداد عدد المدنيين في مبانيه وشوارعه، ازدادت الغارات الإسرائيلية شراسة.

وكانت مجزرة 7 أيار 2024، التي ارتكبها الاحتلال في المطعم التايلندي بشارع الوحدة واحدة من أفظع الجرائم التي شهدها الحي، حيث استشهد 33 فلسطينيًا وأُصيب 86 آخرين، معظمهم من الطلاب والخريجين الذي تجمّعوا للدراسة عازمين على مواصلة السعي وراء أحلامهم رغم الحرب.

ومع بدء الحديث عن إمكانية التوصّل إلى وقف إطلاق نار مؤقت في أواخر حزيران/ حزيران الماضي، جدّد الاحتلال مجازره في حي الرمال، مرتكبًا مجزرة الخيام قرب مدرسة العائلة المقدّسة في 27 من الشهر ذاته، ما أدى إلى استشهاد نحو 19 شخصًا، وفقدان آخرين.

واستمرّت سلسلة متواصلة من الفظائع التي حوّلت حي الرمال وقطاع غزة بأكمله إلى أرض يسودها الموت، وحصاد لا ينضب للشهداء. هؤلاء أناس كان لهم عائلات، ومستقبل، وأحلام.

وقصف جيش الاحتلال الإسرائيلي برج شوا وحصري ومحطة للوقود مليئة بالمدنيين قرب مطعم الجرجاوي في شارع الوحدة، ما أسفر عن استشهاد 20 فلسطينيًا وجرح العشرات.

وفي مجزرة مقهى الباقة في 30 حزيران، سقط ما لا يقل عن 41 شهيدًا وأصيب أكثر من 75 آخرين بجروح بالغة.

ففي مدينة لم يبقَ فيها أي مكان آمن، ولا مقاه عاملة، وإنترنت محدود، كان مقهى “الباقة” ملتقى للغزيّين، بينما كان الشاطئ المُواجه للمقهى ملاذًا لهم والمكان الوحيد الذي كانوا يشعرون فيه بالحرية.

كل يوم أسوأ من سابقه

في الثالث من تموز/ تموز الماضي، استيقظ سكان حي الرمال على صراخ النازحين في مدرسة مصطفى حافظ، حيث كانوا يركضون مشتعلين من المبنى، بعد أن قصفتهم طائرات الاحتلال.

وقد وقفت سيارات الإسعاف يومها عاجزة لعدم وجود ماء أو معدات، بينما حاول الناجون استخدام جرار الماء وأيديهم العارية لإطفاء النيران وإنقاذ الجرحى.

واستشهد نحو 15 شخصًا في القصف، معظمهم من النساء والأطفال.

وفي أوائل تموز أيضًا، استهدفت إسرائيل محطة تحلية المياه بالقرب من ساحة الجندي المجهول. وبعد أن كانت الساحة مليئة بالأشجار، أصبحت تعجّ بخيام النازحين والدخان والقصف.

في مرحلة ما، كان حي الرمال جزءًا من شمال غزة لأنّه يقع قبل حاجز نتساريم مباشرة، وهو الجدار الفاصل بين شمال غزة وجنوبها، ولأنّه كان يضمّ مستشفى الشفاء، أحد أوائل المراكز الطبية التي استهدفتها إسرائيل ودمرتها.

لكنّ كل يوم يبدو أسوأ من سابقه، حيث تشتدّ مخالب الاحتلال أكثر في قطاع غزة، بينما يُكافح سكان الحي وقطاع غزة عمومًا من أجل البقاء.

ومع إعلان الاحتلال خطة احتلال مدينة غزة، يشعر سكان حي الرمال والمدينة بالقلق من التهجير.

وقالت: “بعد أن عانينا قرابة عامين من القصف والقتل والدمار، استسلمنا للحياة بين الأنقاض. المدينة مُدمرة، منازل سُوّيت بالأرض، وشوارع لا تُعرف معالمها، وأحياء خالية من الحياة. تحمّلنا قصفًا لا هوادة فيه، وجوعًا مُريعًا، وألمًا لفقدان أحبائنا، ومع ذلك تشبّثنا بهذه الأرض، حاملين ذكريات من رحلوا، والحياة التي كانت تملأ شوارعها يومًا ما”.

وأردفت: “الآن، تُريد إسرائيل إجبارنا على الرحيل، لتمحو ليس فقط الأنقاض، بل أيضًا الذكريات التي حملناها لسنوات، مُهددةً بمحو غزة من قلوبنا إلى الأبد”.

حي الرمال.. شريان غزة النابض الذي حوّله الاحتلال إلى مقبرة جماعية

حي الرمال.. شريان غزة النابض الذي حوّله الاحتلال إلى مقبرة جماعية

أدت حرب الإبادة الجماعية المستمرة على قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/ تشرين الأول 2023، إلى تدمير كامل للأحياء، لكنّ قصّة حي الرمال في مدينة غزة تُسلّط الضوء على النهج الإسرائيلي في تصعيد العنف بشكل غير مسبوق قبل الدخول في مفاوضات من أجل أي هدنة ممكنة.

وبعد أنّ كان حي الرمال نابضًا بالحياة، يحمل الآن آثار هذا الرعب المنظّم، حيث تقف شوارعه ومنازله شاهدًا وحيدًا على هذا الدمار الذي لا يرحم، وفقًا للكاتبة الفلسطينية داليا أبو رمضان.

وحي الرمال هو واحد من أقدم وأعرق أحياء غزة. اشتهر بجماله وازدهاره وحيويته، إذ يجمع بين الأناقة السكنية والحيوية التجارية.

ويمتد الحي على طول ساحل مدينة غزة، وكان يجذب السكان والزوار على حد سواء بمبانيه الحديثة الشاهقة ومطاعمه الراقية المطلة على البحر، ومؤسساته التعليمية المرموقة.

وقد جعله سوق العمل المزدهر مركزًا اقتصاديًا وثقافيًا في قلب غزة. فخلال الأعياد، كانت العائلات من الشمال والجنوب تتوافد على سوق الحي النابض بالحياة، والذي كان يُعتبر رمزًا للكرامة والرخاء وسط حصار دام عقودًا.

وهذا الأمر جعل جيش الاحتلال يتباهى بتدمير الحي خلال غزوه البري للمدينة، إذ اعتبر جرائمه “ضربةً لرمز قوة أهل غزة وازدهارهم، ومحاولة مدروسة لكسر عزيمة سكانها الذين صمدوا في وجه القصف والدمار”، وفق ما كتبت أبو رمضان في مقال لمنصّة “prism” الأميركية المستقلّة.

حي الرمال غير قابل للتمييز

وبعد أن كان من أكثر مناطق غزة كثافة بالسكان، أصبح حي الرمال الآن غير قابل للتمييز.

فبعد توافد السكان إليه عقب وقف إطلاق النار الذي استمر 60 يومًا عام 2024، استهدف جيش الاحتلال في أيار/ أيار من العام نفسه، وبشكل يومي الحي، كما لو أنّ مجرد وجود المدنيين أصبح مبررًا إسرائيليًا لتحويل الحي إلى ساحة قتل. وكلما ازداد عدد المدنيين في مبانيه وشوارعه، ازدادت الغارات الإسرائيلية شراسة.

وكانت مجزرة 7 أيار 2024، التي ارتكبها الاحتلال في المطعم التايلندي بشارع الوحدة واحدة من أفظع الجرائم التي شهدها الحي، حيث استشهد 33 فلسطينيًا وأُصيب 86 آخرين، معظمهم من الطلاب والخريجين الذي تجمّعوا للدراسة عازمين على مواصلة السعي وراء أحلامهم رغم الحرب.

ومع بدء الحديث عن إمكانية التوصّل إلى وقف إطلاق نار مؤقت في أواخر حزيران/ حزيران الماضي، جدّد الاحتلال مجازره في حي الرمال، مرتكبًا مجزرة الخيام قرب مدرسة العائلة المقدّسة في 27 من الشهر ذاته، ما أدى إلى استشهاد نحو 19 شخصًا، وفقدان آخرين.

واستمرّت سلسلة متواصلة من الفظائع التي حوّلت حي الرمال وقطاع غزة بأكمله إلى أرض يسودها الموت، وحصاد لا ينضب للشهداء. هؤلاء أناس كان لهم عائلات، ومستقبل، وأحلام.

وقصف جيش الاحتلال الإسرائيلي برج شوا وحصري ومحطة للوقود مليئة بالمدنيين قرب مطعم الجرجاوي في شارع الوحدة، ما أسفر عن استشهاد 20 فلسطينيًا وجرح العشرات.

وفي مجزرة مقهى الباقة في 30 حزيران، سقط ما لا يقل عن 41 شهيدًا وأصيب أكثر من 75 آخرين بجروح بالغة.

ففي مدينة لم يبقَ فيها أي مكان آمن، ولا مقاه عاملة، وإنترنت محدود، كان مقهى “الباقة” ملتقى للغزيّين، بينما كان الشاطئ المُواجه للمقهى ملاذًا لهم والمكان الوحيد الذي كانوا يشعرون فيه بالحرية.

كل يوم أسوأ من سابقه

في الثالث من تموز/ تموز الماضي، استيقظ سكان حي الرمال على صراخ النازحين في مدرسة مصطفى حافظ، حيث كانوا يركضون مشتعلين من المبنى، بعد أن قصفتهم طائرات الاحتلال.

وقد وقفت سيارات الإسعاف يومها عاجزة لعدم وجود ماء أو معدات، بينما حاول الناجون استخدام جرار الماء وأيديهم العارية لإطفاء النيران وإنقاذ الجرحى.

واستشهد نحو 15 شخصًا في القصف، معظمهم من النساء والأطفال.

وفي أوائل تموز أيضًا، استهدفت إسرائيل محطة تحلية المياه بالقرب من ساحة الجندي المجهول. وبعد أن كانت الساحة مليئة بالأشجار، أصبحت تعجّ بخيام النازحين والدخان والقصف.

في مرحلة ما، كان حي الرمال جزءًا من شمال غزة لأنّه يقع قبل حاجز نتساريم مباشرة، وهو الجدار الفاصل بين شمال غزة وجنوبها، ولأنّه كان يضمّ مستشفى الشفاء، أحد أوائل المراكز الطبية التي استهدفتها إسرائيل ودمرتها.

لكنّ كل يوم يبدو أسوأ من سابقه، حيث تشتدّ مخالب الاحتلال أكثر في قطاع غزة، بينما يُكافح سكان الحي وقطاع غزة عمومًا من أجل البقاء.

ومع إعلان الاحتلال خطة احتلال مدينة غزة، يشعر سكان حي الرمال والمدينة بالقلق من التهجير.

وقالت: “بعد أن عانينا قرابة عامين من القصف والقتل والدمار، استسلمنا للحياة بين الأنقاض. المدينة مُدمرة، منازل سُوّيت بالأرض، وشوارع لا تُعرف معالمها، وأحياء خالية من الحياة. تحمّلنا قصفًا لا هوادة فيه، وجوعًا مُريعًا، وألمًا لفقدان أحبائنا، ومع ذلك تشبّثنا بهذه الأرض، حاملين ذكريات من رحلوا، والحياة التي كانت تملأ شوارعها يومًا ما”.

وأردفت: “الآن، تُريد إسرائيل إجبارنا على الرحيل، لتمحو ليس فقط الأنقاض، بل أيضًا الذكريات التي حملناها لسنوات، مُهددةً بمحو غزة من قلوبنا إلى الأبد”.