المجبري يعود إلى “أولد ترافود”.. من دعم المشجعين إلى خذلان المدربين

المجبري يعود إلى “أولد ترافود”.. من دعم المشجعين إلى خذلان المدربين

يخوض نجم “نسور قرطاج” حنبعل المجبري (22 عاماً)، مباراة مهمة في مسيرته الاحترافية، عندما ينزل برفقة فريقه بيرنلي، اليوم السبت، ضيفاً على ملعب أولد ترافورد، لمواجهة فريقه السابق نادي مانشستر يونايتد في منافسات الأسبوع الثالث من الدوري الإنكليزي، حيث يطمح مانشستر إلى حصد الانتصار الأول في رصيده هذا الموسم، بينما حقق بيرنلي بداية مشجعة بعد حصده ثلاث نقاط، ولكنه سيكون في اختبار قوي أمام عملاق الدوري الإنكليزي، الطامح إلى تعويض بدايته الفاشلة، بما أنه خسر مباراته الوحيدة على ملعب أولد ترافورد أمام أرسنال بنتيجة 0ـ1، كما تعرض لانتكاسة قوية بوداع كأس الرابطة الإنكليزية أمام فريق مغمور يوم الأربعاء الماضي.

وخلال مسيرته مع “الشياطين الحمر” شارك المجبري في 13 مباراة فقط في كل المسابقات، منها 10 مباريات في الدوري الإنكليزي، وسجل هدفاً وحيداً، وكان معظم الوقت يخوض المباريات مع الفريق الثاني أو فريق الشباب، كما أمضى موسماً معاراً إلى فريق بيرمنغهام، من ثم لم يتمتع بفرصة كاملة مع الفريق باستثناء بداية موسم 2023ـ2024، عندما منحه المدرب الهولندي إيريك تين هاغ فرصة المشاركة في بعض المباريات، ولكنّه رحل عن الفريق إلى إشبيلية الإسباني في الميركاتو الشتوي في عام 2024 بحثاً عن تحسين أرقامه، ولكن الرحلة كانت فاشلة على جميع المستويات وعاد خائباً بما أنه لم يشارك إلا في عددٍ قليل من المباريات، قبل أن يرحل في الموسم الماضي إلى بيرنلي، وساعده على العودة إلى الدوري الإنكليزي الممتاز. وقال المجبري في وداع مانشستر في عام 2024: “أغادر حاملاً ذكرياتٍ لا تُنسى. أول مباراة لي، والتسجيل في أولد ترافورد، وتمثيل يونايتد في دوري أبطال أوروبا. سأظل ممتناً إلى الأبد لكل الطاقم الفني واللاعبين الذين ساعدوني على التطور والنمو منذ صغري إلى ما أنا عليه اليوم”.

وخلال مروره بعملاق الدوري الإنكليزي، واجه المجبري الكثير من الصعوبات، كان سببها الأول قوة المنافسة في الفريق، التي جعلته لا يظهر إلا نادراً ضمن البدلاء وهو ما جعله يختار الرحيل معاراً إلى برمنغهام، وعندما عاد إلى الفريق، اقترن ظهوره في بعض المباريات بتراجع نتائج الفريق في العديد من المسابقات، حيث كان النادي يمرّ بواحدة من أصعب الفترات في مسيرته في المواسم الأخيرة، وكان من الطبيعي أن يلجأ المدرب تين هاغ إلى عناصر تملك خبرة أكبر بحثاً عن تعويض النتائج السلبية فدفع اللاعب التونسي الثمن باستبعاده من الحسابات، ولكن المباريات القليلة التي شارك فيها منحته فرصة الالتحاق بنادي إشبيلية الإسباني الذي كان بوابة العديد من النجوم العرب من أجل التألق.

وبقدر التجاهل الذي وجده من المدربين، ارتبط المجبري بعلاقة قوية مع جماهير النادي التي ساندته بما أنه يخوض المباريات بروح معنوية عالية، خاصة في مواجهة ليفربول حين شارك اللاعب التونسي في نهاية إحدى المباريات، وكانت لديه رغبة كبيرة في قيادة الفريق إلى التألق ودخل في شجار قوي مع نجوم ليفربول، خاصة السنغالي ساديو ماني. كذلك، حصد المجبري دعماً من لاعبين سابقين في “الشياطين الحمر” مثل غاري نيفيل الذي اعتبر أن نجوم مانشستر في حاجة إلى لاعب بشخصية اللاعب التونسي المندفع والذي حارب على كل كرة.

وهذا الدعم من قبل الجماهير لم يكن كافياً بلا شك ليفرض المجبري نفسه أساسياً في الفريق، وهو ما حصل تقريباً مع كل النجوم العرب تحت قيادة الهولندي إريك تين هاغ الذي لم يمنح فرصة للعراقي زيدان إقبال الذي غادر بدوره إلى هولندا، كما تخلى عن المغربي سفيان أمرابط، رغم أنه كان يلعب أساسياً مع الفريق. خلال مواجهة السبت، يواجه المجبري الجماهير التي دعمته طويلاً، لكنّه يحاول أن يستغل الفرصة ليثبت أنه كان يستحق معاملة أفضل من قبل المدرب الهولندي تين هاغ الذي تعمّد تجاهله ولم يمنحه فرصة كاملة مع الفريق.