سورية: اغتيال نائب عميد كلية الطب في جامعة حلب

سورية: اغتيال نائب عميد كلية الطب في جامعة حلب

اغتال مسلحون مجهولون في مدينة حلب شمالي سورية، اليوم الثلاثاء، رئيس قسم الصدرية ونائب عميد كلية الطب البشري في جامعة حلب الطبيب باسل زينو. وقالت قناة الإخبارية السورية إن مسلحين مجهولين أطلقوا النار بشكل مباشر على الطبيب زينو أمام عيادته، في منطقة الجميلية بحلب، ما أدى لمقتله على الفور. وأوضحت أن المغدور هو أستاذ بكلية الطب في جامعة حلب ورئيس قسم الصدرية ونائب عميد كلية الطب البشري.

ونعت جامعة حلب الطبيب زينو وقالت بمنشور في صفحتها على فيسبوك: “ببالغ الحزن والأسى والتسليم لقضاء الله وقدره ننعى إليكم الدكتور باسل زينو أستاذ الأمراض الصدرية في جامعة حلب حيث وردت أنباء عن مقتله بجانب عيادته صباح اليوم في حي الجميلية”.

ويُعد الطبيب المغدور من أبرز أساتذة كلية الطب في جامعة حلب، وعُرف بسمعته الطيبة وكفاءته العلمية، فيما أثار اغتياله موجة استنكار بين الأطباء وطلبة الجامعة. ولم تعلن وزارة الداخلية أي معلومات حول دوافع الجريمة أو منفذيها بعد.

وشهدت أحياء مدينة حلب، خلال الأسابيع الماضية، موجة متصاعدة من عمليات القتل والسرقة والخطف وسط مطالب أهلية بضبط الوضع الأمني. وكان حي الميسر في حلب قد شهد، في 17 آب/ آب الماضي، تفجير انتحاري نفسه بحزام ناسف أدى إلى مقتل المنفذ دون سقوط ضحايا.

سكان قرى ريف حلب يشكون غياب المراكز الطبية

سكان قرى ريف حلب يشكون غياب المراكز الطبية

في عمق ريف محافظة حلب شمالي سورية، يعيش أهالي عشرات القرى في ظل غياب شبه كامل للخدمات الطبية، ويضطرون إلى قطع مسافات طويلة للوصول إلى أقرب مركز صحي، وفي كل حالة إسعافية يتحول الطريق إلى رحلة محفوفة بالمخاطر، وسط ظروف معيشية صعبة وفقر يضاعف معاناتهم. وتعد معاناة سكان قرى الريف في حلب نتيجة سنوات من تدمير البنية التحتية الصحية، وتراجع الدعم الإنساني، وهم يطالبون بإنشاء نقاط إسعافية، ونشر فرق صحية جوالة، في انتظار استجابة المنظمات والجهات لوضع حد للمعاناة اليومية.

من ريف منبج، يقول نواف الأحمد، إن عدم وجود نقطة طبية أو مستوصف أو مركز إسعافي يجعل الأهالي يعيشون في خوف دائم، فأي وعكة صحية مفاجئة قد تنتهي بالوفاة. ويضيف لـ “العربي الجديد”: “باتت العائلات تتعامل مع أبسط الأمراض بقلق، لأن الوصول إلى طبيب يتطلب ساعات خلال رحلة شاقة نحو المدينة، بينما استدعاء سيارة إسعاف من مدينة منبج، لا يفيد كثيراً، إذ غالباً ما تتأخر بسبب بعد المسافة ووعورة الطرق، الأمر الذي يجعلها تصل بعد فوات الأوان عادة”. ويتابع الأحمد: “ليست هذه مخاوف نظرية، بل واقع مؤلم، إذ فقدت القرية أكثر من مريض خلال السنوات الماضية نتيجة تأخر الإسعاف، من بينهم نساء وأطفال لم يتمكنوا من الوصول إلى المستشفى في الوقت المناسب. استمرار هذا الوضع يفاقم شعور السكان بأنهم متروكون لمصيرهم من دون أي دعم صحي أو استجابة سريعة”.

بدورها، تقول حميدة النجار وهي أم لخمسة أطفال من قرية أبو حنايا بريف حلب لـ”العربي الجديد” إن قريتها تفتقر لأي خدمات صحية، فلا توجد نقطة طبية، ولا حتى صيدلية، وإن أطفالها يعانون من أمراض تنفسية متكررة بسبب تقلبات الطقس والرطوبة داخل المنازل الطينية، وفي غياب الطبيب المختص تضطر إلى الأدوية العشبية والوصفات الشعبية. وتوضح النجار: “كثيراً ما نضطر لتجربة أكثر من دواء حتى نجد ما يخفف المرض، والمعاناة اليومية جعلت الأهالي يعيشون تحت ضغط نفسي دائم، فأي مرض قد يتفاقم في غياب الرعاية الطبية، بينما القرى منسية. قضت جارتي من جراء نوبة ضيق تنفس مفاجئة تحولت إلى جلطة قلبية بسبب تأخر إسعافها، ولو كان هناك مركز صحي قريب، لنجت الجارة الطيبة، لكننا وصلنا إلى المستشفى بعد ساعتين، وكانت قد فارقت الحياة. دفعت حياتها ثمناً للإهمال والتجاهل”.

يروي عبد الكريم السلمو من قرية العريمة في ريف حلب قصة أخرى، إذ يعاني من أمراض مزمنة من بينها ارتفاع ضغط الدم والسكري، منذ سنوات، لكن لا يوجد مركز صحي قريب لمتابعة حالته، أو الحصول على الأدوية بانتظام. ويقول لـ”العربي الجديد”: “رحلتي الشهرية إلى مدينة الباب لشراء الدواء تستنزف دخلي البسيط، وأضطر أحياناً إلى الاستغناء عن بعض الجرعات بسبب ارتفاع تكلفتها، أو عدم توافرها، كما أن غياب المتابعة الدورية يجعلني عرضة للمضاعفات، وأحد جيراني توفي مؤخراً نتيجة المضاعفات. كبار السن في القرى هم الأكثر عرضة للخطر، إذ لا يملكون القدرة الجسدية على تحمل أعباء السفر، ولا تكاليف العلاج”.

الصورة

يفقد مرضى ريف حلب حياتهم قبل الوصول إلى المستشفيات (العربي الجديد)

يفقد مرضى ريف حلب حياتهم قبل الوصول إلى المستشفيات (العربي الجديد)

يعمل طبيب الأمراض الباطنية وائل المحمد في مشفى حلب الجامعي، ويقر بأن معظم الحالات التي تصل إلى المشفى من أرياف حلب، هي حالات إسعافية، أو مرضى في حالات حرجة قادمين من القرى التي تفتقر إلى أدنى الخدمات الصحية والاسعافية، مؤكداً وجود أزمة صحية في تلك القرى. ويضيف المحمد لـ”العربي الجديد”: “معظم قرى ومناطق الريف محرومة من النقاط الطبية، والنقص لا يقتصر على غياب المراكز والمستوصفات، بل يمتد إلى الكوادر الطبية والمعدات، ما يجعل التعامل مع الحالات الطارئة شبه مستحيل، كما أن سيارات الإسعاف غير متوفرة في تلك القرى، وإن توفرت فهي قليلة، وغالباً غير مجهزة بالمعدات الضرورية لإنقاذ الأرواح، الأمر الذي يضاعف المخاطر عند نقل المرضى لمسافات طويلة”.

ويوضح المحمد: “هناك فجوة كبيرة في القطاع الصحي لا يمكن سدها بالجهود المحلية، بل تحتاج إلى تدخل عاجل من قبل المنظمات الصحية الدولية، من خلال تأمين فرق طبية جوالة ومراكز إسعافية لتغطية القرى المحرومة. استمرار الوضع الراهن يعني المزيد من الخسائر البشرية، وبقاء هذه القرى خارج الخريطة الصحية يهدد حياة الآلاف ممن لا يملكون القدرة على الوصول السريع إلى المدن لتلقي العلاج”.

من جهته، يقول رئيس دائرة برامج الصحة العامة في حلب فراس دهميش لـ”العربي الجديد” إنّ “توقف العمل بعدد من المستوصفات والمراكز الصحية في ريف المحافظة يعود بالأساس إلى توقف التمويل المقدم من المنظمات الداعمة، أو انتهاء المدة الزمنية للمشاريع التي كانت تنفذها، فهذه المراكز لم تكن مرتبطة بخطط دائمة، بل بمشاريع محددة زمنياً. وضعت وزارة الصحة ثلاث خطط متكاملة للتعامل مع هذا الواقع، تشمل خطة طارئة وأخرى سريعة إضافة إلى خطة طويلة الأمد، وذلك بهدف ضمان استمرار الخدمات الصحية، والحفاظ عليها ضمن الإطار الذي تشرف عليه الوزارة”.

ويشير دهميش إلى وجود عدد من المراكز الصحية قيد التأهيل حالياً من خلال شراكات جديدة، وخطة لتفعيل المراكز الخارجة عن الخدمة بشكل كامل وإعادتها إلى العمل تدريجياً. ويتابع: “مديرية صحة حلب أنجزت تقييماً شاملاً لهذه المراكز، شمل وضعها الهندسي والبنية التحتية، إضافة إلى تحديد احتياجاتها من التجهيزات الطبية والكوادر البشرية، بهدف تأهيلها بما يضمن تقديم الرعاية الصحية الأولية. التدخلات الطارئة تتم حالياً عبر العيادات المتنقلة التي توفر خدمات أساسية كالفحوص العامة، ومتابعة الأمراض المزمنة، والحمل والولادة، وتقديم لقاحات الأطفال، وصرف الأدوية الأساسية إلى حين إعادة تفعيل المراكز بشكل كامل”. ويؤكد الطبيب دهميش، أنّ “كلّ منطقة صحية تضم عدداً من المراكز الطبية، ومنطقة منبج وحدها على سبيل المثال، تضم ما لا يقل عن 28 مركز رعاية صحية أولية، وتعمل الوزارة حالياً على إعادة تفعيل المتوقف منها، حتى تستعيد دورها الطبيعي في تقديم الخدمات المتنوعة”.

الجيش السوري يتصدى لعناصر من قسد.. ما سبب التصعيد الأخير شرق حلب؟

الجيش السوري يتصدى لعناصر من قسد.. ما سبب التصعيد الأخير شرق حلب؟

اعتقل الجيش السوري، اليوم الأحد، عناصر من قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، خلال تصديه لمحاولة تسللهم إلى نقاط للجيش شرق مدينة حلب، بحسب وكالة الأنباء الرسمية في البلاد.

وأفادت وكالة “سانا” السورية الرسمية، بأن “وحدة من الجيش العربي السوري تصدت لمجموعة من عناصر قسد، حاولت التسلل إلى نقاط للجيش بقرية تل ماعز شرق حلب، وأوقعت أفرادها بكمين محكم”.

ونقلت عن مصدر حكومي لم تسمه قوله إن “عناصر آخرين لقسد يتمركزون في قرية أم تينة، ومدينة دير حافر، بريف حلب، استهدفوا نقاط الجيش بمنطقة تل ماعز، في محاولة لسحب عناصرهم الذين وقعوا بالكمين”.

وأوضح المصدر أن “الاشتباك الأولي كان بالأسلحة الخفيفة، ومع استمرار القصف من جهة عناصر قسد، تم الرد على مصادر النيران بالسلاح الثقيل، واستقدام مجموعات مؤازرة لنقاط الجيش في تل ماعز”.

وفي 10 آذار/ آذار الماضي، وقّع الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد “قسد” مظلوم عبدي، اتفاقًا لدمج المؤسسات المدنية والعسكرية شمال شرقي سوريا ضمن إدارة الدولة، بما فيها المعابر والمطار وحقول النفط والغاز، وتأكيد وحدة أراضي البلاد، ورفض التقسيم، إلا أن الاتفاق لم تطبق بنوده بعد.

وكانت الحكومة السورية قد أعلنت في التاسع من الشهر الجاري إلغاء مشاركتها في الاجتماعات المقرر عقدها في باريس مع قوات سوريا الديمقراطية، احتجاجًا على مؤتمر  عقد في الحسكة.

“تسخين في ميدان القتال”

وبالعودة إلى التطورات الميدانية، أوضح موفد التلفزيون العربي إلى دمشق عمر الشيخ إبراهيم، أن موقع الاشتباك كان في منطقة خطوط اشتباك بين القوات الحكومية وقوات قسد.

وتحدث موفدنا عن تسخين في ميدان القتال يأتي في سياق الضغط لفتح فجوة في المفاوضات بين دمشق وقسد.

ولفت المراسل إلى أن “المبعوث الأميركي التقى بقادة قسد في العاصمة الأردنية عمّان، ولم يتم التوصل إلى مرونة لتطبيق اتفاق العاشر من آذار”.

وأشار مراسلنا إلى أن “دمشق تصر على أن تعقد المفاوضات في دمشق وطبقًا لبنود الاتفاق مع قسد”.