المؤتمر الوطني الفلسطيني: “إضراب الشعلة” يتواصل رفضاً للإبادة في غزة

المؤتمر الوطني الفلسطيني: “إضراب الشعلة” يتواصل رفضاً للإبادة في غزة

أكد المؤتمر الوطني الفلسطيني، اليوم الجمعة، أن “إضراب الشعلة” يواصل رحلته التضامنية مع غزة، متنقلاً بين المدن والدول، حاملاً رسالة رفض للإبادة والحصار والتجويع، وداعياً إلى كسر الصمت وتحريك الشارع. وقال المؤتمر، في بيان، عقب لقاء عبر منصة “زوم” مساء الخميس، إن “هيفاء دياب بدأت اليوم إضرابها عن الطعام ليومين في الأردن، لتكون المضربة الثالثة عشرة ضمن هذه السلسلة، بعد أن تسلّمت الشعلة من مصطفى السفير الذي أنهى إضرابه في الأردن”. وأوضح أن “دياب ستسلّم الشعلة الأحد المقبل إلى حسين حجاوي في بريطانيا، لتستمر المسيرة التي تجمع النشطاء من مدينة إلى أخرى ومن قارة إلى قارة في فعل تضامني متجدد”.

وجدد المؤتمر رفضه “محاولات عزل المقاومة الفلسطينية وشيطنتها والتآمر عليها، وإلقاء مسؤولية الإبادة الجماعية على عاتقها”، مؤكداً أن “حكومة الاحتلال الإسرائيلي والجيش، ومعهما الولايات المتحدة والمتقاعسون عربياً ودولياً، يتحملون كامل المسؤولية”. وشدد على أن “تمسك الشعب الفلسطيني بخيار المقاومة هو امتداد لتجارب الشعوب التي واجهت الاستعمار عبر التاريخ”، مؤكداً أن “الفلسطينيين يلتفون حول مقاومتهم الباسلة، ويرفضون أي محاولات لعزلها أو تشويهها”.

وأشار البيان إلى أن “الشعب الفلسطيني يواجه كارثة وطنية ومؤامرة وجودية غير مسبوقة في تاريخه، تتجسد في جريمة الإبادة الجماعية، والحصار والتجويع والتطهير العرقي ومحاولات الترحيل، بدءاً من قطاع غزة وامتداداً إلى الضفة الغربية والقدس”. ودعا المؤتمر الوطني إلى “وحدة الجهود الفلسطينية لمواجهة الاعتداءات المستمرة على الأراضي والممتلكات والبيوت”، مؤكداً أن “غياب الرادع الدولي وضعف القيادة الرسمية الفلسطينية فاقما المعاناة”. وطالب باستعادة “القرار الفلسطيني عبر إعادة بناء منظمة التحرير على أسس وطنية وديمقراطية، وتشكيل قيادة موحدة تستجيب لتضحيات الشعب الفلسطيني”.

وأضاف المؤتمر أن “اللحظة التاريخية الراهنة لا تحتمل أنصاف المواقف أو التهرب من المسؤولية”، مشيراً إلى أن “القيادة الرسمية الحالية عزلت نفسها عن الشعب، وعطلت مؤسساته الوطنية، وجعلت النظام الفلسطيني عرضة للابتزاز”. وشدد على أن “الشرعية الفلسطينية تُكتسب عبر النضال والانتخابات الحرة، وليس عبر ترتيبات خارجية أو مراسيم فردية”، مؤكداً أن “الإصلاح الحقيقي هو إصلاح ديمقراطي يضمن سيادة القانون، والفصل بين السلطات، والمشاركة الوطنية الواسعة”.

وأكد المؤتمر أن “الصمت لم يعد مقبولاً من القوى الوطنية”، معتبراً أن “التهاون مشاركة في العدوان، وأن التحرك المطلوب اليوم يتجاوز البيانات إلى تأسيس مسار موحد لقوى التغيير الفلسطينية، يرتكز على مواجهة الحرب على غزة والإبادة الجماعية وعمليات التهجير، وتعزيز صمود الفلسطينيين في وجه الاستيطان والمستوطنين”. وأشار إلى أن “منظمة التحرير الفلسطينية هي الإطار الوطني الجامع والمعترف به دولياً”، داعياً إلى “إعادة بنائها على أسس ديمقراطية ووطنية عبر انتخابات المجلس الوطني، بما يعيد لها دورها التمثيلي والقيادي في مشروع التحرر”.

كما دعا البيان إلى “تنفيذ اتفاق بكين بين الفصائل الفلسطينية الأربع عشرة، وتشكيل إطار قيادي موحد وحكومة وفاق وطني، بما يضمن وحدة الصف الفلسطيني سياسياً ووطنياً في مواجهة مؤامرات الاحتلال الرامية لفصل غزة عن الضفة والقدس”. وشدد على “ضرورة حماية حقوق الأسرى وعائلات الشهداء، ومواجهة الضغوط الخارجية الرامية إلى تشويه المناهج الوطنية”، مؤكداً أن “مواجهة مشروع الاستيطان والتهجير تتطلب حراكاً وطنياً شاملاً يضم مختلف القوى الفلسطينية، على قاعدة برنامج وطني موحّد يصون الكرامة الوطنية ويرفض الإقصاء والتهميش”.

ناشطون من أسطول الصمود يدعون للضغط على إسرائيل قبيل إبحارهم إلى غزة

ناشطون من أسطول الصمود يدعون للضغط على إسرائيل قبيل إبحارهم إلى غزة

دعا ناشطون يستعدون للإبحار من إسبانيا يوم الأحد إلى غزة على متن عشرات القوارب التي تحمل مساعدات، الحكومات إلى الضغط على إسرائيل للسماح لأسطولهم، وهو الأكبر حتى الآن، بالمرور رغم الحصار البحري. ومن المقرر أن ينطلق مئات الناشطين المناصرين للفلسطينيين من 44 دولة، ومن بينهم الناشطة السويدية غريتا تونبرغ والسياسية اليسارية البرتغالية ماريانا مورتغوا، من عدة موانئ إلى غزة، ضمن “أسطول الصمود العالمي”.

وأفشلت إسرائيل محاولات عدة لكسر الحصار المستمر منذ 15 عاماً، بطرق تضمنت اعتلاء قواتها الخاصة سفينة في عام 2010، مما أدى إلى مقتل تسعة نشطاء أتراك على الأقل. وقال الفلسطيني سيف أبو كشك، وهو واحد من المنظمين يقيم في إسبانيا، إن الكرة في ملعب السياسيين للضغط على إسرائيل للسماح للأسطول بالمرور. وأضاف لوكالة رويترز، أمس الخميس، في برشلونة “عليهم أن يتحركوا للدفاع عن حقوق الإنسان وضمان مرور آمن لهذا الأسطول”.

وكانت قوات الاحتلال قد أفشلت محاولات سابقة مماثلة بعد اعتراضها السفن ومنعها من الوصول إلى القطاع. وفي حال إبحار أسطول الصمود نحو غزة، فإنه يعتبر المحاولة رقم 38 لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ عام 2007. وتشكل الأسطول العالمي من اتحاد أسطول الحرية، والحركة العالمية لغزة، وقافلة الصمود، وصمود نوسانتارا الماليزية، كما يضم آلاف الناشطين من نحو 50 دولة. ويخطط القائمون على أسطول الصمود للإبحار باتجاه غزة من إسبانيا في 31 آب/ آب الحالي، ومن تونس في 4 أيلول/ أيلول المقبل، في محاولة لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع.

وكانت السفينة “حنظلة” التابعة لأسطول الحرية، والتي كانت أحدث محاولات كسر الحصار عن غزة، وصلت إلى حدود 70 ميلاً من القطاع حينما اقتحمها الجيش الإسرائيلي، حيث تجاوزت المسافات التي قطعتها سفن سابقة مثل “مرمرة الزرقاء” التي كانت على بعد 72 ميلاً قبل اعتراضها من إسرائيل عام 2010، وسفينة “مادلين” التي وصلت بمسافة 110 أميال، وسفينة “الضمير” التي كانت على بُعد 1050 ميلاً، وفق اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة، اليوم الجمعة، أنها سجّلت خلال الـ24 ساعة الماضية، 5 حالات وفاة نتيجة المجاعة وسوء التغذية، بينها طفلان. وبذلك، يرتفع العدد الإجمالي لضحايا المجاعة وسوء التغذية إلى 322 شهيداً، من بينهم 121 طفلاً. وأضافت أنه منذ إعلان تصنيف المجاعة في قطاع غزة من قِبل (IPC) بتاريخ 22 آب/ آب 2025، سُجّلت 44 حالة وفاة، من بينها 6 أطفال.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، أعلنت الأمم المتحدة، رسمياً المجاعة في غزة، وهو أول إعلان من نوعه في الشرق الأوسط، وقال خبراؤها إنّ 500 ألف شخص يواجهون جوعاً كارثياً. وبعد أشهر من التحذيرات بشأن الوضع الإنساني واستشراء الجوع في القطاع الفلسطيني، أكّد التصنيف المرحلي للأمن الغذائي ومقرّه في روما أنّ محافظة غزة (مدينة غزة وحدها) التي تغطي نحو 20% من قطاع غزة، تشهد مجاعة.

(رويترز، العربي الجديد)