
رئيس البرلمان التركي يدعو الكردستاني للإسراع بإتمام تسليم السلاح
دعا رئيس البرلمان التركي نعمان قورطولموش، اليوم الجمعة، حزب العمال الكردستاني إلى إكمال عملية تسليم سلاحه بأسرع وقت ممكن ضمن مسار “تركيا خالية من الإرهاب”. وتطرق قورطولموش، في حوار مع وكالة الأناضول الرسمية، إلى لجنة “التضامن الوطني والأخوّة والديمقراطية” البرلمانية، التي تعمل على الاستماع لمختلف مكونات وشرائح الشعب التركي للوصول إلى مقترحات تشريعية في فترة ما بعد حل الكردستاني نفسه.
وكشف قورطولموش أن هناك قراراً بإكمال اللجنة أعمالها في آخر يوم من العام الجاري، مشيراً إلى إمكانية التمديد شهرين إذا لزم الأمر، موضحاً أن ممثلين عن قطاع الأعمال والنقابات سيشاركون في الجلسة القادمة، وستتم دعوة الأسماء التي اقترحتها أغلبية كبيرة من أعضاء اللجنة. كما سيتم الاستماع إلى بعض عائلات الشهداء وقدامى المحاربين والجرحى، الذين لم تتمكن اللجنة من سماعهم وقبول طلباتهم. وأجرت اللجنة النيابية حتى الآن، منذ بداية آب/آب الجاري، سبع جلسات استماع لمختلف شرائح الشعب، وينتظر أن تواصل الاجتماعات في الفترة المقبلة.
وتطرق قورطولموش إلى مجريات الجلسات السابقة، وقال: “تأثرنا بشدة في الجلسة التي حضرتها عائلات الشهداء والمحاربين القدامى، حيث نزع أحد الجرحى عينه الزجاجية وأمسكها بيده قائلاً: دفعتُ ثمناً باهظاً، لا ينبغي لأي أم أن تبكي. وفي الجلسة نفسها قالت إحدى الأمهات: علينا أن ندفن أسلحتنا لا أبناءنا. وكانت هذه إحدى أكثر الجلسات أهمية بالنسبة لنا”، وشدد على أنه يجب إنجاز تسليم السلاح في أسرع وقت ممكن، ولكي يحدث ذلك، يجب على الكردستاني الإسراع في إتمام عملية إلقاء السلاح وحل نفسه.
وفي السياق نفسه، قال حزب ديم الكردي في بيان، اليوم الجمعة، إن اللقاء مع مؤسس حزب العمل الكردستاني عبد الله أوجلان في سجنه، أمس الخميس، قاد إلى ثلاثة عناوين أساسية مطلوبة في المرحلة المقبلة من مسار “تركيا خالية من الإرهاب”. ونقل البيان عن أوجلان قوله: “المشكلة التي نواجهها كانت مستفحلة لدرجة تتطلب تدخلاً جراحياً خاصاً. وكان الهدف بذل كل ما في وسعنا لإنهاء المرحلة المؤلمة”، وأكد أن “المجتمع الديمقراطي والسلام والتكامل هي المفاهيم الرئيسية الثلاثة لهذه العملية، ويمكن تحقيق نتائج على هذا الأساس، وأن هناك حاجة إلى مرحلة جديدة تتخذ فيها خطوات عاجلة على جميع الأصعدة”.
وأوضح البيان أن أوجلان شدد على القول إنه لطالما “فضّل التكامل القائم على جمهورية ديمقراطية ومجتمع ديمقراطي، وأن فهم هذه الخطوة الاستراتيجية واحتضانها سيعود بالنفع على جميع أبناء تركيا”. وأشار البيان إلى أن وفد الحزب، المكون من النائبة برفين بولدان والنائب مدحت سنجار والمحامي فايق أرول، عقد اجتماعاً مع أوجلان لمدة ثلاث ساعات، مؤكداً أن أوجلان يتمتع بصحة ممتازة ومعنويات عالية، وجرى تقييم شامل للمراحل التي مرت بها عملية السلام والمجتمع الديمقراطي والنقطة التي وصلت إليها.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أفاد، الثلاثاء الماضي، بأن مسار “تركيا خالية من الإرهاب” وصل لمرحلة نهائية، فيما كان زعيم حزب الحركة القومية دولت باهتشلي، حليف أردوغان وشريكه في الحكم، قد قال في وقت سابق إنه يتوقع انتهاء المرحلة قبل نهاية العام الجاري.
وأعلن حزب العمال الكردستاني، في 12 أيار/ أيار الماضي، قراره حلّ نفسه وإلقاء السلاح استجابةً لدعوة مؤسسه عبد الله أوجلان، الذي يقضي عقوبة السجن المؤبد في جزيرة إمرلي. ودعا أوجلان، في نهاية شباط/ شباط الماضي، إلى حل جميع المجموعات التابعة للكردستاني وإنهاء أنشطتها، لتقوم أول مجموعة، في 11 تموز/ تموز الماضي، بإلقاء سلاحها وحرقه في السليمانية بإقليم كردستان العراق.