أعلنت الجمعية الدولية لعلماء الإبادة الجماعية، اليوم الإثنين، موافقتها على قرار ينص على استيفاء المعايير القانونية لإثبات ارتكاب إسرائيل إبادة جماعية في قطاع غزة.
وتُعد هذه الهيئة أكبر جمعية تضم علماء متخصصين في أبحاث الإبادة الجماعية والتوعية بها حول العالم، حيث أيّد 86% من المصوّتين من بين 500 عضو القرار الذي ينص على أن “سياسات إسرائيل وتصرفاتها في غزة تستوفي التعريف القانوني للإبادة الجماعية، المنصوص عليه في المادة الثانية من اتفاقية الأمم المتحدة لمنع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها (1948)”.
“توثيق قانوني جديد”
وسبق أن رفضت إسرائيل بشدة كون أفعالها في غزة تصل إلى حد الإبادة الجماعية، وتناهض حاليًا دعوى أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي بدعوى ارتكاب إبادة جماعية.
وقالت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في بيان، إنّ “القرار الذي أصدرته الجمعية الدولية لعلماء الإبادة الجماعية (IAGS)…، هو توثيق قانوني جديد، يُضاف للتقارير والشهادات الدولية التي وثّقت ما يتعرض له شعبنا من إبادة جماعية تجري أمام مرآى ومسمع العالم”.
واعتبرت أن “عدم تحرك المجتمع الدولي ضد الكيان الصهيوني وحكومة مجرم الحرب نتنياهو، في ظل هذه القرارات والتقارير المُوثقة لجريمة الإبادة والصادرة عن جهات الاختصاص، لهو وصمة عار وعجز غير مبرر، وإخفاق مدوٍ في حماية الإنسانية، وتهديد مباشر للسلم والأمن الدوليين”.
من جانبه، رحب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، اليوم الإثنين، بموافقة الجمعية الدولية لعلماء الإبادة الجماعية على القرار، وقال المكتب في بيان: “نرحّب بقرار الجمعية الدولية لعلماء الإبادة الجماعية الذي أكد أن المعايير القانونية قد تحققت لإثبات ارتكاب الاحتلال الإسرائيلي لجريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة”.
وأضافت أن “هذا الموقف العلمي المرموق يعزز الأدلة والوقائع الموثقة أمام المحاكم الدولية”.
وتابعت أنه “يضع على عاتق المجتمع الدولي التزامًا قانونيًا وأخلاقيًا بالتحرك العاجل لوقف الجريمة وحماية المدنيين ومحاسبة قادة الاحتلال أمام المحكمة الجنائية الدولية وفقاً لاتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية لعام 1948”.
نص القرار
ومنذ تأسيسها عام 1994، أصدرت جمعية علماء الإبادة الجماعية تسعة قرارات تعترف بوقائع تاريخية أو مستمرة على أنها إبادة جماعية.
ويدعو القرار، الذي اعتمده العلماء، إسرائيل إلى “الوقف الفوري لجميع الأعمال التي تشكل إبادة جماعية وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة”.
ومن بين تلك الجرائم ” الهجمات المتعمدة على المدنيين وقتلهم، بما يشمل الأطفال والتجويع ومنع المساعدات الإنسانية والمياه والوقود وغيرها من المواد الأساسية لبقاء السكان والعنف الجنسي والإنجابي والتهجير القسري للسكان”.
وقالت ميلاني أوبراين رئيسة الجمعية وأستاذة القانون الدولي بجامعة غرب أستراليا والمتخصصة في الإبادة الجماعية لوكالة رويترز: “هذا بيان قاطع من خبراء في مجال دراسات الإبادة الجماعية بأن ما يجري على الأرض في غزة هو إبادة جماعية”.
وتتهم منظمات حقوقية دولية ومنظمات غير حكومية إسرائيلية إسرائيل بالفعل بارتكاب إبادة جماعية. وكان المئات من موظفي مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك بعثوا الأسبوع الماضي له رسالة، يطالبونه فيها بوصف حرب غزة صراحة بأنها إبادة جماعية متواصلة.
“لن يبقى من ينقل الحدث”
ويأتي هذا القرار بالتزامن مع مشاركة أكثر من 250 وسيلة إعلامية من نحو 70 بلدًا، اليوم الإثنين، في حملة للتنديد بقتل إسرائيل عددًا كبيرًا من الصحافيين الفلسطينيين في غزة، بمبادرة من منظمتي “مراسلون بلا حدود” و”آفاز” غير الحكوميتين.
وتعتمد هذه الحملة بالاستعانة سواء بشريط أسود على الصفحة الأولى، أو رسالة على الصفحة الرئيسية للموقع الإلكتروني، أو بافتتاحيات ومقالات رأي.
“بالمعدل الذي يقتل فيه الجيش الإسرائيلي الصحافيين في غزة، لن يبقى قريبًا أحد لينقل ما يحدث”، هي الرسالة التي عُرضت على خلفية سوداء على الصفحات الأولى لصحف مثل لومانيتيه في فرنسا، وبوبليكو في البرتغال، ولا ليبر في بلجيكا.
ونشر موقع “ميديابارت” الإلكتروني وموقع صحيفة “لا كروا” الإلكتروني مقالًا خُصص للحملة.
جرائم بحق الصحافيين
وأحصت منظمة مراسلون بلا حدود استشهاد أكثر من 210 صحافيين منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة منذ تشرين الأول/ تشرين الأول 2023. ويقول المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن العدد يتجاوز 247 شهيدًا.
وتأتي حملة الإثنين، التي تشارك فيها أيضًا صحيفة “لوريان لو جور” (لبنان)، و”ذا إنترسبت” (مؤسسة إعلامية استقصائية أميركية)، وصحيفة “دي تاغس تسايتونغ” (ألمانيا)، بعد أسبوع من الضربات الإسرائيلية التي أودت بعشرين شخصًا بينهم خمسة صحافيين في مستشفى ناصر في خانيونس بجنوب القطاع.
وأضافت المنظمة المعنية بحقوق الصحافة أنها رفعت أربع شكاوى إلى المحكمة الجنائية الدولية ضد الجيش الإسرائيلي بتهمة ارتكاب جرائم حرب ضد الصحافيين في قطاع غزة على مدار الاثنين وعشرين شهرًا الماضية.
“دماء القادة ليست بأغلى من دماء أي طفل فلسطيني على هذه الأرض”.
هذا ما شدّد عليه أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، عندما أعلن استشهاد القائد العسكري الأعلى لكتائب القسام محمد الضيف في الثلاثين من كانون الثاني/ كانون الثاني الماضي، بعد أكثر من أربعة أشهر على إعلان إسرائيل اغتياله.
وصف أبو عبيدة الضيف وستة من رفاقه الذين استشهدوا معه، بأنهم “استشهدوا مقبلين غير مدبرين، في خضم معركة طوفان الأقصى، بين غرف عمليات القيادة أو في الاشتباك المباشر مع قوات العدو في الميدان”.
وبعد نحو تسعة أشهر من نعيه الضيف، تشير بعض التقارير إلى أنّ أبو عبيدة، الذي لم يظهر طوال مسيرته إلا ملثّمًا، انضمّ إلى رفاق دربه: محمد الضيف، ويحيى السنوار، وإسماعيل هنية، وآخرين من قادة المقاومة، فضلًا عن عشرات آلاف الشهداء الفلسطينيين منذ 7 تشرين الأول/ تشرين الأول 2023.
صورة نشرتها حماس ليلة السبت لعدد من قادتها الشهداء-فيسبوك
وزعم وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس عصر الأحد اغتيال أبو عبيدة، بعد يوم كامل تضاربت فيه الأنباء بشأن مصيره، قائلًا في حسابه على منصة إكس: “تمت تصفية المتحدث باسم إرهاب حماس في غزة، أبو عبيدة”.
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في وقت سابق أن الجيش وجهاز الأمن الداخلي (الشاباك) شنا هجومًا استهدف أبو عبيدة، هذا في حين قالت القناة 14 الإسرائيلية إن أبا عبيدة كان داخل مبنى قرب مخبز في حي الرمال بمدينة غزة لحظة استهدافه.
أبو عبيدة يتوعد بأسر المزيد
وكان جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة أكد السبت استشهاد 66 شخصًا على الأقل في ضربات إسرائيلية، طالت إحداها بناية سكنية قرب مفترق التايلندي بحي الرمال في غرب مدينة غزة. ويرجّح أن تكون البناية هي التي تواجد فيها أبو عبيدة وعدد من أفراد عائلته.
أبو عبيدة بين الشهيد إسماعيل هنية وموسى أبو مرزوق عام 2014- غيتي
وجاء الهجوم بعد يوم واحد فقط من آخر تصريحات لأبي عبيدة، حين قال إن خطط إسرائيل لاحتلال غزة “ستكون وبالًا على قيادتها السياسية والعسكرية”.
وفي سلسلة تدوينات على قناته في “تلغرام” الجمعة الماضي، شدّد على أن “خطط العدو الإجرامية لاحتلال غزة سيدفع ثمنها جيش العدو من دماء جنوده، وستزيد من فرص أسر جنود جدد”. واعتبر أن نتنياهو ووزراءه قرروا “تقليص عدد الأسرى الإسرائيليين الأحياء إلى النصف، وأن تختفي معظم جثث أسراهم القتلى إلى الأبد”.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن الجمعة مدينة غزة “منطقة قتال خطيرة”، في وقت تواصل إسرائيل التهديد بشن هجوم عسكري كبير على المدينة.
الملثّم والحرب النفسية
رغم ظهوره المتكرر منذ توليه منصب الناطق باسم كتائب القسام عام 2002، بقيت شخصية أبو عبيدة غامضة، إذ لم يُعرف عنه سوى القليل. ويُعتقد أنه وُلد في مخيم جباليا في شباط/ شباط 1985، وفق مصادر في حماس، وهو حاصل على ماجستير في أصول الدين من الجامعة الإسلامية في غزة.
صورة تعود إلى 2012 لأبي عبيدة المعروف بالملثم – غيتي
ووفقًا لصحيفة “يديعوت أحرونوت”، نال الماجستير عام 2013 عن أطروحة بعنوان “الأرض المقدسة بين اليهودية والمسيحية والإسلام”.
وكان أبو عبيدة من أعلن، في خطاب مصوّر، عن عملية “طوفان الأقصى” في تشرين الأول/ تشرين الأول 2023، وبعدها بات يطل في عشرات الخطابات المتلفزة، والرسائل الصوتية، والبيانات الصحافية، والتغريدات.
ولا تقتصر أهميته على كونه الناطق باسم الكتائب، بل كان من قادة القسام البارزين، مقرّبًا من دائرة صنع القرار في المجلس العسكري، ومن أبرز المقربين إلى الشهيدين محمد الضيف ومحمد السنوار.
وقد لفت أبو عبيدة أنظار المؤسسات الأمنية والاستخباراتية الإسرائيلية عام 2006 عندما أعلن عن أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في عملية “الوهم المتبدد” شرق رفح، وهي العملية التي قُتل فيها جنديان وأصيب اثنان آخران.
أبو عبيدة أعلن أسر جلعاد شاليط عام 2006 – غيتي
وتقول إسرائيل إن اسمه الحقيقي هو “حذيفة سمير عبد الله الكحلوت”، ونشرت سابقًا صورة مزعومة له، كما استهدفته مرارًا، وشنّت حربًا نفسية لا هوادة فيها لتشويه صورته، أو دفعه لإظهار هويته الحقيقية للقيام بتعقبه، لكنها فشلت في كل محاولاتها.
فقد ادّعت أنه مصاب ومختبئ أسفل مستشفى ناصر في كانون الأول/ كانون الأول 2023، وروّجت مرة أخرى مزاعم عن وجوده خارج قطاع غزة.
وقام المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، بمسعى إعلامي لتحقيق أي نصر ضد الملثّم في أعقاب هجوم طوفان الأقصى بالكشف عن صورة أبي عبيدة المعروف بالملثّم، لكن تبيّن أن الصورة المزعومة هي نفسها التي أعلن عنها الجيش الإسرائيلي عام 2014، ما أحبط محاولة أدرعي لادّعاء أي نصر، أو العثور على ما يقوده إلى شخصية أبي عبيدة الحقيقية.
لغة رفيعة وجيش في رجل
عرفت خطابات أبو عبيدة انتشارًا واسعًا في المنطقة، وتميّزت بلغتها العربية الرفيعة، وبنهايتها الثابتة: “وإنه لجهاد: نصر أو استشهاد”.
ومن خلالها كان أبو عبيدة ينقل الرسائل أو يسرد التفاصيل الدقيقة لآخر عمليات المقاومة، أو يحدّد المواقف من بعض الأمور السياسية التي كان أهالي غزة أو مناصرو المقاومة في المنطقة ينتظرون حسمًا فيها.
أبو عبيدة في نيويورك في ذكرى النكبة في أيار الماضي – غيتي
وحافظ أبو عبيدة الذي اعتبره مؤيدو المقاومة جيشًا رديفًا لا يقل ضراوة عن المقاومين في الميدان، على الوتيرة نفسها في بث روح العزيمة والثقة بالنصر في نفوس المقاومين، منذ أول خطاب مصوّر ألقاه في الثاني عشر من تشرين الأول/تشرين الأول 2023، إلى آخر خطاب مصوّر ألقاه في 18 تموز/ تموز الماضي.
وفي مقابل ذلك، كانت انتقاداته لقادة الدول العربية والإسلامية تزداد حدّة مع كل خطاب جديد، إلى أن وصلت إلى اعتبار قادة هذه الدول خصومًا أمام الله، وتحميلهم مسؤولية سقوط عشرات آلاف الشهداء نتيجة ما وصفه بخذلانهم وصمتهم على المجزرة التي تُرتكب في قطاع غزة.
وفي خطاب 12 تشرين الأول 2023، أكد أبو عبيدة أن الحركة وضعت خطة دقيقة لتنفيذ عملية “طوفان الأقصى”، وسرد مجريات الهجوم والاستعدادات التي سبقته، مشيرًا إلى أن المقاومة كانت حريصة على إخفاء النوايا والتدريبات والتحركات قبيل تنفيذ هجومها.
أما في آخر خطاب مصوّر ظهر فيه وألقاه في 18 تموز/ تموز الماضي فأكد أبو عبيدة أن المقاومة في جهوزية كاملة لمواصلة معركة استنزاف طويلة ضد الاحتلال مهما كان شكل عدوانه، وأن مجاهدي المقاومة تبايعوا “على الثبات والإثخان في العدو حتى دحر العدوان أو الشهادة”.
وقال أبو عبيدة:
سنقاتل بحجارة الأرض وبما نمتلكه من إرادة، ورجال مؤمنين يصنعون بالقليل من السلاح المعجزات الباهرة بفضل الله
وشدّد أبو عبيدة على أن إستراتيجية قيادة القسّام وقرارها في هذه المرحلة هي “تأكيد إيقاع مقتلة في جنود العدو، وتنفيذ عمليات نوعية مركزة من مسافة الصفر، والسعي لتنفيذ عمليات أسر لجنود صهاينة”.
ووجّه هجومًا شديد اللهجة لحكام الدول العربية والإسلامية، متهمًا إياهم بالخذلان، قائلًا:
إننا نقول للتاريخ وبكل مرارة وألم وأمام كل أبناء أمتنا: يا قادة هذه الأمة الإسلامية والعربية ونخبها وأحزابها الكبيرة ويا علماءها، أنتم خصومنا أمام الله عز وجل. أنتم خصوم كل طفل يتيم وكل ثكلى وكل نازح ومشرّد وجريح ومكلوم.
إن رقابكم مثقلة بدماء عشرات الآلاف من الأبرياء الذين خُذلوا بصمتكم، وإن هذا العدو المجرم النازي لم يكن ليرتكب هذه الإبادة على مسمعكم ومرآكم إلا وقد أمن العقوبة وضمن الصمت واشترى الخذلان
ورغم إعلان إسرائيل اغتيال أبي عبيدة إلا أنه لا يتوقع أن تسارع حركة حماس إلى تأكيد النبأ أو نفيه، إذ غالبًا ما تتأخر الحركة في تأكيد استشهاد قادتها الكبار خاصة الذين يستشهدون داخل قطاع غزة، لأسباب لوجستية تتعلق بترتيبات التأكد من الاغتيال، وأسباب أخرى ذات صلة بالحرب النفسية.
لماذا تتأخر حماس بتأكيد اغتيال قادتها؟
وكانت إسرائيل أعلنت اغتيال قائد كتائب القسام محمد السنوار في غارة نفذتها في 13 أيار/ أيار الماضي قرب مستشفى غزة الأوروبي في جنوب شرق خانيونس، وأكدت عثورها على جثته في حزيران/ حزيران الماضي، إلا أن حماس لم تعلن ذلك إلا يوم السبت الماضي.
غالبًا ما تتأخر حماس في تأكيد اغتيال قادتها في غزة الا بعد التوثق من ذلك – غيتي
وحدث ذلك بعد حديث نتنياهو عن استهداف أبو عبيدة، حيث نشرت كتائب القسام في وقت متأخر من مساء السبت صورًا ومقاطع مصورة للمرة الأولى لقادتها الذين اغتالتهم إسرائيل منذ 7 تشرين الأول، ومنها صور إسماعيل هنية ويحيى السنوار ومحمد الضيف ومروان عيسى.
وأكدت للمرة الأولى استشهاد محمد السنوار الذي تولى قيادة المجلس العسكري لكتائب القسام بعد اغتيال محمد الضيف.
والأمر حدث أيضًا بعد اغتيال الضيف الذي أعلن أبو عبيدة استشهاده في 30 كانون الثاني/ كانون الثاني 2025 بالإضافة إلى 6 من أعضاء المجلس العسكري لكتائب القسام، وهم نائبه مروان عيسى وغازي أبو طماعة ورائد ثابت ورافع سلامة وأحمد الغندور وأيمن نوفل، علمًا أن إسرائيل كانت قد أعلنت اغتيال الضيف في 1 آب/ آب 2024، في ضربة جوية نفذتها في تموز/ تموز الماضي على مجمع في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة.
تشييع القيادي في حماس يحيى عياش 1996-غيتي
واستشهد العديد من قادة الحركة في عمليات اغتيال نفذتها إسرائيل أو اتهمت بتنفيذها، لم يكن أولهم يحيى عياش ولن يكون أبو عبيدة إذا تأكد استشهاده آخرهم، ومن أبرز عمليات ومحاولات الاغتيال:
1996: يحيى عيّاش
في 5 كانون الثاني/ كانون الثاني 1996، قامت إسرائيل باغتيال يحيى عيّاش، القيادي في كتائب القسام، بانفجار هاتف نقال في غزة، واتهم جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت) بالضلوع في قتل عيّاش الذي كان يُعرَف بـ”المهندس”.
1997: خالد مشعل
في 25 أيلول/ أيلول 1997، تعرّض خالد مشعل القيادي في حركة حماس، لمحاولة اغتيال في العاصمة الأردنية عمّان نفذها عملاء لجهاز الموساد الإسرائيلي عبر حقنه بالسمّ.
وإثر الهجوم عليه، دخل مشعل في غيبوبة، لكن تدخل العاهل الأردني الراحل الملك حسين في القضية أنقذ حياة مشعل، بعد اتفاق أتاح الحصول من إسرائيل على الترياق، والإفراج عن مؤسس حركة حماس الشيخ أحمد ياسين، مقابل الإفراج عن عملاء الموساد الذين أوقفهم الأردن.
2002: صلاح شحادة
استشهد مؤسس الجناح العسكري لحركة حماس صلاح شحادة في غارة جوية إسرائيلية استهدفت مبنى في غزة في 22 تموز/ تموز 2002، وتسبّب القصف باستشهاد 15 مدنيًا بينهم زوجة شحادة وابنته وثمانية أطفال آخرين.
2003: إسماعيل أبو شنب
اغتيل إسماعيل أبو شنب، أحد مؤسسي حركة حماس، في استهداف صاروخي إسرائيلي لسيارته في 22 آب/ آب 2003.
2004: أحمد ياسين
استشهد مؤسس حركة حماس الشيخ أحمد ياسين بغارة نفذتها مروحية إسرائيلية فجر 22 آذار/ آذار 2004، بعيد خروجه من مسجد في غزة.
اغتالت اسرائيل الشيخ احمد ياسين عام 2004-غيتي
2004: الرنتيسي والشيخ خليل
بعد أقل من شهر من اغتيال الشيخ ياسين، لقي خليفته في قيادة الحركة عبد العزيز الرنتيسي المصير نفسه في ضربة إسرائيلية، وفي أيلول/ أيلول من العام ذاته، استشهد المسؤول في الحركة عز الدين الشيخ خليل بانفجار سيارة مفخخة.
2009: ريّان وصيام
استشهد نزار ريّان، أحد أبرز القادة السياسيين والعسكريين للحركة، في الأول من كانون الثاني 2009 في غارة أثناء عملية عسكرية إسرائيلية، أودت أيضًا بحياة عشرة من أبنائه.
وبعد 15 يومًا، اغتالت إسرائيل سعيد صيام، أحد أبرز قياديي الحركة، والذي شغل منصب وزير الداخلية بعد فوز حماس في الانتخابات التشريعية.
2010: محمود المبحوح
عثر على محمود المبحوح، أحد المسؤولين العسكريين في حركة حماس، مقتولًا في غرفة فندق في دبي في 20 كانون الثاني/كانون الثاني 2010، واتهمت الحركة وشرطة دبي عملاء لإسرائيل بالوقوف خلف العملية باستخدام جوازات سفر أجنبية مزورة.
2012: أحمد الجعبري
أطلقت إسرائيل عملية “عمود السحاب” ضد فصائل المقاومة في قطاع غزة بعملية اغتيال لنائب القائد العام لكتائب القسام أحمد الجعبري في 14 تشرين الثاني/ تشرين الثاني 2012، عبر قصف صاروخي استهدف سيارته.
2014: أبو شمالة والعطار وبرهوم
أدت غارة جوية إسرائيلية في مدينة رفح بجنوب قطاع غزة في 21 آب 2014، إلى اغتيال ثلاثة من القادة العسكريين لكتائب القسام، هم محمد أبو شمالة ورائد العطار ومحمد برهوم.
2024: صالح العاروري
بعد أشهر من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 تشرين الأول 2023، اغتالت إسرائيل نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري، في ضربة جوية استهدفت مبنى في الضاحية الجنوبية لبيروت في 2 كانون الثاني 2024.
2024: محمد الضيف
في مطلع آب 2024، أعلنت إسرائيل أن ضربة جوية نفذتها في خانيونس بجنوب قطاع غزة في 13 تموز/ تموز، أدت إلى اغتيال محمد الضيف، قائد كتائب عز الدين القسام.
2024: إسماعيل هنية
اغتالت إسرائيل في 31 تموز/ تموز رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في مقر إقامته في شمال طهران التي كان يزورها لحضور مراسم تنصيب الرئيس الجديد مسعود بزشكيان.
مشعل في تشييع جثمان اسماعيل هنية في الدوحة-غيتي
2024: يحيى السنوار
في 17 تشرين الأول/ تشرين الأول، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قتل يحيى السنوار الذي خلف هنية، وتتهمه إسرائيل بأنه أحد المخططين الرئيسيين لهجوم 7 تشرين الأول.
2025 محمد السنوار
في حزيران/ حزيران الماضي أعلن الجيش الإسرائيلي العثور على جثة القائد العسكري في كتائب القسام محمد السنوار، بعد أيام من إعلان إسرائيل أنها اغتالته في غارة جوية في القطاع في 13 أيار، مع آخرين بينهم محمد شبانة، قائد لواء رفح في كتائب القسام.
لمدة ست ساعات استمر اجماع مجلس الوزراء الأمني والسياسي الإسرائيلي (الكابينت) الذي ناقش خطط احتلال مدينة غزة، حيث تجنب مناقشة ملف صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس.
وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفض مقترحًا تقدم به وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير للتصويت على قرار يمنع صفقة جزئية مع حماس لوقف الحرب على غزة، قائلًا: إن “هذا ليس مطروحًا على الطاولة”.
صفقة التبادل خارج دائرة النقاش
وبحسب مراسل التلفزيون العربي في القدس المحتلة، أحمد جرادات، ناقش الكابينت الخطط العملياتية لاحتلال غزة وسبل تعامل إسرائيل مع “أسطول الصمود” الذي يضم سفنًا انطلقت من إسبانيا متجهة إلى محيط قطاع غزة في محاولة لكسر الحصار المفروض من قبل الاحتلال.
ويتوقّع أن توقف سلطات الاحتلال السفن وتستولي عليها، كما فعلت مع السفن السابقة التي اقتربت من غزة.
وبحسب القناة 14 الإسرائيلية، يرفض نتنياهو إغلاق الباب أمام صفقة جزئية، لكن ذلك لا يعني أن إسرائيل قد تُقدم على هذه الصفقة قبل الشروع في عملية غزة، التي يعوّل عليها نتنياهو لتحقيق استسلام حركة حماس وتسليم الأسرى الإسرائيليين وفقًا للشروط الإسرائيلية.
إسرائيل تهدّد باغتيال قادة حماس بالخارج
وبعد مزاعمه بـ”نجاح” اغتيال المتحدث العسكري باسم كتائب القسّام أبو عبيدة، تهدد إسرائيل بالاستمرار في تنفيذ عمليات الاغتيال، حيث هددت باستهداف قادة حركة حماس في الخارج.
وكانت إسرائيل قد نفّذت سلسلة اغتيالات طالت قيادات بالحركة في الخارج منذ بداية العدوان على قطاع غزة، منها اغتيال صالح العاروري في الضاحية الجنوبية لبيروت، واغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران.
كذلك تهدد إسرائيل بتنفيذ ضربات في اليمن وعمليات اغتيال جديدة بعد اغتيال رئيس الحكومة في صنعاء أحمد الرهوي وعدد من الوزراء.
أفادت وسائل إعلام عبرية، اليوم الاثنين، بأن بعض الوزراء في المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) طلبوا في الجلسة التي عُقدت الليلة الماضية (الأحد – الاثنين) واستمرت ست ساعات، إجراء تصويت على اتفاق جزئي مع حركة حماس، تعيد المحتجزين الإسرائيليين، لكن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو رفض ذلك، وقال إن “الصفقة الجزئية غير مناسبة”.
ونقلت عن مصادر في الكابينت أن رئيس أركان جيش الاحتلال إيال زامير عبّر عن دعمه للصفقة الجزئية، وقال للوزراء “هناك مقترح مطروح على الطاولة، يجب الأخذ به”، مكرراً تصريحاته بأن عملية “عربات جدعون” خلقت ظروفاً لإعادة المحتجزين.
وأوضح زامير أن هناك أهمية أيضاً لإنعاش القوات والوسائل والآليات العسكرية، وأن الجيش الإسرائيلي يعرف كيف يعود للقتال ويواصل تحقيق أهداف الحرب إذا تطلب الأمر ذلك لاحقاً. وعارض غالبية الوزراء التصويت لصالح صفقة، فيما طلب الوزير إيتمار بن غفير التصويت على أن إسرائيل لن توافق على صفقة جزئية. ورد نتنياهو بأن هذا ليس مطروحاً، ولا حاجة للتصويت.
وجاء طلب بن غفير إجراء تصويت على مقترح الصفقة الجزئية التي وافقت عليها حماس، بهدف إسقاطها عن الطاولة نهائياً. وتناولت الجلسة في معظمها اجتياح مدينة غزة وعرض خطط العملية من قبل ممثلي الجيش.
واعتبر زامير، في تصريحات خلال الأسبوع الماضي، أن “الجيش الإسرائيلي وفّر الظروف اللازمة لصفقة تبادل الأسرى، والآن الأمر بيد نتنياهو. هناك خطر كبير على حياة المختطفين (المحتجزين الإسرائيليين) في حال احتلال مدينة غزة”.
وأطلق زامير هذه التصريحات في ظل التحضيرات الإسرائيلية لاحتلال غزة، وبعد إصدار عشرات الآلاف من أوامر الاستدعاء لجنود الاحتياط عشية بدء العملية. ومن وجهة نظر رئيس الأركان، يستطيع الجيش الإسرائيلي احتلال غزة، لكن العملية قد تُعرّض حياة المحتجزين الإسرائيليين للخطر، زاعماً أن عناصر المقاومة قد يقتلونهم أو ينتحرون معهم إذا شعروا بأن الجيش يقترب منهم أكثر من اللازم.
ستروك تسخر من زامير
إلى ذلك، أفادت هيئة البث الإسرائيلي (كان)، أن خلافاً نشب في جلسة الكابينت الليلة الماضية بين الوزيرة أوريت ستروك من حزب الصهيونية الدينية ورئيس الأركان زامير. وسخرت ستروك من زامير مستخدمة اقتباساً من سفر دفاريم في التوراة يقول “وكل من كان خائفاً وضعيف القلب، فليذهب ويعد إلى بيته، لئلا يُضعف قلب إخوته كما قلبه”. وأضافت ستروك: “يحاولون إخافتنا، يثيرون فينا الرعب بمختلف أنواع التخويف”.
وسألتها الوزيرة جيلا جمليئيل: “من الذي يحاول إخافتنا؟”، فردت ستروك: “ترددت بشأن الإفصاح عن ذلك، وقررت في النهاية أن أقول: إنهم يخيفوننا بمختلف أنواع التخويف”، وكانت تلمّح إلى أن المقصود هو الجيش الإسرائيلي.
وردّ رئيس الأركان زامير قائلاً: “جئت من أجل مهمتين في حياتي: “منع النووي في إيران وتدمير حماس”. وأضاف “كل صباح تكون خريطة الشرق الأوسط أمامي، وأنا أوافق على ضربات في كل مكان. لا أحد هنا خائف أو ضعيف القلب، وكذلك الجنرالات الموجودون هنا”.
وأردف زامير: “أنا أتخذ قرارات قوية لم يتخذها أحد من قبل. أضع أمامكم كل المعاني والعواقب لكل أمر. إذا كنتم تريدون انضباطاً أعمى (أي بدون نقاش)، فابحثوا عن شخص آخر!”. ووضع نتنياهو حداً للسجال قائلاً: “أنا لا أريد انضباطاً أعمى، ولا أريد أيضاً خرقاً للإطار”.
منتدى عائلات المحتجزين يهاجم نتنياهو
هاجم منتدى عائلات المحتجزين الإسرائيليين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو عقب موقفه في جلسة الكابينت، وجاء في بيان صادر عن المنتدى أن “نتنياهو، مؤسس نظرية المراحل (صفقة على دفعات)، ومبتكر نظام الانتقاء (انتقاء المحتجزين الذين يتم إطلاق سراحهم في أي صفقة)، يعارض الطريقة التي ابتكرها والاتفاق الذي سبق أن وافق عليه. لقد انكشفت الحقيقة: هذه ليست استراتيجية تفاوض، بل استراتيجية إفشال ودفن للاتفاق”. وأضاف البيان: “نتنياهو يضحي بالمختطفين والجنود على مذبح بقائه السياسي، في الوقت الذي يوجد فيه على الطاولة مقترح حقيقي يمكن أن يتحوّل إلى اتفاق يعيد آخر مختطف وينهي الحرب”.
احتجاجات لطلاب المدارس
في السياق، أعلن آلاف الطلاب في نحو 70 مدرسة ثانوية إسرائيلية أنهم سيضربون اليوم مع افتتاح العام الدراسي، مطالبين الحكومة بدفع صفقة لإعادة جميع المحتجزين وإنهاء الحرب. وكان الطلاب قد وضعوا أقفالاً على بوابات العديد من المدارس في تل أبيب ومنطقتها الليلة الماضية، فيما أغلق عدد منهم محاور طرق صباح اليوم.
أعلن الجيش الإسرائيلي عن نتائج العمليات العسكرية التي شنها لواء “كفير” التابع له في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
ووفقا للبيان الرسم على قناة الجيش في “تلغرام”، تركزت المهام على “توسيع نطاق السيطرة التشغيلية في المنطقة، والقضاء على ما وصفهم بالإرهابيين، وتفكيك البنية التحتية للإرهاب”.
وأشار البيان إلى أن القوات “قامت خلال العمليات بالقضاء على عشرات المطلوبين في مواجهات عن قرب وبالتعاون مع سلاح الجو، بينهم من زعم الجيش أنهم مشاركون في هجمات 7 تشرين الأول”.
كما أعلن الجيش الإسرائيلي عن “تفكيك ما يقارب 8 كيلومترات من شبكة الأنفاق تحت الأرض، وتدمير منشآت عسكرية تابعة لحركة حماس، وعثرت على كميات كبيرة من الأسلحة ودمرتها”.
ولم يغفل البيان ذكر التقدم في إنشاء ما يعرف بممر “ماجين أوز”، الذي يهدف وفقا للجيش الإسرائيلي إلى “فصل الأجزاء الشرقية والغربية لمدينة خان يونس”.
وختم الجيش الإسرائيلي تصريحه بتأكيد أن “قواته العاملة تحت قيادة الجنوب ستواصل تنفيذ كل مهمة مطلوبة لتعزيز السيطرة والقضاء على ما تسميه بالإرهاب”.