صانعي الخراب.. ما الدور الذي يلعبه جنود سلاح الهندسة الإسرائيلي بغزة؟

صانعي الخراب.. ما الدور الذي يلعبه جنود سلاح الهندسة الإسرائيلي بغزة؟

بين كل الأهداف فإن كتائب ووحدات الهندسة في الجيش الإسرائيلي هي الأهم عند مقاتلي المقاومة الفلسطينية لأسباب عديدة، إذ تسميهم هذه الأخيرة بـ”صانعي الخراب”.

فجنود الهندسة المتنوعة هم المكلفون بتفخيخ المنازل لهدم أحياء كاملة، وشق الطرقات وتفكيك المتفجرات عدا عن تنفيذهم جرائم منها الإعدامات الميدانية.

ووثق مقطع  مصور حصل عليه التلفزيون العربي، إعدام مسن في حي النصر بمدينة غزة، وصفه الجنود بالمخرب، لكنهم اعترفوا لاحقًا أنه كان أعزل، وقد أشار لهم بيديه الخاليتين، ليتبين بعدها أنه من ذوي الاحتياجات الخاصة، ورغم ذلك تفاخر الجندي بقتله وهنأه الضابط وبقية الجنود.

جنود سلاح الهندسة الإسرائيلي 

فهؤلاء الجنود من كتيبة الهندسة المدرعة “أساف 601″، وهي من أهم كتائب الجيش الهندسية إلى جانب “لاهاف 603″، و”هميخان 605″، و”باهَد 614″، والكتيبة الأحدث “همفتس 607”.

ويوجد داخل الكتائب وحدات متخصصة أبرزها “يلهوم”، وهي نخبة الهندسة القتالية المتخصصة في قتال الأنفاق ومعالجة العبوات والدفاع الكيماوي والنووي والتفجير تحت الأرض.

كما أن لكل لواء مشاة سرية هندسية، ولكل لواء مدرعات كتيبة هندسية. كجفعاتي وجولاني، وناحال.

وفي 15 حزيران/ حزيران 2004، نفذت المقاومة الفلسطينية كمينًا مركبًا في حي تل السلطان برفح، حيث بدأ الهجوم باستهداف جرافة “D9” بقذيفة “ياسين 105” مما أدى إلى توقفها.

وعند وصول آليات الدعم، بدأت المرحلة الثانية من الكمين، وتم استهداف ناقلة الجند المدرعة “النمر”، أسفر ذلك عن مقتل 8 جنود جميعهم من سلاح الهندسة، ومن بينهم النقيب وسيم محمود، والرقيب أول ضابط أور بلوموفيتش ضابط الرشاش، والرقيب أول أوزي يشعيا غرابر، وآخرون.

صورة خاصة بالتلفزيون العربي لجنود سلاح الهندسة الإسرائيلي

صورة خاصة بالتلفزيون العربي لجنود سلاح الهندسة الإسرائيلي

وتظهر صور وجدت بحوزة الجنود القتلى توثيقًا لعمليات تخريب وتدمير نفذوها في غرب مدينة غزة خلال بدايات شهر كانون الأول/ كانون الأول لعام 2023.

وبعد مرور 7 أشهر كانت نهايتهم على يد المقاومين في رفح، إذ تقول المقاومة إن خسائر سلاح الهندسة في معركة طوفان الأقصى كبيرة، وقد حصل التلفزيون العربي على 13 مقطعًا مختلفًا لكمائن نفذها مقاتلو القسام، الجناح العسكري لحركة حماس.

في المقابل اعترف الاحتلال بمقتل 75 جنديًا وضابطًا من سلاح الهندسة تحت بند ما سمح بنشره.

ورصدت معظم العمليات في رفح خاصة في مناطق يبنا والشابورة وتل السلطان، كما وثقت هجمات مماثلة في بيت لاهيا وجباليا والريان.

كما أن الكمائن الأخيرة في خانيونس ضمن ما سمته المقاومة بسلسلة عمليات “حجارة داوود“، معظم قتلاها من ضباط وجنود الهندسة.

وكان آخرهم مشغل المعدات الهندسية أبراهام أزولاي الذي حاول المقاومون أسره، ولكنه أبى إلا أن يكون في عداد القتلى.

وفي تل زعرب في رفح رُصدت آليات هندسية استهدفت بـ”السهم الأحمر”، وقاذفة رجوم إضافة إلى الكمائن المركبة شرق رفح والاشتباكات المباشرة كما يظهر في أكثر من مقطع.

وفي بيت لاهيا شمالًا، رُصدت الآليات ثم استهدفت بشكل متزامن بعدة قذائف ياسين منها ميركافا و”D9″.

وفي جباليا كمين محكم لقوة هندسية جنوب دوار الصفطاوي، بدأ برسم المسار المتوقع ثم تجهيز العبوات ثم باستهداف الآليات بقذائف التاندوم لدفعها نحو مسار الكمين وجلب مزيد من التعزيزات قبل تفجير العبوات.

فما يظهر من هذه الكمائن ليس مجرد أرقام بل هو تحول نوعي في طبيعة المواجهة، حيث أصبح العمل الهندسي العسكري هدفًا مباشراً ومتكررًا في هذه المعركة، وبات صانع الخراب في عين الهدف.

ما الدور الذي يلعبه سلاح الهندسة الإسرائيلي؟

وفي هذا الإطار، أكد محلل التلفزيون العربي للشؤون العسكرية والإستراتيجية اللواء المتقاعد محمد الصمادي أن المهام التي تتبعها وحدات الهندسة الإسرائيلية هي “الهدم والتخريب وإفساد في الأرض”.

وفي حديث للتلفزيون العربي من العاصمة الأردنية عمان، أوضح أن منهجية التدمير التي تتبعها إسرائيل تهدف إلى تفريغ القطاع من سكانه، عبر سياسة الأرض المحروقة، حيث تبدأ العمليات بدخول وحدات الهندسة، تمهيدًا لتوغل القوات البرية.

وأشار الصمادي إلى أن هذه الإستراتيجية ليست مجرد أداة عسكرية، بل تحمل أهدافًا سياسية واضحة، معتبرًا أن ما يجري في غزة يمثل أكبر عملية تطهير عمراني ممنهج في التاريخ الحديث.

وأضاف أن الاحتلال يعتمد على القصف المدفعي والجوي، إلى جانب استخدام الطائرات المسيّرة والمروحيات والروبوتات المتفجرة، لتجنب المواجهة المباشرة مع المقاومة التي لا تزال حاضرة، وقد تُلحق به خسائر فادحة.

كما لفت أن الاحتلال يستخدم ما يصل إلى 10 روبوتات في كل منطقة مستهدفة، يحمل كل منها ما بين 5 إلى 7 أطنان من المتفجرات، بهدف محو تلك المناطق بالكامل من الخارطة.

وفي حديث للتلفزيون العربي من غزة، أضاف بصل أن الاحتلال دمر أيضًا كامل المنطقة الجنوبية لحي الزيتون في مدينة غزة.

وأوضح أن الاحتلال لجأ إلى جميع الوسائل الممكنة لتنفيذ عمليات القتل والتدمير، بما في ذلك الروبوتات المفخخة، والعربات، والجرافات، والحفارات التي سوت المنازل بالأرض.

وأكد بصل أن الاحتلال ينتهج سياسة تدمير ممنهجة ومدروسة، تهدف إلى إزالة كل منزل قائم في أي منطقة تدخلها قواته البرية داخل قطاع غزة.

وصم المشاركين فيه بـ”الإرهابيين”.. أسطول الصمود: تهديدات بن غفير واهية

وصم المشاركين فيه بـ”الإرهابيين”.. أسطول الصمود: تهديدات بن غفير واهية

أدان أسطول الصمود العالمي لكسر حصار غزة “بشدة” تهديدات وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، التي وصم فيها المشاركين في الأسطول بأنهم “إرهابيون”، وقال إن تلك التهديدات “واهية ولن تثنينا عن مهمتنا الإنسانية”.

جاء ذلك في بيان للأسطول نشره على منصة شركة “إكس” الخميس، ردًا على تصريحات بن غفير، الأربعاء، التي قال فيها إن “القوارب في الأسطول ستتم مصادرتها، والأشخاص الموجودين على متنها سيُعتقلون وسيُعاملون باعتبارهم مشتبها فيهم بالإرهاب”.

والأحد، انطلقت نحو 20 سفينة ضمن “أسطول الصمود” من ميناء برشلونة الإسباني، تبعتها قافلة أخرى فجر الإثنين من ميناء جنوى شمال غرب إيطاليا، ومن المنتظر أن تلتقي هذه السفن بقافلة أخرى ستنطلق من تونس الأحد المقبل، قبل أن تواصل رحلتها باتجاه غزة خلال الأيام المقبلة.

أسطول الصمود يرد على بن غفير

وقال أسطول الصمود في البيان: “في غضون أيام، سيصل أسطول الصمود العالمي إلى شواطئ تونس، حيث ستنضم إليه سفن إضافية قبل مواصلة رحلتنا إلى شواطئ غزة، محملة بمساعدات إنسانية منقذة للحياة”.

وذكر أن الأسطول “يدين بشدة تهديدات بن غفير التي تعد محاولة لترهيب المشاركين، ووصمهم زورًا بـ’الإرهابيين’”.

وأكد أن تلك التهديدات الإسرائيلية “ليست فقط باطلة وغير عادلة، بل تشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي واتفاقيات جنيف”، وقال: “لن تثنينا التهديدات الواهية من المسؤولين الإسرائيليين. مهمتنا إنسانية وقانونية ولا يمكن إيقافها”.

وأكد أنه “لا ترهيب ولا حملة تشويه ولا عمل وحشي يستطيع إسكات المطالب العالمية بالعدالة والكرامة والمساعدات الإنسانية. اجتمعنا لنبذل قصارى جهدنا لكسر الحصار وإعادة الأمل إلى أطفال غزة وعائلاتهم”.

وأوضح أن “الاحتلال الاستعماري الاستيطاني الإسرائيلي استخدم هذه الأساليب (التهديدات ووصمهم بالإرهابيين) سلاحًا ضد الشعب الفلسطيني، حيث جرمهم وعاملهم بوحشية وحط من إنسانيتهم”.

وأشار الأسطول إلى قيام إسرائيل بـ”إسكات الاحتجاجات السلمية والتضامن الإنساني مع الفلسطينيين، في محاولة يائسة لقمع الدعوات العالمية إلى العدالة”.

وقال إن المحاولة الأخيرة لترهيب الأسطول هي “استمرار لإستراتيجية العنف المستخدمة ضد المدنيين الفلسطينيين والصحفيين والمسعفين والنشطاء الدوليين الذين يتجرأون على الوقوف ضد الفصل العنصري والإبادة الجماعية” في فلسطين.

وشدد على أنه “بموجب القانون الدولي، يخضع ساحل غزة المتوسطي، الذي يبلغ طوله 40 كيلومترًا، لسيطرة شعب غزة، وله الحق في استقبال السفن والبضائع والأشخاص عبر مياهه الإقليمية”.

وأكد الأسطول أنه “ينبغي أن يتمتع الفلسطينيون بحقوق سيادية في استخدام بحرهم للتجارة وصيد الأسماك والسفر. ومع ذلك، فمنذ عام 2007، وقع الفلسطينيون ضحايا لحصار بحري وجوي وبري شامل غير قانوني فرضه الاحتلال الإسرائيلي”.

دعوة لتوثيق الرحلة “لضمان الشفافية والمساءلة التامة”.

وأضاف: “يقف أسطول الصمود العالمي متحدًا في مهمته الإنسانية لإيصال الغذاء والماء والإمدادات الطبية الضرورية بشكل عاجل إلى الشعب الفلسطيني الذي يعاني من إبادة جماعية كارثية ومجاعة وأزمة صحية متفاقمة ناجمة عن الحصار الإسرائيلي غير القانوني على غزة”.

وأكد أن الأسطول الذي يمثل 44 دولة يضم “أطباء وممرضين وبرلمانيين وصحفيين ومدافعين عن حقوق الإنسان ملتزمين فقط بتخفيف المعاناة الإنسانية” عن الفلسطينيين قطاع غزة.

ودعا الأسطول المجتمع الدولي والأمم المتحدة وجميع الحكومات إلى “الوقوف بحزم إلى جانبنا وضمان وصولنا الآمن إلى غزة”.

كما دعا المراقبين المستقلين ووسائل الإعلام للانضمام للأسطول بتوثيق الرحلة “لضمان الشفافية والمساءلة التامة”.

إيطاليا: سنضمن سلامة مواطنينا

وفي سياق متصل، أعلنت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، أن بلادها ستتخذ جميع الإجراءات اللازمة لضمان سلامة مواطنيها المشاركين في “أسطول الصمود العالمي” لكسر الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة.

جاء ذلك في تدوينة عبر فيسبوك الخميس، ردًا على سؤال إيلي شلاين زعيمة الحزب الديمقراطي الإيطالي عما ستفعله الحكومة لحماية مواطنيها المشاركين في “أسطول الصمود العالمي”، دون تحديد عددهم.

وقالت ميلوني إن هذه المبادرة قد يكون لها غرض رمزي أو سياسي، لكن الحكومة الإيطالية كما دأبت دائمًا على ضمان سلامة مواطنيها ستتخذ جميع التدابير اللازمة لضمان حماية وسلامة مواطنيها في الخارج.

ويتكون الأسطول من اتحاد أسطول الحرية، وحركة غزة العالمية، وقافلة الصمود، ومنظمة “صمود نوسانتارا” الماليزية.

وسط ارتكابه مجازر بحق الفلسطينيين.. الاحتلال يستعد لإخلاء مدينة غزة

وسط ارتكابه مجازر بحق الفلسطينيين.. الاحتلال يستعد لإخلاء مدينة غزة

استشهد عشرات الفلسطينيين، وأصيب آخرون اليوم الخميس، بقصف إسرائيلي استهدف مناطق متفرقة بقطاع غزة.

ويأتي ذلك ضمن الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل، بدعم أميركي، بحق الفلسطينيين في قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/ تشرين الأول 2023.

واستهدفت هجمات الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة اليوم منازل وخيام نازحين ومنتظري مساعدات.

شهداء وجرحى معظمهم في مدينة غزة

وفي التفاصيل، أفاد مراسل التلفزيون العربي، باستشهاد 86 فلسطينيًا جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ فجر اليوم الخميس.

ومساء اليوم الخميس، استشهد 3 فلسطينيين على الأقل، وأصيب آخرون، إثر قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي، منزلًا بمدينة غزة.

كما استشهد 3 فلسطينيين مساء اليوم في قصف منزل بجوار مدرسة الفلاح بحي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، و4 آخرين، بينهم أطفال، في قصف الاحتلال مركبة بمحيط مفرق الطيران غرب المدينة.

وفي سياق متصل استشهد عدد من الفلسطينيين، بقصف طيران الاحتلال مجموعة مواطنين قرب برج الظافر في منطقة السرايا بمدينة غزة، في وقت استشهدت فيه مواطنة برصاص أطلقت مسيرة تابعة لطيران الاحتلال جنوب حي البركة بدير البلح وسط القطاع.

تواصل إسرائيل عدوانها على غزة منذ السابع من تشرين الأول 2023

تواصل إسرائيل عدوانها على غزة منذ السابع من تشرين الأول 2023 – غيتي

وفي وقت سابق الخميس، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، ارتفاع حصيلة الإبادة الإسرائيلية المتواصلة منذ 7 تشرين الأول 2023، إلى 64 ألفًا و231 شهيدًا و161 ألفًا و583 مصابًا من الفلسطينيين.

وأشارت في بيان إلى أن مستشفيات القطاع سجلت خلال الـ24 ساعة الماضية “3 حالات وفاة جديدة نتيجة المجاعة وسوء التغذية، ليرتفع العدد الإجمالي منذ 7 تشرين الأول 2023 إلى 370 حالة وفاة، ضمنهم 131 طفلًا”.

وذكرت أن حصيلة ضحايا منتظري المساعدات ارتفعت منذ 27 أيار/ أيار الماضي إلى ألفين و356 شهيدًا و17 ألفًا و244 مصابًا، بعد استشهاد 17 فلسطينيًا وإصابة 174 آخرين خلال الـ24 ساعة الماضية.

جيش الاحتلال يستعد لإخلاء مدينة غزة خلال أيام

وفي سياق العدوان على غزة، ذكرت قناة عبرية خاصة، الخميس، أن الجيش الإسرائيلي يستعد لإصدار إنذارات للفلسطينيين بإخلاء مدينة غزة “خلال الأيام القريبة المقبلة”، وذلك في إطار خطة تل أبيب لاحتلال المدينة كاملة.

وقالت قناة “14” إن عملية “مركبات جدعون 2” ستشمل “حملة نيران جوية واسعة الأسبوع المقبل، تعقبها عملية برية تهدف إلى السيطرة العملياتية الكاملة على مدينة غزة، وإخلاء السكان منها”.

والأربعاء، أطلق الجيش الإسرائيلي عدوانًا باسم “عربات جدعون 2” لاحتلال مدينة غزة بالكامل (شمال).

وأشارت القناة “14” إلى أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير، زار محيط غزة الأربعاء، واطّلع على صورة الوضع الميداني، مؤكدًا المضي قدمًا نحو توسيع العمليات.

وفي سياق متصل، زعم جيش الاحتلال الخميس بأنه يسيطر على 40% من مدينة غزة، كبرى مدن القطاع الفلسطيني المحاصر والمدمر، ويستعد للسيطرة عليها بالكامل في هجوم جديد.

وقال الناطق باسم جيش الاحتلال إيفي دفرين في بيان بالفيديو “نسيطر اليوم على 40% من مدينة غزة. ستستمر العملية في التوسع والتكثف في الأيام المقبلة”، مضيفًا “سنزيد الضغط على حماس حتى هزيمتها”.

والأسبوع الماضي، أعلن الجيش الإسرائيلي مدينة غزة “منطقة قتال خطيرة” وأكد وجوب إخلائها، لكن اللجنة الدولية للصليب الأحمر اعتبرت إخلاء المدينة “مستحيلًا”، مؤكدة أن الخطط لذلك “غير قابلة للتنفيذ”.

وبدل ذلك، يدفع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نحو احتلال مدينة غزة بدعوى إطلاق سراح الأسرى وهزيمة حماس وسط تشكيك كبير في إمكانية تحقيق ذلك من قبل معارضين ومسؤولين سابقين، وتأكيد الجيش الإسرائيلي أن العملية تشكل خطرًا على حياة الأسرى.

خرائط الضم وما تبقى من حل الدولتين.. ما هي مخططات الاحتلال وسبل مواجهتها؟

خرائط الضم وما تبقى من حل الدولتين.. ما هي مخططات الاحتلال وسبل مواجهتها؟

لم تمر أيام على إعلان إسرائيل عن مشروع E1 الاستيطاني، حتى أماط وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، اللثام عن خريطة لضم 82% من الضفة الغربية، تمثل ما يمكن وصفه بذروة النزعة الاستيطانية في حكومة نتنياهو. 

هذا الإعلان وفق ما وُصف، يتجاوز حدود التهويد، ليعلن بوضوح نية تصفية القضية الفلسطينية، متحديًا الإجماع الدولي ومحذرًا من انفجار صراع مفتوح لا سقف لتبعاته.

يأتي ذلك، فيما تآذار إسرائيل إبادة جماعية في فلسطين، وتضرب في سوريا وتقصف في لبنان وتهدّد اليمن، وتتحدث علنًا عن مشروع إسرائيل الكبرى.

وفي الوقت ذاته، تعقد الجامعة العربية اجتماعًا في القاهرة على مستوى الوزراء تؤكد فيه على اتجاه تل أبيب لدفن حل الدولتين وإشعال حروب دينية لا نهاية لها في المنطقة.

ويدعو المفوض العام للأونروا العرب إلى تفعيل كل أدواتهم السياسية والاقتصادية لوقف المذبحة وتثبيت الحق الفلسطيني.

من ناحيته، ندد لبنان بالاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على أراضيه، بينما أكدت الخارجية الفلسطينية للتلفزيون العربي أن وقف الحرب على غزة أولوية قصوى، محذرة من إجراءات عربية مضادة للقيود الأميركية. 

بدورها، وصفت نائبة المفوضية الأوروبية العدوان الإسرائيلي على غزة بحرب الإبادة الجماعية، كاشفة فشل أوروبا في تشكيل موقف موحد قبيل اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة.

“حكومة نتنياهو تمثل مصالح الاحتلال والاستيطان”

وفي هذا السياق، يشير حسن البراري أستاذ العلاقات الدولية في جامعة قطر، إلى أن حكومة بنيامين نتنياهو وسابقتها تمثل مصالح الاحتلال والاستيطان, وهم واضحون في ذلك.

ويقول البراري في إطلالته من استديوهات التلفزيون العربي في لوسيل: إن إعلان سموتريتش ليس جديدًا، وهو ينسجم مع ما تقوم به الحكومة الإسرائيلية، فمنذ توقيع معاهدة أوسلو وحتى اليوم تضاعف عدد المستوطنين ووصل إلى 800 ألف تقريبًا.

ويردف أن “اليمين الإسرائيلي يرى أن ما جاء في مبادرة السلام العربية لعام 2002 هو كلام للاستهلاك المحلي، ويرى أن ما جرى بعد طوفان الأقصى حتى اليوم، وصفقة القرن وانضمام دول جديدة للتطبيع مع إسرائيل دون إيجاد أي حل للقضية الفلسطينية يعطي صدقية لليمين الإسرائيلي وطروحاته في المجتمع الإسرائيلي”.

“تأثير إسرائيل السلبي بات يتخطى الدول العربية”

بدوره، يعتبر بشير عبد الفتاح، الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، أنه “لا يوجد ما يسمى بالنظام الإقليمي العربي ولا يمكن الحديث عن الأمن القومي العربي، فرغم الجوار الجغرافي واللغة المشتركة والاعتبارات العديدة التي تجمع الدول العربية، إلا أن المصالح تفرقها”.

ويضيف عبد الفتاح في حديثه إلى التلفزيون العربي من القاهرة، أن الدول العربية لا تجتمع الآن حول التهديدات والمصالح.

ويلفت عبد الفتاح، إلى أن “الدول العربية نصفها أو يزيد خارج نطاق الاهتمام بالشأن العربي”، مذكرًا بأن جميع الدول العربية مهددة مباشرة من جانب إسرائيل وكذلك دول غير عربية مثل تركيا وإيران وحتى باكستان.

ويردف أن تأثير إسرائيل السلبي على الاستقرار والأمن في الإقليم بات يتخطى الدول العربية، وهي تنتقل من تسوية القضية الفلسطينية إلى تصفيتها، ومن الاندماج في المنطقة إلى الهيمنة والسيطرة عليها، وفق تعبيره. 

“قضية الإنسانية جمعاء”

من جانبه، يقول الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي، إن قضية فلسطين أصبحت قضية الإنسانية جمعاء، وليست فقط قضية عربية أو إسلامية.

ويشير  في حديثه إلى التلفزيون العربي من جاكرتا، إلى تناقض عجيب بين نهوض عالمي لا مثيل له منذ حرب فيتنام وظهور حركة مناهضة الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، إلى جانب فلسطين، فيما على الصعيد العربي، نحن مصابون بخيبة أمل شديدة كفلسطينيين.

ويردف: “نعرف أن كل الشعوب العربية معنا، لكننا نستهجن أن تكون حتى المظاهرات الشعبية قد جرى إيقافها أو منعها في عدد من الدول”.

ويتابع: “كما أننا نستغرب أن الدول العربية التي تملك مقومات قوة هائلة لا تستخدمها، إن لم يكن للدفاع عن قضية فلسطين، فللدفاع عن نفسها”.

ويذكر بخطط إسرائيل الكبرى، التي تقوم على ضم ليس فقط كل فلسطين بل أيضًا كل لبنان وكل الأردن وثلثي سوريا ونصف السعودية ونصف العراق وجميع الكويت وكل ما هو شرق نهر النيل في مصر”.

جندي شارك بحرب غزة يعترف أمام الكنيست.. لا أريد العيش وأحاول الانتحار يوميًا

جندي شارك بحرب غزة يعترف أمام الكنيست.. لا أريد العيش وأحاول الانتحار يوميًا

فاجأ جندي إسرائيلي أعضاء لجنة الخارجية والأمن البرلمانية بالقول إنه يحاول الانتحار يوميًا، وإن حلمه الأكبر هو أن يتلقى رصاصة بين عينيه.

الجندي كان يتحدث أمام اللجنة أمس الأربعاء، بحسب ما نشره الكنيست على موقعه الإلكتروني الخميس عن مداولات اللجنة التي بحثت مشروع قانون الخدمة العسكرية وتجنيد طلاب المدارس الدينية (الحريديم).

وقال الكنيست: “في افتتاح الجلسة، خاطب جندي مقاتل من لواء غولاني، شارك في حرب السيوف الحديدية (الاسم الإسرائيلي لحرب الإبادة الجماعية بقطاع غزة) ويعاني من اضطراب ما بعد الصدمة، أعضاء اللجنة”.

“رصاصة بين عينيّ”

وأضاف: “قال (الجندي) بانفعال: نتعامل مع أمور كثيرة هنا، لكننا في النهاية لا نتعامل مع ما هو مهم حقًا”.

وتابع: “أنا شاب في الحادية والعشرين من عمري، وحلمي الأكبر، إن سألتموني، هو أن أتلقى رصاصة بين عينيّ. أنا جثة متحركة. أنا شخص ميت”.

وأردف متسائلًا: “هل تعرفون شعور رفع جثث زملائكم الذين كنتم تتشاركون معهم النوم وتتلقون معهم تدريبًا أساسيًا، ثم ينفجرون أمام أعينكم بعد لحظة؟ فقدت 23 زميلًا، وقبل ثلاثة أيام انتحر أحد جنودنا”.

والجندي استطرد قائلًا: “أرى جثثًا أمام عينيّ. ولا أريد أن أعيش، لا أستطيع العيش”.

وأكد أن “من المستحيل الاستمرار على هذا الوضع”. وأردف: “إذا كنا هنا لإنقاذ الأرواح، وإذا لم نستيقظ، فبعد هذه الحرب اللعينة، ستكون هناك موجة انتحارات (هنا). سنرى جثثًا في الشوارع”.

ومنذ بدء حرب الإبادة على غزة في 7 تشرين الأول/ تشرين الأول 2023، قتل 900 عسكري إسرائيلي وأصيب 6 آلاف و218، وفقًا لموقع الجيش الذي يواجه اتهامات بإخفاء حصيلة أكبر لخسائره، حفاظًا على الروح المعنوية.

“أحاول الانتحار يوميًا”

والإثنين الماضي، انتحر جندي إسرائيلي داخل قاعدة عسكرية، ما رفع عدد العسكريين المنتحرين منذ بداية العام 2025 إلى 18، بحسب هيئة البث الرسمية.

وقبل شهرين، كشفت بيانات لوزارة الأمن الإسرائيلية حصلت عليها صحيفة “يديعوت أحرونوت”، أنّه بحلول عام 2028 سيكون هناك نحو 100 ألف جندي جريح ومعوّق في جيش الاحتلال، نصفهم على الأقل يُعانون من مشاكل في الصحة العقلية.

وأشارت البيانات إلى أنّ 18500 جندي من الذكور والإناث انضمّوا منذ بداية الحرب على غزة في 7 تشرين الأول/ تشرين الأول 2023، إلى قسم إعادة التأهيل، وهو ما يُنذر بأزمة طويلة الأمد داخل صفوف الجيش.

وقال الجندي: “اعتنوا بي، لماذا عليّ أن أصرخ بهذا؟ لماذا علي أن أعاني هذا؟ أن أحاول الانتحار يوميًا؟”.

وأضاف: “حاولت الانتحار.. أن أجرح نفسي، كل يديّ جروح. نحن غير مرئيين”، في إشارة إلى عدم اهتمام سلطات الاحتلال الإسرائيلي بالجنود الذين يعانون من اضطرابات ما بعد القتال.

تزايد حالات الانتحار

وفي الأسابيع الأخيرة، تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن تزايد في حالات الانتحار بين عسكريين شاركوا في الحرب المتواصلة على قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/ تشرين الأول 2023.

وكانت “يديعوت أحرونوت” قد أفادت بأنّ بيانات جيش الاحتلال تُشير إلى انتحار 54 جنديًا إسرائيليًا منذ بدء الحرب، بينهم 21 جنديًا خلال عام 2024، مقارنة بـ 17 عام 2023، مشيرة إلى أنّه أعلى رقم منذ عام 2011.