إسرائيل تبدأ بتعبئة جنود الاحتياط قبل هجوم متوقع على غزة، و”أسطول الصمود” يغادر برشلونة متجهاً إلى القطاع

إسرائيل تبدأ بتعبئة جنود الاحتياط قبل هجوم متوقع على غزة، و”أسطول الصمود” يغادر برشلونة متجهاً إلى القطاع

بدأ عشرات الآلاف من جنود الاحتياط الإسرائيليين الالتحاق بالخدمة، يوم الثلاثاء، قبل الهجوم الجديد على مدينة غزة الذي يريد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تسريع وتيرته رغم تحذير ضباط كبار.

وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن نحو 40 ألف جندي احتياط سيلتحقون بالخدمة يوم الثلاثاء من أجل الهجوم على مدينة غزة.

وقال الجيش إنه يستعد من الناحية اللوجستية لاستيعاب جنود الاحتياط قبل الهجوم.

ووافق مجلس الوزراء الأمني برئاسة نتنياهو شهر آب/ آب الماضي على خطة توسيع الحملة في قطاع غزة بهدف السيطرة على مدينة غزة، حيث خاضت القوات الإسرائيلية اشتباكات مع حركة حماس في المراحل الأولى من الحرب.

وتسيطر إسرائيل حالياً على نحو 75 بالمئة من قطاع غزة، وفق وكالة رويترز.

وشهد اجتماع لمجلس الوزراء الأمني في وقت متأخر من يوم الأحد مشادات بين نتنياهو والوزراء الذين يريدون المضي قدماً في الهجوم على مدينة غزة وبين رئيس أركان الجيش إيال زامير الذي يحث السياسيين على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ونقل أربعة وزراء ومسؤولان عسكريان حضروا الاجتماع عن رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير القول إن “الحملة ستُعرّض الرهائن للخطر وتضع المزيد من الضغط على الجيش المنهك بالفعل”.

ويأتي ذلك بعد خلاف مماثل بين زامير وحكومة نتنياهو شهر آب/ آب الماضي.

مدينة الخيام التي يعيش فيها الفلسطينيون وسط الهجمات الإسرائيلية، محاولين الحفاظ على حياتهم اليومية في مدينة خان يونس، غزة، في 2 أيلول/أيلول 2025. يُعاني الفلسطينيون في قطاع غزة، المحرومون من الضروريات الأساسية كالمأوى والغذاء والمياه النظيفة، من أجل البقاء في ظروف معيشية قاسية.
مدينة الخيام التي يعيش فيها الفلسطينيون وسط الهجمات الإسرائيلية.

وقال نتنياهو في 20 آب/ آب إنه أصدر تعليمات بتسريع الجدول الزمني للسيطرة على مدينة غزة، لكن مصدراً مقرباً من نتنياهو ومسؤولاً عسكرياً ذكرا أن الجيش حذّر في اليوم التالي 21 آب/ آب من تعريض الرهائن للخطر وقال إنه لا يمكنه بدء الحملة قبل شهرين على الأقل.

وكان السبب الرئيسي لدى الجيش هو الحاجة إلى مزيد من الوقت للجهود الإنسانية إلا أن استطلاعات رأي أظهرت أن نسبة كبيرة من جنود الاحتياط غير راضين عن خطط الحكومة، إذ اتخذ البعض خطوة غير اعتيادية باتهام الحكومة علناً بأنها تفتقر إلى استراتيجية متماسكة بشأن غزة أو خطة لما بعد الحرب في القطاع أو مقاييس واضحة للانتصار.

وقال أحد جنود الاحتياط الذين يخدمون في غزة منذ السابع من تشرين الأول/ تشرين الأول لرويترز، متحدثاً شريطة عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخوّل بالتحدث علناً “لا أشعر حقاً بأنني أقوم بشيء يضغط على حماس بدرجة تحملها على إطلاق سراح الرهائن”.

“أسطول الصمود العالمي” يغادر برشلونة نحو غزة

أبحر أسطول يحمل مساعدات إنسانية وعلى متنه مئات الناشطين مجدداً نحو غزة، الاثنين عند الساعة 17:30 بتوقيت غرينتش، انطلاقاً من مدينة برشلونة الإسبانية، بعد أن اضطر قبل ساعات إلى العودة إلى الميناء بسبب رياح عاتية، وفق ما أفاد به صحافيون من وكالة فرانس برس.

وكان نحو 20 مركباً قد غادر برشلونة الأحد ضمن ما يُعرف بـ”أسطول الصمود العالمي”، في مسعى لـ”فتح ممر إنساني ووضع حد للإبادة المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني في غزة”، بحسب الجهة المنظمة.

غادرت أول سفينة "سيريوس" ضمن أسطول مدني، يحمل ناشطين مؤيدين للفلسطينيين ومساعدات إنسانية، ويهدف إلى كسر "الحصار الإسرائيلي" على قطاع غزة، ميناء برشلونة في الأول من أيلول/أيلول 2025، بعد أن اضطرت للعودة بسبب سوء الأحوال الجوية.
يهدف الأسطول إلى كسر “الحصار الإسرائيلي” على قطاع غزة.

وأوضح المنظمون في بيان، صباح الاثنين، أن “الأحوال الجوية غير الآمنة دفعتنا إلى القيام بتجربة بحرية ثم العودة إلى الميناء في انتظار مرور العاصفة”، مشيرين إلى أن سرعة الرياح تجاوزت 55 كيلومتراً في الساعة.

وأضاف البيان: “يعني ذلك تأخير مغادرتنا لتجنّب أي تعقيدات مع القوارب الأصغر، واتّخذنا هذا القرار لإعطاء الأولوية لسلامة جميع المشاركين وضمان نجاح المهمة”.

  • إرهاق وجوع ورعب: هكذا يعيش ويعمل الصحفيون في غزة

ويشارك في الأسطول ناشطون من عشرات الدول، بينهم الناشطة البيئية السويدية غريتا تونبرغ، والممثل الإيرلندي ليام كنينغهام، والممثل الإسباني إدوارد فرنانديز، إلى جانب نواب أوروبيين وشخصيات عامة مثل رئيسة بلدية برشلونة السابقة آدا كولاو.

ومن المتوقع أن يصل الأسطول إلى غزة منتصف أيلول/أيلول، بعد أن كانت إسرائيل قد منعت في حزيران/حزيران وتموز/تموز محاولتين سابقتين للناشطين لإيصال المساعدات بحراً إلى القطاع.

يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه الأمم المتحدة حالة المجاعة في غزة، محذّرة من أن نحو 500 ألف شخص يعيشون أوضاعاً “كارثية”.

بلجيكا ستعترف بـ “دولة فلسطين” خلال اجتماعات عمومية الأمم المتحدة

وأعلن وزير الخارجية البلجيكي ماكسيم بريفو، الثلاثاء، أن بلاده ستعترف بـ “دولة فلسطين” خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المقررة في نيويورك خلال أيلول/ أيلول الجاري، مؤكّداً في الوقت نفسه عزم بروكسل فرض “عقوبات صارمة” على إسرائيل.

وكتب بريفو في منشور على منصة إكس: “بلجيكا ستعترف بدولة فلسطين خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة! وهناك عقوبات صارمة على الحكومة الإسرائيلية”.

يأتي القرار البلجيكي بعد إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في نهاية تموز/تموز، أن بلاده ستتخذ الخطوة نفسها خلال اجتماعات الجمعية العامة الممتدة من 9 إلى 23 أيلول/أيلول.

ومنذ ذلك الحين، أعلنت أكثر من 12 دولة غربية نيتها الاعتراف بدولة فلسطين.

وأوضح بريفو في منشوره أن “المأساة الإنسانية الجارية في فلسطين، وبخاصة في غزة، وأعمال العنف التي ترتكبها إسرائيل في انتهاك للقانون الدولي (…) دفعت بلجيكا إلى اتخاذ قرارات حازمة لزيادة الضغط على الحكومة الإسرائيلية وإرهابيي حماس”.

وأضاف أن بلجيكا “ستنضم إلى الدول الموقعة على إعلان نيويورك، تمهيداً لحل الدولتين والاعتراف بهما”.

وكانت كل من كندا وأستراليا قد أعلنتا عزمهما الاعتراف بدولة فلسطين، فيما قالت بريطانيا إنها ستُقدم على هذه الخطوة إذا لم توافق إسرائيل على وقف لإطلاق النار في غزة.

من جانبها، اعتبرت الولايات المتحدة وإسرائيل أن قرار هذه الدول الاعتراف بفلسطين يشكّل “مكافأة لحماس” التي شنّت هجوماً غير مسبوق على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/تشرين الأول 2023.

تجمع الناس أمام المسرح الملكي في لامونييه لتقديم عرضٍ بعنوان "صمت أطفال غزة" في بروكسل، بلجيكا، في الثاني من أيلول/أيلول 2025. نظّم فنانون بلجيكيون هذه المظاهرة لتسليط الضوء على معاناة أطفال غزة في ظلّ الهجمات الإسرائيلية المستمرة.
فنانون بلجيكيون ينظمون مظاهرة أمام المسرح الملكي في لامونييه لتسليط الضوء على معاناة أطفال غزة.

وفي ذات السياق، حضّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، الولايات المتحدة على “إعادة النظر” في قرارها رفض منح تأشيرات دخول لمسؤولين في السلطة الفلسطينية لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الشهر.

وكان مسؤول أميركي قد أفاد، السبت، بأن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس من بين نحو ثمانين مسؤولاً فلسطينياً سيُحرمون من الحصول على تأشيرات للمشاركة في أعمال الجمعية العامة، حيث تقود فرنسا جهوداً للاعتراف بدولة فلسطين.

ويرى مراقبون أن هذا القرار يعكس الدعم الكبير الذي تقدمه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للحكومة الإسرائيلية، في ظل الحرب التي تخوضها ضد حركة حماس في قطاع غزة.

  • الولايات المتحدة تعلّق معظم التأشيرات لحاملي جوازات السفر الفلسطينية
  • تركيا تقطع العلاقات التجارية مع إسرائيل وتغلق المجال الجوي أمام طائراتها

وتواصل إسرائيل رفضها أي دعوات لإقامة دولة فلسطينية، واضعة السلطة الفلسطينية في خانة واحدة مع حماس.

وقال أردوغان، في تصريحات للصحافيين على متن الطائرة خلال عودته من الصين بعد مشاركته في اجتماع منظمة شنغهاي للتعاون، إن القرار الأمريكي “لا يتوافق مع سبب وجود الأمم المتحدة”.

وأضاف: “نعتقد أنه يتعيّن إعادة النظر في القرار في أسرع وقت ممكن”.

ويُعرف عن الرئيس التركي انتقاده المتكرر لإسرائيل على خلفية حربها في غزة، إذ يتهم حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بارتكاب “إبادة في القطاع المحاصر والمدمّر”.

غارات إسرائيلية

أعلن الدفاع المدني في قطاع غزة مقتل 13 شخصاً في غارات إسرائيلية استهدفت مدينة غزة فجر الثلاثاء.

وأوضح المتحدث باسم الدفاع المدني، محمود بصل، لوكالة فرانس برس، أن عشرة أشخاص قضوا في غارة استهدفت مبنى سكنياً، فيما قُتل ثلاثة آخرون في غارة ثانية أصابت مبنى سكنياً مماثلاً، مشيراً إلى أن كلا المبنيين يقعان داخل مدينة غزة.

وكانت السلطات الصحية في غزة قالت في وقت سابق، إن ما لا يقل عن 86 شخصاً قُتلوا في غارات إسرائيلية على أنحاء القطاع وأُصيب العشرات خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.

وقُتل 26 شخصاً في ثلاث غارات جوية منفصلة استهدفت منازل بضواحي مدينة غزة، حيث كثفت القوات الإسرائيلية قصفها الجوي والبري استعداداً لتوسيع نطاق القتال.

  • حركة حماس تقر بمقتل محمد السنوار بعد ثلاثة أشهر من إعلان إسرائيل اغتياله، فمن هو؟
  • الحساسية تتفشى في غزة وسط تكدس المخيمات ونقص الدواء والماء

ومن بين القتلى الآخرين الذين أُبلغ عنهم يوم الثلاثاء خمسة أشخاص قُتلوا أثناء انتظارهم في طابور للحصول على طعام في الجنوب، وتسعة أشخاص لقوا حتفهم في قصف شقة سكنية، وسبعة أشخاص قُتلوا بقذائف دبابات إسرائيلية.

وذكرت وزارة الصحة في قطاع غزة يوم الثلاثاء أن 13 فلسطينياً آخرين، بينهم ثلاثة أطفال، ماتوا من الجوع وسوء التغذية خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، ما يرفع العدد الرسمي للوفيات نتيجة هذين السببين إلى 361 على الأقل، من بينهم 130 طفلاً، معظمهم في الأسابيع القليلة الماضية، وفق الوزارة.

يحمل فلسطينيون جثمان ضحية إلى مستشفى العودة في مخيم النصيرات للاجئين بعد أن أطلقت القوات الإسرائيلية النار على مدنيين ينتظرون المساعدة على طول ممر نتساريم في قطاع غزة في 2 أيلول/أيلول 2025.
أعلن الدفاع المدني في قطاع غزة مقتل 13 شخصاً في غارات إسرائيلية استهدفت مدينة غزة فجر الثلاثاء.

وشنّت إسرائيل حملة عسكرية على غزة رداً على هجوم حماس عليها في السابع من تشرين الأول/ تشرين الأول 2023 الذي تشير إحصاءات إسرائيلية إلى أنه تسبّب في مقتل 1200 شخص واقتياد 251 رهينة بينهم أطفال إلى غزة.

وقالت السلطات الصحية في غزة إن الحملة الإسرائيلية أدت إلى مقتل أكثر من 62 ألف فلسطيني، ولا تحدد السلطات عدد المسلحين الذين قُتلوا، لكنها تقول إن معظم القتلى من النساء والأطفال.

ووصلت محادثات وقف إطلاق النار إلى طريق مسدود في تموز/ تموز.

وتعتقد السلطات الإسرائيلية أن هناك 20 رهينة على قيد الحياة من أصل 48 لا يزالون محتجزين في غزة.

تفاصيل تصنيف ما يحدث في غزة كـ “إبادة جماعية”… كيف؟

تفاصيل تصنيف ما يحدث في غزة كـ “إبادة جماعية”… كيف؟

أقرّت أكبر جمعية من العلماء المتخصصين في أبحاث الإبادة الجماعية والتوعية بها حول العالم، قراراً ينص على استيفاء المعايير القانونية التي تثبت ارتكاب إسرائيل إبادة جماعية في غزة، وفق ما ذكره رئيسها يوم الاثنين.

القرار الذي نقلته رويترز جاء بتأييد 86 في المئة من المصوتين، الذين يبلغ عددهم 500 عضو في الرابطة الدولية لعلماء الإبادة الجماعية.

وينص على أنَّ “سياسات إسرائيل ومآذاراتها في غزة تستوفي التعريف القانوني للإبادة الجماعية الوارد في المادة الثانية من اتفاقية الأمم المتحدة لمنع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها الصادر عام 1948”.

مدرعات مفخخة لاحتلال مدينة غزة.. الاحتلال يكثف مجازره بحق الفلسطينيين

مدرعات مفخخة لاحتلال مدينة غزة.. الاحتلال يكثف مجازره بحق الفلسطينيين

استشهد ما لا يقل عن 95 فلسطينيًا اليوم الثلاثاء جراء العدوان الإسرائيلي المستمر على مختلف مناطق قطاع غزة المحاصر والمدمّر، بحسب ما أفاد به مراسل التلفزيون العربي.

ويكثف الاحتلال منذ أيام عمليات القصف على مدينة غزة، وهي الأكبر حيث يمضي قدمًا في خطته التي أقرتها حكومة بنيامين نتنياهو لاحتلال المدينة، على الرغم من تزايد الضغوط الدولية والداخلية التي تدعوها لإنهاء الحرب في غزة حيث أعلنت الأمم المتحدة المجاعة الشهر الماضي.

وكان المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل قد قال لوكالة “فرانس برس”، إن من بين الشهداء 13 شخصًا سقطوا في “استهداف طائرات الاحتلال الطابق الأخير من عمارة تعود لعائلة العشي… غرب حي تل الهوى” في جنوب غرب مدينة غزة.

“حرب يشنها مجرم حرب”

في غضون ذلك، أكدت حركة حماس الثلاثاء أن مدينة غزة تشهد حربًا إسرائيلية مفتوحة يشنها “مجرم حرب” ضد المدنيين الفلسطينيين.

جاء ذلك وفق بيان للحركة، بينما يواصل الجيش الإسرائيلي عمليات نسف منازل الفلسطينيين بالمدينة، استعدادًا لاحتلالها، موقعًا مئات الشهداء والجرحى من المدنيين.

وقالت حماس، إن “الاحتلال يواصل التدمير الممنهج لأحياء غزة في إطار إبادة جماعية وتطهير عرقي إجرامي”.

وأوضحت أن “ما يقوم به جيش الاحتلال الفاشي من عمليات تدمير ممنهج لأحياء مدينة غزة، عبر القصف الجوي المكثّف، واستخدام روبوتات تحمل أطنانًا من المواد المتفجّرة وتفجيرها وسط الأحياء السكنية، هو انتهاك غير مسبوق للقوانين الدولية والإنسانية”.

استخدام ناقلات جند مفخخة

إلى ذلك، قال موقع “واللا” الإخباري العبري، الثلاثاء، إن الجيش الإسرائيلي يعد لاستخدام ناقلات جند مدرعة “مفخخة” في احتلال مدينة غزة، بهدف “تحييد المتفجرات التي يزرعها” مقاومو حركة حماس.

وأشارت تقارير إسرائيلية في الأشهر الماضية إلى أن العشرات من الجنود قتلوا وأصيبوا في انفجار عبوات ناسفة يتم زرعها من قبل مقاتلي حماس في كمائن خاصة بأماكن مدمرة في قطاع غزة.

وتؤدي انفجارات الكمائن في ناقلات الجند إلى مقتل وإصابة أعداد كبيرة من الجنود، في ما يصفه المحللون العسكريون الإسرائيليون بأنه “الخطر الأكبر” الذي يواجه الجنود في غزة.

ولفت الموقع إلى أنه “في الأيام الأخيرة، يزيد الجيش الإسرائيلي من استخدام ناقلات الجند المدرعة المتفجرة، وناقلات الجند المدرعة القديمة المفخخة بالمتفجرات والتي يتم تشغيلها عن بعد، كجزء من الاستعدادات لبدء المناورة البرية في قلب مدينة غزة”.

وأشار الموقع إلى أن شهادات القوات تفيد بـ”أن مئات ناقلات الجند المدرعة المتفجرة قد تدفقت إلى حدود غزة”.

“تحييد المتفجرات”

وأضاف: “في بداية الحرب الحالية، طور قسم تكنولوجيا الخدمات اللوجستية في الجيش الإسرائيلي طريقة لتحويل ناقلات الجند المدرعة القديمة إلى أسلحة هجومية: يتم تفخيخها بكميات كبيرة من المتفجرات، ونقلها إلى مناطق المسلحين في قطاع غزة ويتم تفجيرها عن بعد”.

وتابع: “أوضح ضباط الهندسة أن الانفجارات القوية تهدف إلى تحييد المتفجرات التي يزرعها المسلحون، وتدمير الكاميرات ونقاط المراقبة، والقضاء على المجموعات المختبئة في المنطقة، هذه الطريقة تحمي القوات قبل الدخول الأرضي وتسمح بحركة أسرع وأكثر أمانًا”.

وأضاف: “مؤخرًا وردت تقارير عن تطوير براميل متفجرة تُلقيها ناقلات الجند المدرعة على طول الشوارع المليئة بالألغام ومواقع المسلحين، بهدف توسيع نطاق التدمير. ويُسمع دوي الانفجارات على بُعد أكثر من 100 كيلومتر مما يُظهر قوتها”.

دعت لموقف ضاغط لوقف حرب غزة.. قطر تؤكد أن إسرائيل تنتهج لغة الابتزاز

دعت لموقف ضاغط لوقف حرب غزة.. قطر تؤكد أن إسرائيل تنتهج لغة الابتزاز

أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، أنّ تل أبيب لم تقدّم حتى الآن ردّها على المقترح الأخير لوقف إطلاق النار في غزة.

وأشار الأنصاري في مؤتمر صحفي، إلى أنّ الاتصالات الحثيثة مع الجانب الأميركي وأطراف إقليمية ودولية لوقف حرب الإبادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة والعودة إلى المفاوضات لا تزال جارية، لكن من دون أي نتيجة حتى الآن، مضيفًا أنّ كل ما تقوم به إسرائيل هو التصعيد المتمثّل بـ”الحدث الخطير” نحو احتلال مدينة غزة.

وأعرب عن قلق بلاده البالغ إزاء الجمود الحالي في مسار المفاوضات، مؤكدًا أن الكرة الآن في ملعب الاحتلال.

وحذّر من أنّ “خطة احتلال مدينة غزة لن تؤدي إلا إلى تفاقم الكارثة الإنسانية، وتضع الجميع أمام تهديد بمن فيهم الرهائن”، مشيرًا إلى أن هذه الخطوات “تلقى الآن معارضة إقليمية ودولية واضحة”.

وشدّد على الموقف المبدئي لدولة قطر بضرورة الفصل التام بين المسار الإنساني وتبرير المجاعة ومسار المفاوضات السياسية، مشيرًا إلى ضرورة فتح جميع المعابر الحدودية بشكل فوري ودائم لإدخال المساعدات الكافية إلى مناطق قطاع غزة كافة دون قيد أو شرط. واعتبر أنّ “أي شيء دون ذلك هو انتهاك للقانون الدولي”.

ودعا بشكل صريح المجتمع الدولي لتشكيل موقف ضاغط لوقف العدوان الإسرائيلي، وقال: “المسألة واضحة أمام المجتمع الدولي، إذ يجب تشكيل موقف موحّد لإيقاف إسرائيل”.

“تل أبيب لا تُريد السلام”

وعن عملية السلام، اعتبر الأنصاري أنّ إسرائيل تنتهج لغة الابتزاز فيما يتعلّق بضمّ الضفة الغربية في مقابل الاعتراف بالدولة الفلسطينية، لكنّ الدولة الفلسطينية ليست نقطة خلاف في المجتمع الدولي خصوصًا مع وجود قرارات أممية واضحة فيما يتعلّق بهذه المسألة.

وقال الأنصاري: “لا فائدة من انتظار عملية السلام بينما الطرف الإسرائيلي لا يُريد هذه العملية”.

كما أكد أهمية ضمان الحضور والمشاركة المناسبة للفلسطينيين في جميع المحافل الدولية للدفاع عن قضيتهم وحقوقهم المشروعة، في إشارة إلى إلغاء الإدارة الأميركية تأشيرات مسؤولين فلسطينيين كان من المخطط حضورهم الاجتماع المقبل للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

ووجّهت حكومة الاحتلال بتسريع تنفيذ خطة احتلال مدينة غزة، وسط تحذيرات دولية من أن يؤدي ذلك إلى تدمير كامل القطاع وزيادة معاناة الفلسطينيين وتهجيرهم.

إسرائيل تستنفر الاحتياط.. ضباط وجنود يُعلنون “وصولهم إلى نقطة الانهيار”

إسرائيل تستنفر الاحتياط.. ضباط وجنود يُعلنون “وصولهم إلى نقطة الانهيار”

تدخل حيّز التنفيذ اليوم الثلاثاء، أوامر جيش الاحتلال الإسرائيلي باستدعاء آلاف جنود الاحتياط في إطار خطة احتلال مدينة غزة، بالتزامن مع حالة من انعدام الثقة بين القيادتين الأمنية والسياسية الإسرائيلية بدأت تتسرّب إلى صفوف الجيش، الذي أعلن بعض ضباطه وجنوده “وصولهم إلى نقطة الانهيار”.

وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أنّ الجيش سيبدأ باستدعاء نحو 6 ألوية خلال اليومين المقبلين، على أنّ يستكمل العدد إلى 60 ألف جندي خلال الأشهر المقبلة.

بينما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أنّ معظم مجنّدي الاحتياط سيتوزّعون على الجبهات المختلفة، بينما يُنفّذ الجنود النظاميون خطة احتلال مدينة غزة.

انعدام ثقة بين القيادتين الأمنية والسياسية

من جهتها، كشفت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أنّ قادة الأجهزة الأمنية حذّروا الكابينت خلال اجتماعهم أمس الإثنين، من عواقب احتلال مدينة غزة.

وأشارت الصحيفة إلى أنّ رئيس هيئة الأركان إيال زامير أوضح أنّ العملية العسكرية في المدينة قد تستغرق عامًا.

ونقلت أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أبلغ المجتمعين أنّ خطة احتلال مدينة غزة تحظى بدعم الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشرط تنفيذها بسرعة.

من جهتهم، أشار مسؤولو الأجهزة الأمنية إلى أنّ هزيمة حركة المقاومة الإسلامية “حماس” ليست مؤكدة باحتلال مدينة غزة.

كما أشارت الصحيفة إلى أنّ أزمة انعدام الثقة بين القيادتين الأمنية والسياسية تتوسّع وبدأت تتسرّب إلى صفوف الجيش، ونقلت عن جندي احتياط إسرائيلي قوله إنّ جيش الاحتلال “يدخل حربًا لا يريدها، وأنّ لا علاقة بين احتلال مدينة غزة وإعادة المحتجزي الإسرائيليين”.

وأضاف الجندي أنّ الحديث مع القادة في الميدان يعكس حالة من الشكّ في جدوى العمليات العسكرية الجارية حاليًا.

وفي هذا الإطار، نقلت هيئة البثّ الإسرائيلية عن قادة بالاحتياط قولهم إنّهم تلقّوا بشكل غير مسبوق طلبات إعفاء من الالتحاق بالجيش.

“نقطة الانهيار”

بدورها، نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية عن جنود وضباط إسرائيليين قولهم إنّهم “وصلوا إلى نقطة الانهيار” نتيجة الإنهاك بعد نحو عامين من القتال على جبهات عدة.

وأجرت الصحيفة مقابلات مع أكثر من 30 ضابطًا وجنديًا إسرائيليًا شكّكوا فيها بجدوى الحرب، حيث أقرّوا أنّه “لا يُمكن القضاء على حماس، جراء أسلوبها في حرب العصابات”.

وأشارت إلى أنّ الجيش الإسرائيلي يُكافح لحشد جنود الاحتياط بعد توقّف كثير منهم عن الخدمة، “لعدة أسباب بينها حالات انتحار لزملاء لهم، وسلوك غير أخلاقي ضد الفلسطينيين”.

ونقلت الصحيفة عن أحد جنود الاحتياط قوله إنّه توقّف عن الخدمة بعد شعوره بالصدمة إثر قيام جنود الاحتلال باطلاق النار على ثلاث نساء من غزة ما أدى إلى مقتل إحداهن، بينما وافق قائد رفيع المستوى في الجيش على رمي النساء الجريحات في منطقة إنسانية.

ونقلت “وول ستريت جورنال” عن رقيب أول في فرقة “الكوماندوز 98″، والذي قاتل لمدة 400 يوم منذ بدء حرب الإبادة الجماعية المستمرة على قطاع غزة بما في ذلك فترات طويلة في لبنان، قوله إنّه بات يعتقد أن “الناس يموتون هباءً، وأنّ نتنياهو يُطيل أمد الحرب من أجل بقائه السياسي”، وهي وجهة نظر شائعة في قطاعات واسعة من المجتمع الإسرائيلي.