أعضاء مجلس الأمن باستثناء واشنطن يدعون إلى وقف الحرب على غزة

أعضاء مجلس الأمن باستثناء واشنطن يدعون إلى وقف الحرب على غزة

قال جميع أعضاء مجلس الأمن الدولي، باستثناء الولايات المتحدة، اليوم الأربعاء، في بيان مشترك، إن المجاعة في غزة “أزمة من صنع البشر”، محذرين من أن استخدام التجويع سلاحاً في الحرب محظور بموجب القانون الدولي الإنساني. ودعا أعضاء المجلس الأربعة عشر، في بيان مشترك، إلى وقف فوري ودائم وغير مشروط لإطلاق النار في قطاع غزة، والإفراج عن جميع المحتجزين من قبل فصائل المقاومة الفلسطينية في القطاع، إضافة إلى زيادة المساعدات بشكل كبير في أنحاء غزة، ورفع إسرائيل فوراً ومن دون شروط جميع القيود المفروضة على إيصال المساعدات.

من جهتها، رحّبت حركة حماس، في تصريح صحافي، بالبيان الصادر عن أعضاء مجلس الأمن الدولي، باستثناء الولايات المتحدة، واعتبرت الحركة أن هذا الموقف الدولي يمثّل “خطوة متقدمة تُظهر إجماعًا واسعًا على إدانة جريمة الإبادة الجماعية وحرب التجويع التي يشنّها الاحتلال ضد أكثر من مليوني فلسطيني محاصَر في قطاع غزة”.

وأشارت إلى أن البيان يسلّط الضوء على “الوضع الإنساني الكارثي” في القطاع وخطورة تفشي المجاعة، ولا سيّما تأثيرها على حياة الأطفال والمدنيين. وحملت الحركة الولايات المتحدة “المسؤولية الكاملة” عن استمرار الجرائم والمجازر بحق الفلسطينيين، مؤكدة أن دعمها للاحتلال ومنع صدور قرارات ملزمة في مجلس الأمن يجعلها “شريكًا في الجريمة”. ودعت حماس المجلس إلى “اتخاذ خطوات عملية لردع حكومة بنيامين نتنياهو ووقف حرب الإبادة، والعمل على محاسبة قادة الاحتلال على “جرائمهم ضد الإنسانية”.

ويأتي ذلك في وقت يشهد فيه قطاع غزة فصولاً متجددة من حرب الإبادة التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي، حيث تتواصل التحذيرات الأممية من تفشّي المجاعة التي باتت تهدد حياة أكثر من مليوني فلسطيني محاصرين في القطاع، في ظل سياسة ممنهجة لمنع دخول المساعدات الإنسانية. وفي موازاة ذلك، توالت الإدانات الدولية لمجزرة مجمع ناصر الطبي في خانيونس، التي أدت إلى استشهاد 22 مدنياً، بينهم خمسة صحافيين، في جريمة وُصفت بأنها مكتملة الأركان.

في موازاة ذلك، تتواصل أزمة إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وسط تفاقم الكارثة الإنسانية. وكشف المكتب الإعلامي الحكومي، أمس الثلاثاء، أن 467 شاحنة فقط دخلت القطاع خلال خمسة أيام، من أصل ثلاثة آلاف شاحنة متوقعة، فيما بلغ إجمالي ما دخل خلال شهر كامل 2654 شاحنة من أصل 18 ألفاً يفترض وصولها، أي أقل من 15% من الاحتياجات الفعلية. وأكد أن هذه الكميات المحدودة تعرضت لعمليات نهب وسرقة، في ظل منع الاحتلال إدخال الإمدادات بكميات كافية، وإغلاقه المتكرر للمعابر، ما يفاقم خطر المجاعة ويقوّض عمل المؤسسات الإنسانية.

(رويترز، العربي الجديد)

قصف وإنزال جوي إسرائيلي في تل مرتفع جنوبيّ دمشق بعد العثور على أجهزة تجسس

قصف وإنزال جوي إسرائيلي في تل مرتفع جنوبيّ دمشق بعد العثور على أجهزة تجسس

نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الأربعاء، إنزالاً جوياً في جبل المانع جنوبيّ دمشق، بعد قصفه على مدار اليومين الماضيين. وقال مصدران في الجيش السوري لوكالة رويترز إن وحدة من الجيش الإسرائيلي “نفذت إنزالا جويا” على منطقة مرتفعة استراتيجية جنوب غرب دمشق، ونفذت عملية استمرت ساعتين قبل أن تغادر المنطقة.

وأضاف المصدران أن الإنزال جرى قرب جبل المانع، الذي كان في السابق موقعا لقاعدة رئيسية للدفاع الجوي تشغلها إيران قبل أن تدمرها إسرائيل قبل سقوط حكم بشار الأسد.

وفي السياق، نقلت الإخبارية السورية عن مصدر مطلع قوله إنه خلال جولة ميدانية لعناصر من الجيش قرب جبل المانع جنوب دمشق بتاريخ 26 آب/ آب عُثِر على أجهزة مراقبة وتنصّت، وأثناء محاولة التعامل معها تعرّض الموقع لهجوم إسرائيلي جوي أسفر عن سقوط عدد من القتلى والإصابات وتدمير آليات.

وذكر المصدر أن “الاستهدافات الجوية الإسرائيلية كانت لمنع الوصول إلى المنطقة حتى مساء يوم 27 آب/ آب”، مشيرا أن مجموعات من الجيش “دمرت جزءاً من المنظومات عبر استهدافها بالسلاح المناسب، وتم سحب جثامين الشهداء”، مؤكدا أن الطائرات الاسرائيلية شنت عدة غارات على الموقع، أعقبها إنزال جوي لم تعرف تفاصيله.

وشنّ طيران الاحتلال الإسرائيلي، مساء الأربعاء، غارات استهدفت عدداً من المواقع في ريف دمشق. وطاولت الضربات تل المانع ومحيطه جنوبي شرق مدينة الكسوة، إلى جانب منطقتي الحرجلة والمطلة، بحسب ما أفاد الإعلامي فادي الأصمعي لـ”العربي الجديد”، موضحاً أن ثلاث مروحيات إسرائيلية أقلعت من الجولان المحتل شاركت في استهداف التل ومواقع محيطة به.

بدوره، أكد تجمع “أحرار حوران” أن طائرات حربية ومروحيات إسرائيلية حلّقت في أجواء محافظتي القنيطرة ودرعا، بالتوازي مع عمليات القصف على ريف دمشق. ويقع تل المانع في محافظة ريف دمشق، على بعد نحو 20 كيلومتراً من العاصمة، ويرتفع أكثر من 1000 متر عن سطح البحر. وكان التل يتبع للفرقة الأولى في جيش النظام السابق، ويتعرض باستمرار للقصف الإسرائيلي.

واستهدف قصف يوم أمس قرية المطلة على طريق دمشق – السويداء، وهي تُعد موقعاً استراتيجياً نظراً لانتشار قوات الجيش فيها، ووجود مواقع عسكرية كانت تستخدمها قوات النظام السابق، فضلاً عن أهميتها بوصفها ممرا رئيسيا يربط العاصمة بالمناطق الجنوبية لسورية.

إلى ذلك، توغلت قوة برية تابعة لجيش الاحتلال في سرية الجاموس قرب بلدة الناصرة في ريف القنيطرة، قبل أن تعود الدورية الإسرائيلية إلى قاعدة تل أحمر بعد عملية التوغّل. وأوضح الأصمعي أن الدورية، المكوّنة من عربات ثقيلة، قطعت ريف المحافظة الجنوبي قرب بلدة أبو غارة في طريق عودتها إلى القاعدة.

مشارك مغربي في أسطول الصمود لـ”العربي الجديد”: صرخة إنسانية ضد الاحتلال

مشارك مغربي في أسطول الصمود لـ”العربي الجديد”: صرخة إنسانية ضد الاحتلال

وصف الناشط المغربي المشارك في “أسطول الصمود العالمي”، أحمد ويحمان، اليوم الخميس، الأسطول الساعي إلى كسر الحصار الإسرائيلي المضروب على قطاع غزة، بأنه “صرخة إنسانية مشتركة” للتنديد بالإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي، وللمطالبة بوقف العدوان ورفع الحصار عن القطاع.

وقال ويحمان، الذي يرأس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع (غير حكومي) ويشغل عضوية السكرتارية الوطنية لمجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين (ائتلاف يضم تنظيمات حقوقية وسياسية ونقابية مؤيدة للفلسطينيين)، في حديث خاص مع “العربي الجديد”، اليوم الخميس: “هذه المبادرة (أسطول الصمود العالمي) ليست مجرد رحلة بحرية، بل هي صرخة إنسانية مشتركة من وفود تمثل مختلف الجنسيات والأديان والأعراق، للتنديد بالإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني المدعوم من الولايات المتحدة وقوى غربية، وللمطالبة بوقف العدوان ورفع الحصار وفتح ممرات إنسانية عاجلة لإنقاذ المحاصرين من الجوع والموت”.

وتأتي تصريحات الناشط المغربي في وقت يواصل فيه نحو 20 ناشطاً مغربياً استعداداتهم للإبحار في أسطول الصمود العالمي لكسر الحصار الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، وإيصال مساعدات إنسانية في ظل ما يتعرض له الفلسطينيون من حرب إبادة وتجويع غير مسبوقة في العصر الحديث. ويخطط القائمون على الأسطول للإبحار باتجاه غزة من إسبانيا في 31 آب/ آب الجاري، ومن تونس في 4 أيلول/ أيلول المقبل، بمشاركة من 44 دولة، ضمن حراك عالمي لكسر الحصار عن القطاع.

وبينما تعذر أمس الأربعاء عقد مؤتمر صحافي في العاصمة الرباط للمشاركين المغاربة في الأسطول بسبب سفر طارئ لعدد من المنسقين والمشاركين، إلى جانب التزامات مرتبطة بالحجوزات والتدريبات الضرورية التي يتعين الخضوع لها قبيل المشاركة، أكد ويحمان انخراط الوفد المغربي في المبادرة الأممية التي تضم عشرات السفن المنطلقة من موانئ إسبانيا وتونس وجنوب شرق آسيا، في اتجاه واحد: كسر الحصار الجائر المفروض على غزة منذ سنوات.

وبخصوص تركيبة الوفد المغربي المشارك، كشف ويحمان أنه يتميز بتنوعه وتمثيليته، إذ يضم مسؤولين عن الائتلافين الرئيسيين: مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، والجبهة المغربية من أجل فلسطين وضد التطبيع، إضافة إلى متطوعات ومتطوعين مستقلين يعكسون التنوع السوسيومهني للشعب المغربي. كما يشارك فيه نشطاء وفاعلون سياسيون ونقابيون وحقوقيون وإعلاميون، إلى جانب أطباء وكفاءات من مختلف التخصصات، تأكيداً على أن فلسطين قضية وطنية جامعة لكل المغاربة. وستتم المشاركة المغربية من خلال سفينتين؛ الأولى مغربية خالصة يقودها طاقم إبحار مغربي (ربان، مساعد ربان، مهندس ميكانيكي)، والثانية ضمن سفينة مغاربية مشتركة تضم مشاركين من دول المغرب العربي (تونس، الجزائر، ليبيا).

إلى ذلك، اعتبر ويحمان المشاركة المغربية في الأسطول الساعي إلى كسر الحصار على القطاع “واجباً إنسانياً وأخلاقياً قبل أن تكون موقفاً سياسياً، وهي جزء من حركة تضامن عالمية تعكس يقظة الضمير الإنساني في مواجهة الاحتلال والاستعمار والفصل العنصري وتجار الحروب والمآسي”. وقال: “من هنا، ندعو كل أحرار وحرائر الأمة، وكل أحرار العالم، إلى مواكبة هذه المبادرة، دعماً ونصرة وتعريفاً، كل من موقعه وبحسب قدرته. فالمعركة ليست للفلسطينيين وحدهم، بل هي معركة كل إنسان حر من أجل أن يسود العدل والسلام وتنتصر الكرامة الإنسانية”.

جيش الاحتلال يوجه سكان غزة لمناطق تشي خرائطه بأنها خطرة عليهم

جيش الاحتلال يوجه سكان غزة لمناطق تشي خرائطه بأنها خطرة عليهم

يشير خبراء إسرائيليون، إلى أنّ المناطق التي أمر جيش الاحتلال الإسرائيلي سكان مدينة غزة باللجوء إليها، وحددها من خلال خرائط، بزعم أنّ “إخلاء مدينة غزة لا مفرّ منه”، هي أماكن وصفها الجيش ذاته بأنها خطيرة، وتؤكد خرائطه ذلك، ما يثير تساؤلات حول ما يبيّته للفلسطينيين. وكان المتحدث باسم جيش الاحتلال باللغة العربية أفيخاي أدرعي، قد نشر بياناً، أمس الأربعاء، وصفه بأنه “مهم إلى سكان قطاع غزة وتحديداً في مدينة غزة وشمال القطاع، بخصوص ما ينشر من إشاعات كاذبة بأنه لا يوجد مكان فارغ في جنوب القطاع لانتقال السكان”.

وبحسب البيان “قبيل التحوّل إلى المرحلة التالية في الحرب أود أن أؤكد بأن هنالك مناطق شاسعة فارغة في جنوب القطاع كما هو الحال في مخيمات الوسط وفي المواصي. هذه المناطق خالية من الخيم. لقد قام جيش الدفاع (جيش الاحتلال) بمسح هذه المناطق وهي معروضة في ما بعد أمامكم لمساعدة السكان المُخلين قدر الإمكان”. ونشر متحدث جيش الاحتلال إلى جانب بيانه، خريطة تم تحديد 19 منطقة فيها باللون الأزرق، في إشارة إلى المناطق التي يوجّه السكان إليها، زاعماً أنّ هذه المناطق، الواقعة في منطقة مخيمات الوسط وفي كثبان المواصي الرملية، خالية من الخيام ومُتاحة للسكن.

لكن فحص هذه المناطق من قبل صحيفة هآرتس العبرية، بمساعدة اثنين من خبراء الخرائط، هما عدي بن نون من الجامعة العبرية، ويعقوب غارب من جامعة بن غوريون، كشف أنّ بعض هذه المناطق تقع في أماكن صنفها جيش الاحتلال نفسه على أنها خطرة من ناحية وجود المدنيين فيها. ولفتت الصحيفة في عددها اليوم الخميس، إلى أنه، حتى في الخريطة التي نشرها الجيش الإسرائيلي نفسه أمس على موقعه باللغة العربية، تم الإشارة إلى هذه المناطق باللون الأحمر.

وفقاً لتعليمات جيش الاحتلال، فإنّ هذه المناطق محظورة على مرور أو وجود المدنيين، بسبب العمليات العسكرية. وكشف التحليل الذي أجراه غارب، أنّ الأمر لا يتعلق باستثناء واحد أو اثنين، ففي خريطة الناطق باسم جيش الاحتلال تم تمييز مناطق من بين 19 “كتلة”، وهي طريقة تقسيم جيش الاحتلال لمناطق القطاع، ست منها، بحسب غارب، تقع بالكامل أو جزئياً خارج الخطوط المسموح بها. وفي كثير من النواحي، وفق “هآرتس”، تترك تصريحات متحدث الجيش سكان غزة في حالة من عدم اليقين، إذ لم يصدر أي تحديث يغيّر وضع المناطق المحظورة.

ويكشف الفحص عن مشاكل إضافية، منها على سبيل المثال، أنّ مناطق الإخلاء صغيرة جداً مقارنة باحتياجات السكان. ووفقاً للتحليل، فإنّ المساحة الإجمالية لا تتجاوز سبعة كيلومترات مربعة تقريباً. وليس هذا فحسب، بل إنّ هذه المساحة ليست خالية تماماً، فبعضها عبارة عن مناطق لا يمكن نصب خيام فيها، وفي بعضها الآخر توجد خيام بالفعل. وفي حال تنفيذ خطة الاحتلال لإخلاء غزة، فسيعني ذلك أنّ كامل سكان القطاع سيتكدسون في نحو 19% فقط من مساحته.
 
وأكدت ذلك تصريحات لرئيس بلدية دير البلح، نزار عياش، أمس الأربعاء، بأنه لا توجد منطقة واحدة في دير البلح قادرة على استيعاب أي خيمة نزوح جديدة، معتبراً أنّ ما يحدث في دير البلح ينطبق على جميع مناطق المحافظة الوسطى في القطاع، وأنّ الوضع ينذر بكارثة إنسانية. وأرسل الباحثان الاسرائيليان، بن نون وغارب إلى صحيفة هآرتس صور أقمار صناعية حديثة، تُظهر أنّ بعض المناطق تضم بالفعل العديد من خيام النازحين، بينما تبدو مناطق أخرى كثباناً رملية يصعب أو يستحيل إقامة خيام عليها أو العيش فيها بشكل معقول. وهناك أماكن أخرى تبدو طرقا أو مناطق معرّضة للسيول أثناء هطول الأمطار.

إلى ذلك، تحذّر منظمات إنسانية، من أنّ إخلاء غزة، سيفاقم الكارثة الإنسانية في القطاع، ذلك أنّ أوضاع السكان صعبة أصلاً حتى قبل الإخلاء، ومعظم السكان تم تهجيرهم عدة مرات من قبل على يد الاحتلال، ولا يملكون القدرة المالية أو الجسدية أو النفسية على النزوح مرة أخرى في ظل استمرار الإبادة الإسرائيلية لسكان القطاع.