غضب في إيطاليا بعد نشر موقع إباحي صوراً مفبركة لسياسيات بارزات

غضب في إيطاليا بعد نشر موقع إباحي صوراً مفبركة لسياسيات بارزات

سادت موجة من الغضب في إيطاليا بعدما قام موقع إباحي بنشر صور مفبركة لعدد من السياسيات البارزات في البلاد، وعلى رأسهن رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني وزعيمة المعارضة إيلي شلاين، بحسب ما نشرته صحيفة ذا غارديان البريطانية، الخميس.

وجمع موقع فيكا الذي يضم أكثر من 700 ألف مشترك، صوراً لسيدات إيطاليات ناشطات في أحزاب سياسية مختلفة، من منصات التواصل الاجتماعي والإنترنت، ثم أخضعت للتعديل بشكل يتضمن إيحاءات جنسية، قبل نشرها مرفقة بتعليقات جنسية ومهينة.

وأعادت هذه الواقعة الحديث عن كراهية النساء في إيطاليا، وذلك بعد أسبوع من إغلاق شركة ميتا حساباً إيطالياً على “فيسبوك” يُدعى “ميا موغلي” (“زوجتي” باللغة العربية)، حيث كان الرجال يتبادلون صوراً حميمة لزوجاتهم أو لنساء مجهولات.

ولم تعلّق رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني على الصور المهينة، عندما سألها الصحافيون، مساء الأربعاء، عن الواقعة. وكانت شقيقتها أريانا واحدةً من النساء اللواتي استهدفهن الموقع، إلى جانب باولا كورتيلّسي، صاحبة الفيلم الإيطالي الناجح عن العنف المنزلي “هناك غدًا”، والمؤثرة كيارا فيراني.

ومنذ تأسيسه عام 2005، عمل موقع فيكا الإباحي في إيطاليا من دون مشاكل، لكن هذه الواقعة دفعت بعدد من السياسيات في الحزب الديمقراطي، المنتمي ليسار الوسط، إلى التقدم بدعوى قضائية ضد إدارة المنصة.

وترأست فاليريا كامبانيا قائمة المشتكيات، وهو ما شجّع أخريات على التحرك أيضاً، فيما اعتبرته الصحافة المحلية “مي تو إيطالية”. كما أُطلقت عريضة تطالب بإغلاق الموقع الإباحي وجمعت حتى الآن أكثر من 150 ألف توقيع.

وقالت كامبانيا في منشور على “فيسبوك”، الأربعاء، إنها “مشمئزة وغاضبة ومحبطة” وإنها “لم تستطع البقاء صامتة” بعد اكتشافها نشر الموقع لصورها، من دون إذن. تابعت: “لا أستطيع الصمت لأن هذه القصة لا تتعلق بي وحدي، بل تتعلق بنا جميعاً. تتعلق بحقنا في أن نكون أحراراً، وأن نحظى بالاحترام، وأن نعيش بلا خوف”. وفي وقت لاحق، تقدمت زميلاتها في الحزب الديمقراطي أليسيا موراني وأليسندرا موريتّي وليا كوارتابيلي بشكاوى مماثلة.

واعتبرت موراني على “إنستغرام” أن التعليقات المرفقة بصورها على منصة فيكا كانت “غير مقبولة وفاحشة” و”تمس كرامتي كامرأة”. وأضافت: “للأسف، لست وحدي. يجب أن نبلغ عن هؤلاء الرجال الذين يتصرفون كقطعان، ويفلتون من العقاب رغم الشكاوى العديدة. يجب إغلاق هذه المواقع وحظرها. كفى!”. أما كوارتابيلي فقالت: “مثل كثير من النساء الأخريات، كنت ضحية إساءة عبر الإنترنت من خلال نشر غير مصرح به على منتدى إباحي. قررت أن أتصدى لذلك بتقديم شكوى. ليس فقط من أجلي، ولكن قبل كل شيء من أجل جميع النساء الأخريات اللواتي كن ضحايا لهذا العنف”.

ولفتت “ذا غارديان” إلى أن قائمة المستهدفات، شملت عدداً من السياسيات اليمينيات، ومنهن: عضوة حزب الرابطة اليميني المتطرف أليسندرا موسوليني، حفيدة الديكتاتور الفاشي بينيتو موسوليني، ووزيرة السياحة الإيطالية دانييلا سانتانكيه.

ولفتت العريضة، التي تدعو إلى إغلاق المنصة الإباحية، إلى دراسة أجرتها جامعة ميلانو عام 2019، وجدت أن 20% من النساء في إيطاليا تعرضن لشكل من أشكال النشر غير التوافقي للصور الحميمة.

وأدان رئيس مجلس الشيوخ، إنياتسيو لا روسا، “التمييز الجنسي عبر الإنترنت الذي طاول العديد من النساء”، مضيفاً: “إنها مسألة خطيرة للغاية تثير استياءً عميقاً، وآمل أن تحدد السلطات المعنية قريباً هوية المسؤولين”.
وبالفعل، قبل انقضاء يوم الخميس، أغلق القائمون على “فيكا” الموقع على الإنترنت، بحسب ما أكدته وسائل الإعلام المحلية، التي أشارت إلى رسالة تقول عند ولوج الموقع إن “كل المحتوى قد تمت إزالته”.

ميلوني تندد باستهداف الصحفيين.. رواية الاحتلال بشأن مجزرة مستشفى ناصر

ميلوني تندد باستهداف الصحفيين.. رواية الاحتلال بشأن مجزرة مستشفى ناصر

أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، تحقيقًا وصفه بـ”الأوّلي” بشأن المجزرة التي ارتكبها في مجمع ناصر الطبي في مدينة خانيونس جنوبي القطاع، وأسفرت عن استشهاد 20 شخصًا على الأقل منهم خمسة صحفيين.

وزعم التحقيق الإسرائيلي أن “قوات لواء غولاني أطلقت النار على المجمع الطبي لإزالة كاميرا كانت تكشفهم”.

إسرائيل “تبحث في تفاصيل” المجزرة

وادعى التحقيق أن “ستة من القتلى في الحادث إرهابيين وأن أحدهم شارك في هجوم السابع من تشرين الأول/ تشرين الأول 2023″، بحسب زعمه.

وأوعز رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي إيال زامير بتعميق التحقيق في عملية اتخاذ أمر القصف ونوع السلاح المستخدم وموعد الموافقة، بحسب البيان.

من جهته، قال السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون، إنه ستتوفر خلال “الأيام القليلة المقبلة” معلومات إضافية عن الغارة على مستشفى ناصر.

وأضاف دانون للصحفيين: “ما زلنا نبحث في تفاصيل تلك الحادثة، وسنحصل خلال الأيام القليلة المقبلة على مزيد من المعلومات عنها”. وتابع: “هدفنا هو محاربة الإرهابيين، وليس الصحفيين، وليس كل من لا علاقة له بالإرهاب”، حسب قوله.

وكانت الأمم المتحدة قد أكدت أمس الثلاثاء ضرورة الوصول إلى “نتائج” في التحقيق الذي أعلنت إسرائيل فتحه الإثنين إثر استشهاد 20 شخصًا بينهم خمسة صحفيين في قصف لقواتها على مستشفى ناصر.

وشدد المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الانسان ثمين الخيطان في جنيف على وجوب تحقيق العدالة، مشيرًا إلى أن العدد الكبير من الإعلاميين الذين قُتِلوا أثناء حرب غزة “يطرح الكثير والكثير من الأسئلة حول استهداف الصحافيين”.

“هجوم غير مقبول”

في المقابل، قالت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني في كلمة ألقتها اليوم الأربعاء، إن الحكومة تندد بالقتل “غير المبرر” لصحافيين في غزة.

وقصفت إسرائيل مجمع ناصر الطبي جنوب قطاع غزة يوم الإثنين، ما أسفر عن استشهاد 20 شخصًا على الأقل، من بينهم خمسة صحافيين يعملون لدى وكالات رويترز وأسوشيتد برس وقناة الجزيرة ووسائل إعلام أخرى.

وقالت في مؤتمر صحافي بمدينة ريميني الساحلية: “إنه هجوم غير مقبول على حرية الصحافة وعلى كل من يخاطر بحياته بشجاعة لتغطية مأساة الحرب”.

وميلوني من بين القادة الغربيين الذين نددوا مؤخرًا بقصف يوم الإثنين، الذي أثار انتقادات دولية واسعة. ونفت إسرائيل أن الصحافيين كانوا من ضمن أهداف الضربة التي استهدفت مجمع ناصر الطبي، حسب زعمها.

وتستعد إسرائيل لشن هجوم جديد على مدينة غزة، التي تزعم أنها آخر معاقل حركة “حماس”. ويعيش في غزة حاليًا نحو نصف سكان القطاع، البالغ عددهم مليوني نسمة، وأعلنت إسرائيل أنها ستصدر لهم أوامر بالإخلاء.

ودعت ميلوني إسرائيل أيضًا إلى إنهاء احتلالها العسكري لغزة والسماح بدخول المساعدات إلى القطاع الفلسطيني ووقف التوسع في بناء التجمعات السكنية في الضفة الغربية المحتلة.