“سياسة الأرض المحروقة”.. إسرائيل فجرت 80 روبوتًا بمنازل مدنيين في غزة

“سياسة الأرض المحروقة”.. إسرائيل فجرت 80 روبوتًا بمنازل مدنيين في غزة

فجر جيش الاحتلال الإسرائيلي 80 روبوتًا بين منازل المدنيين الفلسطينيين في غزة خلال 3 أسابيع، وفق ما أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في القطاع، واصفًا ذلك بأنه “سلوك إجرامي يجسد استخدام سياسة الأرض المحروقة، ما أدى إلى تدمير واسع النطاق للمنازل والممتلكات، وتعريض أرواح المدنيين لأخطار جسيمة”.

وقال المكتب: “إن جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب جرائم ممنهجة وخطيرة بحق شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، في انتهاك صارخ وفاضح لأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني. وتتمثل هذه الجرائم في ملاحقة المدنيين العزل، بمن فيهم الأطفال والنساء”.

منع متعمد لإدخال الغذاء والماء

وأشار المكتب إلى أن جيش الاحتلال يواصل ارتكاب “جريمة التجويع ضد أكثر من 2.4 مليون إنسان في قطاع غزة، بينهم ما يزيد على مليون إنسان في مدينة غزة والشمال، من خلال المنع المتعمد لدخول الغذاء والماء”.

ولفت إلى تنفيذ الاحتلال “عمليات ممنهجة لتدمير ما تبقى من المنظومة الصحية، واستهداف متعمد لمقومات الحياة المدنية بهدف القضاء على إمكانية استمرار الحياة الطبيعية”.

ومنذ 2 آذار/ آذار الماضي، تغلق إسرائيل معابر غزة كافة، ولا تسمح إلا بإدخال عدد ضئيل جدا من شاحنات محملة بمساعدات إنسانية، ما زج بالقطاع في مجاعة متفاقمة أكدتها الأمم المتحدة.

يأتي ذلك فيما تشهد مناطق في مدينة غزة وشمالي القطاع، تصعيدًا عسكريًا إسرائيليًا، وسط قصف جوي ومدفعي مكثف وعمليات نسف وتدمير ممنهج للأحياء السكنية، فيما ظلت عائلات فلسطينية عالقة في منازلها دون خدمات.

وأفاد مراسل التلفزيون العربي في غزة إسلام بدر باستشهاد نحو 20 فلسطينيًا بينهم 7 من طالبي المساعدات في منطقة نتساريم، وشهيد في دير البلح وسط القطاع. 

مليون فلسطيني يرفضون التهجير القسري

إلى ذلك، قال المكتب  الإعلامي الحكومي إن “أكثر من مليون فلسطيني ما زالوا يرفضون الرضوخ لسياسة التهجير القسري والتطهير العرقي، مؤكدين صمودهم الأسطوري في وجه آلة الحرب الإسرائيلية المجرمة”، مدينًا جرائم الاحتلال المتواصلة بحق المدنيين”، ومحملًا “الاحتلال والإدارة الأميركية المسؤولية الكاملة عن استمرار هذه الإبادة الجماعية”.

كما دعا المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة المجتمع الدولي إلى “اتخاذ موقف جاد وفاعل لوقف هذه الجرائم فوراً ووقف الإبادة المستمرة، وحماية المدنيين، ومحاسبة قادة الاحتلال على جرائمهم أمام المحاكم الدولية المختصة”.

وخلال الأيام الماضية نزحت أعداد كبيرة من الفلسطينيين من شمال شرقي مدينة غزة إلى مناطقها الغربية تحت كثافة النيران الإسرائيلية، بعد إعلان تل أبيب الجمعة، المدينة التي يسكنها نحو مليون فلسطيني “منطقة قتال خطيرة”.

وفي 8 آب/ آب الجاري، أقرت الحكومة الإسرائيلية خطة طرحها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل تدريجيًا، بدءًا بمدينة غزة.

ووفق طرح نتنياهو، فإن الخطة تبدأ بتهجير فلسطينيي مدينة غزة نحو الجنوب، يتبعها تطويق المدينة، ومن ثم تنفيذ عمليات توغل إضافية في مراكز التجمعات السكنية، وفق هيئة البث العبرية الرسمية.

القسّام تتوعّد جنود الاحتلال.. غزة تحت القصف والحصار والتجويع

القسّام تتوعّد جنود الاحتلال.. غزة تحت القصف والحصار والتجويع

يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، وسط استمرار سياسة التجويع التي يفرضها على أهالي القطاع الفلسطيني المحاصر والمدمّر.

وأفاد مراسل التلفزيون العربي باستشهاد أكثر من 70 فلسطينيًا جراء العدوان منذ فجر الجمعة، مشيرًا إلى سقوط شهداء وجرحى جراء استهداف منزلًا سكنيًا جنوب غربي مدينة غزة، حيث يكثف الاحتلال من قصفه المدفعي وغاراته الجوية. ولفت المراسل إلى أن مسيّرة إسرائيلية ألقت قنابل حارقة على منطقة أبو أسكندر شمالي مدينة غزة.

“غزة منطقة خطرة”

وكان جيش الاحتلال قد أعلن الجمعة أن مدينة غزة أصبحت منطقة خطرة خارجة من مناطق الهدن التكتيكية، مشيرًا إلى بدء ما وصفه بالعمليات التمهيدية والمراحل الأولى للهجوم على المدينة.

بدورها، حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” من أن تكثيف العملية العسكرية في مدينة غزة سيُعرّض نحو مليون شخص لخطر النزوح القسري مجددًا.

في غضون ذلك، قال الناطق العسكري باسم كتائب القسام أبو عبيدة، إن الكتائب ستحافظ قدر استطاعتها على الأسرى الإسرائيليين، مشيرًا إلى أنهم سيوجدون مع المقاتلين في أماكن المواجهة وفي ذات ظروف المخاطرة.

وأضاف أبو عبيدة في منشور على منصة “تلغرام” أن نتنياهو ووزراءه قرروا تقليص عدد الأسرى الإسرائيليين الأحياء إلى النصف مع إخفاء معظم جثث القتلى منهم.

كما أكد أن خطط احتلال مدينة غزة ستكون وبالًا على القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية، وسيدفع ثمنها جيش الاحتلال من دماء جنوده، مبينًا أن مقاتلي القسام في حالة استنفار وجاهزية ويتمتعون بمعنويات عالية وسيقدمون نماذج فذة في البطولة والاستبسال.

وفي جنوبي قطاع غزة استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي خيام النازحين. وأظهرت مشاهد اللحظات الأولى لاشتعال النيران في خيامِ النازحين بشارع الإسطبل في مواصي مدينة خانيونس، وذلك عقب غارات جوية.

استهداف لجنود متوغلين

وانتشلت الطواقم الطبية في غزة شهيدًا وعددًا من الجرحى بعد غارة إسرائيلية استهدفت خيمة تؤوي نازحين في منطقة المواصي غرب مدينة خانيونس. وهذا الاستهداف هو الثالث خلال ساعات لخيام النازحين في منطقة المواصي التي يُصنفها الاحتلال مناطق آمنة.

من جهة أخرى، عرضت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مشاهد من استهداف مقاتليها بقذائف الهاون تجمعات جنود الاحتلال المتوغلين في مدينة خانيونس.

كما نشرت قوات الشهيد عمر القاسم مشاهد من إعداد وتجهيز عبوات ناسفة، بالإضافة إلى استيلائها على طائرة كواد كابتر الإسرائيلية، في محور القتال بحي الزيتون شرقي مدينة غزة.

إلى ذلك، أفاد الجيش الإسرائيلي في بيان له أنه استعاد جثة أحد أسراه المحتجزين في قطاع غزة ومقتنيات أسيرٍ آخر، دون تفاصيل إضافية أخرى.

وقال الجيش: إنّ الأسير يدعى إيلان فايس كان عضوًا في لجنة الطوارئ الأمنية لكيبوتس بئيري في غلاف غزة، وقُتل خلال اشتباكات عملية 7 تشرين الأول قبل نقل جثته إلى القطاع، وفق البيانات الرسمية.

وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى انتشال جثة أسير آخر تجري عملية فحصها ولكن لم يعلن عن هويته بعد.

“استعداد لوقف عمليات الإسقاط الجوي للمساعدات”

وفي سياق متصل، تستعد إسرائيل خلال الأيام القريبة لوقف عمليات الإسقاط الجوي للمساعدات الإنسانية فوق مدينة غزة، وتقليص إدخال الإمدادات إلى شمال القطاع، في خطوة تهدف لإجبار مئات آلاف السكان على النزوح نحو الجنوب قبيل العملية العسكرية المرتقبة لاقتحام المدينة، وفق ما أوردته قناة “كان” العبرية الرسمية، الجمعة.

وقالت القناة: إن “القرار يستهدف إيصال رسالة إلى أكثر من 800 ألف من سكان غزة بضرورة إخلاء المدينة والتوجه جنوبًا، ضمن الإجراءات الممهدة لاحتلالها”.

ونقلت القناة عن مصدر أمني إسرائيلي زعمه أن “البنى التحتية الإنسانية في جنوب القطاع باتت جاهزة لاستقبال السكان”.

وأضافت أن التقديرات تفيد بأنّ الجيش سيبدأ بإصدار أوامر للفلسطينيين في مدينة غزة، بإخلائها، خلال قرابة أسبوع ونصف.

ووفق القناة، فإن المستوى السياسي في إسرائيل أوعز، صباح الجمعة، بوقف ما سمّاه “التهدئة التكتيكية” التي كانت تُطبّق في مدينة غزة منذ شهر، وتسمح بساعات محدودة من وقف إطلاق النار اليومي لإدخال مساعدات، وذلك بعد ضغوط وانتقادات دولية حادة حذّرت من تفاقم الجوع في القطاع.

وفي 8 آب/ آب الجاري، أقرت الحكومة الإسرائيلية خطة طرحها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل تدريجيًا، بدءًا بمدينة غزة.

يمهد لاقتحامها.. الاحتلال الإسرائيلي يعلن مدينة غزة “منطقة قتال خطرة”

يمهد لاقتحامها.. الاحتلال الإسرائيلي يعلن مدينة غزة “منطقة قتال خطرة”

أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الجمعة، بدء العمليات التمهيدية للهجوم على مدينة غزة، وأنه يعمل بقوة في مشارف المدينة.

كما أعلن أن مدينة غزة التي يقطنها نحو مليون فلسطيني “منطقة قتال خطيرة”، في إطار خطته لاحتلال المدينة واستكمالًا للإبادة الجماعية التي يرتكبها منذ نحو 23 شهرًا.

وقال متحدث جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي عبر منصة إكس: “بناءً على تقييم الوضع وتوجيهات المستوى السياسي، تقرر ابتداء من اليوم الجمعة في تمام الساعة (7:00 بتوقيت غرينتش) أن حالة الهدنة التكتيكية المحلية والمؤقتة للأنشطة العسكرية لا تشمل منطقة مدينة غزة، التي ستعتبر منطقة قتال خطيرة”.

ظروف مأساوية للنازحين

ومن بلدة الزوايدة، رصد مراسل التلفزيون العربي في قطاع غزة عبد الله مقداد أوضاع أعداد كبيرة من الفلسطينيين الذين أجبرتهم إسرائيل على النزوح قسرًا.

وفي حديثه إلى التلفزيون العربي، قال أبو مالك وهو أحد النازحين من مدينة غزة إلى بلدة الزوايدة إنه أجبر على النزوح بسبب القصف الإسرائيلي المستمر والأوضاع السيئة التي تشهدها المدينة.

وأضاف أبو مالك الذي نزح منذ نحو أسبوع أنه وعائلته يواجهون في منطقة نزوحهم صعوبات كثيرة بسبب قلة المياه والأوضاع المعيشية الصعبة التي يفرضها الاحتلال، لافتًا إلى أنه لم يتمكن من ترتيب مكان يؤويه وأسرته بسبب انعدام الأدوات اللازمة لذلك.

وناشد الرجل الفلسطيني الذي نزح في السابق من حي الشيخ رضوان إلى حي التفاح الوقوف إلى جانب النازحين ومساعدتهم لترتيب أوضاعهم المعيشية في مناطق نزوحهم.

ويقوم الاحتلال بعمليات قصف وتدمير وتوغلات في أحياء الشجاعية والزيتون والصبرة شرق مدينة غزة وجنوبها، وكذلك في مخيم جباليا شمالًا، ما أدى إلى تهجير آلاف الفلسطينيين.

وفي 27 تموز/ تموز الماضي، أعلن الجيش الإسرائيلي بدء ما أسماه “تعليقًا تكتيكيًا محليًا للأنشطة العسكرية” في مناطق محددة بقطاع غزة، بينها مدينة غزة، للسماح بمرور المساعدات الإنسانية. لكنه، رغم ذلك، واصل قصف الخيام والمنازل وقتل الفلسطينيين.

تُفتت البشر والحجر.. الاحتلال يعتمد على روبوتات متفجرة لتدمير غزة

تُفتت البشر والحجر.. الاحتلال يعتمد على روبوتات متفجرة لتدمير غزة

تظهر الروبوتات المتفجرة كآلات يستخدمها الاحتلال للقتل والتدمير في غزة. وهي تحمل قوة تدميرية ممتدة لعشرات الأمتار، تفتت الحجر والشجر وتذيب الأجساد.

وإضافة إلى ذلك، أفاد مراسل التلفزيون العربي، اليوم الأربعاء، باحتراق منازل استهدفها جيش الاحتلال بقنابل حارقة في حي أبو إسكندر شمالي مدينة غزة.

قوة تدميرية وانفجارات هائلة

وكما جرى طيلة فترات العدوان، ضاعفت قوات الاحتلال من استخدام آلات الإعدام في عمليات النسف والتفجير للمنازل في المناطق الشرقية والشمالية والجنوبية من مدينة غزة تمهيدًا للسيطرة النارية واحتلال المدينة المتخمة بالسكان.

وعلاوة على محاولة إثارة الرعب والخوف في صفوف الغزيين بتفجير هذه الأدوات الفتاكة بسبب قوتها التدميرية وما يرافقها من أصوات انفجارات هائلة وتصاعد ألسنة اللهب. فإن الاحتلال يسعى لتقليل الخسائر في صفوف جنوده عبر تجنب الزج بهم على الأرض وجهًا لوجه أمام المقاومة وأنفاقها وكمائنها.

والروبوت الانتحاري هو في الأصل ناقلة جند أميركية الصنع أخرجها الاحتلال عن الخدمة تمامًا عقب عدوانه على قطاع غزة عام 2014 نظرًا لقدمها وضعف تحصيناتها ليحولها الجيش مرة أخرى إلى كتل مفخخة يتم التحكم بها عن بعد في داخلها أطنان من المتفجرات.

وعادة ما يلجأ الاحتلال إلى نقلها عبر الجرافات العسكرية لتتسلل إلى الأحياء السكنية وتتفجر بعد انسحاب الجنود. وأحيانًا يتم تسييرها عمدًا فوق مسارات يشتبه بأنها مفخخة بهدف تفجيرها مسبقًا وكشفها قبل دخول القوات.

ورغم أنها تحل مكان القوة البشرية على الأرض إلا أن هذه الآليات كثيرًا ما تواجه أعطالًا فنية، ما يضطر الجنود إلى الاقتراب منها وإصلاحها يدويًا لمعالجة الخلل لتشكل خطرًا حقيقيًا على حياتهم.

وعلاوة على إلحاق أكبر قدر ممكن من الأذى للفلسطينيين، فإن تقارير إسرائيلية تحدثت أن الجيش لجأ إلى استخدام مثل هذه التقنيات عقب أزمة نقص وحدات المشاة والقذائف وقطع الغيار وتضرر سلاح المدرعات في ظل تراجع عمليات الصيانة الدورية منذ بداية العدوان على غزة.

تدمير نحو 80% من مدينة غزة

وأمام عمليات التدمير الواسعة، فقد أظهر تحليل لصور أقمار صناعية أجراه آدي بن نون، من مركز نظم المعلومات الجغرافية في الجامعة العبرية، أن 80% من مدينة غزة مدمرة بسبب الإبادة الإسرائيلية المستمرة منذ نحو 23 شهرًا.

وقالت “القناة 12” الإسرائيلية، الأربعاء: “وفقًا لتحليل صور الأقمار الصناعية الذي أجراه آدي بن نون من مركز نظم المعلومات الجغرافية في الجامعة العبرية، فقد دمر ما لا يقل عن 36 ألف مبنى في المدينة، أي ما يعادل 80% من إجمالي المباني التي كانت موجودة في بداية الحرب”.

وأضافت: “الدمار ليس موزعًا بالتساوي على جميع مناطق المدينة، ففي حي الشجاعية (شرق) وحي النصر (شمال) ومخيم الشاطئ (غرب) لم يبقَ سوى نسبة ضئيلة من المباني”.

وتابعت القناة: “في منطقة الدرج بوسط المدينة، لم يتبق سوى نحو 40% من المباني، وهي نسبة مرتفعة نسبيًا”.

وكان الجيش الإسرائيلي قد صادق أخيرًا على خطة لاحتلال مدينة غزة تبدأ بإخلاء سكانها إلى جنوب ووسط قطاع غزة.

اجتماع لترمب وحماس تندد بمبعوثه.. إسرائيل تحصد مزيدًا من أرواح الغزيين

اجتماع لترمب وحماس تندد بمبعوثه.. إسرائيل تحصد مزيدًا من أرواح الغزيين

واصل الاحتلال الإسرائيلي، الأربعاء، عدوانه بلا هوادة على قطاع غزة مخلفًا المزيد من الشهداء والجرحى، حيث استشهد ما لا يقل عن 60 فلسطينيًا بينهم 10 من ضحايا حرب التجويع.

وواصلت طائرات الاحتلال شن غارات جوية على مناطق عدة في قطاع غزة، حيث وثقت مقاطع مصورة لحظات قصف الاحتلال عددًا من المنازل في منطقة أبو اسكندر شمالي مدينة غزة ظهر الأربعاء، وضاعف الاحتلال استهدافاته لمناطق الشمال بعد تهديداته وفرضه التهجير على أهالي المنطقة.

شهداء في القصف والتجويع

وأعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع عدد ضحايا التجويع وسوء التغذية إلى 313 شهيدًا.

وسجلت الوزارة وفاة 10 أشخاص، بينهم طفلان، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، ليرتفع عدد الأطفال الذين استشهدوا بسبب التجويع وسوء التغذية إلى 119 طفلًا.

ووثقت مشاهد متداولة شن الاحتلال غارات عنيفة على حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة، حيث تظهر المشاهد قيام قوات الاحتلال بعمليات نسف واسعة للمباني وسط إطلاق نار كثيف.

وقصفت مدفعية جيش الاحتلال مناطق متفرقة في بلدة جباليا النزلة شمالي القطاع، كما نسفت مباني سكنية في جباليا النزلة.

“سقوط المدنيين مأساة إنسانية”

من جهته، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير، إن “إسرائيل تواجه معركةً متعددة الجبهات، والجيش مستعد للعمل في أي ساحة مجددًا”، حسب قوله.

وتابع زامير خلال جولة ميدانية قام بها في قطاع غزة، أن الجهد في هذه المرحلة يتركز على العمل داخل مدينة غزة، وحسم المعركة ضد حماس.

من ناحيته، أكّد المبعوث الأميركي الخاص لشؤون الشرق الأوسط ستيف ويتكوف أن سقوط المدنيين في غزة يمثل مأساةً إنسانية، مشيرًا إلى ضرورة وقف الحرب المستمرة.

وأشار إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيترأس الأربعاء اجتماعًا رفيعَ المستوى لمناقشة ما يُعرف بـخطة اليوم التالي للحرب في غزة، والتي تُركز على الترتيبات السياسية والإنسانية بعد توقف القتال.

وأوضح ويتكوف أنه زار قطاع غزة مرتين، حيث عبّر السكان عن امتنانهم لجهود الرئيس الأميركي في الملف الفلسطيني، حسب قوله.

“الانحياز لإسرائيل”

من جهتها، اتهمت حركة حماس الإدارة الأميركية بالانحياز لإسرائيل، قبيل اجتماع يعقده الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأربعاء في البيت الأبيض لبحث ما سيحدث في اليوم التالي لانتهاء الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ نحو عامين.

وعبّر القيادي في الحركة عزت الرشق في بيان صحافي عن “استغراب” الحركة لتصريحات أدلى بها المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف وحمل فيها حماس مسؤولية عرقلة مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة.

وقال الرشق: “لا يمكن فهم هذه المواقف إلا في سياق سياسة الانحياز الأميركي للاحتلال الفاشي، والغطاء الذي تمنحه الإدارة الأميركية لمجرم الحرب (بنيامين) نتنياهو لتمكينه من المضي في جريمة الإبادة الجماعية ضد المدنيين الأبرياء في قطاع غزة”.

“مجرد اجتماع سياسي”

إلى ذلك، قال مسؤول كبير بالبيت الأبيض إن ترمب ترأس الأربعاء اجتماعًا بشأن الحرب في غزة حضره رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير ومبعوث ترمب السابق للشرق الأوسط جاريد كوشنر.

وقال المسؤول لوكالة “رويترز”: إن ترمب وكبار المسؤولين في البيت الأبيض وبلير وكوشنر ناقشوا جميع جوانب ملف غزة، بما في ذلك زيادة تسليم المساعدات الغذائية وأزمة المحتجزين وخطط ما بعد الحرب.

ووصف المسؤول الجلسة بأنها “مجرد اجتماع سياسي”، من النوع الذي يعقده ترمب وفريقه بشكل متكرر.

وكان كوشنر، وهو زوج إيفانكا ابنة ترمب، مستشارًا رئيسيًا في البيت الأبيض في فترة ولاية ترمب الأولى في قضايا الشرق الأوسط. كما نشط بلير، الذي كان رئيسًا للوزراء خلال حرب العراق عام 2003، في قضايا الشرق الأوسط.

إنسانيًا، أكد المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” فيليب لازاريني، الأربعاء، أن مصير الفلسطينيين في قطاع غزة بات بين القتل قصفًا من الجيش الإسرائيلي والموت تجويعًا جراء الحصار.

وكتب لازاريني منشورًا عبر منصة “إكس”، بدأه بوسم “لا مكان آمن في غزة. لا أحد آمن”. وقال: إنه “بعد مرور ما يقرب من 700 يوم (منذ بدء الحرب)، لا يزال الناس يُقتلون ويُصابون مع تكثيف الجيش الإسرائيلي وتوسيعه لعملياته”.

وتابع: “تُقصف المستشفيات والمدارس والملاجئ ومنازل الناس يوميًا”.

و”يُقتل العاملون في المجال الصحي والصحافيون والعاملون في المجال الإنساني على نطاق لم يشهده أي صراع آخر في التاريخ الحديث”، كما أضاف.

مطالبة بتحقيق بشأن مجزرة مستشفى ناصر

في غضون ذلك، طالبت وزارة الخارجية الألمانية، الأربعاء، إسرائيل بإجراء تحقيق شامل حول الهجوم على مستشفى ناصر في مدينة خانيونس، جنوبي قطاع غزة.

جاء ذلك في مؤتمر صحافي للمتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية مارتن غايسه، بالعاصمة برلين.

وأكد غايسه، أن ألمانيا ترى أن التقرير الأول للجيش الإسرائيلي غير كافٍ، وأنه من الضروري القيام بتحقيق شامل لتحديد المسؤولين الحقيقيين عن الهجوم، مضيفًا أن “هذه الحادثة” تثير تساؤلات جدية للغاية ينبغي توضيح ملابساتها.

وردًا على سؤال حول استشهاد أكثر من 240 صحافيًا في غزة على يد إسرائيل منذ 7 تشرين الأول/ تشرين الأول 2023، قال غايسه، إن “عدد الصحافيين المقتولين في غزة مرتفع جدًا لدرجة لا يمكن تحملها”.