سلطت صحف ومواقع عالمية الضوء على الانتقادات الموجهة لخطة إسرائيل لاحتلال قطاع غزة، والاحتجاجات المناوئة لاستمرار الحرب في القطاع، ومطالب إدخال المساعدات إلى غزة لإنقاذ الأطفال من الجوع.
وقال يوتام فيلك، وهو نقيب بالجيش الإسرائيلي من قوات الاحتياط، إن “خطة إعادة احتلال مدينة غزة ليست خطوة عسكرية مدروسة، بل هي أحد أعراض إدمان الاحتلال من قبل حكومة لا تعرف إلا التدمير، لا البناء”.
ويشرح فيلك -في شهادة لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية- كيف اتضح بمرور الوقت أن “القتال في غزة يعكس رغبة قادة لم يخططوا للتوقف أبدا ودفع الثمن السياسي اللازم لاتخاذ قرارات إنهاء الحرب.. بل اختاروا أن يدفع الجنود والرهائن والفلسطينيون ثمنها بالدم”.
أما صحيفة هآرتس، فأبرزت شعارات رفعها المحتجون الإسرائيليون ضد مواصلة الحرب على غزة، بينما تبتعد حكومة بنيامين نتنياهو عن اتفاق بشأن الأسرى، مشيرة إلى أن الاحتجاجات تزايدت خلال الأسابيع الأخيرة وتتلخص شعاراتها في فكرة مفادها أن احتلال غزة سيكون بمنزلة حكم بالإعدام على الأسرى.
وأشارت الصحيفة إلى أن الدعوات تتزايد للمشاركة بقوة في مظاهرات الأحد بالتزامن مع اجتماع تحضّر له الحكومة بشأن غزة.
وقالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية إن التقارير بشأن اعتزام الحكومة الإسرائيلية تقليص كميات المساعدات التي تسمح بدخولها إلى غزة تجعل إسرائيل عرضة لمزيد من الإدانة الدولية، بينما يتزايد الإحباط داخلها وخارجها إزاء الظروف المزرية التي يعيشها الفلسطينيون في غزة ومعهم الأسرى.
وتضيف الصحيفة أن هناك خشية كبيرة لدى عائلات الأسرى من أن يعرض الهجوم الإسرائيلي على مدينة غزة حياتهم للخطر.
فشل أوروبي
واهتمت صحيفة غارديان البريطانية برسالة وجهها أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي إلى وزير الخارجية ماركو روبيو، يطالبون فيها باستخدام الولايات المتحدة نفوذها لمساعدة المتضررين من المجاعة في غزة.
إعلان
ودعا الأعضاء الديمقراطيون الخمسة -حسب نص المراسلة التي اطلعت عليها غارديان- إلى الضغط باتجاه السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، بما في ذلك كميات كبيرة من الحليب، حيث يموت الأطفال جوعا في القطاع.
ومن جهة أخرى، أشارت صحيفة لوموند الفرنسية إلى أن الأوروبيين ما زالوا منقسمين بشأن فرض عقوبات على إسرائيل رغم الوضع الإنساني الكارثي الذي يعيشه الفلسطينيون في القطاع بسبب الحرب، وقالت إن وزراء الاتحاد الأوروبي فشلوا في الاتفاق على أي من المقترحات التي طرحت للنقاش خلال اجتماعهم في كوبنهاغن.
كشفت الكاتبة الفرنسية اليهودية كورين ملول أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حريص على تحوير النقاش مع فرنسا من الحرب على غزة وتداعياتها، إلى معاداة السامية، وذلك للاستمرار في تحقيق أهدافه التي لها تأثيرات سلبية على يهود الشتات.
وأكدت ملول، في مقال لها بصحيفة هآرتس الإسرائيلية، أن تجرؤ نتنياهو “وهو مجرم حرب بكل المقاييس”، وادعاءه أنه يتحدث باسم اليهود خارج إسرائيل “إهانة إضافية، ومن شأنه أن يغذي الكراهية الموجهة ضدنا”.
وقالت إن رفض نتنياهو إنهاء الحرب على غزة، وتخليه عن الأسرى، وإصراره على تدمير حياة المدنيين في غزة، و”قبح تحالفه الحكومي”، كلها عوامل تدفع أعدادا متزايدة من يهود الشتات إلى الابتعاد عن إسرائيل، وهم الذين لطالما أحبوها ودعموها.
سجال
وقالت إنه قد يأتي قريبا يوم تصبح فيه إسرائيل الناشئة الآن كدكتاتورية دينية غير معنية بدعم اليهود في الشتات، “لكن ما قد يأتي أسرع هو اليوم الذي لن يكون فيه معظم يهود الشتات بحاجة إلى إسرائيل، إسرائيل هذه تحديدا”.
وتابعت أنه منذ إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بلاده ستعترف بدولة فلسطينية في الأمم المتحدة خلال لقاء الجمعية العامة في أيلول/أيلول، تحوّلت المواجهة الكلامية بينه وبين نتنياهو بسرعة إلى سجال حول معاداة السامية في فرنسا.
وأضافت أن رد نتنياهو لا ينبغي أن يفاجئ أحدا ممن يعرفون لجوءه المنهجي إلى أساليب التمويه، مبرزة أنه بالنسبة له، فأي انتقاد يوجه لإسرائيل في حربها يصب في مصلحة حركة حماس وينبع من معاداة السامية.
وذكرت كورين -أستاذة العلوم السياسية بجامعة باريس– أنه مع تزايد معارضة الإسرائيليين لاستمرار الحرب، وصدور إدانات غير مسبوقة حتى من دول طالما عُرفت بصداقة إسرائيل، يلجأ نتنياهو إلى حيلته القديمة المتمثلة في تحويل النقاش إلى معاداة السامية.
قد يأتي قريبا يوم تصبح فيه إسرائيل الناشئة الآن كدكتاتورية دينية غير معنية بدعم اليهود في الشتات، لكن ما قد يأتي أسرع هو اليوم الذي لن يكون فيه معظم يهود الشتات بحاجة إلى إسرائيل، إسرائيل هذه تحديدا.
بواسطة كورين ملول
وتابعت أن المبعوث الأميركي لدى فرنسا تشارلز كوشنر انضم إلى هذه الحملة، باتهامه باريس بأنها لا تفعل ما يكفي لمكافحة معاداة السامية.
إعلان
وقالت إنه من المؤسف أن ماكرون وقع في الفخ، إذ ردّ في 26 آب/آب بأن “حماية المواطنين اليهود في فرنسا من تصاعد معاداة السامية كانت أولوية مطلقة بالنسبة لي منذ اليوم الأول”.
كما حذّر من خطورة استخدام معركة مواجهة معاداة السامية كسلاح سياسي. ومع ذلك، أصبح النقاش منصبا على معاداة السامية في فرنسا بدلا من أن يبقى حول الحرب في غزة، توضح ملول.
وذكرت أنه بالنسبة ليهود فرنسا، فالحديث عن معاداة السامية مسألة واقعية إذ شهدت الأعمال ضد اليهود ارتفاعا منذ 7 تشرين الأول/تشرين الأول 2023، لكن في الوقت نفسه، يظل هذا التصاعد رقما فقط، لأن أغلبية الفرنسيين اليهود يعيشون حياتهم اليومية بشكل طبيعي.
وتابعت أنه على عكس مزاعم نتنياهو، “لم تجتح معاداة السامية المدن الفرنسية”، وخاطبته قائلة: “آسفة لتبديد أوهامك يا سيد نتنياهو”.
وزادت أنه كان حريا بالنظام القضائي الفرنسي بذل جهد أكبر لمعاقبة مرتكبي جرائم معادية لليهود، لكنها عقبت على ذلك بقولها: “هذه مسألة تخصنا نحن كمواطنين فرنسيين، وإذا كان من ضرورة للتحرك، فهي مسؤوليتنا. أما تدخل نتنياهو في السياق الراهن فسامّ وخطير، ويأخذنا من الموضوع الأهم: حرب إسرائيل على غزة”.
في غزة، لم يعد بكاء الأطفال يُسمع، التجويع التهم أصواتهم قبل أجسادهم، حتى صار أقصى ما يملكونه نظرات خاملة وأمنيات بالموت، بهذه الكلمات بدأت صحيفة إندبندنت البريطانية تقريرا حول معاناة أطفال غزة.
وتابعت الصحيفة أنه أمام مجلس الأمن الدولي، دوّت كلمات صادمة من إنغير آشنغ، رئيسة منظمة “أنقذوا الأطفال”، التي وصفت ما يحدث في قطاع غزة بأنه ليس أزمة طبيعية، بل مجاعة مُفتعلة، من صنع الإنسان، محذّرة من أن الأطفال في القطاع المحاصر أصبحوا “أضعف من أن يبكوا أو يتكلموا”.
وأكدت آشنغ أن ما يجري هناك هو استخدام متعمّد للتجويع كسلاح حرب.
ووفق الصحيفة، فإن تلك التصريحات جاءت بعد تأكيد هيئات أممية وحقوقية أن أكثر من نصف مليون إنسان في مدينة غزة يعيشون الآن تحت وطأة الجوع القاتل.
وقد أعلنت الأمم المتحدة رسميا المجاعة في غزة، في سابقة تاريخية بالمنطقة منذ بدء الحرب في تشرين الأول/تشرين الأول 2023، محمّلة إسرائيل المسؤولية عن “العرقلة الممنهجة” لوصول المساعدات خلال 22 شهرا من القتال.
وبحسب التقارير الأممية، يعيش أكثر من نصف مليون إنسان في غزة تحت وطأة الجوع القاتل، فيما دُمّرت البنية التحتية والإنتاج المحلي للغذاء بفعل الهجمات الإسرائيلية، تاركة ملايين الأطفال والنساء معتمدين بالكامل على المساعدات الخارجية.
آشنغ وصفت مشاهد الأطفال في المستشفيات بـ”المروعة”، وقالت إنهم يصلون إليها هياكل عظمية، وأجسادهم منهكة بفعل الجوع والمرض، وبعضهم فارق الحياة قبل أن يُعالج، توضح الإندبندنت.
والأخطر من ذلك -تتابع الصحيفة- أن الأطفال، الذين اعتادوا أن يحلموا بالسلام والمدرسة، صاروا يتمنون الآن الموت هربا من العذاب، بل كتب أحدهم: “أتمنى لو كنت في الجنة مع أمي، فهناك يوجد حب وطعام وماء”.
وتقول آشنغ إن الأطفال يستغلون “المساحات الآمنة” التي تخصصها منظمتها مخصصة للأطفال في حالات الطوارئ والكوارث، في “رسم ما نطلق عليه (غيوم التمنيات) ليحلموا بمستقبل أفضل”.
وتضيف: “في غزة، كان الأطفال يتمنون العودة إلى المدرسة، أو أن ينعموا بالسلام، أو لقاء صديق. منذ بدء الحصار الكامل في آذار/آذار، باتوا يتمنون الطعام والخبز. أما في الأسابيع الأخيرة، فقد بدأ كثيرون يقولون إنهم يتمنون الموت”.
إعلان
وبحسب الصحيفة البريطانية، حذرت منظمة “أنقذوا الأطفال” من أن “جيلا كاملا مهدد بالزوال”، في حين شدد خبراء التغذية على أن التعافي من المجاعة سيستغرق من شهرين إلى 3 أشهر على الأقل “حتى لو توافرت المساعدات فورا”.
وفي الوقت الذي وصفت فيه آشنغ الإسقاطات الجوية للمساعدات بأنها “حلول وهمية وخطيرة” لا تصل فعليا إلى من هم أكثر احتياجا إليها، وقد تودي بحياة المدنيين، أكدت أن بإمكان إسرائيل إنهاء المجاعة فورا “لو توقفت عن عرقلتها المتعمدة وسمحت بمرور المساعدات”، تتابع الإندبندنت.
لكن على أرض الواقع، تتواصل الغارات الإسرائيلية وتتصاعد الهجمات على المستشفيات، في حين ينكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للعدالة الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية– وجود مجاعة أصلا.
سلطت مجلة إيكونوميست البريطانية الضوء على مشروع رقمي بعنوان “متحف سجون سوريا” أنشأه صحفيون ونشطاء سوريون بهدف توثيق الفظائع التي ارتكبها نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.
ويهدف الموقع -حسب التقرير- إلى توثيق تاريخ سجن صيدنايا القاتم، وهو أحد أكثر السجون العسكرية السورية تحصينا، ويطلق عليه “المسلخ البشري” بسبب التعذيب والحرمان والازدحام داخله.
وذكر التقرير أن الموقع التفاعلي “متحف سجون سوريا” (Syria Prisons Museum website) سينطلق يوم 15 أيلول/أيلول المقبل، ويعد أرشيفا جنائيا و”نصبا تذكاريا” لضحايا التعذيب، ويقدم للمستخدم تجربة توعوية ومروعة في الوقت ذاته.
ويوفر الموقع جولة افتراضية عبر غرف الإعدام والتعذيب، وشهادات مصورة لناجين من السجن يروون قسوة الحراس وإجرامهم، وقوائم بأسماء الضباط المشرفين، حسب التقرير.
كما يصف الموقع بالتفصيل رحلة المعتقلين الشاقة عبر شبكة مراكز التعذيب والاستجواب في سوريا، والتي غالبا ما كانت تنتهي في سجن صيدنايا بالنسبة لمعارضي النظام، وفق ما نقله التقرير.
وأشارت إيكونوميست إلى أن صيدنايا كان يُستخدم منذ عهد حافظ الأسد لاعتقال معارضين من مختلف التيارات، ولكن مع اندلاع الحرب تحوّل السجن إلى مركز للإعدامات الجماعية، حيث كان النزلاء يشنقون أو يضربون حتى الموت.
ووفق تقرير نشرته الجزيرة، كان سائدا أن يفرز المعتقلون داخل أقسام سجن صيدنايا حسب التهم السياسية الموجهة إليهم، فكان يضم معتقلي جماعة الإخوان المسلمين وحزب التحرير الإسلامي وحركة التوحيد الطرابلسية.
كما ضم السجن معتقلين لبنانيين من أطراف عدة غير موالية لسوريا، وفلسطينيين متهمين بأن لهم علاقة جيدة مع المعارضة السورية، ومعتقلين شيوعيين ومن الأحزاب الكردية على اختلافها، إضافة إلى بعض العسكريين السوريين.
وأضافت إيكونوميست أن القائمين على المشروع سبق أن وثقوا نظام الاعتقال لدى تنظيم الدولة الإسلامية في موقع مماثل، واستُخدمت بياناته لاحقا كأدلة في محاكم أوروبية ضد عناصر النظام السوري.
إعلان
وخلصت المجلة إلى أن الموقع سيتيح للحقوقيين والمؤرخين وعائلات المفقودين فرصة للحصول على معلومات جديدة، على أمل أن تسهم مبادرات التوثيق هذه مستقبلا في تحقيق قدر من العدالة والمساءلة.
في خطوة تعكس تشدد إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في ملف الهجرة، أكدت رواندا، الخميس، أنها استقبلت 7 مهاجرين رُحّلوا من الولايات المتحدة، لتصبح ثالث دولة أفريقية تنخرط في ترتيبات من هذا النوع بعد جنوب السودان ومملكة إسواتيني، بحسب مجلة نيوزويك الأميركية.
ومملكة إسواتيني -التي عرفت سابقا باسم مملكة سوازيلاند- تقع جنوب القارة السمراء، تحيط بها من الشمال والجنوب والغرب جنوب أفريقيا، وتحدها من الشرق وموزمبيق، ولا تتعدى مساحتها 17 ألفا و363 كيلومترا. خضعت سابقا للنفوذ البريطاني، ثم لاحقا لسلطة اتحاد جنوب أفريقيا، قبل أن تستقل.
ووفقا لمجلة نيوزويك الأميركية، فإن المرحّلين لا تربطهم أي صلة بالبلاد، ولم تكشف السلطات الرواندية عن هوياتهم أو جنسياتهم، ولا عن أماكن وجودهم، كما لم توضح ما إذا كان لأي منهم سجلات جنائية.
وفي تقرير لاثنين من مراسليها المختصين بشؤون الهجرة، أفادت المجلة أن التجربة تكشف أيضا الوجه الإنساني المأزوم لهذه السياسة، ذلك لأن بعض المرحّلين يجهلون مصيرهم، وآخرون محتجزون في حاويات معدّلة أو في حبس انفرادي.
ترحيل إلى أفريقيا
ورغم تأكيد الحكومات المعنية أنها ستضمن “سلامة ورفاهية” هؤلاء، فإن مصيرهم الفعلي يظل مجهولا، على حد تعبير نيوزويك.
ووفق ما نقله التقرير، صرحت المتحدثة باسم الحكومة الرواندية، يولاند ماكولو، بأن المرحّلين يتلقون زيارات من مسؤولي الأمم المتحدة وخدمات اجتماعية رواندية.
وقد أعرب 3 منهم عن رغبتهم في العودة إلى بلدانهم الأصلية، في حين قال الأربعة الآخرون إنهم يرغبون في البقاء وبناء حياة جديدة لهم في الدولة التي تعد واحدة من أصغر الدول مساحة في شرق أفريقيا، حسب التقرير.
إدارة ترامب رحّلت ابتداء من نيسان/نسيان الماضي مئات المهاجرين أغلبيتهم فنزويليون (رويترز)
وفي الوقت نفسه، قالت أوغندا إنها وافقت على صفقة “مؤقتة” مع إدارة ترامب لاستقبال مهاجرين مرحّلين من الولايات المتحدة، بشروط لم تكشف عن تفاصيلها أو المزايا المحتملة التي قد تحصل عليها مقابل استقبال المرحّلين، طبقا لتقرير المجلة.
إعلان
وكانت الولايات المتحدة قد رحّلت في تموز/تموز المنصرم 8 رجال إلى جنوب السودان، بينهم أفراد من كوبا ولاوس والمكسيك وميانمار وفيتنام، بعد أن أجّل طعن قضائي مؤقت عملية ترحيلهم.
وبعد أسبوعين من تلك الترحيلات، أكدت واشنطن أنها أرسلت 5 رجال آخرين من فيتنام وجامايكا وكوبا واليمن ولاوس إلى مملكة إسواتيني الصغيرة في جنوب القارة الأفريقية.
مدى نجاح السياسة
فهل كانت سياسات ترامب بشأن الهجرة رادعا ناجحا، أم أنها انتهاكات قمعية لحقوق المهاجرين؟
وفي محاولة للإجابة عن هذا السؤال، تحاور اثنان من المساهمين في نيوزويك، أولهما المؤرخ الأميركي بول دو كينوي، الذي يعمل رئيسا لمعهد بالم بيتش للحريات، منظمة تعمل على تعزيز الحقوق المدنية والحريات الدستورية، والمحلل السياسي مات روبسون.
ترامب أثناء افتتاح سجن “تمساح ألكاتراز” مطلع تموز/تموز 2025 (رويترز)
ودار الحوار بينهما حول أساليب ترامب لإنفاذ قوانين الهجرة، التي تخضع حاليا لتدقيق قانوني، خصوصا فيما يتعلق بمركز احتجاز المهاجرين غير النظاميين المثير للجدل في فلوريدا المعروف باسم سجن “تمساح ألكاتراز“.
ووفق المقال، يعتبر الرئيس الأميركي وحلفاؤه السجن منشأة نموذجية تهدف لإقناع المعتقلين فيه بالموافقة على ما يُعرف بـ”الترحيل الطوعي”.
ووصف بول دو كينوي مراكز الاحتجاز -مثل “سجن ألكاتراز”- بأنها قانونية تماما، وأن الحكم الفدرالي ضدها استند فقط إلى مزاعم انتهاك قوانين بيئية.
وأشار إلى أن وكالة الهجرة والجمارك وغيرها من أجهزة إنفاذ القانون قامت -تحت إدارة ترامب الحالية- بترحيل أعداد من المهاجرين أكبر مما فعلت الإدارة السابقة، رغم مقاومة حكومات الولايات اليسارية والناشطين من القضاة.
وتوقع أن ترتفع أعداد المرحَّلين أكثر بعد التمويل الذي حصلت عليه وكالة الهجرة والجمارك بقيمة 100 مليار دولار.
مظاهرات مؤيدة للمهجرين في نيويورك (الفرنسية)
وقال إن الـ1.6 مليون الذين غادروا هذا العام منهم أعداد كبيرة شجّعتهم الإدارة على “الترحيل الطوعي”، وهو ما لم يفعله الديمقراطيون.
وأضاف أن هذا يعني أن ترامب تجاوز بالفعل أعداد من رحّلتهم إدارة الرئيس السابق جو بايدن، ومع 100 مليار دولار لتمويل إدارة الجمارك والهجرة، فإن الأعداد سترتفع أكثر.
نهج قمعي
ورغم اتفاق روبسون جزئيا مع دو كينوي على أن إجراءات ترامب كانت فعالة إلى حد ما، أشار إلى أن انخفاض عبور الحدود كان أساسه قيود بايدن على اللجوء.
وأضاف أن بايدن رحّل عددا أكبر من الأشخاص في 2024 مقارنة بما قد يرحله ترامب هذا العام، دون إثارة مشاكل أخلاقية.
واعتبر أن ما فعله ترامب بفعالية أكبر هو صناعة لقطات استعراضية لمداهمات وعمليات اختطاف على غرار ما كان يفعله رئيس الاتحاد السوفياتي السابق جوزيف ستالين لمهاجرين ونقلهم إلى معسكرات الاعتقال “غولاغ”، حيث كانوا يتعرضون للتعذيب والاعتداء الجنسي.
وتساءل روبسون: “إذا كان بايدن أكثر مسؤولية في وقف تدفق المهاجرين وأكثر فاعلية في الترحيل، فهل النهج القمعي لترامب مبرَّر؟ وهل دولة يُختطف فيها الناس على يد مراهقين مقنّعين تمثل ما يريده المحافظون الدستوريون؟”.
إعلان
وبحسب المجلة، فإن خلاصة القول تكمن في أن الحوار ليس فقط حول الأرقام، بل حول الأسلوب، وما إذا كان ترحيل أشخاص إلى دول لا يعرفونها، أو احتجازهم في ظروف قاسية، يُعد سياسة ردع ناجحة، أم إنه تراجع خطير عن المبادئ التي طالما ادّعت الولايات المتحدة الدفاع عنها.