نيويورك تايمز تشجب بقوة منع إسرائيل وسائل الإعلام من دخول غزة

نيويورك تايمز تشجب بقوة منع إسرائيل وسائل الإعلام من دخول غزة

اعتبرت نيويورك تايمز أن قرار الحكومة الإسرائيلية بمنع الصحفيين الدوليين من دخول غزة “مخز ومدمر للذات”.

وانتقدت هيئة تحرير الصحيفة -في مقال افتتاحي- بشدة الحظر الإسرائيلي المستمر على دخول الصحفيين الأجانب إلى غزة خلال الحرب، مؤكدة أنه غير مبرر ويؤدي إلى نتائج عكسية.

الصحفيون الذين استشهدوا في غزة اليوم الاثنين (الجزيرة)
الصحفيون الذين استشهدوا في غزة يوم 25 آب/آب 2025 (الجزيرة)

وبينما أقرت هيئة تحرير نيويورك تايمز بالمخاطر الجسيمة التي يواجهها الصحفيون، إذ قتل أكثر من 200 منهم، على يد القوات الإسرائيلية، فإنها أبرزت أن هذا الحظر يفاقم من انعدام الشفافية والمساءلة.

وقالت هيئة التحرير، التي تضم مجموعة من صحفيي الرأي، إن تل أبيب تُقوض بهذا الفعل مصداقيتها، خاصة بالمقارنة مع بلدان مثل الولايات المتحدة خلال حربها في أفغانستان والعراق وأوكرانيا حاليا اللتين سمحتا بدخول الصحفيين خلال الحرب.

ولفتت الافتتاحية إلى أن الصحفيين الفلسطينيين سدوا هذه الفجوة بشجاعة، لكن أفعال إسرائيل تشير إلى أنها تحاول إخفاء حجم الدمار الذي خلفته الحرب، والذي يشمل سقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين، وانتشار الجوع، وانهيار البنية التحتية للقطاع الفلسطيني.

وأشارت كذلك إلى أن الهدف من هذا الحظر هو محاولة إخفاء الرعب الكامل للحرب، لكن وسائل التواصل الاجتماعي وعمل الصحفيين المحليين أفشلا هذه المحاولة.

وأوضحت الافتتاحية أن “قسوة إسرائيل تجاه الصحفيين الذين يغطون الحرب” هي نتيجة محتملة للحظر، مستشهدة بالهجوم على مستشفى ناصر الذي أسفر عن مقتل العديد من الصحفيين.

ووصفت هذا الهجوم الذي وقع الأسبوع الماضي وراح ضحيته 5 صحفيين من أسيوشيتد برس ورويترز والجزيرة وميدل إيست آي، بأنه مثال مروع وصادم.

وأوضحت أن إسرائيل استخدمت أحيانا ما يُسمى بالضربات المزدوجة في غزة، حيث تتبع الضربة الأولى ضربة أخرى، بهدف إلحاق أقصى ضرر بالعدو، ومع ذلك، غالبا ما يكون الصحفيون وفرق الطوارئ الطبية هم أول من يصل إلى موقع الحادث.

إعلان

وذكّرت بأن نيويورك تايمز كانت ضمن 100 وسيلة إعلامية طالبت إسرائيل في شباط/شباط 2024 بالالتزام بالقانون الدولي وحماية الصحفيين الفلسطينيين الذين يواصلون تقديم التقارير، “على الرغم من المخاطر الشخصية الجسيمة التي يتعرضون لها”.

جدعون ليفي: مأساة أن نغضب لأسير جائع لكن نشمت بمقتل أطفال ينتظرون الخبز

جدعون ليفي: مأساة أن نغضب لأسير جائع لكن نشمت بمقتل أطفال ينتظرون الخبز

انتقد الكاتب جدعون ليفي الحراك الإسرائيلي المطالب بتحرير الأسرى لدى حركة حماس، متهما إياه بالانتقائية والتعامي عن مأساة غزة.

وفي مقال له بصحيفة هآرتس، قال ليفي إن إسرائيل تقودها اليوم حكومة قاسية، رئيس وزرائها “عديم الرحمة”، وإن حياة البشر -سواء كانوا من سكان غزة أو من الأسرى أو حتى من الجنود الإسرائيليين- لا تعني لها شيئا.

وأشار إلى أن من يقف ضد الحكومة تيار صغير غير مُمَثّل في البرلمان يؤمن بالمساواة بين جميع الأرواح البشرية، على حد تعبيره.

وتابع أنه بين هذا التيار الضئيل و”الحكومة الشريرة”، يقبع معسكر “وسط”، معظم أفراده يناضلون ضد انعدام الإنسانية المتزايد وضد الخداع الذي تآذاره حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وذكر ليفي أن هذا “المعسكر الوسط” في إسرائيل -المتمثل في المتظاهرين ضد نتنياهو- يُظهر بدوره إنسانية ناقصة، إذ يبكي على 20 أسيرا إسرائيليا، بينما يتجاهل أن الجيش يقتل في المتوسط 20 مدنيا فلسطينيا كل ساعة.

Gideon Levy الصحفي الإسرائيلي ( FILE PHOTO - Anadolu Agency )
الكاتب الإسرائيلي جدعون ليفي (الأناضول)

وأضاف أن هؤلاء “لا يتركون حجرا إلا ويقلبونه من أجل إنقاذ أي إسرائيلي، لكنهم يُعرضون ببرود عن الفلسطينيين الذين يكون مصيرهم أشد سوءا”.

وزاد موضحا: “إنهم غاضبون من قسوة بنيامين نتنياهو، لكن قسوة قلوبهم أشد. فعندما يتعلّق الأمر بالفلسطينيين، فإنهم يُظهرون الشر ذاته والقلوب المتحجرة نفسها”.

أي حركة احتجاجية لا يمكن أن تكتسب قوة ومصداقية إلا إذا جعلت مناهضة الإبادة الجماعية في غزة جزءا أساسيا من أجندتها إلى جانب المطالبة بتحرير الأسرى.

وقال إن هذه الظاهرة التي بلغت ذروتها في الحرب الحالية على غزة، يصعب فهمها، “إذ كيف يمكن أن يُصدم المرء لرؤية الأسير الجائع أفيتار دافيد، ثم يهز كتفيه أو حتى يشمت بمقتل الناس في طوابير الخبز؟”.

ويمضي في تساؤله: “كيف يتأتى لإنسان أن يثور لعائلة بيباس (التي وقعت في الأسر في السابع من تشرين الأول/تشرين الأول 2023)، بينما لا يكترث لمقتل ألف رضيع و19 ألف طفل بأيدي الجيش الإسرائيلي، أو لوجود 40 ألف يتيم في غزة؟”.

إعلان

وتساءل أيضا: “كيف يتسنى للمرء أن يسهر الليالي قلقا من أنفاق حماس، ولا يهتم بما يجري في مراكز الاعتقال في سدي تيمان أو مجيدو، التي تشكّل عارا علينا جميعا؟”.

وخلص الكاتب إلى أن أي حركة احتجاجية لا يمكن أن تكتسب قوة ومصداقية إلا إذا جعلت مناهضة الإبادة الجماعية في غزة جزءا أساسيا من أجندتها إلى جانب المطالبة بتحرير الأسرى.

صحف أوروبية تقيّم فتح ميركل حدود بلادها للمهاجرين

صحف أوروبية تقيّم فتح ميركل حدود بلادها للمهاجرين

اهتمت بعض الصحف الأوروبية بتقييم سياسة الهجرة التي انتهجتها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عام 2015، حين فتحت أبواب البلاد أمام المهاجرين السوريين الهاربين من سطوة نظام بشار الأسد، وقالت كلمتها الشهيرة “سننجح”.

وقد أظهرت عناوين الصحف مزيجا من الفشل والنجاح لهذه السياسة، فكان عنوان صحيفة لوتان السويسرية “10 سنوات بعد أنجيلا ميركل.. تجريد المهاجرين من إنسانيتهم”، وعنوان صحيفة لوموند الفرنسية “بعد 10 سنوات من أزمة الهجرة، ألمانيا تقيّم شعار: سننجح”.

في حين كان عنوان صحيفة لوفيغارو الفرنسية “بعد 10 سنوات، النهاية المريرة لفتح أنجيلا ميركل حدود ألمانيا”، وأخيرا جاء عنوان تايمز البريطانية “بعد مرور 10 سنوات، هكذا غيّر ترحيب أنجيلا ميركل بالمهاجرين ألمانيا”.

وقالت لوتان -في افتتاحيتها- إن ميركل نطقت عام 2015 بكلمة لاقت إشادات وانتقادات كثيرة في آن واحد، “سننجح”، ورأت الصحيفة أن “هذه اللحظة الإنسانية الجليلة يجب أن تدفعنا إلى التساؤل عن الهستيريا المعادية للهجرة التي تسيطر على الديمقراطيات الغربية”.

German Chancellor Angela Merkel, center right, holds her ballot card as she talks to lawmakers during a asylum debate of the German Federal Parliament, Bundestag, in Berlin, Germany, Thursday, Feb. 25, 2016. Germany's Parliament is debating new measures meant to speed up the handling of migrants and cut their numbers, as well as legislation making it easier to deport foreigners who commit crimes. Chancellor Angela Merkel's Cabinet has already approved the package of measures and they aren't expected to meet wide resistance in Thursday's vote. (AP Photo/Michael Sohn)
ميركل تحمل بطاقة اقتراعها أثناء حديث مع المشرعين خلال مناقشة اللجوء بالبرلمان (أسوشيتد برس)

ونبه ستيفان بوسار -في الافتتاحية- إلى أن الذين يعتقدون أن ثقافة الترحيب التي انتهجتها ميركل أدت إلى تدهور ألمانيا الاقتصادي والهوياتي وحتى الأخلاقي، لديهم رؤية مشوهة للواقع، لأن ألمانيا نجحت باعتبار أن ثلثي اللاجئين السوريين الذين وصلوا عام 2015 حصلوا على وظائف، وحصل كثير منهم على جنسية البلد المضيف، وإن كانت أقلية ضئيلة منهم ارتكبت جرائم.

نهاية مريرة

ومع ذلك، وصلت الصحيفة إلى أن شعار “سننجح” يبدو الآن متناقضا مع العصر، مشيرة إلى إعادة عديد من الدول الأوروبية فرض ضوابط على الحدود، بما فيها ألمانيا بقيادة المستشار الحالي فريدريش ميرتس، وبريطانيا حيث يَعِد حزب “إصلاح المملكة المتحدة” من أقصى اليمين بزعامة نايجل فاراج، بترحيل أكثر من 600 ألف مهاجر غير نظامي.

إعلان

وفي تقييمها، قالت لوموند -في تقرير بقلم مراسلتها في برلين إلسا كونيسا- إن ميركل، عندما قالت كلمتها “سننجح”، لم تكن تتوقع أن تتحول هذه العبارة إلى شعار ينفجر في وجهها، مشيرة إلى أن سياسة الاندماج الاستباقية المطبقة قد أثمرت، لكنها لا تزال تثير انقساما في الآراء.

وأشارت إلى أن ميرتس صرح قائلا “لن ننجح”، خلال حملة انتخابية برلمانية يوم 23 شباط/شباط، في فترة اتسمت بسلسلة من الهجمات القاتلة التي نفذها مهاجرون، وكرر ذلك، ساعيا إلى النأي بنفسه عن إرث سلفه، التي يتهمها اليمين الألماني بأنها سبب صعود أقصى اليمين على مدى السنوات العشر الماضية.

Refugees wait at a inspection station near the Austrian-German border near to Passau, Germany, 30 تشرين الأول 2015. An escalating row in Chancellor Angela Merkel's government over mass arrivals of migrants from war zones provoked a rebuke on 30 تشرين الأول 2015 from German deputy Chancellor Sigmar Gabriel, leader of Germany's Social Democratic Party (SPD). Merkel's أيلول 5 decision to open Germany's borders and absorb migrants has won global praise but local recrimination. The ruling party of southern Bavaria state, the Christian Social Union (CSU), is pressing Merkel's Christian Democrats (CDU) to limit new arrivals. A key bone of contention is a CSU demand for "transit zones" at the Austrian border, analogous to the sealed-off sections of airports where transferring passengers change plane without going through a country's immigration control.
لاجئون ينتظرون في محطة تفتيش قرب الحدود النمساوية الألمانية (الأوروبية)

أما صحيفة لوفيغارو، فانطلقت -في تقرير بقلم مراسلها في برلين بيير أفريل- من أن النهاية كانت مريرة بعد 10 سنوات من فتح أنجيلا ميركل حدود ألمانيا، مشيرة رغم ذلك إلى لحظة نجاح أحد اللاجئين السوريين، ووصفتها بأنها تجسد الجانب السعيد لإحدى أهم المراحل في التاريخ الألماني.

وذكرت لوفيغارو أن ميركل قررت، لأسباب إنسانية بحتة، تجاهل قواعد الاتحاد الأوروبي بشأن الاستقبال وفتحت أبواب بلادها للاجئين السوريين العالقين على الحدود المجرية، وسرعان ما وصل عدد الداخلين إلى 1.6 مليون.

وتحت الضغط -كما تقول الصحيفة- طلبت المستشارة من جيرانها إنشاء آلية مجتمعية لتوزيع المهاجرين، فأجاب رئيس الوزراء الفرنسي وقتها مانويل فالس، بدعم من دول أوروبا الوسطى بأنه “لا يمكن لأوروبا استيعاب مزيد من اللاجئين”، فوجدت ألمانيا نفسها وحيدة في الخطوط الأمامية لأزمة اللاجئين السوريين.

وبعد 10 سنوات -كما ترى الصحيفة- تغيرت صورة البلاد بشكل جذري، وظل الألمان في معزل عن المهاجرين، وكان يعتقد أنه بهذه الهجرة يمكن حل مشكلة شيخوخة السكان في ألمانيا، ولكن سرعان ما تلاشت هذه النشوة، على حد زعم يوناس فيدنر، الباحث في مركز برلين للدراسات الاجتماعية.

ميركل فخورة بسجلها

وبعد 10 سنوات، تقول ميركل إنها فخورة بإنجازاتها، وغير متأثرة بالمزاج الوطني الجديد الذي يتهمها “بتقسيم البلاد”، وقالت “لا أعتقد أنني أرهقت ألمانيا”، ولكن “حزب البديل من أجل ألمانيا” -من أقصى اليمين- الذي كان هامشيا في السابق شهد نهضة في أعقاب مبادرتها، ليصبح قوة المعارضة الرئيسية في البلاد.

وذكرت الصحيفة أن الموجة اللاحقة من المهاجرين الأوكرانيين عام 2022 أدت إلى زيادة الضغط على مراكز الاستقبال، وتلتها موجة الهجمات التي شنها المهاجرون في الأشهر الماضية، لتعلن نهاية حقبة كرم ألمانيا، بعد أن شددت شروط اللجوء حكومة أولاف شولتس من الحزب الاشتراكي الديمقراطي.

الذين يعتقدون أن ثقافة الترحيب التي انتهجتها ميركل أدت إلى تدهور ألمانيا الاقتصادي والهوياتي وحتى الأخلاقي، لديهم رؤية مشوهة للواقع

بواسطة ستيفان بوسار

من جهتها، قالت صحيفة تايمز البريطانية إن ميركل تعرضت لهجوم متواصل بسبب قرارها السماح لأكثر من مليون طالب لجوء، معظمهم من سوريا وأفغانستان والعراق، بدخول بلادها.

إعلان

وقد ردت على منتقديها، وكثير منهم من حزبها، الحزب المسيحي الديمقراطي، متسائلة ماذا كانوا سيفعلون لو كانوا مكانها عند مواجهة تدفق الوافدين الجدد؟ و”هل كان ينبغي وضع مدافع مياه على الحدود؟” و”ماذا كان سيحل بقيمنا في تلك الحالة؟”

وأشارت الصحيفة إلى أن ألمانيا اليوم مختلفة تماما، ونسبت لنيكلاس هاردر، كبير خبراء السياسة في المركز الألماني لأبحاث الاندماج والهجرة، قوله: “نحن بلد شديد الاستقطاب”.

وأضاف: “لا يزال هناك من يتطوع ويبذل كثيرا من أجل المهاجرين، لكنك لن تجد سياسيا من حزب كبير يقول إن ما حدث عام 2015 كان أمرا جيدا، وإنه يجب أن نفخر بما أنجزناه، لأن ذلك لا يساعد في كسب الأصوات في الساحة السياسية حاليا”.

وحاولت مجلة دير شبيغل مراجعة ردود فعل الحكومات المتعاقبة على ما سمتها “تجربة اندماج هائلة” ضمن 4 فئات: توفير السكن، والعمل، والتحصيل الدراسي، والتأثير على القانون والنظام.

وخلص التقرير -حسب الصحيفة- إلى أن “العدد الكبير من اللاجئين قد أثرى ألمانيا في بعض النواحي، ولكنه أثقل كاهلها في نواح أخرى”.

صحيفة سويسرية: أسطول الصمود هو الأقدر على كسر حصار غزة

صحيفة سويسرية: أسطول الصمود هو الأقدر على كسر حصار غزة

قالت صحيفة لوتان السويسرية إن أكبر أسطول ينظم على الإطلاق لكسر الحصار عن قطاع غزة يبدأ نشاطه اليوم الأحد في برشلونة بتنظيم من ناشطين مخضرمين في الحركة المؤيدة لفلسطين.

وأوضحت الصحيفة -في تقرير بقلم فرانسوا موسو من مدريد- أن كسر الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة كان وما زال هدف كثيرين، وبينهم سيف أبو كشك، الفلسطيني ذو الجنسية الإسبانية، وهو يأمل أن يحققه في الأيام القادمة.

ورأى الكاتب أن طموح أبو كشك حتى الآن كبير، لأن جميع المحاولات لم تنجح في الوصول لغزة بسبب إسرائيل، إلا أن 40 سفينة على الأقل تنطلق اليوم الأحد من ميناء برشلونة، لتنضم إليها في الرابع من أيلول/أيلول سفن من تونس وعدة موانئ أخرى، قبل أن تلتقي على ساحل غزة، ما لم تعترضها البحرية الإسرائيلية.

وستكون هذه “أكبر مهمة تضامن في التاريخ”، كما صرح سيف أبو كشك للصحيفة، موضحا أن مئات الركاب سيشاركون في الرحلة، بمن فيهم الناشطة غريتا ثونبرغ والممثلة سوزان ساراندون، وشخصيات سياسية محلية مختلفة مثل رئيسة بلدية برشلونة السابقة آدا كولاو.

"ناشطو أسطول الحرية: "حنظلة" تقترب من غزة، حاملةً رسالة الصمود والتحدي"
السفينة “حنظلة” اقتربت من غزة قبل أن تسيطر عليها إسرائيل وتُرحّل ركابها أواخر الشهر الماضي (الجزيرة)

التزام راسخ

وأشارت الصحيفة إلى أن المشاركين يأتون من 44 دولة، بينها إسبانيا وإيطاليا واليونان والمغرب، وقد طلب 28 ألف شخص -حسب المنظمين- الصعود على متن أحد قوارب هذا الأسطول، الذي يطلق عليه اسم “الصمود”، وهو مصطلح يستخدمه الفلسطينيون للدلالة على الثبات في وجه القمع الإسرائيلي.

وقال أبو كشك للصحيفة: “مثل كثيرين غيري، اعتقلت وتعرضت للتعذيب، ولم أتلق أي دعم من السفارة الإسبانية. لم نحقق هدفنا، لكننا نجحنا في إيصال صوت الناس وكسب أنصار لا حصر لهم”.

وخطرت لأبو كشك فكرة أسطول الصمود عندما التقى في مصر مع تياغو أفيلا، الشخصية البارزة في الحركة المؤيدة للفلسطينيين في البرازيل، وأحد منظمي محاولة عبور سفينة مادلين في التاسع من حزيران/حزيران، إلى جانب غريتا ثونبرغ و10 ركاب آخرين، وقد قال لوسائل الإعلام: “لقد جمعنا الكثير من الدعم بحيث يمكننا هذه المرة أخيرا فتح طريق إنساني وتغيير كل شيء”.

إعلان

وليس من قبيل الصدفة أن تنطلق القافلة من برشلونة التي يقيم فيها سيف أبو كشك، وهو ناشط في منطقة كتالونيا التي تحظى القضية الفلسطينية بشعبية كبيرة داخلها، ومعظم أحزابها تدين إسرائيل بشدة.

برشلونة

ويؤكد سانتياغو غونزاليس فاليخو -عضو شبكة التضامن ضد احتلال فلسطين التي أطلقت عام 2005 في كتالونيا- أن جميع الإدارات تقريبا تسهل أي مبادرات من أجل غزة والضفة الغربية، مضيفا أن “التعبئة من أجل غزة قوية جدا في جميع أنحاء إسبانيا، لكن كتالونيا وخاصة برشلونة، هي الأقدر على تنظيمها”.

وقالت الصحيفة إن المشاعر المؤيدة للعرب تتجلى بوضوح في إسبانيا، وخاصة لدى اليسار لأسباب تاريخية، وبالفعل اعترف رئيس الوزراء الاشتراكي بيدرو سانشيز رسميا بالدولة الفلسطينية في أيار/أيار 2024، إلى جانب نظرائه في أيرلندا والنرويج، ومنذ ذلك الحين، تضاعفت الخلافات الدبلوماسية بين مدريد وتل أبيب.

وتساءل الكاتب هل يمكن لأسطول صمود أن ينجح؟ مشيرا إلى أن ذلك مشكوك فيه، بالنظر إلى التجارب السابقة، إذ فشلت جميع الرحلات الاستكشافية المنطلقة من تركيا واليونان والسويد بين عامي 2010 و2015، ومنذ ربيع هذا العام، أُحبطت 3 محاولات أخرى.

هذه العملية فرصة لكسر الحصار بالنظر إلى عدد السفن والركاب، سيكون من الصعب على السلطات الإسرائيلية الصعود على متن هذا العدد الكبير من السفن، إلا إذا قرروا قصفها.

ونقلت الصحيفة عن خبير في الأمن البحري -طلب عدم الكشف عن هويته- قوله إن “أي عملية تمثل فرصة لكسر الحصار هي هذه، بالنظر إلى عدد السفن والركاب”، وأضاف “سيكون من الصعب على السلطات الإسرائيلية الصعود على متن هذا العدد الكبير من السفن، إلا إذا قرروا قصفها”.

وبحسب متابعين، فقد نجحت جميع المحاولات السابقة ضمن “أسطول الحرية” في إسماع صوت الغزيين المحاصرين، وكشفت للعالم كيف تمنع إسرائيل جميع المتضامنين من الوصول إلى المجوعين في القطاع المحاصر بحرا وبرا وجوا.

وأعلنت الأمم المتحدة وخبراء دوليون رسميا للمرة الأولى -الأسبوع الماضي- تفشي المجاعة على نطاق واسع في قطاع غزة، وهي المرة الأولى التي تعلن فيها المجاعة بمنطقة الشرق الأوسط.

وأصدرت منظمة الصحة العالمية، وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، وبرنامج الغذاء العالمي، ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) بيانا مشتركا بجنيف أكدت فيه أن أكثر من نصف مليون شخص في غزة عالقون في مجاعة.

صحف عالمية: إسرائيل عرضة لمزيد من الإدانة والأوروبيون منقسمون بشأن معاقبتها

صحف عالمية: إسرائيل عرضة لمزيد من الإدانة والأوروبيون منقسمون بشأن معاقبتها

سلطت صحف ومواقع عالمية الضوء على الانتقادات الموجهة لخطة إسرائيل لاحتلال قطاع غزة، والاحتجاجات المناوئة لاستمرار الحرب في القطاع، ومطالب إدخال المساعدات إلى غزة لإنقاذ الأطفال من الجوع.

وقال يوتام فيلك، وهو نقيب بالجيش الإسرائيلي من قوات الاحتياط، إن “خطة إعادة احتلال مدينة غزة ليست خطوة عسكرية مدروسة، بل هي أحد أعراض إدمان الاحتلال من قبل حكومة لا تعرف إلا التدمير، لا البناء”.

ويشرح فيلك -في شهادة لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية- كيف اتضح بمرور الوقت أن “القتال في غزة يعكس رغبة قادة لم يخططوا للتوقف أبدا ودفع الثمن السياسي اللازم لاتخاذ قرارات إنهاء الحرب.. بل اختاروا أن يدفع الجنود والرهائن والفلسطينيون ثمنها بالدم”.

أما صحيفة هآرتس، فأبرزت شعارات رفعها المحتجون الإسرائيليون ضد مواصلة الحرب على غزة، بينما تبتعد حكومة بنيامين نتنياهو عن اتفاق بشأن الأسرى، مشيرة إلى أن الاحتجاجات تزايدت خلال الأسابيع الأخيرة وتتلخص شعاراتها في فكرة مفادها أن احتلال غزة سيكون بمنزلة حكم بالإعدام على الأسرى.

وأشارت الصحيفة إلى أن الدعوات تتزايد للمشاركة بقوة في مظاهرات الأحد بالتزامن مع اجتماع تحضّر له الحكومة بشأن غزة.

وقالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية إن التقارير بشأن اعتزام الحكومة الإسرائيلية تقليص كميات المساعدات التي تسمح بدخولها إلى غزة تجعل إسرائيل عرضة لمزيد من الإدانة الدولية، بينما يتزايد الإحباط داخلها وخارجها إزاء الظروف المزرية التي يعيشها الفلسطينيون في غزة ومعهم الأسرى.

وتضيف الصحيفة أن هناك خشية كبيرة لدى عائلات الأسرى من أن يعرض الهجوم الإسرائيلي على مدينة غزة حياتهم للخطر.

فشل أوروبي

واهتمت صحيفة غارديان البريطانية برسالة وجهها أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي إلى وزير الخارجية ماركو روبيو، يطالبون فيها باستخدام الولايات المتحدة نفوذها لمساعدة المتضررين من المجاعة في غزة.

إعلان

ودعا الأعضاء الديمقراطيون الخمسة -حسب نص المراسلة التي اطلعت عليها غارديان- إلى الضغط باتجاه السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، بما في ذلك كميات كبيرة من الحليب، حيث يموت الأطفال جوعا في القطاع.

ومن جهة أخرى، أشارت صحيفة لوموند الفرنسية إلى أن الأوروبيين ما زالوا منقسمين بشأن فرض عقوبات على إسرائيل رغم الوضع الإنساني الكارثي الذي يعيشه الفلسطينيون في القطاع بسبب الحرب، وقالت إن وزراء الاتحاد الأوروبي فشلوا في الاتفاق على أي من المقترحات التي طرحت للنقاش خلال اجتماعهم في كوبنهاغن.